الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل

علي داود جابر

الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل

المؤلف:

علي داود جابر


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٠

قضاء صور ، هجاه الشاعر الشيعي ابن منير الطرابلسي بقصيدتين ، ذكرت بعض أبياتها سابقا.

توفى بدمشق سنة ٥٣٢ ه‍ (١)

٤٠ ـ منصور بن علوان بن وهبان ، أبو الفتح السّلمي الصيداوي المؤدب [ت ٥٦٠ ه‍ / ١١٦٤ م] : أصله من البصرة ، ولد بصيدا سنة ٤٩٢ ه‍ ، وكان أديبا حاسبا ، وله شعر حسن ، أنشد أبو الوحش الصيداوي أبياتا له :

لو أن لي مالا وجاها لما

قصّر في إكرامي الناس

لكنها الأيام لما سطت

ومسّني ضر وإفلاس

رماني الدهر بأحداثه

كأنني للدهر برجاس

وأظهر الإخوان لي جفوة

وبان لي من برّهم بأس

إن غبت لا يسأل عني

وإن حضرت لا يرفع لي رأس

سكن دمشق وتوفى فيها في ١٥ شعبان سنة ٥٦٠ ه‍ (٢).

٤١ ـ مهلهل بن سليمان بن أحمد بن سلامة العاملي : هو جدّ حسام الدين بشارة العاملي ، ذكره ابن فتحون وقال بأنه شهد مع الملك الناصر صلاح الدين بن أيوب فتح بيت المقدس سنة ٥٨٣ ه‍ (٣).

٤٢ ـ نصر الله بن محمد بن عبد القوي ، أبو الفتح المصيصي ، ثم اللاذقي الشافعي [ت ٥٤٢ ه‍ / ١١٤٧ م] : ولد في مدينة الّلاذقية سنة ٤٤٨ ه‍ ، ونشأ بالمصيصة ، ثم انتقل إلى صور وسمع بها من أبي بكر الخطيب ،

__________________

(١) ديوان ابن منير الطرابلسي : ص ١٤٦ ، ١٤٧ ، ١٤٨.

(٢) تاريخ دمشق : ج ٦٠ ، ص ٣٢٣.

(٣) خطط جبل عامل : ص ١٣٢.

٤٠١

وعمر بن أحمد العطّار الآمدي ، والفقيه نصر المقدسي ، وقرأ فيها علم الكلام على أبي بكر محمد بن عتيق القيرواني وسمع بدمشق وأصفهان ، توفى ليلة الجمعة ٢ ربيع الأول سنة ٥٤٢ ه‍ ودفن في مقبرة الباب الصغير (١).

٤٣ ـ وجيه بن عبد الله بن مسعر ، أبو المقدم التنّوخي [ت ٥٠٣ ه‍ / ١١٠٩ م] : شاعر من المعرة. سكن دمشق ، وزار صور والتقى غيثا الأرمنازي فيها ، وأنشده من شعره ، توفى سنة ٥٠٣ ه‍ (٢).

٤٤ ـ وليم الصوري [حيا ٥٧١ ه‍ / ١١٧٥ م] : مؤرخ الحروب الصليبية ، لا يعرف عن موطنه الأصلي شيئا ، إلا أنه رافق الحملة الصليبية الأولى ، وأصبح أسقفا ومشرفا على كنيسة صور وذلك في ٨ يونيو ١١٧٥ م ، وضع ثلاثة كتب تاريخية ، يتّصل اثنان منها عن قرب بهذه الحروب (٣).

٤٥ ـ يحيى بن علي بن محمد التبريزي ، أبو زكريا [ت ٥٠٢ ه‍ / ١١٠٨ م] : أحد شيوخ اللغة والأدب ، ارتحل وأخذ الأدب عن أبي العلاء المعرّي ، وسمع بصور من الفقيه سليم بن أيوب الرازي ، وعبد الكريم بن محمد السّياري وأبي بكر الخطيب ، توفى ببغداد في ٢٨ جمادى الآخرة سنة ٥٠٢ ه‍ (٤).

٤٦ ـ يزيد بن عثمان ، أبو سفيان العاملي : روى عن عدي بن زيد بن

__________________

(١) تاريخ دمشق : ج ٦٢ ، ص ١٠ ، اللباب : ج ٣ ، ص ٢٢١ ، العبر : ج ٢ ، ص ٤٦٢ ، طبقات الشافعية : ج ٧ ، ص ٣٢٠.

(٢) تاريخ دمشق : ج ٦٢ ، ص ٤٠٠.

(٣) الحروب الصليبية : ج ١ ، ص ٢٧ ، ٤٩ ، وج ٤ ، ص ١٩٢.

(٤) تاريخ دمشق : ج ٦٤ ، ص ٣٤٨ ، سير أعلام النبلاء : ج ١٩ ، ص ٢٦٩.

٤٠٢

الرقاع العاملي شيئا من شعره (١) ، ولعلّه من أعلام القرون السابقة وأرجح أنّه من أعلام القرن الثاني الهجري.

