كنوز الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

سبط ابن العجمي الحلبي

كنوز الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

المؤلف:

سبط ابن العجمي الحلبي


المحقق: الدكتور شوقي شعث و المهندس فالح البكّور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦
الجزء ١ الجزء ٢

واعلم أنا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الميت عشقا شهيد لكن أعلّه (١) ابن عدي والبيهقي والحاكم وهو أحد من أنكر على سويد بن سعيد حتى قال يحيى ابن معين : " لو كان لي سيف أو فرس أو ترس (٢) لكنت أغزوه لذلك".

وعده ابن الجوزي في الموضوعات.

والصواب أنه كلام ابن عباس موقوفا عليه ، فغلط سويد في رفعه.

وقد أشار إلى الحديث الشيخ الصالح العلامة كمال الدين الدميري في منظومته فقال بعد أن أسنده ابن عباس رضي الله عنهما :

وقد روى عنه سويد بن سعيد

من مات عشقا فهو بالدفع شهيد

في البيهقي وحاكم وابن عدي

وابن معين رده فاعتمد

[عشق محمد بن داود صاحب كتاب الزهرة] :

وقال ابن السراج في كتابه مصارع العشاق عن نفطويه النحوي قال : " دخلت على محمد بن داود الأصفهاني (٣) في مرضه الذي مات فيه. فقلت : كيف تجدك.

قال : حب من تعلم أورثني ما ترى.

فقلت له : ما منعك من الاستمتاع مع القدرة على ..... فقال الاستمتاع على وجهين : أحدهما : النظر المباح. والثاني اللذة المحظورة. فأما النظر المباح فأورثني ما ترى. وأما اللذة فإنه منعني ما حدثني به أبي ، قال : ثنا سويد

__________________

(١) رسم الكلمة : " اعله".

(٢) عاد الناسخ فذكر كلمة (فرس). صوبناها عن القسم الأول.

(٣) أبو بكر محمد بن داود الظاهري المتوفى عام ٢٩٧ ه‍ له كتاب" الزهرة" هو مجموع أدب أتى فيه بكل غريبة ونادرة ، وشعر رائق ، صنفه في عنفوان شبابه. (كشف الظنون : ٢ / ٩٦٢).

٣٢١

ابن سعيد ثنا علي بن مسهر (١) عن أبي يحيى القفال ، عن مجاهد ، عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : من عشق وكتم وعف وصبر غفر الله له وأدخله الجنة عفه وكرمه. ثم أنشد :

انظر إلى السحر يجري في لواحظه

وانظر إلى دعج في طرفه الساج

وانظر إلى شعرات فوق عارضه

كأنها جمع نمل دب في عاج

وأنشد أيضا رحمه الله :

ما لهم أنكروا سوادا بخديه

ولم ينكروا سواد العيون

إن لم يكن عند خديه بدء الشعر

فحسب العيون شعر الجفون

قلت : فقت الناس في الفقه وأتبعته في الشعر. فقال : غلبه الهوى وملكه النفوس دعوا إليه.

ومات إلى رحمة الله تعالى وبسبب ذلك صنّف كتاب الزهرة (٢).

قال ابن أبي حجلة : وقد اختلف الناس في قوله عليه السلام من عشق وكتم وعف (٣) الحديث. فقال بعضهم : كتم عشقه عن الناس. وقال الحضرمي أحب فكتم ووصل فعف وهجر فمات فهو شهيد.

وقال آخر : كتم اسم محبوب.

وقال عماد بن زكريا المؤدب : احذروا أكذب الحديث عن سويد : " كتم محبوبه".

وقال الشيخ العلامة الحافظ عبد الله بن مغلطاني في كتابه : " الواضح المبين .."

__________________

(١) على بن مسهر القرشي ، أبو الحسن الكوفي. الحافظ. وثقه ابن معين. أخرج له الجماعة. توفي عام ٢٨٩ ه‍. (خلاصة التذهيب : ١٣٥).

(٢) انظر ترجمة المؤلف لهذا الكتاب.

