مآثر الكبراء في تأريخ سامرّاء - ج ٣

الشيخ ذبيح الله المحلاتي

مآثر الكبراء في تأريخ سامرّاء - ج ٣

المؤلف:

الشيخ ذبيح الله المحلاتي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدريّة
المطبعة: شريعت
الطبعة: ١
ISBN: 964-503-039-0
ISBN الدورة:
964-503-039-0

الصفحات: ٤٦٢

١
٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله الذي لا أوّل لأوّليّته ، ولا آخر لآخريّته ، والصلاة والسّلام على نبيّنا محمّد أشرف رسله ، وخاتم أنبيائه ، وعلى آله الأئمّة الطاهرين المعصومين أمناء الله في أرضه.

وبعد : فهذا هو المجلّد الثالث من كتابنا الموسوم ب «مآثر الكبراء في تاريخ سامرّاء» نقدّمه إلى القرّاء الكرام ، فصوله معنونة مفصّلة منقولة عن أوثق المصادر لعلمائنا الأعلام وحملة الأخبار رضوان الله عليهم.

٣

حياة الإمام أبي الحسن الثالث عليّ الهادي النقيّ عليه‌السلام

ولد عليه‌السلام ب «صريا» (١) من المدينة ، يوم الثلاثاء الخامس من رجب سنة ٢١٢ ، ونشأ بالمدينة عشرين سنة ، ثمّ أشخصه المتوكّل إلى سامرّاء ، وله يومئذ إحدى وعشرون سنة ، وبقي فيها إحدى وعشرون سنة ، ثمّ توفّي فيها مسموما يوم الأربعاء لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة ٢٥٤ ، وكانت مدّة إمامته ثلاثا وثلاثين سنة ، وأمّه أمّ ولد يقال لها سمانة ، وله من الألقاب والكنى ما سيأتي بعيد هذا. ودفن في داره بسرّ من رأى. وكان أيّام إمامته بقيّة ملك المعتصم ، ثمّ ملك الواثق خمس سنين وسبعة أشهر ، ثمّ ملك المتوكّل أربعة عشر سنة ، ثمّ ملك ابنه المنتصر ستّة أشهر ، ثمّ ملك المستعين سنتين وتسعة أشهر ، ثمّ ملك المعتزّ ابن المتوكّل ثماني سنين وستّة أشهر ، وفي آخر ملكه استشهد وليّ الله عليّ الهادي عليه‌السلام ، هذا هو المختار عندي من الأقوال الآتية.

اختلاف الأقوال في ولادته عليه‌السلام

قال محمّد بن علي بن شهر آشوب في المناقب : ولد بصريا من المدينة ، النصف في ذي الحجّة سنة ٢١٢.

وقال محمّد بن يعقوب الكليني في الكافي مثله في أحد قوليه.

__________________

(١) صريا على وزن كبرى ، أسّسها الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام على ثلاثة أميال من المدينة. (مناقب ابن شهر آشوب)

٤

وقال محمّد بن عليّ بن بابويه في معاني الأخبار مثله.

وقال الشهيد الأوّل في الدروس مثله.

وقال المفيد في مسارّ الشيعة في سوانح شهر ذي الحجّة : ولد الإمام عليّ الهادي في اليوم السابع والعشرين من ذي الحجّة سنة ٢١٢.

وقال الشيخ الطوسي في المصباح : روي أنّ اليوم السابع والعشرين من ذي الحجّة ولد أبو الحسن عليّ بن محمّد العسكري عليهما‌السلام.

وقال في موضع آخر : قال ابن عيّاش : خرج على يدي الشيخ الكبير أبي القاسم هذا الدعاء : «اللهمّ إنّي أسألك بالمولودين في رجب ، محمّد بن عليّ الثاني وابنه عليّ بن محمّد المنتجب» الدعاء.

قال الشيخ : وذكر ابن عيّاش أنّه كان مولد أبي الحسن الثالث يوم الخامس من رجب. وروى إبراهيم بن هاشم القمّي قال : ولد يوم الثلاثاء لثلاث عشر ليلة خلت من رجب.

وقال عليّ بن عيسى الأربلي في كشف الغمّة : ولد في رجب سنة ٢١٤.

وقال ثقة الإسلام الكليني في الكافي : وروي أيضا أنّه ولد في رجب.

وقال علم الهدى السيّد المرتضى في عيون المعجزات : ولد في رجب سنة ٢١٤ من الهجرة بصريا ، وحمل إلى المدينة وهو صغير في السنة التي حجّ فيها أبو جعفر مع ابنه المأمون ، وكانت ولادته عليه‌السلام مثل ولادة آبائه عليهم‌السلام ، واسم أمّه ـ على ما رواه أصحابنا ـ سمانة وكانت من القانتات.

