كنوز الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

سبط ابن العجمي الحلبي

كنوز الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

المؤلف:

سبط ابن العجمي الحلبي


المحقق: الدكتور شوقي شعث و المهندس فالح البكّور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦
الجزء ١ الجزء ٢

١٤ ـ أول لحن سمع بالعراق هذه عصاتي.

١٥ ـ فياخسرو بن ركن الدولة أول من خوطب بشاهنشاه في الإسلام.

١٥ ـ القاسم بن عبيد الله وزير المكتفي أول من لقب بلقب مضاف إلى الدولة.

١٦ ـ ثلاثة أبيات للإمام الشافعي رضي الله عنه.

١٧ ـ محمد المعتصم أول من أضيف لقبه لاسم الله تعالى.

١٨ ـ محمد بن مسروة أول من اتخذ قمطر لأوراق القضاء.

٢٠ ـ ترجمة مذيلة الأصل القاضي علي بن عبد الله الجبريني شيخ المؤلف.

٢١ ـ يعقوب أبو يوسف القاضي أول من غير لباس العلماء.

٢١ ـ يحيى بن يعمر أول من أحدث الضبط (أي الشكل) (........ الحوادث) الصفحة تكرر رقمها.

٢٦ ـ ٢٧ ـ ثلاثة أبيات لأبي حية النميري.

٢٨ ـ ترجمة قاضي القضاة محب الدين أحمد بن نصر الله البغدادي الحنبلي وفاته سنة ٨٤٤.

٢٨ ـ وفاة أبي بكر علم الدين سليمان سبط المجد بن العجمي سنة ٨٤٤.

٢٩ ـ ترجمة علاء الدين علي بن الصيرفي.

٣٠ ـ ترجمة سراج الدين عمر بن موسى الحمصي المخزومي (وفاته سنة ٨٦١).

٣١ ـ ترجمة القاضي جمال الدين يوسف بن أحمد الباعوني.

٣٢ ـ ترجمة القاضي هبة الله بن إسماعيل الحنبلي (وفاته سنة ٨٤٥).

٣٩ ـ ترجمة الإمام النحوي شمس الدين محمد الملطي الحنبلي.

٣٤١

(وفاته سنة ٨٥٤) كما يعلم مما بعده.

٤٠ ـ ترجمة الإمام ابن حجر العسقلاني.

٤٢ ـ اطلاقه مراد باك على السلطان مراد العثماني وانظر ٤٨ وفي ٦٣ عزت ابن الأمراء العثمانيين وفي ٦٥ و ٦٧ بجاني بك المحمودي وفي ٦٨ كردي باك وفي ٧٦ علي باي. وانساخ (كذا).

٤٨ ـ ترجمة القاضي ولي الدين محمد أحمد السفطي الشافعي (وفاته سنة ٨٥٥).

٤٩ ـ ترجمة الشيخ عبد الرزاق بن محمد الشرواني (وفاته سنة ٨٥٥).

٥٠ ـ ترجمة إسماعيل الزيراج الشافعي أحد الشعراء (وفاته سنة ٨٥٥).

٥٣ ـ ترجمة أبي بكر البسطامي الحبشي (وفاته سنة ٨٥٦).

٥٣ ـ ترجمة بدر الدين الحسن بن سلامة الحنفي (وفاته سنة ٨٥٥).

٥٣ ـ ترجمة الشيخ المقرئ زين الدين عمر بن محمد بن عمر الساعي الجبريني (وفاته سنة ٨٥٦).

٥٥ ـ ترجمة الشيخ الزاهد محمد الخباز (وفاته سنة ٨٥٦).

٥٥ ـ ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن تقي الحنبلي القادري (وفاته سنة ٨٥٦).

٥٨ ـ ترجمة غرس الدين خليل الظاهر (صاحب زبدة كشف الممالك) وفي ٦١ خبر القبض عليه.

٦٠ ـ ترجمة الحسن بن أحمد الحصوني الشافعي.

٦٠ ـ شعر مكسور لمحمد الحصوني يمدح به الإمام العيني ، ونادرته في ذلك.

٦ ـ زجل لابن الزيرباج.

٦١ ـ ترجمة أحمد بن جمال الدين بن إبراهيم بن العديم. ولم يكن ... في

٣٤٢

العلم. (وفاته سنة ٨٤٧) الصفحة التالية.

