كنوز الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

سبط ابن العجمي الحلبي

كنوز الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

المؤلف:

سبط ابن العجمي الحلبي


المحقق: الدكتور شوقي شعث و المهندس فالح البكّور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦
الجزء ١ الجزء ٢

سنة إحدى وستين [وثمانمائة]

وفي الليلة المسفر صباحها عن نهار الأحد حادي عشري المحرم توفيت الشيخة المسندة حليمة بنت السيد عز الدين الإسحاقي (١) نقيب الأشراف وصلى عليها بجامع حلب. ودفنت بالمشهد بسفح الجبل عند أسلافها.

وفي شهر صفر تزايد ارتفاع الأسعار واشتد الغلاء فشكى الناس حالهم إلى كافل حلب جانم في يوم الخميس أول ربيع الأول ثم صاحوا عليه يوم الجمعة وجاء أناس من أطراف أهل البلد إلى سوق الصابون ونهبوا حانوتا. وماج الناس كموجات البحر ، وصلى الناس الجمعة وهم في وجل كبير وخوف من نهب الأسواق. فقلت الأسواق ولم يدخل أحد إلى الجامع من بابه الشرقي لإغلاق الأسواق ثم بعد صلاة الجمعة رمى الناس بعضهم بعض بالحجارة على سطح الجامع وأصبح الناس وباب المذكور والأسواق مغلقة.

وفي يوم الثلاثاء حادي عشري صفر توفي الحمصي الشافعي قاضي حلب ودمشق تقدمت ترجمته.

وفي سابع عشر ربيع الأول توفي الرئيس حسام الدين حسن بن الزرخوني رئيس جامع حلب ، وكان صيتا ، عاقلا ، وحصل له جزام قبل وفاته بزمان فلزم بيته وفي العشرين عيرت الدراهم بحلب وصار الأشرفي بخمسين درهما ، وكان الأشرفي في أيام الأشرف برسباي بأربعين درهما فتلفت ، وصار الأشرفي يترقى لفساد المعاملة حتى صار الأشرفي غاية درهم. وكانت الدراهم غالبها نحاس بسكك مختلفة فيذهب الشخص ليشتري له حاجة فترد عليه ولا تقبضها غالب الناس وغلت الأسعار بسبب

__________________

(١) حليمة ابنة أحمد بن محمد الاسحاقي الحلبي ولدت نحو ٧٧٠ ه‍ أجازها البرهان الحلبي وغيره ، وتزوجها الشهاب أحمد بن إبراهيم بن العديم. كانت صالحة خيرة. ماتت بعد عام ٨٦٠ ه‍. (الضوء اللامع : ١٢ / ٢٢).

٢٨١

ذلك فاجتهد الكافل جانم أخو الأشرف في إبطالها وضرب الدراهم ، وأقام لدار الضرب الشيخ شمس الدين بن السلامي. وكان قد فاوضني في ذلك فامتنعت واعتذرت بأنني لا أعرف الدراهم ولا الزغل (١) فأعفاني من ذلك ثم أقام لها بعد ذلك الشيخ شمس الدين بن الشماع الشافعي وكان يخرج تارة بنفسه لدار الضرب ويسبك الدراهم بحضرته ، وتصك ، وعتب بعض الناس عليه في ذلك إذ هو صوفي فكيف يدخل نفسه في أمور الدنيا فبلغه ذلك فقال : بذلت نفسي لاصلاح أحوال الناس. ونزل إلى حلب (٢) وأحضر أربع صوارف عارفين بالسكك والنقد فبعد ختمها يقف عليها الصوارف الأربع / (٤٥ ط) م ثم تنزل إلى حلب. وكان الناس تضرروا بالدراهم العتيقة ضررا زائدا وكان وزن الدراهم إذ ذاك ربع درهم وضرب دراهم كل درهم وزن درهم. وكان عليها النورا (٣) وهي خالية من الغش.

وفي سلخ جمادى الأول يوم الاثنين قريب الغروب توفي السيد السعيد النقيب عفيف الدين عبد الله بن النقيب بدر الدين بن السيد النقيب عز الدين الإسحاقي الحسيني الشافعي ، وصلي عليه يوم الثلاثاء مستهل جمادى الآخرة بجامع حلب ودفن داخل المشهد بالجبل عند أسلافه وكان أصابه الفالج من مدة زمانية. وكان إنسانا حسنا ، دمث الأخلاق له نظم غير جيد ، وكان يتساهل في ثبوت الأنساب وأثبت نسب أبي بكر بن البطيحي وكان قد قدم حلب وقال أنه أنصاري أبا ، حسيني أما. ثم توفي خاله فأخذ نسبته وادعاها لنفسه وكان فاضلا ذكيا له معرفة بالفرائض. فلما فعل ذلك نزع النور من وجهه وصار عليه كآبة ، وعمل شرحا على البخاري أخذه من كلام الآية وليس له منه شيء أبدا إنما هو مجرد نقل من نسخ غير صحيحة. وأنشد

__________________

(١) الزغل : الصب.