وقال الشيخ جمال الدين يوسف بن الحاتم الفقيه الشامي في درّ النظيم : ولد علي الهادي يوم الاثنين ٣ رجب.

وقال الشيخ أبو محمّد الحسن بن موسى النوبختي في فرق المذاهب : وكان مولده يوم الثلاثاء لثلاث عشر ليلة مضت من رجب سنة ٢١٤.

٥

وقال الكفعمي في المصباح : وكانت ولادته في الثاني من رجب.

وقال المحدّث الفيض في تقويم المحسنين : ولد عليه‌السلام الخامس من رجب ، وقيل في ثالث عشر منه.

وقال الخاتون آبادى في جنّات الخلود : ولد يوم السبت ، وقيل يوم الجمعة ، وقيل يوم الثلاثاء الثاني من رجب ، وقيل الخامس ، وقيل الثالث عشر منه ، وقيل النصف من ذي الحجّة ، وقيل السابع عشر منه ، وقيل منتصف جمادى الآخر سنة أربع عشرة ومأتين ، وقيل اثنتا عشرة وهو الأصحّ.

وقال العلّامة الخبير السيّد محسن الأمين العاملي المعاصر دام وجوده في كتابه المجالس السنيّة : ولد عليّ الهادي عليه‌السلام بقرية من نواحي المدينة يوم الجمعة أو الثلاثاء الثاني أو الخامس أو الثالث عشر من رجب أو للنصف من ذي الحجّة أو السابع منه ، والعشرين منه سنة ٢١٢ أو سنة ٢١٤.

وقال الخطيب في تاريخ بغداد في ترجمة علي الهادي عليه‌السلام أنّه ولد في رجب سنة ٢١٤.

وقال ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة مثله ، وكذا الشبلنجي في نور الأبصار مثله.

وقال الزرندي في نظم درر السمطين على ما في الدمعة الساكبة مثله.

وقال محمّد خواوند شاه الشافعي في روضة الصفا : ولد في ذي الحجّة ، وفي رواية يوم الثلاثاء الخامس من رجب ، وقيل في ثالث عشرة.

وابن خلّكان في وفيات الأعيان ، والسبط في تذكرة خواص الأمّة ، وابن طلحة في مطالب السئول وغيرهم كلماتهم يشبه بعضها بعضا ، والأصحّ ما اخترناه لما سيأتي في تاريخ وفاته.

٦

بدؤ نور الإمام عليّ الهادي وسائر الأئمّة

الأحاديث في بدؤ نورهم عليهم‌السلام كثيرة لا تستقصى ، وقد أوردها الأعلام المحدّثون في جوامعهم غير أنّا نورد منها نبذة يسيرة ، وفيها كفاية للقرّاء الكرام.

الحديث الأوّل

العلّامة المجلسي في المجلّد السابع من البحار في باب بدو أرواحهم وأنوارهم قال رحمه‌الله بالإسناد عن قبيصة بن يزيد الجعفي ، قال : دخلت على الصادق عليه‌السلام وعنده الدوس بن أبي دوس وابن ظبيان والقاسم الصيرفي ، فسلّمت وجلست وقلت : يابن رسول الله ، قد أتيتك مستفيدا. قال : سل وأوجز. قلت : أين كنتم قبل أن يخلق الله سماء مبنيّة وأرضا مدحيّة وظلمة ونورا؟

قال عليه‌السلام : يا قبيصة ، لم سألت عن هذا الحديث في مثل هذا الوقت؟ أما علمت أنّ حبّنا قد اكتتم وبغضنا قد فشا ، وإنّ لنا أعداء من الجنّ يخرجون حديثنا إلى أعدائنا من الإنس ، وإنّ الحيطان لها آذان كآذان الناس.

قال : قلت : قد سألت عن ذلك.

قال : يا قبيصة ، كنّا أشباح نور حول العرش نسبّح الله قل أن يخلق آدم بخمسة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله آدم فرغنا في صلبه ، فلم يزل ينقلنا من صلب طاهر إلى رحم طاهر حتّى بعث الله محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فنحن عروة الله الوثقى ، من استمسك بنا نجا ، ومن تخلّف عنّا هوى ، لا ندخله في باب ضلالة ، ولا نخرجه من باب هدى ، ونحن رعاة شمس (١) ، ونحن عترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونحن القبّة التي طالت أطنابها

__________________

(١) رعاة شمس أي يراعيها ترقّبا لأوقات الفرائض والنوافل ، ويحتمل أن يراد بها النبيّ. قال في القاموس : ضوى يضوي ضيّا وضويا ، انضمّ ولجأ.

