إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء - ج ٣

محمد راغب بن محمود بن هاشم الطبّاخ الحلبي

إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء - ج ٣

المؤلف:

محمد راغب بن محمود بن هاشم الطبّاخ الحلبي


المحقق: محمّد كمال
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٧

دائرة الأشغال العامة

هذه الدائرة وظيفتها بناء الجسور والقناطر وتمهيد الطرق وغير ذلك من الأعمال ، وقد تأسست سنة اثنتين وثلاثمائة وألف أو بعد ذلك بقليل ، وكانت مؤلفة من مهندس ومعاون له ، وأعمالها منحصرة بتمهيد الطرق ، ثم صدر قانون في سنة ١٣٠٧ يكلف جميع العثمانيين من سن ١٧ إلى ٦٠ بالشغل أربعة أيام في السنة بدنا أو بدلا أو مالا ، وكان المهندس والمعاون يرجعان في أمورهما إلى لجنة مؤلفة من الوالي ومدير المصرف الزراعي وعضو من مجلس الإدارة. وبقيت تلك اللجنة إلى شعبان من سنة ١٣٢٩ ففيها صدرت إرادة سنية بإلغائها.

فهذه اللجنة أتمت من الأعمال ما يأتي :

تمهيد طريق لسير العجلات من حلب إلى الإسكندرونة وطوله ١٥٦ كيلو مترا.

وتمهيد طريق من طوب بوغاز (نقطة على طريق الإسكندرونة) إلى أنطاكية طوله ٣٦ كيلو متر وتمهيد ٢٠ كيلو مترا من الطريق التي بين حلب وبيره جك ومهدت العوارض قدر ١٠٠ كيلو متر ما بين حلب وبغداد ليكون صالحا لسير العجلات في موسم الصيف.

وأنشىء طريق من قرب كفرأنطون على طريق الإسكندرونة شمالا يمر من أعزاز ـ كلّز ـ عينتاب حتى مرعش ، وهو من مفرق الطريق إلى كلّز ٥٠ كيلو مترا ومنها إلى عينتاب ٥٩ ومنها إلى حدود مرعش ٣٤.

وفي سنة ١٣٢٩ شكلت هذه الإدارة على نسق الإدارات التي في بلاد الغرب من رئيس المهندسين ومهندسين ومناظرين وكتاب وصارت تقوم بهذه الأعمال على صورة فنية من إنشاء الجسور اللازمة للطرقات وغير ذلك.

وفي سنة ١٣٣٤ أنشىء طريق ما بين خان عفرين على طريق الإسكندرونة وبلدة راجو ، ولم تزل تشكيلات هذه الإدارة على هذه الصورة حتى سنة ١٣٤٠ ، ففيها تشكلت هذه الدائرة بصورة أنظم مما كانت عليه وزيد في نفقاتها مبلغ وافر ، لذا أمكنها أن تقوم بأعمال كثيرة في هذه السنين الثلاث وهي :

٤٤١

١ ـ فتح طريق من حلب إلى أنطاكية يمر من أورم الصغرى وأورم الكبرى والأثارب وقصر البنات وحارم طوله من حلب إلى أنطاكية ١٠٠ كيلو متر ، ثم منه إلى حارم وهو ٦٥ كيلو مترا والدائرة مهتمة بإكماله إلى أنطاكية.

٢ ـ فتح طريق من حلب إلى إدلب ريحا (جسر الشغر) طوله ١٢٢ كيلو مترا ، تم منه ٦٣ كيلومترا ، وسيتم الباقي بعد سنة من هذا التاريخ ، ومن الجسر إلى اللاذقية سيكمل من قبل حكومتها.

٣ ـ تنظيم ساحة برية المسلخ وجعلها حديقة عامة وردم الخندق من عند محلة جب قرمان إلى جامع التوبة في محلة باب النيرب ، وأنشئت في برية المسلخ أمام الحديقة مدرسة ابتدائية تحتوي على ١٥ غرفة واسعة داخل عرصة طولها ١٢٠ مترا وعرضها ٥٥ مترا ، وأنشأت هناك مستوصفا لمعاينة الفقراء مجانا فيه ٩ غرف طوله ٨٠ مترا وعرضه ٢٥ مترا وستكون مصاريفه من جانب إدارة الصحة العامة.

٤ ـ إكمال البناية التي كانت أسست سنة ١٣٣٠ غربي التكية المولوية أمام النهر ، وكان قد بني منها طابق واحد لكنه لم يكمل فبني الطابق العلوي وأكمل السفلي ، والمنتظر اتخاذ هذه البناية العظيمة مدرسة للهندسة وهي ١٥ غرفة.

٥ ـ إكمال بناية أمام مخفر الكتّاب قبلي بستان باقي جاويش خصصت لدائرة قيادة الدرك والاقتصاد ، وكان مكانها نصف التربة الدقماقية والنصف الآخر باق وفيها ١٨ غرفة ، وكان بوشر فيها أثناء الحرب من قبل دائرة النافعة لتكون مسكنا للولاة ، وبني منها جدرانها ثم تركت فأكملتها الآن.

٦ ـ فتح طريق من بساتين (بابلّا) مارا بالمسلخ وينتهي في محلة باب النيرب إلى قسطل علي بك.

٧ ـ فتح طريق من حلب إلى الباب وقد وصل الآن إلى قرية نقّارين وأنشىء في قرية مرّان جسران على هذا الطريق وجسر في قرية المديونة في هذا الطريق وجسر في قرية الغوز ودير قاق وجسر آخر في كروم الباب ومجموعه ٣٦ كيلو مترا.

٨ ـ فتح طريق من الباب إلى بزاعة مع إنشاء أربعة جسور فيما بين الباب وبزاعة طوله ٥ كيلو مترات.

٩ ـ جلب ماء قرية مرتين التي تبعد عن إدلب ٧ كيلومترات إلى إدلب بواسطة

٤٤٢

أقنية حديدية وموتور ومضخة ، ومصاريف ذلك النصف من الأهالي والنصف من مجلس بلدية إدلب ، بلغت المصاريف ١٢ ألف ورقة سورية تعادل ٢٨٨٠ ليرة عثمانية ذهبا.

١٠ ـ ترصيف الطريق من باب النصر إلى باب الحديد.

١١ ـ بناء دور للحكومة في قضاء أعزاز والمعرة وجرابلس وجسر الشغر وكردطاغ ودير الزور كل دار ٢٤ غرفة.