٦٣ ـ ترجمة الشيخ برهان الدين إبراهيم بن محمد رضوان الشافعي.

٦٣ ـ ترجمة الشيخ شمس الدين محمد بن إسماعيل الوفائي الشافعي المصري.

٦٤ ـ ترجمة علاء الدين علي سبط الوردي.

٦٤ ـ ترجمة الشيخ علاء الدين علي بن مكتوم العشاري.

٦٧ ـ صلاة الخليفة بمصر على القاضي ابن يعقوب القاياتي بأمر السلطان.

٧٠ ـ ترجمة الشيخ محمد بن عمر العزازي الشهير بالدقيق (تصغير دقيق).

٧٠ ـ ترجمة شمس الدين محمد بن الأشقر الحموي الشافعي.

٧١ ـ بيان فيهما (فهو سوء وزيادة).

٧٣ ـ ترجمة ابن قاضي شهبة.

(صاحب مختصر نخب الدهر في عجائب البر والبحر).

ووفاته سنة ٨٥١. والترجمة إلى آخر ص ٧٤.

٧٧ ـ ٧٩ ـ أرجوزتان إحداهما شهادة بقبض مرتب.

٧٩ ـ ترجمة شمس الدين محمد الغزولي.

٨٠ ـ ترجمة شيخ الطائفة محمد بن الضياء بن العجمي.

٨٠ ـ ترجمة القاضي ضياء الدين النصيي مختصر تاريخ ابن خلكان (وفاته سنة ٨٥٧). كما يفهم مما بعده.

٨٢ ـ ترجمة (سوني العبد الصالح وكان لا يأكل اللحم).

٨٣ ـ ترجمة الشيخ محمد الغرباني اللخمي.

٨٤ ـ نسبة الغرباني المذكور المقريزي إلى الفاطميين ، وشيء من أخبار المقريزي

٣٤٣

٨٥ ـ ذكر ماء السمرمر الذي جلبوه إلى حلب ، وعلقوه في آنيه على مأذنة جامعها وما فعله الناس.

٨٦ ـ وصول السخاوي المؤرخ إلى حلب واجتماع المؤلف به.

٨٧ ـ ترجمة الشيخ محمد بن عز الدين الحاضري.

٨٧ ـ ترجمة الشيخ جمال الدين يوسف الكردي.

٨٩ ـ وفاة والدة المؤلف. وترجمتها.

٨٩ ـ هدية السلطان اينال للسلطان ابن عثمان وفيها حمارة في غاية الحسن منقشة خلقة (لعلها من الزبرا).

٩٠ ـ صار الأشرفي خمسين درهما ثم مائة وكان أربعين في أيام الأشرف برسباي

٩١ ـ ترجمة نقيب الأشراف عبد الله بن عز الدين الاسحاقي الحسيني.

٩١ ـ ترجمة الشيخ محمد بن أبي بكر بن نبهان.

٩٣ ـ الشعاشعية نسبة لمحمد بن فلاح المعروف بالشعشاع وكان في الجزائر وحمل الناس على الرفض وترك الجماعات ونكاح المحارم وكتابه لابن الشماع بتبرئة نفسه ٤٢ و ٤٨ و ٦٣ و ٦٥ و ٦٧ و ٦٨ و ٧٦ باك وبك وبابي

٥٦ ـ استعماله نفط زفر

٦٠ ـ فشار وقد ضبطت بالقلم بضم أولها.

٦٠ ـ ثقالة وندالة الخ في (زنعل).

٦٢ ـ القبع وهو ما يلف عليه العمامة وانظر ٨٦

٧٦ ـ بيان في رفرف الحائط.

٧٦ ـ استعماله طناطير بدل طراطير.

٣٤٤

[ملحق]

قصيدة الفراسة (١)

(القصيدة الموعود بذكرها (٢))

الحمد لله على الهداية

والعلم والتوفيق والدراية

هذي قصيد الحدس والفراسة

نافعة لصاحب السياسة

يعرف منها كل مستسر

في الناس من ذي صالح وشر

وأي جنس فيهم النجابة

والرأي والتحريف والإصابة

وأيهم يرغب في السداد

ويقتني للمهن الشداد

__________________

(١) أرجوزة نشرها الشيخ كامل الغزي المتوفي عام ١٩٣٣ في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق. العدد آذار / نيسان ١٩٣٢. وزعم أنه نقلها من مسودة كتاب (كنوز الذهب في تاريخ حلب) التي كانت بجوزته. وهي من القصائد النادرة. وقد كتبت بخط سبط بن العجمي لشاعر مجهول ويرى الغزي أنها نظمت في القرن الرابع أو الخامس الهجري استدلالا من أسلوبها واستنباطا من تسميتها للبلدان والأقاليم وأخبار الناس بأسمائها المذكورة.

