رحلة ابن بطوطة - ج ٣

شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي

رحلة ابن بطوطة - ج ٣

المؤلف:

شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي


المحقق: عبد الهادي التازي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: أكاديمية المملكة المغربية
الطبعة: ٠
ISBN: 9981-46-009-5
ISBN الدورة:
9981-46-006-0

الصفحات: ٢٥٥

ذكر الجملين الّذين أهديتهما إليه والحلواء ،

وأمره بخلاص ديني وما تعلّق بذلك.

ولمّا عاد إليّ راجلي الذي بعثته بالجمل فأخبرني بما كان من شأنه صنعت كورين اثنين وجعلت مقدم كلّ واحد ومؤخّره مكسوا بصفائح الفضّة المذهّبة وكسوتهما بالملفّ ، وصنعت رسنا مصفّحا بصفائح الفضّة ، وجعلت لهما جلّين من زرد خانة مبطّنين بالكمخا ، وجعلت للجملين الخلاخيل من الفضّة ، وصنع ٥ ت أحد عشر طيفورا وملأتها بالحلواء ، وغطيت كلّ طيفور بمنديل حرير ، فلمّا قدم السلطان من الصيد وقعد ثاني يوم قدومه بموضع جلوسه العامّ ، غدوت عليه بالجمال فأمر بها فحرّكت بين يديه وهرولت ، فطار خلخال أحدها فقال لبهاء الدين بن الفلكيّ : بّايل ورداري ، معنى ذلك ارفع الخلخال ، فرفعه ، ثمّ نظر إلى الطيافير ، فقال : جدّاري دران طبقها حلوا است ، معنى ذلك : ما معك في تلك الأطباق؟ حلواء هي؟ فقلت له : نعم فقال للفقيه ناصر الدين الترمذيّ الواعظ : ما أكلت قط ولا رأيت مثل الحلواء التي بعثها إلينا ونحن بالمعسكر.

ثمّ أمر بتلك الطّيافير أن ترفع لموضع جلوسه الخاصّ ، فرفعت وقام إلى مجلسه واستدعاني، وأمر بالطّعام ، فأكلت ، ثمّ سألني عن نوع من الحلواء الذي بعثت له قبل ، فقلت له يا خوند عالم ، تلك الحلواء أنواعها كثيرة ولا أدري عن أيّ نوع تسألون منها؟ فقال : ائتو بتلك الأطباق ، وهم يسمّون الطيفور طبقا ، فأتوا بها وقدّموها بين يديه وكشفوا عنها فقال عن هذا سألتك ، وأخذ الصحن الذي هي فيه فقلت له : هذه يقال لها : المقرضة (١٠٩) ، ثمّ اخذ نوعا آخر فقال : وما اسم هذه فقلت له : هي لقيمات القاضي ، وكان بين يديه تاجر من شيوخ بغداد يعرف بالسّامريّ ، وينتسب إلى آل العبّاس رضي الله تعالى عنه ، وهو كثير المال ويقول له السلطان : والدي ، فحسدني وأراد أن يخجلني ، فقال : ليست هذه لقيمات القاضي بل هي هذه ، وأخذ قطعة من التي تسمّى جلد الفرس (١١٠) ، وكان بازائه ملك الندماء ناصر الدين الكافيّ الهرويّ ، وكان كثيرا ما يمازح هذا الشيخ بين يدى السلطان ، فقال له : يا خواجة أنت تكذب ، والقاضي يقول الحقّ فقال له السلطان : وكيف ذلك؟ فقال : ياخوند عالم! هو القاضي وهي لقيماته فانّه أتى بها ، فضحك السلطان ، وقال : صدقت!

__________________

(١٠٩) سائر النسخ ترسم المقرصة (بالصاد) الا النسخة التي تحتفظ به الخزانة العامة بالرباط ... فترسم (الضاد) عوض الصاد : المقرضة وهو الاستعمال الذي يجري على الألسنة إلى اليوم في بلاد المغرب وبخاصة في تونس ...

(١١٠) عند ما كان ابن بطوطة في زيارته لبعلبك تحدث عن حلواء تصنع من مربّى يجعل فيها الفستق واللوز ويسمّونها بالملبّن ، كما يسمّونها أيضا بجلد الفرس i ، ١٨٦.

٢٤١

فلمّا فرغنا من الطعام أكل الحلواء ، ثمّ شرب الفقّاع بعد ذلك ، وأخذنا التنبول وانصرفنا، فلم يكن غير هنيهة وأتانى الخازن ، فقال : ابعث أصحابك يقبضون المال فبعثتهم وعدت إلى داري بعد المغرب ، فوجدت المال بها وهو ثلاث بدر فيها ستّة آلاف ومائتان وثلاث وثلاثون تنكة ، وذلك صرف الخمسة والخمسين الفا التي هي دين عليّ ، وصرف الاثنى عشر الفا التي أمر لي بها فيما تقدّم بعد حط العشر على عادتهم ، وصرف التّكنة ديناران ونصف دينار من ذهب المغرب.

