كنوز الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

سبط ابن العجمي الحلبي

كنوز الذّهب في تاريخ حلب - ج ٢

المؤلف:

سبط ابن العجمي الحلبي


المحقق: الدكتور شوقي شعث و المهندس فالح البكّور
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦
الجزء ١ الجزء ٢

وقال شيخ الإسلام تقي الدين بن دقيق العيد (١). أعراض المسلمين حفرة من حفر النار وقف على شفيرها طائفتان من الناس المحدثون والحكام. انتهى.

" قلت" : والمؤرخون فإن أهل التاريخ ربما وضعوا أناسا أو رفعوا.

إما لتعصب أو جهل. أو لمجرد اعتماد على نقل لا يوثق به أو غير ذلك من الأسباب التي أشرنا إلى بعض ذلك أول المقدمة.

وقال السبكي : " يشترط في المؤرخ الصدق".

انتهى.

__________________

(١) ابن دقيق العيد واسمه محمد بن علي بن وهب أبو الفتح تقي الدين القشيري المعروف كأبيه وجده بابن دقيق العيد (٦٢٥ ـ ٧٠٢ ه‍). قاض. من أكابر العلماء في الأصول. مجتهد. (معجم الأعلام : ٧٥٥).

١٠١

[فصل (١)]

في ذكر

نواب حلب

١٠٢

__________________

(١) وريقات معدودة ، بخط مغاير ورديء ، هذا ما عثرنا عليه من فصل النواب وقد وضعت في نهاية الجزء الأول بشكل عشوائي وهي مبتورة الأول فيها تلخيص عن كتاب الدر المنتخب (ذيل لابن العديم). اخترنا لها هذا العنوان وطالما أشار إليه مؤرخنا بقوله : " انظر فصل النواب". وإتماما للفائدة رأينا تعداد أسماء النواب بالتسلسل وفق توليتهم والذين شمل أسماءهم الحرم في الأصل.

اسم الوالي أو صاحب حلب

سنة التولية

الملك الناصر بن الملك العزيز

 ٦٣٤ ه

لولو بن بدر الدين

 ٦٥٨ ه

أيدمر أققوش الشمسي

 ٦٧٨ ه

علم الدين سنجر الباشقردي

 ٦٧٩ ه

سيف الدين بلبان الطباخ

٦٩١ ه

قرة سنقر

 ٦٩٩ ه

سيف الدين قبجق

 ٠٧١ ه

أسن تيمور

 ٠٧١ ه

قرة سنقر (مرة ثانية)

 ٧١١ ه

سيف الدين سودي الجمدار

٧١٢ ه

علاء الدين التون بوغا

٧١٤ ه

سيف الدين أرغون الناصري

 ٧٢٧ ه

١٠٣

اسم الوالي أو صاحب حلب

سنة التولية

 طقز تيمور الحموي

٧٤٢ ه

يلبغا اليحياوي

 ٧٤٤ ه

سيف الدين قريق طاي

 ٧٤٦ ه

سيف الدين طيق تيمور

 ٧٤٧ ه

سيف الدين بك تيمور

 ٧٤٧ ه

أرغون شاه الناصري

٧٤٨ ه

فخر الدين أياز

 ٧٤٨ ه

سيف الدين بيغاروس

 ٧٥٢ ه

أرغون الطاملي

 ٧٥٣ ه

سيف الدين تار الناصري

 ٧٥٥ ه

سيف الدين منجك الناصري

٧٥٩ ه

علاء الدين المارديني

 ٧٥٩ ه

سيف الدين بك يمور المومني

 ٧٦٠ ه

سيف الدين بك تيمور الخوارزمي

 ٧٦٠ ه

شهاب الدين أحمد

٧٦١ ه

سيف الدين قوتلو بوغا الأحمدي

 ٧٦٢ ه

سيف الدين منغلي بوغا الشمسي

 ٧٦٣ ه

قوتلو بوغا (ثانية)

 ٧٦٤ ه

أيشيق تيمور المارديني

٧٦٥ ه

سيف الدين

 ٧٦٦ ه

سيف الدين منكلي بوغا

 ٧٦٧ ه‍

١٠٤

اسم الوالي أو صاحب حلب

سنة التولية

علاء الدين التون بوغا الطويل

 ٧٦٩ ه

سيف الدين أسن بوغا

 ٠٧٧ ه

قوش تيمور

٠٧٧ ه

أيشيق تيمور (مرة ثانية)

