إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء - ج ٤

محمد راغب بن محمود بن هاشم الطبّاخ الحلبي

إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء - ج ٤

المؤلف:

محمد راغب بن محمود بن هاشم الطبّاخ الحلبي


المحقق: محمّد كمال
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٦٤

١٣ ـ علي بن عبد الحميد الغضايري المتوفى سنة ٣١٣

علي بن عبد الحميد بن عبد الله بن سليمان أبو الحسن الغضايري نزيل حلب. سمع عبد الله بن معاوية وبشر بن الوليد وعبد الأعلى التربيني وأبا إبراهيم الترجماني وعبيد الله القواريري. وروى عنه عبد الله بن عدي وعلي بن محمد بن إسحق الحلبي وأبو بكر بن المقري. وثّقه الخطيب. مات في شوال. حكي عنه أنه قال : حججت على رجلي ذاهبا وراجعا من حلب أربعين حجة. اه. (ذهبي من وفيات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة).

قدمنا في الجزء الأول في صحيفة (٩٥) أن أبا عبيدة رضي‌الله‌عنه لما فتح حلب دخلها المسلمون من باب أنطاكية ووقفوا داخل الباب ووضعوا أتراسهم في مكان فبني ذلك المكان مسجدا. قال أبو ذر في كنوز الذهب : وهو أول ما اختط من المساجد ويقال له مسجد الأتراس لما تقدم ثم عرف بمسجد الغضايري. قال ابن العديم : قال أبو إسحق الحنبلي : قدمت على علي بن عبد الحميد الغضايري رضي‌الله‌عنه فوجدته من أفضل خلق الله ، وكان لا يتفرغ من الصلاة آناء الليل والنهار ، فانتظرت فراغه وقلت : إنا قد تركنا الآباء والأمهات والأهل والوطن بالرحلة إليك ، فلو تفرغت ساعة فتحدثنا بما عندك مما آتاك الله من العلم ، فقال : أدركني دعاء الشيخ الصالح سري الدين السقطي رضي‌الله‌عنه ، وذلك أني جئت إليه يوما فقرعت بابه فقال : من ذا؟ فقلت : أنا ، فسمعته يقول قبل أن يخرج : اللهم من جاءني يشغلني عن مناجاتك فاشغله بك عني ، فما رجعت من عنده حتى حببت إليّ الصلاة والاشتغال بذكر الله تعالى حتى لا أتفرغ لشيء سواه ببركة الشيخ.

وعن علي بن عبد الحميد قال : دققت على السري بابه فقام إلى عضادتي الباب فسمعته يقول : اللهم اشغل من شغلني عنك بك ، فكان من بركة دعائه أني حججت أربعين حجة من حلب على رجلي ذاهبا وآيبا. اه.

أقول : ثم اتخذ نور الدين الشهيد هذا المسجد مدرسة وعين المدرس فيها الشيخ شعيب الفقيه الأندلسي المتوفى سنة ٥٩٦ فنسب إليه وصار يعرف بالشعيبية وترك الاسم الأول ، وسيأتيك ترجمته في سنة وفاته مع الكلام على هذه المدرسة.

٢١

١٤ ـ سعيد بن مروان المتوفى سنة ٣١٨

سعيد بن عبد العزيز بن مروان أبو عثمان الحلبي الزاهد نزيل دمشق. سمع عبد الرحمن ابن عبيد الحلبي وأبا نعيم بن هاشم والقاسم الجوعي وأحمد بن أبي الحواري ومحمد بن مصطفى الحمصي. وروى عنه أبو الحسين محمد بن عبد الله الرازي وأبو سليمان بن زبر وأبو أحمد الحاكم وأبو بكر الأبهري. قال أبو أحمد الحاكم : كان من عباد الله الصالحين. وقال السلمي : صحب سريا السقطي وهو من جملة مشايخ الشام وعلمائهم. اه. (ذهبي من وفيات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة).

١٥ ـ جعفر بن أحمد الوزّان المتوفى سنة ٣٢٠

جعفر بن أحمد بن مروان أبو محمد الحلبي الوزان الكبير. سمع أيوب بن محمد الوزان وهشام بن خالد الأزرق. وعنه ابن المقري وعلي بن محمد الحلبي. اه. (ذهبي من وفيات سنة عشرين وثلاثمائة).

١٦ ـ عبد الرحمن بن عبيد الله ابن أخي الإمام المتوفى سنة ٣٢٠

عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد المطلب أبو محمد ويقال أبو القاسم الهاشمي الحلبي المعدل المعروف بابن أخي الإمام. قدم دمشق سنة اثنتين وثلاثمائة وحدث بها وبحلب عن محمد بن قدامة المصيصي وإبراهيم بن سعيد الجوهري وعبيدة بن عبد الرحيم المروزي وبركة ابن محمد الحلبي ويمان بن سعيد وسليمان بن سيف الحراني وسهيل بن صالح الأنطاكي وعبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد العزيز بن الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس وحاجب بن سليمان المنبجي وأحمد بن حرب الموصلي وأبي أمية الطرسوسي ومحمد بن يحيى الرماني وأبي محمد عبد الرحمن بن عبيد الله الأسدي الحلبي.