ذكر خروج السلطان وأمره لي بالإقامة بالحضرة

وفي تاسع جمادى الأولى خرج السلطان برسم قصد بلاد المعبر (١١١) ، وقتال القائم بها وكنت قد خلّصت أصحاب الدّين وعزمت على السفر وأعطيت مرتّب تسعة اشهر للكهارين والفرّاشين والكيوانية والدوادويّة ، وقد تقدّم ذكرهم ، فخرج الأمر بإقامتي في جملة ناس وأخذ الحاجب خطوطنا بذلك لتكون حجّة له ، وتلك عادتهم خوفا من أن ينكر المبلّغ ، وأمر لي بستّة آلاف دينار دراهم ، وأمر لابن قاضي مصر بعشرة آلاف ، وكذلك كلّ من أقام من الأعزّة (١١٢) ، وامّا البلديّون فلم يعطوا شيئا وأمرني السلطان أن اتولى النظر في مقبرة السلطان قطب الدّين الذي تقدّم ذكره (١١٣) وكان السلطان يعظّم تربته تعظيما شديدا لانّه كان خديما له، ولقد رأيته إذا أتى قبره يأخذ نعله فيقبّله ويجعله فوق رأسه.

وعادتهم أن يجعلوا نعل الميت عند قبره فوق متّكأة ، وكان اذا وصل القبر خدم له كما كان يخدم أيّام حياته ، وكان يعظّم زوجته ويدعوها بالأخت وجعلها مع حرمه ، وزوّجها بعد ذلك لابن قاضي مصر ، واعتنى به من أجلها وكان يمضي لزيارتها في كلّ جمعة.

ولمّا خرج السلطان بعث عنّا للوداع فقام ابن قاضي مصر فقال : أنا لا أوادع ولا أفارق خوند عالم ، فكان له في ذلك الخير فقال له السلطان : امض فتجهّز للسّفر! وقدمت بعده للوداع وكنت احبّ الإقامة ولم تكن عاقبتها محمودة! فقال : مالك من حاجة؟ فاخرجت بطاقة فيها ستّ مسائل ، فقال لي : تكلّم بلسانك! فقلت له : إن خوند عالم أمر لي بالقضاء وما قعدت لذلك بعد ، وليس مرادي من القضاء الّا حرمته ، فأمرني بالقعود للقضاء وقعود النّائبين معي ، ثمّ قال لي : إيه ، فقلت : وروضة السلطان قطب الدين ما ذا أفعل فيها؟ فإني رتّبت فيها أربع مائة وستّين شخصا ، ومحصول أوقافها لا يفي بمرتّباتهم وطعامهم؟

__________________

(١١١) كان يوم تاسع جمادى الأولى من عام ٧٤١ يوافق ٢١ أكتوبر ١٣٤١.

(١١٢) يعنون بالأعزة الغرباء وهو تعبير حضاري جميل كما أسلفناiii ، ٩٨ ـ ٢٢٢ ـ ٢٢٩ الخ.

(١١٣) انظر التعليق الماضي رقم ٧٥.

٢٤٢

فقال للوزير : بّنجاه هزار ، ومعناه خمسون ألفا ، ثمّ قال : لا بدّ لك من غلّة بدية ، يعني : أعطه مائة ألف منّ من المغلّة ، وهي القمح والأرز ينفقها في هذه السنة حتّى تأتي غلّة الروضة ، والمنّ عشرون رطلا مغربية ، ثمّ قال لي : وما ذا أيضا؟ فقلت : إن أصحابي سجنوا بسبب القرى التي أعطيتموني ، فإني عوّضتها بغيرها ، فطلب أهل الديوان ما وصلني منها أو الاستظهار بأمر خوند عالم أن يرفع عنّي ذلك ، فقال : كم وصلك منها؟ فقلت : خمسة آلاف دينار ، فقال : هي إنعام عليك ، فقلت له : وداري التي أمرتم لي بها مفتقرة إلى البناء ، فقال للوزير عمارة كنيد ، أي معناه عمّروها ، ثمّ قال لي : ديكر نماند ، فقلت له (١١٤) : لا ، معناه هلّ بقي لك كلام؟ فقال لي : وصيّة دكر هست معناه أوصيّك أن لا تاخذ الدّين لئلّا تطلب فلا تجد من يبلّغ خبرك إليّ ، أنفق على قدر ما أعطيتك ، قال الله تعالى : ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كلّ البسط (١١٥) ، وكلوا واشربوا ولا تسرفوا (١١٦) ، والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما (١١٧). فأردت أن أقبّل قدمه فمنعني ، وأمسك رأسي بيده فقبّلتها وانصرفت.

وعدت إلى الحضرة فاشتغلت بعمارة داري وانفقت فيها اربعة آلاف دينار ، أعطيت منها من الديوان ستّماية دينار ، وزدت عليها الباقي وبنيت بازائها مسجدا ، واشتغلت بترتيب مقبرة السلطان قطب الذين وكان السلطان قد أمر أن تبنى عليه قبّة يكون ارتفاعها في الهواء مائة ذراع بزيادة عشرين ذراعا على اتفاع القبّة المبنيّة على قازان ملك العراق (١١٨) ، وأمر أن تشتري ثلاثون قرية تكون وقفا عليها وجعلها بيدي على أن يكون لي العشر من فائدها على العادة.

ذكر ما فعلته في ترتيب المقبرة

وعادة أهل الهند أن يرتّبوا لأمواتهم ترتيبا كترتيبهم بقيد الحياة ، ويوتي بالفيلة والخيل فتربط عند باب التربة وهي مزيّنة ، فرتّبت أنا في هذه التربة بحسب ذلك ورتّبت من قرّاء القرآن مائة وخمسين ، وهم يسمّونهم الختميّين ، ورتّبت من الطلبة ثمانين ، ورتّبت الإمام

__________________

(١١٤) بقى مع ذلك طلبان اثنان ، بيد أن ابن بطوطة ـ على ما يظهر ـ لم يجرؤ على مواصلة الكلام ... وهذه تهجية الكلمات الفارسية حسب إفادة گيب Imarat kunid ـ digar namanad ـ wasiyat ـ gibb digar hast

(١١٥) السورة ١٧ ، الآية ٢٩.