أم : حاشية في الأصل : " قف على قوله عليه الصلاة والسلام : من عشق وكتم وعف الخ الحديث".

٣٢٢

هذا حديث إسناده صحيح. وإن كان جماعة من العلماء أعلّه بما ليس .... (١).

وقال في كتابه المذكور : إن هذا الحديث سنده كالشمس لا تزيد في صحته ولا لبس.

ولقد عدّ جماعة من الفقهاء ميت العشق من الشهداء أخذا بهذا الحديث؟ منهم : الإمام أبو القاسم الرافعي رحمه الله تعالى ـ قلت : وستأتي ترجمة الإمام الرافعي قريبا ـ قال : فبعضهم .... (٢) اشترط الشروط المذكورة ، وبعضهم أطلق كالنووي رحمه الله تعالى قال ابن أبي حجلة : وما أحسن قول ابن الأثير : " دمع العاشق ودم القتيل .... (٣) ، وقال في التنبيه (٤) : " إلا إن بينهما بونا لأنهما يختلفان لونا".

وقال أبو الوليد النباجي :

إذا مات المحب جوى وعشقا

فتلك شهادة يا صاح حقا

رواه لنا ثقات عن ثقات

إلى الحبر ابن عباس ترقى

وقال القشيري : إن المحب إذا توفي صابرا كانت منازله مع الشهداء نزول (٥) أقوام في صدقهم. علماء وناهيكم بهذا الداء.

وقال الحسن بن هانئ :

ولقد كنا روينا

عن سويد عن قتادة

عن سعيد بن المسيب

أن سعد بن عبادة

قال من مات محبا

كان من أهل الشهادة

__________________

(١) رسم الكلمة (لعله).

(٢) كتبت كلمة (اطلق) ثم شطبت. لعل الناسخ سها وذكر به بداية الجملة التالية

(٣) رسم الكلمة (مسا).

(٤) رسم الكلمة (المسل). ولم نقف على كتاب بهذا العنوان في كشف الظنون في ذيوله.

(٥) ليست منقوطة في الأصل.

٣٢٣

وقال ابن رواحة الحموي (١) :

لاموا عليك وما دروا

أن الهوى سبب السعادة

إن كان وصلا فالمنى

أو كان هجرا فالشهادة

ثم إنه عكس هذا المعنى بقوله أيضا :

يا قلب دع عنك الهوى واسترح

ما أنت منه حائز (٢) أمرا

أضعت دنياي بهجر إنه

إن نلت وصلا ضاع في الإجرا

وقال آخر :

خليلي هل أخبرتما أو سمعتما

بأن قتيل الغانيات شهيد

فقلت أنا كأني حاضر أخاطبه :

نعم سمعنا أن من كتم الهوى

وعف إلى أن مات وهو شهيد

فخذ عني مقال أنت منه ... (٣)

فذلك ما قد كنت منه تحيد

شتان الذين يرون ركب ... (٤)

به كل يوم سائق وشهيد

يطوفون بالأحباب خلف (٥) بيوتهم

فمنهم قيام حولها وقعود

يعومون في بحر المدامع عندما

تميل بها سفن الهوى وتميد

أبكي دون العام من عام .... (٦)

وقد جد جدا للبكاء لبيد

انتهى كلامه

__________________

(١) الحسين بن عبد الله بن رواحة" أبو علي الأنصاري الحموي. ولد عام ٥١٥ ه‍ بحماة شاعر وفقيه كانت وفاته أيضا بحماة عام ٥٨٥ ه‍. (معجم الأعلام : ٢١٢)

(٢) في الأصل : " حامد" لعلها كما ذكرنا.

(٣) رسم الكلمة : " ند ند ت".

(٤) ليست واضحة في الأصل.

(٥) راجع البيت الثالث.

(٦) رسم الكلمة : " بيهم".