وروى عنه أبو بكر محمد بن سليمان الربعي البندار ومحمد بن إبراهيم بن علي بن المقري وأبو جعفر أحمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي وأبو الحسن علي بن عمرو بن سهل الحريري وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الأنصاري القاضي وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد

٢٢

ابن محمد السراج الحلبي وأبو محمد الحسن بن محمد بن داود الثقفي المؤدب وأبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق الحلبي وأبو أحمد بن عدي وأبو بكر بن أبي دجانة.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله ، أنبأنا أحمد بن محمود الثقفي ، أنبأنا أبو بكر المقري ، حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبيد الله ابن أخي الإمام بحلب ، حدثنا محمد ابن قدامة الجوهري ، حدثنا ابن علية عن أيوب عن عكرمة عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلىء شعرا).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا القاضي أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علي بن أبي العجائز ، أنبأنا أبي أبو علي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن سليمان الربعي ، حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد العزيز بن الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي قدم علينا بحديث ذكره (أي الحديث السابق) أنبأنا أبو القاسم أيضا ، حدثنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا تمام بن محمد ، حدثني أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة (يظهر أنه سقط كلمة حدثنا) عبد الله بن عمرو البصري ، حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله الهاشمي الحلبي قدم دمشق سنة اثنتين وثلاثمائة. اه. (تاريخ ابن عساكر).

وقال الإمام الذهبي في وفيات هذه السنة : عبد الرحمن بن عبيد الله بن أحمد الأسدي أبو محمد ابن أخي الإمام الحلبي الصغير المعدل ، روى عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ومحمد ابن قدامة المصيصي وأحمد بن حرب الموصلي. وروى عنه أبو أحمد بن عدي الحافظ ومحمد ابن المظفر الحافظ وأبو أحمد الحاكم الحافظ وأبو بكر بن المقري وهو صدوق أيضا. وقد اشترك في اسمه وكنيته هو والذي بعده ، وكذلك اشتركا في الرواية عن جماعة من الشيوخ ، وهذا من غريب الاتفاق ، وأما عبد الرحمن بن عبيد الله بن أخي الإمام الحلبي الكبير فقد مر في طبقة أحمد بن حنبل. (لم أقف عليه).

١٧ ـ عبد الرحمن بن عبيد الله الهاشمي المتوفى سنة ٣٢٠

عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد العزيز بن الفضل الهاشمي العباسي الحلبي. سمع سميه عبد الرحمن بن عبيد الله الأسدي الحلبي ابن أخي الإمام (المتقدم ذكره) وهو أكبر شيخ

٢٣

له ولعله آخر من روى عنه. وسمع أيضا محمد بن قدامة المصيّصي وإبراهيم بن سعيد الجوهري وبركة بن محمد الحلبي. وروى عنه أبو أحمد بن عدي ومحمد بن سليمان. اه. (ذهبي من وفيات سنة عشرين وثلاثمائة).

١٨ ـ إسحق بن محمد المتوفى بين ٣٢١ وبين ٣٣٠ تقريبا

إسحاق بن محمد بن أحمد بن يزيد أبو يعقوب الحلبي. حدث بدمشق وبغداد عن أبي خالد عبد العزيز بن معاوية العتبي وعن ابن عثمان النفيلي وسليمان بن سيف الحرانيين وأبي عمرو محمد بن عبد الله السويني. روى عنه ابن ابنه أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق وأبو هاشم المؤدب وعبد الوهاب الكلابي وأبو الحسن الدارقطني وأبو الفتح يوسف ابن عمر القواس. أخبرنا أبو غالب ابن البنا أنبأنا أبو الغنائم ابن المأمون أنبأنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا القاضي أبو يعقوب إسحق بن محمد بن أحمد بن يزيد الحلبي قدم علينا في المحرم سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ، حدثنا أبو داود سليمان بن سيف حدثنا سعيد ابن سلام حدثنا عمر بن محمد عن أبي الزناد عن أبان بن عثمان بن عفان عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : (المحرم لا ينكح ولا ينكح). قال وحدثنا عمر بن محمد بن عاصم بن عمر ابن عثمان عن أبيه عن جده مثل ذلك ، قال الدارقطني : هذا حديث غريب من حديث عمر ابن عثمان بن عفان عن أبيه لم يروه عنه غير ابنه عاصم تفرد به عمر بن محمد بن عثمان عنه ، ولم يروه عنه غير سعيد بن سلام ، والذي قبله غريب من حديث أبي الزناد عن أبان بن عثمان عن أبيه تفرد به عمر بن محمد ولم يروه عنه غير سعيد بن سلام.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل قالا : أنبأنا أبو الحسين بن مكي ابن عثمان ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي ، حدثني جدي إسحاق ابن محمد بن يزيد ، حدثنا أبو داود يعني سليمان بن سيف ، حدثنا محمد بن سليمان ، حدثنا أبي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : (سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه فإن زاد على ثلاث فهو مزكوم ولا يشمت بعد ثلاث).

أخبرنا أبو القاسم السوسي ، أنبأنا جدي أبو محمد ، أنبأنا أبو علي الأهوازي إجازة قال : قال لنا عبد الوهاب الكلابي في تسمية شيوخه إسحاق بن محمد بن أحمد بن يزيد

٢٤

الحلبي : قدم علينا أبو يعقوب حاجا سنة تسع عشرة وثلاثماية. قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني وذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق سنة ست عشرة وثلاثمائة إسحاق بن محمد الحلبي حاج غريب.

أخبرنا أبو الحسن بن قيس وأبو منصور بن خيرون قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب : إسحاق بن محمد بن أحمد بن يزيد أبو يعقوب القاضي الحلبي قدم بغداد وحدث بها عن علي بن عثمان النفيلي وسليمان بن سيف الحراني ، كتب عنه الناس بانتقاء أبي طالب الحافظ ، وروى عنه أبو الحسن الدارقطني ويوسف بن عمر. اه. (تاريخ ابن عساكر).