 ٧٧١ ه

عز الدين أيدمر الدوادار

 ٧٧٣ ه

إيشيق تيمور (ثالثة)

 ٧٧٤ ه

سيف الدين بك تيمور الخوارزمي

 ٧٧٥ ه

إيشيق تيمور (الرابع)

 ٧٧٥ ه

سيف منكلي بوغا الأحمدي

 ٠٧٨ ه

إيشيق تيمور (خامسة)

 ٠٧٨ ه

سيف الدين تيمور باي التمرداش

 ٧٨١ ه

منغلي بوغا الأحمدي (ثانية)

 ٧٨١ ه

سيف الدين أينال اليوسفي

 ٧٨٣ ه

سيف الدين يلبغا الناصري

 ٧٨٣ ه

سودون المظفري

 ٧٨٧ ه

يلبغا الناصري (ثانية)

٧٨٨ ه

كمشبغا الحموي

 ٧٩١ ه

الجراكسة

 قره تيمور طاش الأحمدي

 ٧٩٢ ه

سيف الدين بلبان

٧٩٣ ه

تغري بردي

 ٧٩٦ ه‍

١٠٥

اسم الوالي أو صاحب حلب

سنة التولية

أرغون شاه

 ٧٩٩ ه

علاء الدين أقبغا الهذياني

٠٠٨ ه

دمرداش

١ ، ٨ ه

عن كتاب : (معالم وأعلام : ٣٢٤).

١٠٦

....... (١)

ويلاه ويلاه يا (١) شهبا عليك وقد

كسوتني ثوب حزن غير متسلب

من بعد ذاك العلى (٢) بالعز قد حكمت

بالذل فيك يد الإقدار والنوب

وحين جاء قضاء (٣) الله ما دفعت

عنك الجيوش ولا الشجعان بالقضب

وأصبح المغل حماما (٤) عليك ولم

يرعو لجارك ذي القربى ولا الجنب

وبدلوا من لباس اللين (٥) ذا خشن

نعم ومن راحة الأبدان بالنصب

وكل ما كان من مال (٦) لديك غدا

في قبضة (٧) المغل بعد الورق والذهب

وخربوا ربعك (٨) المعمور حين غدوا

يسعون في كل نحو منه بالنكب

وخربوا من بيوت (٩) الله معظمها

وخربوا ما بها من أشرف الكتب

كذا بلادي أمست ريح (١٠) خالية

وأصبحت أهلها بالخوف والرهب

لكن مصيبتك الكبرى التي عظمت

سبي الحريم ذوات الستر والحجب

__________________

* انظر الصفحة السابقة.

(١) ليست واضحة صوبناها من سياق الكلام.

(٢) في الأصل : العلا.

(٣) طمس في الأصل. صوبناها من سياق الكلام.

(٤) انظر الحاشية السابقة.

(٥) ليست واضحة. مع ما سبقها من صدر البيت كذا قرأناها.

(٦) ليست واضحة كذا قرأناها.

(٧) في الأصل : " مصره".

(٨) أثر الطمس. كذا قرأناها.

(٩) كذا قرأناها.

(١٠) طمس في الأصل : لعلها كما ذكرنا.

١٠٧

من كل جارية (١) لا شمس تنظرها

ولا يراها سوى أم لها وأب.

يأتي إليها عدو الدين يلطخها

ويجتليها على لاه ومرتقب.

علمه عبد ..... أنفسنا (٢)

ذاك الجمال وشلت منك بالعطب

ولاه ... سبحان من (٣) نفذت

أحكامه في الورى حقا بلا كذب.

قضى رب (٤) بهذا الأمر من قدم

بحكم عدل جرى في اللوح مكتتب.

سألتك (٥) الله بالمختار سيدنا

محمد ذي التقى والطهر والحسب.

أن لا ترينا سر حمنا (٦)

ولا تعاملنا بالمقت والغضب.

بجاه هذا النبي السيد السند

الهادي الشفيع الرفيع القدر والرتب.

صلى الله عليك إله العرش خالقنا

والآل والصحب سادات الورى النجب

ولقد رأيت علل في سيرته وما فعله بالمسلمين وبلغني أنه في بعض البلاد جمع الأطفال وساق عليهم .. (٧).

