رحلة ابن بطوطة - ج ٣

شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي

رحلة ابن بطوطة - ج ٣

المؤلف:

شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي


المحقق: عبد الهادي التازي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: أكاديمية المملكة المغربية
الطبعة: ٠
ISBN: 9981-46-009-5
ISBN الدورة:
9981-46-006-0

الصفحات: ٢٥٥

الصهريج وانغمسن فيه وجرّدن ما عليهن من ثياب وحليّ فتصدقن به وأتيت كل واحدة منهنّ بثوب قطن خشن غير مخيط فربطت بعضه على وسطها وبعضه على رأسها وكتفيها والنيران قد أضرمت على قرب من ذلك الصهريج في موضع منخفض وصبّ عليها روغن كنجت (٥٩) وهو زيت الجلجلان ، فزاد في اشتعالها وهناك نحو خمسة عشر رجلا بأيديهم حزم من الحطب الرقيق ومعهم نحو عشرة بأيديهم خشب كبار ، وأهل الأطبال والأبواق وقوف ينتظرون مجىء المرأة ، وقد حجبت النار بملحفة يمسكها الرجال بأيديهم لئلّا يدهشها النظر إليها ، فرأيت إحداهن لما وصلت إلى تلك الملحفة نزعتها من أيدي الرجال بعنف ، وقالت لهم (٦٠) : مارا مى ترسانى أز أطش من مى دانم أو آطش آست رها كني مارا ، وهي تضحك ، ومعنى هذا الكلام : أبالنّار تخوفونني؟ أنا أعلم أنها نار محرقة! ثم جمعت يديها على رأسها خدمة للنار ورمت بنفسها فيها، وعند ذلك ضربت الأطبال والأنفار والأبواق ورمى الرجال ما بأيديهم من الحطب عليها ، وجعل الآخرون تلك الخشب من فوقها لئلّا تتحرك ، وارتفعت الأصوات وكثر الضجيج ، ولما رأيت ذلك كدت أسقط عن فرسي لو لا أصحابي تداركوني بالماء ، فغسلوا وجهي وانصرفت!

وكذلك يفعل أهل الهند أيضا في الغرق يغرق كثير منهم أنفسهم في نهر الكنك (٦١) وهو الذي إليه يحجون ، وفيه يرمى برماد هؤلاء المحرقين ، وهم يقولون إنه من الجنة ، وإذا أتى أحدهم ليغرق نفسه ، يقول لمن حضره : لا تظنوا أني أغرق نفسي لأجل شيء من أمور الدنيا أو لقلة مال ، إنما قصدي التقرب إلى كساي (٦٢) ، وكساي بضم الكاف والسين المهمل ، اسم الله عزوجل ، بلسانهم ، ثم يغرق نفسه ، فإذا مات أخرجوه وأحرقوه ورموا برماده في البحر المذكور.

ولنعد إلى كلامنا الأول فنقول : سافرنا من مدينة أجودهّن ، فوصلنا بعد مسيرة أربعة أيام منها إلى مدينة سرستي (٦٣). وضبط اسمها بسينين مفتوحين بينهما راء ساكنة ثم تاء

__________________

(٥٩) الكلمة من أصل فارسي (kungud) يعني السمسم ، (السيرج)

(٦٠) نلاحظ أن ابن بطوطة أمسى يتوفر على نصيب في اللغة الفارسية التي كانت شائعة بتلك المناطق شيوع اللغة الأنجليزية اليوم ، ويلاحظ گيب أن الترجمة العربية أهملت الفقرة الأخيرة في النص الفارسي.

(٦١) الكانج (gange) النهر المقدس عند الهندوس.

(٦٢) يلاحظ أن الناشرين d.s. هما الوحيدان اللذان أضافا كلمة كريشنا (krishna) إلى ترجمتهما ، وكأنهما يقولان أن القصد من كلمة كساي : كريشنا أنظر گيب iii ، ٦١٦ تعليق ٨١.

(٦٣) سرستي كانت مدينة قديمة ولكنّها تركت سنة ١١٣٨ ـ ١٧٢٦ وعوضت عام ١٢٥٣ ـ ١٨٣٧ بسيرسا في منطقة هاريانا (haryana) والمدينة اليوم من الجمهورية الهندية شمال غربي دلهي أنظر الخريطة.

١٠١

١٠٢

مثناة مكسورة وياء ، مدينة كبيرة كثيرة الأرز ، وأرزها طيب ومنها يحمل إلى حضرة دهلي ولها مجبى كثير جدا ، أخبرني الحاجب شمس الدين البوشنجي بمقداره وأنسيته.