١٩ ـ الحسن بن علي المعروف بابن كوجك المتوفى بعد ٣٢٠

الحسن بن علي بن عمر بن عبسي أبو محمد الحلبي القيسي الأديب المعروف بابن كوجك. روى عن علي بن عبد الحميد الغضايري وسعيد بن نفيس المصري ومحمد بن أحمد الرافعي وأبي الفضل جعفر بن أحمد الصاحبي البغدادي وأبي الطيب محمد بن جعفر الزراد المنبجي وعبد الرحمن بن عبيد الله بن أخي الإمام الحلبي وأبي الفضل صالح بن الإصبع ابن أبي الجن وأبي بكر محمد بن حاتم المنبجيين. روى عنه تمام بن محمد وأبو نصر بن الجبان وعبد الوهاب بن الميداني ويحيى بن الغمر.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني : حدثنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا تمام بن محمد ، حدثني أبو محمد الحسن بن علي بن عمر الحلبي ، حدثنا سعيد بن نفيس المصري ومحمد بن أحمد الرافعي وأبو الفضل بن أحمد الصباحي (تقدم أنه الصاحبي ولا أدري أيهما أصح) البغدادي وأبو الطيب محمد بن جعفر الزراد المنبجي وعبد الرحمن بن عبيد الله بحلب ، حدثنا عبد الرحمن بن خالد العمري يحدثه أبي ، حدثني الهقل (هكذا ولعله الفضل) بن زياد عن جرير بن عثمان سمعه من عبد الملك بن مروان عجيرة عن أبي خالد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين). قال : وأنبأنا تمام بن محمد قال : وحدثني أبي رحمه‌الله ، حدثني أبو بكر بن أبي قحافة الرملي ، حدثنا سعيد بن نفيس فذكر

٢٥

بإسناده مثله. حدثني أبو الحسن أحمد بن عبد الباقي القيسي ، أنبأنا محمد بن علي بن الخضر ابن سعيد ، أنبأنا والدي أبو الحسن الميداني ، حدثني أبو محمد الحسن بن علي بن كوجك الحلبي قدم علينا بعد الفتح ، حدثنا أبو الطيب محمد بن جعفر الزراد بمنبج بحديث ذكره. اه. (تاريخ ابن عساكر)

٢٠ ـ محمد بن بركة القنسريني المتوفى سنة ٣٢٧

محمد بن بركة بن الحكم بن إبراهيم بن فرداح أبو بكر اليحصبي القنسريني الحافظ ببرداعس ، سكن حلب. روى عن أحمد بن شيبان الرملي ومحمد بن عوف وأبي أمية وغيرهم ورحل وأكثر. وروى عنه عثمان بن خرزاد وهو من شيوخه وأبو بكر الربعي وأبو سليمان بن زبر ويوسف الميانجي وأبو بكر بن المقري وعلي بن محمد بن إسحق الحلبي. قال أبو أحمد الحاكم : رأيته حسن الحفظ. وقال ابن ماكولا : كان حافظا. وأما حمزة السهمي فروى عن الدارقطني أنه ضعيف. اه. (ذهبي من وفيات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة).

٢١ ـ جعفر بن سليمان الشحلاوي

جعفر بن سليمان أبو أحمد الشحلاوي الحلبي. سمع الحروف من أبي شعيب السوسي وهو آخر أصحابه وفاة. وروى عنه أبو الطيب عبد المنعم بن غلبون وعبد الله بن المبارك. اه. (ذهبي من وفيات ما بين العشرين والثلاثين وثلاثمائة).

٢٢ ـ محمد بن جعفر الغرياني

محمد بن جعفر بن محمد أبو الحسن ابن الغرياني. عداده في البغداديين ، ثم نزل حلب. روى عن عباس الدوري وإسحق بن سبا النصيبي وإسماعيل القاضي. وروى عنه رواية قالون ، وروى عنه عبد المنعم بن غلبون وعلي بن محمد بن إسحق الحلبي وأبو حفص بن شاهين وعمر بن إبراهيم الكتاني ، وعاش دهرا ، فإنه ولد سنة ٢٤٧. وثقه الخطيب ، وآخر من روى عنه ابن جميع. اه. (ذهبي من وفيات ما بين الثلاثين والأربعين وثلاثمائة).

٢٦

٢٣ ـ أحمد بن علي الحبّال المتوفى بين ٣٣٠ و٣٤٠ تقريبا

أحمد بن علي بن الفرج أبو بكر الحلبي الحبال الصوفي. حكى (هكذا ولعله حدث عن) ابن الريان المعروف بالمدلل. وروى عن البغوي ويحيى بن علي بن هاشم الكندي وابن أبي أيوب سليمان بن محمد بن زويط الحلبيين وأبي القاسم الزجاجي وأبي العباس أحمد ابن جعفر المقري وعلي بن عبد الحميد الغضايري. روى عنه تمام الرازي وأبو الفرج محمد ابن أحمد العين زربي وأبو نصر بن الجبان وعبد الوهاب الميداني ومكي بن محمد بن الغمر وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وأبو سعد الماليني.

أخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو نصر بن الجبان ، حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن الفرج الصوفي يعرف بالجبال ، حدثنا عبد الله ابن محمد البغوي ، حدثنا أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد القطان بن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : (كل مسكر حرام وكل مسكر خمر). أخبرناه عاليا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، حدثنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد ، حدثنا أحمد بن حنبل ، أخبرنا يحيى بن سعيد بن عبيد الله ، أخبرني نافع عن ابن عمر قال : لا أعلمه إلا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : (كل مسكر حرام وكل مسكر خمر).

