تاريخ ابن يونس المصري - ج ٢

أبي سعيد عبد الرحمان بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري

تاريخ ابن يونس المصري - ج ٢

المؤلف:

أبي سعيد عبد الرحمان بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري


المحقق: الدكتور عبد الفتاح فتحي عبد الفتاح
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-3193-1

الصفحات: ٥٦٨
الجزء ١ الجزء ٢

الغرباء» (١).

ج ـ وأخيرا ، فهناك نموذج فريد لترجمة صحابى ، ذكر فى إسناد حديث رواه : أنه رواه ابن يونس وغيره من الرواة ، عن الزهرى (٢). ومعنى ذلك أن مؤرخنا ذكر هذا الصحابى فى تراجم «المصريين» ، وأورد له هذا الحديث (٣). وبالقطع هذا كلام غير صحيح ؛ إذ لم يترجم مؤرخنا لهذا الصحابى. والصحيح : أنه رواه يونس بن يزيد «ت ١٥٢ ه‍» (٤) ، عن الزهرى «ت ١٢٤ ه‍» ، لكن الأمر اختلط على صاحب «الإصابة».

فابن يونس «ت ٣٤٧ ه‍» لا يمكن أن يروى عن الزهرى «ت ١٢٤ ه‍». ويعضد ذلك ـ أيضا ـ أن ابن الأثير ذكر من رواة هذا الحديث المذكور يونس الذي أشرنا إليه من قبل (٥).

د ـ بناء على ما تقدم ، فقد اتضح لنا أن تاريخى ابن يونس كانا فى حاجة إلى من يستدرك عليهما ما فات صاحبهما ، وما استجد من تراجم العلماء من بعده. ومن هنا ، فإنى أرجح أن ابن الطحّان الحضرمى ذيّل على كتابى ابن يونس «المصريين ، والغرباء» ، وأميل إلى أنه لم يفرد ذيلا على كل كتاب منهما (٦) ، وإنما جعل الذيل فى مجلد واحد

__________________

(١) ترجمة رقم (٤٠٢).

(٢) الإصابة ٣ / ٢٨٦ (ترجمة الصحابى سعيد بن الحارث بن الخزرج الأنصارى).

(٣) وهو عن ركوب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى (سعد بن عبادة) ، يعوده فى (بنى الحارث بن الخزرج). (أسد الغابة ٢ / ٣٨٣).

(٤) ترجم له ابن يونس فى (الغرباء) رقم ٦٩٨ ، وهامشها رقم (٥).

(٥) أسد الغابة ٢ / ٣٨٣.

(٦) بخلاف ما ظنه البعض من أن ابن الطحان ذيّل على (تاريخ مصر) لابن يونس (بحوث فى تاريخ السنة المشرفة ، للدكتور العمرى ص ١٤٧ ، وموارد تاريخ بغداد ، للباحث نفسه ص ٣٠٢). وظن البعض الآخر أنه ذيّل على (تاريخ الغرباء) لابن يونس ، كما ورد فى (ذيل ميزان الاعتدال ، للعراقى) ص ١٨٧ ، ١٩٩ ، ٣١٥ ، و (التاريخ العربى والمؤرخين) لشاكر مصطفى ص ١٧٥. وبعض المصادر ذكرت كتاب ابن الطحان ذكرا عاما ، بحيث لم يتضح على أى كتابى ابن يونس ذيّل به (جعله ابن العديم فى إحدى الروايات قد ذيّل به على «تاريخ ابن يونس» ، كما جاء فى (بغية الطلب) ج ٢ / ٨٣٠ ـ ٨٣١ (ترجمة أحمد بن طولون). وأوضح أنه استدرك ـ هنا ـ على (تاريخ الغرباء) لابن يونس. وكذلك سمّاه ابن خلكان فيما نقل عن ابن الطحان فى ترجمة (عبد الغنى بن سعيد). (وفيات الأعيان) ٣ / ٢٢٣. وأوضح ـ هنا ـ أنه استدرك على (تاريخ المصريين).

٣٢١

ضم ما استدركه وأضافه من «تراجم المصريين ، والغرباء» معا (١) ، جعل له عنوان الغالب منهما ، وسمّاه «تاريخ علماء أهل مصر» (٢). ويشهد بصحة ذلك الرأى التراجم المخطوطة ، التى حصلت عليها من «الجزء الأول» منه ، وهى ما بقى مخطوطا من هذا الكتاب ، فيما أعلم ، وتضم تراجم مصريين وغير مصريين وفدوا إلى مصر (٣). ويضاف إلى ذلك الجزء المخطوط ما تناثر هنا وهناك من تراجم هذا الكتاب ـ فيما أرجح ـ مما يدخل فى عداد بقايا المفقود منه (٤).

__________________

(١) وفيات الأعيان ٣ / ١٣٧ (كما يفهم من ظاهر اللفظ) ، والإعلان بالتوبيخ للسخاوى (ط ٢ ـ نشر : روزنثال) ص ٦٤٥. وهو نفس ما فهمه (يوسف العش) فى مقال له ، بعنوان : (من ذخائر قبة الملك الظاهر : تاريخ علماء أهل مصر ، لابن الطحان) ، نشر فى مجلة (المجمع العلمى العربى بدمشق) ، المجلد السادس عشر (يناير ، وفبراير ١٩٤١ م ـ المحرم ، وصفر ١٣٦٠ ه‍) ص ٣٢٦.

(٢) تمكنت ـ بفضل الله ، ثم بجهد معهد المخطوطات العربية ـ من تصوير ما بقى منه مخطوطا (وهو الجزء الأول) من مكتبة الأسد بسوريا (الظاهرية سابقا) ، وهو يوجد ضمن مجموع ، ويمتد من (ورقة ٢٢٠ ـ ٢٥٠). وقد جعله ابن الطحان مرتبا على الأبواب ، وراعى الترتيب الهجائى العام ، لكنه داخل الأبواب ، اختل منه الترتيب (باب إبراهيم ـ باب أحمد ، وهكذا حتى باب الميم ، وذكر بعض المحمدين) ، وذكر ـ عند الاختلال ـ اسم (جناح) قبل (جعفر). و (حبيب) بعد (حمدان). (السابق : ورقة ٢٣١ ، وورقة ٢٣٤). وتراجمه قصيرة مختصرة (راجع مقال العش المشار إليه ص ٣٢٧). (٣) من المصريين الذين ترجم لهم ابن الطحان : (عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى ق ٢٤٥ ـ ٢٤٦ ، وابنه علىّ ق ٢٤٤ ، وعبد الأعلى أخو مؤرخنا ق ٢٤٦). ومن غير المصريين : (إبراهيم بن الأندلسى ق ٢٢١ ، والشاعر أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسى ق ٢٢٢ ، وعيسى ابن محمد بن حبيب الأندلسى ق ٢٤٤).

(٤) من هذه البقايا : ترجمة الشاعر المتنبى (بغية الطلب ٢ / ٦٧٥) ، والحسين بن على الحلبى (السابق ٦ / ٢٥٥٧ ـ ٢٥٥٨) ، وخمارويه (السابق ٧ / ٣٣٨٤ ـ ٣٣٨٥) ، وعبد الله بن أحمد بن جعفر الفرغانى (سير النبلاء ١٦ / ١٣٣) ، و (عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد البغدادى ، ثم المصرى (السابق ١٦ / ٣٩).

٣٢٢

ثالثا ـ كيف وصلت بقايا «تاريخى ابن يونس» إلينا؟

من خلال مطالعة الكثير من المصادر ـ مطبوعة ، ومخطوطة ـ تبين لنا أن النصوص المتبقية من كتابى مؤرخنا «ابن يونس» كثيرة ؛ ولذلك كان السؤال الذي يطرح نفسه بكل قوة : كيف وصلت إلينا بعد كل هاتيك القرون هذه النصوص الغزيرة؟ والجواب : على يد عدد من تلاميذ ابن يونس ، الذين رووا كتابيه ، وحصلوا على نسخ مكتوبة منهما ، ثم توالى النسخ على يد كتّاب ونسّاخ أثبات ثقات ، أسهموا فى انتشار هذين المؤلّفين عبر القرون المتلاحقة ، إلى جانب حرص عدد من أبرز العلماء المحدّثين المؤرخين ـ سواء كانوا مصريين ، أم غير مصريين ـ على الاحتفاظ بنسخ خاصة بهم من هذين الكتابين ، حيث قاموا بالاقتباس منهما فى مؤلفاته المختلفة ، وقد قدم لنا هؤلاء العلماء ـ من حيث لا يدرون ـ خدمة جليلة ، عندما غدت هذه المقتبسات هى كل ما تبقى فى عصرنا الحالى من إنتاج «ابن يونس» التاريخى بعد فقد أصوله.

والآن مع التعريف بأهم هؤلاء التلاميذ ، وإبراز جهودهم فى نقل كتابى مؤرخنا إلينا :

١ ـ ابن مسرور :

هو أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن مسرور البلخىّ ، نزيل مصر. حدث عن أبى بكر أحمد بن سليمان بن زبّان ، وعبد الله بن أحمد الفرغانى (١) ، وأبى سعيد بن يونس ، وغيرهم. روى عنه عبد الغنى بن سعيد ، وأحمد ابن عمر بن سعيد بن قديد ، ومحمد بن عبد الرحمن الأزدى ، وآخرون (٢). كان حافظا مكثرا (٣) ، أقام بمصر مدة (٤) ، وكان له كتاب فى «التراجم» ، طالع نسخته المكتوبة بخط المؤلف ، ونقل عنها الخطيب البغدادى (٥). توفى فى سلخ ذى الحجة سنة ٣٧٨ ه‍ ، بعد

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٣٣ (وهو عالم تركى الأصل ، توفى سنة ٣٦٢ ه‍ ، ووثّقه ابن مسرور).