(٢) عبارة : (ونزل إلى حلب) استدركت على الهامش.

أكذا في الأصل.

٢٨٢

عثمان الحموي الأديب منه :

ما دام في حلب البطيخ ذا نسب

وظل فيها مقيما يدعى الشرفا

عنها ارتحل وات (١) قثبانا(٢)بلا كسل

وخذ شمالا وقل يا ضيعة الشرفا

وفي العشر الثاني من جمادى الآخر ورد كتاب من نائب درندة بلبان إلى كافل حلب يتضمن أن ولده إبراهيم نائب الغيبة بمدينة دوركي كتب إليه أن مدينة أرزنكان خسف بها ولم يسلم من أهلها سوى نائبها فإنه كان خارج المدينة ومعه جماعة يسيرة. وذكر أن الخسف وقع في يوم السبت ثامن عشري جمادى الأولى.

وفي يوم الثلاثاء رابع عشر رجب توفي الشيخ محمد بن الشيخ أبي بكر بن الشيخ نبهان بقرية جبرين ودفن بكرة النهار عند أسلافه ، وخرج أهل حلب للصلاة عليه وتبركا بأسلافه ، وأجلس ولده الشيخ أحمد مكانه وهذا لم يكن على طريقة أسلافه ولا سالكا سبيلهم وكان يحب الصيد ويميل إليه ، ويحمل الطيور على يده بحضرة الكافل ودواداره ، وكان أهل حلب يعتبون ذلك عليه لكنه في خفارة سيدي نبهان. وخرج مرة إلى الصيد فأخذته العرب وأنزلوه عن فرسه وربطوه من رقبته وجرروه ، فاستغاث بسيدي نبهان فوقع بينهم عداوة فأطلقوه.

وفي يوم الاثنين ثالث رمضان وصل كافل حلب جانم إلى حلب راجعا من بلاد ابن قرمان إبراهيم ، وكان قد توجه صحبة نائب الشام الحمزاوي ونائب حماة وطرابلس وصعد ومعهم عساكر مصر منهم الأمير خشقدم وهو أمير سلاح الذي ولي السلطنة فيما بعد فوصلوا إلى قلعة الدوالي فأخربوها ثم وصلوا إلى الأرندة فأحرقوها مع القرى.

وكان السلطان إينال قال لهم لا تقيموا على بلدة أبدا خوفا عليهم من وقوع الغلا

__________________

(١) رسم الكلمة : (انت).

(٢) مضطربة الشكل : لعلها كما ذكرنا ، وسبق التعريف بهذا الموقع.

٢٨٣

وأمسكوا درندار بن رمضان وولوا مكانه عمر ابن عمه وأحضروا إلى حلب محتفظا عليه ووصل كافل الشام / (٤٦ و) م بعده إلى حلب بيوم واحد وقبله بيوم واحد وصل المصريون ورحل الحمزاوي إلى دمشق في الليلة المسفر صباحها عن يوم الجمعة سابع رمضان ومعه كفال الممالك.

وفي رابع عشري رمضان لبس (١) ابن الكركي قضاء حلب عوضا عن ابن الزهري وكان قد حكم قبل ذلك ، وخرج ابن الزهري خفية إلى دمشق ، وولاية ابن الكركي كانت في العشر الأخير من شعبان وفي الثلاثاء خامس عشري رمضان عقد مجلس بدار العدل بالجنينة (٢) عند كافل حلب جانم حضره القضاة الأربع والشيخ شمس الدين ابن الشماع والشيخ شمس الدين محمد بن السلامي بسبب الشيخ جنيد ابن سيدي علي بن صدر الدين الأرذبلي.

وهذا الرجل سكن كلز ، وبنى بها مسجدا وحماما وللناس فيه اعتقاد عظيم بسبب أبيه وجده ، ويأتمرون بأمره ولا يغفلون عن خدمته ، ويثابرون على لزوم بابه ويأتي الناس من الروم والعجم وسائر البلاد. ويأتيه الفتوح الكثير ، ثم سكن جبل موسى عند أنطاكية هو وجماعته وبنى به مساكن من خشب. وفي الجملة كان على طريق الملوك لا على طريق القوم.