٣٢٤

قلت : ورأيت في الفروس : " العشق من غير ريبة كفارة للذنوب ؛ / (٥٢ ط) م

رأيت الذي لاكله أنت قادر

عليه ولا عن بعضه أنت صابر

وقال آخر :

يا ناظر ما أقلعت لحظاته

حتى لتشحط بينهن قتيلا

وقال الحافظ العلاء ابن القيم الحنبلي قدس الله روحه :

[لطيفة] :

مات سبعة كل واحد له ست وثلاثون سنة فأعجب لقصر أعمارهم مع بلوغ كل غاية فيما كان فيه وانتهى إليه :

ـ الإسكندر ذو القرنين

ـ وأبو مسلم عبد الرحمن. صاحب الدعوة العباسية المتقدم ذكره (١)

ـ وابن المقفع صاحب الخطابة والفصاحة. وترجمته في تعليقي على الشفا. وقد ترجمه ابن خلكان في ترجمة الحلاج. (٢)

__________________

(١) سترد أخباره في نهاية الفصل.

(٢) (وفيات الأعيان : ٢ / ١٥١).

٣٢٥

ـ وسيبويه (١) : صاحب التصانيف والمتقدم في علم العربية.

ـ وأبو تمام الطائي : وعلومه معرفة.

ـ إبراهيم النظام للعمق في علم الكلام (٢).

ـ وأحمد بن يحيى بن إسحاق بن الراوندي ، وما انتهى إليه من التوغل في المخازي (٣). ومن شعره (٤) :

كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه

وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا (٥)

هذا الذي ترك الأوهام حائرة

وصير العالم النحرير زنديقا

وقد اقتصر على هذين البيتين في أحوال المسند إليه القزويني وقبلهما :

__________________

(١) أبو بشر بن عثمان قنبر الفارسي ، إمام النحو ، جهة العرب. ساد أهل عصره وله فيها كتابه الشهير. عاش ٣٢ وقيل نحو ٤٠ سنة. توفي عام ١٨٠ ه‍ (تهذيب سير أعلام النبلاء : ١ / ٢٩٦)

(٢) إبراهيم بن سيار النظام. من أئمة المعتزلة. توفي عام ٢٣١ ه‍ (معجم الاعلام : ١٣).

(٣) عن ترجمته وإلحاده وما قيل عنه عبر العصور انظر : " تاريخ ابن الراوندي الملحد" للدكتور عبد الأمير الأعسم.

(٤) قال أحدهم نقضا عليه :

كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه

وجاهل جاهل شبعان ريان

هذا الذي زاد أهل الكفر لاسلموا

كذا وزاد أولي الايمان ايمانا

أحاشية في الأصل :((قف على هذه الأبيات)).

٣٢٦

سبحان من وضع الأشياء موضعها

وفرق العز والإذلال (١) تفريقا(٢)

وابن الراوندي أبوه كان يهوديا فأسلم ، وكان بعض اليهود يقول للمسلمين : لا يفسد عليكم كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة (٣).

[وجاء] في الطبقات لابن السبكي في ترجمة الشيخ أبي إسحاق صاحب التنبيه ذكر بسنده إلى أبي الحسن على الإصطخري قال :

أنشدنا أبو إسحاق ولم يسم قائلا : / (٤٨ و) م

صبرت على بعض الأذى خوف كله

وألزمت نفسي صبرها فاستقرت

وجرعتها المكروه حتى تذرعت

ولو حملته جملة لاشمأزت

فيا رب عز جر للنفس ذلة

ويا رب نفس بالتذلل عزت

وما العز إلا خيفة الله وحده

ومن خاف منه خافه ما أقلت

سأصدق بعيني إن في الصدق حاجتي

وأرمين بذلك وإن هي قلت

وأهجر أبواب الملوك فإنني

أرى الحرص جلابا لكل مذلة

__________________

(١) رسم الكلمة (الادراك). ومعظم من ترجم له ذكرها (الإذلال) وبها يستقيم المعنى.

(٢) البيت مع البيتين السابقين لابن الراوندي. وعند السبكي نسبهما إلى أبي العلاء المعري وورد البيت الأخير بشكل آخر. انظر : (المصدر السابق).