١٢ ـ إنشاء مدرسة في إدلب ذات ٦ صفوف واسعة كان بني منها جدرانها إلى النوافذ فأكملت في هذه المدة وسلمت للمعارف.

١٣ ـ بناء مدرسة تجهيزية في دير الزور ذات طابقين تشتمل على ٢٠ غرفة.

١٤ ـ ترميم حيطان قاعة القلعة وربطها بقضبان حديدية (وقد أشرنا إلى ذلك في الكلام على القلعة).

١٥ ـ بناء بجانب مدرسة الصنائع تحت القلعة فيه ٥ غرف ليكون دارا لصناعة الحدادة تلحق بهذه المدرسة (وقد أشرنا إلى ذلك في الكلام على هذا المكتب).

١٦ ـ بناء أثر تذكاري بطرف قبور الجراكسة في ذيل جبل الجوشن يعلم منه الشروع في فتح الطريق من حلب إلى أنطاكية من جهة ومن حلب إلى جسر الشغر من جهة أخرى.

هذا ما قامت به من الأعمال إلى هذا الشهر وهو شهر شوال من سنة ١٣٤٣ ، وفي مقرراتها تعريض جسر الناعورة لضيقه وستجعله ٢٠ مترا وستباشر به عمّا قريب.

فصل فيما مدحت به حلب (١)

قال أبو العلاء المعري :

يا شاكي النوب انهض طالبا حلبا

نهوض مضنى لحسم الداء ملتمس

واخلع حذاك إذا حاذيتها أدبا

كفعل موسى كليم الله في القدس

وقال أبو الطيب المتنبي :

كلما رحبت بنا الروض قلنا

حلب قصدنا وأنت السبيل

فيك مرعى جيادنا والمطايا

وإليها وجيفنا والذميل

__________________

(١) قدمنا بعضا منه في الجزء الثاني في صحيفة ٣٠٤

٤٤٣

وقال أبو الفتح ابن حيّوس من قصيدة يمدح بها الأمير شرف الدولة مسلم بن قريش لما فتح حلب سنة ٤٧٣ :

ما أدرك الطلبات مثل مصمم

إن أقدمت أعداؤه لم يحجم

لا يتشكون إليك نائبة سوى

تقصيرهم عن شكر هذي الأنعم

أقدمت أمتع مقدم وغنمت أو

في مغنم وقدمت أسعد مقدم

ولقد ظفرت بما يعز مرامه

إلا عليك فدم عزيزا واسلم

كانت تعد من المعاقل برهة

وسمت بملكك وهي بعض الأنجم

فضلت على كل البقاع وبينت

فضل الصبور على الممض المؤلم

من زاد عنها نخوة لم يخش من

عتب العتاب ولا ملام اللوّم

وقال أبو الوليد البحتري :

أقام كل ملثّ الودق رجّاس

على ديار بعلوى الشام أدراس

فيها لعلوة مصطاف ومرتبع

من بانقوسا وبابلّى وبطياس

منازل أنكرتنا بعد معرفة

وأوحشت من هوانا بعد إيناس

يا علو لو شئت أبدلت الصدود لنا

وصلا ولان لصب قلبك القاسي

هل من سبيل إلى الظهران من حلب

ونشوة بين ذاك الورد والآس

وقال أبو فراس الحمداني :

الشام لا بلد الجزيرة لذتي

وقويق لا ماء الفرات منائي

وأبيت مرتهن الفؤاد بمنبج ال

سوداء لا بالرقة البيضاء

وقال أيضا :

ارتاح لما جاز أرتاحا

ولاح من جوشن ما لاحا

لما رأى مسحب أذياله

باح من الحب بما باحا

ملعب لهو كلما زرته

وجدت فيه الروح والراحا

وقال أيضا :

نظرت وضمت جانبيّ التفاتة

وما التفت المشتاق إلا لينظرا

إلى أرجوانيّ من البرق كلما

تنمر علويّ السحاب تعصفرا

يضيء غماما فوق بطياس واضحا

يبض وروضا تحت بطياس أخضرا

وقد كان محبوبا إلي لوانه

أضاء غزالا عند بطياس أحورا

٤٤٤

وقال أبو بكر الصنوبري :

إني طربت إلى زيتون بطياس

بالصالحية ذات الورد والآس

من ينس عهدهما يوما فلست له

وإن تطاولت الأيام بالناسي

يا موطنا كان من خير المواطن لي

لما خلوت به ما بين جلّاسي

وقائل لي أفق يوما فقلت له

من سكرة الحب أو من سكرة الكاس

لا أشرب الكاس إلا من يدي رشإ

مهفهف كقضيب البان ميّاس

مورد الخد في قمص موردة

له من الآس أكليل على الراس

قل للذي لام فيه هل ترى خلفا

يا أملح الروض بل يا أملح الناس

وقال سعد الدين ابن الشيخ محيي الدين بن عربي :

حلب تفوق بمائها وهوائها

وبنائها والزهر من أبنائها

نور الغزالة دون نور رحابها

والشهب تقصر عن مدى شهبائها

طلعت نجوم النصر من أبراجها

فبروجها تحكي بروج سمائها

والسور باطنه ففيه رحمة

وعذاب ظاهره على أعدائها

بلد يظل به الغريب كأنه

في أهله فاسمع جميل ثنائها

وقال عبد الله بن محمد بن سنان الخفاجي الحلبي :

قل للنسيم إذا حملت تحية

فاهد السلام لجوشن وهضابه

واسأله هل سحب الربيع رداءه

فيها وجر الفضل من أهدابه

وتبسمت عند الرياض وأفصحت

بثناء بارقه ومدح سحابه

ولقد حننت وعاد لي من نحوه

شجن بخلت به على خطّابه

وصبابة علقت بقلب متيم

وصل الغرام إليه قبل حجابه

وإذا الغريب صبا إلى أوطانه

شوقا فمعناه إلى أوطانه

وقال أيضا متشوقا وهو بآمد (ديار بكر) :