(١١٦) السورة ٧ ، الآية ٣١.

(١١٧) السورة ٢٥ ، الآية ٦٧.

(١١٨) قازان هذا يوجد قبره في ضواحي تبريز ...i ، ١٤٨ii ١١٥ ـ ١٢٩ ـ ١٤٤.

٢٤٣

والمؤذّنين والقرّاء بالأصوات الحسان ، والمدّاحين وكتّاب الغيبة والمعرّفين ، وجميع هؤلاء يعرفون عندهم بالأرباب ورتّبت صنفا آخر يعرفون بالحاشية وهو الفرّاشون والطبّاخون والدوادويّة والآبداريّة ، وهم السقّاءون والشربداريّة الذين يسقون الشّربة ، والتنبول داريّة الذين يعطون التنبول والسلحداريّة والنيزداريّة والشطرداريّة والطشت داريّة والحجّاب والنقباء ، فكان جميعهم أربعمائة وستّين.

وكان السلطان أمر أن يكون الطعام بها ، كلّ يوم اثنى عشر منّا من الدقيق ، ومثلها من اللحم فرأيت أن ذلك قليل ، والزرع الذي أمر به كثيرا ، فكنت أنفق كلّ يوم خمسة وثلاثين منّا من الدقيق ، ومثلها من اللحم مع ما يتبع ذلك من السكّر والنبات والسّمن والتنبول وكنت أطعم المرتّبين وغيرهم من صادر ووارد ، وكان الغلاء (١١٩) شديدا فارتفق الناس بهذا الطعام وشاع خيره.

وسافر الملك صبيح إلى السلطان بدولة آباد فسأله عن حال الناس ، فقال له : لو كان بدهلي اثنان مثل فلان لما شكا الجهد! فأعجب ذلك السلطان ، وبعث اليّ بخلعة من ثيابه ، وكنت أصنع في المواسم ، وهي العيدان والمولد الكريم (١٢٠) ويوم عاشوراء وليلة النصف من شعبان ، ويوم وفاة السلطان قطب الدين مائة منّ من الدقيق ومثلها لحما ، فيأكل منها الفقراء والمساكين ، وأمّا أهل الوظيفة فيجعل امام كلّ انسان مهم ما يخصّه ، ولنذكر عادتهم في ذلك.

ذكر عادتهم في اطعام الناس في الولائم.

وعادتهم ببلاد الهند وببلاد السّرا (١٢١) أنّه إذا فرغ من أكل الطعام في الوليمة جعل أمام كلّ إنسان من الشرفاء والفقهاء والمشايخ والقضاة وعاء شبه المهد له أربع قوائم منسوج سطحه من الخوض وجعل عليه الرقاق ورأس غنم مشويّ وأربعة أقراص معجونة بالسمن مملوّة بالحلواء الصابونية (١٢٢) مغطاة بأربع قطع من الحلواء كأنها الآجر ، وطبقا صغيرا مصنوعا من الجلد فيه الحلواء والسموسك ويغطّى ذلك الوعاء بثوب قطن جديد ، ومن كان

__________________

(١١٩) يتعلق الأمر بالقحط الكبير الذي ابتدأ عام ٧٣٦ ـ ١٣٣٦ يراجع التعليق رقم ٣٩ من هذا الفصل.

(١٢٠) يلاحظ الاهتمام بعيد المولد الذي كان من المستحدثات الحسنة في المغرب والمشرق في تلك الفترة من التاريخ ـ د. التازي : لماذا عيد المولد في المغرب الاسلامي دعوة الحق ، دجنبر ١٩٨٩.

(١٢١) حول السّرا عاصمة خان قفجق ... انظرii ، ٤٤٦ ـ ٤٥٠ ـ ٤٤٩ ـ ٤٥٠.

(١٢٢) الصابون القصد إلى حلواء تصنع من الزيت والسمسم. والنشاء واللوز والعسل iii ، ٤٢١.

٢٤٤

دون من ذكرناه جعل أمامه نصف رأس غنم ويسمّونه الزلّة (١٢٣) ومقدار النصف ممّا ذكرناه ، ومن كان دون هؤلاء أيضا جعل أمامه مثل الربع من ذلك ، ويرفع رجال كلّ أحد ما جعل أمامه.

وأوّل ما رأيتهم يصنعون هذا بمدينة السرا حضرة السلطان أوزبك ، فامتنعت أن يرفع رجالي ذلك إذ لم يكن لي به عهد ،! وكذلك يبعثون أيضا لدار كبراء الناس من طعام الولائم.

ذكر خروجي إلى هزار أمروها

وكان الوزير قد اعطاني من الغلة المأمور بها للزاوية عشرة الاف منّ ، ونفّذ لي الباقي في هزار (١٢٤) أمروها ، وكان والي الخراج بها عزيز الخمّار (١٢٥) ، وأميرها شمس الدين البذخشانيّ فبعثت رجالي فاخذوا بعض الإحالة ، وتشكّوا من تعسّف عزيز الخمّار فخرجت بنفسي لاستخلص ذلك ، وبين دهلي وهذه العمالة ثلاثة أيّام ، وكان ذلك أوان نزول المطر (١٢٦) فخرجت في نحو ثلاثين من أصحابي واستصحبت معي اخوين من المغنّيين المحسنين يغنيان لي في الطريق! فوصلنا الى بلدة بجنور (١٢٧) وضبط اسمها بكسر الباء الموحدة وسكون الجيم وفتح النون وآخره راء ، فوجدت بها أيضا ثلاثة اخوة من المغنّيين فاستصحبتهم فكانوا يغنّون لي نوبة والآخران نوبة!