أخبرنا أبو محمد ابن الأكفاني قراءة ، حدثنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا أبو الفرج محمد ابن أحمد العين زربي ، حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الحبال الصوفي ، حدثنا الريان المعروف بالمدلل قال : سمعت محمد بن كثير العبدي يقول : سمعت سفيان الثوري يقول : كان الرجل ليحدثني بالحديث قد سمعته أنا قبل أن تلده أمه فيحملني حسن الأدب أن أسمعه منه. اه (تاريخ ابن عساكر).

أقول : وذكره الإمام الذهبي فيمن توفي تقريبا من سنة ثمانين والله أعلم.

٢٤ ـ أحمد بن محمد الصنوبري الشاعر المشهور المتوفى سنة ٣٣٤

أحمد بن محمد بن الحسن بن مرّار (١) أبو بكر الضبي المعروف بالصنوبري الحلبي.

__________________

(١) في الأصل : مراد.

٢٧

شاعر محسن أكثر أشعاره في وصف الرياض والأنوار ، قدم دمشق وله أشعار في وصفها ووصف منتزهاتها.

حكي عن علي بن سليمان الأخفش قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف المقري وأنبأني أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن سبيع بن المسلم عن رشأ ، أخبرني أبو الحسن عن عبد الرحمن بن أحمد بن معاذ الشيخ الصالح بمصر ، أنبأنا أبو العباس عبد الله بن عبيد الله ابن عبد الله الحلبي الصفري قال : وسألت أحمد بن محمد بن الحسن بن مرّار الصنوبري ما السبب الذي نسب جده إلى الصنوبر حتى صار معروفا به ، فقال لي : كان جدي الحسن بن مرّار صاحب بيت حكمة من بيوت حكم المأمون فجرت له بين يديه مناظرة فاستحسن كلامه وحدة مزاجه فقال له : إنك لصنوبري الشكل ، يريد بذلك الذكاء وحدة المزاج.

أنبأنا أبو محمد بن طاوس ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن أبي عقيل الكرخي ، وأنبأنا أبو يعلى بن أبي حسن ، أنبأنا أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني قالا : أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين ابن الترجمان ، أنشدنا أبو الطيب ، أنشدني أبو بكر الصنوبري يرثي ابنته وكتب على قبة قبرها :

بأبي ساكنة في جدث

سكنت منه إلى غير سكن

نفس فازدادي عليها حزنا

كلما زاد البلى زاد الحزن

وفي الجانب الآخر :

أساكنة القبر السلوّ محرم

علينا إلى أن نستوي في المساكن

لئن ضمّن القبر الكريم كريمتي

لأكرم مضمون وأكرم ضامن

وفي الجانب الآخر :

أواحدتي عصاني الصبر لكن

دموع العين سامعة مطيعه

وكنت وديعتي ثم استردت

وليس بمنكر ردّ الوديعه

وقال في الجانب الآخر :

يا والديّ رعاكما الله

لا تهجرا قبري وزوراه

٢٨

أخلقتما وجهي بجدته (١)

القبر يخلقه ويمحاه

وفي الجانب الآخر :

آنس الله وحشتك

رحم الله وحدتك

أنت في صحبة البلى

أحسن الله صحبتك

وفي الجانب الآخر مقدم :

أبكيك ربة فنه

يتلى وفيها تحرّد (٢)

لك منزلان فذا

يبيّض للبكاء وذا يسوّد

كتب أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف وأخبرني أبو القاسم ابن السمرقندي وأبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري عنه ، أنشدنا أبو القاسم بن بشران ، أنشدنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنشدني أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله لأبي بكر الصنوبري ، وأنبأنا أبو نصر ابن القشيري ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ إجازة ، أنشدني أبو الفضل نصر بن محمد الطوسي ، أنشدني أبو بكر الصنوبري وأنبأنا أبو علي الحسن بن المظفر بن السبط ، أنبأنا أبي أبو سعد ، أنشدني أبو علي الحسن بن عمر بن الزبير ، حدثنا الزبيري قال : أنشدنا أبو الحسن الصنوبري بالشام والصواب أبو بكر :

دخول النار للمهجور خير

من الهجر الذي هو يتقيه

لأن دخوله في النار أدنى

عذابا من دخول النار فيه

أخبرنا أبو العز بن كادس ، أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنشدنا أبو الحسن المعنوي الشيخ الصالح قال : أنشدني الصنوبري :

لا النوم أدري به ولا الأرق

يدري بهذين من به رمق

إن دموعي من طول ما استبقت

كلّت فما تستطيع تستبق

ولي مليك لم تبد صورته

مذ كان إلا ضلّت له الحدق

__________________

(١) في الأصل : خليتما وجهي يحد به للقبر.

(٢)الصواب : يا ربة القبر التي

تبلى وقبتها تجدد

٢٩

نويت تقبيل نار وجنته

وخفت أدنو منها فأحترق

أنشدنا أبو الحسن علي بن المسلم وأبو القاسم ابن السمرقندي قالا : أنشدنا أبو نصر ابن طلاب ، أنشدنا أبو الحسن بن جميع ، أنشدني أبو بكر الصنوبري بحلب :

تزايد ما ألقى فقد جاوز الحدّا

وكان الهوى مزحا فصار الهوى جدّا

وقد كنت جلدا ثم أوهنني الهوى

وهذا الهوى ما زال يستوهن الجلدا

فلا تعجبي من سلب ضعفك قوتي

فكم من ظباء في الهوى غلبت أسدا

غلبتم على قلبي فصرتم أحق بي

وأملك لي مني فصرت لكم عبدا

جرى حبكم مجرى حياتي ففقدكم

كفقد حياتي لا رأيت لكم فقدا

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد المحلي ، حدثنا عبد المحسن بن محمد بن علي من لفظه ، حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبي قدامة الحلبي لأبي بكر الصنوبري :

