تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٨
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أبو عثمان ـ ويقال : أبو الوليد ـ عنبسة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي ، يعد في أهل الحجاز ، وأمّه عاتكة بنت أبي أزيهر (١) من أزد السّراة ، سمع أخته أم حبيبة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنه عمرو (٢) بن أوس الثقفي ، والمسيّب بن رافع أبو العلاء الكاهلي (٣) ، وشهر بن حوشب ، ومكحول أبو عبد الله ، كنّاه لنا محمّد ، نا محمّد قال : كنّاه العقدي عن محمّد بن سعيد الطائفي ، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي ، نا محمّد بن زكريا الغلّابي ، نا العتبي ، نا ابن أبي خالد ، عن أبي عطاء مولى عتبة قال : قدم ابن عباس على معاوية وعنده عنبسة بن أبي سفيان فقال ابن عباس لعنبسة : يا أبا الوليد.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطّبري.

قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان قال : قال ابن بكير : قال الليث بن سعد :

حج عامئذ بالناس ـ يعني سنة ست وأربعين ـ عنبسة بن أبي سفيان ، قال : وحج عامئذ يعني سنة سبع وأربعين بالناس عنبسة بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن (٤) السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال :

وأقام الحجّ يعني سنة ست وأربعين عنبسة (٥) بن أبي سفيان بن حرب ، وأقام الحج يعني سنة سبع وأربعين عنبسة بن أبي سفيان (٦) ، وولاها (٧) يعني مكة عنبسة بن أبي سفيان ، وكان إذا شخص إلى الطائف استخلف طارق بن مرقع (٨).

حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد الأزهري ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا أبو حامد الشّرقي (٩) ، نا محمّد بن يحيى ، نا أصبغ ، أخبرني عبد الله بن وهب ، أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب أن سالم بن عبد الله أخبره.

__________________

(١) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م.

(٢) في م : معمرو.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ١١٠.

(٤) بالأصل وم : الحسين ، تصحيف ، والسند معروف.

(٥) في تاريخ خليفة ص ٢٠٨ (ت. العمري) عتبة بن أبي سفيان بن حرب حج بالناس سنة ست وأربعين.

(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٠٨.

(٧) يعني معاوية.

(٨) لم أجد الخبر في تاريخ خليفة.

(٩) الأصل وم : الشرفي ، تصحيف.

٢١

أن ابن عمر وقف مع عنبسة بن أبي سفيان بمكة (١) ، عنبسة صبيحة جمع ، فأصبح عنبسة حتى خشي عبد الله أن تطلع الشمس ، فقال عبد الله : ألا أجد لهذا ، ثم دفع عبد الله لمّا رآه لا يدفع فدفع الناس مع عبد الله.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا الحسن بن أبي بكر ، أنا عبد الملك بن الحسن بن يوسف العدل ، نا أحمد بن أبي عوف [نا](٢) إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة ، نا محمّد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم ، عن أبي عبد الملك عن القاسم ، عن أبي أمامة قال :

مرض عنبسة بن أبي سفيان فدخل عليه أناس يعودونه وهو يبكي ، قال : فقلنا : ما يبكيك يا أبا عثمان ، فقال كانت لك سابقة وقد سلف لك خير ، قال : وما لي لا أبكي من هول المطّلع ، وما لي عمل أثق به.

أخبرنا أبو المظفّر بن الأستاذ أبي القاسم القشيري ، أنا أبي أبو الحسن الخفّاف ، أنا أبو العباس السّرّاج ، نا محمّد بن سهل بن عسكر ، نا يحيى بن حسّان ، نا الهيثم بن حميد ، عن العلاء بن الحارث ، عن القاسم بن عبد الرّحمن ، عن عنبسة بن أبي سفيان أنه لما حضرته الوفاة جزع.

قال الهيثم : وكان لعنبسة نجواء (٣) فقيل له : ما يجزعك؟ ألم تكن على سمت من الإسلام حسن؟ قال : ما لي لا أجزع ، ولست أدري على ما أقدم عليه؟ مع أنّ أرجى عملي في نفسي أنّي سمعت أختي أم حبيبة تقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وبعدها أربعا حرّمه الله على النار» ، فالله ما تركتهن منذ سمعتهن إلى يومي هذا [١٠١٣٦].

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن عمر العمري ، أنا أبو

__________________

(١) في م : يعني بمكة.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن م. راجع ترجمة إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة في تهذيب الكمال ٢ / ٢٠٢.

(٣) الأصل وم : نحوا ، ولعل الصواب ما أثبت : نجواء ، يقال : أصبته نجواء : حديث النفس (تاج العروس : بتحقيقنا).