[ولاية دمرداش عام ٨٠٢ ه‍]

رجع : وأقام دمرداش نائبا بها إلى سنة أربع وثمانمائة فعزل عنها وطلب إلى مصر.

__________________

(١) أثر الطمس تعذر قراءتها ؛ لعلها كما ذكرنا.

(٢) تعذرت قراءة صدر البيت بكامله.

(٣) تعذرت القراءة.

(٤) لعلها كما ذكرنا.

(٥) خرم في الأصل. لعلها كما ذكرنا.

(٦) كذا في الأصل.

(٧) خرم في الأصل.

١٠٨

[ولاية دقماق عام ٨٠٤ ه‍]

فولي عنه الأمير دقماق (١) الخاصكي نائب .. (٢) وفي يوم الخميس ثاني القعدة سنة خمس وثمانمائة ورد رسول تيمور الخواجا .. (٣) ابن محمود صحبة شرف الدين .. (٤) وخاصكي من جهة السلطان فرج وهو قايتباي وصحبتهم هدية إلى السلطان من جملتها فيل .. (٥) وباز وسنقر وصقر وقبا قصيركم (٦) مزركش بريش وفيه ... (٧).

وكان قبل ذلك ورود الأمير شهاب الدين أحمد المذكور ...... (٨) وأقام بحلب أياما وصحبتهم ... (٩) من أمراء ..... (١٠) من عندهم أن في بعض.

وتصافف هو وإياه للحرب فأمسكه وبعث به إلى القهرة. فلما جاء تيمور إلى الشام وتكرر طلبه له فلم يجبه السلطان إلى ذلك فأرسله مكرما. وسافروا من حلب إلى جهة الروم على طرسوس واجتمعوا بتيمور في الروم ثم أرسل الخاصكي وشهاب الدين ومسعود المذكور وصحبتهم الهدية ، فلما وصل السلطان ذلك أرسل لتيمور زرافة. ودخلت حلب يوم عيد الفطر سنة ست وثمانمائة.

__________________

(١) في الأصل خرم. بقي" .. د .." أضفناها عن مصادر التحقيق.

(٢) طمس في الأصل.

(٣) خرم في الأصل.

(٤) طمس في الأصل.

(٥) طمس في الأصل. ليست مقروءة.

(٦) كذا في الأصل.

(٧) خرم في الأصل.

(٨) خرم في الأصل.

(٩) خرم في الأصل.

(١٠) خرم في الأصل.

١٠٩

ثم قدم مسعود وصحبته منكلي بغا (١) الحاجب بمصر يوم الثلاثاء (٢) رابع شوال من السنة المذكورة ومعهم هدايا من السلطان إلى تيمور منها الزرافة المذكورة ونعامات وقماش وغير ذلك. ثم ورد منكلي بغا الحاجب راجعا من عند تيمور بعد أن مات تيمور وقدومه في جمادى سنة ثمان.

[ولاية أقبغا الهذباني عام ٦ ، ٨ ه‍.]

رجع : ثم هرب منها دقماق (٣) المذكور وكان قد جاءه الطلب من مصر فوليها أقبغا الهذباني (٤) ودخلها يوم السبت سادس عشر جمادى الأولى سنة ست وثمانمائة.

وأقام بها نائبا إلى سابع عشر من جمادى الآخرة من السنة فمات ليلة الجمعة السابع والعشرين من الشهر المذكور ودفن من عنده قبل الصلاة بالتربة التي أنشأها داخل جامعه بحلب.

فلما توفي جاء دقماق وأخذ حلب ـ وكان عند التركمان ـ وجاء معه ابن دلغاز وكزل نائب البيرة (٥).

__________________

(١) وردت ترجمته في جزء الخطط.

(٢) في الأصل : الثلثا ويتكرر ذلك.

(٣) دقماق المحمدي الظاهري. من عتقاء برقوق. ولي نيابة عدة بلدان. أسره تيمور عند اجتياحه المنطقة ثم هرب منه ، ولي حلب ٤ ، ٨ ه‍ ـ كما ذكر ـ توفي عام ٨ ، ٨ ه‍. كان أميرا جليلا. شجاعا. ذا عدل. أنشأ تربة خارج حلب. (الضوء اللامع : ٣ / ٢١٨).

(٤) أقبغا العلاء الهذباني الظاهري. برقوق : ولي نيابة عدة بلدان. منها حلب لأكثر من مرة إلى أن توفي عام ٨٠٦ ه‍ كان ميالا للخير. (الضوء اللامع : ٢ / ٣١٦).