٢ ـ أعلام القرن السابع [٦٠٠ ـ ٧٠٠ ه‍] [١٢٠٣ ـ ١٣٠٠ م]

١ ـ إبراهيم بن ضياء الدين الصيداوي ، أبو اللطف [حيا ٦٥١ ه‍ / ١٢٥٣ م] ذكره البغدادي وقال : له «الجواهر النضيدة في شرح العقيدة» فرع منها سنة ٦٥١ (٢).

٢ ـ أبو مسلم شبانة : يعود بنسبه إلى عبد الله الأعرج بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ذكره صاحب عمدة الطالب فقال : خرجا [أبو مسلم وإبراهيم أخوه] إلى الشام وأقاما بجبل عاملة ، ولهما هناك عقب كثير إلى الآن ، والمظنون أن ذلك في المائة السابعة (٣).

٣ ـ أحمد بن أحمد بن إبراهيم بن أسد ، أبو العباس الدمشقي [ت ٦٣١ ه‍ / ١٢٣٣ م] : أصله من صور ، سكن دمشق وسمع بها من جماعة ، ثم سمع بمصر بعد ذلك ، توفى سنة ٦٣١ ه‍ (٤).

٤ ـ أحمد الشقيفي : تقدّمت ترجمته سابقا ، راجع صفحة ٣٦٣.

٥ ـ أحمد الصيداوي : [ت ٦٥٢ ه‍ / ١٢٥٤ م] : العفيف أحمد الصيداوي كان شيخا مشتغلا بالبحث في أخبار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والفقه ، وكتب الرقائق إلى أن مات في شعبان سنة ٦٥٢ ه‍ (٥).

__________________

(١) تاريخ دمشق : ج ٦٥ ، ص ٣١٧.

(٢) هدية العارفين : ج ٥ ، ص ١٢ ، وذكره كحالة ، وقال بأنه فرغ من كتابه سنة ٦٩٠ ه‍ ، وجعل اسم والده صدر الدين. راجع معجم المؤلفين : ج ١ ، ص ٤٠.

(٣) خطط جبل عامل : ص ٧٥.

(٤) تاريخ الإسلام (٦٣١ ـ ٦٤٠) ، ص ٥٠.

(٥) الذيل على الروضتين : ص ١٨٨.

٤٠٣

٦ ـ أيوب بن أبي بكر التبنيني [ت ٦٨٦ ه‍ / ١٢٨٧ م] : هو أيّوب بن أبي بكر بن خطلبا التبنيني ، كان والده أميرا على بانياس وتبنين سنة ٦١٥ ه‍ ، حدث عن ابن اللتي ، ومات سنة ٦٨٦ ه‍ (١).

٧ ـ بهاء الدين الصعبي العاملي : هو الجدّ الأقدم لآل صعب العامليين ، ومن ذرّية الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين ، جاء إلى جبل عامل في عهد أبيه وتوطّن دير عجلون وهي بلدة بين كفر رمان والجرمق ، وكان مقرّه ومقرّ ذرّيته آل صعب في قلعة الشقيف والنباطية التحتا (٢).

٨ ـ الجاسوس الجزيني : تقدّمت ترجمته سابقا ، راجع صفحة ٣٥٥.

٩ ـ الحسام البخاري العاملي : هو الشيخ العالم الفقيه الحسام البخاري العاملي ، كان مقيما في قرية مجدل سلم ، أخذ عن محمد بن مقبل الحمصي ، وأبي القاسم بن الحسين بن العود المتوفى سنة ٦٧٧ ه‍ ، وولده الشيخ إبراهيم بن الحسام ، ولنا حديث مطوّل عنه (٣).

١٠ ـ الحسن بن الحسين بن محمد بن العود ، نجيب الدين أبو القاسم [ت ٦٧٧ ه‍ / ١٢٧٨ م] : ولد في الحلة بالعراق سنة ٥٨١ ه‍ ، وكان شيخا للشيعة في عصره ، فقيها متكلما له شعر جيد ، انتقل إلى حلب وسكن فيها مدّة ، وقد استرسل يوما في سب أبي بكر وعمر وعثمان ، فانقضّ عليه عامّتها ، وأركب حمارا مقلوبا ، وطيف به شوارع حلب وأسواقها وهو يضرب بالدرّة وتلقى عليه القاذورات ، فانتقل بعد ذلك إلى جزّين مأوى

__________________

(١) تبصير المنتبه : ج ٢ ، ص ٧١٨ ، الإكمال : ج ٤ ، ص ٥٢١ ه‍ ، كلام المحقق.

(٢) خطط جبل عامل : ص ١٣٤ ، جبل عامل بين : ص ٧٦.

(٣) الوافي بالوفيات : ج ٦ ، ص ٧٩ ، ويكنّى الحسام العاملي أبا الغيث.