(٢) تاريخ الإسلام ٢٦ / ٦٢٨ ، وسير النبلاء ١٦ / ٥١٦ ـ ٥١٧).

(٣) المصدران السابقان. وأضاف الذهبى فى (سير النبلاء) ١٦ / ٥١٦ : أنه رحّال ، روى عن البغداديين ، والدمشقيين ، والمصريين ، وغيرهم. (السابق ١٦ / ٤٢٣).

(٤) تاريخ الإسلام ٢٦ / ٦٢٨).

(٥) راجع بعض نقول الخطيب المنسوبة إلى (ابن مسرور) فى (تاريخ بغداد) ١١ / ٢٣٥ ، ١٢ / ٥ ـ ٦ ، ٤٤٩.

٣٢٣

أن نيّف ـ فما يبدو ـ على السبعين (١).

دوره فى نقل كتابى «ابن يونس» : لعب «ابن مسرور البلخى» دورا جيدا فى نقل عدد من تراجم «تاريخ المصريين» لابن يونس. ويلاحظ أن المحدّث المصرى «عبد الغنى بن سعيد. المتوفى ٤٠٩ ه‍» قد احتفظ لنا بهذه المادة العلمية ، عن طريق روايته المباشرة عن «ابن مسرور» ، وسجّلها فى كتابيه : «المؤتلف والمختلف» (٢) ، و «مشتبه النسبة» (٣).

أما بالنسبة لدوره ، الذي لعبه فى الاحتفاظ بقدر من مادة «تاريخ الغرباء» لابن يونس ، فهو دور كبير ؛ لغزارة النصوص المنقولة عن طريقه ، إلا أننى سأرجئ الإشارة إلى ذلك ، لحين الحديث عن العلّامة «الصّورىّ» ؛ باعتباره المصدر المباشر الذي نقل عنه الخطيب البغدادى ما تيسر له من مادة «تاريخ الغرباء» لمؤرخنا ، مرورا ب «الأزدى» ، ثم أستاذه «ابن مسرور» تلميذ ابن يونس. فهناك نتحدث عن «الصورى ، وابن مسرور» معا ، ونضم إليهما قرين الصورى المعروف ب «ابن الثلّاج».

٢ ـ ابن منده (٤) :

يمكننا التعريف بهذا المؤرخ ذى الدور المتميز فى نقل منجزات مؤرخنا التاريخية ، فيما يلى : هو محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده الأصبهانى. رحل ، وطوّف الدنيا ؛ طلبا للعلم ، وجمع وصنّف المصنّفات (٥). حدث عن

__________________

(١) سير النبلاء ١٦ / ٥١٧ (واكتفى فى «تاريخ الإسلام» ٢٦ / ٦٢٨ بالقول : إنه توفى فى ذى الحجة سنة ٣٧٨ ه‍).

(٢) ص ٨٠ (ط. دار الأمين) فى ترجمة (الحتات بن يحيى المصرى ، الواردة فى «تاريخ المصريين» ، رقم ٢٨٧).

(٣) ص ٢٥ (ط. الهند) فى ترجمة (إبراهيم بن الحجاج بن عفير الحمّصى ، الواردة فى «تاريخ المصريين» ، رقم ٦٧) ، وص ١١ (ترجمة أخنس بن عبد الله ، رقم ٩٦) ، وص ٣٤ (ترجمة خيثم بن سنبتى ، رقم ٤٢٨) ، وص ٦٥ (ترجمة حجاج بن عبد الله بن حمرة ، رقم ٢٩٠) ومخطوطة نسخة المغرب ص ٧٨ ، وطبعة الهند ص ٦١ (ترجمة شريك بن سويد التجيبى ، رقم ٦٤٣) ، وص ٥٧ (ط. الهند) ، (ترجمة عبدوس بن المعلّى ، رقم ٨٩٤) ، وص ١٠ (ترجمة الماضى بن محمد بن مسعود الغافقى ، رقم ١١٢٥).

(٤) هكذا ضبطه ابن خلكان بالحروف ، ونصّ على أن آخره هاء ساكنة ، وذلك فى ترجمة جده (أبى عبد الله محمد بن يحيى بن منده الحافظ المشهور صاحب «تاريخ أصبهان» المتوفى سنة ٣٠١ ه‍ (وفيات الأعيان ٤ / ٢٨٩).

(٥) تاريخ الإسلام ٢٧ / ٣٢٠ ، ومخطوط (مسالك الأبصار ، رقم ١٥ معارف عامة) ص ٢٨٨ ، والمقفى ٥ / ٢٢٩.

٣٢٤

عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد (١) ، وعبد الله بن إسحاق الأطرابلسى (٢) ، وأبى سعيد بن يونس (٣) ، والحسن بن يوسف الطرائفى المصرى (٤). روى عنه أبو عبد الله الحاكم ، وهو من شيوخه ، وحمزة السهمى ، وأبو نعيم الأصبهانى (٥) ، والعالمة الواعظة عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الأصبهانية (٦) ، وغيرهم. أقام بمصر سنتين (٧) ، وصنّف «التاريخ» ، و «الشيوخ» (٨). له كتب أخرى ، منها : «دلائل النبوة» ، و «الصحابة» (٩) ، و «النساء» (١٠) ، و «الأسماء والكنى» (١١). وكان ثقة حافظا (١٢) ، إلا أن «أبا نعيم» كان كثير الحطّ عليه ، والنقد له ، لكن هذا الكلام لا يوجب ضعفه ؛ لأنه من باب كلام الأقران بعضهم فى بعض (١٣). ولد سنة إحدى ـ أو اثنتى ـ عشرة وثلاثمائة ، وتوفى سلخ ذى القعدة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة «ت ٣٩٥ ه‍» (١٤).

__________________

(١) وهو المحدّث البغدادى الأصل ، ثم المصرى الدار (ت ٣٥١ ه‍). (سير النبلاء) ١٦ / ٣٩.

(٢) معجم البلدان ١ / ٢٥٦.

(٣) الأنساب ٣ / ٥٣٠.

(٤) توفى سنة ٣٤٠ ه‍ (سير النبلاء ١٥ / ٤١٩).

(٥) تاريخ الإسلام ٢٧ / ٣٢١.

(٦) معجم البلدان ٥ / ٤٢٩.

(٧) تاريخ الإسلام ٢٧ / ٣٢١ ، والمقفى ٥ / ٢٢٩. (نقلا عن الحاكم. وذكر قولا آخر لابن ميسّر : أنه أقام سنتين ، ونصفا). ولم يحدد أى من المصدرين متى قدم إلى مصر ، ولا متى ارتحل عنها. وعلى كل ، فلعله زارها فى العقد الرابع من القرن الرابع الهجرى ، ولقى مؤرخنا فى أخريات حياته ؛ لأن الحاكم يذكر أن أول خروج ابن منده إلى العراق كان سنة ٣٣٩ ه‍ ، فسمع ببغداد ، وبعدها بمكة والشام ، ودخل مصر. (المصدر السابق ٥ / ٣٠٠).

(٨) تاريخ الإسلام ٢٧ / ٣٢١ ، والمقفى ٥ / ٢٩٩. ويلاحظ أن ابن كثير تفرد بذكر كتاب (الناسخ والمنسوخ) بدلا من (الشيوخ). (البداية والنهاية ١١ / ٣٥٩).

(٩) الإصابة ٢ / ٤٠٣.

(١٠) تبصير المنتبه ١ / ٤١٦ ، ٢ / ٧٣٦.

(١١) هناك عدة نقول من هذا الكتاب الخاص بالتراجم ، اقتبسها منه الخطيب البغدادى فى (تاريخ بغداد) ج ٧ ص ٤١١ ، ج ١٠ / ٤٦ ، ١٤٧ ـ ١٤٨ ، ١٢ / ٢٩١.

(١٢) أسد الغابة ٢ / ٢١٣.

(١٣) تاريخ الإسلام ٢٧ / ٣٢٤.

(١٤) المقفى ٥ / ٢٩٩. وذكر الذهبى الوفاة فقط فى (تاريخ الإسلام) ٢٧ / ٣٢٤. أما ابن كثير ، فتفرد بجعل وفاته فى (صفر سنة ٣٩٦ ه‍).

٣٢٥

وجدير بالذكر أن ابن منده جالس مؤرخنا ابن يونس عند مقامه بمصر ، وحضر مجالس علمه ، وروى عنه كتابيه التاريخيين (١) ؛ بدليل أنه روى العديد من مادتهما ، بل كتب نسخة منهما (٢) ، أعتقد أنها كانت الأساس الذي اعتمد عليه المؤرخون ـ من بعده ـ فى نقل التراجم الواردة فى كتابى ابن يونس ، مثل : «ابن عساكر ت ٥٧١ ه‍ (٣) ، وابن الأثير ت ٦٣٠ ه‍ (٤) ، وابن النجار ت ٦٤٣ ه‍ (٥) ، وابن العديم ت ٦٦٠ ه‍ (٦)».

٣ ـ علىّ بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس (٧) : واضح أنه ابن مؤرخنا «أبى سعيد

__________________

(١) سوف نرى من خلال بعض الأساتيذ مصداق ذلك قريبا.