رجع : وكان كافل حلب قد أرسل خلفه قبل ذلك فلم يحضر ، وذهب مع جماعة الكافل إليه شمس الدين بن محسن (٣) الشافعي ـ مفتي أنطاكية ـ فأمسكه عنده وهم بقتله. ثم أرسل خلفه ثانيا دوادار السلطان الماس ومعه جماعة من الأجناد فلم يحضر ، فلما حضر الماس نسب إلى جماعته المقيمين عنده أنه حارب من ذهب خلفه

__________________

(١) غير منقوطة في الأصل. كذا قرأناها. لعل المقصود لبس تشريف القضاء.

(٢) ليست واضحة. كذا قرأناها.

(٣) مضطربة الشكل. كذا قرأناها.

٢٨٤

وأن في الوقعة قتل إبراهيم بن غازي من أمراء التركمان بجبل الأقرع. فعقد هذا المجلس بسبب ذلك. فبينما نحن في المجلس أرسل الكافل خلف الشيخ محمد بن الشيخ إدريس الأردبيلي (١) المقيم بحلب ، وهذا أيضا كان بأربل ثم انتقل ، وتزوج الشيخ جنيد بأخت الشيخ محمد ثم تشاجرا وتطالقا ، وصار في النفوس شيء.

فلما حضر سأله ما تقول في هذا الرجل؟ فقال أنا بيني وبينه عداوة لا تقبل كلامي فيه ، ثم انصرف. فاستحسن الحاضرون عقله. فبينا نحن كذلك إذا حضرت ورقة من عند الشيخ عبد الكريم أن هذا الرجل شعاشعي المذهب. وورقة من عند الشيخ البكرجي أن هذا الرجل تارك الجماعة ونسب إليه أشياء.

فقام الشيخ شمس الدين الأسيوطي والأمير فخر الدين بن أغلبك واتفقا على كتابة صورة استفتاء في أمره. وما يصدر منه ، وأحضرت صورة الاستفتاء إلى الجماعة ليكتب كل أحد ما يكتب. فقلت لهم : إذا استعدى على غائب في غير ولايته الحكم فليس له إحضاره ..... (٢) وله نائب هناك لم يحضره بل يسمع بنيته ، ويكتب إليه أولا نائب له فيحضره من مسافات العدوى.

وهي التي ترجع منها فبكر ليلا وكتب بخطي بذلك. وخط عليه الشيخ شمس الدين بن الشماع وأنكر ما نسب إليه.

وأخذ خازندار جانم يوسف الفتوى إلى بلاد سرمين ووضعها على رمح وقال : هذا جائز القتال. وهذا خط العلماء. وفي غضون ذلك حضر شخص من عنده لنائب القلعة قاسم بن القشاشي (٣) يعتذر عما نسب إليه فذهب إلى الشيخ شمس الدين

__________________

(١) لم نهتد إلى الترجمة.

(٢) رسم الكلمة (ارمنها).

(٣) قاسم بن جمعة الزين القشاشي. نائب القلعة والأتابك سابقا مات عام ٨٦٣ ه‍. (الضوء اللامع : ٦ / ١٨٠).

٢٨٥

ابن الشماع فرق له. ولم يفد هذا شيئا لأن الناس كانوا قد ذهبوا إليه وخرجوا إلى الجبل فاقتتلوا وذلك يوم العيد أو ليلته / (٤٦ ظ) م فأسفرت الوقعة عن قتلى بين الفريقين فتسحب من الجبل إلى جهة بلاد العجم وأقام هناك ثم خرج على بعض ملوكها فقتل وبعض أصحابه يدعى حياته. انتهى.

[الشيخ محمد بن فلاح المعروف الشعشاع] :

وقول الشيخ عبد الكريم هذا شعاشعي هذه نسبة إلى محمد بن فلاح الذي ظهر بالجزائر وقتل الناس وحملهم على الرفض وعلى ترك الجماعات ويعرف بالشعشاع.

وقد ورد منه كتاب على الشيخ شمس الدين بن الشماع يعتذر عن ذلك ويتبرأ منه (١) هذه نسخته :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يعلم جناب الشيخ الأعظم الأمجد الأكرم الشيخ شمس الدين بن الشماع أحسن الله تعالى أحواله في الدارين لمحمد وآله الأطهرين آمين اللهم آمين أن قد جاءنا من ناحيتكم تجار وبينهم رجل يقال له سليم أبو زيتون وزعم أن جنابكم الشريف أمره بالحضور عندنا وأن يلتمس شيئا من حديثنا ويطلع على أحوالنا وكيفية ما نحن به فقد أجاب إلى ما أمرتم وامتثل ما قلتم له والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وهو يجيبكم عما رآى ويخبركم بما سمع ولا يخفى على الكافل مثلكم ما نحن به والله هو المولى وهو يحي الموتى ، وهو على كل شيء قدير ، وما بلغكم عنا من ترك العبادات والتهاون بالواجبات والعياذ بالله وفعل المحرمات مما شاع وذاع ، وبلغ الأسماع ما المعصوم إلا من عصمه الله من أنبيائه وأوليائه. أكفر بعد إيمان أم ضلال بعد هدى فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مطلعه أظهر من الشمس وأبين من اليوم

__________________

(١) عبارة : (يعتذر عن ذلك ويتبرأ منه) استدركت على الهامش.