ثم وصلنا إلى أمروها ، وهي بلدة صغيرة حسنة ، فخرج عمالها للقائي وجاء قاضيها الشريف أمير عليّ وشيخ زاويتها وأضافاني معا ضيافة حسنة ، وكان عزيز الخمّار بموضع يقال له أفغان بّور على نهر السّرو (١٢٨) ، وبيننا وبينه النهر ، ولا معدية فيه ، فأخذنا الاثقال في معدية صنعناها من الخشب والنّبات وجزنا في اليوم الثاني وجاء نجيب أخو عزيز في جماعة من أصحابه وضرب لنا سراجة ، ثمّ جاء أخوه إليّ الوالي ، وكان معروفا بالظلم ، وكانت القرى التي في عمالته ألفا وخمسمائة قرية ، ومجباها ستّون لكّا في السنة ، له فيها نصف العشر ، ومن عجائب النهر الذي نزلنا عليه انّه لا يشرب منه أحد في أيام نزول المطر

__________________

(١٢٣) الزلّة تعني الطعام الخفيف الذي يمكن أن يحمله المرء معه.

(١٢٤) إقليم أمروها (amroha) ، على بعد ١٣٠ ك. م شرق دهلي.

(١٢٥) ظهر هذا الشخص لأول مرة مشهورا بإبتزازه ونهبه في إقليم أمروها يراجع التعليق رقم ٦١ من هذا الفصل.

(١٢٦) من المحتمل أن يكون هذا تمّ في يونيه ١٣٣٦ ...

(١٢٧) بجنور (bijnor) إقليم يحمل نفس الاسم ، يقع شمال أمروها.

(١٢٨) كلمة السّرو (saru) التي تعني أعالي غاغرا (ghaghra) (تعليق ٤٩) يظهر هنا أنها تعني الكانج.

٢٤٥

ولا تسقى منه دابّة ، ولقد أقمنا عليه ثلاثا فما غرف منه أحد غرفة ولا كدنا نقرب منه لأنّه ينزل من جبل قراجيل (١٢٩) التي بها معادن الذهب ، ويمرّ على الخشاش المسمومة فمن شرب منه مات (١٢٩).

وهذا الجبل متّصل مسيرة ثلاثة اشهر ، وينزل منه إلى بلاد تبّت حيث غزلان المسك ، وقد ذكرنا ما اتّفق على جيش المسلمين بهذا الجبل ، وبهذا الموضع جاء إليّ جماعة من الفقراء الحيدريّة وعملوا السّماع واوقدوا النيران فدخلوها ولم تضرّهم ، وقد ذكرنا ذلك (١٣٠).

وكانت قد نشأت بين أمير هذه البلاد شمس الدين البذخشانيّ وبين واليها عزيز الخمّار منازعة وجاء شمس الدين لقتاله ، فامتنع منه بداره وبلغت شكاية أحدهما الوزير بدهلي ، فبعث إليّ الوزير وإلى الملك شاه أمير المماليك بأمروها ، وهم أربعة آلاف مملوك للسلطان ، وإلى شهاب الدين الروميّ أن ننظر في قضيّتهما ، فمن كان على الباطل بعثناه مثقفا إلى الحضرة ، فاجتمعوا جميعا بمنزلي وادّعى عزيز على شمس الدين دعاوي منها أنّ خديما له يعرف بالرّضى الملتانيّ نزل بدار خازن عزيز المذكور ، فشرب بها الخمر وسرق خمسة آلاف دينار من المال الذي عند الخازن ، فاستفهمت الرّضى عن ذلك ، فقال لي : ما شربت الخمر منذ خروجي من ملتان ، وذلك ثمانية اعوام ، فقلت له : أو شربتها بملتان؟ قال نعم! فأمرت بجلده ثمانين وسجنته بسبب الدعوى للوث ظهر عليه.

وانصرفت عن أمروها فكانت غيبتي نحو شهرين ، وكنت في كلّ يوم اذبح لأصحابي بقرة وتركت أصحابي ليأتوا بالزرع المنفّذ على عزيز ، وحمله عليه ، فوزّع على أهل القرى التي لنظره ثلاثين ألف منّ يحملونها على ثلاثة آلاف بقرة ، وأهل الهند لا يحملون الّا على البقرة وعليه يرفعون أثقالهم في الأسفار ، وركوب الحمير عندهم عيب كبير وحميرهم صغار الأجرام يسمّونها اللاشة (١٣١) ، واذا أرادوا إشهار أحد بعد ضربه أركبوه الحمار!

ذكر مكرمة لبعض الأصحاب

وكان السيّد ناصر الدين الا وهريّ قد ترك عندي لمّا سافر ألفا وستّين تنكة فتصرّفت فيها ، فلمّا عدت إلى دهلي وجدته قد أحال في ذلك المال خذاوند زادة قوام الدين ، وكان قدم نائبا عن الوزير ، فاستقبحت أن أقول له : تصرّفت في المال ، فأعطيته نحو ثلثه ، وأقمت بداري أياما.

__________________

(١٢٩) انظرii ٦iii ، ٣٢٥ ـ ٤٣٨ ـ يلاحظ گيب أنه لا يوجد ذهب في الهيمالايا.