(٥) انظر : (الضوء اللامع : ٦ / ٢٢٨).

١١٠

[ولاية دمرداش الثانية وعصيان الأمير جكم]

ووليها عن (١) أقبغا المذكور الأمير دمرداش ـ وكان نائب طرابلس إذ ذاك ـ ودخل حلب في مستهل رمضان واستمر نائبا بها إلى شهر شعبان فجاء الأمير جكم إلى حلب فتقاتلوا وانكسر دمرداش. ثم أخذ حلب ونائبها إذا ذاك غائب.

[ولاية علان المتوفى ٨. ٨ ه‍].

ثم جاء الأمير نوروز وعلان (٢) نائب حلب من حماة فأخرجاه منها فهرب واستمر علان نائبها. وهو الذي وليها عوضا عن دمرداش في سنة ثمان. ودخلها يوم الاثنين تاسع عشر ربيع الأول.

[عصيان جكم وتوليه حلب عام ٨. ٨ ه‍].

وقال خاتمة الأدباء تقي الدين ابن حجة : مر قاضي القضاة صدر الدين بن الأدمي (٣) على حماة سنة سبع وثمانمائة وهو إذ ذاك صاحب ديوان الإنشاء بالشام والمؤيد كافلها في تلك الأيام وركابه متوجه إلى حلب. والأمير جكم في خدمته بحيث يوصله إلى محل كفالته. وكنت في تلك الأيام بحلب أيام كافلها علان فهرب علان واختفيت

__________________

(١) في الأصل : عند.

(٢) علان اليحياوي الظاهري برقوق. ترقى لنيابة حماة ثم حلب وانضم إلى جكم ثم إلى شيخ. تولى نيابة طرابلس. توفي عام ٨ ، ٨ ه‍ (الضوء اللامع : ٥ / ١٥.).

(٣) علي بن محمد بن محمد أبو الحسن ، صدر الدين ابن الأدمي (٧٦٨ ـ ٨١٦ ه‍) قاض ، من الشعراء الكتاب المترسلين. مولده ووفاته بدمشق. (معجم الأعلام : ٥٣٤).

١١١

بعده. فلما حل ركاب قاضي القضاة صدر الدين المشار إليه بحلب توصل بحنوه وصدق محبّته إلى أن أعرف أين كنت مختبأ.

فكتب إلى :

قصدنا حماة فلم نلق من

أردنا ولم نرع عهدا وإلا

وجئنا إلى حلب خلفه

فإن كان فيها اجتمعنا وإلا

فكتبت إليه الجواب :

أمولاي والله حال الجري

ض دون القريض الذي قد تولا

وأرجو وقد [عنت] هوى البلاد

خلاصي بالصدر منها وإلا

ثم قدر الله بالسلامة وتوجهت في خدمته متنكرا إلى دمشق.

ثم في سنة ثمان ولي نيابتها جكم (١) من الناصر. وكان شهما مقداما وهو الذي أفنى البرانع (٢) الذين استولوا على أنطاكية وما والاها قتلا وواقع نعير على قنسرين وأمسكه ثم جيء به إلى دار العدل ...... (٣) شوال سنة ثمان.

ثم عزل جكم عن حلب بدمرداش ..... (٤) بحلب في تاريخ المذكور قبله.

(ولاية جركس القاسمي لحلب عام ٨٠٩ ه‍).

قبله استقر بجركس القاسمي (٥) ، ليلة فجاء جكم فهرب ومن ثم قطع جكم خطبة

__________________

(١) جكم أبو الفرج الظاهري برقوق. تدرج في المناصب حتى ملك حلب. أظهر العصيان مع شيخ فتمكن من دمشق وحماة وحلب وحتى الرها. إلى أن قتل في لقاء قرايلوك عام ٨٠٩ ه‍ (الضوء اللامع : ٣ / ٧٦)

(٢) كذا قرأناها.

(٣) أثر الطمس تعذرت القراءة.

(٤) أثر الطمس تعذرت القراءة.

(٥) جركس القاسمي. سيف الدين الظاهري برقوق : ولاه حلب لمدة يومين ثم عاد معه خوفا من جكم قتل عام ٨١٠ ه‍ ببعلبك. شقيق السلطان جقمق (الضوء اللامع : ٣ / ٦٧).