٢٨٦

من أمس حيث دعى العباد إلى عبادة رب السماوات والأرض وحذف ما في أيديهم من أصنام نحتوها وأزلام قد استعملوها أبت الطبائع عن متابعة وامتثال شريعته وارتكاب طريقته لاستينا سهم (١) بما هم عليه من تلك التماثيل والصور ولجبر (٢) لحقهم وتكبر علاهم.

وقد حكى الله أمثال ذلك في كتابة العزيز فقال حكاية عن ابليس : (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) يعني آدم ـ (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ). وكذا ما حكاه عن فرعون (أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً. وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ)(٣) وقد جاء في الحديث." المرء مخبوء تحت لسانه". وإليه أشار القرآن (يا أَيُّهَا)(٤)(الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ)(٥)(٦) فإذا كان محمد عليه السلام هو المحق الأمين وقد سطت عليه عقول عبدة الأصنام وأهل البيت واستخفت بعقله ، ونسبته تارة إلى الجنون. وتارة إلى كهانة ونسبت كتابة المنزل الذي عجزت الفصحاء عن معارضته إلى كونه شعرا.

فأي ويل لمن عثر في حق خفي وما ستر عن العالم الأرضي أن يقال به ما قد قيل بنبي هذه الأمة ، وكما قيل للرسل من قبله خصوصا مثلي بين قوم جهال حوتهم هذه الشعشعة التي ما ظهرت من قبل. كل يقول منهم كذا وكذا مما لا يوافق الشرع المطهر ولا العقل الصحيح ولا يرد القائل عن ذلك عواطف الدهر. وكل ناقل ينقله إنما ينسب إليّ حيث لم يخاطبني ولم يسمع مقالتي ، وقد قال الله :

__________________

(١) غير منقوطة في الأصل. كذا قرأناها.

(٢) رسم الكلمة في الأصل (لحيد) لعلها كما ذكرنا.

(٣) آية : ١٨ ، سورة الشعراء.

(٤) في الأصل : ايها

(٥) في الأصل : منهن.

(٦) سورة الحجرات آية : ١١

٢٨٧

(فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ....)(١) ؛ والرد إلى الله العمل بالقرآن وإلى الرسول / (٤٧ و) م العمل بالشريعة وما بعد الحق إلا الضلال فأنّى تصرفون وأنا رجل على الكتاب والسند أبصر من كل بصير في القرآن وأخبر من كل خبير في الشريعة ومن شك فليتقدم. ومضى هذا عظم الله أجرك.

اختلفت أمة الإسلام بمهدي يظهر في الأرض ؛ قالت الاثنى عشرية : لا مهدي إلا ولد الحسن العسكري عليهما السلام بدلائل عندهم من أحاديث مسندة مروية من صحاح الأخبار ؛ منها النبي عليه السلام : خلفائي من بعدي كعدد نقباء بني اسرائيل. والنقباء منهم اثنا عشر. وقال الله تعالى : (وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً.)(٢). والنقباء خلفاء كل نبي من أولي العزم.

فكذلك خلفاء محمد عليه السلام من بعده اثني عشر خليفة. وقد قيل في الحديث ان النبي محمدا عليه السلام نظر إلى ولده الحسين بن علي ابن فاطمة الزهراء عليهم السلام فقال : هذا ولدي إمام ابن إمام أخو الإمام أبو أئمة تسع تاسعهم قائمهم. وكثير من هذا البحث على هذا النمط لا يحتمل ذكره هنا.

وهذا عند الاثني عشرية مثل القيامة لا استبعاد لطول عمره. كما تقوله الجماهرة من أنه لحق بالآباء والأجداد ويستبعدون طول عمره حيث هو من أمة محمد عليه السلام التي لم يعمر أحد منهم بهذا العمر الطويل لأنه ولد سنة خمس وخمسين ومائتين من الهجرة فقد كمل له في سنة إحدى وستين هذه ستمائة سنة وست سنوات والله على كل شيء قدير.

وقد عمر الله من الصالحين أناسا ومن الطالحين أناسا فمن الصالحين مثل الخضر ونوح وشعيب. ومن الطالحين مثل الدجال كما ورد. ومثل من مضى أول الزمان.

