الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل

علي داود جابر

الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل

المؤلف:

علي داود جابر


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٠

بن محمد بن داود المؤذن الجزّيني العاملي ابن عم الشهيد (١).

من مؤلفاته :

ـ كتاب «المسائل الفقهية» ويعرف بمسائل ابن طي ، وقد جمع فيه مسائل وفوائد له ومسائل وفتاوى لجماعة من العلماء منهم : السيد عميد الدين والشيخ فخر الدين ولد العلّامة ، ومن كتاب المسائل للشهيد المعروف بمسائل ابن مكي ، ومن كتاب المسائل للشيخ الأديب ابن نجم الدين الأطراوي العاملي ، وفرغ من كتابته يوم الجمعة ١٦ ذي الحجّة سنة ٨٢٤ ه‍ (٢).

ـ «الحاشية على قواعد الشهيد» كتبها عن نسخة الأصل التي هي بخط الشهيد وفرغ من كتابتها يوم السبت ٢١ جمادى الثانية سنة ٨٣٥ ه‍ (٣).

ـ وله تعليقات على «القواعد والفوائد» للشهيد الأول تاريخها سنة ٨٤٧ ه‍ ، وله رسالة في العقود والإيقاعات اسمها «صيغ العقود» (٤).

ـ وله أشعار متفرّقة ، ففي «مجالس المؤمنين» له قصيدة يتشوّق فيها إلى رؤية ابن فهد ، وذلك قبل تلمذه عليه منها :

معاقرة الأوطان ذل وباطل

ولا سيما إن قارنتها الغوائل

فما العزّ إلّا حيث أنت موفر

وما الفضل إلّا حيث ما أنت فاضل

وما الأهل إلّا من رأى لك مثلما

رأيت وإلّا فالمودّة باطل

إذا كنت لا تنفي عن النفس ضيمها

فأنت لعمري القاصد المتطاول

__________________

(١) رياض العلماء : ج ٤ ، ص ٨٤ ، ١٥٨ ، لؤلؤة البحرين : ص ٢٩٠ ، أعيان الشيعه : ج ٨ ، ص ٢٩٥ ، تكملة أمل الآمل : ص ٣٠٩ ، نفحات الروضات : ص ٢٢٨.

(٢) رياض العلماء : ج ٤ ، ص ١٦٠ ، الذريعة : ج ٢٠ ، ص ٢٣١.

(٣) الذريعة : ج ٦ ، ص ١٧٤ ، معجم مؤلفي الشيعة : ص ٢٧٨.

(٤) المصدر السابق : ج ١٧ ، ص ١٩٣.

٤٤١

يعزّ على ذي الفضل أن يستفزّه

إلى حيث لا يرضى له العلم ذاهل

يردّ عليه القول والقول قوله

وينكر منه فضله المتكامل

إلا أن هذا الدهر لم يسم عنده

من الناس إلّا جافل العقل ذاهل

فقم شد سرج الحزم من فوق سابح

يفوت الصبا منه على الشد كاهل

وعرج على أرض العراق ميمما

إلى بلد فيه الهدى والفضائل

أنخ بنواحي بابل بعراصها

فثم مقام دونه النجم نازل

وحي فتى طال السحاب بطوله

وجاء بما لم تستطعه الأوائل

همام إذا ما اهتزّ للبحث وافقت

مآربه فيما يروم المسائل

تفرّد حتّى قصر الكلّ دونه

فها هو فرد في الفضائل كامل

وسله إذا ما جئته دعواته

لذي وله عزّت عليه الوسائل

توفى سنة ٨٥٥ ه‍ (١).

تاسعا : الشيخ علي بن محمد العنفجوري العاملي

[ت ٨٧٧ ه‍ / ١٤٧٢ م]

هو علي بن محمد بن يونس العنفجوري النباطي البياضي العاملي ، من جهابذة الكلام والتاريخ واللغة والفقه والتفسير ، كان فاضلا محققا مدققا ، وأديبا شاعرا ، ولد في مدينة النباطية في ٤ رمضان سنة ٧٩١ ه‍. وله مؤلفات شتّى منها :

__________________

(١) أعيان الشيعة : ج ٨ ، ص ٢٩٥ ، الكنى والألقاب : ج ١ ، ص ٣٤٤ ، نفحات الروضات : ص ٢٢٨. تحدّث الظاهري المتوفّى سنة ٨٧٣ ه‍ عن جبل عامل فقال : «ومدينة صور وهي الآن خراب ، ومدينة المعشوقة خربت إلى أن صارت قدر قرية وهي قريبة من البحر» ثم يقول : «وقيل أن بالمملكة الصفدية بالشقيف وكابول [كذا] وغيرهما سبع قلاع غالبها خراب الآن» ثم يقول : «وأمّا مدينة صيدا فهي مينا دمشق وهي مدينة لطيفة على شاطىء البحر المحيط ترد إليها المراكب ، ولها إقليم به ما ينوف عن مائتي قرية وهي أيضا من معاملة دمشق». راجع زبدة كشف الممالك : ص ٤٤ ، ٤٧ ..

٤٤٢

ـ «الباب المفتوح إلى ما قيل في النفس والروح» أوّله : «الحمد لله الذي خلق النفوس وحجب حقيقتها عن أعيننا ، فإن العين تبصر غيرها ، ويتعذّر إدراك نفسها منها» (١).

ـ «ذخيرة الإيمان» : أرجوزة في الكلام ، تقرب من ستين بيتا نظمها سنة ٨٣٤ ه‍ ، قال في آخرها :

وهذه أرجوزة الضعيف

على اللاجي إلى اللطيف

والرسل والأئمة الأنجاب

يشفعوا في موضع الحساب

سميتها ذخيرة الإيمان

هدية مني إلى الأخوان (٢)

 ـ «الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم» : أي من يستحق التقديم في الإمامة والخلافة ، ألّفه سنة ٨٥٤ ه‍ ، وختمه بأبيات من نظمه :

جعلت من الدين القويم صحائفا

هداني إليها .........