أيها الحاسد المعدّ لذمي

ذمّ ما شئت رب ذم بحمد

لا فقدت الحسود مدة عمري

إن فقد الحسود أخيب فقد

كيف لا أوثر الحسود بشكري

وهو عنوان نعمة الله عندي

قال : وأنشدني أيضا له :

انظر إلى أثر المداد بخدّه

كبنفسج الروض المشوب بورده

ما أخطأت نوناته من صدغه

شيئا ولا ألفاته من قدّه

ألقت أنامله على أقلامه

شبها أراك فرندها كفرنده

وكأنما أنفاسه من شعره

وكأنما قرطاسه من خدّه

ما صدّ عني حين صدّ تعمدا

لو لا المعلّم ما رميت بصدّه

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا : حدثنا أبو منصور ابن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا علي بن المحسن ، حدثنا محمد بن سليمان الكاتب ، أنشدني أبو الحسن بن حبش الكاتب قال : شرب أبي دواء فكتب إليه جحظة يسأله عن حاله رقعة مكتوب فيها :

أبن لي كيف أمسيت

وما كان من الحال

وكم سارت بك النا

قة نحو المنزل الخالي

٣٠

قال أبو بكر : وفي غير هذه الرواية أن أبا بكر الصنوبري شرب بحلب دواء فكتب إليه صديق له بهذين البيتين فأجابه الصنوبري :

كتبت إليك والنعلان ما إن

أقلهما من السير العنيف

فإن رمت الجواب إليّ فاكتب

على العنوان يدفع في الكنيف

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله ، أنشدني أبو الفضل نصر بن محمد الطوسي قال : أنشدني أبو بكر الصنوبري لنفسه :

هدم الشيب ما بناه الشباب

والغواني وما غضبن غضاب

قلب الآبنوس عاجا فللأعين

منه وللقلوب انقلاب

وضلال في الرأي أن يشنأ

البازي على حسنه ويهوى الغراب

قال : وأنشدني لنفسه :

ملأت وجهها عليّ عبوسا

واستثارت من المآقي الرسيسا

ورأتني أسرّح العاج بالعاج

فظلت تستحسن الآبنوسا

ليس شيء إذا تأملت شيبا

إنما الشيب ما أشاب النفوسا

أنشدني أبو القاسم محمود بن عبد الرحمن البستي ، أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد المديني ، أنشدنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي ، أنشدنا علي بن حمدان ، أنشدنا الصنوبري لنفسه :

ما الدهر إلى الربيع المستنير إذا

أتى الربيع أتاك النور والنور

فالأرض ياقوتة والجو لؤلؤة

والنبت فيروزج والماء بلّور

وهذان البيتان من أبيات أخبرنا بها أبو السعود ابن المحلي.

أنبأنا أبو علي محمد بن وشاح بن عبد الله الكاتب ، حدثنا أبو القاسم عبد الصمد ابن أحمد الخولاني المعروف بابن حبيش ، أنشدني أبو بكر الصنوبري :

إن كان في الصيف ريحان وفاكهة

فالأرض مستوقد والجو تنور

وإن يكن في الخريف النخل مخترفا

فالأرض محسورة والجو مأسور

وإن يكن في الشتاء الغيث متصلا

فالأرض عريانة والجو مقرور

٣١

ما الدهر إلا الربيع المستنير إذا

أتى الربيع أتاك النور والنور

فالأرض ياقوتة والجو لؤلؤة

والنبت فيروزج والماء بلّور

ما يعدم النبت كاسا من سحائبه

فالنبت ضربان (١) سكران ومخمور

فيه لنا الورد منضود مورّده

بين المجالس والمنثور منثور

ونرجس ساحر الأبصار ليس لما

كانت له من عمى الأبصار مسحور

هذا البنفسج هذا الياسمين وذا

النسرين قد قرنا فالحسن مشهور

تظل تنثر فيه السحب لؤلؤها

فالأرض ضاحكة والطير مسرور

حيث التفتّ فقمريّ وفاختة

يغنيان وشفنين وزرزور

إذا الهزاران فيه صوتا فهما

بحسن صوتهما عود وطنبور

تطيب فيه الصحاري للمقيم بها

كما تطيب له في غيره الدور

من شم طيب رياحين الربيع يقل

لا المسك مسك ولا الكافور كافور

كتب إليّ أبو سعد بن أبي بكر السمعاني قال : أنشدني أبو القاسم الخضر بن الفضل ابن محمود المؤدب من حفظه إملاء بالدسكرة للصنوبري :

يقول لي وكلانا عند فرقتنا

ضدان أدمعنا در وياقوت

أقم بأرضك هذا العام قلت لها

كيف المقام وما في منزلي قوت

ولا بأرضك حر يستجار به

إلا لئيم ومذموم وممقوت

أنبأنا أبو محمد بن طاوس ، أنبأنا أبي أبو البركات ، أنبأنا أبو القاسم التنوخي ، أنشدنا أبو الحسن المعنوي ، أنشدنا أبو بكر الصنوبري لنفسه :

أفنيت يومي هكذا باطلا

منتظرا للدعوة الباطله

همّي للرسل وأنبائهم

همّ التي تطلق للقابله

يا دعوة ما حصلت في يدي

بل ذهبت بالدعوة الحاصله

قال : وأخبرنا أبو القاسم التنوخي ، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد الحلبي المؤدب قال : قال لي أبو بكر الصنوبري : أول شعر قلته وارتضيته قولي :

__________________

(١) في الأصل : حيران.