٧

واتّسع فنائها ، من ضوى إلينا نجا إلى الجنّة ، ومن تخلّف عنّا هوى إلى النار.

قلت : لوجه ربّي الحمد.

ولنعم ما قال صالح بن العرندس من قصيدة له في مدحهم :

هم النور نور الله جلّ جلاله

هم التين والزيتون والشفع والوتر

مهابط وحي الله خزّان علمه

ميامين في أبياتهم نزل الذّكر

ولو لاهم لم يخلق الله آدما

ولا كان زيد في الأنام ولا عمرو

ولا سطحت أرض ولا رفعت سما

ولا طلعت شمس ولا أشرق البدر

وأسمائهم مكتوبة فوق عرشه

ومكنونة من قبل أن يخلق الذرّ

الحديث الثاني

ما ذكره فيه أيضا بإسناد عن الباقر عليه‌السلام قال : إنّ الله تعالى خلق أربعة عشر نورا من نور عظمته قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فهي أرواحنا. فقيل له : يابن رسول الله ، عدّهم بأسمائهم فمن هؤلاء الأربعة عشر نورا؟ فقال : هو محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين تاسعهم قائمهم ، ثمّ عدّهم بأسمائهم.

ثمّ قال : والله نحن الأوصياء والخلفاء من بعد رسول الله ، ونحن المثاني التي أعطاها الله نبيّنا ، ونحن شجرة النبوّة ومنبت الرحمة ومعدن الحكمة ومصابيح العلم وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وموضع سرّ الله ووديعة الله جلّ اسمه في عباده ، وحرم الله الأكبر ، وعهده المسئول عنه ؛ فمن وفى فقد وفى بعد الله ، ومن خفره فقد خفر ذمّة الله وعهده ، فمن عرفنا فقد عرف الله ، ومن جهلنا فقد جهله ، نحن الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلّا بمعرفتنا ، ونحن والله الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ، إنّ الله خلقنا فأحسن خلقنا ، وصوّرنا فأحسن صورنا ،

٨

وجعلنا عينه على عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوط عليهم بالرأفة والرحمة ، ووجهه الذي يؤتى منه ، وبابه الذي يدلّ عليه ، وخزّان علمه ، وتراجمة وحيه ، وأعلام دينه ، والعروة الوثقى ، والدليل الواضح لمن اهتدى ، وبنا أثمرت الأشجار ، وأينعت الثمار ، وجرت الأنهار ، ونزل الغيث من السماء ، ونبت عشب الأرض ، وبعبادتنا عبد الله ، ولو لانا ما عبد الله ، ولا عرف الله ، وأيم الله لو لا وصيّة سبقت وعهد أخذ علينا لقلت قولا يعجب منه ويذهل منه الأوّلون والآخرون.

الحديث الثالث

ما ذكره فيه أيضا مسندا عن سلمان الفارسيّ رضي‌الله‌عنه قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا نظر إليّ قال : يا سلمان ، إنّ الله عزوجل لم يبعث نبيا ولا رسولا إلّا جعل له اثني عشر نقيبا.

قال : قلت : يا رسول الله ، قد عرفت هذا من الكتابين.

قال : يا سلمان ، خلقني الله من صفاء نور عظمته فدعاني فأطعته ، وخلق من نوري عليّ فدعاه إلى طاعته فأطاعه ، وخلق من نوري ونور عليّ فاطمة فدعاها فأطاعته ، وخلق منّي ومن عليّ وفاطمة الحسن والحسين فدعاهما فأطاعاه ، فسماّنا الله عزوجل بخمسة أسماء من أسمائه ؛ فالله المحمود وأنا محمّد ، والله العالي وهذا عليّ والله فاطر وهذه فاطمة ، والله الإحسان وهذا الحسن ، والله المحسن وهذا الحسين ، ثمّ خلق من نور الحسين تسعة أئمّة فدعاهم فأطاعوه ، قبل أن يخلق سماء مبنيّة وأرض مدحيّه أو هواء أو ماءا أو ملكا أو بشرا وكنّا بعلمه أنوارا نسبّحه ونسمع له ونطيعه.

فقال سلمان : قلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمّي ما لمن عرف هؤلاء؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا سلمان ، من عرفهم حقّ معرفتهم واقتدى بهم ووالى وليّهم وتبرّأ من

٩

أعدائهم فهو والله منّا يرد حيث نرد ويسكن حيث نسكن.