٢٢

محمّد بن أبي شريح ، أنا أبو (١) جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار الرذاني (٢) ، نا حميد بن زنجويه ، نا أبو مسهر الدّمشقي ، نا الهيثم بن حميد ، نا العلاء بن الحارث ، عن القاسم بن عبد الرّحمن ، عن عنبسة بن أبي سفيان وكان عنبسة له نجو (٣) فلما حضرته الوفاة جزع ، فقيل له : ما يجزعك؟ ألم تكن على سمت من الإسلام حسن؟ قال : وما لي لا أجزع ولست أدري ما أقدم عليه؟ ما إن أرجى عملي عندي حديث حدثتني به أم حبيبة أنها سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر ، وأربعا بعدها حرّمه الله على النار» ، فو الله ما تركتهن منذ سمعتهن إلى يومي هذا [١٠١٣٧].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنا الحسين بن عقيل بن محمد ، أنا عبد الرّحمن بن عثمان ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا هلال بن العلاء ، نا أبي ، نا عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، حدّثني أيوب ـ رجل من أهل الشام ـ عن القاسم الدمشقي عن عنبسة بن أبي سفيان قال القاسم :

لما احتضر عنبسة جزع جزعا شديدا ، فقال له من حوله : لم تفعل هذا؟ ألم تكن على سمت حسن من الإسلام؟ فقال : ما لي لا أجزع؟ ولست أدري على ما أشرف ، مع أن أرجى عملي في نفسي أن أختي أم حبيبة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبرتني أن حبيبها أبا القاسم صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبرها قال : «ما من عبد يصلّي أربع ركعات بعد الظهر فتمسّ وجهه النار إن شاء الله» [١٠١٣٨].

٥٤٤٠ ـ عنبسة بن عبد الله بن محمّد بن عنبسة

أبو المجد الكفرطابي (٤)

سمع بمصر أبا [(٥) الحسين يحيى بن علي بن مفرّج الخشّاب [و]] بدمشق : أبا

__________________

(١) كتبت «أبو» فوق الكلام بين السطرين في م.

(٢) رسمها بالأصل : «الوادي» وفي م : «الوادي» وكلاهما تصحيف ، والصواب ما أثبت ، راجع ترجمة حميد بن مخلد بن قتيبة بن زنجويه في تهذيب الكمال ٥ / ٢٥٦ وفيها : روى عنه : .... وأبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبّار الرياني ، ويقال : الرذاني أيضا.

(٣) كذا بالأصل هنا : «نجو» ، وفي م : «نجو» وقد مرّ قريبا وأثبتنا : «نجواء».

والنجو : ما يخرج من البطن من ريح أو غائط (تاج العروس).

(٤) بفتح الكاف والفاء وسكون الراء وفتح الطاء المهملة ، نسبة إلى كفر طاب بلدة من بلاد الشام عند معرة النعمان بين حلب وحماة (الأنساب).

(٥) ما بين الرقمين سقط من م.

٢٣

عبد الله بن أبي (١) الحديد ، وأبا القاسم بن أبي العلاء.

أجاز لأبي القاسم بن صابر أن يروي عنه كتاب : «الغوامض» لعبد الغني بروايته عن الخشاب عن علي بن بقاء الورّاق عن عبد الغني في سنة ثمانين وأربعمائة.

٥٤٤١ ـ عنبسة بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي (٢)

أمّه أم ولد.

له ذكر ، تقدم ذكره في ترجمة أخيه الحجّاج بن عبد الملك (٣).

كانت له ضيعة من عمل عرقة (٤) ، وكان له ابن اسمه العيص.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن ، عن أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق الجلاب ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (٥) قال :

فولد عبد الملك : مسلمة (٦) والمنذر ، وعنبسة ، ومحمّدا ، وسعيد الخير ، والحجّاج لأمّهات أولاد.

٥٤٤٢ ـ عنبسة الأصغر بن عتبة بن عثمان بن أبي سفيان الأموي

كانت عنده رملة بنت عبد الله بن خالد أخت أبي العميطر.

له ذكر.

ذكره أبو المظفّر محمّد بن أحمد الأبيوردي.

__________________

(١) زيادة للإيضاح.

(٢) جمهرة ابن حزم ص ٨٩ وطبقات ابن سعد ٥ / ٢٢٤.

(٣) راجع ترجمة الحجاج بن عبد الملك في كتابنا : تاريخ مدينة دمشق ١٢ / ٩٩ رقم ١٢١١.

