خصائص الائمة عليهم السلام ( خصائص امير المؤمنين عليه السلام )

أبي الحسن محمّد بن الحسين بن موسى الموسوي البغدادي

خصائص الائمة عليهم السلام ( خصائص امير المؤمنين عليه السلام )

المؤلف:

أبي الحسن محمّد بن الحسين بن موسى الموسوي البغدادي


المحقق: الدكتور الشيخ محمّد هادي الأميني
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مجمع البحوث الاسلامية
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٤٣

في الآخرة حساب الاغنياء. وعجبت للمتكبر الذي كان بالامس نطفة وهو غدا جيفة. وعجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله. وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى من يموت. وعجبت لمن أنكر النشأة الاخرى وهو يرى النشأة الاولى. وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء (١).

وقال عليه‌السلام : من قصر في العمل ابتلى بالهم ، ولا حاجة لله فيمن ليس لله في نفسه وماله نصيب (٢).

وقال عليه‌السلام : لسلمان الفارسي رحمة الله عليه ، إن مثل الدنيا مثل الحية لين مسها قاتل سمها ، فاعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها ، فإن المرء العاقل كلما صار فيها إلى سرور أشخصته منها إلى مكروه ، ودع عنك همومها إن أيقنت بفراقها (٣).

وقال عليه‌السلام : توقوا البرد في أوله ، وتلقوه في آخره ، فانه يفعل بالابدان كفعله في الاشجار أوله يحرق وآخره يورق (٤).

وقال عليه‌السلام : عظم الخالق عندك ، يصغر المخلوق في عينك (٥).

وقال عليه‌السلام : ثلاث خصال مرجعها على الناس في كتاب الله ، لبغي ، والنكث ، والمكر ، قال الله تعالى : ( يا أيها الناس إنما بغيكم على نفسكم ) (٦) وقال تعالى : ( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) (٧) وقال تعالى : ( ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ) (٨).

ـــــــــــــــ

١ ـ شرح إبن ميثم ٥ / ٣٠٩.

٢ ـ إبن ميثم البحراني ٥ / ٣١٠.

٣ ـ دستور معالم الحكم / ٣٧. شرح إبن ميثم ٥ / ٢١٨.

٤ ـ شرح إبن ميثم ٥ / ٣١١.

٥ ـ نفس المصدر.

٦ ـ سورة يونس / ٢٣.

٧ ـ سورة الفتح / ١٠.

٨ ـ سورة الفاطر / ٤٣.

١٠١

وقال عليه‌السلام ، وقد رجع من صفين ، فأشرف على القبور بظاهر الكوفة فقال :

يا أهل القبور يا أهل التربة ، يا أهل الغربة ، يا أهل الوحدة ، يا أهل الوحشة ، أما الدور فقد سكنت ، وأما الازواج فقد نكحت ، وأما الاموال فقد قسمت ، هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال : أما لو أذن لهم في الكلام لاخبروكم : أن خير الزاد التقوى (١).

وقال عليه‌السلام : إن الدنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار عافية لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزود منها ، ودار موعظة لمن إتعظ بها ، مسجد أحباء الله ، ومصلى ملائكة الله ، ومهبط وحي الله ، ومتجر أولياء الله ، إكتسوا فيها الرحمة ، وربحوا فيها الجنة ، فمن ذا يذمها وقد آذنت ببينها ، ونادت بفراقها ، ونعت نفسها وأهلها ، فمثلت لهم ببلائها ، وشوقتهم بسرورها إلى السرور ، وراحت بعافية ، وابتكرت بفجيعة ، ترغيبا وترهيبا وتخويفا وتحذيرا ، فذمها رجال غداة الندامة ، وحمدها آخرون يوم القيامة ، ذكرتهم الدنيا فذكروا وحذرتهم فصدقوا ، ووعظتهم فاتعظوا.

فيا أيها الذام للدنيا المغتر بغرورها ، بم تذمها؟ أنت المتجرم عليها أم هي المتجرمة عليك؟ متى استهوتك؟ أم متى غرتك؟ أبمصارع آبائك من البلى؟ أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى؟ كم عللت بكفيك؟ وكم مرضت بيديك؟ تبغى لهم الشفاء ، وتستوصف لهم الاطباء ، لم ينفع أحدهم إشفاقك ، ولم تسعف فيه بطلبتك ، قد مثلت لك به الدنيا نفسك وبمصرعه مصرعك (٢).

وقال عليه‌السلام : المال والبنون حرث الدنيا ، والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما لاقوام (٣).

____________

١ ـ ابن ميثم الكبير ٥ / ٣١٢. ابن ابي الحديد ١٨ / ٣٢٢.

٢ ـ إبن أبي الحديد ١٨ / ٢٣٥. ابن ميثم ٥ / ٣١٣.

٣ ـ شرح ابن ميثم ٢ / ٣. شرح ابن ابي الحديد ١ / ٣١٢.

١٠٢

وقال عليه‌السلام : من لهج قلبه بحب الدنيا التاط منها بثلاث ، هم لا يغبه ، وأمل لا يدركه ، ورجاء لا يناله (١).

وقال عليه‌السلام : إن لله ملكا ينادي في كل يوم ، لدوا للموت ، واجمعوا للفناء ، وابنوا للخراب (٢).

وقال عليه‌السلام : الدنيا دار ممر إلى دار مقر ، والناس فيها رجلان ، رجل باع نفسه فأوبقها ، ورجل إبتاع نفسه فأعتقها (٣).