٤٠٤

الشيعة آنذاك ، فأقبل عليه أهلها وملكوه بإحسان ، ومات بها في ليلة النصف من شعبان سنة ٦٧٧ ه‍ ، وقد رثاه إبراهيم بن الحسام العاملي بقصيدة طويلة مطلعها :

عرّس بجزين يا مستبعد النجف

ففضل من حلّها يا صاح غير خفي (١)

١١ ـ رشيد الدين بن أبي الفضل بن علي الصوري ، أبو منصور [ت ٦٣٩ ه‍ / ١٢٤١ م] : ولد سنة ٥٧٣ ه‍ بمدينة صور ونشأ بها ، ثم انتقل عنها واشتغل بالطب على الشيخ موفّق الدين عبد العزيز ، والشيخ البغدادي ، وأقام بالقدس سنتين ، وكان يطب في البيمارستان الذي كان فيه ، صحب الملك العادل في سنة ٦١٢ ه‍ ، وكان طبيبه الخاص إلى أن توفى ، ثم خدم بعده لولده المعظم عيسى وكان مكينا عنده ، ثم فوّض إليه الملك الناصر داود رياسة الطب ، فانتقل إلى دمشق وأقام بها ، وكان له مجلس للطب والناس تتردّد إليه.

وكان ابن الصوري قد أهدى إلى ابن أبي أصيبعة تأليفا يحتوي على فوائد ووصايا طبّية ، فكتب إليه رسالة فيها هذه الأبيات :

لعلم رشيد الدين في كلّ مشهد

منا رعلا يأتمه كلّ مهتدي

حكيم لديه المكرمات بأسرها

تورثها عن سيد بعد سيد

حوى الفضل عن آبائه وجدوده

فذاك قديم فيه غير مجدد

ولا غرو من علم الرشيد وفضله

إذا كان بعد الله في العلم مرشدي

يقول ابن أبي أصيبعة : وأنشدني مهذب الدين أبو نصر محمد بن محمد

__________________

(١) ذيل مرآة الزمان : ج ٣ ، ص ٤٣٤ ، أعلام النبلاء بتاريخ حلب : ج ٤ ، ص ٥٢٠ ، عقد الجمان : ج ٢ ، ص ٢١١ ، شذرات الذهب : ج ٥ ، ص ٣٦٥ ، موسوعة طبقات الفقهاء : ج ٧ ، ص ٦٣.

٤٠٥

بن إبراهيم بن الخضر الحلبي لنفسه يمدح الحكيم رشيد الدين ابن الصوري ويشكره على إحسان أسداه إليه ، وهي قصيدة طويلة تتألّف من ٥٢ بيتا منها :

هو العالم الصدر الحكيم ومن له

كلام يضاهي الدر وهو نضيد

رئيس الأطباء ابن سينا وقبله

حنين تلاميذ له وعبيد

فقل لبني الصوري قد سدتم الورى

وما الناس إلّا سيد ومسود

وما حزتم إرث العلا عن كلالة

كذلك آباء لكم وجدود

فيا عالم الدنيا ويا علم الهدى

ويا من به للمكرمات وجود

له كتاب «الأدوية المفردة» ذكر فيه أنواع الأدوية ومكتشفاته وكان يستصحب مصورا ، ويتوجّه إلى المواضع التي بها النبات مثل جبل لبنان وغيره ويطلب منه تصويرها.

وله «الردّ على كتاب التاج» للغاوي وتعاليق وفرائد ووصايا توفى يوم الأحد أول رجب سنة ٦٣٩ ه‍ بدمشق (١).

١٢ ـ صارم الدين خطلبا التبنيني تقدّمت ترجمته سابقا ، راجع صفحة ٤٥٦.

١٣ ـ طاهر بن أبي الفضل الصوري ، أبو الفرج [ت ٦٦٥ ه‍ / ١٢٦٦ م] : هو طاهر بن محمد بن أبي الفرج طاهر بن أبي عبد الله بن الخضر ، الحكيم العالم أبو الفرج الصوري الأصل ، الدمشقي.

ولد سنة ٥٩٧ ه‍ ، سمع من جماعة ، وروى عنه الدمياطي ، وأبو محمد الفارقي ، وأبو علي بن الحلال ، والبهاء بن المقدسي. كان حانوته

__________________

(١) عيون الأنباء في طبقات الأطباء : ص ٦٩٩ ـ ٧٠٣ ، تاريخ الإسلام (٦٣١ ـ ٦٤٠) ، ص ٣٩٩ ، هدية العارفين : ج ٥ ، ص ٣٦٨ ، معجم المؤلفين : ج ٤ ، ص ١٦١.

٤٠٦

باللبادين ، توفى في ٢٢ ذي القعدة سنة ٦٦٥ (١).

١٤ ـ طه بن محمد بن فخر الدين : هو الشيخ طه بن محمد بن فخر الدين ، جد الشهيد الأول محمد بن مكّي العاملي الجزّيني ، عالم ثقة زاهد ، له كتاب «أسماء أهل بدر» (٢).

١٥ ـ عبد القوي بن عبد الواحد بن عبد الغالب الصوري الزيّات ، أبو محمد [حيا قبل ٦٨٠ ه‍ / ١٢٨١ م] : أصله من صور ، سمع بدمشق من الخطيب أبي القاسم عبد الملك بن زيد بن ياسين الدّولعي ، رآه الصابوني المتوفى سنة ٦٨٠ ه‍ بمصر وسمع منه (٣).