(٣) ذكر ذلك في : (النجوم الزاهرة : ٣ / ١٧٥ ـ ١٧٧ ـ ط القاهرة ـ ١٣٥١ ه‍)

٣٢٧

إذا ما مددت الكف ألتمس الغنى

إلى غير من أشكو إليه فشلت

إذا طرقتني الحادثات بنكبة

تذكرت ما عوفيت منه فقلت

وما نكبة إلا ولله منة

إذا قابلتها أدبرت واضمحلت

تبارك رزاق البرية كلها

على ما رآه لا على ما استحقت

فكم عاقل لا يستبين وجاهل

ترقت به أحواله وتعلت

وكم من جليل لا يرام حجابه

بداء غرور أدبرت وتولت

تشوب القذى بالصفو والصفو بالقذى

ولو أحسنت في كل حال لملت

ثم قال ابن السبكي (١) : قوله تبارك رزاق البرية أصدق من قول أبي العلاء المعري : كم عاقل / ...... وأنشدها فالله أعلم.

ومن شعر ابن الراوندي المذكور :

محن الزمان كثيرة لا تنقضي

وسرورها يأتيك كالأعياد

[من أخبار أبو مسلم الخراساني].

قال أبو مسلم الخراساني المذكور : " ارتديت الصبر وأبرزت الكتمان وخالفت

__________________

أحاشية في الأصل : " قف على قول ابن السبكي".

٣٢٨

الأحزان والأشجان ، وسامحت المقادير والأحكام حتى بلغت غاية المنى وأدركت نهاية نعيمي.

ثم أنشد :

قد نلت بالعزم والكمال ما عجزت

عنه ملوك بني مروان إذ حشدوا

ما زلت أضربهم بالسيف فانتبهوا

من رقدة لم ينلها قبلهم أحد

طفقت أسعى عليهم في ديارهم

والقوم في ملكهم بالشام قد رقدوا

ومن رعى غنما في أرض مسبعة (١)

ونام عنها تولى رعيها الأسد

وقتل أبو مسلم حين ابتدأ الدعوة إلى أن بويع السفاح ستين ألفا صبرا بين يديه غير ما قتل جملة في خطبته بخراسان ثلاثين ألفا. وانقرض ملك بني أمية بقتل مروان الحمار فسبحان من لا يزول ملكه.

وأنشد لسان الحال :

ثم انقضت تلك السنون (٢) وأهلها

فكأنها وكأنهم أحلام

وقال الآخر :

يا راميا بسهام اللحظ مجتهدا

إن القتيل بما ترمى فلا تصب

وله أيضا :

ما زلت تتبع نظرة في نظرة

في إثر كل مليحة ومليح

وتظن ذاك دواء جرحك وهو في

التحقيق تجريح على تجريح

قد طرفك باللحاظ وبالبكا

فالقلب منك ذبيح أي ذبيح

__________________

(١) أي تقطنها السبا. ع والمثل العربي : " من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم".

ب حاشية في الأصل : " قف على قول ثم انقضت تلك السنون وأهلها".

٣٢٩

وقد قيل :

" خلس(١)اللحظات

أيسر من دوام الحسرات".

وربما أدى العشق إلى الخروج عن الملة الإسلامية أعاذنا الله من ذلك كما تقدم وربما شغل والعياذ بالله عن الإتيان بكلمة التوحيد على الموت.

كما قيل إن رجلا كان واقفا بإزاء داره وكان بابها .... (٢) باب الحاكم فمرت به جارية لها فظهر (٣) ، فقالت :

أين الطريق إلى حمام منجاب فدخلت ودخل وراءها فلما رأت نفسها في داره وعلمت أنه قد خدعها أظهرت له البشر والفرج باجتماعها معه وقالت له :

يصلح أن يكون معنا ما نطيب به عيشنا وتقربه عيوننا.

فقال لها :

الساعة آتيك بما تريدين وتشتهين وخرج وتركها في الدار ، وما أغلقها فأخذ ما يصلح ورجع فوجدها قد خرجت وذهبت ولم تجبه في شيء فهام الرجل. وأكثر الذكر لها وجعل يمشي في الطريق والأزقة ويقول :

__________________

(١) ليست منقوطة في الأصل. علها كما ذكرنا.