والأرجوزة نشرها الغزي بعنوان (قصيدة الفراسة) ثم بدأها بالعنوان المذكور أعلاه (القصيدة الموعود بذكرها) ولا ندري هل العنوانان من وضعه أم من وضع سبط بن العجمي.

واستكمالا للفائدة رأينا إضافتها بالرغم من أننا لم نجدها فيما لدينا من الأصول الخطية للكتاب وربما ضاعت بسبب الخرم.

(٢) المصدر نفسه صفحة (١٦٢ ـ ١٧٤).

٣٤٥

وأيهم في طبعه شراسة

وأيهم ليس له رياسة

ومن يكون صالحا للخدمة

ومن له عزيمة وهمة

وعلم ما أثّرت البلاد

في طبعهم وامله استفادوا

فافهم مقالي فهو عين الرشد

إن كنت تبغي بغيتي وقصدي

((ذكر العرب))

خير البرايا والأنام العرب

كذلك قال العالم المجرب

طابوا فروعا وزكوا أصولا

لأنهم لم يلدوا مجهولا

ونزلوا نجدا وأرض نجد

سليمة من كل طبع مرد

فسلموا من شره العراق

وغلظة الشآم والرستاق

ففيهم العزة والحمية

والشيمة الطاهرة الزكية

كراهة الغدر وبذل الجود

والطعن بالمثقف الأملود

وفيهم الخداع والعداوة

والشر والإرهاب والقساوة

وفيهم نجابة الأولاد

وعندهم فضائل الأمجاد

رعاية الجار وحق الضيف

موجودة فيهم وضرب السيف

وفيهم تراحم وعطف

وفيهم عتب وفيهم عنف

أمينهم ليس له مماثل

كما الخؤون ماله معادل

٣٤٦

((ذكر العجم))

والفارسيون لهم مكارم

يعرفها من لهم يلائم

لهم خلال ولهم رياسة

وفيهم السداد والكياسة

وعندهم بخل وفيهم كبر

وعزة ومنعة وفخر

والرحمات عندهم كثيرة

والنغمات فيهم شهيرة

وفيهم نجابة معروفة

وهمة وعزمة موصوفة

وعندهم رأي وفيهم علم

وصنعة وحكمة وفهم

((ذكر الترك))

والترك فيهم قسوة وعظمة

وجرأة ما أن لديها مرحمة

لا يعرفون العفو والوفاء

ولا يرون الجود والسخاء

وفيهم النسيان والكفران

وفيهم الأبطال والشجعان

وفيهم الليوث يوم الحرب

وفيهم كل مليح عذب

لهم قدود ولهم خصور

والوجنات الحمر والشعور

وفيهم نجابة الأولاد

لكن عروا من حكمة السداد

((ذكر الديلم))

والعقل في الديلم والسداد

في حسنهم ليس له نفاد

وفيهم شهامة وفضل

وعفة ورتبة ونبل

٣٤٧

في نسلهم نجابة وقسوة

وغلظة في طبعهم وجسوة

وفيهم جبرية وظلم

وفيهم قساوة وغشم

وعندهم شطر من الآداب

ومن رجوع العقل للصواب

((ذكر الأكراد))

والشر كل الشر في الأكراد

لبعدهم عن منهج السداد

وفيهم للحرب والقتال

جلادة والطعن بالعوالي

لكن جميل الخلق والصباحة

ليست لهم كلا ولا السماحة

ونسلهم يصلح للجلاد

وللأمور الصعبة الشداد

((ذكر الروم))

والروم فيهم أدب وظرف

وغلمة ونغمة ولطف

وفيهم العقول والألباب

وفيهم الآراء والصواب

وفيهم فوارس الشجاعة

والعلم والحكمة والصناعة

وفيهم اللذة والتمتع

لكنهم ما فيهم تصنع

وفيهم البخل وذل النفس

وفيهم الفهم وصدق الحدس

لكل شيء يصلح الغلام

منهم وهذا الشرف التمام

٣٤٨

((ذكر الأرمن))