وقال عليه‌السلام : لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاث ، في نكبته ، وغيبته ، ووفاته (٤).

وقال عليه‌السلام : من أعطى أربعا لم يحرم أربعا ، من أعطي الدعاء لم يحرم الاجابة. ومن اعطي التوبة لم يحرم القبول. ومن أعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة. ومن اعطي الشكر لم يحرم الزيادة. وتصديق ذلك في القرآن قال الله تعالى في الدعاء : ( ادعوني أستجب لكم ) (٥) وقال ـ تعالى ـ في الاستغفار : ( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) (٦) وقال تعالى في الشكر : ( لان شكرتم لازيدنكم ) (٧) وقال تعالى في التوبة : ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ، ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليهم ) (٨).

وقال عليه‌السلام : الصلاة قربان كل تقي ، والحج جهاد كل ضعيف ، ولكل شئ زكاة ، وزكاة البدن الصيام ، وجهاد المرأة حسن التبعل (٩).

ـــــــــــــــ

١ ـ شرح ابن ابى الحديد ١٩ / ٥٢. ابن ميثم ٥ / ٣٥٦.

٢ ـ شرح ابن مثيم ٥ / ٣١٦. شرح محمد عبده ٣ / ١٨٣.

٣ ـ ابن ابي الحديد ١٨ / ٣٢٩. ابن ميثم البحراني ٥ / ٣١٦.

٤ ـ شرح ابن ميثم ٥ / ٣١٦. ابن ابي الحديد ١٨ / ٣٣٠.

٥ ـ سورة غافر / ٦٠.

٦ ـ سورة النساء / ١١٠.

٧ ـ سورة ابراهيم / ٧.

٨ ـ سورة النساء / ١٧.

٩ ـ شرح ابن ابي الحديد ١٨ / ٣٣٢. ابن ميثم البحراني ٥ / ٣١٧.

١٠٣

وقال عليه‌السلام : إستنزلوا الرزق بالصدقة. ومن أيقن بالخلف جاد بالعطية (١).

وقال عليه‌السلام : تنزل المعونة على قدر المؤونة (٢).

وقال عليه‌السلام : التقدير نصف العيش ، وما عال إمرء اقتصد (٣).

وقال عليه‌السلام : قلة العيال أحد اليسارين (٤).

وقال عليه‌السلام : التودد نصف العقل (٥).

وقال عليه‌السلام : الهم نصف الهرم (٦).

وقال عليه‌السلام : ينزل الصبر على قدر المصيبة ، ومن ضرب على فخذه عند المصيبة حبط أجره (٧).

وقال عليه‌السلام : كم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء ، حبذا نوم الاكياس وإفطارهم ، عيبوا الحمقى بصيامهم وقيامهم ، والله لنوم على يقين أفضل من عبادة أهل الارض من المغترين (٨).

وقال عليه‌السلام : لا تأكلوا الربا في معاملاتكم فوالذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة للربا أخفى في هذه الامة من دبيب النمل على صفاة سوداء في ليلة ظلماء (٩).

قال السيد الرضي رضي الله عنه ، وهذا الكلام يروى أيضا للنبي

ـــــــــــــــ

١ ـ شرح ابن ميثم البحراني ٥ / ٣١٨. شرح محمد عبده ٣ / ١٨٥.

٢ ـ إبن أبي الحديد ١٨ / ٣٣٧. ابن ميثم ٥ / ٣١٨.

٣ ـ شرح ابن ميثم البحراني ٥ / ٣١٩. ابن ابي الحديد ١٨ / ٣٣٨.

٤ ـ شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٣٩. ابن ميثم ٥ / ٣١٩.

٥ ـ شرح ابن ميثم ٥ / ٣١٩. ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٤٠.

٦ ـ ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٤١. شرح عبده ٣ / ١٨٥.

٧ ـ ابن ميثم البحراني ٥ / ٣١٩. إبن أبي الحديد ١٨ / ٣٤٢.

٨ ـ ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٤٤. ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٢٠.

٩ ـ المصدر السابق ٣ / ٣٦٨.

١٠٤

عليه‌السلام ، ولا عجب أن يتداخل الكلامان ، ويتشابه الطريقان ، إذ كانا عليهما‌السلام يمضيان في اسلوب ويغرفان من قليب.

وقال عليه‌السلام : سوسوا إيمانكم بالصدقة ، وحصنوا أموالكم بالزكاة ، وادفعوا البلاء بالدعاء.

ومن كلامه عليه‌السلام ، لكميل بن زياد النخعي على التمام :

حدثني هارون بن موسى ، قال حدثني أبو علي محمد بن همام الاسكافي ، قال : حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد الحسني ، قال : حدثني محمد بن علي ابن خلف ، قال : حدثني عيسى بن الحسين بن عيسى بن زيد العلوي عن إسحاق ابن إبراهيم الكوفي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح عن كميل بن زياد النخعي ، قال : أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فأخرجني إلى الجبان ، فلما أصحر تنفس الصعداء ثم قال :

يا كميل بن زياد ، إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها ، فاحفظ عني ما أقول لك ، الناس ثلاثة ، فعالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق.

يا كميل بن زياد ، العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو على الانفاق.

يا كميل بن زياد ، معرفة العلم دين يدان به ، يكسب الانسان الطاعة في حياته ، وجميل الاحدوثة بعد وفاته ، والعلم حاكم ، والمال محكوم عليه.