١٦ ـ علي بن الحسن بن حمزة الصيداوي [ت ٦٤٣ ه‍ / ١٢٤٥ م] : هو علي بن الحسن بن حمزة الغساني ، الصيداوي ، ثم الدمشقي ، سمع : محمد بن الخصيب ، وحدّث وأجاز ، وتوفى في عاشر ربيع الآخر سنة ٦٤٣ ه‍ (٤).

١٧ ـ علي بن فاضل بن سعد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن يحيى بن محمد بن إبراهيم بن موسى بن محمد بن صمدون الصوري ، أبو الحسن [ت ٦٠٣ ه‍ / ١٢٠٦ م] : أمّه الشاعرة تقية الأرمنازية الصورية ، أصله من مدينة صور ، سكن مصر ، وكان فاضلا مقرئا نحويا شافعي المذهب ، قرأ القراءات على أحمد بن جعفر الغافقي ، وسمع بمصر من الشريف أبي الفتوح ناصر بن الحسن.

__________________

(١) تاريخ الإسلام (٦٦١ ـ ٦٧٠) ، ص ١٨٦ ، ١٩٣.

(٢) أمل الآمل : ج ١ ، ص ١٠٥ ، معجم مؤلفي الشيعة : ص ٢٧٦ ، الذريعة : ج ٢ ، ص ٦٥.

(٣) تكملة إكمال الإكمال : ص ٨٨.

(٤) تاريخ الإسلام (٦٤١ ـ ٦٥٠) ، ص ١٤٩ ، ١٨٩.

٤٠٧

توفى بالإسكندرية في منتصف صفر سنة ٦٠٣ ه‍ (١).

١٨ ـ علي بن يوسف بن أبي الحسن بن أبي المعالي ، التاجر المعروف بابن الصوري ، أبو الحسن [ت ٦٥٤ ه‍ / ١٢٥٦ م] : أصله من صور ولد سنة ٥٧٧ ه‍ بدمشق ورحل للتجارة ، فسمع بنيسابور ومصر ودمشق ، وتوفى في ٢٨ من المحرّم سنة ٦٥٤ ه‍ بدمشق (٢).

١٩ ـ محمد بن حامد الجزيني : هو الشيخ شمس الدين محمد بن حامد العاملي الجزّيني ، جدّ الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي (٣) ، ولا نعلم عنه إلّا هذا ، لندرة المعلومات عن تراجم الشيعة في فترة الاحتلال الصليبي لبلادنا.

٢٠ ـ محمد بن عبد المؤمن بن أبي الفتح الصوري ، أبو عبد الله [ت ٦٩٠ ه‍ / ١٢٩١ م] : ولد في مدينة صور سنة ٦٠١ ه‍ ، سمع من جماعة ، وانتقل إلى بغداد فسمع بها من أبي علي بن الجواليقي ، توفى سنة ٦٩٠ ه‍ (٤)

٢١ ـ محمد بن علي بن محمد بن طي : نقل عنه رضي الدين علي بن علي بن طاووس المولود سنة ٦٤٧ في كتابه «زوائد الفوائد». واحتمل الطهراني أن يكون من أجداد علي بن طي الفقعاني العاملي المتوفّى ستة ٨٥٥ ه‍ صاحب «المسائل» ، وجعله من أعلام القرن السابع أو قبله (٥).

__________________

(١) تاريخ الإسلام (٦٠١ ـ ٦١٠) ، ص ١٢٣ ، العبر : ج ٣ ، ص ١٣٥ ، شذرات الذهب : ج ٥ ، ص ١٠ ، المجموع : ص ٢٥ ، ٢٧.

(٢) تكملة إكمال الإكمال : ص ٨٨ ، تاريخ الإسلام (٦٥١ ـ ٦٦٠) ، ص ١٧٣ ، العبر : ج ٣ ، ص ٢٧١ ، شذرات الذهب : ج ٥ ، ص ٢٦٦.

(٣) أعيان الشيعة : ج ١٠ ، ص ٥٩ ، طبقات أعلام الشيعة : ج ٣ ، ص ٢١٨.

(٤) تاريخ الإسلام (٦٨١ ـ ٦٩٠) ص ٤٣٦ ، العبر : ج ٢ ، ص ١٦٩ ، شذرات الذهب : ج ٥ ، ص ٤١٧.

(٥) طبقات أعلام الشيعة : ج ٣ ، ص ١٦٤ ، نفحات الروضات : ص ٢٢٨ ، وقال الشيخ علي بن طي صاحب المسائل : وهو من أسباط الشيخ محمد بن علي بن طي.