(٢) فى نسخته من (تاريخ المصريين) لابن يونس ترجمة الصحابى (جنادح بن ميمون) رقم ٢٥٢ ، بينما خلت منها نسخة (مغلطاى) ، على نحو ما يذكر ابن حجر فى (الإصابة) ١ / ٥٠٢.

(٣) تاريخ دمشق ٧ / ٣١٨ (بسند ابن عساكر ، إلى أبى عبد الله بن منده ، إلى ابن يونس) ، ترجمة (أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوى ، رقم ٥١ فى «تاريخ المصريين») ، ومخطوط تاريخ دمشق ٢ / ٨٤٠ ـ ٨٤١ (بسند ابن عساكر ، إلى أبى عمرو بن منده ، عن أبيه أبى عبد الله بن منده ، نا ابن يونس) ، ترجمة (إسماعيل بن سفيان الرعينى ، رقم ١٢٥ فى «تاريخ المصريين») ، وتاريخ دمشق (مجلد عبادة ـ عبد الله) ص ٣٨ (بسند ابن عساكر ، إلى أبى عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس) ، ترجمة (عبادة بن صمّل المعافرى ، رقم (٧٠١) فى «تاريخ المصريين»). ومما نقل عن ابن منده فى (تاريخ الغرباء) ما جاء فى (مخطوط تاريخ دمشق) ١٦ / ٨٤ ، ٣٤٣ ، ١٧ / ٤٠٧ ، ٥٩٥ (تراجم : محمد بن وضاح بن بزيع رقم ٦٠٨ ، ومروان ابن الحكم رقم ٦١٧ ، وموسى بن نصير رقم ٦٤٣ ، والنعمان بن عبد الله الحضرمى رقم ٦٥٢) على التوالى.

(٤) أسد الغابة ١ / ٥٨ (ذكر الحافظ أبو عبد الله بن منده فى (تاريخه) ، عن ابن يونس ، ترجمة (أبيض بن هانئ أو هنىّ ، رقم ٨٩ فى «تاريخ المصريين») ، وج ١ / ٣٢٧ (قال ابن منده : سمعت أبا سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس يذكره فى (التاريخ) على ما ذكرت) ، ترجمة (جديع بن نذير الصحابى رقم ٢٢٨) ، ج ١ / ٣٢٨ (ذكر أبو سعيد بن يونس ، وحكاه عنه ابن منده) ، ترجمة (جذرة بن سبرة الصحابى ، رقم ٢٢٩).

(٥) ذيل تاريخ بغداد ٢ / ٤ ـ ٥ (بسنده إلى أبى القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده ، أنبأ أبى ، أنبأ أبو سعيد بن يونس بمصر قال) ترجمة (عبيد الله بن إبراهيم بن المهدى ، رقم ٣٦٤ فى «تاريخ الغرباء»).

(٦) بغية الطلب ٨ / ٣٧٤٦ (بسند ابن العديم ، إلى ابن عساكر ، ثم بسنده إلى ابن منده ، عن ابن يونس) ، ترجمة (زبيد بن عبد الخولانى رقم ٤٩٠ من «تاريخ المصريين»).

(٧) أخطأ محقق (طبقات الشافعية) للإسنوى ج ١ ص ١٩ (هامش ٣) ، عندما عدّ عليا مؤرخا فلكيا ، ونسب إليه تاريخى والده (ابن يونس). وكذلك أخطأ د. على عبد الله الدفاع فى كتابه : (أثر

٣٢٦

ابن يونس» وهو الوحيد الذي اهتمت به المصادر والمراجع المختلفة من دون أبنائه الآخرين ، إن كان له غيره ، وغير ابنه الأكبر ـ فيما نرجح ـ الذي كنى به ، ولا ندرى عنه شيئا.

ونستطيع تركيز وتلخيص ما ذكرته المصادر والمراجع المختلفة عنه من الناحية التى كانت محور ارتكاز اهتمامها ، ثم نثنّى بإلقاء الضوء على الناحية التى تهمنا ، وذلك على النحو الآتى :

أ ـ إذا كان «أبو سعيد بن يونس» محدّث مصر وحافظها ، ومؤرخها الذي يعوّل عليه فى معرفة رجالها وتاريخها ، وعلمائها ؛ فإن ابنه «عليا» كان بارعا متفننا فى علوم شتى ، تأتى على رأسها علوم الرياضيات والفلك والنجوم (١) ، وهو المشهور ب «المنجّم المصرى» صاحب «الزّيج الحاكمى» (٢) المعروف ب «زيج ابن يونس» ، وهو الذي كان مؤلّفا فى

__________________

علماء العرب والمسلمين فى تطوير علم الفلك) ص ٧٦ ، لما نسب (تاريخ أعيان مصر) ـ ولعله يعنى به «تاريخ المصريين» ـ إلى مؤلفات (علىّ) هذا. وأخطأ محققو (البداية والنهاية) ١١ / ٣٦٤ ، لما سموا والده (عبد الواحد) ، ويلاحظ أنه يمكن مراجعة ترجمة (علىّ بن عبد الرحمن ابن أحمد بن يونس) فى المصادر والمراجع الآتية : (مخطوط تاريخ علماء أهل مصر ، لابن الطحان ق ٢٤٤ ، وطبقات الأمم لصاعد الأندلسى ص ٥٩ ، والأنساب ٣ / ٥٣٠ ، وتاريخ الحكماء للقفطى ٢٣٠ ـ ٢٣١ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٤٢٩ ـ ٤٣١ ، ٥ / ٢٩٥ ـ ٢٩٦ ، وسير النبلاء ١٧ / ١٠٩ ـ ١١٠ ، وميزان الاعتدال ٣ / ١٣٢ ، وتاريخ الإسلام ٢٧ / ٣٧٦ ، ومرآة الجنان ٢ / ٤٥١ ـ ٤٥٢ ، والبداية والنهاية ١١ / ٣٦٤ ، واتعاظ الحنفا (ط. المجلس الأعلى) ٢ / ٧٩ ، وحسن المحاضرة ١ / ٥٣٩ ، ومعجم المطبوعات العربية والمعربة ، ليوسف سركيس ص ٢٨٩ ـ ٢٩٠ ، و (العلم عند العرب ، وأثره فى تطور العلم العالمى) ؛ لألدوميللى ص ٢١٣ ، و (أثر علماء العرب والمسلمين فى تطوير علم الفلك) للدفاع ص ٦٨ ـ ٧٧ ، و (الحضارة الإسلامية فى العصور الوسطى ـ العلوم العقلية) ، للدكتور أحمد عبد الرازق ص ٧٢).

(١) طبقات الأمم ، لصاعد الأندلسى ص ٥٩ ، وحسن المحاضرة ١ / ٥٣٩.

(٢) يجمع الزّيج على (أزياج) ، ويقصد به الجداول الفلكية الخاصة بكل كوكب ، ويعرف العلماء منها مواضع الكواكب فى أفلاكها. وكذلك يمكن من هذه الجداول الفلكية معرفة الشهور ، والأيام ، والتواريخ الماضية. وبها أصول مقررة ؛ لمعرفة أبعد نقطة فى مدار الكوكب من الأرض (يعرف بالأوج) ، ومعرفة أقرب نقطة من الأرض (وتعرف بالحضيض). (أثر علماء العرب والمسلمين فى تطوير علم الفلك) ، للدكتور الدفاع ص ٣٢. وورد فى (المعجم الوسيط) ، مادة :

(ز. ى. ج) ج ١ ص ٤٢٣ : أنها كلمة معرّبة ، وتعنى كل كتاب يتضمن جداول فلكية ، يعرف منها سير النجوم ، ويستخرج بواسطتها التقويم سنة سنة.

٣٢٧

أربعة مجلدات ، لم ير أطول منها. وكان قد ابتدأ عمله فى عصر «العزيز» ، وأكمله فى عهد «الحاكم» (١).

ب ـ كان علىّ ـ إلى جانب براعته العلمية والتنجيمية ـ له معرفة بالموسيقى ، فكان يضرب على العود (٢) ، وكان له شعر كثير بارع حسن (٣). ولا شك أنه كان ذا منزلة مرموقة فى دولة العبيديين فى مصر ، وقبله أحد قضاتها «محمد بن النعمان» كأحد الشهود المعدّلين (٤). هذا عن الجانب الجاد الإيجابى من شخصيته.

ج ـ ومن ناحية أخرى ، فإن المصادر تتناقل وصف جانب هزلى سلبى فى شخصية علىّ ، إذ تصفه بالبلاهة والغفلة (٥) ، والسحر والشعوذة ، وأنه كانت له إصابات عجيبة تضل الجهلة (٦). وتضيف المصادر أنه لبس ـ مرة ـ ثياب النساء ، وضرب بالعود ، وبخّر ، وأخذ يرصد الزّهرة من فوق جبل المقطم (٧). هذا هو الجانب الأول ، الذي ركزت عليه المصادر. وأعتقد أن ما وصف به من هزل مبالغ فيه ، ولا يتفق مع الحياة العلمية والمنجزات الرياضية والفلكية التى تمت على يديه (٨). ولعل سنيّة المؤرخين الذين ترجموا له ، وعداءهم للعبيديين ، واصطدام التنجيم بالعقيدة الصحيحة ، جعلهم يصفونه بهذه

__________________

(١) تاريخ الحكماء للقفطى ٢٣٠ ـ ٢٣١ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٤٢٩ ، ٥ / ٢٩٥ ، و (أثر علماء العرب والمسلمين فى تطوير علم الفلك) ص ٦٩ ـ ٧٠ ، والحضارة الإسلامية فى العصور الوسطى (العلوم العقلية) ، للدكتور أحمد عبد الرازق ص ٧٢.