يا كميل بن زياد ، هلك خزان الاموال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر ، اعيانهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب موجودة ، ها إن هاهنا لعلما جما ( وأشار إلى صدره ) لو أصبت له حملة. بلى أصيب لقنا غير مأمون عليه مستعملا آلة الدين للدنيا ومستظهرا بنعم الله على عباده ، وبحججه على أوليائه ، أو منقادا لحملة الحق ، لا بصيرة له في إغيائه ، ينقدح الشك في قلبه لاول عارض من شبهة

١٠٥

ألا لاذا ولا ذاك ، أو منهوما باللذة سلس القياد للشهوة ، أو مغرما بالجمع والادخار ، ليسا من رعاة الدين في شيء أقرب شبها بهما الانعام السائمة كذلك يموت العلم بموت حامليه.

اللهم بلى ، لا تخلو الارض من قائم لله بحجة إما ظاهرا مشهودا أو خافيا مغمورا لئلا تبطل حجج الله وبيناته ، وكم ذا ، وأين أولئك ، أولئك والله الاقلون عددا ، والاعظمون قدرا بهم يحفظ الله حججه ، وبيناته حتى يودعوها نظرائهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا روح اليقين ، واستلانوا ما استوعر المترفون ، وأنسوا ما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الاعلى ، أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه. آه آه شوقا إلى رؤيتهم ، إنصرف إذا شئت (١).

وقال عليه‌السلام : المرء مخبوء تحت لسانه (٢).

وقال عليه‌السلام : هلك إمرؤ لم يعرف قدره (٣).

وقال عليه‌السلام : لكل إمرئ عاقبة حلوة أو مرة (٤).

وقال عليه‌السلام : لكل مقبل إدبار ، وما أدبر كأن لم يكن (٥).

وقال عليه‌السلام : أكثر العطايا فتنة وما كلها محمودا في العاقبة (٦).

وقال عليه‌السلام : الصبر لاعطاء الحق مر ، وما كل له بمطيق (٧).

وقال عليه‌السلام : لا يعدم الصبور الظفر ، وإن طال به الزمان (٨).

ـــــــــــــــ

١ ـ شرح ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٢١. محمد عبده ٣ / ١٨٦. شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٤٦.

٢ ـ ابن ميثم ٥ / ٣٢٧. إبن أبي الحديد ١٨ / ٣٥٣.

٣ ـ إبن أبي الحديد المعتزلي ١٨ / ٣٥٥. شرح ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٢٧.

٤ ـ شرح ابن ميثم ٥ / ٣٣٢. شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٦١.

٥ ـ ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٦٣. إبن ميثم البحراني ٥ / ٣٣٢.

٦ ـ دستور معالم الحكم / ١١٩.

٧ ـ ابن ميثم ٥ / ٢٢٥.

٨ ـ شرح ابن ابي الحديد ١٨ / ٣٦٦. شرح ابن ميثم ـ الكبير ـ ٥ / ٣٣٢.

١٠٦

وقال عليه‌السلام : الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم (١).

وقال عليه‌السلام : على كل داخل في باطل إثمان ، إثم العمل به ، وإثم الرضا به (٢).

وقال عليه‌السلام : ما اختلفت دعوتان إلا كانت إحداهما ضلالة (٣).

وقال عليه‌السلام : ما شككت في الحق منذ أريته (٤).

وقال عليه‌السلام : ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي (٥).

وقال عليه‌السلام : للظالم البادي غدا بكفه عضة (٦).

وقال عليه‌السلام : الرحيل وشيك (٧).

وقال عليه‌السلام : من وثق بماء لم يظمأ (٨).

وقال عليه‌السلام : من أبدى صفحته للحق هلك (٩).

وقال عليه‌السلام : استعصموا بالذمم في أوتادها (١٠).

وقال عليه‌السلام : عليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته (١١).

وقال عليه‌السلام : قد بصرتم إن أبصرتم ، وقد هديتم إن أهتديتم (١٢).

ـــــــــــــــ

١ ـ إبن ميثم البحراني ٥ / ٣٣٢. إبن أبي الحديد ١٨ / ٣٦٢.

٢ ـ إبن أبي الحديد ١٨ / ٣٦٢. شرح ابن ميثم ٥ / ٣٣٢.

٣ ـ شرح ابن مثيم البحراني ٥ / ٣٤٠. ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٦٧.

٤ ـ إبن أبي الحديد ١٨ / ٣٧٤. ابن ميثم الحبراني ٥ / ٣٤٠.

٥ ـ شرح ابن ميثم ٥ / ٣٤٠. شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٦٨.

٦ ـ ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٤١. ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٦٩.

٧ ـ إبن أبي الحديد المعتزلي ١٨ / ٣٧٠. شرح ابن ميثم ٥ / ٣٤١.

٨ ـ ابن ميثم البحراني ١ / ٢٧٠. إبن أبي الحديد ١ / ٢٠٧ في آخر خطبته عليه‌السلام برقم ٤.

٩ ـ شرح إبن أبي الحديد ١٨ / ٣٧١. شرح عبده ٣ / ١٩٥.

١٠ ـ إبن أبي الحديد ١٨ / ٣٧٢. ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٣٣ وفيه : اعتصموا.

١١ ـ شرح ابن ميثم ٥ / ٣٣٣. شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٧٣.

١٢ ـ ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٧٦. ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٣٣.