وليس في الأرمن خير فاعلم

إن كنت يا صاح أخا تفهم

للشغل الشاق من الأعمال

براهم ذو العز والجلال

وفيهم ضرب من الجمال

لكنه يندر في الرجال

وفيهم قذارة وخسة

وذل نفس ليس فيه لبسة

((ذكر الفرنجة))

كذلك الفرنج شر الأمم

في غلظ الطبع وخبث الشيم

أبخل من براه رب الناس

من سائر الضروب والأجناس

لكنهم أبطال يوم الحرب

وأعمل الخلق بحد القضب

وعندهم سياسة قليلة

وحكمة لكنها ضئيلة

وفيهم رشاقة القدود

وحمرة الوجنات والخدود

((ذكر اللان))

واللان جنس خلقوا للخدمة

وللمعاناة وحفظ الحرمة

فإن تردهم للنكاح والولد

فأنت في ذاك على غير الرشد

٣٤٩

((ذكر الهند))

والهند فيهم عفة وفسق

وقسوة وباطل وحق

لهم شعور ولهم قدود

وهم اهيل وهم عبيد

إن استرقوا يصلحوا للرق

وللطرفان (١) وللأشق

وللنتاج ثم للأولاد

وللخصومات وللجلاد

((ذكر السند))

ألأم جنس الناس جنس السند

فلا ترد منهم سلوك القصد

لهم خصور ولهم شعور

لكنما أذاهم كثير

براهم الله الشديد الحول

فاتبع سبيلي واستمع لقولي

((ذكر البربر))

أنجب أجناس الرقيق البربر

لاسيما الجنس اللطيف الأصفر

للوطء والأولاد والبيوت

يخترن لا للكد والتعنيت

نعم وفيهم للغناء طبع

وللعلوم الرائقات جمع

والكيس الظرف لهم شعار

فاخترهم فجنسهم مختار

وفيهم سوء وخبث دخله

وعندهم بخل وفيهم خلة

__________________

(١) نسخة : وللضرورات.

٣٥٠

((ذكر الزرنج))

إن الزرنج في العبيد وسط

وأمرهم أمر به تخلط

يصلحن للنكاح لا للولد

ثمت للخدمة والتودد

ما فيهم عقل ولا رياسة

كلا ولا عندهم سياسة

((ذكر أجناس السودان))

وفي الزنوج غلظ الطباع

وفيهم ميل إلى البضاع

ما فيهم لناكحيهم منية

ولا لقانيهم غدا من بغية

إلا لأهل الريف والرستاق

وكل ذي أمر شديد شاق

براهم لذاك رب الناس

فلا تكن عليهم بالآسي

((ذكر صقع سر نديب))

من في سر نديب يكون مولده

يطيب منه عيشه ويحمده

ولا يزال ضاحكا مستبشرا

كأنما يشرب صرفا مسكرا

((ذكر خراسان))

من في خراسان يكون شهما

قاسي الفؤاد لا يراعي رحما

له رواء حسن ومبسم

لكنه عن خيره مجمجم

٣٥١

((ذكر نيسابور))

كذاك نيسابور فيها عجب

وليدها فيه البذا والعجب (١)

لا يعرف الفضل لرب الفضل

لما عليه قد يرى من جهل

وفيهم شراسة وخفة

وغلظة ومسكة وكلفة

((ذكر أصفهان))

وجيء فيها شرة وخيرة

لكنها شهرتها الشهيرة

ليس لمن في أرض أصبهان

خليقة غير أذى الجيران

لهم رواء ولهم جمال

وفيهم الحيلة والإدلال

وفيهم تعصب في الطبع

لغير دين ولغير شرع

((ذكر الري))

والري فيها الكيس والظرافة

لكنها في طبعها كثافة

لهم عقول ولهم آداب

لكنما آراؤهم تصاب

وفيهم شجاعة وقوة

وعندهم في طبعهم عتوة

وليدها يركب كل صعب

ولا يخاف نازلات الخطب

__________________

(١) كذا ولعله الصخب.