١١٢

الناصر ، وخطب لأخيه المنصور ثم بلغه وفاة المنصور فخطب للخليفة ، ثم خطب لنفسه كما تقدم.

[تغلب تمربغا المشطوب على حلب].

ولما قتل جكم في التاريخ المقدم ، واتفق ما يأتي من حصار على باك أشار سيدنا قاضي القضاة محب الدين ابن الشحنة بولاية المشطوب (١) تمربغا (٢) والكتابة بسببه فورد المرسوم الشريف بذلك وورد تقليده وذلك من الناصر وتقدم أن شيخا حاصره وأخذ القلعة منه ، وأعطاها لبنجا كما تقدم ، وأما البلد فسيأتي من تولاها.

واعلم أن في سادس عشر المحرم سنة عشر حصر على باك بن خليل بن قراجا دلغادر (٣) المقتول بحلب في الشارع ، الآتي حلب ومعه أمراء من التركمان كامل كبك وقرادي باك وغيرهما. ومن العرب الكعبيون كفد مرو ابن سحج. واستمر ذلك والناس يقاتلونهم خارج السور وكان نزولهم بالميدان الأخضر أياما ثم انتقلوا إلى السعدي. وفي غالب الأيام لما كانوا بالميدان الأخضر ، كانوا يأتون باب الفرج يقاتلون فيخرج إليهم العوام والعانيون (٤) يقاتلونهم ويستظهرون عليهم. ولما كانوا بالسعدي وما حوله كانوا يأتون كل يوم للقتال فيخرج إليهم العامة ومعهم العانيون وتارة أهل بانقوسا واستمر ذلك إلى تاسع صفر فكبسهم الترك الذين بحلب وهو يوم جمعة.

__________________

(١) في الأصل : المغطلوب.

(٢) تمربغا المشطوب : كان شجاعا. فارسا متواضعا محبا للخير تأمر عشرة في أيام أستاذه الظاهر برقوق. ساعد جكم ثم عاد إلى حلب واستولى عليها مدة. ثم مات بأرض البلقاء من الشام وهو مع شيخ ونوروز عام ٨١٣ ه‍. (الضوء اللامع : ٣ / ٤١).

(٣) علي بن خليل بن قاراجا بن دلغادر : علاء الدين الأرتقي ، أمير التركمان بمرعش. يعرف بعلي باك حاصر حلب ونهب القرى. ثم في أيام المظفر أحمد وليّ نيابة عنتاب سنة ٨٢٤ ه‍. (الضوء اللامع : ٥ / ٢١٧).

(٤) كذا في الأصل.

١١٣

ومنها ... وكان (١) شيخ قد رأى شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني في النوم فشكا له ما الناس فيه فأشار إليه أن يأتي سيدي الوالد رحمه الله تعالى وأن يأمره وأن يقرأ لهم" عمدة الأحكام" (٢) في مجلس وأن يدعو عقب ذلك فإن الله يفرج عنهم فجاء هذا الرجل إلى سيدي الوالد وأخبره بالمنام ففعل سيدي ذلك ففرج الله تعالى عن الناس.

[ولاية دمرداش عام ٨١١ ه‍]

ثم استقر دمرداش في كفالة حلب عوضا عن المشطوب في سنة إحدى عشرة وشرع في الإفساد بين شيخ وبين السلطان وتعاطى أسباب المناكرة بينه وبين الحلبيين فولى التاج قضاء حلب ، وكان دمرداش لا يعتقد إسلام التاج ، وصرح بأنه ولاه للإنكاء في أهل حلب.

[تغلب شاهين على حلب].

واستمر دمرداش نائبا بها إلى أن دخلت سنة عشرة فأرسل شيخ شاهين دواداره (٣) إلى حلب ليتسلمها فوصل إلى حلب يوم الجمعة ثاني المحرم فوصل إلى بانقوسا وتسلق السور ففتحوا له الباب يوم السبت رابع محرم فدخل إلى البياضة وهرب من كان بحلب من جماعة دمرداش وطلعوا إلى القلعة وعصوا بها واستمر شاهين حاكما بحلب.

__________________

(١) استدركت على الهامش كلمة لكن لم تظهر بالتصوير.

(٢) وهو في الفروع للشيخ أبي محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن قداحة الحنبلي المقرئ المتوفى عام ٦٦٠ ه‍ وهو مختصر في العبادات ... (كشف الظنون : ٢ / ١١٦٤).