٤٠٨

٢٢ ـ محمد بن هزاع بن الضحاك بن جندل البقاعي الحمداني التغلبي الوائلي العاملي : قدم من وادي التيم إلى جبل عامل في عصر السلطان صلاح الدين الأيوبي بجيش من أعراب قبائله ، وحطّ رحاله ونصب خيامه على الجبل الجنوبي بقرب قرية عديسة ، وأسّس هناك بناية لم تزال آثارها ماثلة كما ذكر بعض أفراد الأسرة (١). وامتزجت قبيلته بإخوانهم القحطانيين ومن أشهر أمرائهم إذ ذاك بشارة بن مقبل القحطاني (٢) ، وفيما بعد اشتبك مع بشارة في حرب ضروس ، انتهت بظفر الأول واستيلائه على البلاد. وآل عمرو الواكد في قلعة شمع هم من ذرية الأمير محمد بن هزاع (٣).

٢٣ ـ موسى الشقيفي : تقدّمت ترجمته سابقا ، راجع صفحة ٣٦٢.

٢٤ ـ يوسف بن حاتم بن فوز بن مهند الشامي العاملي المشغراني : كان فاضلا فقيها عابدا ، ومن أجلّة تلامذة المحقّق الحلي المتوفى سنة ٦٧٦ ه‍ ، والسيد علي بن طاووس المتوفى سنة ٦٦٤ ه‍ ، وله كتب منها : «كتاب الأربعين في فضائل أمير المؤمنين» ، وسأل شيخه المحقق الحلي اثنتين وسبعين مسألة أجابه عنها ، وعرفت ب «جوابات المسائل البغدادية» (٤).

__________________

(١) تاريخ جبل عامل : ص ٢٨ ، جبل عامل في التاريخ : ص ٧٦.

(٢) الإسلام والمسيحية في لبنان : ص ٥١ ، ٥٢. نقلا عن تنوير الأذهان : ج ١ ، ص ٥٣٨ ، ولم أجد ذلك بعد مراجعتي للكتاب المذكور.

(٣) موجز تاريخ عائلة آل عمرو.

(٤) أمل الآمل : ج ١ ، ص ١٩٠ ، رياض العلماء : ج ٥ ، ص ٣٨٩ ، أعيان الشيعة : ج ١٠ ، ص ٣١٩ ، نفحات الروضات : ص ٣٢٣ ، طبقات أعلام الشيعة : ج ٣ ، ص ١١٧ ، موسوعة طبقات الفقهاء : ج ٧ ، ص ٣٠٩.

٤٠٩
٤١٠

عاملة في العصر المملوكي

[٦٩٠ ـ ٩٢٢ ه‍] [١٢٩١ ـ ١٥١٦ م]

٤١١
٤١٢

أولا : جبل عامل في أواخر القرن السابع

بعد هزيمة الصليبيين على أيدي المماليك ، دخل جبل عامل تحت حكمهم ، وكانت بلاد عاملة موزّعة بين نيابتي صفد ودمشق. وكانت ولايات تبنين وصور والشقيف تتبع نيابه صفد ، وولاية صيدا بما فيها قلعة شقيف تيرون وجبع وجزّين كانت تتبع نيابة دمشق (١).

١ ـ معركة وصديقين وطير زبنة : [٦٩٠ ه‍ / ١٢٩١ م]

عندما افتتح الملك الأشرف جبال عاملة ، أوقف صديقين ومعركة من ساحل صور على تربة والده ، وأوقف على تربته الأشرفية طيرزبنة (٢) ، أي الشهابية.

٢ ـ أهل جزّين والمماليك [٦٩٩ ه‍ / ١٢٩٩ م]

وفي عام ٦٩٩ ه‍ تعرّضت بلاد الشام لهجوم قام به المغول بقيادة قازان بن أرغون ، وتمكّنوا من إيقاع الهزيمة بالجيش المملوكي ، ودخلوا دمشق ،

__________________

(١) جبل عامل بين (١٥١٦ ـ ١٦٩٧) ، ص ٢٧.

(٢) تاريخ ابن الفرات : ج ٨ ، ص ١٢١ ، ووردت طبرسة تحريف طيرزبنة ، السلوك : ج ١ ، ص ٧٦٩ وردت طبرينة.

٤١٣

وعند فرار العسكر المملوكي من أمامهم تعرّض أهل كسروان وجزّين لهم بالأذى ، ونهبوا وقتلوا عددا كبيرا منهم ، يقول صالح بن يحيى : «وذلك أنّ الهاربين من عساكر الملك الناصر محمد بن قلاوون من قازان سنة تسع وتسعين وستمائة تفرّقوا في البلاد فحصل لهم الأذية من المفسدين خصوصا من أهل كسروان وجزّين» (١).

وفي يوم الخميس ٥ محرم سنة ٧٠٥ ه‍ هجم المماليك على بلاد كسروان ، وكانت وقعة في قرية نيبية في كسروان بين المماليك والشيعة ، وكان حضرها أربعة آلاف من الشيعة قتل منهم جمّ غفير وتفرّق الآخرون في البلاد في جزّين ونواحيها وفي البقاع وبعلبك وقطعت كرومهم وخرّبت بيوتهم (٢).