وحرزت فيها للولي لطائفا

تجلّى عمى عين الغبي وباله

وقررت فيه كل قول منضد

يزحزحه في دينه عن ضلاله

وسمّيته باسم الصراط تيمّنا

ليسلك فيه للنبي وآله

وأرجو إلى الرحمن منهم شفاعة

تصرف عني من عظيم وباله (٣)

 ـ «عصرة المنجود» في علم الكلام (٤).

ـ «اليونسية» : وهي شرح للرسالة التكليفية للشهيد الأول ، وهي بخط شرف الدين بن جمال الدين بن شمس الدين بن سليمان تاريخها سنة ٨٦٤ ه‍ (٥).

__________________

(١) الذريعة : ج ٣ ، ص ٧ ، ٨.

(٢) المصدر السابق : ج ١٠ ، ص ١٤.

(٣) المصدر السابق : ج ١٥ ، ص ٣٦ ، أعيان الشيعة : ج ٨ ، ص ٣٠٩ ، ٣١٠.

(٤) المصدر السابق : ج ١٥ ، ص ٢٧٢.

(٥) المصدر السابق : ج ٢٥ ، ص ٣٠٨.

٤٤٣

بالإضافة إلى رسالة في المنطق سمّاها اللمعة ، ومختصر المختلف ، ومختصر مجمع البيان ، ومختصر الصحاح وغير ذلك ، توفى سنة ٨٧٧ ه‍ (١).

عاشرا : جبل عامل في بداية القرن العاشر

١ ـ جبل عامل عند الرحالة [٩٠٠ ه‍ / ١٤٩٤ م]

تحدث ابن حوقل والحميري عن جبل عامل فذكرا صيدا وصور.

أ ـ صور

قال ابن حوقل : «ومدينة صور من أحصن الحصون التي على شط البحر عامرة خصبة ، ويقال إنه أقدم بلد بالساحل ، وإن عامة حكماء اليونان منها» (٢).

أمّا الحميري المتوفى سنة ٩٠٠ ه‍ فإنه ذكر ما ذكره ابن جبير عنها في رحلته ثم أضاف : «وصور وعكا لا بساتين حولهما ، إنّما هما في بسيط من الأرض متّصل بسيف البحر. والفواكه تجلب إليهما من رساتيقهما التي بالقرب منهما. ولصور عند بابها البري عين معينة ينحدر إليها على أدراج (٣) والآبار والجباب فيها كثيرة لا تخلو دار منها ... ولها ربض كبير ، يعمل فيه جيد الزجاج والفخار ، ويعمل بها من الثياب القمص المحمولة إلى كل الآفاق كلّ شيء حسن» (٤).

__________________

(١) له ترجمة في أمل الآمل : ج ١ ، ص ١٣٥ ، رياض العلماء : ج ٤ ، ص ٢٥٥ ، تكملة أمل الآمل : ص ٣١٣ ، نفحات الروضات : ص ٢٢٨ ، روضات الجنّات : ج ٤ ص ٣٥٣ ، طبقات أعلام الشيعة : ج ٤ ، ص ٨٩.

(٢) كتاب صورة الأرض : ص ١٦٠ ، وهذا يعني أن الحياة قد عادت إلى هذه المدينة ، بعد تعميرها على يد حسين بن بشارة سنة ٨٢٥ ه‍.

(٣) لا تزال هذه العين موجودة في منطقة الحسبة القديمة.

(٤) الروض المعطار : ص ٣٦٩.

٤٤٤

ب ـ صيدا وصرفند وعدلون

يعدّد ابن حوقل المدن المحاذية لبحر الروم ، فيقول : «صور ، عذنون ، صرفندة ، صيدا ...» (١).

أمّا الحميري فيقول : «صيدا بأرض الشام ، بينها وبين بيروت يومان ، وهي على ساحل البحر ... وهي مدينة كبيرة عامرة الأسواق رخيصة الأسعار ، محدقة بالبساتين والأشجار ، غزيرة المياه ، ولها أربعة أقاليم ، وهي متّصلة بجبل لبنان» (٢).

٢ ـ الإفرنج بين عكا وصور [٩٠١ ه‍ / ١٤٩٥ م]

وفي سنة ٩٠١ ه‍ نزل أربعون مركبا للإفرنج بين عكا وصور ، أي في منطقة النواقير أو اسكندرونة ، يقول ابن طولون : «قال شيخنا ... الصالحي في تاريخه : وفي هذه السنة أشيع الخبر بتحريك بني الأصفر ، وأنّهم في مراكب كثيرة نحو الأربعين ، وأنّ ملكهم شاب ... فأرسل نائب الشام قانصوه اليحياوي سألني عن مكان خروجهم ، فقلت له في الحديث بين عكا وصور» (٣).

٣ ـ زيارة قاضي الحنفية إلى جزّين [٩٠٢ ه‍ / ١٤٩٦ م]

يقول ابن طولون في أحداث سنة ٩٠٢ ه‍ : «وفي يوم الأربعاء ثاني شعبان منها ، سافر قاضي الحنفية بدر الدين ابن أخي القاضي الشافعي إلى جزّين وبلادها ، وخرج في أبهة هائلة» (٤).

__________________

(١) كتاب صورة الأرض ص ١٥٣ ، وعذنون تحريف عدلون.

(٢) الروض المعطار : ص ٣٧٣. ونترك تحديد هذه الأقاليم الأربعة للباحثين لاحقا.

(٣) مفاكهة الخلّان : ج ١ ، ص ١٦٨.