٣٢

ما حل بي منك وقت منصرفي

ما كنت إلا فريسة التلف

كم قال لي الشوق قف لتلثمه

فقال خوف الرقيب لا تقف

فكان قلبي في زي منعطف

وكان جسمي في زي منصرف

قال : وأنبأنا أبو القاسم التنوخي ، أنشدنا أبو الحسن المعنوي ، أنشدنا أبو بكر الصنوبري لنفسه :

علليني بموعدي

امطلي ما حييت به

ودعيني أفوز منك

بنجوى تطلّبه

فعسى يغير (١) الزما

ن بنحس فينتبه

أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل بن محمد بن عبد الله النيسابوري ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله النيسابوري ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني المؤذن إملاء بنيسابور قال : سمعت الإمام أبا منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد التميمي يقول : سمعت علي بن حمدان الفارسي يقول : كان للصنوبري ابن مسترضع ففطم ، فدخل الصنوبري يوما داره والصبي يبكي فقال : ما لابني؟ فقالوا : فطم ، قال : فتقدم إلى مهده وكتب عليه :

منعوه أحب شيء إليه

من جميع الورى ومن والديه

منعوه غذاءه ولقد كا

ن مباحا له وبين يديه

عجبا منه ذا على صغر ال

سن هوي فاهتدى الفراق إليه

ا ه (تاريخ ابن عساكر) :

أقول : والصنوبري من فحول الشعراء المجيدين ومن جملة من كان منهم بحضرة سيف الدولة بن حمدان صاحب حلب ، وكان لا يجارى في وصف الأماكن والأنهار والرياض والأزهار ، وقد أكثر في شعره من ذلك ، وأورد له ياقوت في معجم البلدان قصيدة طويلة في نيف ومائة بيت وصف فيها الشهباء ومنتزهاتها وقراها القريبة منها وهي من غرر القصائد ومطلعها :

__________________

(١) لعلها : يغبر ، وروايته في الديوان : فعسى يعثر الزمان بحبي فينتبه.

٣٣

احبسا العيس احبساها

وسلا الدار اسألاها

وأورد له في التاريخ المنسوب لابن الشحنة قصيدة وصف فيها نهر الشهباء المسمى بقويق ومطلعها :

قويق له عهد لدينا وميثاق

وهذي العهود والمواثيق أذواق

ومن أحب الوقوف عليهما فعليه بهذين الكتابين.

وذكره ابن شاكر في تاريخه «فوات الوفيات» ولكنه لم يذكر تاريخ وفاته. قال : ومن شعره في الورد :

زعم الورد أنه هو أبهى

من جميع الأنوار والريحان

فأجابته أعين النرجس الغض بذلّ من قولها وهوان

أيما أحسن التورّد أم مقلة ريم مريضة الأجفان

أم فماذا يرجو بحمرته الورد إذا لم يكن له عينان

فزها الورد ثم قال مجيبا

بقياس مستحسن وبيان

إن ورد الخدود أحسن من عين بها صفرة من اليرقان

ومنه :

أرأيت أحسن من عيون النرجس

أم من تلاحظهن وسط المجلس

درر تشقق عن يواقيت على

قضب الزمرد فوق بسط السندس

أجفان كافور خفقن بأعين

من زعفران ناعمات الملمس

فكأنها أقمار ليل أحدقت

بشموس أفق فوق غصن أملس

وله أيضا :

يا ريم قومي الآن ويحك فانظري

ما للربى قد أظهرت إعجابها

كانت محاسن وجهها محجوبة

فالآن قد كشف الربيع حجابها

ورد بدا يحكي الخدود ونرجس

يحكي العيون إذا رأت أحبابها

ونبات باقلاء يشبه نوره

بلق الحمام مشيلة أذنابها

والسرو تحسبه العيون غوانيا

قد شمرت عن سوقها أثوابها

٣٤

وكأن إحداهن من نفح الصبا

خود تلاعب موهنا أترابها

لو كنت أملك للرياض صيانة

يوما لما وطىء اللئام ترابها

وقال أيضا :

خجل الورد حين لاحظه النرجس من حسنه وغار البهار

فعلت ذاك حمرة وعلت ذا حيرة واعترى البهار اصفرار

وغدا الأقحوان يضحك عجبا عن ثنايا لثاتهن نضار

ثم نمّ النمّام واستمع السوسن لما أذيعت الأسرار

عندها أبرز الشقيق خدودا صار فيها من لطمه آثار

سكبت فوقها دموع من الطل كما تسكب الدموع الغزار

فاكتسى ذا البنفسج الغض أثواب حداد إذ خانه الإصطبار

وأضر السقام بالياسمين الغض حتى أذابه الإضرار

ثم نادى الجزاء (١) في سائر الزهر فوافاه جحفل جرار

فاستجاشوا على محاربة النرجس بالخرّم الذي لا يبار

فأتوا في جواشن سابغات تحت سجف من العجاج يثار

ثم لما رأيت ذا النرجس الغض ضعيفا ما إن لديه انتصار

لو أزل أعمل التلطف للورد حذارا أن يغلب النوّار

فجمعناهم لدى مجلس تصخب فيه الأطيار والأوتار

لم ترى ذا وذا لقلت خدود تدمن اللحظ نحوها الأبصار

وقال أيضا :

بدر غدا يشرب شمسا غدت

وحدّها في الوصف من حدّه

تغرب في فيه ولكنها

من بعد ذا تطلع في خدّه

وقال أيضا :

ولم أنس ما عاينته من جماله

وقد زرت في بعض الليالي مصلّاه

ويقرأ في المحراب والناس خلفه :

ولا تقتلوا النفس التي حرم الله

__________________

(١) في الديوان : ثم نادى الخيريّ.