١٠٧

ومن كلامه عليه‌السلام في آخر عمره لما ضربه إبن ملجم لعنه الله

وصيتي لكم ألا تشركوا بالله شيئا ، ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فلا تضيعوا سنته ، أقيموا هذين العمودين ، وخلاكم ذم ، أنا بالامس صاحبكم ، واليوم عبرة لكم ، وغدا مفارقكم ، وإن أبق فأنا ولي دمي ، وإن أفن فالفناء ميعادي ، وإن أعف فالعفو لي قربة ، وهو لكم حسنة ( فاعفوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) (١).

وقال عليه‌السلام : عاتب أخاك بالاحسان إليه ، واردد شره بالانعام عليه (٢).

وقال عليه‌السلام : من وضع نفسه موضع التهمة فلا يلومن من أساء به الظن (٣).

وقال عليه‌السلام : من ملك إستأثر (٤).

وقال عليه‌السلام : من إستبد برأيه هلك (٥).

وقال عليه‌السلام : من كتم سره كانت الخيرة بيده (٦).

وقال عليه‌السلام : الفقر الموت الاكبر (٧).

ـــــــــــــــ

١ ـ شرح محمد عبده ٢ / ٢٤. شرح ابن ميثم البحراني ٤ / ٤٠٣. ( سورة النور / ٢٢ ).

٢ ـ شرح إبن أبي الحديد ١٨ / ١٦٠. ابن ميثم ٥ / ٣٣٣.

٣ ـ إبن ميثم البحراني ٥ / ٣٣٤. ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٨٠.

٤ ـ شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٨١. شرح ابن ميثم ٥ / ٣٣٤.

٥ ـ ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٣٤. ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٨٢.

٦ ـ شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٨٤. شرح ابن ميثم ٥ / ٣٣٤.

٧ ـ ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٣٥. إبن أبي الحديد ١٨ / ٣٨٦.

١٠٨

وقال عليه‌السلام : من قضى حق من لا يقضي حقه فقد عبده (١).

وقال عليه‌السلام : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق (٢).

ومن كلامه له عليه‌السلام ، يعظ به بعض أصحابه : لا تكن ممن يرجوا الآخرة بغير عمل. ويرجي التوبة بطول الامل. يقول في الدنيا بقول الزاهدين. ويعمل فيها بعمل الراغبين. إن أعطي منها لم يشبع ، وإن منع منها لم يقنع. يعجز عن شكر ما أوتي. ويعجبه الزيادة فيما بقي ، ينهى ولا ينتهي. ويأمر بما لا يأتي. يحب الصالحين وليس منهم. ويبغض المذنبين وهو أحدهم. يكره الموت لكثرة ذنوبه. ويقيم على ما يكره الموت له. تغلبه نفسه على ما يظن ولا يغلبها على ما يستيقن. يخاف على غيره بأدنى من ذنبه ، ويرجوا لنفسه بأكثر من عمله. النوم مع الاغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء (٣).

ومن كلام له عليه‌السلام : قد قطعوا رحمي ، واضاعوا أيامي ، ودفعوا حقي ، وصغروا عظيم منزلتي ، واجمعوا على منازعتي ، لايعاب المرء بتأخير حقه إنما يعاب من أخذ ما ليس له (٤).

وقال عليه‌السلام : الفرص تمر مر السحاب (٥).

وقال عليه‌السلام : الاعجاب يمنع من الازدياد (٦).

وقال عليه‌السلام : الامر قريب ، والاصطحاب قليل (٧).

وقال عليه‌السلام : أضاء الصبح لذي عينين (٨).

ـــــــــــــــ

١ ـ شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٨٨. شرح محمد عبده ٣ / ١٩٢. شرح ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٣٥.

٢ ـ ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٣٥ رقم ١٥١. ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٨٩ رقم ١٦٧.

٣ ـ شرح محمد عبده ٣ / ١٨٩. شرح ابن ميثم ٥ / ٣٢٨ رقم ١٣٧. ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٥٦ رقم ١٤٦.

٤ ـ شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٩٠. ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٣٥.

٥ ـ ابن ميثم ٥ / ٢٤٨. ابن أبي الحديد ١٨ / ١٣١. محمد عبده ٣ / ١٥٥.

٦ ـ شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٩١. شرح إبن ميثم ٥ / ٣٣٥

٧ ـ ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٣٦. ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٩١.

٨ ـ شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٩٥. شرح ميثم بن علي بن ميثم البحراني ٥ / ٣٣٦.

١٠٩

وقال عليه‌السلام : ترك الذنب أهون من طلب التوبة (١).

وقال عليه‌السلام : كم من أكلة منعت أكلات (٢).

وقال عليه‌السلام : الناس أعداء ما جهلوا (٣).

وقال عليه‌السلام : من إستقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ (٤).

وقال عليه‌السلام : من أحد سنان الغضب لله قوي على قتل أشداء الباطل (٥).

وقال عليه‌السلام : إذا هبت أمرا فقع فيه ، فان شدة توقيه أعظم مما يخاف منه (٦).

وقال عليه‌السلام : آلة الرئاسة سعة الصدر (٧).

وقال عليه‌السلام : ازجر المسيء بثواب المحسن (٨).

وقال عليه‌السلام : احصد الشر من صدر غيرك بقلعه من صدرك (٩).

وقال عليه‌السلام : اللجاجة تسل الرأي (١٠).

وقال عليه‌السلام : الطمع رق مؤبد (١١).

وقال عليه‌السلام : ثمرة التفريط الندامة (١٢).

ـــــــــــــــ

١ ـ ابن ميثم ٥ / ٣٣٦. ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٩٦.