قلت : يا رسول الله ، أيكون الإيمان بغير معرفتهم وأسمائهم وأنسابهم؟ فقال : لا يا سلمان. فقلت : يا رسول الله ، فأنّى لي بهم؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : قد عرفنا لك إلى الحسين ثمّ سيّد العابدين عليّ بن الحسين ثمّ ابنه محمّد بن عليّ باقر علم الأوّلين والآخرين من النبيّين والمرسلين ثمّ ابنه جعفر بن محمّد لسان الله الصادق ثمّ موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله ، ثمّ عليّ بن موسى الرضا لأمر الله ، ثمّ محمّد بن عليّ الجواد المختار من خلق الله ، ثمّ عليّ بن محمّد الهادي إلى الله ، ثمّ الحسن بن عليّ الصامت الأمين العسكري ، ثمّ ابنه الحجّة بن الحسن المهدي الناطق القائم بأمر الله تعالى ، الخبر. ولنعم ما قال الحميري من قصيدة له في مدحهم :

يا عترة المختار يا من بهم

يفوز عبد يتولّاهم

أعرف في الحشر بحبّي لكم

إذ يعرف الناس بسيماهم

وقال أيضا :

يا عترة المختار يا من بهم

أرجو نجاتي من عذاب أليم

حديث حبّي لكم سائر

وسروري في هواكم مقيم

قد فزت كلّ الفوز إذ لم يزل

صراط ديني بكم مستقيم

الحديث الرابع

ما ذكره الصفّار في بصائر الدرجات بالإسناد عن جابر الجعفيّ قال : كنت مع محمّد الباقر عليه‌السلام ، فقال : يا جابر ، خلقنا نحن ومحبّونا من طينة واحدة بيضاء نقيّة من أعلى علّيّين ، فخلقنا من أعلاها ، وخلق محبّونا من أسفلها ، فإذا كان يوم القيامة

١٠

التفت العليا بالسفلى فضربنا أيدينا إلى حجزة (١) نبيّنا ، وضرب أشياعنا بأيديهم إلى حجزتنا ، فأين ترى يصيّر الله نبيّه وذرّيّته؟ وأين ترى يصيّر الذرّيّة محبّيها؟ فضرب جابر يده على يديه ، فقال : دخلناها وربّ الكعبة.

الحديث الخامس

ما رواه الصدوق في الإكمال بالإسناد عن أبي حمزة قال : سمعت عليّ بن الحسين عليه‌السلام يقول : إنّ الله عزوجل خلق محمّدا وعليّا والأئمّة الأحد عشر من نور عظمته أرواحا في ضياء نوره ، يعبدونه قبل خلق الخلق ، يسبّحون الله عزوجل ويقدّسونه ، وهم الأئمّة الهادية من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

الحديث السادس

ما ذكره فيه أيضا بالإسناد عن المفضّل ، قال : قال الصادق عليه‌السلام : إنّ الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام ، فهي أرواحنا في ضياء نوره ، يعبدونه قبل خلق الخلق.

فقيل له : يابن رسول الله ، ومن الأربعة عشر؟ فقال : محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين ، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجّال ويطهّر الأرض من كلّ جور وظلم.

__________________

(١) الحجزة ـ بضمّ الحاء المهملة وإسكان الجيم ـ معقد الإزار ، وقد استعير الأخذ بالحجزة للتمسّك والاعتصام والاقتداء ، واختلف المفسّرون في معنى علّيّين ، قيل : هي مراتب عالية محفوفة بالجلالة أو السماء السابعة أو سدرة المنتهى أو الجنّة أو لوح من زبرجد أخضر معلّق تحت العرش.

١١

الحديث السابع

ما ذكره فيه أيضا بالإسناد عن الثمالي قال : دخلت حبّابة الوالبيّة على أبي جعفر ، فقالت : أخبرني يابن رسول الله ، أيّ شيء كنتم في الأظلّة؟ فقال : كنّا نورا بين يدي الله قبل خلق الخلق ، فلمّا خلق الخلق سبّحنا فسبّحوا ، وهلّلنا فهلّلوا ، وكبّرنا فكبّروا ، وذلك قوله عزوجل : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً)(١) الطريقة حبّ عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، والماء الغدق الماء الفرات وهو ولاية آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين.