(١٣٠) يراجع حديث ابن بطوطة في ii ، ٦ ـ ٧ ـ حول التّبّت انظر ج iv ، ٢١٦ وانظر معجم البلدان.

(١٣١) تعبير فارسي يعني الجثة والهيكل.

٢٤٦

وشاع عني أني مرضت ، فأتى ناصر الدين الخوارزميّ صدر الجهان لزيارتي فلمّا رءاني قال: ما أرى بك مرضا ، فقلت : إني مريض القلب! فقال لي : عرفني بذلك! فقلت له : ابعث إليّ نائبك شيخ الاسلام اعرّفه به ، فبعثه إليّ فاعلمته ، فعاد إليه فأعلمه ، فبعث إليّ بألف دينار دراهم ، وكان له عندي قبل ذلك ألف ثان ثمّ طلب منّي بقيّة المال ، فقلت في نفسي : ما يخلّصني منه الّا صدر الجهان المذكور لأنه كثير المال ، فبعثت اليه بفرس مسرج قيمة سرجه ألف وستّماية دينار ، وبفرس ثان قيمته وقيمة سرجه ثمانمائة دينار وببلغتين قيمتهما ألف ومائتا دينار ، وبتركش فضّة وبسيفين غمدهما مغشّيان بالفضّة ، وقلت له : انظر قيمة الجميع وابعث إليّ ذلك ، فأخذ ذلك وعمل لجميعه قيمة ثلاثة آلاف دينار ، فبعث إليّ الفا واقتطع الالفين ، فتغيّر خاطري ، ومرضت بالحمّى ، وقلت في نفسي : إن شكوت به إلى الوزير افتضحت ، فأخذت خمسة أفراس وجاريتين ومملوكين ، وبعثت الجميع للملك مغيث الدين محمّد بن ملك الملوك عماد الدين السّمنانيّ ، وهو فتيّ السنّ ، فردّ عليّ ذلك وبعث إليّ مايتي تنكة واعتذر وخلّصت من ذلك المال ، فشتّان بين فعل محمّد ومحمّد!

ذكر خروجي إلى محلّة السلطان.

وكان السلطان لمّا توجّه إلى بلاد المعبر وصل إلى التّلنك ووقع الوباء بعسكره فعاد إلى دولة آباد ، ثمّ وصل إلى نهر الكنك فنزل عليه ، وأمر الناس بالبناء ، وخرجت في تلك الأيّام إلى محلّته واتّفق ما سردناه من مخالفة عين (١٣٢) الملك ، ولازمت السلطان في تلك الأيّام وأعطاني من عتاق الخيل لمّا قسّمها على خواصّه ، وجعلني فيهم وحضرت معه الوقيعة على عين الملك والقبض عليه وجزت معه نهر الكنك ونهر السّرو لزيارة قبر الصالح سالار عود ، وقد استوفيت ذلك كلّه ، وعدت معه إلى حضرة دهلي لمّا عاد اليها.

ذكر ما همّ به السلطان من عقابي وما تداركني من لطف الله تعالى!

وكان سبب ذلك أنّي ذهبت يوما لزيارة الشيخ شهاب الدين بن الشيخ الجام بالغار الذي احتفره خارج دهلي (١٣٣).

وكان قصدي رؤية ذلك الغار ، فلمّا أخذه السلطان سأل أولاده عمّن كان يزوره فذكروا ناسا أنا من جملتهم ، فأمر السلطان أربعة من عبيده بملازمتي بالمشور.

__________________

(١٣٢) يراجع ٠٥٣ ـ ٤٤٣ ـ ٢٤٣ iii.

(١٣٣) لقد عرض ابن بطّوطة نفسه للخطر عندما كان يعتقد أن السلطان سينسى استخفاف الشيخ شهاب الدّين بقوته وتحدّيه له!! يراجع ٥٩٢ ـ ٤٩٢ ,iii.

٢٤٧

وعادته أنّه متى فعل ذلك مع أحد قلّما يتخلّص ، فكان أوّل يوم من ملازمتهم لي يوم الجمعة فألهمني الله تعالى إلى تلاوة قوله : حسبنا الله ونعم الوكيل (١٣٤) ، فقرأتها ذلك اليوم ثلاثة وثلاثين ألف مرّة ، وبتّ بالمشور وواصلت إلى خمسة أيّام ، في كلّ يوم منها اختم القرآن وافطر على الماء خاصّة ، ثمّ افطرت بعد خمس وواصلت أربعا وتخلّصت بعد قتل الشيخ والحمد لله تعالى!

ذكر انقباضي عن الخدمة وخروجي عن الدنيا.

ولمّا كان بعد مدّة انقبضت عن الخدمة ولازمت الشيخ الإمام العالم العابد الزاهد الخاشع الورع فريد الدهر ووحيد العصر كمال الدين عبد الله الغاريّ وكان من الأولياء ، وله كرامات قد ذكرت منها ما شاهدته عند ذكر اسمه (١٣٥) ، وانقطعت إلى خدمة هذا الشيخ ووهبت ما عندي للفقراء والمساكين!

وكان الشيخ يواصل عشرة أيّام وربّما واصل عشرين ، فكنت أحبّ أن أواصل فكان ينهاني ويأمرني بالرفق على نفسي في العبادة ويقول لي : إنّ المنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى،(١٣٥) وظهر لي من نفسي تكاسل بسبب شيء بقى معي ، فخرجت عن جميع ما عندي من قليل وكثير وأعطيت ثياب ظهري لفقير ولبست ثيابه ، ولزمت هذا الشيخ خمسة أشهر والسلطان اذ ذاك غائب ببلاد السند.