(٤) المصدر السابق : ج ١ ، ص ١٧٤.

٤٤٥

الحادي عشر : الشيخ إبراهيم الكفعمي

[ت ٩٠٥ ه‍ / ١٤٩٩ م]

هو تقي الدين إبراهيم بن زين الدين علي بن بدر الدين حسن بن محمد بن صالح بن إسماعيل الحارثي (١) الهمداني الكفعمي اللويزي الجبعي ، العلّامة الفقيه الحافظ الزاهد الأديب.

والكفعمي نسبة إلى بلدته كفر عيما قرية من قرى أعمال صفد (٢) ، بالقرب من بلدة جبشيت. ولد في قريته أوائل القرن التاسع ونشأ فيها ، وروى العلم عن والده زين الدين علي ، والشيخ زين الدين النباطي العاملي ، وكان محدثا ثقة عالما فقيها زاهدا ورعا ، مشهورا بسعة الاطّلاع ، متضلّعا في اللغة والأدب (٣).

وكانت تربطه بآل بشارة العامليين ، حكام جبل عامل آنذاك علاقة وطيدة ، فقد كتب بعض الأعيان بيتين من الشعر ، وبعث بهما مع قينة تسمّى سعادة إلى الأمير نجم الدين بن بشارة ، والبيتان هما :

وإذا السعادة لاحظتك عيونها

نم فالمخاوف كلّهن أمان

واصطد بها العنقاء فهي حبالة

واقتدّ بها الجوزاء فهي عنان

فأجابه الشيخ الكفعمي على هذين البيتين ، فقال :

وافى كتابك بالسعادة مخبرا

ففضته فإذا السماع عيان

__________________

(١) الحارثي : نسبة إلى الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

(٢) نفح الطيب : ج ١٠ ، ص ٢٠٧ ، أعيان الشيعة : ج ٢ ، ص ١٨٤ ، روضات الجنّات : ج ١ ، ص ٢٢ ، ٢٣.

(٣) أمل الآمل : ج ١ ، ص ٢٨ ، أدب الطف : ج ٤ ، ص ٣٢٢.

٤٤٦

لا زلت مشتملا بضافي بردها

ما سار في أعلى العلى كيوان (١)

وقد عرفت الخطب النثرية في عصره ، وخاصة الخطب المرصّعة بالآيات القرآنية ، أو الخطب التي يورّى فيها بأسماء سور القرآن.

وكان الأدباء ينظمون قصائد تحتوي على مضمون الخطب المنثورة ، وشيخنا قدم في شرح بديعيته خطبة وقصيدة من هذا النمط ، نختصر منها قوله :

«الحمد لله الذي شرف النبي العربي بالسبع المثاني وخواتيم البقرة من بين الأنام ، وفضل آل عمران على الرجال والنساء بما وهب لهم من مائدة الأنعام ، ومنحهم أعراف الأنفال ، وكتب لهم براءة من الآثام ، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له الذي نجّى يونس وهودا ويوسف من قومهم برعد الانتقام ، وغذّى إبراهيم في الحجر بلعاب النحل ذات الإسراء ، فضاهى كهف مريم عليها‌السلام ... حتى استغرق بخطبته أسماء كلّ سور القرآن الكريم ، ثم قال : ولنشفع هذه الخطبة بقصيدة على سور القرآن في مدح سيد ولد عدنان ... وهي هذه :

يا من له السبع المثاني تنزل

وخواتم البقرة عليه أنزل (٢)

في آل عمران النساء لم يلد

ن نظيره أعياد ذلك تفعل

مولى له الأنعام والأعراف وال

أنفال والحكم التي لا تجهل

بعلاه توبة يونس قبلت كذا

هود ويوسف رعدهم يتجلجل

وكذاك إبراهيم في حجر له

والنحل في الإسرا عليه تعوّل

__________________

(١) أعيان الشيعة : ج ٢ ، ص ١٨٩ ، ونجم الدين هذا هو أيّوب بن حسن بن محمد بن بشارة العاملي.

(٢) أنزل تحريف : تنزّل.

٤٤٧

يا كهف مريم أنت طه الأنبيا

والحجّ ثم المؤمنون الأفضل (١)

وله قصيدة في أسماء الكتب مطلعها :

يا طريق النجاة بحر فلاح

أنت دفع الهموم والأحزان

أنت أنس التوحيد عدّة داع

ثم روح الأحياء وفلك المعاني (٢)

ومن بدائع الكفعمي رسالة كتب بها إلى قاضي القضاة أبي العباس بن الفرفوري الدمشقي ، يطلب منه الإفراج عن علي بن فخر الدين ، ويخرج من أثنائها قصيدة ، منها :

يقبل الأرض وينهى (سلام) عبد لكم (محب) وعلى المقة مكب (لو بدا) للناظرين (عشر) معشار (شوقه*) وغرامه (لطبق) ذلك (ما بين) آفاق (السموات) السبع (والأرض*) إلى آخر الرسالة ... ويتولد منها شعرا :

سلام محب لو بدا عشر شوقه

لطبق ما بين السموات والأرض (٣)

وله أرجوزة تزيد على ١٢٠ بيتا يذكر فيها ما يستحبّ صومه من الأيام منها :

وبعده يوم غدير خمّ

ثامن عشر منه فاتّبع نظمي

فيه أتّى النص عن النبي

على الإمام المرتضى علي (٤)

وله قصيدة في مدح أمير المؤمنين عليه‌السلام ووصف يوم الغدير تبلغ ١٩٠ بيتا ، ويظهر من آخرها أنّه عملها في الحائر الحسيني بكربلاء المقدّسة ، وكان آنذاك شيخا كبيرا يقول :

__________________

(١) نفح الطيب : ج ١٠ ، ص ٢٠٣ ، ٢٠٤ ، ٢٠٥.