ولنعم ما قيل من أبيات :

واعلم بأنّ ولاء آل محمّد

رزق لنا من ربّنا ومواهب

وعلى الصراط المستقيم أقامنا

والخلق عنه ما سوانا ناكب

فلذلك إن ذكروا تلين قلوبنا

وهواهم فينا مقيم لازب

طابت موالدنا بحبّ أئمّة

هم طاهرون من العيوب أطائب

وترى النواصب حين يجرى ذكرهم

فعلى وجوههم سواد راكب

وموالد النصّاب قد خبثت وفي

ها شبهة وشوائب

إبليس يشرك فيهم آبائهم

فالخبث فيهم لا محالة لازب

إنّي لمن والى الوصيّ مواليا

ولمن تولّى غيره لمحارب

الحديث الثامن

ما ذكره العلّامة المجلسي أيضا في السابع من البحار عن الباقر عليه‌السلام قال لجابر بن يزيد الجعفي : يا جابر ، كان الله ولا شيء غيره ولا معلوم ولا مجهول ، فأوّل من ابتدأ

__________________

(١) الجنّ : ١٦.

١٢

بخلقه خلق محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وخلقنا أهل البيت معه من نور عظمته ، فأوقفنا أظلّة خضراء بين يديه حيث لا سماء ولا أرض ولا مكان ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر ، يفصل نورنا من نور ربّنا كشعاع الشمس من الشمس ، نسبّح الله ونقدّسه ونحمده ونعبده حقّ عبادته ، الخبر.

الحديث التاسع

ما ذكره العلّامة المتتبّع شيخ الإسلام إبراهيم بن محمّد الحموي الشافعي في فرائد السمطين عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لمّا خلق الله تعالى أبا البشر ونفخ فيه من روحه التفت آدم يمنة العرش فإذا نور خمسة أشباح سجّدا وركّعا ، قال آدم : يا ربّ ، هل خلقت أحدا من طين قبلي؟ قال : لا يا آدم. قال : فمن هؤلاء الخمسة الذين أراهم في هيئتي وصورتي؟ قال : هؤلاء خمسة من ولدك ، لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي ، لولاهم ما خلقت الجنّة ولا النار ولا العرش ولا الكرسيّ ولا السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجنّة ؛ فأنا المحمود وهذا محمّد ، وأنا العالي وهذا عليّ ، وأنا الفاطر وهذا فاطمة ، وأنا الإحسان وهذا الحسن ، وأنا المحسن وهذا الحسين ، آليت بعزّتي أنّه لا يأتني أحد بمثقال حبّة من خردل من بغض أحدهم إلّا أدخلته ناري ولا أبالي. يا آدم ، هؤلاء صفوتي ، بهم أنجيهم ، وبهم أهلكهم ، فإذا كان لك إليّ حاجة فبهؤلاء توسّل.

فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : نحن سفينة النجاة ؛ من تعلّق بها نجا ، ومن حاد عنها هلك ، ومن كان له إلى الله الحاجة فليسأل بنا أهل البيت.

وبهذا المعنى سيأتي عدّة روايات في باب النصوص على إمامتهم من فرائد السمطين المذكور ، وقد استوفيت الكلام في حديث تقدّم أنوار الخمسة الطيّبة على

١٣

جميع الممكنات في المجلّد الخامس من كتابي «الكلمة التامّة» ، وأخبار الباب كثيرة جدّا رواها الفريقان ، وقد أفرد السيّد العلّامة الإمام الحافظ حجّة الإسلام الأمير حامد حسين الهندي النيسابوري قدس‌سره مجلّدا كبيرا من مجلّدات عبقات الأنوار لجمع طرق حديث النور من طرق إخواننا السنّة ، ولعمري إنّه خير كتاب ألّف في موضوعه ، لقد جمع فأوعى ، فجزاه الله عن الأئمّة الهداة خير الجزاء ، وأسكنه معهم في مستقرّ رحمته ، وقد طبع الكتاب في الهند فليرجع إليه من أراد الحقّ الصراح والصدق البواح.