ثم سافرنا منها إلى مدينة حانسي (٦٤) ، وضبط اسمها بفتح الحاء المهمل وألف ونون ساكن وسين مهمل مكسورة وياء ، وهي من أحسن المدن وأتقنها وأكثرها عمارة ، ولها سور عظيم ذكروا أن بانيه رجل من كبار سلاطين الكفار يسمى توره ، بضم التاء المعلوة وفتح الراء وله عندهم حكايات وأخبار ، ومن هذه المدينة هو (٦٥) كمال الدين صدر الجهان ، قاضي قضاة الهند ، وأخوه قطلوخان معلم السلطان وأخواهما نظام الدين وشمس الدين الذي انقطع إلى الله وجاور بمكة حتى مات.

ثم سافرنا من حانسي فوصلنا بعد يومين إلى مسعود أباد (٦٦) ، وهي على عشرة أميال من حضرة دهلي ، وأقمنا بها ثلاثة أيام ، وحانسى ومسعود أباد ، هما للملك المعظم هوشنج ، بضم الهاء وفتح الشين المعجم وسكون النون وبعدها جيم ، ابن الملك كمال كرك بكافين معقودين أولاهما مضمومة ، ومعناها الذّيب ، وسيأتي ذكره.

وكان سلطان الهند الذي قصدنا حضرته غائبا عنها بناحية مدينة قنوج (٦٧) ، وبينها وبين حضرة دهلي عشرة أيام ، وكانت بالحضرة والدته وتدعى المخدومة جهان ، وجهان اسم الدنيا ، وكان بها أيضا وزيره خواجه جهان المسمى بأحمد بن إياس ، الرومي الأصل (٦٨) فبعث الوزير إلينا أصحابه ليتلقونا ، وعيّن للقاء كل واحد منا من كان من صنفه ، فكان من الذين عيّنهم للقاءي الشيخ البسطامي والشريف المازندراني ، وهو حاجب الغرباء ، والفقيه علاء الدين الملتاني المعروف بقنّره ، بضم القاف وفتح النون وتشديدها ،

وكتب إلى السلطان بخبرنا وبعث الكتاب مع الدّاوة وهي بريد الرجّالة ، حسبما ذكرناه ، فوصل إلى السلطان ، وأتاه الجواب في تلك الأيام الثلاثة التي أقمناها بمسعود أباد.

__________________

(٦٤) حانسي فتحت من لدن الغزنويين عام ٤٢٩ ـ ١٠٣٨. وقد اقترن اسمها باسم ثورة السيد ابراهيم الذي أخضعها عام ١٣٣٦ م.

(٦٥) كلمة (هو) سمعتها في ماليزيا تلازم ذكر الأسماء عندهم!

(٦٦) مسعود أباد اليوم في حالة خراب ، وهي على مقربة من قرية نجفكره (nadjafgrh) على مسافة ميل.

(٦٧) سيضبطها (٥٢ ,iv) بكسر القاف وفتح النون وواو ساكن وجيم.

(٦٨) ربما كان الأمر يتعلق بأحد الهنود المنتمي لأسرة رجا المعتنق للإسلام والمنتسب إلى ديوجير (deogir) ، دولة أباد الحالية يراجع (٢١٢ ,iii).

١٠٣

وبعد تلك الأيام خرج إلى لقائنا القضاة والفقهاء والمشايخ وبعض الأمراء ، وهم يسمون الأمراء ملوكا ، فحيث يقول أهل ديار مصر وغيرها الأمير يقولون هم الملك ، وخرج إلى لقائنا الشيخ ظهير الدين الزنجاني وهو كبير المنزلة عند السلطان.

ثم رحلنا من مسعود أباد فنزلنا بمقربة من قرية تسمى بّالم (٦٩) ، بفتح الباء المعقودة وفتح اللام ، وهي للسيد الشريف ناصر الدين مطهّر الأوهري (٧٠) أحد ندماء السلطان وممن له عنده الحظوة التامة.

وفي غد ذلك اليوم وصلنا إلى حضرة دهلي قاعدة بلاد الهند وضبط اسمها بكسر الدال المهمل وسكون الهاء وكسر اللام ، وهي المدينة العظيمة الشأن ، الضخمة ، الجامعة بين الحسن والحصانة وعليها السور الذي لا يعلم له في بلاد الدينا نظير وهي أعظم مدن الهند بل مدن الإسلام كلها بالمشرق.

ذكر وصفها

ومدينة دهلي كبيرة الساحة ، كثيرة العمارة وهي الآن أربع مدن متجاورات متصلات.

إحداها : المسماة بهذا الاسم دهلي وهي القديمة ، من بناء الكفار ، وكان افتتاحها سنة أربع وثمانين وخمسمائة (٧١).

والثانية : تسمى سيري ، بكسر السين المهمل والراء وبينهما ياء مد ، وتسمى أيضا دار الخلافة (٧٢) ، وهي التي أعطاها السلطان لغياث الدين حفيد الخليفة المستنصر العباسي لما قدم عليه ، وبها كان سكنى السلطان علاء الدين وابنه قطب الدين ، وسنذكرهما.

__________________

(٦٩) تقع (بالم) على بعد ستة أميال جنوب شرق المحطّة السابقة : مسعود أباد.