(٢) المصدر السابق : ج ١٠ ، ص ٢٠٧.

(٣) المصدر السابق : ج ١٠ ، ص ٢٠٧ ـ ٢٠٩ ، وتوجد تتمة لهذه الرسالة وما يتولّد منها من شعر.

(٤) الغدير : ج ١١ ، ص ٢٧٧.

٤٤٨

هنيئا هنيئا ليوم الغدير

ويوم الحبور ويوم السرور

ويوم الكمال لدين الإله

وإتمام نعمة رب غفور

ويوم العقود ويوم الشهود

ويوم المحدود لصنو البشير

علي الوصي وصي النبي

وغوث الولي وحتف الكفور

وغيث المحول وزوج البتول

وصنو الرسول السراج المنير

ومن قد هوى النجم في داره

ومن قاتل الجن في قعر بير

وآي التباهل دلّت على

مقام عظيم ومجد كبير

وأولاده الغرّ سفن النجاة

هداة الأنام إلى كل نور

ومن كتب الله أسماءهم

على عرشه قبل خلق الدهور

فدونكها يا إمام الورى

من الكفعمي العبيد الفقير

ويتحدّث عن عتوّه في العمر ، يقول :

وشيخ كبير له لمة

كساها التعمّر ثوب القتير (١)

أتيت الإمام الحسين الشهيد

بقلب حزين ودمع غزير

أتيت إلى صاحب المعجزات

قتيل الطغاة ودامي النحور (٢)

وله تصانيف كثيرة عدّ له السيد الأمين منها ٤٩ مؤلفا ، ومن هذه المؤلّفات.

ـ «البلد الأمين والدرع الحصين» فرغ منه سنة ٨٦٨ ه‍ (٣).

ـ «جنة الأمان الواقية وجنّة الإيمان الباقية» المعروف ب «مصباح الكفعمي ، فرغ منه يوم الثلاثاء ٢٧ ذي الحجّة سنة ٨٩٥ ه‍ (٤).

__________________

(١) القتير : الشيب.

(٢) الغدير : ج ١١ ، ص ٢٧٥ ، ٢٧٦ ، أدب الطفّ : ج ٤ ، ص ٣٢٦ ، ٣٢٧ ، ٣٢٨.

(٣) الذريعة : ج ٣ ، ص ١٤٣ ، ١٤٤.

(٤) المصدر السابق : ج ٥ ، ص ١٥٦.

٤٤٩

ـ مجموعة كبيرة كثيرة الفوائد ، ضمّت مؤلفات عديدة ، وكان الفراغ من كتابة بعضها سنة ٨٤٨ ه‍ وبعضها ٨٤٩ وبعضها ٨٥٢ ه‍ (١).

ومن مؤلفاته : لمع البرق في معرفة الفرق (٢) ، وصفوة الصفات في شرح دعاء السمات (٣) ، وملحقات مصباح الكفعمي (٤) ، ومختصر نزهة الألباء في طبقات الأدباء (٥) ، ومجموع الغرائب وموضوع الرغائب (٦) ، والكوكب الدرّي (٧).

وقد اختلف في زمن ومكان وفاة الشيخ الكفعمي ، فقد حفر له أزج لدفنه بأرض الحسين عليه‌السلام في منطقة تدعى عقيرا ، وأوصى أهله وإخوانه أن يدفنوه فيه ، وقال ذلك شعرا :

سألتكم بالله أن تدفنونني

إذا مت في قبر بأرض عقير

فإنّي به جار الشهيد بكربلا

سليل رسول الله خير مجير

فإني به في حفرتي غير خائف

بلا مرية من منكر ونكير (٨)

لكن المنية وافته بعد عودته من كربلاء إلى جبل عامل سنة ٩٠٥ ه‍ ، ودفن في بلدته كفرعيما ، وظهر لاحقا له قبر بها ، وعليه صخرة مكتوب فيها اسمه ، وحدثت له كرامة آنذاك ، وضريحه يزار حتّى الآن (٩).

__________________

(١) رياض العلماء : ج ١ ، ص ٢٢ ، أدب الطف : ج ٤ ، ص ٣٢٥.

(٢) الذريعة : ج ١٨ ، ص ٣٤٨.

(٣) المصدر السابق : ج ١٥ ، ص ٥٠.

(٤) المصدر السابق : ج ٢٢ ، ص ٢٠٠.

(٥) المصدر السابق : ج ٢٠ ، ص ٢١٥.

(٦) المصدر السابق : ج ٢٠ ، ص ٥٦.

(٧) المصدر السابق : ج ١٨ ، ص ١٨٥.

(٨) الغدير : ج ١١ ، ص ٢٨١.

(٩) له ترجمة في : أعيان الشيعة : ج ٢ ، ص ١٨٤ ، الغدير : ج ١١ ، ص ٢٨١ ، تعليقة أمل الآمل : ص ٣٥ ، أدب الطفّ : ج ٤ ، ص ٣٢٣ ، طبقات أعلام الشيعة : ج ٤ ، ص ٥ ، الذريعة : ج ٣ ، ص ١٤٣ ، وج ٥ ، ص ١٥٦ ، روضات الجنات : ج ١ ، ص ٢٢ ، ٢٣.

٤٥٠

الثاني عشر : الأسر العاملية

برزت في هذا القرن ، وفي القرون السابقة أسر عاملية متعدّدة. فبالإضافة إلى آل بشارة ، وآل علي الصغير وآل صعب وآل شكر برزت عائلات : آل خاتون وآل سودون ومشطاح وغيرهم.