٣٥

فقلت تأمل ما تقول فإنه

فعالك يا من تقتل الناس عيناه

وله :

صفت دنيا دمشق لساكنيها

فلست ترى بغير دمشق دنيا

مكللة فواكههن أبهى

المناظر في مناظرنا وأهيا

تفيض جداول البلّور فيها

خلال حدائق ينبتن وشيا

فمن تفاحة لم تعد خدا

ومن أترجّة لم تعد ثديا

أقول : وممن ترجمه الحافظ الذهبي وأورد له من نظمه [لا النوم أدري به ولا الأرق] ... إلخ الأبيات المتقدمة ، وقال : وفاته كانت سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.

٢٥ ـ يحيى بن علي الكندي المتوفى بين ٣٣ و٣٤ تقديرا

يحيى بن علي بن محمد بن هاشم بن النعمان بن مرداس بن عبد الله أبو العباس الكندي الحلبي الخفاف ابن ابنة محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة. قدم دمشق حاجا وحدث بها وبحلب عن أبي نعيم عبيد بن هشام وعبد الملك بن دليل إمام مسجد حلب وعبدة بن عبد الرحيم المروزي وعبد الله بن نصر الأنطاكي وجده لأمه محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة وإبراهيم ابن سعيد الجوهري وعبد الله بن محمد الأدرمي وعبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي وأبي عبد الله الضحاك بن حجرة المنبجي وأبي البختري عبد الله بن محمد بن شاكر. روى عنه محمد ابن يوسف الرافعي البندار وأبو بكر أحمد بن علي الحبال الصوفي وأبو محمد الحسن بن محمد ابن داود الثقفي وأبو بكر بن المقري وأبو طالب علي بن الحسن بن إبراهيم الحلبي المعروف بالفقيل وأبو علي الحسين بن علي الحافظ وأبو علي محمد بن محمد بن آدم الفزاري وحمزة ابن محمد بن علي الكناني الحافظ وأبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري وأبو أحمد ابن عدي الحافظ.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله المري ، حدثنا محمد بن سليمان الربعي ، حدثنا أبو العباس يحيى بن علي بن محمد بن هاشم الحلبي الكندي الخفاف قدم علينا حاجا ، حدثني عبد الملك بن دليل إمام مسجد حلب ، حدثني أبي عن إسماعيل السدي عن زيد بن أرقم قال :

٣٦

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (يقول الله عزوجل : توسعت على عبادي بثلاث خصال ، بعثت الدابة على الحبة يعني القمح والشعير ولو لا ذلك لكنزها ملوكهم كما يكنزون الذهب والفضة ، وتغير الجسد من بعد الموت ولو لا ذلك لما دفن حميم حميمه ، وسليت حزن الحزين ولو لا ذلك لم يكن يسلو).

ومن عالي حديثه ما أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنبأنا أبو طاهر بن محمود ، أنبأنا أبو بكر بن المقري ، حدثنا يحيى بن علي بن هاشم بن أبي سكينة ، حدثني جدي محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة عن ابن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (نهى عنه الفرع أن يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعض). روى عنه أبو بكر بن المقري في معجم شيوخه فقال : ابن ابنه محمد بن إبراهيم ابن أبي سكينة : أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاووس وأبو الحسين عبد الرحمن ابن أبي الحديد ، أنبأنا محمد بن عوف قال : قرىء على أبي بكر البندار. حدثنا أبو العباس يحيى بن علي محمد بن هاشم النعمان بن مرداس الكندي الحلبي الخفاف : قدم علينا دمشق ونزل المصلى حاجا في شوال سنة أربع وثلاثمائة فذكر حديثا ا ه (ابن عساكر).

٢٦ ـ خلّاد بن محمد الأسدي المتوفى بين ٣٤٠ و٣٥٠ تقريبا

خلاد بن محمد بن هاني بن واقد أبو يزيد الأسدي الخناصري من أهل خناصرة. حدث بدمشق وحلب عن أبيه محمد بن هاني وعبد الله بن جيق الأنطاكي واليمان بن سعيد والمسيب ابن واضح. روى عنه محمد بن مروان وأبو بكر محمد بن الحسين بن صالح بن إسماعيل السبيعي الحلبي وأبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكي ، أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، حدثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان قراءة عليه ، حدثنا أبو يزيد خلاد بن محمد بن هاني بن واقد الأسدي ، حدثني أبي محمد بن هاني ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي البالسي ، حدثنا خصيف عن عكرمة قال : (قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن أفضل الهدية وأفضل العطية الكلمة من كلام الحكمة يسمعها العبد ثم يعلمها أخاه خير له من عبادة سنة على سنة).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا محمد بن علي الحسن بن سكينة الأنماطي ،

٣٧

أنبأنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان ، أنبأنا محمد بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل ، حدثنا خلاد بن محمد بن هاني بن واقد الأسدي إمام مسجد خناصرة ، حدثني أبي ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن الطيالسي ، حدثنا خصيف عن سعيد بن جبير عن معاذ بن جبل قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : (من احتكر طعاما على أمتي أربعين يوما وتصدق به لم يقبل منه) ا ه (ابن عساكر).