٣٥٢

((ذكر مرو))

ومرو في تربتها السلامة

وفي بنيها النقص والفدامة

ليس بها فضل ولا وسامة

ولا لها في أهلها كرامة

((ذكر طوس))

تولد الجهل مع المولود

وتسلب الرشد من الرشيد

وليدها يعرف في الأقطار

بأنه من جملة الأبقار

وفيهم شراسة وحدة

وعندهم لآمة وشدة

والحسن في غلمانهم معروف

لكنهم ليس بهم ظريف

((ذكر هراة))

وفي هراة كل أمر معجب

من العلى والدين والتأدب

وكل فضل من دقيق العلم

في أهلها وكل أمر فخم

وفيهم بسالة وقوة

لكنهم ليس لهم مروّة

وفي أناثيهم جمال ظاهر

يعرفه المقيم والمسافر

وفيهم بغض لاهل الحق

فيا لهذا من لئيم الخلق

٣٥٣

((ذكر همذان))

وإن ترد في همذان خيرا

عز ولو أنك كنت طيرا

مدينة في طبعها فظاظة

وفي بنيها الشر والغلاظة

الجهل فيهم شائع مشهور

والعقل فيهم خامل محقور

وفيهم دناءة ولوم

وترف شيطانه رجيم

قد سلبوا الغيرة والسدادا

وألفوا الخصام والعنادا

وفيهم تعاشر في الذنب

فيا لهذا من قبيح الأدب

وفيهم محاسن وظرف

لكنها ليس عليها عطف

((ذكر مازندران))

مازندران في بنيها ظرف

وعندهم رياسة ولطف

لكنهم في خلقهم شراسة

وحدة أزرت على الرياسة

وفيهم تكرم وجود

يعتاده الأحرار والعبيد

((ذكر البصرة))

وعند أهل البصرة الرداءة

واللوم قد ضما إلى الدناءة

في تربة الأرض وفي الهواء

جبلة للفهم والذكاء

وفيهم شر وفيهم لوم

شعاره عليهم معلوم

وفيهم سماحة الأخلاق

قد جبلت بالرقع والشقاق

وفيهم نتائج النفاق

وكل ما يجمع في الفساق

٣٥٤

((ذكر الكوفة))

والكوفة الحمراء في هوائها

عجائب وتربها ومائها

الغدر في ترابها مجبول

والخير عن مياهها مشغول

وما لهم عهد ولا وفاء

لكن عليهم غلب المراء

بالمبدعات عنهم سار المثل

وطبق الأرض سهولا وجبل

وعندهم غوص على العلوم

منثورها والمحكم المنظوم

وفيهم حسن الطلا معروف

يعرف ذاك الفهم الظريف

((ذكر بغداد))

وعند بغداد اعتدال تام

في أرضنا ليس له اكتتام

مولودها أفهم كل ناطق

بالعلم والآداب والخلائق

وعندهم كيس وفضل شامل

لكنه يشوبه مخامل

وفيهم عجب وتيه وصلف

ودين كل ما حووه من لطف

وعندهم سوء وفسق زائد

وفطنة لكنها مكائد

وعندهم من المراء والرما (١)

ما ليس يحصيه سوى رب السما

قد جبلوا على السرور والطرب

والسعي بين الناس بالأمر العجب

ليس لهم عهد ولا ميثاق

خص بهذا الخلق العراق

__________________

(١) الرما لغة في الرياء.

٣٥٥

((ذكر بابل))

وبابل شر البلاد والقرى

تكتسب طبع أهلها شر الأرا

فيهم خلاف وبهم شقاق

وعندهم في دينهم نفاق

وفيهم دين ونسك شامل

وفيهم الخداع والتحايل

((ذكر الموصل))

والموصل الحدباء خير منزل

قليلة الأسواء والتعلل

لهم خواص في الغناء والطرب

وكلما يكون من شرط اللعب

وعندهم سماحة وجود

لكنها يفسدها التنكيد

لأهلها تيه وعجب زائد

أكثره لفضلهم معاند

والدين في عرصتهم غريب

والظلم والبغي لهم حبيب

((ذكر الجزيرة))

واسمع هديت صفة الجزيرة

وما سرى عن أهلها من سيرة

ترابها وماؤها المنساب

ليس به علم ولا آداب

لكنه أشيب بالجهالة

والحمق المعجون بالرذالة

ما فيهم عقل ولا صباحة

وجلهم صنعته الفلاحة

٣٥٦

((ذكر نصيبين))