١ ـ آل خاتون :

برزت هذه العائلة في جبل عامل ما بين سنة ٩٠٦ ه‍ وسنة ٩٢٢ ه‍ ، فما هو أصل هذه العائلة؟ ولما ذا تسمّت بآل خاتون؟

أصلهم من إمّيه ، قرية قرب قرية رشاف حاليا ، وهي اليوم خراب ، وفيها تلقّبوا بخاتون ، وهم من آل جمال الدين ابن خاتون ، سكنوا عيناتا ثم جويا. وقيل كان لقبهم بيت البوريني.

ونقل العالم المؤرّخ الشيخ علي بن محمد السبيتي العاملي الكفراوي في كتابه «الجوهر المجرّد في شرح قصيدة علي بك الأسعد» أنّه اطّلع على خطّ أحد قدمائهم أنّهم بيت الزاهد المعروف ببيت «أبو شامة» ، ويقال لهم بيت الشامي تصحيفا.

وخاتون لفظ غير عربي معناه السيدة ، وهو اسم أمّ لهم نسبوا إليها ، وسبب ذلك على ما ذكر الشيخ علي السبيتي ، أنّه كان أحد أجدادهم من العلماء في قرية إميه ، وأن السلطان الغوري (١) لما طاف بالبلاد ، نزل على مرج دبل المعروف بسهل حزور جنوب إميه في فم الوادي المسمّى بوادي العيون من بلاد بشارة القبلية ، فسأل عن صاحب إمية ، فقيل له شيخ علم

__________________

(١) استلم الغوري الحكم ما بين سنتي ٩٠٦ ه‍ و ٩٢٢ ه‍.

٤٥١

عنده تلاميذ ، فطلب حضوره ، فامتنع الشيخ عن الحضور ، واعتذر بأنه درويش منقطع في بيته ، وكان الملك ذا علم ومعرفة ، وعنده بعض التألّه ، فعظم الشيخ في عينه ، وسار إليه حتّى دخل بنفسه في موضع تدريسه ، فتأدّب وأظهر الخشوع وطلب منه إكمال الدرس ، ثم اعتذر له الشيخ عن عدم الحضور بالحديث : إذا رأيتم العلماء بباب الملوك فبئس العلماء وبئس الملوك ، وإذا رأيتم الملوك بباب العلماء فنعم الملوك ونعم العلماء ، فنيل الشيخ عند الملك وزوجه ابنته الملقّبة بالخاتون ، فسمّي بنوه من يومئذ بني خاتون ... وخرج منهم في عيناتا جماعة كثيرة من أكابر العلماء» (١).

٢ ـ آل سودون

آل سودون أو أبو سودون ، أسرة حكمت قسما من جبل عامل في عهد دولة المماليك البرجية ، حيث إن سودون كان نائب الشام سنة ٨٨٣ ه‍ (٢) / ١٤٧٨ م ، ولا يبعد أن يكون هذا الحاكم قد ولّى بعض أقاربه حكومة بعض مناطق عاملة ، وتسلّم آل سودون الحكم في بداية عهد الدولة العثمانية ، إذ يذكر أنه «لمّا ظفر سليم الأول ملك العثمانيين بالسلطان قانصوه الغوري ، بعد معركة مرج دابق ، وسقط الغوري قتيلا وسقطت سوريا بيد الفاتح ، سأل عمّا إذا كان بقي من آل سودون أحد يذكر ، فذكروا له أميرا منهم يدعى سودون بك من أهل التقوى اختار العزلة في بيته ، وعكف على العبادة ، وله ولدان من أهل الشجاعة والبأس أحدهما يدعى ذا الفقار والثاني قاسما.

__________________

(١) أعيان الشيعة : ج ٢ ، ص ٥٨٤ ، تاريخ جبل عامل : ص ٢٧٠ ، ومن آل خاتون الشيخ حسين خاتون الذي بنى غرفة الزائرين إلى جانب مقام شمعون الصفا عليه‌السلام في بلدة شمع وتاريخ بنائها ١١٠٠ ه‍.

(٢) راجع حادثة جسر بنات يعقوب ص ٤٣٨.

٤٥٢

وزار السلطان سليم هذا الأمير في بيته ، وشهد اعتكافه وصلاحه وورعه ، فأكرمه وأحسن إليه ، وأعجب ببسالة ولديه ، فأنعم عليهما بإقطاع بعض الأراضي ، وجعل كلّا منهم رئيسا لفرقة من الجند» (١).

٣ ـ آل علي الصغير

ينتسب آل علي الصغير ـ كما بيّنا سابقا ـ إلى محمد بن هزاع بن الضحّاك بن جندل البقاعي ، وقد برز منهم في هذا القرن الشيخ حسين بن علي الصغير.

وحسين هذا لم يكن الولد المباشر لعلي الصغير ، وإنّما قد يكون حفيده ، أو من أحفاد أحفاده ، إذ ينقل محمد جابر في كتابه رواية تقول : «إنّ الشيخ حسينا بن علي الصغير ، وكان هذا في أواخر (٢) القرن العاشر للهجرة والسادس عشر للميلاد ، تولّى الحكم بعد أبيه. وكان شديد الوطأة على الشعب ، سفّاكا للدماء ، شأن أكثر أمراء ذلك العهد ، فنفر منه الناس ، وتفرّق أنصاره من حوله ، وأصبحوا يكيدون له ، ويدسون الدسائس لخلعة.

وحدث خلاف بين الشيخ حسين الصغيري والأمير فخر الدين المعني ، وشدّد المعني الخناق على الشيخ حسين لما يعلمه من انفضاض أعوانه عنه ، وكره الشعب له ، ففرّ الشيخ إلى البادية لائذا بقبيلة بني عمّه «السوالم» وهم فخذ من عنزه ، كما مرّ ، وأقام بينهم بضع سنين ، وقد حاول الرجوع إلى منصّة الأحكام في جبل عامل بعد انتهاء الخلاف بينه وبين الأمير المعني ،

__________________

(١) تاريخ جبل عامل : ص ٣٨ ، نقلا عن تاريخ جودت باشا : ج ١ ، ص ٣٣٨ ، جبل عامل بين : ص ٦٩ ، وهذا يدلّ على انقسام العائلات العاملية في ولائها ، فآل سودون والوا العثمانيين ، فيما آل بشارة كانوا يوالون المماليك.