كيف كان انعقاد نطفة الإمام عليه‌السلام

روى ثقة الإسلام أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني قدس‌سره في الكافي بالإسناد عن أبي بصير ، عن الصادق عليه‌السلام قال : إذا سكنت نطفة الإمام في الرحم أربعة أشهر وأنشئ فيها الروح ، بعث الله ملكا يقال له حيوان ، فكتب على عضده الأيمن : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(١) ، وإذا وقع من بطن أمّه وقع واضعا يديه على الأرض ، رافعا رأسه إلى السماء ؛ أمّا وضع يديه على الأرض فإنّه يقبض كلّ علم أنزله الله من السماء إلى الأرض ، وأمّا رفع رأسه إلى السماء فإنّ مناديا ينادي به من بطنان العرش (٢) من قبل ربّ العزّة من الأفق الأعلى باسمه واسم أبيه ، يقول : يا فلان ابن فلان ، أثبت لعظيم ما خلقتك ، أنت صفوتي من خلقي وموضع سرّي وعيبة علمي وأميني على وحيي وخليفتي في أرضي ، لك ولمن تولّاك أوجبت رحمتي ومنحت جناني وأحللت جواري ، ثمّ وعزّتي وجلالي

__________________

(١) الأنعام : ١١٥.

(٢) بطنان العرش أي من وسطه ، وقيل من أصله ، وقيل البطنان جمع بطن وهو الغامض من الأرض يريد من دواخل العرش.

١٤

لأصلينّ من عاداك أشدّ عذابي وإن وسعت عليه في دنياه من سعة رزقي ، فإذا انقطع صوت المنادي أجابه هو واضعا يده رافعا رأسه إلى السماء يقول : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(١). قال : فإذا قال ذلك أعطاه الله العلم الأوّل والآخر (٢) ، واستحقّ زيارة الروح في ليلة القدر.

قلت : جعلت فداك ، الروح ليس هو جبرئيل؟ قال : الروح أعظم من جبرئيل ، إنّ جبرئيل من الملائكة وإنّ الروح هو خلق أعظم من الملائكة ، أليس يقول الله تبارك وتعالى : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ)؟

ولنعم ما قيل من أبيات :

هم القوم آثار النبوّة فيهم

تلوح وأنوار الإمامة تلمع

مهابط وحي الله خزّان علمه

وعندهم سرّ المهيمن مودع

وإن برزوا فالدهر يخفق قلبه

لسطوتهم الأسد في الغاب تجزع

وإن ذكر المعروف والجود في الورى

فبحر نداهم ذاخر يتدفّع

فمن مثلهم إن عدّ في الناس مفخر

أعد نظرا يا صاح إن كنت تسمع

ميامين قوّامون عزّ نظيرهم

هداة ولاة للرسالة منبع

فلا فضل إلّا حين يذكر فضلهم

ولا علم إلّا علمهم حين يرفع

ولا عمل ينجي غدا غير حبّهم

إذا قام يوم البعث للخلق مجمع

__________________

(١) آل عمران : ١٨.

(٢) قال المجلسي : ولعلّ المراد بالعلم الأوّل علوم الأنبياء والأوصياء السابقين ، والعلم الآخر علوم خاتم الأنبياء. أو المراد بالعلم الأوّل العلم بأحوال المبدأ وأسرار التوحيد ، وعلم ما مضى وما هو كائن في النشأة الأولى والشرايع والأحكام ، وبالآخر العلم بأحوال المعاد والجنّة والنار وما بعد الموت من أحوال البرزخ وغير ذلك ، والأوّل أظهر.

١٥

نطفة الإمام عليه‌السلام من ماء تحت العرش

الكافي أيضا بالإسناد عن الحسن بن راشد قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إنّ الله تعالى إذا أحبّ أن يخلق الإمام ، أمر ملكا فأخذ شربة من ماء تحت العرش فيسقيها أباه ، فمن ذلك يخلق الإمام ، فيمكث أربعين يوما وليلة في بطن أمّه لا يسمع الصوت ، ثمّ يسمع بعد ذلك الكلام ، فإذا ولد بعث الله ذلك الملك فيكتب بين عينيه : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ،) فإذا مضى الإمام الذي كان قبله رفع لهذا منار من نور ينظر به أعمال الخلائق ، وبهذا يحتجّ الله على خلقه.

وفيه أيضا بالإسناد عن يونس بن ظبيان قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إنّ الله عزوجل إذا أراد أن يخلق الإمام من الإمام ، بعث ملكا فأخذ شربة من تحت العرش ثمّ دفعها إلى الإمام عليه‌السلام فشربها فيمكث في الرحم أربعين يوما لا يسمع الكلام بعد ذلك ، فإذا وضعته أمّه بعث الله إليه ذلك الملك الذي أخذ الشربة فكتب على عضده : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ،) فإذا صار الأمر إليه جعل الله له عمودا من نور يبصر ما يعمل كلّ أهل بلدة به.