(٤) بالأصل : عرنه ، وفي م : «عرمه» ونرى «عرنه» بعيد ، والمثبت عرقة عن المختصر ، وهي بلدة في شرقي طرابلس بينهما أربعة فراسخ وهي آخر عمل دمشق (معجم البلدان).

(٥) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٢٢٤.

(٦) تقرأ بالأصل وم : سلمة ، والمثبت عن ابن سعد.

٢٤

٥٤٤٣ ـ عنبسة بن عمر بن حرب

ابن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

له ذكر.

ذكر أبو الحسن بن أبي العجائز أنه كان يسكن الصّفوانية (١) من إقليم حرلان (٢).

وذكر ابنه يزيد بن عنبسة ابن خمس سنين ، وابنه الحارث بن عنبسة ابن ثلاث سنين ، وابنته فاختة بنت عنبسة رضيع.

٥٤٤٤ ـ عنبسة بن الفيض بن عنبسة

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

كان يسكن قرية زملكان (٣) من إقليم بيت لهيا.

ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق وغوطتها من بني أمية.

وذكر له ثلاثة (٤) بنين : مروان بن عنبسة شاب ، ومحمّد بن عنبسة شاب ، والفيض بن عنبسة مراهق ، وبنتا له اسمها أم هشام ابنة عنبسة عاتق.

٥٤٤٥ ـ عنبسة بن أبي محمّد

ابن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

كان سكن ميدعا (٥) قرية من قرى دمشق ، وكانت لجده معاوية بن أبي سفيان.

__________________

(١) الصفوانية : من نواحي دمشق خارج باب توما من إقليم خولان (معجم البلدان).

(٢) حرلان : ناحية بدمشق بالغوطة فيها عدة قرى ، بها قوم من أشراف بني أمية (معجم البلدان) ، وانظر الحاشية السابقة ، وخولان : قرية كانت بقرب دمشق خربت.

(٣) من قرى دمشق ، وأهل الشام فإنهم يقولون زملكا بفتح أوله وثانيه وضم اللام والقصر (معجم البلدان).

(٤) الأصل : ثلاث ، والتصويب عن م.

(٥) من إقليم خولان كما في معجم البلدان.

٢٥

[ذكر من اسمه]

عنبر

٥٤٤٦ ـ عنبر الأسود (١)

خادم عمر بن عبد العزيز.

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه هشام أبو سعيد.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد الله السّنجي ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن أحمد (٢) المؤذن ، أنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي (٣) ـ إملاء ـ أخبرني أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان (٤) الزاهد : أنّ محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع أخبرهم نا أبو جعفر محمّد بن هشام مستملي ابن عرفة ، حدّثني أبو سعيد هشام ـ وكان من أهل الأدب ـ قال :

لما كنا بالرقة زمان هارون الرشيد جاءوا بعنبر الأسود خادم عمر بن عبد العزيز وقد جاز المائة وكذا وكذا ، وقد سقطت أسنانه ، فقالوا : يا عنبر ، أخبرنا عن عمر بن عبد العزيز ، فقال : يا أمير المؤمنين أخبرك بشيء رأيته أو بشيء بلغني عنه؟ قال : لا ، بل بشيء رأيته ، قال : سخّنت له ليلة ماء ، فقال : يا عنبر من أين لنا هذا الماء الحار ، وليس لنا حطب؟ قال : استقرضت لك من حطب الحرس.

قال هارون : وكان له حرس؟ قال : نعم بالليل وبالنهار يمنعون أهل الذمة ـ إذا جاءوا ـ لا يكفرون عنده.

__________________

(١) كذا وردت هذه الترجمة هنا ، بعد تراجم من اسمه «عنبسة» وحقها أن تتقدم على «عنبسة».

(٢) «ابن أحمد» ليس في م.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٩٥.

(٤) ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٤٢٠.

٢٦

[ذكر من اسمه]

عنبة

٥٤٤٧ ـ عنبة (١) ـ ويقال : عقبة ، وهو وهم ـ بن سهيل بن عمرو

ابن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك

ابن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري (٢)

أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وخرج مع أبيه إلى الشام ، ومات في طاعون عمواس ، وعنبة هو والد فاختة التي قدم بها من (٣) الشام على عمر بعد وفاة أهلها ، فقال عمر : زوّجوا الشريد الشريدة ، فزوّجها عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام ، وكان قدم به من الشام أيضا (٤).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، وأخوه أبو عبد الله ، قالا : أنا أبو جعفر المعدّل ، أنا أبو طاهر المخلّص الذهبي أخبرنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار قال في تسمية ولد سهيل (٥) قال : وعنبة (٦) بن سهيل وأمّه فاختة بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصيّ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن جعفر بن محمّد ، نا أحمد بن

__________________

(١) ضبطت بكسر أوله وفتح النون بعدها موحدة ، عن الإصابة.