خليليّ من عوف ابن عذرة إنني

لكل غرام فيكما لجدير

كفى حزنا أني أبيت وبيننا

وسيع الفلا والسامرون كثير

وأصبح مغلوبا على حكم رأيه

وقد عشت دهرا ما عليّ أمير

أشيم ركابي في بلاد غريبة

من العيش لم يسرح بهن بعير

٤٤٥

فقد جهلت حتى أراد خبيرها

بوادي الفطين أن يلوح سنير

وكم طلبت ماء الأحص بآمد

وذلك ظلم للرجاء كبير

عدوها قويقا واطلبوا لحنينها

نحايف جسمي إن تهب دبور

فو الله ما ريح الصبا بحنينة

إليها ولا ماء الأحص نمير

سقى الهضبة الأدماء من ركن جوشن

سحاب يسير نوره وينير

وحل عقود المزن في حجراته

نسيم بأدواء القلوب خبير

فما ذكرته النفس إلا تبادرت

مدامع لا يخفى بهن ضمير

وقال أبو عبد الله أبو العباس الصفري يتشوق إلى حلب وهو بدمشق :

من مبلغ حلب السلام مضاعفا

من مغرم في ذاك أعظم حاجه

أضحى مقيما في دمشق يرى بها

عذب الشراب من الأسى كدجاجه

وقال أيضا :

يا برق طالع من ثنية جوشن

حلبا وحي كريمة من أهلها

واسأله هل حمل النسيم تحية

منها فإن هبوبه من رسلها

ولقد رأيت فهل رأيت كوقفة

للبين يشفع هجرها في وصلها

وقال جمال الدين يحيى بن مطروح يمدح حلب وملكها نقلا عن ديوانه المطبوع :

على حلب الغراء مني تحية

لها أرج كالمسك والعنبر الوردي

وما هي إلا جنة الخلد بهجة

ولا عجب شوقي إلى جنة الخلد

نعم ورعى الرحمن فيها عصابة

مناقبهم جلّت عن الحصر والحدِّ

وخصص منهم منعما راجح النهى

مباح الحمى خفاق ألوية الحمد

هو النيّر العلوي غير مدافع

وعند ملوك الأرض واسطة العقد

فما زاد قرب الدار إلا تشوقا

على أن قرب الدار خير من البعد

لأبي الحسن علي بن عنبر الحلوي :

لئن سمحت أيدي الزمان برحلة

إلى حلب حل الحيا عندها الحبى

شكرت لما أولت يدا غربة النوى

زماني بها شكر المجازي على الحبا

وقابلت معناه وقبلت مبسما

فحيا فأحيا عنده ميت الصِّبا

فأهلا وسهلا بالشمال تؤمه

وسقيا ورعيا للجنوب وللصَّبا

٤٤٦

وقال محمد بن حرب الخطيب وهو بالبيرة يتشوق إلى حلب :

يقر لعيني أن أروح بجوشن

وماء قويق تحته متسربا

لقد طفت في الآفاق شرقا ومغربا

وقلبت طرفي بينها متقلبا

فلم أر كالشهباء في الأرض منزلا

ولا كقويق في المشارب مشربا

جعلت شعار الوجد لي بعد بعدكم

شعارا ومجرى مذهب الدمع مذهبا

لعل زمانا قد قضى بفراقنا

يريني قريبا شملنا متقربا

وقال الأمير ركن الدين : أنشدني موفق الدين الكاتب يتشوق إلى حلب :

سلام على الحي الذي دون جوشن

سلام يرثّ الدهر وهو جديد

تضوع بمسراه البلاد كأنما

تراه من الكافور وهو صعيد

فلي أبدا شوق إليه مبرِّح

ولي كلَّ يوم أنّة ونشيد

وكيف أداوي بالعراق محبة

شآمية إن الدواء بعيد

ومما قاله الوزير أبو القاسم بن الحسين المغربي :

أمّا إلى حلب فقلبي نازح

أبدا وماء علاقتي متصوب

بلد عرفت بها العدو مكلما

عني وشيطان الغواية يحلب

أيام أركب من شبابي جامحا

فيمرّ بي فيما يشاء ويذهب

هيهات لا تلك الليالي عود

أبدا ولا ذاك الزمان معقّب

لهفي عليه وإن تمنطق عادلا

فيه وأصفح عنه حيس مهذب

وقال أيضا :

مل بي إلى حلب أعلل ناظري

فيها غداة تحث بي الأشواق

بلد أرقت به مياه شبيبتي

حيث النجيع إذا أردت مراق

وله أيضا :

حن قلبي إلى معالم بابلّا

حنين المولَّه المشغوف

مطلب اللهو والهوى وكناس

الخرّد العين والظباء الهيف

حيث شطّا قويق مسرح طرفي

وسواقيه مؤنسي وأليفي

ليس من لم يكثر الحنين إلى الأ

وطان إن شتت النوى بظريف ١

ذاك من شيمة الكرام ومن عه

د الوفاء المحبب الموصوف

__________________

١ ـ هكذا جاء البيت ، ويستقيم وزنه بحذف لم.

٤٤٧

وقال أبو الفتح محمود بن الحسن المعروف بكشاجم :

أرتك يد الغيث آثارها

وأعلنت الأرض أسرارها

وكانت أكنَّت لكانونها

خبايا وأعطته آدارها

فما تقع العين إلا على

رياض تصنف نوارها

يفتح فيها نسيم الصبا

جناها فيهتك أستارها

ويسفح فيها دماء الشقيق

إذا ظل يفتض أبكارها

ويدني إلى بعضها بعضها

كضم الأحبة زوارها

تغض لنرجسها أعين

وطورا تحدق أبصارها

إذا مزنة سكبت ماءها

على بقعة أشعلت نارها

وما أمتعت جارها بلدة

كما أمتعت حلب جارها

هي الخلد تجمع ما تشتهي

فزرها فطوبى لمن زارها

وللهو فيها شهور الربيع

حين يقطف أزهارها

إذا ما استمد قويق السما

بها فأمدته أمطارها

وأقبل ينظم أجيادها

يغيض المياه وأغوارها

وأرضع جناتها دره

فعمم بالنور أشجارها

ودار بأكنافها دورة

ينسّي الأوائل تذكارها

نسبها صاحب الدر المنتخب لكشاجم ونسبها ابن شداد لأبي بكر الصنوبري والله أعلم.