٢ ـ شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٣٩٧. شرح ابن ميثم ٥ / ٣٣٦. شرح محمد عبده ٣ / ١٩٣.

٣ ـ شرح ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٣٦. ابن أبي الحديد ١٨ / ٤٠٣ رقم ١٧٤.

٤ ـ شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٤٠٤. ابن ميثم ٥ / ٣٣٧. شرح محمد عبده ٣ / ١٩٣.

٥ ـ ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٣٧. ابن أبي الحديد ١٨ / ٤٠٥.

٦ ـ شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٤٠٦. شرح ميثم بن علي بن ميثم ٥ / ٣٣٧.

٧ ـ إبن ميثم البحراني ٥ / ٣٣٨. إبن أبي الحديد ١٨ / ٤٠٧.

٨ ـ شرح عبده ٣ / ١٩٤. ابن أبي الحديد ١٨ / ٤١٠. شرح ابن ميثم ٥ / ٣٣٨.

٩ ـ ابن أبي الحديد ١٨ / ٤١١. شرح عبده ٣ / ١٩٤. ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٣٨.

١٠ ـ شرح ابن ميتم بن علي بن ميثم ٥ / ٣٣٩. شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٤١٢.

١١ ـ ابن أبي الحديد ١٨ / ٤١٣. ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٣٩.

١٢ ـ شرح ابن ميثم ٥ / ٣٣٩. محمد عبده ٣ / ١٩٤. شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٤١٤.

١١٠

وقال عليه‌السلام : من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع (١).

وقال عليه‌السلام : عليكم بالصبر فيه يأخذ الحازم ، وإليه يرجع الجازع (٢).

وقال عليه‌السلام : في شأن الخلافة ، واعجبا أتكون الخلافة بالصحابة ، ولا تكون بالصحابة والقرابة. ويروى والقرابة والنص. ويروى له عليه‌السلام شعر في هذا المعنى وهو :

فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم

فكيف بهذا والمشيرون غيب

وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم

فغيرك أولى بالنبي وأقرب (٣)

ولقد أوضح عليه‌السلام بهذا القول نهج المحجة ، وأخذ على خصومه بمضائق الحجة.

سئل أبو جعفر الخواص الكوفي ( وكان هذا رجلا من الصالحين ويجمع مع ذلك التقدم في العلم بمتشابه القرآن وغوامض ما فيه وسائر معانيه ) عما جاء في الخبر أنه من أحسن عبادة الله في شيبته .. ألقى الله الحكمة عند سنه.

فقال : كذا قال الله عزوجل : ( فلما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما ) (٤) ثم قال تعالى : ( وكذلك نجزي المحسنين ) (٥) وعدا عليه حقا. ألا ترى أن عليا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، آمن صغيرا فلم يلبث أن صار ناطقا حكيما فقال عليه‌السلام : رحم الله امرا سمع حكما فوعى ، وأخذ بحجزة هاد فنجى ، قدم خالصا وعمل صالحا ، واكتسب مذخورا ، واجتنب محذورا ، رمى غرضا ، وأحرز عوضا ، خاف ذنبه وراقب ربه ، وجعل الصبر مطية نجاته ، والتقوى عدة وفاته اغتنم المهل ، وبادر الاجل ، واقطع الامل ، وتزود من العمل.

ثم قال ابو جعفر : فهل رأيت كلاما أوجزا ووعظا أبلغ من هذا؟ وكيف

ـــــــــــــــ

١ ـ ابن أبي الحديد ١٨ / ٤١٥. ابن ميثم البحراني ١٥ / ٣٤١.

٢ ـ ابن ميثم ٥ / ٣٤١. ابن أبي الحديد المعتزلي ١٨ / ٣٢٢.

٣ ـ شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٤١٦. شرح محمد عبده ٣ / ١٩٥. شرح ابن ميثم ٥ / ٣٤١.

٤ ـ سورة يوسف / ٢٢.

٥ ـ سورة القصص / ١٤.

١١١

لا يكون كذلك ، وهو خطيب قريش ولقمانها عليه‌السلام.

وقال عليه‌السلام : تخففوا تلحقوا (١).

قال الشريف الرضي أبو الحسن رضي الله عنه : ما أقل هذه الكلمة ، وأكثر نفعها ، وأعظم قدرها ، وأبعد غورها ، وأسطع نورها. وبعد هذه الكلمة قوله عليه‌السلام : فخلفكم الساعة تحدوكم وإنما ينتظر بأولكم آخركم.

وقال عليه‌السلام : لا خير في الصمت عن الحكم كما أنه لا خير في القول بالجهل (٢).

وقال عليه‌السلام : يا ابن آدم ما كسبت فوق قوتك فانت فيه خازن لغيرك (٣).

وقال عليه‌السلام : ان للقلوب شهوة واقبالا وادبارا فأتوها من قبل شهوتها واقبالها ، فإن القلب إذا أكره عمى (٤).

وقال عليه‌السلام : الناس نيام فإذا ماتوا انبتهوا (٥).

وقالوا : كان عليه‌السلام يقول : متى أشفي غيظي إذا غضبت؟ أحين أعجز عن الانتقام؟ فيقال لي : لو صبرت. أم حين أقدر عليه؟ فيقال لي لو عفوت. ويروى لو غفرت (٦).

وعن الشعبي ، أن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، مر بقذر على مزبلة فقال : هذا ما بخل به الباخلون. وفي خبر آخر أنه عليه‌السلام قال : هذا ما كنتم تتنافسون عليه بالامس (٧).