(٢) أسد الغابة ٤ / ٤ قال : عنبة بالنون والباء الموحدة ، قاله ابن ماكولا ولم يزد على ذلك.

والإصابة ٣ / ٣٩ ونسب قريش للمصعب ص ٤٢٠ وجاء فيه : عتبة ، وجمهرة ابن حزم ص ١٦٦ وجاء فيها أيضا : «عتبة».

(٣) الأصل وم : إلى ، تصحيف ، والصواب ما أثبت عن المختصر.

(٤) الإصابة ٣ / ٤٠.

(٥) راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٤١٩ ـ ٤٢٠.

(٦) ورد في نسب قريش : عتبة.

٢٧

محمّد بن زنجويه ، أنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال :

وأما عنبة بالعين مكسورة غير معجمة وبعدها نون مفتوحة وباء تحتها نقطة منهم : عنبة بن سهيل بن عمرو.

قرأت على أبي محمد السلمي (١) عن أبي نصر الحافظ قال (٢) :

وأما عنبة بكسر العين وفتح النون والباء المعجمة بواحدة : عنبة بن سهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤي.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر أحمد بن علي.

ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، نا محمّد بن هبة الله.

قالا : أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا ابن بكير (٣) ، حدّثني الليث بن سعد قال :

ثم كانت الوفاة ، وطاعون عمواس ، وغزوة عنبة بن سهيل من بني عامر بن لؤي سنة ثمان عشرة.

قال : ونا يعقوب قال : في سنة ثمان عشرة وهي سنة طاعون عمواس توفي سهيل بن عمرو ، وعنبة بن سهيل وأشراف الناس.

أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم.

وأنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري ، عن عبد العزيز الأزجي ، قالا : أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة (٤) الخلّال ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي ، نا أحمد بن محمّد بن أيوب ، نا إبراهيم بن سعد ، عن محمّد بن إسحاق قال :

ثم دخلت سنة ثمان عشرة وفيها كان عام الرّمادة وطاعون عمواس ، فتفانى الناس ، فيها

__________________

(١) بالأصل : «قرأت على محمد البنا» وفي م : «قرأت على محمد النسائي» تصحيف.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ١١٧.

(٣) الأصل وم : ابن بكر ، تصحيف.

(٤) الأصل : «خيثمة» وفي م : «حثمة» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٨٢.

٢٨

توفي : أبو عبيدة بن الجراح ، وهو أمير الناس ، ومعاذ بن جبل ، ويزيد بن أبي سفيان ، والحارث بن هشام بن المغيرة ، وسهل بن عمرو ، وعنبة بن سهيل ، وأشراف الناس ، وهو عام الشرطة.

٢٩

ذكر من اسمه

عوّام

٥٤٤٨ ـ عوّام بن سميع الزاهد القلانسي

جار سعيد بن عبد العزيز.

حكى عن سعيد ، وسأل أبا سليمان الدّاراني.

حكى عنه أيوب بن أبي عائشة ، وأحمد بن أبي الحواري.

أنبأنا أبو القاسم النّسيب ، وأبو الوحش المقرئ وغيرهما عن رشأ بن نظيف ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، أنا أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد بن الحسين اللهبي ، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العباس بن الدّرفس (١) ، نا أحمد بن أبي الحواري ، نا أيوب بن أبي عائشة ، حدّثني عوّام القلانسي قال :

كنت جار سعيد بن عبد العزيز ما بيني وبينه إلّا حائط ، قال : فسمعته يردد : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ)(٢) إلى الصباح ما قرأ غيرها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، نا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق ، نا أبو عثمان الخياط ، نا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت عوّام بن سميع قال :

كان سليمان الخواص يمرّ باللحام يأخذ منه لقطة له ، فمرّ به فإذا هو يكلم امرأة ، قال :

__________________

(١) ضبطت في الأنساب وتبعه ابن الأثير في اللباب بضم الدال المهملة ، والمثبت هنا كما ضبطت بكسر الدال في ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٤٥. والدرفس بمهملة : من أسماء الأسد (سير الأعلام).

(٢) سورة التكاثر ، الآية الأولى.

٣٠

تقول له نفسه : يا سليمان من أجل قطة (١) تمسك عن الكلام؟ فجاء إلى منزله ، فأخرج القطة (٢) ، فطردها ، ثم صار من الغد إلى اللّحّام فوعظه.