__________________

(١) آية : ٥٩ ، سورة النساء

(٢) آية رقم ١٢ ، سورة المائدة

٢٨٨

قالت الجماهرة : هذا التعمير وقع في الأمم الماضية لا في هذه الأمة المتأخرة التي جاءت في الدور القمري. قالت الاثنى عشرية : إذا عمر مثل هذا الرجل الفاضل وخالف قانون هذه الأمة فالله على كل شيء قدير وهو داخل تحت الاقتدار ، معجز من المعجزات الآباء والأجداد ولا يستبعد عن مثله هذا العجز.

وقالت الاثنى عشرية إنه هو بعينه يظهر ويظهر معه الخضر من السياحة وعيسى من السماء. وهذه المقالة توجب عدم صحة الاختبار للمكلفين لأن الاختبار لا يمكن إلا ببعثه ضعيف كمحمد عليه السلام وهربه إلى الغار لفقد الناصر ومثل هذا مع عيسى والخضر لا يمكن صحة الاختبار بظهوره لقوته ولعلو شوكته فلا يعلم صالح الأمة من طالحها لانقياد الذين (١) جميعا (٢) إلى بابه لقوة الناصر ، وعظمته وجلاله في أعين المكلفين ؛ فلا يجوز أن يظهر مهدي الأمة أقوى من محمد عليه السلام. وإذا كان الأمر هكذا وجب في النظر العقلي أن لا يظهر ذلك المشار إليه في مقاولات الاثني عشرية بل يظهر حجابه ومقامه في الأرض ضعيف محتاج إلى ناصر ينصره يده حتى تقع الاختبار الصحيح في الأمة ، ولنقف على مثل هذا الحد.

وفقك الله بتوفيقه إلى ما تحب وتختار إن شاء الله تعالى وصلى على محمد وآله .... (٣) الله محمد وآل محمد.

وفي الليلة المسفر صباحها عن نهار الأربعاء سابع عشر شوال توفي الشيخ شمس الدين(٤) .....

__________________

(١) لعل الناسخ أهمل كلمة مثل (أسلموا) ففيها يستقيم المعنى.

(٢) استدركت على الهامش.

(٣) رسم الكلمة (مصر).

(٤) انتهى ما وجدناه من تاريخ الحوادث والصفحة التي تليها لموضوع آخر. أضفناه في محله.

٢٨٩

حلب

[في أيام الخلفاء والأمراء المسلمين]

٢٩٠

.... (١) حبسا بقلعة قنسرين كان يزيد بن الوليد حبسهما فنهض عبد العزيز بن الحجاج ويزيد بن خالد القسري فقتلاهما وقتل معهما يوسف بن عمر الثقفي ... (٢) وأخذ بعد ذلك فصلبهما مروان.

[عبرة] : مروان المذكور بلغه أن خادما له نمّ عليه ، فأمر به بقطع رأسه وسل لسانه ، وألقي على الأرض فجاءت هرة فأكلته وبعد أيام قطع رأس مروان في ذلك المكان وسل لسانه وألقي على الأرض فجاءت تلك الهرة فاختطفته وأكلته ففي ذلك يقول شاعرهم :

قد يسر الله نصرا عنوة لكم

وأهلك الفاجر الجبار إذ ظلما

فذاك مقوده هر يجرره

وكان ربك من ذي الظلم منتقما

قتل مروان على يد عامر بن إسماعيل (٣). ولما قتله طلب كنيسة فيها بنات مروان ونساؤه وإذا بخادم بيده سيف مشهور يحاول الدخول. فأخذ الخادم وسئل عن أمره. فقال : أمرني مروان إن هو قتل أن أضرب رقاب بناته ونسائه فأرادوا قتله. فقال لا تقتلوني فإنكم إن فعلتم ليفقدن ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر ما تقول قال : إن كذبت فاقتلوني فتبعوه. فخرج بهم إلى موضع رمل. فقال اكشفوا هنا. فكشفوا فوجدوا البردة والقضيب قد دفنهما مروان لئلا يصيرا إلى بني هاشم. فوجه بهما صالح إلى أخيه عبد الله فوجههما عبد الله إلى السفاح فتوارثوهما إلى أيام المعتضد (٤).

__________________

(١) انتهت ص (٩٤) والصفحة التالية بدأت بخط مغاير ويظهر أن هناك نقصا يظهر جليا.

(٢) رسم الكلمة (لعلنوبن)

(٣) عامر بن اسماعيل المذحجي ، والمذحجي منسوب إلى قبيلة مذحج باليمن .. وفيهم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكثر القبائل في الجنة مذحج".

(٤) انظر الخبر عند المسعودي في : (مروج الذهب : ٣ / ٢٦١).