الإمام يولد مختونا طاهرا مطهّرا

ذكر العلّامة المجلسي في باب انعقاد نطفهم وأحوال ولادتهم في السابع من البحار أخبارا كثيرة متعلّقة بهذا الموضوع :

منها : ما عن المفيد بالإسناد عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إنّ في الليلة التي يولد فيها الإمام ، لا يولد فيها مولود إلّا كان مؤمنا وإن ولد في أرض الشرك نقله الله إلى الإيمان ببركة الإمام عليه‌السلام.

١٦

ومنها : ما عن الإكمال بالإسناد عن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : وليس من الأئمّة أحد يولد إلّا مختونا طاهرا مطهّرا ، ولكنّا سنمرّ الموس لإصابة السنّة واتّباع الحنيفة.

ومنها : ما عن الكافي بالإسناد عن الصادق عليه‌السلام يقول : الأوصياء إذا حملت بهم أمّهاتهم أصابها فترة شبه الغشية فأقامت في ذلك يومها ذلك إن كان نهارا أو ليلتها إن كان ليلا ثمّ ترى في منامها رجلا يبشّرها بغلام عليم حليم فتفرح لذلك ثمّ تنتبه من نومها فتسمع من جانبها الأيمن في جانب البيت صوتا يقول : حملت بخير وتصيرين إلى خير وجئت بخير ، بشّري بغلام حليم عليم ، فتجد خفّة في بدنها ثمّ تجد بعد ذلك اتساعا من جنبتيها ، فإذا كان لتسع من شهورها سمعت في البيت حسّا شديدا ، فإذا كانت الليلة التي تلد فيها ظهر لها في البيت نور تراه لا يراه غيرها إلّا أبوه ، فإذا ولدته ولدته قاعدا وتفتّحت له حتّى يخرج متربّعا ، ثمّ يستدير بعد وقوعه إلى الأرض فلا يخطئ القبلة حيث كانت بوجهه (١) ، ثمّ يعطس ثلاثا يشير بإصبعه بالتحميد ، ويقع مسرورا مختونا ، وقد نبت رباعيّتاه من فوق وأسفل وناباه وضاحكاه ، ومن بين يديه مثل سبيكة الذهب (٢) نور ، ويقيم ليلته ويومه تسيل يداه ذهبا ، وكذلك الأنبياء إذا ولدوا ، وإنّما الأوصياء أعلاق (٣) من الأنبياء.

ومنها : ما رواه المحدّث الخبير الشيخ حرّ العاملي في الوسائل في باب إمرار الموس على من ولد مختونا ، بالإسناد عن عليّ بن يقطين قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام

__________________

(١) بوجهه متعلّق بقوله : «لا يخطئ» أي لا يخطئ القبلة بوجهه حيث كانت القبلة. قال المجلسي : قوله : «ورباعيتاه» لعلّ نبات خصوص تلك الأسنان لمزيد مدخليّتها في الحسن والجمال مع أنّه يحتمل أن يكون المراد كلّ الأسنان ، وإنّما ذكرت تلك على سبيل المثال.

(٢) سبيكة الذهب أي نور أصفر أو أحمر شبيه بها ، والمسرور مقطوع السرّة.

(٣) والأعلاق جمع علق ـ بالكسر ـ وهو النفيس من كلّ شيء أي أشرف أولادهم أو من أشرف أجزائهم وطينتهم.

١٧

عن ختان الصبيّ لسبعة أيّام من السنّة هو أو يؤخّر فأيّهما أفضل؟ قال : لسبعة أيّام من السنّة وإن أخّر فلا بأس.

وقال الصادق : المولود يعقّ عنه ويختن لسبعة أيّام.

وعن ابن أبي عمير قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر يقول لمّا ولد الرضا : إنّ ابني هذا ولد مختونا طاهرا مطهّرا ، وليس من الأئمّة أحدا يولد إلّا مختونا طاهرا مطهّرا ، ولكن سنمرّ عليه الموس لإصابة السنّة واتّباع الحنفيّة.

ومنها : ما رواه فيه أيضا عن أبي هارون أنّ صاحب الزمان ولد مختونا ، وأنّ أبا محمّد هكذا ولد ، وهكذا كلّ إمام الخ.

قال السيّد مكّي مخمّسا في قصيدة له :

بنوا المختار هم للعلم باب

لهم في كلّ معضلة جواب

إذا وقع اختلاف واضطراب

بآل محمّد عرف الصواب

وفي أبياتهم نزل الكتاب

لقد أعطوا وكان من العطايا

لهم علم البرايا والمنايا

فكيف يراق عنهم في القضايا

وهم حجج الآله على البرايا

بهم وبجدّهم لا يستراب

لآل المصطفى فضل جليّ

ونار في الحروب لها صليّ

وهم نور وغيرهم خليّ

ولا سيما أبو حسن عليّ

له في الحرب مرتبة تهاب

* * *

أحوال أمّه عليه‌السلام

قال الحافظ محمّد بن عليّ بن شهر آشوب في المناقب : أمّه أمّ ولد يقال لها سمانة

١٨

المغربيّة ، ومثله في الكافي وعيون المعجزات ، وفيه اسم أمّه على ما رواه أصحابنا سمانة ، وكانت من القانتات.