٥٤٤٩ ـ عوّام ـ ويقال عرّام (٣) ـ بن المنذر

ابن زبيد بن قيس بن حارثة بن لام

الطائي الشاعر (٤)

من المعمّرين.

بقي إلى أيام عمر بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أحمد بن علي بن ثابت ، أنا أبو منصور محمّد بن علي بن إسحاق الكاتب ، أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الجرمي ، نا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني (٥) ، أنا أبو حاتم سهل بن محمّد بن عثمان السجستاني قال (٦) : قالوا :

وعاش عوّام ـ أو عرّام (٧) ـ بن المنذر بن زبيد بن قيس بن حارثة ابن لأم وأدخل على عمر بن عبد العزيز ليزمّن أي يكتب في الزمنى.

قالوا : وكان عمّر في الجاهلية دهرا طويلا ، فقال عمر : ما زمانتك هذه؟ فقال : ـ فيما زعم ابن الكلبي ، قال ـ أخبرني رجل من بني قيس بن حارثة أنه قال لعمر بن عبد العزيز (٨) :

ووالله ما أدري أأدركت أمة

على عهد ذي القرنين أم كنت أقدما

متى تنزعا عن القميص تبيّنا

جآجئ لم يكسين لحما ولا دما

__________________

(١) بالأصل وم : قط ، والمثبت يوافق السياق التالي.

(٢) بالأصل وم : القط ، والمثبت يوافق السياق ، وانظر المختصر.

(٣) بالأصل وم : عوام ، بالواو ، والمثبت : عرام ، بالراء عن المختصر وضبطه العسكري في التصحيف بالعين والراء المهملتين كما في الإصابة.

(٤) الإصابة ٣ / ١٠٤ في باب عرام ، بالراء ، وأعاده في من اسمه عوام.

(٥) في م : الهمداني ، تصحيف.

(٦) الخبر في الإصابة ٣ / ١٠٤.

(٧) الأصل وم : عوام.

(٨) البيتان في الإصابة ٣ / ١٠٤.

٣١

٥٤٥٠ ـ عوّام بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم (١)

أمّه أم ولد ، لا بقية له.

له ذكر تقدم ذكره في ترجمة أخيه سليمان بن يزيد (٢).

__________________

(١) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٦٧.

(٢) تقدمت ترجمته في : تاريخ مدينة دمشق ٢٢ / ٤٠١ رقم ٢٧٠٦ طبعة الدار.

٣٢

[ذكر من اسمه]

عوانة

٥٤٥١ ـ عوانة بن الطفيل القرشي

من أهل دمشق.

له ذكر ، ذكره أبو (١) الحسن بن أبي العجائز.

__________________

(١) بالأصل وم : ابن.

٣٣

[ذكر من اسمه](١)

عوبثان

٥٤٥٢ ـ عوبثان بن ثوبان المرّيّ (٢)

من بادية دمشق.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن كامل المقدسي قال : كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يذكر : أن أبا عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني أخبرهم إجازة قال (٣) : [أم](٤) العوبثان وأبرد وبريض : سلمى بنت كعب بن زهير بن أبي سلمى ، وكان العوثبان من سادة بني مرّة وشعرائهم.

وعلق العوثبان أم عمرو ، مولاة من أهل جنفاء (٥) لها زوج يقال له أبو نعيم فقال العوثبان :

أجدّك لا تلاقي أمّ عمرو

على جنفاء ما اختلف الليالي

يقول الناس : كهل ربّ بيت

وحبّك شيء (٦) إحدى الموالي

فليت أبا نعيم قد تولّى

وصار العوبثان أبا العيال

فمات أبو نعيم فتزوجها العوبثان وأولدها.

__________________

(١) زيادة منا.

(٢) جمهرة أنساب العرب ص ٢٥٤.

(٣) راجع معجم الشعراء للمرزباني ص ٣١٩.

(٤) الز عن معجم الشعراء ، وجاء فيه : وأم فريص والعوثبان وأبرد.

(٥) بالأصل : «حنفاء» وفي م : حتفاء ، والمثبت عن المختصر ، وحنفاء : بالتحريك : موضع في بلاد فزارة. والجنفاء أيضا : موضع بين خيبر وفيد (معجم البلدان).

(٦) كذا بالأصل وم.

٣٤

ذكر من اسمه

عوف

٥٤٥٣ ـ عوف بن إسماعيل بن عوف بن أبي عوف

أبو سليمان

روى عن محمّد بن أحمد الواسطي الكاتب.