وفي المختار من الكواكب المضية نقلا عن ابن خطيب الناصرية قال : حلب بلدة مباركة عذبة الماء طيبة الهواء جيدة الأبناء لكنها مقبلة على غربائها مدبرة عن أبنائها كما قيل :

غريبها مقدم

وأهلها في الساقة

وقال صاحب الفراسة :

وحلب خزانة الذكاء

وموطن العفة والحياء

طالعها للغرباء سعد

وهي لمن فيها شقا وكد

لكنها تعطي دقيق العلم

لأهلها من بعد لطف الفهم

والعصبيات لديهم وافره

وعلقة الحذق عليهم ظاهره

٤٤٨

وقال أبو نصر محمد بن محمد الخضري :

يا حلبا حييت من مصر

وجاد مغناك حيا القطر

أصبحت في جلّق حران من

وجد إلى مربعك النضر

والعين من شوق إلى العين

والفيض غدت فائضة تجري

ما بردى عندي ولا دجلة

ولا مجاري النيل من مصر

أحسن مرأى من قويق إذا

أقبل في المد وفي الجذر

يا أسفي منه على جرعة

تبل مني غلة الصدر

كم فيك من يوم ومن ليلة

مرّ لنا من غرر الدهر

ما بين بطياس وحيلان

والميدان والجوسق والجسر

وروض ذاك الجوهريّ الذي

أرواحه أزكى من العطر

وزهره الأحمر من ناظر

الياقوت والأصفر كالتبر

والنور في أجياد أغصانه

منظم أبهى من الدّرِّ

منازل لا زال حلف الحيا

على رباها دائم الدَّرِّ

تالله لا زلت لها ذاكرا

ما عشت في سري وفي جهري

وكيف ينساها فتى صيغ من

تربتها الطيبة النشر

وكل يوم مرّ في غيرها

فغير محسوب من العمر

إن حنّ قلبي إليها فلا

غرو حنين الطير للوكر ١

يا ليت شعري هل أراها وهل

يسمع بالقرب بها دهري

وقال ابن مشرق المارديني :

حيا حمى الشهباء حقا إنها

مدينة يرتع في نعيمها

نسيمها ألطف شيء في الورى

وأهلها ألطف من نسيمها

وكتب أبو سعيد ابن الغزي إلى كمال الدين ابن الأستاذ :

كتبت وما اجتاز السلو ببالي

ووجدي بكم وجدي وحالي حالي

وأذكر لو يجدي التذكر راحة

وأسأل عنكم لو يفيد سؤالي

أيا ساكني الشهباء عهدي بعهدكم

قديم ولاء لم يشب بملال

__________________

١ ـ البيت مكسور كما هو واضح. ولعل الصواب : إن حن لي قلب إليها فلا ...

٤٤٩

أياديكم عندي أياد عميمة

توالت وما شكري لها متوالي

أؤمل شكرا أرتضيه لمثلكم

لقد كلّفت نفسي إذا بمحال

أيا راكبا يزجي الركائب طلّعا

رويدك من أين بها وكلال

إذا حلب يممت ساحة أرضها

فحي قياما بالمقام عوالي

وعرج بباب الأربعين مبلغا

سلامي أحبابا به وموالي

وطارحهم عني قديم مودة

أغار عليها أن تمر ببالي

إذا ما ذكرت الفيض فاضت مدامعي

تبل عليها وبلها المتبالي

ولم أله عن باب الجنان تسليا

لسلسال ماء كالحياء زلال

سقى المشهد الأعلى فأعلام جوشن

بواكر داني الهنديين سجال

وروى مقر الأنبياء سحائب

يؤلفها ريحا صبا وشمال

بذلت لروض الجوهري جواهرا

من الدمع فهي اليوم غير غوال

أقامت بقلبي للغرام لواعج

لمرأى أنيق عنده وجمال

يذكرني الفردوس طيب نعيمه

فيا حسنه لو لم يشب بزوال

مغان عهدت الأنس فيهن دائما

فما بالها ولّت كطيف خيال

وقضّيت أياما بها ولياليا

فيا طيب أيام وطيب ليال

وما حلب إلا مقر مكارم

ومعدن أفضال وكنز معالي

إذا ظفرت كفاك منها بصاحب

فقل في خليل حاز حسن خلال

يقصر عن شهبائها الشهب رفعة

فقد كملت وصفي علا وجلال

وقال محمد بن النابلسي ١ يذكر الميدان الأخضر الذي جدده الملك الظاهر غازي :

فحبذا في حلب مسارح

للحسن روح الروح في عيانها

وحبذا ما تمرح الأعين في

مروجه الفيحاء من ميدانها

وما اكتست أقطاره من حلل

تنوّق الصانع في ألوانها

قال في كنوز الذهب : الميدان الأخضر الذي جدده الظاهر غازي هو شمالي حلب ، طوله سبعمائة وخمسون ذراعا وعرضه من القبلة خمسون ومن الشمال سبعون ذراعا ، هكذا كان قديما ، وخارجه دكة عظيمة لا يصعدها أحد للنزول عليها إلا

__________________

١ ـ هكذا في الأصل ، والصواب : أبو محمد عبد الرحمن بن بدر بن الحسن بن المفرِّج النابلسي (الأعلاق الخطيرة ـ ١ / ١٦٧).

٤٥٠

السلطان ، ولم تزل الملوك تعمر في هذا الميدان وتحسنه. ولما أراد الأشرف برسباي الحضور إلى حلب عمر فيه قصروه كافل حلب عمارة كثيرة وعمر فيه إينال الأشقر.

ومما قاله الملك الناصر ١ صلاح الدين يتشوق إلى حلب وهو بدمشق قصيدة أولها :

سقى حلب الشهباء في كل لزبة

سحائب غيث نورها ليس يقلع

فتلك ربوعي لا العقيق ولا الحمى

وتلك دياري لا زرود ولعلع

وقال الإمام محمد بن النحاس الحلبي يتشوق لحلب :

سقى حلبا سحب من الدمع لم تزل

تسح إذا شح الغمام غمائما

وحيا الحيا قيعانها وأكامها

وأخرج فيها للربيع كمائما

بلاد بها قضيّت لهوي وصبوتي

وصاحبت فيها العيش جزلان ناعما

وأول أرض مسّ جلدي ترابها

ونحّى بها عني الشباب تمائما

وله أيضا :

سقى زمانا تقضىّ في ربا حلب

من السحاب ملثّ المزن هطال

ولا عدا ربعها غيث يراوحه

يحثّه من حداة الرعد إزجال

منازل لم أزل ألهو بمربعها

بها نعمت فلا حالت بها الحال

أصبو إليها ولا أصغي للائمة

ما لذة العيش إلا القيل والقال

وقال السراج المختار :

حيا الحيا تربة الشهباء من حلب

بما تدر من الأنواء من حلب

وصاب أرجاءها صوب العهاد ولا

زال السحاب عليها خد منسحب

ومنها :

من لي بها ورداء الوصل يجمعنا

ونحن نرفل في موشيّها القشب

آها على طيب أيام لنا سلفت

لو كان ينفع تأويه لمكتئب

ما إن تذكرت أوقات السرور بها

إلا ورحت حليف الهم والكرب

وبات طرفي بماء الدمع في غرق

ومهجتي بزناد الشوق في لهب

لئن بكيت على دار ونحت بها

فلست أول محزون ومنتحب

__________________

١ ـ هو صلاح الدين يوسف ابن الملك العزيز محمد ابن الملك الظاهر غازي (الأعلاق الخطيرة ـ ١ / ١٦٩).