ذكر بعث السلطان عنّي وإبايتي عن الرجوع إلى الخدمة واجتهادي في العبادة.

ولمّا بلغ السلطان خبر خروجي عن الدنيا استدعاني ، وهو يومئذ بسيوستان (١٣٦) ، فدخلت عليه في زيّ الفقراء ، فكلّمني أحسن كلام وألطفه ، وأراد منّي الرجوع إلى الخدمة فأبيت وطلبت منه الإذن في السفر إلى الحجاز ، فأذن لي فيه وانصرفت عنه ، ونزلت بزاوية

__________________

(١٣٤) السورة ٣ ، الآية ١٦٧.

(١٣٥) انظرiii ، ١٦٠ ـ ١٦١. مقولة ذكيّة سائرة وقد نسبها بعضهم للرسول عليه الصلوات لكن الذي ذكره ابن منظور في لسان العرب أنها لمطرّف (ابن الشخير) المشهور بمقالاته في الحكمة ووردت كذلك في كتاب الأمثال للميداني ... وتضرب مثلا لتنّبيه للذين يحاولون أن يقضوا اغراضهم بسرعة دون ما تريّث كنت أجعلها نصب عيني وأنا أقدم على بعض أعمالي وقد ترجمت هكذا :

certes. celui qui veut aller vite et devancer les autres, ne fait pas de chemin et ne sauve point de monture!

(١٣٦) سيوستان (sehwan) على نهر السند شمال حيدرأباد ، محمد ابن تغلق كان يوجد بالسند في أعقاب ثورة الملك شاهولودي ـ راجع بداية هذا الفصل الخاص بمملكة محمد ابن تغلق.

٢٤٨

تعرف بالنسبة إلى الملك بشير ، وذلك في أواخر جمادى الثانية سنة ثنتين وأربعين (١٣٧) ، فاعتكفت بها شهر رجب وعشرا من شعبان ، وانتهيت إلى مواصلة خمسة أيّام وافطرت بعدها على قليل أرز دون إدام ، وكنت أقرأ القرآن كلّ يوم واتهجّد بما شاء الله ، وكنت إذا أكلت الطعام أذاني ، فإذا طرحته وجدت الراحة ، وأقمت كذلك أربعين يوما ثمّ بعث عنّي ثانية.

ذكر ما أمرني به من التوجّه إلى الصين في الرسالة

ولمّا كملت لي اربعون يوما بعث إليّ السلطان خيلا مسرجة وجواري وغلمانا وثيابا ونفقة فلبست ثيابه وقصدته ، وكانت لي جبّة قطن زرقاء مبطّنة لبستها أيّام اعتكافي فلمّا جرّدتها ولبست ثياب السلطان أنكرت نفسي! وكنت متى نظرت إلى تلك الجبّة أجد نورا في باطني ، ولم تزل عندي إلى أن سلبني الكفّار في البحر. ولمّا وصلت إلى السلطان زاد في إكرامي على ما كنت أعهده ، وقال لي : إنّما بعثت إليك لتتوجّه عنّي رسولا إلى ملك الصين فإنّي أعلم حبك في الأسفار والجولان ، فجهّزني بما احتاج له وعيّن للسفر معي من يذكر بعد (١٣٨).

__________________

(١٣٧) ٧٤٢ ـ دجنبر ١٣٤١.

(١٣٨) هنا فقط شعر الناشران d.s. بالحاجة إلى الاتيان بالنص الكامل لما قاله ابن خلدون في مقدمته عن رحلة ابن بطوطة وتناجي الناس بتكذيبه مما بسطته بإسهاب في المقدمة وسنذكره في ملاحق هذا التاليف.

٢٤٩
٢٥٠

فهرس موضوعات المجلد الثالث

الفصل التاسع : آسا الوسطى..................................................... ٣

الاتجاه إلى خوارزم عبر سراجوق.................................................... ٧

الحديث عن خوارزم : أكبر مدن الأتراك............................................. ٩

الحديث عن أمبرها قطلودمور..................................................... ١٢

مغادرة خوارزم إلى بخارى......................................................... ١٥

ذكر أولية التتر وتخريبهم لبخارى وسوارها.......................................... ٢١

الاجتماع بالسطان طرمشيرن سلطان ما وراء النهر ... والحديث عن فضائله............ ٢٧

الاتجاه إلى مدينة سمرقند والحديث عن مكارم أهلها.................................. ٣٥

أهمية زيت السمسم كدهن ومادة إحراق........................................... ٤٠

سلطان هرات حسين بن السلطان غياث الدين..................................... ٤٦

إلى مدينة طوس وهي من أكبر بلاد خراسان....................................... ٥٢

مدينة مشهد................................................................... ٥٢

المقارنة بين مدارس خراسان ومدرسة أبي عنان....................................... ٥٦

من نيسابور إلى مدينة بسطام..................................................... ٥٧

في مدينة غزنة بلد السلطان محمود بن سبكتكين.................................... ٦١

مدينة كابل التاريخية............................................................. ٦٣

نهاية السفر الأول في الرحلة...................................................... ٦٥

الفصل العاشر : الطريق إلى دهلي................................................ ٦٧

بداية السفر الثاني من الرحلة والحديث عن البريد في الهند............................. ٧١

حديث عن الكركدن............................................................ ٧٥

مركز الفيل في الهند كاداة تنقل وعلامة رفاه......................................... ٧٧