(٧٠) مطهّر هذا لم نقف على ترجمته ، وقد سبق ذكره من لدن ابن بطوطة على أنه من عراق العجم ، وأنه مقيم بالهند (٢٠٤ ,i).

(٧١) إن القصبة التي كانت النواة الأولى للمدينة لالكوط (lalkot) بنيت حوالي سنة ٤٤٤ ه‍ ـ ١٠٥٢ م من طرف راجبّوت rajput أحد الزعماء في القرن الحادي عشر ، وقد فتحت المدينة من لدن قطب الدين أيبك (aibak) عام ٥٨٨ ـ ١١٩٢ وليس عام ٥٨٤ ـ ١١٨٨ كما يقول ابن بطوطة ، تقع على بعد عشرة أميال نحو جنوب مدينة موغال mughal في دهلي. راجع دائرة المعارف الإسلامية الطبعة الجديدة.

د. التازي : مع ابن بطوطة في السّند والهند ـ دعوة الحق ، العدد ٢٨٧ والعدد ٢٩٣ أكتوبر ١٩٩٢.

(٧٢) تقع سيري على بعد نحو أربع أو خمس ك. م. شمال شرق المدينة القديمة : دهلي / أسست في الأصل كقاعدة عسكرية من لدن علاء الدين خلجي (khaldji) ابتداء من سنة ٧٠٣ ـ ١٣٠٣.

١٠٤

والثالثة : تسمى تغلق أباد (٧٣) باسم بانيها السلطان تغلق والد سلطان الهند الذي قدمنا عليه ، وكان سبب بنائه لها أنه وقف يوما بين يدي السلطان قطب الدين فقال له : يا خوند عالم ، كان ينبغي أن تبني هنا مدينة ، فقال له السلطان متهكما : إذا كنت سلطانا فابنها ، فكان من قدر الله أن كان سلطانا فبناها وسماها باسمه!

والرابعة : تسمى جهان پناه (٧٤) وهي مختصة بسكنى السلطان محمد شاه ، ملك الهند الآن الذي قدمنا عليه ، وهو الذي بناها وكان أراد أن يضم هذه المدن الأربع تحت سور واحد فبنى منه بعضا وترك بناء باقيه لعظم ما يلزم في بنائه.

ذكر سور دهلي وأبوابها.

والسور المحيط بمدينة دهلي لا يوجد له نظير ، عرض حائطه إحدى عشرة ذراعا ، وفيه بيوت يسكنها السمّار وحفّاظ الأبواب ، وفيها مخازن للطعام ويسمونها الأنبارات (٧٥) ومخازن للعدد ومخازن للمجانيق ، والرّعادات (٧٦) ، ويبقى الزرع بها مدة طائلة ، لا يتغير ولا تطرقه آفة. ولقد شاهدت الأرزّ يخرج من بعض تلك المخازن ولونه قد اسودّ ، ولكن طعمه طيب ، ورأيت أيضا الكذرو يخرج منها ، وكل ذلك من اختزان السلطان بلبن منذ تسعين سنة ، ويمشي في داخل السور الفرسان والرجال من أول المدينة إلى آخرها وفيه طيقان مفتحة إلى جهة المدينة يدخل منها الضوء ، وأسفل هذا لسور مبني بالحجارة وأعلاه بالآجر وابراجه كثيرة متقاربة.

ولهذه المدينة ثمانية وعشرون بابا ، وهم يسمون الباب دروازة ، فمنها دروازة

__________________

(٧٣) تغلق أباد تقع على بعد ٨ ك. م. جنوب شرق المدينة القديمة ابتدئ بناؤها من لدن غياث الدين تغلق ابتداء من سنة ٧٢٠ ـ ١٣٢٠. حول السلطان تغلق انظرiii ٢١٠ ـ ٢١٥.

(٧٤) تعني الكلمة : ملاذ العالم ، وقد بنيت من لدن محمد بن تغلق بعد سنة ٧٢٥ ـ ١٣٢٥ ، ملأت الفضاء ـ على مسافة أربعة أميال ـ بين دهلي القديمة وبين سيري ...

(٧٥) الأنبارات جمع أنبار ولا يزال العامة في بغداد يسمونها العنبارات.

(٧٦) الرّعّادات نوع من القذّافات وهي أخف من المجانيق ويرى النعيمي انها مقلوب عرادة ترمي بقذائف محرقة ... مجلة المجمع العلمي العراقي المجلد ٢٤ سنة ١٩٧٤ ص ٢٢ ـ ٢٣

cl. cahen : un traite d\'armurerie compose pour saladin, bull, d\'etudes orientales xii beyrouth ٨٤٩١ ـ pm ١٤١ ـ ٣, ٧٥١ ـ ٩.