٤٥١

وقال الشيخ شرف الدين أبو بكر بن محمد بن أبي الثناء محمود الحلبي :

أيا ساكني الشهباء جادت ربوعكم

دموعي إذا ما الغيث ضنّ غمامه

لئن لاح برق في حمى الحي موهنا

فمن نار وجدي يستمد ضرامه

وإن هب معتل النسيم على الربى

فمن سقم جسمي يستعار سقامه

أتاني كتاب منكم ففضضته

كما شق عن ثوب الرياض كمامه

وقبلته حتى محوت سطوره

ولذ لقلبي في البعاد التثامه

عليكم سلام طيب النشر عاطر

يفض لديكم كل وقت ختامه

وقال الشيخ تقي الدين ابن حجة الحموي :

غدت حلب تقول دمشق حفت

بأنواع من الورد الغريب

فبالجوريّ إن هي كاثرتني

قنعت أنا ببستان النصيبي

وقال الشيخ زين الدين ابن الوردي :

عليك بصهوة الشهباء يكفي

بجوشنها محاربة الزمان

فللعرفان في الفردوس طيب

يفوح شذاه من باب الجنان

وقال الشيخ أحمد بن عبد العزيز يتشوق إليها ويمدح السلطان صلاح الدين :

منازلنا حيث المزار قريب

وداعي الهوى يدعو الهوى فيجيب

سقى حلبا جفني ربوعك باكر

من المزن مجرور الذيول سكوب

وأدهم جهال له البرق غرة

تضيء ومنه للجنوب جنيب

يسيره طورا فإن وطىء الثرى

فسيان ريا هدة وكثيب

وأوطف من نوء السماكين مغدق

سمير الصبا يخطي بها ويصيب

إذا فوّقت منه سهام مروقة

رمى الجدب عن قوس الحيا فيصيب

إلى أن تبدّى في سماء رياضها

كواكب نور ما لهن غروب

ويعتم بالنوار هام هضابها

ويلبس برد النبت وهو قشيب

ويصقل خد الأرض بين خلالها

من النهر كف للربيع خضيب

وأيامنا حيث الديار خصيبة

ووجه التداني ما علاه قطوب

ألا هل يعيد الله عصرا قطعته

بظلك إذ غصن الشباب رطيب

ونحن كما شاء الهوى نجتني المنى

وليس علينا في الملام رقيب

٤٥٢

فيا جيرة الشهباء إن طال نأينا

وحالت حزون بيننا وسهوب

صفوت لكم حبا على القرب والنوى

فسيان منكم مشهد ومغيب

ومنها :

وكل الذي يأتيه من حسناته

زماني مع هذا البعاد ذنوب

فخلوا نسيم الريح من سفح جوشن

يوافيه منه نسمة وهبوب

أحملها شوقا سلامي إليكم

فيعبق منها للجنوب جيوب

فيا ليت شعري والأماني تعلة

أيضحي بعيد الدار وهو قريب

فيسرح طرفي في ثنيات جوشن

بروض رعاه العز وهو خصيب

وأكرع من صافي قويق بمرود

هو الدهر لي دون المياه حبيب

وقائلة لم تشتكي الشوق والأسى

لقد كدت من فرط الحنين تذوب

أما إن ترى إلا وأنت مروّع

مشوق إلى تلك الديار طروب

تفارقها عمدا وتمسي لفقدها

وأنت قريح المقلتين كئيب

فقلت لها ما عن ملال هجرتها

وكيف وعودي في الحفاظ صليب

ولكن دعاني فاستجبت مبادرا

إلى العز عزم للعلاء طلوب

ونفس كريم لافنا الهون طيب

لديه ولا مغنى الهوان رحيب

وجود صلاحيّ إذا جاد صوبه

تعلّم منه الغيث كيف يصوب

وحسن محيّا يوسفيّ إذا بدت

طلاقته بشرا فليس يغيب

هو الملك لا راج نداه مخيب

لديه ولا لاج إليه غريب

نهوب لأرواح الكماة لدى الوغى

وللجيش مهما حاز وهو وهوب

مكارمه فينا ضروب تنوعت

وليس له في العالمين ضريب

فلا تنكري أن بعت أهلي وموطني

بقربي منه إنني لمصيب

وليس سوى دار الكرامة موطن

وليس سوى شخص العلاء نسيب

وقال الشيخ شمس الدين محمد ابن العفيف من قصيدة :

أقول والبارق العلوي مبتسم

والريح مقبلة والغيث ينسكب

إذا سقى حلب من مزن غادية

أرضا فخصت بأوفى قطره حلب

أرض متى قلت من سكان أربعها

أجابك الأشرفان الجود والحسب

قوم إذا زرتهم أصفوك ودهم

كأنما لك أم منهم وأب

٤٥٣

وقال منصور بن المسلم بن أبي الخرجين النحوي الحلبي من قصيدة :

عسى مورد من سفح جوشن نافع

فإني إلى تلك الموارد ظمآن

وما كل ظن ظنه المرء كائن

يحوم عليه للحقيقة برهان

وقال عيسى بن سعدان الحلبي من أبيات ذكرها في المعجم في الكلام على جبل السمّاق (١) :

يا حبّذا التلعات الخضر من حلب

وحبذا طلل بالسفح من طلل

يا ساكني البلد الأقصى عسى نفس

من سفح جوشن يطفي لاعج الغلل

طال المقام فوا شوقا إلى وطن

بين الأحصّ وبين الصحصح الرمل

ماذا يريد الهوى مني وقد علقت

إني أنا الأرقم بن الأرقم الدغل

والبيت الأخير من تاريخ ابن شداد.