ـــــــــــــــ

١ ـ شرح ابن أبي الحديد ١ / ٣٠١ من خطبة له عليه‌السلام برقم ٢١. شرح عبده ١ / ٥٤. شرح إبن ميثم البحراني ١ / ٣٣٠.

٢ ـ شرح ميثم بن علي بن ميثم البحراني ٥ / ٣٤٠. شرح ابن أبي الحديد ١٩ / ٩.

٣ ـ ابن أبي الحديد ١٩ / ١٠. ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٤٣. محمد عبده ٣ / ١٩٦.

٤ ـ شرح محمد عبده ٣ / ١٩٧. ابن أبي الحديد ١٩ / ١١. ابى ميثم ٥ / ٣٤٤.

٥ ـ دستور معالم الحكم / ٩٧.

٦ ـ شرح ابن أبي الحديد ٢٩ / ١٢. ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٤٤.

٧ ـ ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٤٤. ابن أبي الحديد ١٩ / ١٣. شرح عبده ٣ / ١٩٧.

١١٢

قال الشريف الرضي أبو الحسن رضي الله عنه ، وكل واحد من القولين حكمة واضحة العبرة ، ولمعة شادخة الغرة.

وقال عليه‌السلام : لم يذهب من مالك ما وعظك (١).

قال الرضي أبو الحسن رضي الله عنه ، وأقول سبحان الله! ما أقصر هذه الكلمة من كلمة وأطول شأوها في مضمار الحكمة!

وقال عليه‌السلام : إن القلوب تمل فابتغوا لها طرائف الحكمة (٢).

ومن كلام له عليه‌السلام ، في قوم من أصحابه كانوا يتسللون إلى معاوية :

فكفى لهم غيا وكفى بذلك منهم شافيا ، فرارهم من الهدى والحق ، وإيضاعهم إلى العمى والجهل ، وإنما هم أهل دنيا مقبلون عليها ، قد علموا أن الناس في الحق أسوة فهربوا إلى الاثرة فبعدا لهم وسحقا (٣).

وقال عليه‌السلام ـ لما سمع قول الخوارج : لا حكم إلا لله ـ : كلمة حق يراد بها باطل (٤).

قال الشريف أبو الحسن رضي الله عنه ، وهذه أبلغ عبارة عن أمر الخوارج لما جمعوا حسن الاعتزاء والشعار ، وقبح الابطان والاضمار.

وقال عليه‌السلام ، في صفة العامة : الغوغاء هم الذين إذا اجتمعوا ضروا ، وإذا تفرقوا نفعوا ، فقيل له عليه‌السلام : قد علمنا مضرة إجتماعهم فما منفعة افتراقهم؟ قال عليه‌السلام : يرجع أصحاب المهن إلى مهنهم ، فينتفع الناس بهم كرجوع البناء إلى بنائه ، والحائك إلى منسجه ، والخباز إلى مخبزه (٥).

ويروى أنه عليه‌السلام ، أتي بجان ومعه غوغاء ، فقال عليه‌السلام : لا

ـــــــــــــــ

١ ـ شرح ابن أبي الحديد ١٩ / ١٥. شرح ابن ميثم ٥ / ٣٤٥.

٢ ـ شرح عبده ٣ / ١٩٧. شرح ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٤٤. ابن أبي الحديد ١٩ / ١٦.

٣ ـ شرح ابن ميثم البحراني ٥ / ٢٢٥ وفيه : من كتاب له عليه‌السلام إلى سهل بن حنيف الانصاري وهو عامله على المدينة في بعض من أهلها لحقوا بمعاوية. شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٥٢.

٤ ـ ابن أبي الحديد ١٩ / ١٧. ابن ميثم ٥ / ٣٤٥.

٥ ـ شرح إبن ميثم البحراني ٥ / ٣٤٥. شرح ابن أبي الحديد ١٩ / ١٨.

١١٣

مرحبا بوجوه لا ترى إلا عند كل سوأة (١).

وجاءه عليه‌السلام رجل من مراد وهو في المسجد ، فقال : احترس يا امير المؤمنين فإن هاهنا قوما من مراد يريدون اغتيالك ، فقال عليه‌السلام : إن مع كل إنسان ملكين يحفظانه ، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه ، وأن الاجل جنة حصينة.

ومن خطبة له عليه‌السلام : ألا وإن الخطايا خيل شمس حمل عليها راكبها ، وخلعت لجمها فقحمت بهم في النار ، ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها ، وأعطوا أزمتها ، فأوردتهم الجنة (٢).

ومن جملة هذه الخطبة ، أيضا قوله عليه‌السلام :

حق وباطل ، ولكل أهل ، فلئن أمر الباطل لقديما فعل ، ولئن قل الحق لربما فعل ، ولقلما أدبر شيء فأقبل (٣).

قالوا : ولما قال طلحة ، والزبير له عليه‌السلام : نبايعك على إنا شركائك في هذا الامر ، فقال عليه‌السلام : لا ولكنكما شريكان في القوة والاستعانة ، وعونان على العجز والاود (٤).

ومن كلام له عليه‌السلام في مدح الكوفة : ويحك يا كوفة ، ما أطيبك! وأطيب ريحك! وأخبث كثيرا من أهلك! الخارج منك بذنب. والداخل فيك برحمة ، أما لا تذهب الدنيا حتى يحن إليك كل مؤمن ويخرج عنك كل كافر ، أما لا تذهب الدنيا حتى تكوني من النهرين إلى النهرين حتى أن الرجل ليركب البغلة السفواء (٥) يريد الجمعة ولا يدركها (٦).