١٠٥

١٠٦

بذاون (٧٧) وهي الكبرى ، ودروازة المندوي (٧٨) ، وبها رحبة الزرع ، ودروازة جل (٧٩) ، بضم الجيم ، وهي موضع البساتين ودروازة شاه ، اسم رجل ، ودروازة بالم (٨٠) ، اسم قرية قد ذكرناها، ودروازة نجيب اسم رجل ، ودروازة كمال كذلك ، ودروازة غزنة (٨١) نسبة إلى مدينة غزنة التي في طرف خراسان ، وبخارجها مصلّى العيد وبعض المقابر ، ودروازة البجالصة (٨٢) ، بفتح الباء والجيم والصاد المهمل.

وبخارج هذه الدروازة مقابر دهلي ، وهي مقبرة حسنة يبنون بها القباب ، ولا بد عند كل قبر من محراب وإن كان لا قبة له ، ويزرعون بها الأشجار المزهرة مثل قل شنبه وريبول (٨٣). والنّسرين وسواها ، والازاهير هنالك لا تنقطع في فصل من الفصول.

ذكر جامع دهلى

وجامع دهلى كبير الساحة (٨٤) حيطانة وسقفه وفرشه كلّ ذلك من الحجارة البيض المنحوتة أبدع نحت ، ملصقة بالرصاص أتقن إلصاق ، ولا خشبة به أصلا ، وفيه ثلاث عشرة قبة من حجارة ، ومنبره أيضا من الحجر ، وله أربعة من الصحون ، وفي وسط الجامع العمود الهائل (٨٥) الذي لا يدرى من أي المعادن هو.

__________________

(٧٧) يقع هذا الباب في الشرق وهو يؤدي إلى تغلق أباد ، ومن هنا إلى مدينة بداون (badaun).

(٧٨) مندوي تعني في الأصل نوعا من الحبوب ، وقد ورد في مقطع للمؤرخ فيريشتا (firishta) الحديث عن تعيين مفتش لسوق الحبوب يسمى في اللغة الهندية ماندوي.gibb ,١٢٦ n ٠١ ـ ـ ـ (mandwy)

(٧٩) جل من أصل فارسي (gul) وتعني الوردة والزّهرة ... كما سبقت الإشارة إليه في المتن.

(٨٠) باب (بالم) يقع جنوب غربيّ المدينة.

(٨١) هذا الباب ينبغي أن يكون هو المسمى كذلك رنجيتا (randjit) والذي حصّ من لدن علاء الدين خلجي في نفس الوقت الذي تم فيه تحصين القصبة.

(٨٢) البجالصة محطة على مقربة من قنوح سيزورها فيما بعد (٧٢ ,iv).

(٨٣) ترجمت كلمة (قل شنبه بالفارسيةgul ـ ishabbo نبات من فصيلة النرجسيات ٣٨٣ ,iii. أما الريبول فقد ترجمت بكلمة الياسمين وربّما كان القصد إلى الزهر الذي يسمّى الفلّ وربّما سمّى في العراق (بالرازقي) هذا والقصد بكلمة (المحراب) شاهد القبر يكون عند رأس الميت على شكل قوس ...

(٨٤) هذا المسجد المسمى (قوة الإسلام) شيد على معبد هندي من لدن قطب الدين أيبك منذ عام ـ ١١٩٢ ٥٨٨ ، وقد وسعت مساحته في بداية القرن السابع الهجري ـ الثالث عشر الميلادي من لدن إلتمش ، وفي بدايتة القرن الرابع عشر كذلك من لدن علاء الدين الخنجي ، حالته الحاضرة تتوافق والمعالم التي شيّدها إلتمش.

(٨٥) يرجع تاريخ هذا العمود إلى القرن الرابع الميلادي ، وقد نقل ـ في رأي البعض ـ من معبد فيشنو (vishnu) بالهند ويذكر البروفيسور گيب أن علو هذا العمود ٢٤ قدما مع شكرنا للسفارة الهندية بالرباط

١٠٧

١٠٨

ذكر لي بعض حكمائهم أنه يسمى هفت جوش (٨٦) ، بفتح الهاء وسكون الفاء وتاء معلوة وجيم مضموم وآخره شين معجم ، ومعنى ذلك ، سبعة معادن ، وأنه مؤلّف منها ، وقد جلى من هذا العمود مقدار السبّابة ولذلك المجلوّ منه بريق عظيم ، ولا يؤثر فيه الحديد ، وطوله ثلاثون ذراعا ، وأدرنا به عمامة فكان الذي أحاط بدائرته منها ثماني أذرع.

وعند الباب الشرقي من أبواب المسجد صنمان كبيران جدا من النحاس مطروحان بالأرض ، قد ألصقا بالحجارة ويطأ عليهما كلّ داخل إلى المسجد أو خارج منه (٨٧).

وكان موضع هذا المسجد بذخانة ، وهو بيت الأصنام (٨٨) ، فلما افتتحت جعل مسجدا.

وفي الصحن الشمالي من المسجد الصومعة التي لا نظير لها في بلاد الإسلام ، وهي مبنية بالحجارة الحمر خلافا لحجارة سائر المسجد فإنها بيض ، وحجارة الصومعة منقوشة ، وهي سامية الارتفاع ، وفحلها من الرخام الأبيض الناصع وتفافيحها من الذهب الخالص ، وسعة ممرّها بحيث تصعد فيه الفيلة (٨٩).