ثانيا : جبل عامل من [٧٠٩ ـ ٧٢٧ ه‍] [١٣٠٩ ـ ١٣٢٦ م]

١ ـ فرار نائب دمشق إلى الشقيف [٧٠٩ ه‍ / ١٣٠٩ م]

في شهر رجب سنة ٧٠٩ ه‍ ، خرج السلطان الملك الناصر من الكرك إلى دمشق لاستعادتها إلى ملكه ، فقلق الأفرم نائب دمشق لذلك ، وهرب بمماليكه مع الأمير علاء الدين بن صبح إلى شقيف أرنون. يقول بيبرس المنصوري : «وأمّا نائب دمشق ، فإنّه قبل دخول السلطان إليها ، فرّ منها هاربا ولاذ بجبال الشقيف هائبا.

وما الفرار إلى الأجبال من أسد

يمسي النعام به في معرض الوعل

إن كنت ترضى بأن تعطى الجزا بدلا

منها رضاك ومن للعور بالحول» (٣)

__________________

(١) تاريخ بيروت : ص ٧٧ ، ٧٨. التنوخيون : ص ١٢٨.

(٢) لبنان في عهد التنوخيين : ص ١٢٠.

(٣) التحفة الملوكية : ص ١٩٨.

٤١٤

ولما دخل السلطان إلى دمشق ، كتب لهما أمانا ، وأرسله مع ليدمر الزر دكاش وجوبان ، فحضر إليه (١).

٢ ـ الغازية : [٧٠٩ ه‍ / ١٣٠٩ م]

في جمادى الأولى سنة ٧٠٩ ه‍ توفى الأمير سيف الدين بلغاق ابن الحاج جغا بن يارتمش الخوارزمي بقرية الغازية من بلد صيدا ، ونقل إلى دمشق ودفن بسفح قاسيون (٢).

٣ ـ صيدا [٧١٦ ه‍ / ١٣١٦ م]

في ربيع الآخر سنة ٧١٦ وصل من مصر : فضل بن عيسى وابن أخيه موسى بن مهنا وأجري لهما إقطاعات صيدا (٣).

٤ ـ الأمير علي بن صبح [٧٢٤ ه‍ / ١٣٢٣ م]

هو الأمير علي بن الحسن بن صبح ، علاء الدين ، وبنو صبح أو صبيح من أهم الزعماء اللبنانيين في عهد المماليك ، وقد احتمل بروكلمان أن يكونوا من الشيعة ، يقول : «وقد يكون بنو بشارة وبنو صبيح من الشيعة» (٤). حضر إلى السلطان الناصر بعد سنة ٧٠٩ ه‍ ، فأمسكه وأقام في سجن الإسكندرية إلى أن أفرج عنه ، ووصل إلى دمشق يوم عيد الأضحى سنة ٧١٤ ه‍ ، ولم يزل بدمشق مقيما على إمرته إلى أن توجّه إلى البقاع ومرض به. وتوفى هناك في يوم الأربعاء ١٧ شوال سنة ٧٢٤ ه‍ وعمره ٤٧ سنة (٥).

__________________

(١) التحفة الملوكية : ص ١٩٨ ، أعيان العصر : ج ٥ ، ص ٩١ ، النفحة المسكبة : ص ١١٣.

(٢) أعيان العصر : ج ٢ ، ص ٥١ ، ٥٢.

(٣) البداية والنهاية : ج ١٤ ، ص ٨٦.

(٤) الإقطاعية في .... : ص ٤٦.

(٥) أعيان العصر : ج ٣ ، ص ٣٣٤ ، الوافي بالوفيات : ج ٧ ، ص ٢٥٣.

٤١٥

٥ ـ جبل عامل عند ابن بطوطة [٧٢٥ ه‍ / ١٣٢٤ م]

قام ابن بطوطة المتوفى سنة ٧٧٩ ه‍ برحلته سنة ٧٢٥ ه‍ ، وذكر في كتابه صور وصيدا من بلاد عاملة.

أ ـ صور :

يقول : «ثمّ سافرت منها إلى مدينة صور ، وهي خراب (١) ، وبخارجها قرية معمورة (٢) ، وأكثر أهلها أرفاض ، ولقد نزلت مرّة على بعض المياه أريد الوضوء ، فأتى بعض أهل تلك القرية ليتوضأ ، فبدأ بغسل رجليه ثم غسل وجهه ، ولم يتمضمض ولا استنشق ، ثم مسح بعض رأسه. فأخذت عليه فعله ، فقال لي : إنّ البناء إنّما يكون ابتداءه من الأساس.

ومدينة صور هي التي يضرب بها المثل في الحصانة والمنعة لأن البحر محيط بها من ثلاث جهاتها ، ولها بابان أحدهما للبر ، والثاني للبحر ، ولبابها الذي يشرع للبرّ أربعة فصلات كلها في ستائر محيطة بالباب ، وأما الباب الذي للبحر فهو بين برجين عظيمين.