(٢) كان في أوائل القرن العاشر وليس في أواخره ، لأنّه كما سترى اختلف مع الأمير فخر الدين الأول المتوفّى سنة ٩٥١.

٤٥٣

فلم يتمّ له الأمر لتألّب أعيان البلاد عليه ، وكرههم لحكومته (١) ومناصرتهم للحكومة السودونية» (٢).

٤ ـ آل شكر

عائلة قديمة في جبل عامل ، يتّصل نسبها بالإمام الثاني الحسن بن علي عليه‌السلام. نشأت في قرية عيناتا على بعد ميل من مدينة بنت جبيل ، وهي إحدى الأسر التي حكمت بلاد بشارة الجنوبية ردحا من الزمن ، ونازعت آل علي الصغير الحكم في عهد الشيخ حسين بن أحمد النصّار الوائلي (٣) واستمرّت في حكمها المتقطّع للبلاد الجنوبية إلى سنة ١٠٥٩ ه‍ عندما قضى عليهم الوائليون في قانا وعيناتا أثناء احتفالهم بأعراس لهم.

٥ ـ آل مشطاح

بدأ بروز هذه العائلة من بين العائلات الحاكمة في جبل عامل مع سيطرة العثمانيين على البلاد (٤).

الثالث عشر : نهاية الحكم المملوكي

١ ـ معركة شيحين [٩٠٩ ه‍ / ١٥٠٣ م]

في سنة ٩٠٩ ه‍ ، دارت معركة في بلدة شيحين من بلاد بشارة القبلية ، بين الأمير عبد الساتر بن بشارة العاملي ، والأمير ابن حنش ، كانت الغلبة فيها لابن بشارة ، وقتل من جماعة ابن حنش نحو مايتي قتيل ، وقد تحدّث

__________________

(١) حكومة آل علي الصغير! كانت منحصرة آنذاك في قلعة تبنين وليس في جميع جبل عامل.

(٢) تاريخ جبل عامل : ص ٣٩.

(٣) المصدر السابق : ص ٤٢.

(٤) المصدر السابق : ص ٣٩.

٤٥٤

عن هذه المعركة ابن سباط في كتابه صدق الأخبار ، فقال : «وفي هذه السنة جمع الأمير ناصر الدين محمد بن الحنش على ابن بشارة الجموع ، وكانوا نحو خمسة آلاف رجل ، وزحف على عبد الساتر ابن بشارة إلى قرية شيحين. وكان عبد الساتر ابن بشارة في جماعة قلايل ، فانكسر جيش ابن الحنش بإذن الله تعالى بغير رجال كثيرة ، وكان مطر عظيم (١) ، وقتل من جماعة ابن حنش نحو مايتي قتيل والله أعلم ، ثم عفوا بعد ذلك عنهم ، ولو أرادوا كانوا هلكوا الغالب ، وما النصر إلّا من عند الله العزيز الحكيم» (٢).

٢ ـ السيطرة العثمانية على جبل عامل : [٩٢٢ ه‍ / ١٥١٦ م]

بعد معركة شيحين استطاع ابن حنش أن يبسط نفوذه على مدينة صيدا ومنطقتها ، وسيطر على جبل عامل بما فيه منطقة حكم ابن بشارة ، وصار يحمل لقب ، أمير صيدا والبقاعين وشيخ العرب (٣) ، وبعد هذا التاريخ فلا قصّة تخبر عن بني بشارة حكّام جبل عامل طيلة عدّة قرون ، ولا رواية تتحدّث عم حلّ بهم؟ أترى ذهب بنو بشارة فيمن ذهب ضحية الدفاع عن سورية مع المماليك؟ أم فتك بهم السلطان سليم العثماني واستبدل بهم غيرهم ممّن عرف بأسهم وشجاعتهم؟! أعني بني سودون؟ هذا ما ندعه للباحثين المحبّين لهذا الجبل وأهله ومقاومته التاريخية المتجذّرة.

__________________

(١) يتحدّث الدويهي عن المطر والسيول في هذه السنة فيقول : في هذه السنة ، جاء سيل عظيم ومطر عم الأقطار حوالي ٢٧ يوما وزادت الأنهر زيادة عظيمة ، وهدمت الدور واقتلعت الأشجار ، فنهر الليطاني : «أهلك كثيرا من الدواب ، وحمل كثيرا من العماير ، وذهب بجسر القرعون الذين كان عالي ومن الحجر المتين ، ونهر صيدا المعروف بالفريديس ، ذهب بكثير من الأشجار وأخرب ما عليه من المقاطع والجسور والخشب» جبل عامل بين (١٥١٦ ـ ١٦٩٧ م) ص ٤٧.

(٢) تاريخ الدروز أو صدق الأخبار : ص ١٠٠ ، خطط الشام : ج ٢ ، ص ٢٠١.

(٣) جبل عامل بين (١٥١٦ ـ ١٦٩٧ م) ص ٣٨.

٤٥٥

استمرّت ـ إذا ـ مناطق جبل عامل بأيدي ابن حنش ، حتّى دخل العثمانيون بلادنا ، وسيطروا عليها بعد معركة مرج دابق سنة ٩٢٢ ه‍ بين السلطان سليم العثماني والسلطان قانصوه الغوري ، فألقي القبض على ابن الحنش وقتل وأرسل برأسه إلى السلطان سليم في حلب واستلم الحكم مكانه الأمير محمد بن قرقماس (١).