(٢) رسم الكلمة (تسعة).

(٣) كذا في الأصل.

٣٣٠

يا رب قائلة وقد لقيت (١)

كيف الطريق إلى حمام منجاب

فبينا هو يوما يقول ذلك وإذا الجارية أجابته من طاق :

هلا جعلت لها لما ظفرت بها

حرزا على الدار أو قفلا على الباب

فازداد هيمانه ، واشتد هيجانه ، ولم يزل على ذلك حتى كان هذا البيت آخر كلامه.

ويروى أن رجلا علق شخصا فاشتد كلفه ، وتمكن حبه من قلبه حتى وقع لما به ولزم الفراش بسببه ، وتمنع ذلك الشخص عليه ، واشتد نفاره عنه ، ولم يزل وسائط الشر يمشون بينهما حتى وعده بأن يعوده.

فأخبر بذلك الناس ففرح واشتد سروره ، وانجلى غمه ، وجعل ينتظره للميعاد الذي ضربه له.

فبينما هو كذلك إذ جاءه الساعي بينهما ، فقال إنه وصل معي إلى بعض الطريق ورجع فرغبت ... (٢) وكلمته.

فقال إنه ذكرني (وبرح في) (٣) فلا أدخل مدخل الريب. ولا أعرض نفسي لمواقع التهم ففارقته فأبى وانصرف.

فلما سمع البائس سقط في يده وعاد إلى أشد ما كان به ، وبدت عليه علائم الموت.

فجعل يقول في تلك الحال :

__________________

(١) كذا قرأناها وبعدها أثر كلمة لعلها (بها). كي يستقيم المعنى.

(٢) ليست مقروءة.

(٣) كذا في الأصل.

٣٣١

أسلم يا راحة العليل

ويا شفاء الدنف (١) النخيل

رضاك أشهى إلى فؤادي

من رحمة الخالق ..... (٢)

فقلت له : اتق الله. قال : قد كان.

فقمت عنه فما تجاوزت باب داره حتى سمعت صيحة الموت.

[المؤذن وجارته النصرانية] :

ويروى أنه كان بمصر رجل يلزم مسجدا للأذان والصلاة وعليه بهاء الطاعة وأنوار العبادة ، فرقى يوما المنارة على عادته للأذان وكان ملاصق المنارة دار لنصراني فاطلع عليها فرأى أن صاحب الدار .... (٣) بها ، فترك الأذان [و] نزل إليها ودخل الدار عليها فقالت له : ما شأنك وما تريد ، قال : أريدك. قالت : لماذا ، قال : قد سبيت لبي وأخذت بمجامع قلبي. قالت : لا أجيبك إلى ريبة. قال أتزوجك. قالت : أنت مسلم وأنا نصرانية ، وأبي لا يزوجني منك قال لها : أتنصر. قالت : إن فعلت أفعل. فتنصر الرجل ليتزوجها. فأقام معهم في الدار. فلما في أثناء ذلك اليوم. رقى إلى السطح كأن في الدار فسقط منه ومات ، فلم يظفر بها ، وفاته دينه. أسأل الله حسن الخاتمة. اللهم نعوذ بك من الحور بعد الكور.

وقال هذا العاشق الخبيث :

يترشفّن من فمي رشفات

هنّ أحلى فيه من التوحيد (٤)

__________________

(١) دنف : ثقل مرضه ودنا من الموت (المنجد في اللغة : دنف)

(٢) خرم في الأصل. بقي من الكلمة : " الخمي"

(٣) رسم الكلمة في : " مامس".

(٤) البيت معروف ومشهور للمتنبي ولكنه على النحو :

يترشفن من فمي رشفات

هنّ فيهن حلاوة التّوحيد

(العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب : ١٥)

٣٣٢

لعنة الله على قائل هذا الكلام.