وبناؤها ليس في بلاد الدنيا أعجب ولا أغرب شأنا منه لأن البحر محيط بها من ثلاث جهاتها ، وعلى الجهة الرابعة سور ، تدخل السفن تحت السور وترسو هنالك. وكان فيما تقدّم بين البرجين سلسلة حديدية معترضة لا سبيل إلى الداخل هنالك ولا إلى الخارج إلّا بعد حطها ، وكان عليها الحراس والأمناء ، فلا يدخل داخل ولا يخرج خارج إلّا على علم منهم» (٣).

__________________

(١) كانت خربت سنة ٦٩٠ ه‍ ، وكذلك وجدها الرحالةMandeville موندفيل سنة ٧٣١ ه‍ ، راجع منطلق الحياة الثقافية : ص ٧٢.

(٢) ربما تكون بلدة البازورية أو البرج الشمالي. ولا يشترط غسل الرجلين في الوضوء عند الشيعة.

(٣) رحلة ابن بطوطة : ص ٦١ ، ٦٢.

٤١٦

ب ـ صيدا :

يقول : «ثم سافرت منها إلى مدينة صيدا ، وهي على ساحل البحر ، حسنه كثيرة الفواكه ، يحمل منها التين والزبيب والزيت إلى بلاد مصر ، نزلت عندما قاضيها كمال الدين الأشموني المصري وهو حسن الأخلاق كريم النفس» (١).

٦ ـ جبل عامل عند شيخ الربوة [٧٢٧ ه‍ / ١٣٢٦ م]

تحدث شيخ الربوة المتوفّى سنة ٧٢٧ ه‍ عن جبل عامل فقال : «وجبل عاملة عامرة بالكروم والزيتون والخروب والبطم ، وأهله رافضة إمامية ، وجبل جبع كذلك أهله رافضة ، وهو جبل عال كثير المياه والكروم والفواكه ، وجبل جزين كثير المياه والفواكه ، وقلعة شقيف تيرون قلعة حصينة على جبل عال ، ولها عمل ولها نائب ، ولم يحكم عليها منجنيق ، وجبل تبنين وله قلعة ولها أعمال وولاية ، وهم رافضة إمامية. وقلعة هونين وهي على حجر واحد ولها أعمال ... ومن أعمال صفد مرج عيون وأرض الجرمق (٢) ، وهي مدينة قديمة عادية كانت بها طائفة من العبرانيين ينسبون إليها يقال لهم الجرامقة ... ومن البلاد والأعمال المضافة إلى صفد ثغر شقيف وهو حصن منيع فتحة الملك الظاهر من الإفرنج وله عمل واسع ونهر ليطة (٣) يمرّ تحت جبلة» (٤).

__________________

(١) رحلة ابن بطوطة : ص ٦٢.

(٢) أرض الجرمق : هي منطقة ميرون جنوبي يارون وهي حاليا محتلة.

(٣) كان نهر الليطاني لا يزال يأخذ اسمه القديم ليطة.

(٤) نخبة الدهر : ص ٢١١ ، وهو عدّ جبل عامل كما عد جبل جبع وجزّين والشقيف وتبنين مع أنّه يشملها جميعا.

٤١٧

ثالثا : الشيخ إبراهيم بن الحسام العاملي [ت ٧٣٦ ه‍ / ١٣٣٥ م]

هو الشيخ إبراهيم بن الحسام أبي الغيث العاملي ، كان عالما فاضلا أديبا شاعرا ، ولد في جبل عامل أثناء الاحتلال الصليبي قبل سنة ٦٥٠ ه‍ ، وتلقّى علومه في بلدة جزين وغيرها ، فأخذ عن جمال الدين محمد بن يحيى بن مبارك بن مقبل الحمصي ، وأبي القاسم بن الحسين بن العود المقيم في قرية جزين ، ورحل إلى العراق في طلب العلم ، وسكن الحلّة ، وأخذ عن ابن المطهر الحلي ، وعاد إلى بلاده ، وسكن في مجدل سلم. وتردّد إلى حلب وغيرها من بلاد الشام.

وعندما توفى ابن العود في قرية جزين في ١٦ شعبان سنة ٦٧٧ ه‍ ، رثاه إبراهيم بن الحسام بقصيدة طويلة منها :

عرس بجزين يا مستبعد النجف

ففضل من حلها يا صاح غير خفي

نور ثوى (١) في ثراها فاستنار به

وأصبح الترب فيها معدن الشرف

نجل الحسين الذي فاق العلى شرفا

وطود علم هوى من خيرة السلف

لا تلزموني (٢) وإن خفتم على كبدي

صبرا ولو أنها ذابت من الكهف (٣)

لمثل يومك كان الدمع مدخرا

بالله يا مقلتي سحي ولا تقف

لا تحسبن جود عيني بالبكا سرفا

بل سح (٤) عيني محسوب من السرف (٥)

ولما بلغت هذه الأبيات جمال الدين محمد بن مبارك بن مقبل الغساني

__________________

(١) في أعلام النبلاء : ترى.

(٢) في أعلام النبلاء : تلومن.

(٣) في أعلام النبلاء : اللهف.

(٤) في أعلام النبلاء : شح.