روى عنه : تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد المزكي ، وعبد الكريم بن حمزة ، قالا : نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبو سليمان عوف بن إسماعيل بن عوف بن أبي عوف ـ بقراءتي عليه ـ نا محمّد بن أحمد الواسطي الكاتب ـ زاد المزكي : بدمشق ـ نا الهيثم بن سهل البسري ، نا عبد الله بن جعفر ، عن العلاء بن عبد الرّحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إذا همّ العبد بالحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها فهي عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف ، وإن ـ وقال عبد الكريم : وإذا ـ همّ بالسيئة ولم يعملها لم أكتبها (١) ، فإن عملها فهي سيئة واحدة» ـ [١٠١٣٩].

زاد المزكي : قال تمام : لم يكتب عنه أحد غير هذا الحديث.

٥٤٥٤ ـ عوف بن حطان بن شجرة التّجيبي

سمع عمر بن الخطّاب ، وبلال بن رباح ، مؤذن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يؤذن بالجابية.

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يروي الحديث عن ربّه عزوجل ، والله تعالى يقول : لم أكتبها.

٣٥

روى عنه : يزيد بن أبي حبيب.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن.

وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أخبرنا أحمد بن الفضل ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أبو سعيد بن يونس ، قال :

عوف بن حطّان بن شجرة التّجيبي شهد الفتح بمصر ، رأى بلالا يؤذن بالشام ، قديم ، وروى عن عمر بن الخطاب ، روى عنه يزيد بن أبي حبيب.

٥٤٥٥ ـ عوف بن عبد الرّحمن

أبو عدي الغسّاني

حدّث عن شعيب بن إسحاق ، ومحمّد بن مروان الطّاطري.

روى عنه : أبو عثمان سعيد بن هاشم بن يزيد الطّبراني.

٥٤٥٦ ـ عوف بن مالك

أبو عبد الرّحمن ، ويقال : أبو محمّد

ويقال : أبو حمّاد ، ويقال : أبو عبد الله

الأشجعي الغطفاني (١)

شهد الفتح ، ويقال : كانت معه راية أشجع ، وكانت داره بدمشق عند السوق الغزل العتيق.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

روى عنه : أبو هريرة ، وأبو مسلم الخولاني ، وأبو إدريس الخولاني ، وراشد بن سعد ، وجبير بن نفير ، ويزيد بن الأصم ، وسليم بن عامر ، وسالم أبو النّضر مولى عمر بن عبيد الله ، وشدّاد أبو عمّار ، وعبد الحميد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب ، [و](٢) أبو بردة بن أبي موسى ، وعمرو بن عبد الله الحضرمي ، وعبادة بن أوفى ، ومعدي كرب بن

__________________

(١) ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٤٥١ وتهذيب التهذيب ٤ / ٤٢٤ والإصابة ٣ / ٤٣ وأسد الغابة ٤ / ١٢ رقم ٤١٢٤ والاستيعاب ٣ / ١٣١ (هامش الإصابة) ، والجرح والتعديل ٧ / ١٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٤٨٧ والتاريخ الكبير ٧ / ٥٦.

(٢) زيادة لازمة.

٣٦

عبد كلال ، وحبيب بن عبيد ، وشريح بن عبيد (١) ، ومسلم بن قرظة ، وكثير بن مرّة ، والشعبي ، ومسلم بن مشكم ، وضمرة بن حبيب.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل بن أحمد ، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد المعدل.

ح وحدّثنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن ـ لفظا ـ وأبو القاسم بن السّمرقندي ، والمبارك بن أحمد بن القصار الوكيل (٢) قالوا : أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النّقّور ، قالا : أنا محمّد بن عبد الله الدقاق.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور ، وعلي بن أحمد بن البسري ، ومحمّد بن محمّد بن علي الزينبي.

ح وأخبرنا أبو الحسن محمّد بن طراد بن محمّد بن علي الزينبي النقيب ، قالا : أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري.

ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، وأبو الحسن بختيار بن عبد الله الهندي ، وأبو محمّد المبارك بن أحمد بن بركة بن الكندي (٣) ، وسعدى (٤) بنت أبي علي السرحاني ، قالوا : أنا أبو نصر محمّد بن محمّد ، قالوا : أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الله المخلّص ، قالا : نا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، نا زهير بن حرب (٥) ـ زاد الدّقّاق : ـ بن شدّاد النّسائي ـ نا الوليد بن مسلم ، نا صفوان بن عمرو (٦) ، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عوف بن مالك الأشجعي ، قال :

خرجت مع من خرج مع زيد بن ثابت ـ زاد أبو طاهر : من المسلمين ـ ولم يذكر النقيب هذه الزيادة ، وقالا : ـ في غزوة مؤتة ، فرافقني مددي من أهل اليمن ليس معه غير سيفه ، فنحر رجل من المسلمين جزورا ، فسأله المددي طائفة من جلده ، فأعطاه إياه ، فأتخذه ـ وقال الدّقاق والنقيب : فاتّخذ ـ كهيئة الدّرق ، زاد أبو طاهر وأبو عثمان : ومضينا ، فلقينا

__________________

(١) في م : عبد ، تصحيف.