اللهم أمتنا على التوحيد. وأحسن لقائك :

قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم

العشق أعظم مما بالمجانين

العشق لا يستفيق الدهر صاحبه

وإنما يصرع المجنون في الحين

ويعجبني قول الشاعر :

خيالك في عيني وذكرك في فمي

ومثواك في قلبي فأين تغيب

وقول آخر :

ومن عجب أني أحن إليهم

وأسأل عنهم من كثب ومن معي

وتطلبهم عيني وهم في سوادها

ويشتاقهم (١) قلبي وهم بين أضلعي

وهذا ألطف من قول آخر :

إن قلت غبت بقلبي لا تصدقني

إذ أنت فيه وكان السر لم تغب

أو قلت ما غبت قال الطرف ذاك (٢)

فقد تحيرت بين الصدق والكذب / (٥٣ ظ) م

[انتهى ما وجدناه من الأصل]

__________________

(١) الكلمة في الأصل : (ذاكة) لعلها كما ذكرنا.

(٢) حاشية في الأصل : " وتشتاقكم عيني وهم في سوادها فما أبعد المشتاق منكم وما أدنى".

٣٣٣

فهرس (١) جزء الخطط

وهو الأول في هذا المجلد

١ ـ (الفصل الخامس في بعض عشاقها) وفيه نوادرهم.

٩ ـ (الفصل السادس في المنافع التي بداخلها وخارجها والطلاسم والمطالب والكتابة القديمة على الأحجار).

١١ ـ ذكر جب الكلب.

١٦ ـ جبل أهل الكهف قريب من عربسوس.

١٦ ـ ثلاثة أبيات لمسلمة بن عبد الملك.

آخر ١٦ ـ اعتناء أهل الصدر الأول بحل الكتابات القديمة وجدها (أين هذا من رميهم بإحراق الكتب) (٢)

١٩ ـ (الفصل السابع في تراجم من دفن بها أو بأعمالها من الخلفاء والملوك)

١٩ ـ الظاهر غازي بن صلاح ، وفي آخرها إلمام بترجمة صلاح الدين يوسف ابن العزيز بن الظاهر غازي ، وانظر ١١٠ ـ ١١١

١٩ ـ ثلاثة أبيات للظاهر غازي المذكور.

٢٠ ـ آقسنقر والد عماد الزنكي.

__________________

(١) الفهرس وجدناه في بداية الجزء الأول وقد كتب بخط حديث علّه خط العلامة أحمد سعيد تيمور المالك السابق لمخطوطة مصر وتسهيلا للمراجعة أبقيناه كما هو.

(٢) الكلام لمعد الفهرس ـ علّه أحمد سعيد تيمور كما ذكرنا ـ ونضيف : وذلك في مكتبة الاسكندرية مثلا كما يزعمون باطلا.

٣٣٤

٢١ ـ محمد الملك الأشرف عز الدين بن صلاح الدين بن أيوب.

٢١ ـ الملك الصالح بن نور الدين الشهيد.

٢١ ـ مسعود المؤيد بن السلطان صلاح الدين.

٢٢ ـ الحافظ نور الدين العادل.

٢٢ ـ يعقوب الأعز ، وإسحاق المعز. وعلي الأفضل أولاد صلاح الدين.

٢٣ ـ مقتطفات للأفضل بن صلاح الدين.

٢٣ ـ مسلمة بن عبد الملك بن مروان.

٢٤ ـ سليمان بن عبد الملك.

٢٥ ـ نوادر فيمن كان كثير الأكل.

٢٥ ـ هشام بن عبد الملك.

٢٥ ـ إحراق بني العباس جثث بني أمية كان انتقاما منهم لزيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم.

٢٦ ـ المحسن أحمد بن صلاح الدين وأخوه ذا وزن (كذا)

٢٦ ـ دقيانوس وقبره في طرسوس.

٢٦ ـ المأمون العباسي وقبره في طرسوس وذكر سقوطه بسلاحه إلى أن سقط

٢٨ ـ طغرل بك أتابك العزيز بن صلاح الدين.

٢٩ ـ العباس بن المأمون وموضع قبره.

٣١ ـ (الفصل الثامن فيما ظهر فيها من العجائب ونتبعه حوادث وقعت بها).

٣٥ ـ ذكر نوادر في وضع بعض النساء عدة أولاد في بطن واحد.