(٣) شاهين الأخرم الظاهري برقوق ويعرف بشاهين كتك. كان سيئ السيرة. لكن كان شجاعا ومقداما عارفا بفنون الفروسية. قاتل شيخ ونوروز أولا ثم انظم إلى شيخ ليتوفى في الرملة بعد قتل نوروز. (الضوء اللامع : ٣ / ٢٩٢).

١١٤

وفي تاريخ ابن شهبة في سنة ثلاث عشرة كان نائب حلب دمرداش محصورا مع نوروز بحماة فلما اصطلح شيخ ونوروز في ربيع الأول هرب منها وتوجه نوروز إلى حلب.

[تولية تغري بردى]

ثم السلطان ولى نيابتها لتغري بردى (١) ابن أخي دمرداش.

[تولية نوروز عام ٨١٣ ه‍].

وبعد أيام قدم قرقماش (٢) طائعا فولاه السلطان نيابة حلب. وفي كلام غيره : ثم فوض شيخ نيابة حلب إلى نوروز في سنة ثلاث عشرة.

وقال ابن شهبة : في جمادى الأولى استقر نوروز في نيابة حلب. انتهى.

فوصل نوروز إلى حلب وتسلم قلعتها من نواب دمرداش بالأمان.

[تولية قرقماش ثم لشيخ عام ٨١٣ ه‍].

ثم وليها عوضا عن قرقماش ولاه إياها الناصر واستقر إلى أن عزل بالأمير شيخ.

فوليها الأمير شيخ (٣) في أواخر سنة ثلاث عشرة.

وفي كلام ابن شهبة : وليها شيخ في ذي الحجة.

__________________

(١) تغري بردي سيف الدين الظاهري برقوق البشبغاوي ولي حلب ثم دمشق. كان حليما. كثير الحياء عاقلا. توفي عام ٨١٥ ه‍. (الضوء اللامع : ٣ / ٢٧).

(٢) قرقماش : ويدعى سيدي الكبير تمييزا عن أخيه تغري بردي سيدي الصغير. عمهما فتبناهما دمرداش المحمدي. فولاهما عدة نيابات وتقلبا في المناصب خرجا على السلطان وانتهت حياته مع أخيه بسجنهما بالإسكندرية. وقتلهما عام ٨١٦ ه‍ (الضوء اللامع : ٥ / ٢١٩).

(٣) انظر أخباره وبتوسع في (الضوء اللامع : ٣ / ٣٠٨).

١١٥

ثم قال وفي سادس عشر من الحجة خلع على قرقماش نيابة حلب عوضا عن شيخ وقال غيره : ودخلها في صفر أعني شيخا سنة أربع عشرة.

واستقر في نيابتها إلى أثناء ذي القعدة من السنة المذكورة فهجم القلعيون (١) على شيخ ونهبوا خيله لأن السلطان توغر صدره عليه وفي يوم الجمعة خامس الحجة تأهب شيخ للخروج وخرج من حلب يوم السبت ورموا عليه من القلعة إلى أقرب باب المقام وذهب من ذهب فاتفق له ما تقدم في ترجمة الناصر من القتال مع الناصر. وقتل الناصر.

[تولية سودون ثم يشبك بن أزدمر عام ٨١٥ ه‍]

وفي تاريخ ابن شهبة في سنة خمس عشرة قال : وفيها كان نائب حلب قرقماش استقر فيها وهو بدمشق في الغور من السنة الحمالة وهي سد سح وفي زمن الحصار استقر في نيابتها قرقماش فلم يتم له فلما اتفق للناصر ما اتفق من قتله توجه نوروز إلى حلب فدخلها في أوائل ربيع الأول الآخر سنة خمس عشرة ورتب فيها نائبا سودون الجلب (٢) فمات في ربيع الآخر فولي نيابتها يشبك بن أزدمر (٣) ، انتهى ما قرأته في بعض التواريخ.

__________________

(١) غير منقوطة في الأصل.

(٢) سودون الظاهري برقوق ويعرف بسودون الجلب. ترقى في أيام ابن أستاذه الناصر. وكان مقداما. شجاعا. ناب في الكرك ثم طرابلس ثم نيابة حلب توفي عام ٨١٥ ه‍ (الضوء اللامع : ٣ / ٢٨٢).