٢٧ ـ محمد بن العباس البزّاز المتوفى سنة ٣٥٠

محمد بن العباس بن الفضل أبو بكر البزاز. نزل حلب وحدث بها عن إسماعيل القاضي ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ، وروى عنه علي بن محمد الحلبي. قال الخطيب : أحاديثه مستقيمة ا ه (ذهبي من وفيات سنة خمسين وثلاثمائة).

٢٨ ـ نظيف بن عبد الله المقري المتوفى سنة ٣٥٠

نظيف بن عبد الله أبو الحسن الحلبي المقري. كان من كبار المقرئين ، قرأ على عبد الصمد بن محمد العسوني سنة تسعين ومائتين ، وسمع منه كتاب عمرو بن الصباح عن حفص وعلي موسى بن جرير الرقي وأحمد بن محمد اليقطيني. أخذ عنه عبد الباقي بن الحسن وعبد المنعم بن غلبون ا ه (ذهبي من وفيات سنة خمسين وثلاثمائة).

٢٩ ـ عبد الواحد أبو الطيب اللغوي المتوفى سنة ٣٥١

عبد الواحد بن علي أبو الطيب العسكري اللغوي من عسكر مكرم. قدم حلب وأقام بها إلى أن قتل في دخول الدمستق حلب في هذه السنة (٣٥١) ، كان أحد الحذاق العلماء المبرزين المتقنين لعلمي اللغة والعربية ، أخذ عن أبي عمر الزاهد ومحمد بن يحيى الصولي. قال أبو علي الصقلي : كنت في مجلس ابن خالويه إذ وردت عليه من سيف الدولة مسائل تتعلق باللغة فاضطرب لها ودخل خزانته وأخرج لها كتب اللغة وفرقها على من كان عنده من أصحابه يفتشونها ليبحث عنها ، فتركته وذهبت إلى أبي الطيب اللغوي وهو جالس

٣٨

وقد وردت عليه تلك المسائل بعينها وبيده قلم الحمرة فأجاب به ولم يغيره قدرة على الجواب. وهو صاحب (١) كتاب «مراتب النحويين» ، وكتاب «الإبدال» نحا فيه نحو كتاب يعقوب في القلب. وكتاب «شجر الدر» سلك فيه مسالك أبي عمر في المدخل. وكتاب «في الفرق». و «لطيف الإتباع» (٢).

قال أبو الطيب (أي المترجم) : وللخليل ثلاثة أبيات على قافية واحدة يستوي لفظها ويختلف معناها وأراد بهذا أن يبين أن تكرار القوافي ليس بضار إذا لم يكن بمعنى واحد وليس بإيطاء ، والأبيات :

يا ويح قلبي من دواعي الهوى

إذ رحل الجيران عند الغروب

أتبعتهم طرفي وقد أمعنوا

ودمع عينيّ كفيض الغروب

بانوا وفيهم طفلة حرّة

تفترّ عن مثل أقاحي الغروب

قال أبو الطيب : فقصد هذا القصد بعض الشعراء فيما أنشده ثعلب ولم يذكر قائلا :

أتعرف أطلالا شجونك بالخال (٣)

وعيش زمان كان في العصر الخالي الماضي

ليالي ريعان الشباب مسلّط

عليّ بعصيان الإمارة والخال الراية

وإذ أنا خدن للغويّ أخي الصبا

وللغزل المرّيح ذي اللهو والخال الخيلاء

وللخود تصطاد الرجال بفاحم

وخدّ أسيل كالوذيلة ذي الخال الشامة

إذا رئمت ربعا رئمت رباعها

كما رئم الميثاء ذو الرثية الخالي العزب

__________________

(١) يوجد في بعض مكاتب الأستانة.

(٢) ذكر هذا الإمام السيوطي في بغية الوعاة وقال ثمة : إنه قد ضاع أكثر مؤلفاته ، وله في مكتبة الحاج سليم آغا في الآستانة في أسكدار كتاب الأضداد في كلام العرب ورقمه ٨٩٣.

(٣) موضع بعينه.

٣٩

ويقتادني منها رخيم دلالها

كما اقتادمهرا حين يألفه الخالي الذي يلحن

زمان أفدّي من مراح إلى الصبا

بعمّي من فرط الصبابة والخال أخو الأم

وقد علمت أني وإن ملت للصبا

إذا القوم كعّوالست بالرعش الخال الضعيف

ولا أرتدي إلا المروءة حلّة

إذاضنّ بعض القوم بالعصب والخال نوع من البرود

وإن أنا أبصرت المحول ببلدة

تنكّبتها واشتمت خالا على خال السحاب

فحالف بحلفي كلّ خرق مهذّب

وإلا تحالفني فخال إذا خال من المخالاة

وما زلت حلفا للسماحة والعلا

كا احتلفت عبس وذبيان بالخال موضع

وثالثنا بالحلف كلّ مهنّد

لما يرم من صمّ العظام به خال (١) قاطع

قال أبو الطيب : ولما ظننا أن من سمع هذه الأبيات ربما خال صاحبها قد زاد على الخليل ابن أحمد وأنه لما تعرض لشيء تقصاه رأينا أن نبين أنه بخلاف هذه الصورة وأنه قد ترك أكثر مما أخذ وأغفل أكثر مما أورد ، وقد بقي عليه من هذه القوافي ما نحن ناظمون أبياتا ومعتذرون من تقصيرنا فيه إذ المراد إيراد القوافي دون التعمد لنقد الشعر ، والأبيات :

ألمّ بربع الدار بان أنيسه

على رغم أنف اللهو قفرا بذي الخال (٢)

__________________

(١) وقع في الأبيات كثير من التصحيف والتحريف والنقص ، فأخذت برواية «لسان العرب» ـ خ ي ل ـ.

(٢) موضع.

٤٠