٤٧ ـ (الفصل التاسع في بعض وقائع الفرنج وما اتفق لهم بها)

٣٣٥

٥٩ ـ (الفصل العاشر في جوامعها وبعض مدارسها وخوانكها وزواياها وربطها وبيمارستاناتها).

٨٥ ـ المدارس.

٨٥ ـ نظام الملك ليس أول من بنى المدارس في الإسلام وذكر المدارس التي بنيت قبله.

٩٠ ـ ترجمة ابن عصرون.

٩٣ ـ ترجمة ابن شداد.

٩٤ ـ الرسالة التي كتبها ابن خروف لابن شداد يستهديه فروة.

١٠١ ـ ترجمة الغضائري.

١٠٣ ـ القلم المجوز.

١٠٣ ـ العجول التي كانت تجلب الأحجار لبناء المدرسة الشرفية (هذا يدل على استعمالهم العجلات إذ لا يعقل أنها كانت تجرها على الأرض

١٠٦ ـ ترجمة السائح الهروي.

١١٠ ـ ترجمة ضيفة خاتون ابنة العادل وسبب تسميتها بذلك.

١١١ ـ الكلام على السمند أو السمندل الذي لا يحترق بالنار.

١١٤ ـ ترجمة ابن الزملكاني المتوفى سنة ٧٢٧.

١٢٧ ـ ترجمة المرتضى نقيب حلب.

١٣٦ ـ الكلام في ماهية التصوف.

١٣٦ ـ الخوانك والزوايا.

١٣٦ ـ تعريف بلفظ خانكاه والفرق بين الرباط والزاوية

٣٣٦

١٤٠ ـ اشتراط السيدة أم الصالح إسماعيل أن يكون القارئ في الخانكاه الذي بنته أعمى ليتيسر لها الحضور وقت القراءة بنفسها بغير حجاب.

١٤٠ ـ ترجمة المظفر الذي كان يحتفل بالمولد النبوي

١٤٤ ـ الخوانك التي للنساء.

١٤٥ ـ الخوانك التي بظاهر حلب.

١٤٨ ـ طائفة القلندرية الذين يحلقون وجوههم ورؤوسهم وتاريخ ظهورهم

١٥١ ـ ترجمة تغري ورمش أو برمش (معناه عطية الله والباء يستعملها بعض الأتراك مكان الواو).

ـ ـ ـ الربط والتكايا.

١٥٥ ـ الترب التي داخل حلب وخارجها.

١٥٦ ـ ترجمة القفطي (صاحب تاريخ الحكماء).

١٥٧ ـ بيان للقفطي المذكور زعم أنهما لا يؤتي لهما بثالث وما نظمه ابن سعيد بعدهما.

١٦٠ ـ مكاتب الأيتام

١٦١ ـ أبيات في الضارب بالشبابة ويعلم منها أنها كانت تتخذ من القصب

١٦٢ ـ البيمارستانات.

١٦٢ ـ ترجمة ابن بطلان الطبيب.

١٦٣ ـ في الكلام على البيمارستان العتيق ذكر عبارة يفهم منها أن البيمارستانات كانت تقسم إلى قاعات للأمراض المختلفة.

١٦٤ ـ (الفصل الحادي عشر خططها).

٣٣٧

١٦٤ ـ الدروب.

١٦٦ ـ ترجمة العارف بالله إبراهيم بن أدهم.

١٦٨ ـ مسجد طغرل كان يعرف بمسجد النحاة نسبة لأبي جعفر الرعيني وصاحبه ابن جابرة وترجمتهما.

١٧٢ ـ ترجمة شمس الدين الحكمي الأندلسي.

١٧٣+ ١٧٤ ـ مقطوعان للسلطان المغرب والثاني لابن الأحمر.

١٧٧ ـ ترجمة بدر الدين الباجباري المارديني.

١٨١ ـ ترجمة الخطيب هاشم بن أحمد بن عبد الواحد خطيب حلب.

١٨٥ ـ (الفصل الثاني عشر في قلعتها ودار العدل وسورها وأبوابها ونحوها وكنائسها ودياراتها وجبلها ، وبعض جبالها الآخر).