(٣) يشبك بن أزدمر الظاهري : قدم من بلاد الجركس. أبلى في وقعة تمر حيث أسر واحتال فهرب فقربه الناصر فولاه حماة ثم حلب من أيام نوروز الحافظي وكان إلى جانبه. كان أميرا جليلا ، وشجاعا. قتله المؤيد عام ٨١٧ ه‍. (الضوء اللامع : ١٠ / ٢٧٠).

١١٦

[ولاية طوخ عام ٨١٦ ه‍]

وفي تاريخ ابن شهبة : في شهر ربيع الآخر نزل نوروز نائب الشام على حمص وقد امتنع عليه نائبها اينال فلم يزل به حتى نزل إليه بأمان فعصر ركبتيه وقتل ممن كان معه خمسة عشر رجلا وبعثه مقيدا إلى قلعة دمشق فسجن بها وسار إلى حماة وكان دمرداش قد عاد إلى حلب فخرج منها إلى جهة قلعة الروم فدخل نوروز حلب وعليه تشريفه فقرئ. ثم مضى يريد عين تاب وجعل نائب حلب سودون الجلب ففر دمرداش فقطع الفرات فعاد نوروز إلى حلب فقدمها في ثاني عشر وقد مات سودون فعين لنيابة طرابلس طوخ ولكفالة حلب أزدمر ورجع نوروز إلى دمشق.

فأظهر ظلما عظيما واستمر إلى يوم الأربعاء خامس حجة سنة خمس عشرة فركب على جند حلب ورحمة العامة ، وخامر عليه غالب جماعته فتوجه إلى جهة دمشق.

وجهز أمراء حلب وراء دمرداش يطلبونه فدخل إلى حلب يوم الجمعة سابع الشهر المذكور واستمر إلى يوم الجمعة حادى عشر صفر سنة ست عشرة فبلغه أن نوروز واصل إلى حلب لإخراجه فهرب من يوم الجمعة لجهة العمق بعد أن شوش على جماعة من أكابر الحلبيين فدخل نوروز إلى حلب يوم الاثنين تاسع عشر صفر وأقام بها خمسة أيام ثم توجه إلى دمشق بعد أن ولى نيابة حلب للأمير طوخ (١).

فلما كان يوم السبت رابع عشرين صفر نزل دمرداش ببانقوسا بعساكر كثيرة فلم يلتفت إليه طوخ ، وغلق أبواب حلب. وقابله من داخل السور وأرسل وراء العجل يطلب حضوره. فأجابه إلى ذلك فهرب دمرداش ليلة الاثنين سابع عشر نحو العمق ، ونزل على حارم واستمر إلى أواخر سنة ست عشرة.

ولما كان نائبا بها طوخ كان تغري ورمش الآتي ذكره دواداره بها.

__________________

(١) طوخ الظاهري برقوق ، ويقال له طوخ بطخ. ارتقى بعد أستاذه إلى التقدمة. ثم عصى على الناصر. انضم الشيخ ونوروز. ولي حلب. ثم قبض عليه المؤيد فقتله ذبحا عام ٨١٧ ه‍ (الضوء اللامع : ٤ / ٩)

١١٧

وفي تاريخ ابن شهبة : ولي طوخ مدينة حلب في سنة ٨١٦ في صفر انتهى.

وطوخ قتل العجل بن نعير عند قرية اللجينة من بلد سرمين في ربيع الأول سنة ستة عشر.

[العجل بن نعير] :

والعجل يقال أن اسمه يوسف بن نعير بن حيار بن مهنا بن عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة بن عصية بن فضل بن ربيعة ، كذا نقلت نسبه من تاريخ ابن شهبة (١).

وقرأت بخط ابن عشائر قال :

قرأت بخط شيخنا أبي إسحاق إبراهيم بن محمود الكاتب صاحب الديوان بحلب أن ربيعة : هو ابن الطموم بن حازم بن علي بن ربيعة بن جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك.

قال ابن شهبة : ولد العجل سنة ثمانين أو بعدها. وكان كثير الشر والعساكر وأعان على قتل أبيه على ما بلغني ، ثم انفرد بعده بالأمر وحضر للمصاف مع شيخ على حمص في آخر سنة تسع. وقاتل قتالا شديدا وأظهر أن ذلك لطلب ثأر أبيه مع شيخ على نوروز. ولما اصطلحا مع الناصر فرج في سنة ثلاث عشرة أخرج / أقطاع العجل نوروز وساعده شيخ على استقلاله.