(٢) وفيات الأعيان ٣ / ٤٣٠.

(٣) راجع بعض نماذجه المنسوبة إليه فى : (الذخيرة) ، لابن بسام ٧ / ١٢١ (فى غلام كان يهواه) ، ووفيات الأعيان ٣ / ٤٣٠ (فى الغزل).

(٤) تم ذلك فى جمادى الأولى سنة ٣٨٠ ه‍ (السابق ٣ / ٤٣٠ ، وسير النبلاء ١٧ / ١١٠ ، (ولم يذكر توقيت ذلك) ، وتاريخ الإسلام ٢٧ / ٣٧٦ ، وحدد سنة حدوث ذلك). وعلّق الذهبى على ذلك فى (السّير) بالحوقلة ، وفى (تاريخه) بقوله : (القاضى والسلطان أنجس منه).

(٥) راجع المزيد من مظاهر غفلته ، ووضاعة مظهره ، ورثاثة ملبسه ، بحيث كان أضحوكة الناس فى : (المصدر السابق ٢٧ / ٣٧٦).

(٦) سير النبلاء ١٧ / ١١٠.

(٧) السابق ، وتاريخ الإسلام ٢٧ / ٣٧٦.

(٨) راجع تفصيل مخترعاته وإنجازاته فى مجال الرياضيات والفلك ، التى شهد له بها مؤرخو العلوم فى : (أثر علماء العرب والمسلمين فى تطوير علم الفلك) ص ٦٨ ـ ٧٧ ، و (العلم عند العرب ، وأثره فى تطور العلم العالمى) ، لألدوميللى ص ٢١٣.

٣٢٨

الأوصاف ، التى قد يكون لها أساس نابع من غرابة شخصيات المخترعين والمكتشفين ، لكنها بولغ فى عرضها ووصفها ؛ نتيجة للأسباب السالف ذكرها.

أما الجانب الآخر الذي يهمنا ، فيتمثل فيما يلى :

أ ـ يبدو أن مؤرخنا «ابن يونس» عنى بابنه «علىّ» منذ صغره ، فكان يصطحبه معه إلى مجالس المحدّثين (١) ، إذ كان حريصا ـ فيما يبدو ـ على أن يتلقى علوم العربية والشريعة «خاصة الحديث ، والتاريخ» ، بحيث يكون امتدادا له.

ب ـ أعتقد أن ابن يونس نجح فى القيام بواجبه تجاه ابنه ، الذي بلغتنا بعض تراجم كتابى : «تاريخ المصريين» (٢) ، و «تاريخ الغرباء» (٣) عن طريقه. ولكنى أعتقد ـ أيضا ـ أن مؤرخنا «ابن يونس» رحل عن الوجود ، وخلّف ابنه «عليّا» فى مقتبل العمر (٤) ، فلم يجد من يواصل المسير به فى نفس اتجاه أبيه ، فنحا نحوا آخر «تجاه العلوم الرياضية ، والفلكية» ، ولعل قدراته كانت تتوافق مع طبيعة هذه العلوم ، فتوقفت معارفه الحديثية والتاريخية عند الحدود التى وصل إليها فى حياة والده ، أو لم يقم بتنميتها ؛ لغلبة الاتجاه

__________________

(١) راجع : (تاريخ المصريين) لابن يونس (ترجمة رقم ١٣٥٣ ـ هارون بن يونس بن هارون الأسوانى) ، الذي قال عنه ابن يونس : سمعت عنه ، ومعى ابنى (علىّ).

(٢) راجع ترجمة (الحارث بن مسكين المتوفى سنة ٢٥٠ ه‍) ، رقم ٢٦٩ الواردة فى (تاريخ بغداد ٨ / ٢١٨ : أنبأنا أحمد بن محمد العتيقىّ ، ثنا علىّ بن أبى سعيد بن يونس ، قال : ثنا أبى ، قال) ، وترجمة (الحسن بن عبد العزيز الجروى المتوفى سنة ٢٥٧ ه‍) ، رقم ٣١٤ الواردة فى المصدر نفسه ٧ / ٣٣٨ ـ ٣٣٩ (بالإسناد نفسه) ، وترجمة (عبد الرحمن بن أبى صالح المتوفى سنة ٢٥٢ ه‍) رقم ٨٢٤ الواردة فى (المصدر نفسه) ١٠ / ٢٧٠ ـ ٢٧١ (بالإسناد نفسه).

(٣) راجع ترجمة (طاهر بن خالد بن نزار الأيلى المتوفى سنة ٢٦٣ ه‍) رقم ٢٦٥ الواردة فى (المصدر نفسه) ٩ / ٣٥٦ (بالإسناد نفسه) ، وترجمة (على بن بهرام بن يزيد الإفريقى) ، رقم ٣٩٨ الواردة فى (المصدر نفسه) ١١ / ٣٥٣ ـ ٣٥٤ (بالإسناد نفسه ، وإن كان روى عن العتقى قراءة) ، و (موسى بن جميل البغدادى) ، رقم ٦٣٨ الواردة فى المصدر نفسه ١٣ / ٤١) ، وترجمة (هشام ابن معدان المتوفى ٢١٣ ه‍) ، رقم ٦٥٩ الواردة فى المصدر نفسه ١٤ / ٤٧ (بالإسناد نفسه) ، وترجمة (يحيى بن محمد بن خشيش المتوفى بعد سنة ٢٨٠ ه‍) ، رقم ٦٨٢ الواردة فى المصدر نفسه ١٤ / ٢٢٣ (بالإسناد نفسه).

(٤) هذا على الراجح ؛ لأننا لم نقف على تاريخ ميلاد (علىّ) ، لكنه إذا كان قد توفى بعد والده ب (٥٢ عاما) ، وكان العلماء الذين روى عن والده تراجمهم غير معاصرين له ؛ كان ما رجحناه أقرب إلى الحقيقة والواقع.

٣٢٩

العلمى عليه. ثم إن بعض نقاد الحديث لم يحلّوا الأخذ عنه ، ووصفوه بأنه منجم ساحر (١).

ج ـ توقف النبوغ العلمى فى أسرة المؤرخ «ابن يونس» بوفاة ابنه «علىّ» بكرة يوم الاثنين الثالث من شهر شوال (٢) سنة ٣٩٩ ه‍ فجأة (٣) ، إذ إنه لم ينجب سوى ابنه «الحسن» الذي كان يكنى به ، وكان متخلفا ، لم يرث عن أبيه ولا جده حب العلم والاهتمام به ، ولم يعرف لمكتبة أبيه العلمية قدرها ، وهو الذي أفنى عمره فى تحصيل العلوم ، والتأليف فيها ، فباع هذا الابن مؤلفات وكتب أبيه بالأرطال فى الصابونين (٤).

٤ ـ الصّورىّ ، وابن الثلّاج :

* التعريف ب «الصّورى» (٥) :

هو أبو عبد الله ، محمد بن على بن عبد الله بن محمد الصورى الحافظ. كان من أحرص الناس على طلب الحديث ، وأكثرهم كتبا له ، وأحسنهم معرفة به. وحدّث الخطيب أنه لم يسمع الحديث فى صغره ، وإنما طلبه على كبر فى السن. طاف البلاد الكثيرة ، ومنها : مصر ، وبغداد. صحب عبد الغنى بن سعيد ، وكتب كلاهما عن الآخر. كان متقنا خيرا ديّنا ، يسرد الصوم ، ولا يفطر غير العيدين ، وأيام التشريق (٦).

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٣ / ١٣٢.

(٢) هكذا ورد فى (وفيات الأعيان) ٣ / ٤٣١ ، وسير النبلاء ١٧ / ١١٠ (واكتفى بذكر الشهر دون اليوم). وفى مخطوط (تاريخ علماء أهل مصر) ق ٢٤٤ : توفى فى شعبان. وفى (اتعاظ الحنفا ـ ط. المجلس الأعلى) ٢ / ٧٩ : توفى فى ٣ جمادى الأولى.

(٣) أضاف ابن خلكان : أن القاضى العبيدى (مالك بن سعيد) صلى عليه ، ودفن فى داره ب (الفرّانين). (وفيات الأعيان ٣ / ٤١٣).

(٤) السابق ٣ / ٤٣٠. وهذا يدل على كثرة كتب والده ، حتى إنها بيعت بالأرطال ، ولعلها بيعت فى سوق بائعى (الصابون). ومن عجب ألا يهتم الحاكم العبيدى بكتب هذا الفلكى الرياضى العظيم ، ويحميها من الضياع!.

(٥) نسبة إلى (صور) ، وهى من ثغور المسلمين مشرفة على بحر الشام ، داخلة فى البحر ، مثل : الكف على الساعد ، يحيط بها البحر من جميع جوانبها ، إلا الجانب الذي منه بابها ، وهى حصينة جدا ركينة ، لا سبيل إليها إلا بالخذلان ، وافتتحها المسلمون أيام (عمر بن الخطاب). (معجم البلدان ٣ / ٤٩٢).

(٦) تاريخ بغداد ٣ / ١٠٣.

٣٣٠

وكان مشهورا بدقة خطه «صغر حروفه ، وكلماته» ، وكان يضرب به المثل فى ذلك (١).

روى عنه الخطيب البغدادى ، والقاضى أبو عبد الله الدّامغانى ، وغيرهما (٢). توفى ببغداد يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ، ودفن من الغد فى مقبرة جامع المدينة ، وحضر الخطيب الصلاة عليه ، وكان الصورى قد نيّف على الستين عاما (٣).