(٥) ذيل مرآة الزمان : ج ٣ ، ص ٤٣٥ ، أعلام النبلاء : ج ٤ ، ص ٥٢١ ، أعيان الشيعة : ج ٢ ، ص ١٢٣ ، والقصيدة تبلغ ١٤ بيتا.

٤١٨

الحمصي من أكابر علماء المذهب ، ردّ عليه بقصيدة طويلة اتّهمه فيها بالسفه والضلال والإلحاد والسرف منها :

لقد تجاوز حدّ الكفر والسخف (١)

من قاس مقبرة ابن العود بالنجف

ما راقب الله أن يرمى بصاعقة

من السموات أو يهوى بمنخسف

وأعجب بجزين ما ساحت بساكنها

مجاهل لعظيم الوزر مقترف

وقد تحيّرت فيما فاه من سفه

ومن ضلال وإلحاد ومن سرف

وما أنت إلّا كمن قد قاس منطقه

البيت المحرم ذا الأستار بالكنف

ولا أقول لمن قاست جهالته

الدر الثمين بمكسور من الخزف

فتب إلى الله واسرع وابتهل لعسى

تنال منه الرضى في عرصة النجف (٢).

وقال يرثيه أيضا :

جد بالدموع فلست تلقى مثله

خطبا فتدخر الدموع لأجله

هذا نجيب الدين أصبح ثاويا

في لحده منفردا من أهله

فلأبكينك ما حييت بكاء من

قرحت حشاشته بحرقة ثكله (٣)

وفي سنة ٧٢٢ ه‍ زاره الخليل بن أيبك الصفدي في قرية مجدل سلم ، ودار بينهما جدال في مواضع شتّى ، يقول الصفدي : «إبراهيم بن أبي الغيث ، الشيخ جمال الدين ابن الحسام البخاري (٤) ، الفقيه الشيعي ، كان المذكور مقيما بنواحي الشقيف من بلاد صفد بقرية مجدل سليم (٥) ، أخذ

__________________

(١) في أعلام النبلاء مطلعها : أرى تجاوز حدّ الكفر والسخف.

(٢) ذيل مرآة الزمان : ج ٣ ، ص ٤٣٦ ، ٤٣٧ ، أعلام النبلاء : ج ٤ ، ص ٥٢٢ ، وهي قصيدة طويلة تبليغ ٣٦ بيتا.

(٣) ذيل مرآة الزمان : ج ٣ ، ص ٤٣٨ ، وهي قصيدة طويلة تبلغ ٢٤ بيتا.

(٤) لعلّ والده زار بخارى ، فنسبه الصفدي إليها.

(٥) مجدل سليم : تحريف مجدل سلم ، وذكرها : مجدل سلم في الوافي بالوفيات : ج ٦ ، ص ٧٩ ، ومجدل سلمة في الشعور بالعور : ص ٢٠٤.

٤١٩

عن ابن العود (١) ، وابن مقبل الحمصي ، ورحل إلى العراق ، وأخذ عن ابن المطهر ، وكان قد اتّخذ من القرية المذكورة مجلسين : أحدهما للوفود ، والأضياف ، والآخر للطلبة وأهل العلم (٢) ، رأيته أنا في قريته في سنة اثنتين وعشرين وسبع مائة ، ودار بيني وبينه بحث في الرؤية وعدمها ، وطال الوقوف على جبلها ، والطواف بحرمها ، وهو في ناحية الاعتزال واقف ، وأنا عن السنّة مجادل أثاقف ، وهو للحنظل ناقف ، وأنا للعسل مشتار ولاقف ، وطال النزاع وامتدّ ، واحتدم كلّ منّا الوغى واحتدّ.

وكان شكلا حسنا ، وذا منطق لسنا ، قد أدمن مباحث المعتزلة والشيعة ، وجعل التأويل له في حلة البحث وشيعة ، وكان يزور الشيخ تقي الدين بن تيمية ، ويحمله في مباحثه على ما عنده من الحمية ، ويطير بينهما شرر تلك النيران ، وتمل من وخدهما في قفار الجدل والكيران ، ولم يزل في تلك الناحية قائما بنصرة مذهب الشيعة والاعتزال ، دائما على جذب من يستضعفه من أهل السنّة بالاقتطاع والاختزال (٣) ، إلى أن سكت فمانبس (٤) ، وبطل من حركاته واحتبس ، قال لي القاضي شهاب الدين بن فضل الله : عهدي به في سنة ست وثلاثين وسبع مائة ، ومن شعره :

هل عاينت عيناك أعجوبة

كمثل ما قد عاينت عيني

مصباح ليل مشرق نوره

والشمس منه قاب قوسين

ومنه :

قامت تودعني فقلت لها أمهلي

حتّى أودع قبل ذاك حياتي

__________________

(١) هو أبو القاسم بن الحسين بن العود.

(٢) يبدو أن مدرسته قد سبقت مدرسة الشهيد الأول.

(٣) رحم الله علماءنا كيف حافظوا على استمرار التشيّع في بلادنا العاملية.

(٤) يقصد توفى رحمه‌الله.

٤٢٠