حدثني من اثق به أنه رأى الفيل حين بنيت يصعد بالحجارة إلى أعلاها ، وهي من بناء السلطان معز الدين بن ناصر الدين ابن السلطان غياث الدين بلبن (٩٠).

__________________

(٨٦) كلمة هفت جوش (haft gush) ربما تعني أن العمود سباعي الزوايا أو إنه يتألف من سبعة عناصر باعتبار صمودها أمام الصّدى وتقلبات الجو.

(٨٧) ربما تعلق الأمر بتمثال يحتوي على عضو تناسلي لفكرا مديتيا) vikramaditya (حمل من أوجين) uj jain (من لدن إلتمش عام ٦٣١ ـ ١٢٣٤ ، بيد أن هناك تماثيل أخرى هندية كانت تنقل بين الفينة والأخرى لتجعل في مكان يتعرض فيه لمرور المسلمين عليه.

(٨٨) كلمة (بدخانة) مركبة من بودا : إلاه الهنود ، وخانة الفارسية ومعناها البيت فتكون الكلمة : بودا خانة ثم اختصرت ، وبالفارسية : بتخانة من بت : صنم ، وكلمة (بد) تطلق عند العرب كالجاحظ والمسعودي والبيروني والشهرستاني على بودا كما أنها تطلق على الصنم ... انظر القاموس وشرحه ... د. سليم النعيمي : ألفاظ من رحلة ابن بطوطة ، مجلة المجمع العراقي ١٩٧٤.

(٨٩) قطب منار (qutbe minar) الشهير ابتداء تشييده قطب الدين أيبك ، وأنهاه التمش عام ٦٢٦ ـ ١٢٢٩ ، وزاد في علوه أيضا فيروز شاه ٧٥٢ ـ ٧٩٠ ـ ١٣٥١ ـ ١٣٨٨ ، علوه حاليا ٢٣٤ قدم ، صعدتّ يوم ٢٨ ـ ٤ ـ ١٩٧٥ جانبا فيه بيد أن الرفاق حذّروني من الاستمرار في التسلّق نظرا لتداعي البناء ...

(٩٠) يظهر أن هناك التباسا وقع فيه ابن بطوطة أو الذين أخبروه بين معز الدين (قيقباد) الذي حكم دهلي بين عام ٦٨٦ ـ ٦٨٩ ـ ١٢٨٧ ـ ١٢٩٠ الآتي الذكر ، وبين السلطان الغورى معز الدين محمد بن سام الذي وردت الإشادة به في نقوش المنار والمتوفى عام ٦٠٢ ـ ١٢٠٦ ، وقد بنى المنار من لدن قطب الدين على نموذج غوري يوجد في مدينة جام ، وتمم من طرف شمس الدين لالميش (إيلتمش) حوالي عام ١٢٢٩ هذا وقد رمّم المنار أخيرا بين عام ١٨٢٨ ـ ١٨٢٩.

١٠٩

١١٠

١١١

وأراد السلطان أن يبني بالصحن الغربي صومعة أعظم منها فبنى مقدار الثلث منها واخترم دون تمامها (٩١) وأراد السلطان محمد اتمامها ثم ترك ذلك تشاؤما.

وهذه الصومعة من عجائب الدنيا في ضخامتها وسعة ممرها بحيث تصعده ثلاثة من الفيلة متقارنة ، وهذا الثلث المبني منها مساو لارتفاع جميع الصومعة التي ذكرنا أنها بالصحن الشمالي.

وصعدتّها مرة فرأيت معظم دور المدينة ، وعاينت الأسوار على ارتفاعها وسموّها منحطة ، وظهر لي الناس في أسفلها كأنهم الصبيان الصغار ، ويظهر لنا ظرها من أسفلها أن ارتفاعها ليس بذلك لعظم جرمها وسعتها!

وكان السلطان قطب الدين أراد أن يبني أيضا مسجدا جامعا بسيري المسماة دار الخلافة ، فلم يتم منه غير الحائط القبلي والمحراب ، وبناؤه بالحجارة البيض والسود والحمر والخضر ، ولو كمل لم يكن له مثل في البلاد ، وأراد السلطان محمد إتمامه وبعث عرفاء البناء ليقدروا النفقة فيه فزعموا أنه ينفق في اتمامه خمسة وثلاثون لكا ، فترك ذلك استكثارا له ، وأخبرني بعض خواصه أنه لم يتركه استكثارا لكنه تشاءم به لما كان السلطان قطب الدين قد قتل قبل تمامه.