فلما كان في شهر ربيع الأول (٢) سار إلى ظاهر حلب ونزل على السلطان. وكان يخرج إليه طوخ ونائب طرابلس ، فلا يلتفت إليهما. وهم بالقبض عليهما على ما قيل فبدره طوخ وقتله. وصار لطوخ بذلك ذكر كثير.

__________________

(١) ذكر السخاوي نسبه أيضا وأنه أمير آل الفضل بالشام والعراق. خرج عن طاعة أبيه. خرج في نجدة جكم لدى حربه مع ابن الباز إلى جهة أنطاكية.

وبقى في خدمة جكم .. ثم هرب وبقي إلى أن قتله طوخ عام ٨١٦ ه‍. (الضوء اللامع : ٥ / ١٤٦).

(٢) ففي الأصل : سا

١١٨

[تولية اينال الصصلاني عام ٨١٦ ه‍].

ثم ولّى السلطان المؤيد اينال الصصلاني (١) عوضا عن طوخ بالقاهرة في شوال سنة ست عشرة ودخل حلب في ربيع الآخر سنة سبع عشرة وباشر مباشرة جيدة أخيه أهل حلب ، وكان له حرمة وهيبة على العرب والتركمان واستقر إلى أن قتل كما تقدم في قدوم السلطان شيخ إلى حلب لأنه أظهر العصيان في رجب وانضاف إليه من انضم وقاتلوا السلطان فانكسر ، وقبض عليه.

[تولية أقباي عام ٨١٨ ه‍].

ثم وليها أقباي (٢) في سنة ثمان عشرة من المؤيد عند إقامة المؤيد بحلب عوضا عن الصصلاني لما قتله المؤيد كما تقدم.

واستمر إلى آخر سنة تسع عشرة أو أوائل سنة عشرين فخرج من حلب خفية وتوجه إلى القاهرة على الهجن لأنه بلغه أنه تكلم في حقه عند السلطان فأكرمه وولاه دمشق.

__________________

(١) اينال الصصلاني : قيل عنه : كان عاقلا شجاعا ، حسن الشاكلة ، عارفا بالأمور. قرأ عنده القاضي علم الدين البلقيني وألبسه خلعة. وتنقل في الخدم إلى أن ولى الحجوبية الكبرى بالقاهرة. توفي عام ٨١٨ ه‍.

(الضوء اللامع : ٢ / ٣٢٧).

(٢) أقباي المؤيدي ولاه الدوادارية الكبرى بالقاهرة ثم نيابة حلب ثم ولاه دمشق حتى عام ٨٢٠ ه‍ حيث قتله المؤيد. كان أميرا كبيرا مهيبا جبارا ذا حرمة (الضوء اللامع : ٢ / ٣١٤).

١١٩

(تولية الأمير قجقار القردمي عام ٨٢٠ ه‍).

ثم وليها قجقار القردمي (١).

واستمر نائبا إلى أن أمسكه السلطان المؤيد عند عودته إلى حلب من جهة الشمال كما تقدم.

(تولية الأمير يشبك اليوسفي عام ٨٢٠ ه‍).

ثم وليها عوضه يشبك اليوسفي (٢) واستمر نائبا بها إلى سنة إحدى وعشرين ولما كان نائبا بها رجفت حلب يوم الأربعاء ثاني عشر شعبان من السنة المذكورة رجفة عظيمة أخرجت بعض الناس مشاة وكذا النساء والأولاد على وجوههم لأن فيهم من حضر فتنة تمر وتذكر ما اتفق له في أولاده وحريمه وفيهم من لم يحضره لكن بلغه خبر ذلك.

وفي السنة : (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين) إلى معاملات حلب.

__________________

(١) قجقار القردمي ، قردمي الحسيني ، تنقل بعد أستاذه إلى أن انضم للمؤيد شيخ فقدمه وتقلب في المناصب. إلى أن غضب عليه ططر فاعتقله وحبسه في الإسكندرية ثم قتل عام ٨٢٤ ه‍ عن ستين سنة. قيل عنه : كان كريما محترما عنده أدب وحب للفروسية. (الضوء اللامع : ٦ / ٢١١).

(٢) يشبك اليوسفي : انظر الضوء اللامع في ترجمته حيث توسع بذلك.

١٢٠