٢٩١

ومروان أمه أم ولد كردية (١) كانت لإبراهيم بن الأشتر أخذها محمد بن مروان فقتل إبراهيم مع مصعب وبنو أمية كانوا يكرهون ابن أمة لما كانوا يزعمون من ذهاب ملكهم على رأس ابن أمة.

وأرى النعيم وكل ما يلهى به يوما يصير إلى بلى ونفاد

[ملك أبي العباس السفاح لحلب]

ثم ملكها أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس السفاح.

وفي أيام أبي العباس / (٤٨ ط) م السفاح تغلب على حلب العباس بن محمد بن عبد الله وذلك في سنة ثلاث وثلاثين ومائة. ولبس الحمرة (٢) ، وخالف ، وأظهر العصية ودعا إلى نفسه وتبعه جماعة. وبويع السفاح في ربيع الآخر. وفي بعض التواريخ يوم الجمعة رابع عشر الأول سنة اثنين وثلاثين ومائة بالكوفة (٣).

وهو الذي اشترى بردة النبي صلى الله عليه وسلم.

[وقعة الزاب وهزيمة مروان] وسير (٤) عبد الله بن علي بن عبد الله بن السفاح للقاء مروان فالتقيا بالزاب من أرض الموصل في جمادى الآخرة سنة اثنين وثلاثين ومائة فهزم مروان. وسار مروان

__________________

(١) قيل اسمها : ريا وقيل طرونة ، وكانت لمصعب بن الزبير. (مروج الذهب : ٣ / ٢٤٧)

(٢) أي خالف. وكان شعار بني العباس اللون الأسود وتسمي بعض كتب التاريخ أتباعهم بالمسودة لأنهم كانوا يحملون الرايات السود.

(٣) عبارة : " سنة اثنين وثلاثين ومائة بالكوفة" استدركت وعلى الهامش.

(٤) انظر (زبدة الحلب : ١ / ٥٣)

٢٩٢

فعبر الفرات من جسر منبج. وأحرقه ومر على قنسرين وقامت طيء وتنوخ واقتطعوا آخر عسكره ، ونهبوه ، وكان قد تعصب عليهم أيام دولته ، وقتل منهم جماعة.

فتبعه علي المذكور فنزل على منبج فبعث إلى أهل حلب بالبيعة مع أبي أمية التغلبي.

وقدم عليه أخوه عبد الصمد فقلده حلب وقنسرين.

وسار خلفه إلى أبو صير فقتله كما تقدم. ثم عاد إلى دمشق.

ومات السفاح يوم الأحد ثالث عشر المحرم سنة ست وثلاثين [ومئة] سمه أخوه أبو جعفر. وقيل بالجدري (١) ، وقبره بالأنبار.

[حلب في أيام أبي جعفر المنصور]

ثم ملكها أبو جعفر المنصور عبد الله فضرب أبا حنيفة رضي الله عنه على القضاء فأبى. ومات في حبسه.

وبنى بغداد (٢).

وقتل أبا مسلم.

وعاتبه عند قتله. فقال له : ليس هذا جزائي بعد بلائي. وما كان مني؟

فقال له : يا ابن الخبيثة إنما فعلت ذلك بخطنا. ألست الذي تبدأ بنفسك في المكاتبة ، ألست الذي تخطب عمتي آسية بنت علي. وتزعم أنك ابن سليمان بن عبد الله بن العباس؟.

__________________

(١) أيدها السيوطي في : (تاريخ الخلفاء : ٢٠٧).

(٢) عن بناء بغداد من قبل أبي جعفر ومخططاتها انظر : (مجلة المورد العراقية : مجلد ٨ ـ عدد ٥٤ ـ سنة ١٤٠٠ ه‍).

٢٩٣

فقبل أبو مسلم يده.

فقال له : قتلني الله إن لم أقتلك.

فقتله القوم بين يديه والمنصور يقول : اضربوه قطع الله أيديكم.

فقال أبو مسلم : عند أول ضربة استبقني لعدوك.

فقال : لا أبقاك الله ؛ وأي عدو أعدى منك.

ثم أنشد :

زعمت أن الدّين لا ينقضي

فاستوف بالكيل أبا مجرم.

اشرب بكأس كنت تسقي بها

أمر في الحلق من العلقم.

وكان المنصور يشير دائما على أخيه السفاح بقتله فلم يقبل.

ولما سمع أصحابه بقتله اضطربوا فصرفت فيهم الأموال فسكتوا.

وخطبهم المنصور وقال (١) : " يا أيها الناس لا تخرجوا من (٢) أنس الطاعة إلى وحشة المعصية. وإن أبا مسلم بايع لنا على أنه من نكث فقد أباح دمه ثم نكث فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره. ولم تمنعنا رعاية الحق في إقامة الحق عليه". انتهى.