* التعريف ب «ابن الثلّاج» :

هو أبو القاسم ، عبد الله بن محمد بن عبد الله المعروف ب «ابن الثلاج» (٤). حدث عن أبى القاسم البغوى ، وأبى بكر بن أبى داود ، ويحيى بن محمد بن صاعد ، وغيرهم. ولد سنة ٣٠٧ ه‍. حدث عنه أبو العلاء الأزهرى القاضى ، والأزهرى ، والعتيقى ، وغيرهم. توفى فى شهر ربيع الأول من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ، وكان مخلّطا فى الحديث ، يدّعى ما لم يسمع ، ويضع الحديث (٥).

علاقتهما بنتاج ابن يونس التاريخى :

تميز الحافظ الصورى بدقة النقل (٦) ، وتشير النصوص إلى امتلاكه نسخة من كل من «تاريخى ابن يونس ، وعليه اعتمد ابن ماكولا ، والخطيب البغدادى (٧) فى نقل الكثير من

__________________

(١) تاريخ بغداد ٣ / ١٠٣ ، ومعجم البلدان ٣ / ٤٩٢.

(٢) المصدر السابق ٣ / ٤٩٢.

(٣) تاريخ بغداد ٣ / ١٠٣.

(٤) ذكر ابن الثلاج : أنه ما باع أحد من أسلافه ثلجا قط ، وإنما كانوا بحلوان (من بلاد العراق) ، وكان جده (عبد الله) مترفا ، يجمع فى كل عام ثلجا كثيرا لنفسه يشربه. فاجتاز الموفق ـ أو غيره من الخلفاء ـ فطلب ثلجا فلم يجد إلا عنده ، فكان يهدى إليه الثلج طوال فترة مكثه ، فوقع منه ذلك موقعا لطيفا ، فلقّبه ب (الثلاج) فعرف بذلك ، وغلب عليه (المصدر السابق ١٠ / ١٣٦).

(٥) السابق ١٠ / ١٣٥ ـ ١٣٧.

(٦) السابق.

(٧) لا نعرف ـ بالضبط ـ الظروف التى وصلت فيها نسخة الصورى إلى (ابن ماكولا) ، وإن كان المؤكد أن الأخير اعتمد عليها كثيرا ، كما سنرى من واقع النصوص بعد ذلك. أما الخطيب ، فقد كانت لديه نسخة الصورى ، على أساس أنه تلميذه الذي روى عنه (وسنرى أسانيد ذلك النقل بعد قليل). ويضاف ـ إلى ذلك ـ أن هناك نصا فى (معجم البلدان) ٣ / ٤٩٢ ـ ٤٩٣ : يفيد أن الخطيب اشترى كتب أستاذه الصّورى ـ بعد وفاته ـ من ابنته ، وسواء صح ذلك ، أم لم يصح ، فالمشهور أن الخطيب روى نسخة الصورى.

٣٣١

المادة التاريخية المرتبطة بالتراجم ، الواردة فى مؤلّفى «ابن يونس». وليس هذا بغريب عليه ، وعلى بن الثلاج كذلك ، فكلاهما له اهتمام بالتراجم ، ولعل لكل منهما مؤلّفا فى ذلك (١).

وبالنسبة لنسخة كليهما من كتابى ابن يونس ، فقد تعددت النصوص التى تفيد نقل المؤرخين عنهما. وقد حظيت نسخة الصورى بالقبول غالبا ؛ نظرا لخطه المتقن فى نسخته المسموعة (٢). ويبدو أن نسخة الصورى ذاعت وانتشرت ، واهتم الناسخون بنسخها ؛ مما أدى إلى اختلاف هذه النسخ فيما بينها أحيانا (٣). أما نسخة ابن الثلاج ، فالظاهر من النصوص أنها كانت أقل جودة ودقة من الصورى ؛ نظرا لأفضلية الأخير ودقته (٤) ، وإن اتفقتا أحيانا (٥) ، واختلفتا أخرى (٦). ونادرا ما كانت نسخة ابن الثلاج تحظى بالقبول دون نسخة الصورى (٧).

__________________

(١) راجع بعض التراجم المنقولة عن (الصورى) فى : (الأنساب) ١ / ١٢٠ ، ٣٤١ ، ٤ / ٢٦٣. وهناك أيضا بعض التراجم الواردة عن (ابن الثلاج) فى : (تاريخ بغداد) ج ٩ ص ١٠٧ ، ج ١٠ ص ٤٢٩.

(٢) وصف خط الصورى ، ونسخته بذلك فى (الجذوة ١ / ٢٥٧ ، والبغية ص ٢٣٤).

(٣) راجع مظاهر الاختلاف فى نسب بعض المترجمين فى (تاريخ الغرباء) لابن يونس ، فى (ترجمة إسماعيل بن موصّل اليحصبى ، رقم ٩٥ ، وهامشها رقم ٥) ، وترجمتى : (بهلول بن صالح بن عمر ، رقم ١٢٠) ، و (بهلول بن عمر بن صالح ، رقم ١٢١) ، وترجيح ابن ماكولا صحة نسب الأخير ـ فى (الإكمال) ٦ / ٥٣ ـ بعد البحث والتحرى.

(٤) من النماذج التى تم ترجيح نسخة الصورى فيها ـ فى ضبط بعض أعلام النسب ـ فى «تاريخ المصريين» تراجع تراجم أرقام : (٧١ ، ٢٠٤ ، ٢٤٣ ، ٣٧٠ ، ٦٣٤ ، ٧٢٥ ، ١٠٤٩ وهوامشها) ، وفى (الغرباء) : ترجمة (٥٦٥). ويلاحظ أن هناك تراجم عديدة من (تاريخ الغرباء) لابن يونس ، وردت فى (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادى ، نقلها بهذا الإسناد : (حدثنى الصورى ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدى ، ثنا ابن مسرور ، ثنا (ابن يونس). ويمكن مراجعة تلك التراجم فى (تاريخ ابن يونس) المشار إليه ، بأرقام : (٦٧ ـ ٦٨ ، ٧١ ، ٨٢ ، ٩٧ ، ١٠٤ ، ١١٧ ، ١١٩ ، ١٥٧ ، ٦٠٧ ، ٦١١ ، ٦٣٣ ، ٦٣٩ ، ٦٤٢ ، ٦٤٦ ، ٦٤٩ ، ٦٨١ ، ٦٩٠ ، ٦٩٣ ، وهوامشها).

(٥) راجع نماذج ذلك فى (تاريخ المصريين) ، تراجم أرقام : (٥٥٠ ، ٦٠٨ ، ٨٩٤ ، وهوامشها).

(٦) راجع نماذج الاختلاف دون ترجيح فى (تاريخ الغرباء) ، تراجم أرقام : (٤١٣ ، ٦٣٢ ، وهوامشها). وفى (تاريخ المصريين) أرقام : (٣٤٠ ، ٨٢٣ ، ٨٩٣ وهوامشها). (وكان الاختلاف فى النسب : بعض الأسماء ، وضبط الأعلام).

(٧) تاريخ الغرباء (ترجمة ١٣٨ ، وفيها ترجيح تاريخ وفاة المترجم له الذي ذكره ابن الثلاج ، وترجمة ٣١٤ (فى لقب المترجم له).

٣٣٢

٥ ـ اهتمام كبار العلماء بالاحتفاظ بنسخ من كتابى مؤرخنا :

تتمة للحديث ـ فى النقطة السابقة ـ عن «الصورى ، وابن الثّلاج» ، نشير إلى أن المصادر أشارت إلى حرص كثير من المؤرخين والمحدّثين على مطالعة «تاريخى ابن يونس» ، بل إن بعضهم كتب نسخته بخط يده. فهناك نسخة المحدّث المصرى «عبد الغنى ابن سعيد ت ٤٠٩ ه‍» (١) ، ونسخة السمعانى «ت ٥٦٢ ه‍» (٢) ، ونسخة المزّىّ «ت ٧٤٢ ه‍» (٣) ، ونسخة الذهبى ومختصره (٤) ، ونسخة العلّامة مغلطاى «ت ٧٦٢ ه‍» (٥) ، ونسخة المحدّث المؤرخ «ابن حجر ت ٨٥٢ ه‍» (٦).

٦ ـ دور المؤرخين الأندلسيين فى نقل كتابى «ابن يونس» :

هذه الجزئية التى نتناولها ـ الآن ـ لها أهمية قصوى فى الكشف عن العلاقة بين مدرستى التأريخ «المصرى ، والأندلسى» فى مجال «التراجم» فى القرن الرابع الهجرى ، فى حدود حديثنا عن «المؤرخ المصرى ابن يونس». ونحن ـ هنا ـ نبحث فى جزئية محددة ، تتعلق بتأثير ابن يونس فى «مؤرخى الأندلس» ، ذلك التأثير الذي تمثل فى اقتباسهم من كتابيه المعروفين ، فلما فقد هذان الكتابان ، كان هؤلاء المؤرخون الأندلسيون ممن احتفظوا لنا ببقاياهما.

وثمة ملاحظة مهمة أشار إليها بعض الباحثين ، وهى أن الأندلسيين استمدوا تاريخ بلادهم ، وأخبار علمائهم من مؤرخ مصرى ، يعدّ آخر المؤرخين المصريين اهتماما بالتاريخ الأندلسى (٧).

__________________

(١) بغية الطلب ٤ / ١٨٨٦.

(٢) الأنساب ٣ / ٢٦١.

(٣) أشار إليها ابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ٧ / ٣١٥.