الرابع عشر : أعلام هذا العصر

١ ـ أعلام القرن الثامن : [٧٠٠ ـ ٧٩٩ ه‍] [١٣٠٠ ـ ١٣٩٦ م]

١ ـ إبراهيم بن الحسام ، أبي الغيث العاملي : تقدّمت ترجمته سابقا ، راجع صفحة ٤١٨.

٢ ـ إبراهيم بن الحسين بن علي العاملي [حيا ٧٠٩ ه‍ / ١٣٠٩ م] : الشيخ تقي الدين العاملي ، أجازه فخر المحقّقين في سنة ٧٠٦ ، وأجازه العلّامة الحلي في سنة ٧٠٩ ووصفه في الإجازة ب : «الشيخ العالم الفاضل الزاهد الورع ، أفضل المتأخرين إبراهيم» ، وذكره الأصفهاني في أعلام القرن الثامن ونسبه «بالعاملي». ثم عاد وذكره في الذريعة بالآملي (٢).

٣ ـ ابن الخياط العاملي : ذكره السيد الأمين نقلا عن رياض العلماء فقال : «له مجموعة رأيتها بأردبيل نقل فيها عن الشهيد جملة من الفوائد ، ولعلّه ينقل عنه بالواسطة» (٣).

٤ ـ أحمد بن إبراهيم بن الحسين الكوثراني العاملي [حيا ٧٥٧ ه‍ /

__________________

(١) للبحث عن تاريخنا : ص ٢٠٨ ، ٢٠٩.

(٢) طبقات أعلام الشيعة : ج ٣ ، ص ٢ ، الذريعة : ج ١ ، ص ١٧٦.

(٣) أعيان الشيعة : ج ٢ ، ص ٢٦٤.

٤٥٦

١٣٥٦ م] : الشيخ جمال الدين الكوثراني ، نسبة إلى الكوثرية في جبل عامل من تلاميذ الشهيد الأول ، وقد أجازه الشهيد في ١٢ شعبان سنة ٧٥٧ ه‍ ، ووصفه في الإجازة ب : «الشيخ الفقيه الزاهد العابد» (١).

٥ ـ أحمد بن الحسين بن محمود [حيا ٧٨٤ ه‍ / ١٣٨٢ م] ؛ الظاهر أنه كان شيخا يسكن في جبل عامل ، وكان تلميذ الشهيد الأول ، قرأ عليه تصانيفه ، وكان يكتب كل ما يخرج من كتاب «الذكرى» لأستاذه الشهيد ، وفرغ من كتابته في ٧ ربيع الثاني سنة ٧٨٤ ه‍ (٢).

٦ ـ أحمد بن علي بن صبح : تقدّمت ترجمته سابقا ، راجع صفحة ٤٢٣.

٧ ـ أسد الدين الصائغ العاملي الجزّيني : ذكره أحد أحفاده الشيخ أسد الله الصائغ الحنويهي العاملي في بعض تعليقاته ، ووصفه بالعلّامة المحقّق ، وقال إنّه شيخ الشهيد الأول وعمّ أبيه وأبو زوجته ، قال ولم يشتهر بين الفقهاء لغلبة العلوم الرياضية عليه ، ونقل أنه كان عالما بثلاثة عشر علما من الرياضية» (٣).

٨ ـ أم علي زوجة الشهيد الأول : كانت فاضلة تقية فقيهة عابدة ، وكان الشهيد يثني عليها ، ويأمر النساء بالرجوع إليها (٤).

٩ ـ أيوب بن الأعرج الحسيني العاملي الأطراوي الكركي : من

__________________

(١) أعيان الشيعة : ج ٢ ، ص ٤٨٣ ، تكملة أمل الآمل : ص ٩١.

(٢) طبقات أعلام الشيعة : ج ٣ ، ص ٦.

(٣) أعيان الشيعة : ج ٣ ، ص ٢٨١.

(٤) أمل الآمل : ج ١ ، ص ١٩٣ ، رياض العلماء : ج ٥ ، ص ٤٠٤ ، أعيان الشيعة : ج ٣ ، ص ٤٨٣ ، روضات الجنّات : ج ٧ ، ص ٧ ، تراجم أعلام النساء : ج ١ ، ص ٢٩٠.

٤٥٧

الأشراف والعلماء الأجلّة ، وكبراء الدين والملّة ، وهو والد السيد حسن بن نجم الدين الأطراوي العاملي ، والأطراوي نسبة إلى أطراء قرية من قرى جبل عامل غير موجودة الآن ، ولعلّها كانت وخربت ونسي اسمها ، ولعلّها تصحيف لبلدة «قنطرة» باللهجة المحكية في جبل عامل. وله أولاد وأحفاد علماء أجلّاء ، والكل نسبتهم إليه وهو من أعلام القرن الثامن (١).

١٠ ـ تاج الدين ابن قاضي صور [حيا ٧٩٤ ه‍ / ١٣٩١ م] : كان نائبا ووكيلا على بيت المال بمصر ، تولّى النيابة سنة ٧٨٥ ه‍ وخلع منها سنة ٧٩٤ ه‍ (٢).

١١ ـ تقي الدين بن صالح بن مشرف الجبعي الطلوسي العاملي : أحد أجداد الشهيد الثاني ، ذكره الأصفهاني فقال : «الشيخ الشهيد زين الدين بن الشيخ نور الدين بن علي بن أحمد بن الشيخ تقي الدين بن صالح بن مشرف الطلوسي الشامي العاملي» (٣) ، وكان والده من تلامذة العلّامة الحلي المتوفى سنة ٧٢٦ ه‍ ، وكان المترجم من أفاضل عصره وأتقيائه وهو من أعلام القرن الثامن أو أوائل القرن التاسع (٤).

١٢ ـ تقي الدين الجبلي الخيامي : تقدّمت ترجمته سابقا ، فراجع صفحة ٤٢٨.