____________

١ ـ ابن أبي الحديد ١٩ / ٢٠. ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٤٥. محمد عبده ٣ / ١٩٨.

٢ ـ شرح ابن أبي الحديد ١٩ / ٢١. شرح ابن ميثم ـ الكبير ـ ٥ / ٣٤٦.

٣ ـ من خطبة له عليه‌السلام لما بويع بالمدينة. شرح عبده ١ / ٤٢. شرح ابن ميثم البحراني ١ / ٢٩٦.

٤ ـ شرح ابن أبي الحديد ١٩ / ٢٢. شرح ابن ميثم ٥ / ٣٤٦.

٥ ـ السوفاء : السريعة السير. ريح سفواء سريعة المر ، هوجاء.

٦ ـ سفينة البحار ٢ / ٤٩٨.

١١٤

وقال عليه‌السلام : المسالمة حبيب العيوب (١).

وقال عليه‌السلام : الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم (٢).

وقال عليه‌السلام : ايها الناس إتقوا الله الذي إن قلتم سمع ، وإن أضمرتم علم ، وبادروا الموت الذي إن هربتم أدرككم ، وإن أقمتم أخذكم ، وإن نسيتموه ذكركم (٣).

وقال عليه‌السلام : لا يزهدك في المعروف من لا يشكره لك ، فقد يشكرك عليه من لم يستمتع بشيء منه (٤).

وقال عليه‌السلام : يا ابن آدم لا تحمل هم يومك الذي لم يأتك على يومك الذي أنت فيه ، فان يكن بقى من أجلك يأت الله فيه برزقك (٥).

وقال عليه‌السلام : كل وعاء يضيق بما جعل فيه ، إلا وعاء العلم فانه يتسع (٦).

وقال عليه‌السلام : أول عوض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره على الجاهل (٧).

وقال عليه‌السلام : أفضل رداء يرتدي به الحلم ، فإن لم تكن حليما فتحلم ، فإنه قل من تشبه بقوم إلا أوشك أن يكون منهم (٨).

ـــــــــــــــ

١ ـ شرح محمد عبده ٣ / ١٠٥. شرح ابن أبي الحديد ١٨ / ٩٧.

٢ ـ الغرر والحكم ٢ / ١١٥.

٣ ـ شرح ابن الحديد ١٩ / ٢٣. شرح ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٤٦.

٤ ـ ابن ابي الحديد المعتزلي ١٩ / ٢٤. ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٤٧.

٥ ـ شرح محمد عبده ٣ / ٢١٧. شرح ابن ميثم ـ الكبير ـ ٥ / ٣٧٩. شرح ابن أبي الحديد ١٩ / ١٥٥.

٦ ـ شرح ابن ابي الحديد ١٩ / ٢٥. شرح ابن ميثم ٥ / ٣٤٧.

٧ ـ ابن أبي الحديد ١٩ / ٢٦. ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٤٨.

٨ ـ شرح ابن أبي الحديد ١٩ / ٢٧. شرح ابن ميثم ٥ / ٣٤٨.

١١٥

ومن جملة وصيته لابنه الامام أبي محمد الحسن بن علي عليهما‌السلام والصلاة

يا بني إني لما رأيتني قد بلغت سنا ، ورأيتني أزداد وهنا ، أردت بوصيتي إياك خصالا منهن : إني خفت أن يعجل بي أجلي قبل أن أفضي إليك بما في نفسي وأن انقص في رأيي كما نقصت في جسمي ، أو يسبقني إليك بعض غلبات الهوى ، وفتن الدنيا ، فتكون كالصعب النفور فإن قلب الحدث كالارض الخالية ما القي فيها من شيء قبلته ، فبادرتك بالادب قبل أن يقسو قلبك ، ويشتغل لبك لتستقبل بجد رأيك ما قد كفاك أهل التجارب بغيبة وتجربة ، فتكون قد كفيت مؤونة الطلب ، وعوفيت من علاج التجربة فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه ، واستبان لك ما أظلم علينا فيه.

ومنها :

واعلم أن أمامك طريقا ذا مشقة ، بعيدا ، وهولا شديدا ، وأنك لا غنى بك عن حسن الارتياد ، وقدر بلاغك من الزاد مع خفة الظهر ، فلا تحملن على ظهرك فوق طاقتك ، فيكون ثقله وبالا عليك ، وإذا وجدت من أهل الحاجة من يحمل لك ذلك فيوافيك به حيث تحتاج إليه تغتنمه ، واغتنم ما أقرضت من استقرضك في حال غناك.

واعلم يا بني أن أمامك عقبة كؤودا ، مهبطها على جنة أو على نار ، فارتد لنفسك قبل نزولك فليس بعد الموت مستعتب ولا إلى الدنيا منصرف.

١١٦

واعلم يا بني أنك خلقت للآخرة لا إلى الدنيا ، وللفناء لا للبقاء ، وأنك لفي منزل قلعة ، ودار بلغة ، وطريق من الآخرة ، وأنك طريد الموت الذي لا ينجو منه هاربه ولا يفوته طالبه ، وإياك أن توجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة ، وإن استطعت ألا تكون بينك وبين الله تعالى ذو نعمة فافعل.