(٤) طالع الذهبى (تاريخ ابن يونس) ، واختصره ، وعلّق منه أحاديث غريبة (السير ١٥ / ٥٧٩ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٣ / ٨٩٨). والغالب أنه طالع كتابيه ، واختصر (تاريخ المصريين) فقط ، فهو الذي به الغرائب والأحاديث.

(٥) راجع (الإصابة) : ٢ / ١٦٩.

(٦) السابق ١ / ١١٤.

(٧) بحث (مصر والمصادر الأولى للتاريخ الأندلسى) بالعربية ، للدكتور محمود مكى ، المنشور فى (صحيفة المعهد المصرى للدراسات الإسلامية بمدريد) ، المجلد الخامس ، ١٣٧٧ ه‍ / ١٩٥٧ م ، ص ٣٣٠.

٣٣٣

والآن ، نستعرض عددا من مؤرخى الأندلس ، موضحين الأسانيد التى نقلوا عن طريقها كتابى ابن يونس ، مع ذكر التراجم التى نقلوها عنه فى كتبهم ، وذلك على النحو الآتى :

أ ـ ابن مفرّج «ت ٣٨٠ ه‍» : سبق أن عرّفنا بهذا المحدث والمؤرخ الأندلسى ، وأشرنا إلى مجيئه إلى مصر ، وكتابته «تاريخ مصر» لابن يونس عن مؤرخنا (١). ومن هنا ، فقد توقعنا أن نجد لديه ـ على الأقل ـ تاريخ «الغرباء» ، فلعله يهتم به ؛ لوجود تراجم الأندلسيين به ، لكن يبدو أن نسخته عن ابن يونس فقدت ، ولم أجد سوى نص وحيد يشير إلى هذه النسخة المفقودة (٢).

ب ـ ابن الفرضىّ «ت ٤٠٣ ه‍» : أورد هذا المؤرخ الأندلسى ـ عند ذكره مصادر كتابه : «تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس» ـ الطرق ، التى وصل بها كتابا مؤرخنا إليه ، وهى كالآتى :

١ ـ ما كان فيه عن «أبى سعيد» ، فهو «أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس ابن عبد الأعلى المصرى» ، خرّجته من تاريخه «فى أهل مصر والمغرب». أخذ ذلك من كتاب ، أنفذه إليه أمير المؤمنين «الحكم بن عبد الرحمن ، المستنصر بالله ، رحمه‌الله» (٣).

٢ ـ عن غير ذلك الكتاب [كتاب المستنصر السابق] ما أخبرنا به يحيى بن مالك العائذى ، عن أبى صالح أحمد بن عبد الرحمن بن أبى صالح الحرّانىّ الحافظ ، عن أبى سعيد.

٣ ـ «ومنه ما أخبرنى به أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى القاضى ، عن أبى

__________________

(١) راجع ص ٢٨٩ (هامش ٢) ، ص ٢٩٩ (هامش ٢) من هذه الدراسة.

(٢) تاريخ الغرباء (ترجمة عبد الرحمن بن بشر بن يزيد الأزدى ، رقم ٣٠٩ ، الواردة فى كتاب (تكملة كتاب الصلة) لابن الأبار (ط. الحسينى) ج ١ ص ٢٢٤ (قال : وجدت فى تاريخ ابن يونس ، أصل ابن مفرج) ، فى باب (عبد الرحمن) منه. ويلاحظ أنه سيأتى ذكر (ابن مفرج) ـ بعد قليل ـ ضمن مصادر المؤرخ الأندلسى (ابن الفرضى) ، التى نقل عن طريقها بعض نصوص من (تاريخ الغرباء) لابن يونس.

(٣) تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس (ط. الخانجى) ١ / ٩ ـ ١٠. ويلاحظ أن اسم كتاب ابن يونس المذكور غير صحيح. والمتصور أن يرسل الأمير المثقف العالم بعض تراجم الأندلسيين ، فيكون محلهم (تاريخ الغرباء).

٣٣٤

سعيد» (١). والآن ، نقوم برصد التراجم ، التى نقلها «ابن الفرضى» عن «ابن يونس» ، ملاحظين أنها اتخذت الأنماط التالية :

أولا ـ ما نقله ابن الفرضى عن «تاريخ المصريين» (٢).

ثانيا ـ ما نقله ابن الفرضى عن «تاريخ الغرباء» مباشرة «بأى من الطرق المذكورة سابقا» (٣).

ثالثا ـ ما لم يصرح ابن الفرضى بنقله عن «تاريخ الغرباء» لكننا رجحنا نقله عنه ؛ لعدم نسبته إلى مصدر آخر ، رغم تعدد مصادر كتابه ، إلى جانب تشابه المادة الموجودة فى الترجمة مع غيرها فى مصادر أندلسية أخرى ، صرحت بنسبتها إلى «ابن يونس» (٤).

ج ـ ابن عبد البر القرطبى «ت ٤٦٣ ه‍» : وهو صاحب كتاب «الاستيعاب فى معرفة الأصحاب». وقد طالع كتاب «تاريخ المصريين» لمؤرخنا ، ونقل لنا عددا من تراجم

__________________

(١) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ١ / ١٠.

(٢) ترجمة (بحير بن عبد الرحمن بن بحير) ، رقم (١٦٨ ، وهامشها ، وهى الواردة فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ١ / ١١٤.

(٣) راجع تراجم أرقام : ٥ (وهامش ٦ بها) ، ١٠ (هامش ٤ ، ٥) ، ١٤ (هامش ٦) ، ١٨ (هامش ٤) ، ٣٨ (هامش ٧) ، ٥٢ (هامش ٤) ، ٥٤ (هامش ٣) ، ٦٢ (هامش ٣) ، ٧٤ (هامش ٣) ، ٨٤ (هامش ٨) ، ٨٦ (هامش ٣) ، ١٠٥ (هامش ٦) ، ١١٠ (٦) ، ١٢٨ (١) ، ١٣٤ (١) ، ١٦٨ (هامش ٧ ص ٦٦ ، وهامش ٥ ص ٦٧ ، وهامش ١ ص ٦٩) ، ٢٠١ (١) ، ٢١١ (٣) ، ٢١٢ (٤) ، ٢١٩ (٢) ، ٢٣٨ (٢) ، ٢٣٩ (٣) ، ٢٤١ (١) ، ٢٤٢ (٣) ، ٢٦٢ (٦) ، ٢٦٩ (٦) ، ٢٧٣ (١) ، ٢٨٠ (٢ ـ ٣) ، ٢٨٩ (٨) ، ٢٩٦ (١) ، ٢٩٨ (٥) ، ٣٠٥ (٦) ، ٣٠٨ (٧) ، ٣١١ (٦) ، ٣٢٤ (٣) ، ٣٤١ (٢) ، ٣٥١ (٥) ، ٣٥٧ (٣) ، ٣٧٠ (٢) ، ٣٧٤ (٦) ، ٣٧٩ (٣) ، ٣٨٠ (٨) ، ٣٨١ (٩) ، ٣٨٦ (٤) ، ٣٩٦ (١) ، ٤١٩ (٥) ، ٤٢٠ (ترجمة عمر بن موسى الكنانى الواردة فى «تاريخ ابن الفرضى» ط. الخانجى ١ / ٣٦٤) ، ٤٢٣ (٤) ، ٤٢٨ (٣) ، ٤٢٩ (٧) ، ٤٣١ (١) ، ٤٣٤ (١) ، ٤٣٨ (٧) ، ٤٤٤ (٢) ، ٤٤٥ (١) ، ٤٤٩ (٣) ، ٤٥١ (٢) ، ٤٥٤ (٥) ، ٤٦٠ (٥) ، ٤٦٥ (٢) ، ٤٧٠ (٥) ، ٤٩٥ (٦) ، ٥٣١ (٦) ، ٥٣٥ (١) ، ٥٥٠ (٦) ، ٥٥٢ (٣) ، ٥٥٩ (٨) ، ٥٦٥ (١) ، ٥٩٠ (٣) ، ٦٠٥ (٥) ، ٦١٠ (٦) ، ٦١٦ (٤) ، ٦١٩ (٣) ، ٦٢٠ (٨) ، ٦٢٧ (٣) ، ٦٤٣ (١) ، ٦٤٨ (٤) ، ٦٥٠ (٦) ، ٦٥٢ (٤) ، ٦٦٢ (٣) ، ٦٦٣ (٨) ، ٦٦٧ (٤) ، ٦٨٩ (٥) ، ٦٩٦ (٢). وبذلك بلغت التراجم المنقولة عن مؤرخنا هنا (٨٤ ترجمة).

(٤) راجع تراجم أرقام : (١١ ، وهامش ٢ بها) ، ٣٢٣ (٤) ، ٦١٨ (٢).

٣٣٥

الصحابة ، صرّح فى إحداها بمصدره الذي رواها عنه (١). ورغم أن ابن عبد البر ذكر لنا طريقين نقل من خلالهما «تاريخ المصريين» لابن يونس (٢) ، إلا أنه كان يكتفى ـ فى القدر الذي بقى لنا من تراجم الصحابة المصريين ـ بذكر ابن يونس وحده من دون سائر رجال الإسناد ، الذين نقل عنهم الترجمة (٣).