وقال الشيخ جمال الدين يوسف ابن الحاتم الفقيه الشامي في الدرّ النظيم : أمّه أمّ ولد يقال لها سمانة وتعرف بالسيّدة وتكنى أمّ الفضل المغربيّة.

وقال المحدّث الخبير السيّد هاشم البحراني في مدينة المعاجز نقلا عن محمّد بن جرير بن رستم الطبري بسنده عن محمّد بن الفرج ، قال : دعاني أبو جعفر محمّد بن عليّ بن موسى فأعلمني أنّ قافلة قدمت فيها نخاس معه جواري ، ودفع لي سبعين دينارا ، وأمرني بابتياع جارية وصفها لي ، فمضيت وعملت بما أمرني ، فكانت تلك الجارية أمّ أبي الحسن عليّ الهادي عليه‌السلام. وروي أنّ اسمها سمانة وأنّها أمّ ولد.

وروى محمّد بن الفرج عنه عليه‌السلام أنّها أمة عارفة بحقّي ، وهي من أهل الجنّة ، لا يقربها شيطان مارد ، ولا ينالها كيد جبّار عنيد ، وهي كانت بعين الله التي لا تنام ، ولا تتخلّف عن أمّهات الصدّيقين والصالحين.

شعر

إليكم كلّ مكرمة تئول

إذا ما قيل جدّكم الرسول

كفاكم من مديح الناس مدحا

إذا ما قيل أمّكم البتول

نقش خاتمه عليه‌السلام

قال عليّ بن عيسى الأربلي في كشف الغمّة : نقش خاتمه : «حفظ العهود من أخلاق المعبود».

وقال في الدرّ النظيم : نقش خاتمه : «أفلح من تمسّك بالحقّ».

وقال ابن الصبّاغ المالكي : نقش خاتمه : «الله ربّي وهو عصمتي من خلقه».

١٩

وقيل : نقش خاتمه : «من عصى هواه بلغ مناه» (ولا منافاة لإمكان تعدّد الخواتيم).

وكان عليه‌السلام يأمر خادمه بأن يكون معه خاتم فضّه فصّه عقيق أصفر مكتوب عليه : «ما شاء الله لا قوّة إلّا بالله استغفر الله» ، وعلى الجانب الآخر : «محمّد وعليّ» كما ذكره السيّد ابن طاوس في أمان الأخطار ، وسيأتي روايته في المعجزات إن شاء الله.

اسمه عليه‌السلام

اسمه عليه‌السلام «عليّ» لا غير ، وهو عليّ الرابع كما أنّ أمير المؤمنين عليّ الأوّل ، وزين العابدين عليّ الثاني ، وأبو الحسن الرضا عليه‌السلام عليّ الثالث ، وأبو الحسن الهادي عليّ الرابع عليهم‌السلام.

كنيته عليه‌السلام

كنيته عليه‌السلام «أبو الحسن» وإذا أطلقت هذه الكنية في الأخبار أو قيل أبو الحسن الأوّل فالمراد بها موسى بن جعفر عليه‌السلام كما أنّ أبا الحسن الثاني هو عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام ، وأبا الحسن الثالث عليّ الهادي عليه‌السلام ، مع أنّها كنية أمير المؤمنين وزين العابدين عليه‌السلام أيضا غير أنّ في الأخبار لا يعبّر عنهما بها.

شرف الكنية واستحبابها

إنّ الكنية من الكناية ـ بالكسر ـ والجمع كنى ـ بالضمّ ـ وهي إمّا مصدّر بالأب أو الأمّ أو الابن كأبي الحسن وأمّ كلثوم وابن عبّاس. ومن رسوم العرب إذا أرادوا بتهجين شخص جعلوا كنيته باسم بنته كأبي رقيّة وأبي ليلى ، وكان المبغضون لأمير المؤمنين عليه‌السلام يكنونه بأبي زينب ، وإطلاق الكنية على الشخص للتعظيم ، وتكنية الأولاد مطلقا ذكورا وإناثا مستحبّ في شرع الإسلام.

٢٠