(٢) قارن مع مشيخة ابن عساكر ٢٢٠ / ب.

(٣) قارن مع مشيخة ابن عساكر ٢٢٠ / أ.

(٤) في م : وسعد.

(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ٣٣٥.

(٦) الأصل : عمر ، والمثبت عن م ، ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ١٢٠.

٣٧

جموع الروم : وقال ابن طراد جموع المشركين ـ وفيهم رجل على فرس له أشقر ، عليه سرج مذهب ، وسلاح مذهب ، فجعل الرّوميّ يغري ـ وقال الدقاق : يفري ـ بالمسلمين ـ وقعد له المددي خلف صخرة ، فضرب الرومي ، فخرّ من فرسه ـ وقال الدقاق ومحمّد بن طراد : فمرّ به الرومي فعرقب فرسه فخرّ ـ وعلاه فقتله ، فحاز فرسه وسلاحه ، فلمّا فتح الله للمسلمين ـ وقال الدقاق والنقيب : على المسلمين ـ بعث ـ زاد المخلص : إليه ، وقالا : ـ خالد بن الوليد فأخذ من (١) السلب.

قال عوف : فأتيته ، فقلت : يا خالد ، أما علمت أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى بالسّلب للقاتل؟ قال : بلى ، ولكني استكثرته ، قال عوف : قلت : أرد به أو لأعرفنكها عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأبى أن يردّ ـ وقال الدقاق وابن طراد : يردّه عليه ـ.

قال عوف : فاجتمعنا ـ زاد أبو طاهر : عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقالا : ـ فقصصت عليه قصة المددي وما فعل خالد ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا خالد ما حملك على ما صنعت»؟ قال : يا رسول الله استكثرته ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ردّ عليه ما أخذت منه».

فقلت : دونك يا خالد أم أقل لك ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وما ذا ـ [وقال الدقاق وابن طراد : «ما ذاك؟» فأخبرته ، فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٢) وقال : يا خالد لا تردّ عليه ، هل أنتم تاركو إلى أمرائي لكم صفوة أمرهم ـ وقال الدقاق والنقيب : أمركم وعليهم كدره».

أخبرنا أبو علي (٣) الحسن بن أحمد في كتابه ، وحدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا محمّد بن عبدة المصّيصي ، نا أبو توبة ، نا معاوية بن سلام ، عن زيد بن سلام ، حدّثني عدي بن أرطأة.

أن عوف بن مالك خرج من دمشق إلى بعض قرنائه بني فزارة ، إلى صديق له كان فيهم ، فاجتمع إليه نفر ، فجعلوا يتحدثون ، فقال رجل منهم : من تذكرون من أصحاب الدّجّال من هذه الأمة؟ قال عوف بن مالك : قوم يستحلّون الخمر ، والحرير ، والمعازف ، حتى يقاتلوا معكم فينصرون كما تنصرون ، ويرزقون كما ترزقون حتى يوشك قائلهم أن يقول : فعل الله بأولنا كذا وكذا ، لو كان حراما ما نصرنا ولا رزقنا ، حتى إذا خرج الدجّال

__________________

(١) في م : «فأخذه من السلب» وفي المختصر : فأخذ منه السلب.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م ، وانظر المختصر.

(٣) لفظة «علي» سقطت من م.

٣٨

لحقوا به ولا يتمالكون عنه ، تخرجه إليهم أعمالهم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا [أبو](١) منصور عبد المحسن بن محمّد بن علي ، أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي ، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمّد بن الوضّاح السّمسار (٢) ، نا محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي أبو بكر ، نا عاصم بن علي ، نا المسعودي عن سعيد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن عوف بن مالك الأشجعي قال :