ومنها :

ظلم الضعيف أفحش الظلم ، وربما كان الداء دواء ، والدواء داء ، وربما نصح غير الناصح ، وغش المستنصح. وإياك والاتكال على المنى ، فإنها بضائع النوكى. والعقل حفظ التجارب. وخير ما جربت ما وعظك. بادر الفرصة قبل أن تكون غصة. من الفساد إضاعة الزاد. لا خير في معين مهين. سيأتيك ما قدر لك. لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك. إمحض أخاك النصيحة حسنة كانت أو قبيحة. وإن أردت قطيعة أخاك فاستبق له من نفسك بقية ترجع إليها. لا يكونن أخوك على قطيعتك أقوى منك على صلته ، ولا يكونن على الاساءة أقوى منك على الاحسان. لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك فإنه يسعى في مضرتك ونفعك وليس جزاء من سرك أن تسوئه.

والرزق رزقان ، رزق تطلبه ، ورزق يطلبك ، فإن أنت لم تأته أتاك. ما أقبح الخضوع عند الحاجة ، والجفاء عند الغنى. إنما لك من دنياك ما أصلحت به مثواك. إستدل على ما لم يكن بما قد كان فإن الامور أشباه. لا تكونن ممن لا تنفعه العظة إلا إذا أبلغت في ألمه ، فإن العاقل يتعظ بالقليل وإن البهائم لا تنتفع إلا بالضرب الاليم. من ترك القصد جار. ومن تعدى الحق ضاق مذهبه ومن اقتصر على قدره كان أبقى له. وربما أخطأ البصير قصده وأصاب الاعمى رشده. قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل. إذا تغير السلطان تغير الزمان. نعم طارد الهم اليقين.

ومنها :

يا بني وإياك ومشاورة النساء ، فإن رأيهن إلى أفن ، وعزمهن إلى وهن ، و

١١٧

اقصر عليهن حجبهن فهو خير لهن. وليس خروجهن بأشد من الدخول من لا يوثق به عليهن ، وإن استطعت الا يعرفن غيرك فافعل. ولا تملك المرأة من أمرها ما يجاوز نفسها ، فإن ذلك أنعم لبالها ، فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، ولا تعطها حتى تشفع لغيرها. وإياك والتغاير في غير موضع غيرة فإن ذلك يدعو الصحيحة إلى السقم.

وأول هذه الوصية قوله عليه‌السلام :

من الوالد الفاني ، المقر للزمان ، المدبر العمر ، المستسلم للدهر ، الذام للدنيا ، الساكن مساكن الموتى ، الظاعن عنها غدا ، إلى الولد المؤمل ما لا يدرك السالك ، سبيل من قد هلك ، غرض الاسقام ، ورهينة الايام ، ورمية المصائب ، وعبد الدنيا ، وتاجر الغرور ، وغريم المنايا ، وأسير الموت ، وحليف الهموم ، وقرين الاحزان ، ونصب الآفات ، وصريع الشهوات ، وخليفة الاموات (١).

ومن كلام له عليه‌السلام في صفة الدنيا

ما أصف من دار أولها عناء وآخرها فناء ، في حلالها حساب وفي حرامها عقاب ، من استغنى فيها فتن ، ومن افتقر فيها حزن ، ومن ساعاها فاتته ، ومن قعد عنها واتته ، ومن أبصر بها بصرته ، ومن أبصر إليها أعمته (٢).

ومن كلام له عليه‌السلام

من حاسب نفسه ربح. ومن غفل عنها خسر. ومن خاف أمن. ومن اعتبر

ــــــــــــــ

١ ـ شرح ابن أبي الحديد ١٦ / ٩. شرح ابن ميثم البحراني ـ كبير ـ ٥ / ٢. شرح محمد عبده ٣ / ٤٢. هذه الوصية على طولها موجودة في جميع شروح كتاب ( نهج البلاغة ) وقد تصدى لشرحها على حدة جمع من الاعلام والعلماء.

٢ ـ شرح محمد عبده ١ / ١٢٧ مطبعة الاستقامة. شرح ابن ميثم ٢ / ٢٢٧.

١١٨

أبصر ، ومن أبصر فهم ، ومن فهم علم. وصديق الجاهل في تعب (١).

قال الشريف الرضي ذو الحسبين أبو الحسن رضي الله عنه ، ولو لم يكن في هذه الفقرة المذكورة إلا هذه الكلمة الاخيرة ، لكفى بها لمعة ثاقبة ، وحكمة بالغة ، ولا عجب أن تفيض الحكمة من ينبوعها ، وتزهر البلاغة في ربيعها.

* * * * * *

قال الكاتب :

تمت كتابة كتاب خصائص الائمة عليهم‌السلام وفرغ من كتبه العبد المذنب الراجي إلى غفران الله وعفوه عبد الجبار بن الحسين بن أبي العم الحاج الفراهاني الساكن بقرية خونجان (٢) عمرها الله يوم الاربعاء الرابع من شوال سنة ثلاث وخمسين وخمس عائة ( ٥٥٣ ) غفر الله له ولوالديه ولجميع المؤمنين والمسلمات إنه الغفور الرحيم.

ــــــــــــــ

١ ـ شرح ابن ميثم البحراني ٥ / ٣٤٨. شرح محمد عبده ٣ / ١٩٩. شرح ابن أبي الحديد ١٩ / ٢٨.

٢ ـ خونجان : قرية من قرى اصفهان ، قديمة ومتداعية ، ينسب الحيا جمع من اعلام الفكر والادب والنسبة إليها الخونجاني ـ معجم البلدان ٢ / ٤٠٧.

١١٩
١٢٠