ذكر الحوضين العظيمين بخارجها

وبخارج دهلي الحوض العظيم المنسوب إلى السلطان شمس الدين للمش (٩٢) ومنه يشرب أهل المدينة ، وهو بالقرب من مصلاها ، وماؤه يجتمع من ماء المطر ، وطوله نحو ميلين وعرضه على النصف من طوله ، والجهة الغربية منه من ناحية المصلى مبنية بالحجارة مصنوعة أمثال الدكاكين بعضها أعلى من بعض وتحت كل دكان درج ينزل عليها إلى الماء وبجانب كل دكان قبة حجارة فيها مجالس للمتنزهين والمتفرجين ، وفي وسط الحوض قبة عظيمة من الحجارة المنقوشة مجعولة طبقتين ، فإذا كثر الماء في الحوض لم يكن سبيل إليها إلا في القوارب ، فإذا قل الماء دخل إليها الناس وداخلها مسجد ، وفي أكثر الأوقات يقيم

__________________

(٩١) قاعدة هذه الصومعة التي يبلغ قطر دائرتها ضعف قطر منار قطب ما تزال إلى الآن بادية للعيان ، وقد بنيت من لدن علاء الدين الخلجي ١٢٩٥ ـ ١٢١٥ والد قطب الدين ، مبارك شاه.

(٩٢) حول السلطان شمس الدّين هذا انظر ٥٦١ ـ ٤٦١ ,iii.

١١٢

بها الفقراء المنقطعون إلى الله المتوكلون عليه ، وإذا جف الماء في جوانب هذا الحوض زرع فيها قصب السكر والخيار والقتاء والبطيخ الأخضر (٩٣) والأصفر وهو شديد الحلاوة صغير الجرم.

وفيما بين دهلي ودار الخلافة حوض الخاصّ (٩٤) ، وهو أكبر من حوض السلطان شمس الدين وعلى جوانبه نحو أربعين قبة ويسكن حوله أهل الطرب. وموضعهم يسمى طرب آباد ، ولهم سوق «هناك من أعظم الأسواق ومسجد» جامع ومساجد سواه كثيرة.

وأخبرت أن النساء المغنيات الساكنات هناك يصلين التراويح في شهر رمضان بتلك المساجد مجتمعات ويؤم بهن الأئمة ، وعددهن كثير ، وكذلك الرجال المغنّون ، ولقد شاهدت الرجال أهل الطرب في عرس الأمير سيف الدين غدا ابن مهنّى لكل واحد منهم مصلّى تحت ركبته فإذا سمع الآذان قام فتوضأ وصلّى.

ذكر بعض مزاراتها

فمنها قبر الشيخ الصالح قطب الدين بختيار الكعكي (٩٥) ، وهو ظاهر البركة كثير التعظيم ، وسبب تسمية هذا الشيخ بالكعكي أنه كان إذا أتاه الذين عليهم الدّيون شاكين من الفقر أو القلة أو الذين لهم البنات ولا يجدون ما يجهزونهن به إلى أزواجهن يعطى من أتاه منهم كعكة من الذهب أو من الفضة ، حتى عرف من أجل ذلك بالكعكي ، رحمه‌الله ، ومنها قبر الفقيه الفاضل نور الدين الكرلاني ، بضم الكاف وسكون الراء ، والنون ، ومنها قبر الفقيه علاء الدين الكرماني (٩٦) نسبة إلى كرمان ، وهو ظاهر البركة ساطع النور ومكانه يظهر قبلة المصلّي ، وبذلك الموضع قبور رجال صالحين كثير ، نفع الله تعالى بهم.

__________________

(٩٣) القصد إلى ما يسمّيه المغاربة اليوم بالدّلاح أو الدلاع الذي باطنه أحمر تمييزا له عن البطّيخ الذي باطنه أصفر في الغالب.

(٩٤) يقع حوض الخاص على بعد كيلوميترين شمال المسجد وعلى نفس المسافة سيري.٣٧٢ ـ ٢٧٢ ـ ١٧٢ iii / ٤٢.

(٩٥) قطب الدين بختيار الكعكي المتوفى عام ٦٣٣ ـ ١٢٣٥ ، ١٢٣٦ كان تلميذا لمعين الدين الشّشتي مؤسس الطريقة الششتية في الهند وقد خلفه في دهلي. وقد كان كذلك أستاذا لفريد الدين مسعود مؤسس الطريقة الششتية في أجودهن adjodhan ، قبره الموجود في قرية مهرولى ظلّ دائما محل تقدير من لدن السلطان ومن لدن الناس ويرى بعضهم أن التّلقيب بالكعكي لسبب آخر.

(٩٦) لم نعرف شيئا عن الكرلاني امّا أسرة الكرماني فهذه مشهورة بأنها من أسرة لأعيان المتدينين وهي تنحدر من الشريف الحسين بن علي ، كانت معروفة في دهلي ، ويتعلق الأمر ، على ما يحتمل بالشريف محمد بن محمود المتوفى سنة ٧١١ ـ ١٣١١. صديق ملازم للرجل الصالح نظام الدين أوليا.