د ـ الحميدى (ت ٤٨٨ ه‍) ، والضبى (ت ٥٩٩ ه‍) : وقد اخترت الجمع بينهما ؛ لتشابه تراجم كتابيهما : «الجذوة» ، و «البغية» تشابها يكاد يكون تاما فى كثير من الأحيان ، وما ذاك ـ فى رأيى ـ إلا لتوحد مصادرهما أحيانا ، ونقل الضبى عن الحميدى دون النص على ذلك غالبا (٤) ، وإن ردّ النصوص إلى الحميدى أحيانا (٥). ومن هنا ، فإنى أعتقد أن الضبى ـ غالبا ـ تابع للحميدى. أما الحميدى ، فقد كان على صلة ب «تاريخ الغرباء» لابن يونس ، ورأى أكثر من نسخة منه فى المشرق لدى ابن ماكولا صاحب «الإكمال» (٦) ، ولعل بعضها كان بخط «العلّامة الصورى» (٧).

وقد تركزت المادة المنقولة عن ابن يونس ، والواردة فى كتابى : «الحميدى» ،

__________________

(١) هى ترجمة الصحابى (أحمد بن عجيّان ، رقم ٩٢) الواردة فى (الاستيعاب) ١ / ١٤٤.

(٢) قال أبو عمر : «أخبرنى بتاريخ أبى سعيد حفيد يونس فى (المصريين) عبد الله بن محمد بن يوسف (هو ابن الفرضى) ، قال : ثنا يحيى بن مالك بن عائذ ، عن أبى صالح أحمد بن عبد الرحمن بن أبى صالح الحافظ ، عن أبى سعيد». والطريقة الثانية ـ عن ابن الفرضى أيضا ، عن أبى عبد الله محمد بن محمد بن مفرج القاضى ، عن أبى سعيد (المصدر السابق).

(٣) راجع (تاريخ المصريين) ، تراجم أرقام : (١٧٦ ، ٢٦٠ ، ١٠٤٤ ، ١١٣٦ ، ١٤٢٧) ، وهى موجودة فى (الاستيعاب) : ١ / ٣٧٧ ، ٢٨٣ ، ٣ / ١٢٤٧ ، ٤ / ١٤٥٥ ، ١٦٤٨ (على الترتيب).

(٤) راجع ـ مثلا ـ (تاريخ الغرباء) لابن يونس ، ترجمة (عزيز بن محمد اللخمى) ، رقم ٣٩١ (وهامشها رقم ٨) ، الوارد فى (الجذوة) ٢ / ٥٠٧ ، والبغية ص ٤٣٢ ، وترجمة (محمد بن معاوية الهشامى) ، رقم ٦٠٠ (وهامشها رقم ٧) ، الواردة فى (الجذوة) ١ / ١٤٦ ، والبغية ص ١٢٧.

(٥) راجع ترجمة (كرز بن يحيى الصدفى) رقم ٤٦٥ فى (تاريخ الغرباء) ، وهامشها رقم (٢) ، الواردة فى (الجذوة) ٢ / ٥٣٣ ـ ٥٣٤ ، و (البغية) ص ٤٥٣.

(٦) الجذوة ١ / ٢٣٦ (طالع فى هذه النسخة العتيقة ترجمة «إبراهيم بن أبان بن عبد الملك» ، رقم (٢) فى (تاريخ الغرباء). وكذلك طالع ترجمة (إبراهيم بن أبان) ، رقم (١٥) فى نسخة أخرى فى (المصدر السابق).

(٧) راجع ترجمة (إبراهيم بن عيسى بن عاصم) ، برقم (٢٥) فى (تاريخ الغرباء).

٣٣٦

«والضبى» فى تراجم «الغرباء» غالبا (١) ، وصرح كلاهما فى عدد من التراجم بذكر ابن يونس (٢) ، وفى البعض الآخر رجحنا نقلهما عن ابن يونس رغم عدم تصريحهما بذلك النقل ؛ لوجود هذه المادة التاريخية فى مصادر أخرى صرحت بنسبتها إلى ابن يونس (٣) ،

__________________

(١) عثرت على ترجمتين اثنتين ، نقل الحميدى أولاهما فى (الجذوة) ١ / ١٩٠ ـ ١٩١ ، والضبى فى (البغية) ص ١٧٤ ، من (تاريخ المصريين) ، وهى ترجمة (أحمد بن خازم المعافرى) رقم (١٢). والثانية ـ وردت فى (الجذوة ١ / ٢٩٧ ، والبغية ص ٢٤٩) ، منقولة عن (تاريخ المصريين) ، وهى ترجمة (بحير بن عبد الرحمن بن بحير) ، رقم (١٦٨).

(٢) راجع (تاريخ الغرباء) ، تراجم أرقام : (١١ ، وهامشها رقم ٢) ، ١٤ (٦) ، ٢٨ (١) ، ٣٨ (٩) ، ٥٦ (١) ، ٥٧ (٢) ، ٩٢ (٣) ، ١١٤ (٣). وهذه الترجمة موجودة ـ أيضا ـ فى كتاب (الصلة) لابن بشكوال (ت ٥٧٨ ه‍) ١ / ١١٩ (واكتفيت بالإشارة إلى هذا المصدر فى الحاشية ؛ لندرة ما احتفظ لنا به من تراجم (ابن يونس) ، ١١٨ (١) ، ١٧٣ (٣) ، ١٧٥ (١) ، ١٨٧ (هامش ٣ ص ٧٥ ، وهى تخص الضبى وحده) ، ١٩٥ (٧) ، ٢٠١ (١) ، ٢١١ (٣) ، ٢١٩ (١) ، ٢٤٤ (٦) ، ٢٥٤ (٤) ، ٢٥٥ (هامش ٦ ، وتخص الحميدى وحده) ٢٦٢ (٦) ، ٢٦٧ (٧) ، ٢٧٣ (١) ، ٢٨٥ (٥) ، ٢٩٢ (هامش ٤ ، ٥ ص ١١٥) ، ٢٩٧ (٢) ، ٣٠١ (٤) ، ٣٢٤ (٣) ، ٣٣٩ (٣) ، ٣٥٥ (٣) ، ٣٥٩ (هامش ٥ ، وتخص الحميدى فقط) ، ٣٩١ (٨) ، ٣٩٦ (١) ، ٤١٩ (هامش ٥ ، وتخص الحميدى وحده) ، ٤٢٣ (٤) ، ٤٢٨ (٢) ، ٤٣٩ (٢) ، ٤٤٤ (٢) ، ٤٥٩ (١) ، ٤٦٥ (٢) ، ٤٦٨ (١) ، ٤٨٥ (٦) ، ٤٩٨ (٧) ، ٤٩٩ (٢) ، ٥١٢ (٩) ، ٥١٤ (٢) ، ٥٣٢ (١) ، ٥٣٦ (٥) وتخص الحميدى وحده ، ٥٥٤ (هامش ٩ ـ شرحه) ، ٥٥٥ (١) ، ٥٥٨ (٧) ، ٥٦٥ (هامش ١ ، وتخص الحميدى) ، ٥٦٨ (٢) ، ٥٧٠ (٥) ، ٥٧٢ (هامش ٥) ٥٩٠ (٣) ، ٥٩١ (٤) ، ٥٩٣ (١) ، ٦٠٠ (هامش ٧ ، ويخص الحميدى فقط) ، ٦٠١ (١) ، ٦٠٣ (٥) ، ٦١٨ (٢) ، ٦٢٧ (هامش ٣ ص ٢٣٤) ، ٦٣٢ (٣) ، ٦٣٤ (٥) ، ٦٤٣ (٣) ، ٦٤٥ (٢) ، ٦٥٢ (٢) ، ٦٥٧ (٦) ، ٦٦٢ (هامش ٣ ، وهامش ٧ ص ٢٤٩) ، ٦٧٥ (٤) ، ٦٨٠ (٢). وبذلك بلغت التراجم المنقولة عن مؤرخنا هنا (٧١ ترجمة).

(٣) راجع (تاريخ الغرباء) تراجم أرقام : (١٠ ، وهامشها رقم ٥) ، ٥٢ (٤) ، ٧٤ (٣) ، ٨٤ (٨) ١١٠ (هامش ٦ خاص بالحميدى) ، ١٢٨ (١) ، ١٦٣ (٢) ، ١٧٤ (٤) ، ١٨٧ (هامش ٢ ص ٧٥ ، ويخص الحميدى وحده) ، ١٨٨ (هامش ٥ الخاص بالحميدى) ، ٢١٢ (٥) ، ٢١٦ (٤ ، ٥ ص ٨٧) ، ٢٢٢ (١) ، ٢٢٣ (٤) ، ٢٢٧ (٨) ، ٢٣٤ (٦) ، ٢٣٨ (٢) ، ٢٤٦ (٣) ، ٣١١ (٦) ، ٣٤١ (٣) ، ٣٤٧ (٣) ، ٣٥٤ (١) ، ٣٥٧ (٣) ، ٣٧٠ (١ ، ٢) ، ٣٧٤ (٦) ، ٣٧٩ (٣) ، ٣٨٠ (٨) ، ٣٨١ (هامش ٩ ، وهو خاص بالضبى) ، ٣٨٧ (٧) ، ٤٢٠ (الجذوة ٢ / ٤٧٩ ، والبغية ٤٠٩) ، ٤٢٩ (٧) ، ٤٣٨ (٧) ، ٤٤٩ (٣) ، ٤٥١ (٢) ، ٤٥٤ (٥) ، ٤٧٠ (٥) ، ٥٣٥ (١) ، ٥٤٧ (١) ، ٥٥٠ (٦) ، ٥٥٢ (هامش ٣ الخاص بالحميدى) ، ٥٥٤ (٩ الخاص بالضبى) ، ٥٥٩ (٨) ، ٥٦١ (٣) ، ٥٦٥ (هامش ١ ص ٢١٣ ، الخاص بالضبى) ، ٥٧٦ (١) ، ٥٩٢ (٧) ،

٣٣٧

أو لنقلهما عن المصدر الأساسى ، الذي نقل عنه ابن يونس نفسه ، فيذكران المصدر الأصلى ، لا الوسيط (١).