وترجمة أبي مسلم معروفة فيها : كان لا يأتي النساء في السنة إلا مرة واحدة ، ويقول : الجماع جنون ويكفي الإنسان أن يجن في السنة مرة. وكان أشد الناس غيرة.

وقتله كان برومية المدائن ـ بليدة بالقرب من الأنبار ـ يوم الخميس لخمس بقين من شعبان ، وقيل لليلتين ، وقيل يوم الأربعاء لسبع خلون منه سنة سبع وثلاثين ومائة.

__________________

(١) أورد المسعودي الخطبة بشكل أوسع. انظر : (مروج الذهب : ٣ / ٣٠٥)

(٢) في المصدر السابق : (عن).

٢٩٤

وقيل سنة ست وثلاثين. وقيل : أربعين. انتهى.

وسيأتي متى مات المنصور.

ووليها يوم الاثنين رابع عشر الحجة سنة ست وثلاثين (ومائة)

وموته من حر أصابه فعرضت له هيضة ، وقيل أكل لحم جزور وكان شديد البخل (١) ؛ مات وفي بيت ماله أربع مائة ألف ألف وستون ألف ألف دينار.

قالت سلاف أم منصور : رأيت حين حملت به أسدا أخرج من / (٤٩ و) م قبلي (٢) وضرب الأرض بذنبه فاجتمعت إليه الأسود ، وكان كلما جاءه أسد سجد له.

[حلب أيام المهدي]

ثم ملكها ابنه المهدي.

ومات مسموما في قصة طويلة. وكان رأى في منامه رجلا يهدم قصره.

وكان ناسكا ، عابدا ، ووسع المسجد الحرام.

وتوفي لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين (ومائة) (٣) وعمره ثلاث وأربعون سنة.

[حلب في أيام موسى الهادي وهارون الرشيد]

ثم ملكها الهادي موسى (٤) ثم الرشيد ؛ أبو جعفر هارون.

وهو الذي أوقع بالبرامكة ، وقصتهم طويلة. ولم ير ضاحكا بعد قتله قط (٥).

__________________

(١) من شدة بخله كان يلقب بالدانقي ، والدانق من أجزاء الدرهم ، لعله الحرص على أموال بيت المال.

(٢) رسم الكلمة (ما معى).

(٣) إضافة المحقق.

(٤) عن عهد موسى الهادي انظر : (مروج الذهب : ٣ / ٣٣٤)

(٥) كذا قرأناها.

٢٩٥

قال بعض المؤرخين : .... (١) الدنيا في أيامه.

وأنشد حاديهم :

ملك بني برمك تولى

سبحان من لا يزول ملكه

غريبة :

حكي أن أبا نواس لما مدح الفضل بن يحيى بقصيدته التي أولها :

أربع البلا إن الخشوع لباد

 ..............

تطير الفضل من هذا الابتداء. فلما انتهى قوله :

سلام على الدنيا إذا ما فقدتم

بني برمك من رائحين وغاد

. استحكم تطيره. فلم يمض ذلك أسبوع حتى نكب.

وكان الرشيد كثيرا ما ينشد عند نكبة البرامكة قول أبي العتاهية :

واذا استوت للنمل أجنحة

حتى تطير فقد دنا عطبه

وسيأتي متى مات الرشيد (٢). وبويع بالخلافة لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة سبعين. وهي ليلة وفاة الهادي.

وعمره لما ولي تسع عشرة سنة. ولم يل قبله أصغر سنا منه.

والليلة التي بويع فيها تسمى الغراء. لأن المأمون ولد له فيها.

فائدة : قال المسعودي في مروج الذهب (٣) : حبس الرشيد موسى الكاظم فلما كان في بعض الليالي رأى حبشيا في منامه وهو يقول له : أطلقه وإلا قتلتك فاستدعى عبد الله والي شرطته ليلا وأمره بالذهاب إلى السجن وإطلاق الكاظم ويخيره في الإقامة والذهاب حيث يشاء ، وأن تعطيه ثلاثين ألف درهما. فلما جاءه ليلا إلى السجن ارتاع من ذلك وظن أنه جاءه القتل ، فقال له : لا تخف. وبشره.

__________________

(١) رسم الكلمة في الأصل (سابب).

(٢) سبقت ترجمته في الجزء الأول انظره.

(٣) (مروج الذهب : ٣ / ٣٥٦).