السفر في نهر السند والترتيب في ذلك............................................. ٨٢

في مدينة ملتان عاصمة السند مع أميرها قطب الملك................................ ٨٩

التزام بن بطوطة بشروط الإقامة في الهند والتحضير للسفر إلى دهلي................... ٩٢

ذكر أشجار بلاد الهند وفواكهها.................................................. ٩٤

ذكر الحبوب التي يزرعها أهل الهند................................................ ٩٦

ابن بطوطة يشهد الذي غزوة في بلاد الهند......................................... ٩٨

ذكر أهل الهند الذي يحرقون أنفسهم بالنار....................................... ١٠١

الوصول إلى العاصمة : دهلي ووصفها........................................... ١٠٥

سور دهلي وأبوابها............................................................ ١٠٦

جامع دهلي.................................................................. ١٠٨

ذكر الحوضين العظيمين بخارجها................................................ ١١٣

٢٥١

ذكر مزارتها وبعض رجالها...................................................... ١١٤

الفصل الحادي عشر: فتح دهلي ومن تداولها من الملوك............................ ١١٧

ذكر السلطان شمس الدين المش وابنه ركن الدين................................... ١٢٠

ذكر السلطانة رضية........................................................... ١٢١

ذكر السلطان غياث الدين بلين................................................. ١٢٣

ذكر السلطان معز الدين حفيد بلين............................................. ١٢٥

ذكر السلطان جلال الدين..................................................... ١٢٦

ذكر السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي وابنه شهاب الدين..................... ١٢٩

ذكر السلطان قطب الدين ابن علاء الدين....................................... ١٣٣

ذكر السلطان خسرو خان ناصرالدين............................................ ١٣٦

ذكر السلطان غياث الدين تغلق شاه............................................ ١٣٨

الفصل الثاني عشر : السلطان محمد ابن تغلق..................................... ١٤٥

الحديث عن محمد تغلق باسهاب................................................ ١٤٩

ذكر أبواب قصره ومشوره وترتيب ذلك.......................................... ١٥٠

ذكر جلوسه للناس وأنه على نحو جلوس الإنسان للتشهد........................... ١٥٢

كيف يستقبل الغرباء وأصحاب الهدايا........................................... ١٥٥

ذكر خروجه للعيدين ... ودور الفيل في هذه المراسم............................... ١٥٧

وصف المبخرة العظمى والسرير الأعظم.......................................... ١٦٤

ترتيب الطعام الخاص والعام..................................................... ١٦٤

ترتيبه عند العودة من السفر ونثره للمستقبلين بالدنانير............................. ١٦٤

ترتيب الطعام الخاص والعام..................................................... ١٦٤

ذكر بعض أخباره في الجود والكرم............................................... ١٦٧

عطاؤه للكازروني والترمذي والأردوبلي............................................ ١٦٧

عطاؤه لحاجي كاون ابن عم السلطان أبي سعيد بهادور............................. ١٧٣

قدوم ابن «الخليفة» من مصر وأخبار هذا الأخير في الهند : بخلة وشحه.............. ١٧٤

ما أعطاه للأمير سيف الدين غدا حفيد مهنا أمير عرب الشام....................... ١٧٨

زواج الأمير سيف الدين بأخت السلطان وما جرى في ذلك........................ ١٧٨

تغير السلطان على الأمير سيف الدين وسجنه.................................... ١٨١

تزويج السلطان بنتي وزيره لابني قوام الدين........................................ ١٨٢

ذكر تشدد السلطان في إقامة الصلاة وأحكام الشرع............................... ١٨٣

ذكر فتكات هذا السلطان وما ينقم من أفعاله.................................... ١٨٥

ذكر تعذيبه للشيخ شهاب الدين وإطعامه رطلين ونصف الرطل من العذرة............ ١٨٦

ذكر قتله للفقيه عفيف الدين................................................... ١٨٨

ذكر قتله للشيخ هود ... والشيخ الحيدري....................................... ١٨٩

٢٥٢

ذكر تخريبه لدهلي ونفي أهلها والإجهاز على العمى والمقعدين...................... ١٩٣

الفصل الثالث عشر : تاريخ مملكة محمد ابن تغلق................................. ١٩٥

ذكر مادشن به أمر ولايته...................................................... ١٩٩

الحديث عن الثورات التي شبت ضد السلطان ... وموقفه.......................... ١٩٩

ذكر ما حل بجيشه قرب جبال الهيمالايا.......................................... ٢٠٤

ثورة الأمير هلاجون بمدينة لاهور................................................ ٢٠٦

الارجاف بموت السلطان وهو في دولة آباد....................................... ٢٠٨

تمرد نائب السلطان ببلاد التلنك................................................ ٢١٠

تنقل السلطان إلى نهر الكنك .. وثورة الأمير عين الملك............................ ٢١١

عودة السلطان إلى العاصمة وتمرد علي شاه كر.................................... ٢١٥

فرار أمير بخت وتمكن السلطان من القبض عليه................................... ٢١٧

تمرد شاه أفغان بأرض السند وتوالي الثورات....................................... ٢١٨

خروج السلطان بنفسه إلى كنباية................................................ ٢٢٠

الغلاء الذي حل بالهند واثره على تدهور الأوضاع................................. ٢٢٢

ابتداء ابن بطوطة في الحديث عن ظروف وصوله إلى البلاط الهندي والسلطان غائب عن العاصمة    ٢٢٣