١١٣

ذكر بعض علمائها وصلحائها

فمنهم الشيخ الصالح العالم محمود الكبّا (٩٧) ، بالباء الموحدة ، وهو من كبار الصالحين ، والناس يزعمون أنه ينفق من الكون لأنه لا مال له ظاهرا ، وهو يطعم الوارد والصادر ويعطي الذهب والدراهم والأثواب ، وظهرت له كرامات كثيرة واشتهر بها ، رأيته مرات كثيرة وحصلت لي بركته ، ومنهم الشيخ الصالح العالم علاء الدين النّيلي (٩٨) ، كأنه منسوب إلى نيل مصر ، والله أعلم ، كان من أصحاب الشيخ العالم الصالح نظام الدين البذاوني ، وهو يعظ الناس في يوم كل جمعة فيتوب كثير منهم بين يديه ، ويحلقون رؤسهم ويتواجدون ويغشى على بعضهم.

حكاية [قتيل خوف العذاب]

شاهدته في بعض لأيام وهو يعظ ، فقرأ القارئ بين يديه : «يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهّل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد (٩٩)» ثم كررها الفقيه علاء الدين فصاح أحد الفقراء من ناحية المسجد صيحة عظيمة ، فأعاد الشيخ الآية فصاح الفقير ثانية ووقع ميّتا! وكنت فيمن صلّى عليه وحضر جنازته.

ومنهم الشيخ الصالح العالم صدر الدين الكهراني (١٠٠) ، بضم الكاف وسكون الهاء وراء ونون ، وكان يصوم الدّهر ويقوم الليل وتجرد عن الدنيا جميعا ونبذها ، ولباسه عباءة ، ويزوره السلطان وأهل الدولة ، وربما احتجب عنهم فرغب السلطان منه أن يقطعه قرى يطعم منها الفقراء والواردين ، فأبى ذلك ، وزاره يوما وأتى إليه بعشرة آلاف دينار فلم يقبلها ، وذكروا أنه لا يفطر إلا بعد ثلاث ، وأنه قيل له في ذلك ، فقال : لا أفطر حتى اضطرّ فتحلّ لي الميتة.

__________________

(٩٧) لا يوجد شخص مهم يحمل هذا الاسم في المصادر الهندية ، ولهذا فإن القصد ـ على ما يبدو ـ إلى ناصر الدين محمود المعروف تحت اسم سراج دهلي ، المتوفى عام ٧٥٧ ـ ١٣٥٦ ، خلف نظام الدين أوليا على ما سنرى ص ٢١١ ـ ٢١٢ الكبّا : تعني الأحدب.

(٩٨) النّيلي مولود بموقع معروف تحت اسم (oudh) ، كان أيضا أحد تلامذة نظام الدين أوليا ، وقد توفي في دهلي عام ٧٦٢ ـ ١٣٦١.

(٩٩) السورة رقم ٢٢ ، الآية ١ ـ ٢ هذا ويلاحظ على المترجمين الفرنسيين أنهما أضافا من عندهما في الأخير كلمة (il les etourdira) التي لا توجد في نص الآية الواردة هنا.

(١٠٠) لم نقف على شيء مما يقربنا إلى هذه الشخصية.

١١٤

ومنهم الإمام الصالح العالم العابد الورع الخاشع فريد دهره ووحيد عصره ، كمال الدين عبد الله الغاري ، بالغين المعجم والراء ، نسبة إلى غار كان يسكنه خارج دهلي بمقربة من زاوية الشيخ نظام الدين البذاوني ، زرته بهذا الغار ثلاث مرات (١٠١).

كرامة له

كان لي غلام فأبق مني ، وألفيته بيد رجل من الترك ، فذهبت إلى انتزاعه من يده فقال لي الشيخ : إن هذا الغلام لا يصلح لك فلا تأخذه ، وكان التركي راغبا في المصالحة فصالحته بمائة دينار أخذتها منه وتركته له ، فلما كان بعد ستة أشهر قتل سيده وأتي به السلطان ، فأمر بتسليمه لأولاد سيده ، فقتلوه.

ولما شاهدت لهذا الشيخ هذه الكرامة ، انقطعت إليه ولازمته ، وتركت الدنيا ووهبت جميع ما كان عندي للفقراء والمساكين وأقمت عنده (١٠٢) مدة فكنت أراه يواصل عشرة أيام وعشرين يوما ، ويقوم أكثر الليل حتى بعث عني السلطان ونشبت في الدنيا ثانية ، والله تعالى يختم بالخير ، وسأذكر ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى وبكيفية رجوعي إلى الدنيا (١٠١).

__________________

(١٠١) سيرد ذكر الغارى (٦٤٤ ـ ٥٤٤ iii).

(١٠٢) تراجع ص ٤٤٧ من الجزءiii.

١١٥
١١٦

الفصل الحادي عشر

فتح دهلي ومن تداولها

من الملوك

وصف مدينة دهلي

أولياء وصلحاء دهلي

السلطان شمس الدين للمش (iletmish) وأبناؤه

السلطانة رضية بنت شمس الدّين ...