٢٩٦

فقال الكاظم عند ذلك رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام. وقال لي : أنت لا تبيت في هذا السجن هذه الليلة. وعلمني هذا الدعاء. وقال لي فإن الله يفرج عنك وهو : " اللهم يا سامع الصوت. ويا سابق الفوت ، ويا كاسي العظام لحما وتنشرها بعد الموت ، أسألك باسمائك الحسنى. وباسمك الأعظم المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من خلقك يا حليما ذا أناة لا يقدر على أناته أحد ، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يحصى له عدد أفرج عني. انتهى.".

[موسى بن جعفر الصادق]

وموسى هو ابن جعفر الصادق رضي الله عنهما. وكان يدعى العبد الصالح لعبادته واجتهاده. وكان يسجد السجدة فيردد دعاءه ومناجاته إلى أن يصبح. وكان كريما ، وكان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار.

وكان يسكن بالمدينة فأقدمه المهدي بغداد ، وحبسه. فرأى في النوم عليا عليه السلام وهو يقول : يا محمد فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض ... الآية.

فأرسل إلى الربيع ليلا. وأطلقه ، وأعطاه / (٤٩ ظ) م .... (١).

..... (٢) روى شهر بن حوشب أن معاوية سمع رجلا من أهل مصر يسب أهل الشام فأخرج وجهه من برنسة وقال : يا أهل مصر لا تسبوا أهل الشام فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : منهم الأبدال وبهم يرزقون ، ويضرون. وقد قيل إن عوفا قال ذلك ومعاوية يسمع.

__________________

(١) نهاية صفحة ٩٨. وبها انتهى ما وجدناه من هذا الفصل.

(٢) بياض في الأصل.

٢٩٧

[ذكر القصور التي كانت لملوك حلب](١)

__________________

(١) العنوان من إضافة المحققين.

٢٩٨

[ما بني بحلب ومعاملاتها من القصور](١)

وقد (٢) كان الخلفاء والملوك يسكنون بمعاملات حلب لطيب الهواء وبنوا بالمعاملات قصورا.

فمن القصور :

" قصر مسلمة بالناعورة" : (٣)

بناه سنة تسعين. وكان نازلا به لمّا كان متوليا حلب من قبل أخيه الوليد.

ثم خرب وبني بحجارته باب قنسرين ؛ كما قيل :

وتنكرت صفة الغدير فلم يكن

ذاك الغدير ولا النقا ذاك النقاء

فممن نزل بها هشام بن عبد الملك بالناعورة (٤).

ومنها :

" قصر بناه سليمان بن عبد الملك في أيام ولايته" : (٥)

وكان سليمان مقيما بدابق ، وكان بناؤه في غاية الحسن والزخرفة وإليه ينسب الحاضر السليماني.

وأمر السفاح بخرابه.

ومنها :

__________________

(١) العنوان من إضافة المحققين وما يشمل من محتوى ذكره أيضا صاحب الدر المنتخب كفصل مستقل انظر (الدر المنتخب : ٥٨).

(٢) هذا الفصل وضعه الناسخ ضمن محتويات صفحة رقم (٩٩) من الأصل ولم يفرده.

(٣) سبق في الفصل السابع من جزء الخطط.

(٤) سبق في الفصل السابع من الجزء الخطط. والعبارة استدركت على الهامش في الأصل.

(٥) سبق في الفصل السابع من الجزء الأول.

٢٩٩

" قصر بناه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بخناصره من الحص" :

وكان كثيرا ما ينزل به.

ومنها :

" قصر بطياس" (١) كما تقدم.

ومنها :

" قصر بناه أولاد صالح يعرف بالدارين (٢) خارج باب أنطاكية" :

في وسطه قنطرة على نهر قويق ؛ وكان عبد الملك صالح بناه وبنى حوله ربطا ولم يتمه.

فأتمه سيما الطويل لما وليّ حلب ورمم ما كان استهدم منه وصير على بابه حديدا أخذه من قصر لبعض الهاشميين بحلب يسمى قصر البنات.

وكان بالدرب المعروف بدرب البنات بحلب ، وهو الدرب الملاصق للمارستان الكاملي وبهذا الدرب خوانق وسيأتي ذكرها.

وشرقي الدارين بستان يعرف ببستان الدار من شمالي باب قنسرين وهو الآن وقف المدرسة العصرونية (٣).

وهو منسوب إلى إحدى الدارين ؛ والدار الأخرى المشار إليها أنشأها سيما الطويل فلأجل ذلك يعرف هذه المرحلة بالدارين.

ومنها :

" قصر بناه مرتضى الدولة داخل باب الجنان" :

وهو أبو نصر منصور بن لؤلؤ أحد موالي بني حمدان.

__________________

(١) في الأصل : (مطياس)

(٢) سبق انظره.

(٣) استدركت على الهامش.

٣٠٠