١٣ ـ حسن بن محمد بن إبراهيم بن الحسام العاملي الدمشقي [حيا

__________________

(١) أعيان الشيعة : ج ٣ ، ص ٥٢٣ ، تكملة أمل الآمل : ص ٤١٤. وهناك بلدة في الشوف تدعى كفر أطرا أهلها دروز.

(٢) تاريخ ابن قاضي شهبة : ج ٣ ، ص ١٠٧ ، ٤٢٥ ، ٤٢٩.

(٣) رياض العلماء : ج ٢ ، ص ٣٦٥.

(٤) أعيان الشيعة : ج ٣ ، ص ٦٣٤ ، تكملة أمل الآمل : ص ١١٣.

٤٥٨

٧٥٣ ه‍ / ١٣٥٢ م] : الشيخ عز الدين الحسن بن شمس الدين الإمام محمد بن إبراهيم بن الحسام العاملي الدمشقي.

كان فاضلا فقيها جليلا ، قرأ على الشيخ فخر الدين محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي الذي أجازه إجازة عامة تاريخها سنة ٧٥٣ ه‍ ، وقد أثنى عليه فيها فقال : «قرأ علي مولانا الشيخ الأعظم الإمام المعظم شيخ الطائفة مولانا الحاج عز الحق والدين ابن الشيخ الإمام السعيد شمس الدين محمد بن إبراهيم بن الحسام الدمشقي» (١).

١٤ ـ الحسن بن محمد بن أبي جامع العاملي : كان فاضلا فقيها صالحا صدوقا معاصرا للشهيد السعيد. وقد عدّه الطهراني من أعلام القرن الثامن في حين أن صاحب الأمل اعتبره معاصرا للشهيد الثاني (٢).

١٥ ـ الحسن بن ناصر بن إبراهيم الحداد العاملي [حيا ٧٣٩ ه‍ / ١٣٣٨ م] : الشيخ عز الدين أبو محمد الحسن بن ناصر بن إبراهيم الحدّاد العاملي. صاحب كتاب «طريق النجاة» الذي نقل عنه الشيخ الكفعمي في «البلد الأمين» و «المصاح». قرأ عليه محمد بن الحسن بن محمد الغزنوي كتاب «شرائع الإسلام» للمحقّق الحلي ، فكتب له إنهاء في آخر الجزء الأول منه بتاريخ ٢١ محرّم سنة ٧٣٩ ه‍ (٣).

١٦ ـ الحسن بن يوسف بن هلال بن النعمان العاملي المناري [حيا

__________________

(١) أمل الآمل : ج ١ ، ص ٦٦ ، رياض العلماء : ج ١ ، ص ٣٠٣ ، موسوعة طبقات الفقهاء : ج ٨ ، ص ٧٢.

(٢) أمل الآمل : ج ١ ، ص ٦٧ ، طبقات أعلام الشيعة : ج ٣ ، ص ٤٦.

(٣) رياض العلماء : ج ١ ، ص ٣٤٦ ، أعيان الشيعة : ج ٥ ، ص ٣٢١ ، تكملة أمل الآمل : ص ١٥٩ ، موسوعة طبقات الفقهاء : ج ٨ ، ص ٧٦ ، طبقات أعلام الشيعة : ج ٤ ، ص ٤٥ ، الذريعة : ج ١٥ ، ص ١٦٩.

٤٥٩

٧٥٦ ه‍ / ١٣٥٥ م] : من بلدة المنارة في طرف جبل عامل الشرقي التي نسب إليها ، له إجازة لولده الشيخ أبي الحسن موسى بن الحسن مختصرة كتبها له بخطّه على ظهر «الشرائع» وتاريخها سنة ٧٥٦ ه‍ وهو معاصر للشيخ طومان المناري المتوفى سنة ٧٢٨ ه‍ (١).

١٧ ـ حسن الفتوني العاملي : كان شيخا فاضلا صالحا معاصرا للشهيد الأول ، وخطّه موجود على ظهر نسخة مسائل ابن مكّي رآه صاحب الرياض (٢).

١٨ ـ الحسين بن علي العاملي [حيا ٧٥٧ ه‍ / ١٣٥٦ م] : الشيخ عزّ الدين أبو عبد الله الحسين بن علي العاملي. عالم فاضل قرأ على الشهيد الأوّل ، وله منه إجازة تاريخها في ١٢ شعبان سنة ٧٥٧ ه‍ عندما قرأ عليه «علل الشرائع» (٣).

١٩ ـ حسين بن محمد الجبعي العاملي : الشيخ بدر الدين حسين بن محمد بن صالح اللويزاني الشهير بالجبعي العاملي ، وهو الجدّ الأعلى للشيخ البهائي ، ذكره ابن السكون في إجازته لحفيده محمد بن علي بن الحسين الجبعي فقال : «قرأ هذه الصحيفة ... محمد ابن الشيخ العلّامة أبي الفضائل زين الدين وشرف الإسلام والمسلمين علي بن الشيخ بدر الدين حسين الشهير بالجبعي ... توفى ولده علي سنة ٨٠٦ ه‍ (٤).

__________________

(١) أعيان الشيعة : ج ٥ ، ص ٤٠٨.

(٢) أمل الآمل : ج ١ ، ص ٦٦ ، تكملة أمل الآمل : ص ١٥٧ ، أعيان الشيعة : ج ٥ ، ص ٢٢٣ ، طبقات أعلام الشيعة : ج ٣ ، ص ٤٤.

(٣) تكملة أمل الآمل : ص ١٨٧ ، طبقات أعلام الشيعة : ج ٣ ، ص ٥٧.

(٤) المصدر السابق : ص ٢٩٤ ، ٢٩٥.

٤٦٠