حديثه عن والدة السلطان وذكر فضائلها وما كان من أمر ضيافته................... ٢٢٤

الخبر عن وفاة ابنة الرحالة الغربي وما قاموا به من مبادرات بهذه المناسبة............... ٢٢٦

إحسان الوزير أثناء غياب السلطان.............................................. ٢٢٨

قدوم السلطان واستقباله لابن بطوطة............................................ ٢٢٩

الحوار الهام بين السلطان الهند الذي سأل الرحالة : هل أنت من بلاد عبد المومن...... ٢٣٠

توالي ضروب التكريمات على ابن بطوطة من سائر أعوان الدولة..................... ٢٣٢

ابن بطوطة يقول الشعر في سلطان الهند.......................................... ٢٣٥

دعوة ابن بطوطة للقيام برحلة صيد مع السلطان................................... ٢٣٧

عمل ابن بطوطة على أن يظهر بالمظهر المشرف تجاه السلطان....................... ٢٤٠

أمر السلطان لابن بطوطة بالإقامة في العاصمة وتكليفه ببعض المهام................. ٢٤٢

تغير السلطان على ابن بطوطة بسبب زيارة هذا لبعض المعارضين.................... ٢٤٧

إعراض ابن بطوطة عن الدنيا والحاح السلطان على عودته للحياة العادية.............. ٢٤٨

أمر السلطان له بالتوجه سفيرا إلى الصين......................................... ٢٤٩

٢٥٣

فهرس الرسوم والصور بالمجلد الثالث

خريطة آسا الوسطى............................................................. ٥

الجمل سفينة الصحراء............................................................ ٨

مدينة الأمراء المحصنة............................................................ ١٨

منارة في بخارى................................................................. ١٩

جنكيز خان ـ جندي مغولي...................................................... ٢١

جامع بلخ الذي خر به جنكيز خان بحثا عن المال................................... ٢٣

قبرية الإمام البخاري............................................................ ٢٥

مدينة سمرقند : المدرسة.......................................................... ٣٦

الصفحة الأخيرة من كتاب المنظومة الخلافية بين الفقهاء الأربعة....................... ٣٩

ضريح تيمورلنك في سمرقند....................................................... ٤١

ضريح عكاشة في بلخ والمسجد الجامع في هرات..................................... ٤٥

مشهد الإمام الرضا : خراسان.................................................... ٥٣

لقطة أخرى من مشهد.......................................................... ٥٤

لقطة من غزنة ، منارة مسعود الثالث.............................................. ٦٢

منارة جام في أفغانستان.......................................................... ٦٤

خريطة الطريق إلى الهند.......................................................... ٦٩

نهر السند..................................................................... ٧٣

يحملون الرجل المطلوب على سرير ليبلغوه فورا لمن طلبه............................... ٧٤

الكركدن يسميه القزويني كركد.................................................... ٧٦

موكب السلطان على الفيل....................................................... ٧٨

من مدينة سيوستان............................................................. ٨٠

المنجنيق....................................................................... ٨٣

التماثيل....................................................................... ٨٦

ملتان التي كانت عاصمة السند................................................... ٨٩

العنبة : المانگو................................................................. ٩٢

أول غزوة شهدها ابن بطوطة بالهند................................................ ٩٨

عن الأرامل اللاتي يحرقن أنفسهن بريشة ليون بينيط................................ ١٠٢

القصر الملكي في دهلي........................................................ ١٠٦

العمود بوسط الجامع ـ لقطة أخرى للعمود........................................ ١٠٨

صحن الجامع................................................................. ١١٠

صومعة جامع دهلي........................................................... ١١١

النفوذ الإسلامية في بلاد السند والهند منذ عهد أينك.............................. ١٢٠

رسم مع الحريم................................................................ ١٢٨

٢٥٤

المحتسب سهر على صحة المواطن............................................... ١٣١

جامع دولة آباد............................................................... ١٣٥

ضريح السلطان غياث الدين تغلق شاه........................................... ١٤٤

مشور ألف سارية............................................................. ١٤٥

جدران (تغلق آباد) في الهند.................................................... ١٥١

جلوس السلطان للناس ـ عن المكتبة الوطنية بباريز رقم ٣٩٤٠٤m................... ١٥٣

من خيول السلطان............................................................ ١٥٤

الفل برشئ فاتحة عمر بوستة.................................................. ١٥٦

السرير الأعظم الذي يحمل على أكتاف العبيد................................... ١٦١

الطرب في حضرة السلطان..................................................... ١٦٣

صورة مأدبة عن المکتبة الوطنية بباريز رقم ٣٩٣٢٦m............................. ١٦٥

وقطعوا رأسه وبعثوا به إلى سليمان ـ عن المكتبة الوطنية بباريز رقم ٣٩٣٢٤m......... ١٧١

السلطان راكب على الدولة أي الحفة............................................ ١٩٠

نقود إسلامية أخرى من بلاد السند والهند........................................ ٢٠٠

إحدى المعارك ـ عن المكتبة الوطنية بباريز رقم ٣٩٦٨٨m.......................... ٢٠٣

لقطات من مدينة لاهور....................................................... ٢٠٧

استعمال الفيل كوسيلة للفتك بأهل الجرائم lll ٣٥٤.............................. ٢١٦

علامة الخليفة عبد المومن ـ قيراط مومني ضرب بسبتة من مدينة (مافرا) جنوب البرتغال.. ٢٣١

رحلة صيد عن المكتبة الوطنية بباريز رقم ٣٩٣٠٢ m.............................. ٢٣٨

٢٥٥