رأيت كأنّ سيفا من السماء تدلّى ، وذلك في إمارة أبي بكر ، وأنّ الناس تطاولوا وأنّ عمر فضلهم بثلاثة أذرع ، قلت : وما ذاك؟ قال : لأنه خليفة من خلفاء الله تعالى في الأرض ، وأنه لا يخاف في الله لومة لائم ، وإنه يقتل شهيدا ، قال : فغدوت إلى أبي بكر ، فقصصتها عليه ، فقال : يا غلام انطلق إلى أبي حفص فادعه ، فلمّا جاء قال : يا عوف أقصصها كما رأيتها ، فلمّا أثبت أنه خليفة من خلفاء الله عزوجل قال عمر : أكلّ هذا يرى النائم؟ قال : ليقصّها عليه كما رأيت ، قال : فقصصتها عليه ، فلما ولي عمر رآني بالجابية ، وإنه ليخطب ، فدعاني عمر فأجلسني ، فلما فرغ من الخطبة قال : قصّ عليّ رؤياك ، فقلت له : ألست قد جبهتني عنها ، قال : خدعتك أيها الرجل ، فلما قصصتها عليه قال : أما الخلافة فقد أوتيت ، ما ترى؟ وأما أن لا أخاف في الله لومة لائمة فإنّي أرجو أن يكون الله عزوجل قد علم ذلك مني ، وأمّا أن أقتل فأنّى لي الشهادة وأنا في جزيرة العرب ، ولقد رأيت مع ذلك كأنّ ديكا ينقر سرّتي وما أمتنع منه بشيء.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمّد بن الحسن ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي ، نا محمّد بن إسماعيل الخشوعي ، نا إسماعيل بن عليّة ، عن خالد الحذّاء ، عن ابن أشوع عن الشعبي عن عوف بن مالك الأشجعي ، قال : وربما قال : حدّثنا عوف بن مالك قال :

بينا أسير في الشام على بعير ، ورجل من أهل الذمة يسوق بامرأة معه على حمار ، فلما خلا دحش الحمار ، فصرعت المرأة فتحللها ، فألحقت بعيري فضربت رأسه بالسّوط فإذا

__________________

(١) زيادة لازمة للإيضاح ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٥٢.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٦٩.

٣٩

الدماء ، فاستعدى عليّ عمر واستجرت بمعاذ بن جبل ، فبعث عمر إليّ فأتيته ، فقال : ما حملك على ما صنعت؟ فحدثته حديثي ، فأقبل عليه عمر فقال : أنتم قوم لكم عهد بقي لكم ما وفيتم لنا ، فإذا بدلتم فلا عهد لكم علينا ، ثم أمر به ، فصلب.

الشعبي لم يسمعه من عوف ، إنما رواه عن سويد بن غفلة ، عن عوف كذلك.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، وأبو سعيد بن أبي عمرو.

ح وأخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر أحمد الكشميهني (١) ، أنا محمد بن أحمد بن الفضل العارف.

ح وأخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد الله السّنجي ، أنا نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي ، قالا : أنا أبو بكر الحيري.

قالوا : أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا محرز بن نصر ، نا ابن وهب ، حدّثني جرير بن حازم الأزدي عن مجالد ، عن عامر الشعبي ـ وقال الورّاق : عن الشعبي ـ عن سويد بن غفلة قال (٢) :

كنا مع عمر بن الخطّاب وهو أمير المؤمنين بالشام ، فأتاه نبطيّ مضروب مشجّج (٣) يستعدي فغضب غضبا شديدا فقال لصهيب : من صاحب هذا؟ فانطلق صهيب ، فإذا هو عوف بن مالك الأشجعي ، فقال له : إن أمير المؤمنين قد غضب غضبا شديدا ، فلو أتيت معاذ بن جبل ، فمشى معك إلى أمير المؤمنين ، فإنّي أخاف عليك بادرته ، فجاء معه معاذ.

فلما انصرف عمر من الصلاة قال : أين صهيب؟ قال : أنا هذا يا أمير المؤمنين ، قال : أجئت بالرجل الذي ضربه؟ قال : نعم ، فقام إليه معاذ بن جبل ، فقال له : يا أمير المؤمنين إنه عوف بن مالك ، فاسمع منه ولا تعجل عليه ، فقال له عمر : ما لك ولهذا؟ قال : يا أمير المؤمنين رأيته يسوق امرأة مسلمة فنخس الحمار. ليصرعها ، فلم تصرع [ثم](٤) ، دفعها فخرّت عن الحمار ، فغشيها ، ففعلت ما ترى ، قال : ائتني بالمرأة لتصدّقك ، فأتى عوف

__________________

(١) قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٩٣ / أ.

(٢) الخبر في الإصابة ٣ / ٤٣.

(٣) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م والمختصر ، وفي الإصابة : مشجوج.

(٤) الزيادة عن م.

٤٠