ه ـ ابن الأبّار «ت ٦٥٨ ه‍» : واحتفظ لنا من «تاريخ الغرباء» بعدد من التراجم المنقولة عن ابن يونس بواسطة «ابن الفرضى ، والحميدى» ، وذلك فى كتابه : «تكملة كتاب الصلة» (٢).

و ـ المراكشى «ت ٧٠٣ ه‍» : ولم أجد ـ فيما بقى من كتاب الذيل ـ سوى ترجمة واحدة مأخوذة عن «تاريخ الغرباء» لابن يونس (٣) ، وأخرى مأخوذة عن «تاريخ المصريين» (٤).

وهكذا ، استعرضنا ـ تفصيلا ـ كيف وصلت إلينا هذه المقادير الهائلة من تراجم كتابى مؤرخنا «ابن يونس» ، وركزنا ـ تحديدا ـ على مؤرخى الأندلس ؛ كى نبرز أثر مؤرخنا فى مدرسة التأريخ الأندلسى فى القرن الرابع الهجرى ، من حيث المادة التاريخية المتصلة ب «التراجم» ، خاصة تراجم «الأندلسيين».

__________________

٦٠٥ (٥) ، ٦١٠ (٦) ، ٦١٩ (٥) ، ٦٢٠ (هامش ٨ ، خاص بالحميدى) ، ٦٢٧ (٣) ، ٦٤٣ (١) ، ٦٥٠ (٦) ، ٦٥٢ (٤) ، ٦٦٧ (٤). وبذلك بلغت التراجم المنقولة عن مؤرخنا ـ على الراجح ـ هنا (٥٥ ترجمة).

(١) هناك تراجم نقلها ابن يونس عن الخشنى ، وقام الحميدى والضبى بنقلها عن ذلك المصدر الأساسى (الخشنى) ، لا الوسيط (ابن يونس) ، وهى فى (تراجم الغرباء) أرقام : ١٨٩ (٦) ، ١٩٣ (٤) ، ٢٤٠ (٤) ، ٣٨٦ (٤) ، ٤٣٤ (١) ، ٦٤٨ (٤) ، ٦٦٣ (٨) ، ٦٨٩ (٥) ، ٦٩٦ (٢).

(٢) راجع تاريخ الغرباء : تراجم أرقام (٢٣٨ ، ترجمة سليمان بن عبد الرحمن ، المنقولة بواسطة «ابن الفرضى» الموجودة فى (تكملة كتاب الصلة ، ط. مدريد ص ٢٩٦) ، ورقم ٢٤٤ ، ترجمة سهل بن عبد الرحمن ، المنقولة بواسطة «الحميدى» الموجودة فى المصدر نفسه ص ٣٢٦ ، ورقم ٢٩٥ (ترجمة عبد الله بن المغيرة بن أبى بردة فى (المصدر نفسه ، ط. الحسينى) ٢ / ٧٧٢ ، ورقم ٣٦٧ (ترجمة عبيد الله بن حنين الأندلسى ، وهى فى المصدر نفسه ١ / ٢٠٦).

(٣) راجع (ترجمة رقم ٢٦٣) ، وهى فى (الذيل والتكملة) ، بقية السفر الرابع ص ١٤٥.

(٤) راجع ترجمة (وردان) رقم (١٣٦٩) ، وهى موجودة فى (السفر الخامس ، القسم الثانى ، من (الذيل والتكملة) ص ٥٦٣.

٣٣٨

رابعا ، وأخيرا ـ منهجى فى تجميع بقايا كتابى

«ابن يونس»

عرفنا فى عرضنا للنقاط الثلاث السابقة ـ من هذا المدخل المطوّل المهم ـ الكثير من المعلومات النظرية عن هذين الكتابين المفقودين. وأعتقد أنه قد آن الأوان للاستفادة من كافة ما مضى ، وتوظيفه بدقة وحذر فى إعادة بناء هيكل هذين الكتابين ، عن طريق تجميع ما تيسر لى من بقاياهما ؛ حتى تتم دراسة هذه البقايا ، واستخلاص منهج مؤرخنا على ضوئها فيما بعد.

ولا شك أن عمليات التجميع تلك جوبهت بعراقيل كثيرة ، وعقبات متوالية ، وصعوبات جمّة. وكان لابد ـ حتى نصل إلى غايتنا المرجوة ـ أن نضع لكل مشكلة حلا ، وأن نذلل الصعوبات ، ونتخطى العقبات ، واحدة تلو الأخرى ، وفق منهج محكم ، يصل بنا ـ فى النهاية ـ إلى إعادة تشكيل الكتابين الضائعين ، على نحو أقرب ما يكون من الصورة التى خلّفها عليها مؤرخنا «عليه رحمة الله».

والآن ، نعرض هذه الصّعوبات ، ومنهجنا فى مواجهتها على الوجه الآتى :

الصعوبة الأولى :

غزارة وضخامة عدد التراجم المتبقية من كتابى مؤرخنا «خاصة تاريخ المصريين» ، وتوزعها ، وتناثر وتمزق أشلائها ـ وأحيانا أشلاء الترجمة الواحدة ـ فى بطون المصادر المخطوطة والمطبوعة ، وندرة وسطحية المعلومات الواردة داخل كثير من التراجم المتبقية.

كيفية مواجهتها :

أمكن مواجهة هذه الصعوبة ، وتخطى تلك العقبة باتباع الخطوات الآتية :

أ ـ إجراء مسح شامل ودقيق ، لأكبر قدر من المصادر المخطوطة ، والمطبوعة (١) ،

__________________

(١) رجعت فى استخراج مادة (تاريخ المصريين) لمؤرخنا إلى عشرات المصادر (مخطوطة ، ومطبوعة) ، أذكرها ـ هنا ـ مرتبة ترتيبا تاريخيا كما يلى :

١ ـ الألقاب ، لابن الفرضى (ت ٤٠٣ ه‍).

٢ ـ تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس ، لابن الفرضى.

٣٣٩

__________________

٣ ـ مخطوط (مشتبه النسبة ، نسخة المغرب) ، و (ط. الهند) ، لعبد الغنى بن سعيد (ت. ٤٠٩ ه‍).

٤ ـ المؤتلف والمختلف (المخطوط ، نسخة المغرب) ، و (المطبوع ، ط. الهند ، وط. دار الأمين) ، لعبد الغنى بن سعيد.

٥ ـ مخطوط (معرفة الصحابة) ، لأبى نعيم (ت ٤٣٠ ه‍) ـ نسخة غير مرقمة (مصورة عن نسخة فيض الله ـ الجزء الأخير).

٦ ـ (رياض النفوس) ، للمالكى (ت بعد ٤٦٠ ه‍). (طبعة مؤنس ، وطبعة بيروت).

٧ ـ (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادى (ت ٤٦٣ ه‍).

٨ ـ (الاستيعاب) لابن عبد البر (ت ٤٦٣ ه‍).

٩ ـ (الإكمال) لابن ماكولا (ت ٤٧٥ ه‍).

١٠ ـ (جذوة المقتبس) للحميدى (ت ٤٨٨ ه‍).

١١ ـ (ترتيب المدارك) ، للقاضى عياض (ت ٥٤٤ ه‍).

١٢ ـ (الأنساب) للسمعانى (ت ٥٦٢ ه‍).

١٣ ـ (تاريخ دمشق المخطوط ، والمطبوع) ، لابن عساكر (ت ٥٧١ ه‍).

١٤ ـ (بغية الملتمس) للضبى (ت ٥٩٩ ه‍).

١٥ ـ (مخطوط الكمال فى معرفة الرجال) ، للمقدسى (ت ٦٠٠ ه‍) ـ نسخة (أحمد الثالث).

١٦ ـ معجم البلدان ، لياقوت (ت ٦٢٦ ه‍).

١٧ ـ (معجم الأدباء) لياقوت.

١٨ ـ مخطوط (الاستدراك على إكمال ابن ماكولا) ، لابن نقطة الحنبلى (ت ٦٢٩ ه‍).

١٩ ـ (أسد الغابة) ، لابن الأثير (ت ٦٣٠ ه‍).

٢٠ ـ (اللباب فى تهذيب الأنساب) ، لابن الأثير.

٢١ ـ (إنباه الرواه) ، للقفطى (ت ٦٤٦ ه‍).

٢٢ ـ تكملة كتاب الصلة ، لابن الأبار (ت ٦٥٨ ه‍) ـ (طبعة الحسينى).

٢٣ ـ (بغية الطلب) ، لابن العديم (ت ٦٦٠ ه‍).

٢٤ ـ تهذيب الأسماء واللغات للنووى (ت ٦٧٦ ه‍).

٢٥ ـ شرح صحيح مسلم ، للنووى.

٢٦ ـ وفيات الأعيان ، لابن خلكان (ت ٦٨١ ه‍).

٢٧ ـ معالم الإيمان ، للدباغ (ت ٦٩٦ ه‍).

٢٨ ـ الذيل والتكملة ، للمراكشى (ت ٧٠٣ ه‍).

٢٩ ـ مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور (ت ٧١١ ه‍).

٣٠ ـ تهذيب الكمال للمزى (ت ٧٤٢ ه‍).

٣٤٠