١٨٦ ـ القلعة

١٩١ ـ اشتراط الأفرنج في صلحهم تعليق جرس بقلعة حلب وصليب على جامعها الأعظم .... أو ذلك.

١٩٣ ـ دار العدل

١٩٥ ـ السور

١٩٧ ـ أبواب حلب

١٩٨ ـ الميادين

٢١٠ ـ جبالها.

٢١٣ ـ (الفصل الثالث عشر في ذكر التتار وتراجم بعض ملوكهم)

٢١٥ ـ أخذ هولاكو ولد المستعصم المسمى بالمبارك.

٣٣٨

(ما يتعلق بالعافية)

٣٦ ـ خركاوات (معنى الخيم جمع خركاوه)

٣٩ ـ (بالحاشية) استعمل لفظ شال بمعنى رفع

٣٩ ـ البشرة واللوزة والخيارة التي هي عوارض الطاعون الذي أصاب أهل حلب سنة ٧٤٩ وفي ٤١ : اللبة والخيارة وبيان في اللبة.

أو سطر ٧ استعماله الجملون وفي ٧٢ وزرة الحائط.

٧٤ ـ افلوري. لنوع من النقود (هو الفرينو الذي كان بمصر وفي الشام يقال له فيروني وذلك من نحو قرن).

٨٠ ـ استعماله الخواجا بمعنى التاجر.

٨٦ ـ تسميتهم المدفع بالمكحلة وذكر أنهم كانوا يرمون منها بالحجارة وانظر ٧٦ و ١٥١ وفي ١٩٠ أنها كانت تلقي بالنار.

٨٧ ـ أول سطر والثاني اللقن لشيئ تغسل فيه الثياب (هو الطست محرف عن التركية لجن)

٩٤ ـ كلمة بقيار (لشيء يشبه العمامة) تحقق.

٩٧ ـ شطر في أبيات معه (صاحب حماة) كما تقول العامة.

١٠٢ ـ إطلاقه بوابة على الباب الكبير وانظر ١٢٠ و ١٥٠ و ١٨٠ و ١٦٠

١٠٣ ـ القلم المجوز.

١٠٦ ـ استعماله سقاطة بمعنى ثغرة في الحائط ترمى منها الأحجار.

١٠٧ ـ إطلاقه بيت الماء على الخلاء وقد استعملها في عدة مواضع وفي ١٢١ المرتفق.

٣٣٩

١٠٨ ـ خشخاشة للأموات

١٣٦ ـ الفرق بين الخانكاه والزاوية والرباط وفي ١٤٢ استعماله خانكة بدل خانكاه.

١٥٢ ـ فسخة صابون (بالحاشية) حققها.

١٦١ ـ أبيات قول على أن الشبابة لا تتخذ من القصب.

١٨٦ ـ استعماله سقالة لخشبة يمر عليها من مكان لمكان.

١٨٨ ـ (بالحاشية) فوارة يأتيها الماء من مقلب رخام.

ومنها أيضا الساتورة. وانظرها أيضا في ١٩٠.

فهرس الجزء الثاني وهو (جزء الحوادث)

٣ ـ أول قاض قضى بمذهب أبي حنيفة بمصر.

٣ ـ أول من درّس بالنظامية ببغداد.

٣ ـ المستعين أول من وسع الاكمام وصغّر القلانس

٦ ـ جعفر بن المعتضد أول من ولي الخلافة من الصبيان.

٦ ـ الحجاج أول من أخرج المحامل وكسى الكعبة الديباج ونقش على الدراهم القرآن.

١٠ ـ طرفة أول من قال خلا لك الجو فبيضي واصفري.

١٣ ـ عبد الملك بن جريج أول من صنف (أي في الإسلام) واختلافهم في ذلك

١٣ ـ عتاب بن هرم أول من اتخذ الرادفة (والرديف هو جليس الملك)

١٣ ـ عتبة بن مسعود أول من سمى المصحف مصحفا.

١٤ ـ عدي بن مادة أول من اعتم في العرب.

٣٤٠