السلطان غياث الدين بلبن وحفيده

السلطان خسرو خان ناصر الدّين

السلطان غياث الدّين تغلق.

١١٧
١١٨

ذكر فتح دهلي ومن تداولها من الملوك :

حدثني الفقيه الإمام العلامة قاضي القضاة بالهند والسند كمال الدين محمد بن البرهان الغزنوي (١) ، الملقّب بصدر الجهان ، أن مدينة دهلي افتتحت من أيدي الكفار في سنة أربع وثمانين وخمسمائة (٢) ، وقد قرأت أنا ذلك مكتوبا على محراب الجامع الأعظم بها ، وأخبرني أيضا أنها افتتحت على يد الأمير قطب الدين أيبك (٣) ، واسمه بفتح الهمزة وسكون الياء ، آخر الحروف ، وفتح الباء الموحدة ، وكان يلقب سپاه سالار ، ومعناه مقدّم الجيوش ، وهو أحد مماليك السلطان المعظم شهاب الدين محمد بن سام الغوري ، ملك غزنة وخراسان (٤) المتغلب على ملك ابراهيم (٥) بن السلطان الغازي محمود بن سبكتيكين الذي ابتدأ فتح الهند.

وكان السلطان شهاب الدين المذكور بعث الأمير قطب الدين بعسكر عظيم ففتح الله عليه مدينة لاهور (٦) وسكنها وعظم شأنه ، وسعي به إلى السلطان وألقى إليه جلساؤه أنه

__________________

(١) قاضي القضاة لدى المماليك في جيش دهلي وهو الذي كان مصدرا لابن بطوطة في هذه الافادات التي قدمها لنا الرحالة المغربي على ما سنرى.

(٢) إن أقدم نقش في المسجد يرجع لتاريخ ٥٨٧ ـ ١١٩١ وهو الأمر الذي يتفق مع التاريخ الذي تم فيه افتتاح دهلي. هذا ونلاحظ هنا أن أبا القاسم الزياني في كتابه الترجمانة الكبرى ينقل صفحة ٢٤٧ عن ابن بطوطة من غير أن يذكر اسمه بالرغم من أنه التزم أن لا ينقل عن ابن بطوطة اقتناعا منه بأن ما يرويه هذا الرّحالة كذب!! انظر المقدمة في المجلد الأول ...

(٣) قطب الدين أيبك ، كان مملوكا ثم أصبح ضابطا لسلطنة دهلي ٦٠٢ ـ ٦١٠ ، ١٢٠٦ ـ ١٢١٠. وكلمة (سباه سالار) بمعنى القائد العام للجيش ما تزال مستعملة إلى الآن في إيران على ما لا حظته أثناء سفارتي هناك عام ١٩٧٩.

(٤) شهاب الدين سمى نائبا للملك في غزنة عام ٥٦٨ ـ ١١٧٣ من طرف أخيه غياث الدين محمد السلطان الغوري المقيم في هرات ٥٥٨ ـ ٥٩٩ ـ ١١٦٣ ـ ١٢٠٣. وقد باشر فتح شمال الهند ، وبعد وفاة أخيه ورث مجموع الممتلكات الغورية. وعند وفاته هو عام ٦٠٢ ـ ١٢٠٦ تفكّكت أجزاء أمبراطوريته وأصبحت الممتلكات الهندية في يد أيبك. هذا ونعيد إلى الذاكرة أن (الغور) يطلق على المنطقة الجبلية الواقعة إلى الشرق والجنوب الشرقي في هرات وإلى الجنوب من غرچستان وجوزان ... بارثولد ـ تركستان ص ٤٨٩ ـ ٦١٩.

(٥) إبراهيم : سلطان غزنوى ٤٥١ ـ ٤٩٢ ـ ١٠٥٩ ـ ١٠٩٩ كان الحفيد ، والنائب التاسع لمحمد صاحب غزنة ، لقد كانت غزنة فتحت من لدن الغوريين أثناء تملك بهرام ٥١٢ ـ ٥٤٧ ـ ١١١٨ ـ ١١٥٢ وعاش الملوك الغزنيون المتأخرون في لاهور إلى عام ٥٦٢ ـ ١١٨٦.

(٦) لاهور افتتحت من طرف غياث الدين محمد الغوري وانتزعت من يد آخر ملك غزنوي خسرويه مالك عام ٥٨٢ ـ ١١٨٦ لكنها بقيت مع ذلك مقرّ السلطنة في الهند الاسلامية قبل اخذ دهلي. وقد اسعدني الحظ بقضاء بعض الأيام بين معالمها وبين خيار أهلها بمناسبة اجتماع وزراء الخارجية المسلمين ، يناير عام ١٩٨٠ ، في اسلام آباد عاصمة الباكستان ، وتقع جنوب (راول بيندي) وشمال ملتان وهي مليئة بالمخطوطات وكتب التراث وفيها وقفت على نسخة قديمة من الرسالة التي بعثها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى هرقل ...

١١٩

١٢٠