ولأبي بكر الصنوبري قصيدة طويلة أوردها ياقوت في معجمه بتمامها وأولها :

احبسا العيس احبساها

وسلا الدار اسألاها

اسألا أين ظباء ال

دار أم أين مهاها

حلب بدر دجا أنجمها الزهر قراها

ومنها :

حبذا جامعها الجامع للنفس تقاها

موطن يرسي ذوو البر لمرساه جباها

حلب أكرم مأوى

وكريم من أواها

وقد ختمها بقوله :

فافخري يا حلب المدن يزد جاهك جاها

إنه إن تكن المدن رخاخا كنت شاها

وقال الشاعر سرور بن الحسين من أعيان القرن الحادي عشر من قصيدة ستأتي في

__________________

(١) يسبق هذه الأبيات في «الاعلاق الخطيرة» :

عهدي بها في رواق الصبح لامعة

تلوي ضفائر ذاك الفاحم الرجل

وقولها وشعاع الشمس منخرط

حييت يا جبل السمّاق من جبل

٤٥٤

ترجمته :

وليلة غاظ البدر فيها اجتماعنا

فكنا نرى في وجهه أثر الحقد

وملتقطات من فؤادي تجتني

أحاديث أحلى مجتنى من جنى الشهد

ألذ من الماء القراح على الظما

وأعذب من طيب الكرى عقب السهد

وبالبقعة الغنّاء من سفح جوشن

فتلك الربى فالسفح من جوشن الفرد

كأنا إلى شاطي مجر قويقها

وقد أشرف السعدي بكم أنجم السعد

تجد بنا أهواؤنا فحلومنا

موفرة فيها على الهزل والجد

وكم بردت للتل عين قريرة

سرورا بنا والشمل منتظم العقد

وقال عمر اللبقي الحلبي من أعيان القرن الثاني عشر :

شهبا العواصم لا تخفى محاسنها

فالله يكلؤها من كل ذي عوج

يمم حمى حلب تلق السرور على

جبين أبنائها ألنيّر البهج

فعج ولج وتأمل بلدة شملت

باب الجنان وباب النصر والفرج

وللفاضل يوسف بن حسين الحسيني من أعيان القرن الثاني عشر :

قل لمن رام النوى عن بلدة

ضاق فيها ذرعه من حرج

علل القلب بسكنى حلب

إن في الشهباء باب الفرج

ولبعضهم في عين التل وقد أجاد :

برؤية عين التل قرت عيوننا

وزاد ابتهاج العين في ربوة العين

ولما رأى إنسان عيني لعينها

فعوذتها بالله من شر ذي عين

تمّ بتوفيقه تعالى طبع الجزء الثالث من (إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء) وبه تمّ القسم الأول من التاريخ ويليه الجزء الرابع ومنه يبتدىء القسم الثاني وهو تراجم أعيان الشهباء وبالله التوفيق