صاب النصيبين عذاب الحمى

وخص فيهم ضرها وعما

فما ترى في ربعها صحيحا

ولا فتى مهذبا مليحا

دأبهم الخصام والمهاترة

والشر والتكذيب والمكابرة

((ذكر سنجار))

وأرض سنجار فشر أرض

لطلب العلم وباغي العرض

أخلاقهم سيئة ردية

وكلهم في قبحهم سوية

لا يعرفون الجود والتكرما

ولا الملذات ولا التنعما

قد شغلوا بتعب الأشغال

عن العلى وكرم الخلال

((ذكر حران))

وأهل حران فشر الناس

في الوصف والتقدير والقياس

البخل فيهم أظهر الأوصاف

بلا مماراة ولا خلاف

وفيهم من غلظ الأخلاق

ما جل عن حكاية الحذاق

تقاصروا عن شرف الفضائل

وانهمكوا في أرذل الرذائل

٣٥٧

((ذكر الرها وماردين وآمد))

وفي الرها آمد عجائب

وماردين عندهم غرائب

كل أهاليها لئام بكم

عن العلى والمكرمات صم

ليس لهم في الدين والعلوم

حظ ولا في الشرف القديم

فيهم جفاء وشرور ونزق

وعندهم في الود والحب مذق

وكل مولود من الغلمان

في أرضهم يعيش كالحيران

ومن تربى فيهم صغيرا

لم يك في الرياسة كبيرا

((ذكر الرافقة))

لاسيما إن حل أرض الرافقة

وحل في تربتها علائقه

وكان من ماء البليخ مشربه

ومن ثراها أكله ومشربه

فابك على ذكائه وفطنته

وكيسه وعلمه وحكمته

كذا حكى الرواة عن هارون

في وصفها ثم عن المأمون

((ذكر الشام))

والشام عين الأرض والبلاد

وخير دار وأجل ناد

يكسب من يحله جلادة

وعزمة يعضدها نجادة

وفيهم ميل إلى الولاة

ومن له شأن من الكفاة

وفيهم قناعة وصبر

لاسيما إن حل يوما أمر

لكنما الحدة فيهم عادة

وغفلة نتاجها بلادة

٣٥٨

((ذكر منبج))

فمنبج طيبة البراري

لأهلها رغيدة القرار

لكنها مفسدة للرائي

مبيرة للفهم والذكاء

فيها جمال ولها بهاء

وفي بنيها منطق هراء

طالعها ليس له سيادة

ونجمها ما عنده إفادة

وفي بنيها قوة وشدة

لكنها ليس عليها عمدة

((ذكر حلب))

وحلب خزانة الذكاء

وموطن العفة والحياء

طالعها للغرباء سعد

وهي لمن فيها شقا وكد

لكنها تعطي دقيق العلم

لأهلها من بعد لطف الفهم

لكنها نتيجة التلاحي

وموطن المراء والكفاح

والعصبيات لديهم وافرة

وعلقة الحذق عليهم ظاهرة

((ذكر حماة))

وفي حماة حمق وخفة

وفيها للمكرمات كلفة

لكنهم فيهم ذكاء ظاهر

يعرفه من لهم يعاشر

وفيهم غلاظة الطباع

معروفة في سائر الأصقاع

٣٥٩

((ذكر شيزر والمعرة))

في شيزر وأختها المعرة

خلائق الجهل وطبع الشرة

فشيزر جهل بلا مضرة

والفهم والضر لدى المعرة

 ((ذكر حمص))

وعند حمص كل أمر معجب

من نجدة وفطنة وأدب

لكنها منزلة الرقاعة

وموطن الخفة والفراغة

وفيهم الحدة والبسالة

وفيهم القوة والجهالة

((ذكر دمشق))

وفي دمشق منظر أنيق

يعرفه العدو والصديق

وفي بنيها منظر عجيب

وخلق نتاجه غريب

لهم رواء حسن وبر

لكنه عن باطن يغر

وفيهم شكاسة الأخلاق

وغلظة تنبئ عن شقاق

ودادهم أما شهدت وافي

فان تغب فالود منهم خاف

وفيهم نجابة وبأس

لكنها ليس لها إيناس

وفيهم غلاظة وحدة

وفيهم على الغريب شدة

٣٦٠