٤٥٥

فهرست الجزء الثالث من إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء

٧

ترتيب مملكة حلب في دولة الجراكسة

٢٧

الكلام على صنعة الزجاج بحلب واشتهارها في الآفاق

٩

أحوال نواب حلب وقضاتها وأمرائها وكيفية استقبال نواب حلب

٢٨

مجيء الملك الأشرف إلى حلب سنة ٨٣٦ وتوجهه لآمد لمحاربة قرايلك

١٢

الكلام على دار العدل بدمشق وحلب وسبب بنائهما

٢٩

تولية حلب للأمير قرقماش سنة ٨٣٧

١٤

وفاة الملك المؤيد شيخ وسلطنة ولده الملك المظفر أحمد سنة ٨٢٤

٣٠

ترجمة الأمير قرقماش

١٤

تولية حلب للأمير ألطنبغا الصغير وقتل الأمير يشبك اليوسفي

٣٢

تولية حلب للأمير إينال الجكمي سنة ٨٣٩ أيضا

١٥

ترجمة يشبك وسبب قتله سنة ٨٢٤

٣٢

توليتها للأمير تغري ورمش وعصيانه

١٦

مقتل علي عماد الدين النسيمي

٣٧

آثاره في حلب

١٧

ترجمة ألطنبغا الصغير

٣٨

تولية حلب لجلبان ثم لقانباي الحمزاوي سنة ٨٤٣

١٨

تولية حلب للأمير إينال الجكمي

٣٨

ترجمة جلبان

١٨

ترجمة كردي أمير التركمان وأسباب شنقه

٣٩

تولية حلب لقاني بك البهلوان سنة ٨٤٩ وذكر وفاته وآثاره

١٩

تولية حلب للأمير تغري بردي بن قصروه

٤٠

تولية حلب لبرسباي ثم لتنم

٢٠

سلطنة الملك الظاهر ططر الجركسي

٤١

عزل تنم وتولية حلب لقانباي الحمزاوي سنة ٨٥٢

٢٠

موت الملك الظاهر ططر وسلطنة ابنه محمد

٤٢

ترجمة تنم المؤيدي

٢٠

أخبار عصيان الأمير تغري بردي

٤٢

الكلام على سقف الجامع الأعظم وجداريه سنة ٨٥٣

٢٠

ترجمة تغري بردي

٤٤

سنة ٨٥٥ أخلاق وعادات

٢٢

تولية حلب للأمير قاني بك سنة ٨٢٥

٤٥

وفاة الظاهر جقمق وسلطنة ولده عثمان سنة ٨٥٧

٢٢

خلع الملك الصالح محمد وسلطنة برسباي

٤٥

خلع الملك المنصور عثمان وسلطنة الأشرف إينال

٢٢

تولية حلب للأمير جارقطلو سنة ٨٢٦

٤٦

ولاية الأمير جانم الأشرفي سنة ٨٥٩

٢٣

تولية حلب للأمير قصروه سنة ٨٣٠

٢٣

الكلام على مشهد الأنصاري

٤٥٦

٤٧

ترجمة قاني بك

٦٠

استرداد عينتاب وآدنة وطرسوس من شاه سوار سنة ٨٧٦

٤٧

وصول ماء السمرمر إلى حلب

٦١

القبض على شاه سوار وقتله سنة ٨٧٧

٤٨

الغلاء الشديد في حلب سنة ٨٦١

٦٣

تولية الأبلستين للأمير شاه بضاع

٤٨

بطلان الدراهم المستعملة وضرب دراهم جديدة في حلب

٦٣

تتمة أخبار سوار وأسباب عصيانه

٤٩

حادثة الشيخ جنيد الأردبيلي وماآل إليه أمره

٦٤

الحرب بين المصريين وبين حسن الطويل ملك العراق

٥٠

تولية حلب لإينال اليشبكي والطاعون العظيم في حلب سنة ٨٦٣

٦٧

توجه قانصوه نائب حلب إلى مصر

٥٠

ترجمة إينال اليشبكي

٦٧

مجيء السلطان قايتباي إلى حلب سنة ٨٨٢ وعوده إلى مصر

٥٠

تولية حلب للأمير جاني بك الناجي

٦٨

تولية حلب للأمير أزدمر سنة ٨٨٤

٥١

عصيان جانم الأشرفي النائب السابق سنة ٨٦٦

٦٩

عصيان سيف أمير آل فضل في نواحي حماة وتوجه يشبك إلى حماة

٥١

قتل جانم الأشرفي سنة ٨٦٧

٧١

قتل الأمير يشبك الدوادار سنة ٨٨٥

٥١

تولية حلب للأمير بردبك سنة ٨٦٨ ثم الأمير يشبك البجاسي

٧٢

تولية حلب للأمير ورديش

٥٢

فتنة شاه سوار نائب أبلستين سنة ٨٧٢

٧٣

قتل سيف أمير آل فضل

٥٢

وفاة السلطان خشقدم الظاهري وسلطنة أبي النصر بلباي ثم خلعه

٧٣

محاصرة علي دولات لملاطية سنة ٨٨٨

٥٣

انتصار شاه سوار على الجيوش المصرية

٧٤

إرسال تجريدة ثانية إلى ابن دلغادر صاحب مرعش ومبدأ الخلاف بين الدولتين الجركسية والعثمانية سنة ٨٨٩

٥٣

عود بردبك لنيابة حلب وأخبار عصيان شاه سوار

٧٥

العود لمحاربة علي دولات وانكساره

٥٥

تولية حلب للأمير إينال الأشقر سنة ٨٧٣

٧٥

تولية حلب للأمير أزدمر ثانية

٥٧

انكسار عسكر سوار على يد نائب ملطية سنة ٨٧٤

٧٦

توجه جاني بك حبيب إلى القسطنطينية رسولا وسبب الوحشة بين الدولتين المصرية والعثمانية سنة ٨٩٠

٥٧

تولية حلب للأمير قانصوه اليحياوي

٧٧

أول وقعة بين الجراكسة والعثمانيين

٥٨

انكسار ابن رمضان أمير التركمان سنة ٨٧٥

٧٧

خروج العسكر المعين إلى علي دولات بقيادة الأتابكي إزبك

٧٨

عود جاني بك وإخباره بما لاقاه

٤٥٧

٧٨

الحرب بين العساكر المصرية والعساكر العثمانية وانتصار العساكر المصرية

٩٣

خلع جان بلاط وسلطنة الملك العادل طومان باي

٧٩

عود العساكر العثمانية مع العساكر المصرية

٩٣

تولية حلب للأمير قرقماش سنة ٩٠٦

٨٠

إطلاق أحمد بك هرسك القائد العثماني

٩٤

قتل الملك العادل طومان باي وسلطنة الملك الأشرف قانصوه

٨٠

الحرب بين العساكر المصرية والعثمانية وانتصار المصريين أيضا سنة ٨٩٣

٩٥

تولية حلب للأمير سيباي سنة ٩٠٨

٨٢

عود الأمير إزبك إلى مصر وإرسال تجريدة إلى البلاد الحلبية وسبب ذلك

٩٥

تولية حلب للأمير خاير بك سنة ٩١٠ وهو آخر أمرائها من طرف الدولة الجركسية

٨٤

عود شاه بضاع إلى طاعة الدولة المصرية سنة ٨٩٥

٩٦

توسط علي دولات باي صاحب مرعش في الصلح بين سيباي ودولات باي والسلطان

٨٤

مجيء العساكر العثمانية إلى كولك وإرسال المصريين تجريدة لهم

٩٦

ترجمة سيباي الجركسي وآثاره بحلب

٨٦

الصلح بين السلطان بايزيد العثماني والسلطان قايتباي

٩٧

الحرب بين السلطان سليم العثماني وبين السلطان قانصوه الغوري سنة ٩٢٢ وأسباب هذه الحرب

٨٧

وقوع فتنة بين نائب حلب وبين أهلها

٩٩

زيادة بيان في أسباب هذه الحرب وحالة ملوك الجراكسة

٨٧

وفاة أزدمر بن مزيد نائب حلب

١٠٥

استعدادات الغوري لهذه الحرب

٨٨

تولية حلب للأمير إينال السلحدار

١١١

خروج طلب الغوري من مصر

٨٨

وفاة قايتباي سنة ٩٠١ وسلطنة ولده محمد

١١٢

خروج الغوري مع أمرائه وجيوشه

٨٩

عصيان آق بردي ومحاصرته حلب وتولية الأمير جان بلاط سنة ٩٠٣

١١٤

مجيء قاصد من السلطان سليم إلى السلطان الغوري

٩٠

قتل الملك الناصر وسلطنة قانصوه الأشرفي سنة ٩٠٤

١١٦

ورود مكاتبة من سيباي نائب الشام إلى الغوري وهو في غزة

٩٠

تولية حلب للأمير قصروه بن إينال ومحاصرة آقبردي حلب

١١٧

وصول الغوري إلى الشام ثم حلب

٩١

إرسال خاير بك أخي قانصوه رسولا إلى ابن عثمان

١١٧

مسير السلطان سليم إلى هذه الديار

٩٢

تولية حلب للأمير دولت باي

١١٨

وصول القاضي زيرك زاده والأمير قراجا إلى حلب رسولين إلى الغوري

٩٣

خلع السلطان قانصوه وتولية السلطنة للملك الأشرف جان بلاط

١١٩

إرسال الغوري وهو بحلب قاصدا إلى السلطان سليم

٤٥٨

١٢٠

إرساله الأمير كرتباي لكشف الأخبار

١٤٦

ضرب النقود الذهبية في حلب سنة ٩٢٩

١٢١

خطيب الجامع الكبير بحلب مدة إقامة الغوري بها

١٤٦

تولية حلب لعيسى باشا وقتل قراقاضي بالجامع الكبير سنة ٩٣٥

١٢٢

أسعار القوت في حلب ذلك الحين

١٤٨

تولية حلب لموسى بك الخالدي سنة ٩٣٧

١٢٢

إنعام الغوري على أمرائه وجيوشه

١٤٨

تولية حلب لخسرو باشا باني المدرسة الخسروية سنة ٩٣٨

١٢٤

خروج عسكر الغوري من حلب إلى حيلان

١٤٩

الكلام على خان قورت بك من أوقاف هذه المدرسة وأسباب تسليمه إلى ورثة شكري البليط وتفصيل تلك القضية الهامة

١٢٥

توجه الغوري من حيلان إلى مرج دابق والملحمة العظمى فيه

١٥١

تشبث سعادة حاكم حلب مرعي باشا الملاح في هذه القضية والمخابرات التي جرت بينه وبين المفوض السامي

١٢٨

ما ذكره المحلي في تفصيل هذه الملحمة

١٥٧

الكلام على المدرسة الخسروية

١٣١

قطع رأس السلطان الغوري

١٥٨

وصف الجامع والمدارس التي فيه

١٣٢

نبذة من شعر الغوري وموشحاته

١٦٠

النهضة العلمية في الشهباء وإحياء هذه المدرسة بالعلم سنة ١٣٤٠ والأعمال التي حصلت فيها

١٣٥

مبيت السلطان سليم في مرج دابق

١٦٣

تولية حلب لحسين بك سنة ٩٤١

١٣٦

الكلام على مرج دابق وعلى قبر سليمان بن عبد الملك

١٦٤

تولية حلب لمصطفى باشا سنة ٩٥١ وترجمته

١٣٨

منع أهل حلب للجراكسة المنهزمين من دخول حلب

١٦٥

تولية حلب لسنان باشا سنة ٩٥٢

١٣٩

دخول خير بك إلى حلب وخروجه منها مع ابن السلطان الغوري

١٦٥

مرور السلطان سليمان بحلب سنة ٩٥٦ وسنة ٩٦٠

١٣٩

مجيء السلطان سليم إلى حلب واستقبال الأهالي له

١٦٦

تولية حلب لمحمد باشا دوقه كين باني جامع العادلية سنة ٩٥٧

١٤٠

دخوله إلى حلب واستيلاؤه على القلعة وما فيها من الذخائر

١٦٧

أوقاف محمد باشا دوقه كين

١٤٢

رحيل السلطان سليم من حلب للشام

١٧٠

الكلام على جامع العادلية

١٤٣

صفة السلطان سليم

١٤٣

أول ولاة الدولة العثمانية بحلب وأول قضاتها

١٤٤

محاصرة جان بردي الغزالي نائب الشام لحلب

١٤٦

انقراض الدولة الدلغادرية من مرعش وألبستان سنة ٩٢٨

٤٥٩

١٧٠

تولية حلب إلى بيربك الرمضاني سنة ٩٦٠

١٩٥

تولية حلب إلى كوجك سنان باشا سنة ١٠١٨

١٧١

تولية حلب إلى قباد بك الرمضاني

١٩٥

قصيدة غراء لبعض شعراء الشهباء مدح بها سنان باشا

١٧١

إحضار ماء السمرمر إلى حلب لأجل إبادة الجراد

١٩٦

تولية حلب لمحمود باشا سنة ١٠١٩

١٧٣

تولية حلب لفرهاد باشا سنة ٩٦٤

١٩٧

قتل الأمير حسين بن يوسف بن سيفا من أمراء طرابلس الشام في حلب في هذه السنة على يد قره قاش

١٧٤

تولية حلب لعلي بن علوان باشا سنة ٩٨٤

١٩٨

تولية حلب لمحمد باشا سنة ١٠٣١

١٧٥

تولية حلب لبهرام باشا سنة ٩٨٨ والكلام على جامعه

١٩٨

تولية حلب لكورجي محمد باشا سنة ١٠٣٩

١٧٦

ولاة حلب من سنة ٩٩٤ إلى ٩٩٩

١٩٨

تولية حلب لمرتضى نوغاي باشا

١٧٧

تولية حلب لمحمد باشا سنة ١٠٠٢

١٩٩

ذكر الطاعون العظيم سنة ١٠٤٢

١٧٧

تولية حلب للأمير أحمد بن مطاف سنة ١٠٠٥ وآثاره بحلب

١٩٩

الكلام على الرخام المفروش في صحن الجامع الأموي وتجديد بلاطه في هذا العام

١٧٨

الكلام على شرط وقفه وما فيه من الآثار الخيرية

٢٠٠

مجيء السردار محمد باشا وقتله مرتضى نوغاي باشا وتولية حلب إلى أحمد باشا سنة ١٠٤٣

١٧٩

تولية حلب للحاج إبراهيم باشا سنة ١٠٠٨

٢٠١

ذكر فتنة اليكيجرية في هذه السنة

١٨٠

ولاة حلب سنة ١٠٠٩ و ١٠١٠

٢٠٢

شيء من أحوال سلطان ذلك العصر السلطان مراد خان العثماني

١٨٠

تولية حلب لنصوح باشا سنة ١٠١١ ووقائعه مع بعض كبار الجند المتغلبين في حلب والشام

٢٠٣

منع السلطان مراد تعاطي شرب الدخان وأخباره في ذلك

١٨٤

تعيين حسين باشا ابن جانبولاذ على حلب ووقائعه مع واليها نصوح باشا

٢٠٤

رأي العلامة الدحلاني في الدخان

١٨٧

قتل حسين باشا وتغلب ابن أخيه الأمير علي على حلب وخروجه على السلطنة سنة ١٠١٤ والأخبار في ذلك

٢٠٥

تعيين ابن أمير كونه يوسف باشا ثم عزله وإعادة أحمد باشا سنة ١٠٤٥

١٩٤

تولية حلب إلى ديشنلك حسين باشا سنة ١٠١٦

٢٠٦

مرور السلطان مراد من حلب قاصدا بغداد لفتحها سنة ١٠٤٨

١٩٥

تولية حلب لمحمد باشا ثم يوسف باشا سنة ١٠١٧

٢٠٦

ضرب النقود الفضية في حلب هذه السنة

٤٦٠