تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩١
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير الخلّال (١) ـ بمصر ـ نا أبو الحسن محمّد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري ، أنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب بن علي النّسائي ، أنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة.

أن سعدا قال : يا رسول الله أرأيت إن وجدت مع امرأتي [رجلا](٢) أمهله حتى آتي بأربعة شهداء؟ قال : «نعم» [٩١٨٠].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو نصر بن الطوسي ، قالا : أنا أبو الحسين بن النقور ـ زاد ابن السمرقندي : وأبو محمّد الصّريفيني قالا : ـ أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا (٣).

ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر العمري.

ح وأخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي ، وأبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم ، وأبو محمّد عبد السّلام بن أحمد ، وأبو عبد الله سمرة ، وأبو محمّد عبد القادر ابنا جندب قالوا : أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي ، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح ، قالا : أنا أبو القاسم البغوي ، نا مصعب بن عبد الله ، حدّثني مالك بن أنس.

ح وأخبرناه أبو محمّد هبة الله بن سهل أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو علي زاهر بن أحمد أنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر ، نا مالك بن أنس.

عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة.

أن سعد بن عبادة قال : يا رسول الله إن وجدت ـ وفي حديث أبي مصعب : أرأيت لو وجدت ـ مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي بأربعة شهداء؟ قال : «نعم» [٩١٨١].

ورأيت عليا هذا يبول على حرف حوض السقاية مكشوفة عورته غير مرة.

توفي أبو الحسن بن محمود ليلة الخميس ، ودفن يوم الخميس النصف من صفر سنة سبع وأربعين وخمسمائة بمقبرة الباب الصغير ، حضرت دفنه والصّلاة عليه.

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦١٩.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن المختصر للإيضاح.

(٣) كذا.

٢٦١

حرف الهاء

في آباء من اسمه علي

٥١٠٨ ـ علي بن هارون بن بندار

أبو الحسن

سمع خيثمة بن سليمان.

روى عنه أبو حاتم محمّد بن إبراهيم.

٥١٠٩ ـ علي بن هاشم العكّاوي (١)

سمع محمّد بن شعيب بن شابور.

روى عنه : الفضل بن محمّد بن عبد الله بن الحارث الأنطاكي الأحدب.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا أبو بكر الخطيب ، نا الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو سليمان محمّد بن الحسين بن علي الحرّاني ، نا الفضل بن محمّد بن عبد الله بن الحارث بن سليمان العطار الأنطاكي ـ بأنطاكية ـ نا علي بن قاسم العكّاوي ، نا محمّد بن شعيب بن شابور ، قال : كان المطعم بن المقدام يحدث عن سعيد بن أبي عروبة عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة.

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كفّن في ثلاثة أثواب بيض سحولية.

__________________

(١) هذه النسبة بفتح العين ، والكاف المشددة نسبة عكا ، مدينة كبيرة من بلاد الثغور على ساحل بحر الروم (الأنساب).

٢٦٢

٥١١٠ ـ علي بن هبة الله بن علي بن جعفر بن علّكان (١)

ابن محمّد بن دلف (٢) بن أبي دلف القاسم بن عيسى

أبو نصر بن أبي القاسم العجلي الأمير الحافظ البغدادي

المعروف بابن ماكولا (٣)

أصلهم من أهل جرباذقان (٤) من نواحي أصبهان ، ووزّر أبوه أبو القاسم للخليفة القائم بأمر الله ، وولي عمه أبو عبد الله الحسين بن جعفر قضاء القضاة ببغداد ، وقدم أبو نصر دمشق ، فسمع بها أبا الحسن بن أبي الحديد ، وأبا محمّد الكتّاني ، وأبا القاسم الحنّائي ، وجماعة سواهم ، ورحل إلى مصر ، فسمع بها أبا إبراهيم أحمد بن القاسم بن الميمون الحسني ، وكان قد سمع ببغداد أبا محمّد الجوهري ، وأبا الحسن العتيقي ، وأبا طالب بن غيلان ، وأبا منصور محمّد بن محمّد بن عثمان بن عمران السوّاق (٥) ، وأبا الحسن محمّد بن عبد العزيز بن التّككي الأزجي ، وبكر بن محمّد بن حيدر النيسابوري.

روى عنه أبو بكر الخطيب الحافظ ، والفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، وعمر بن عبد الكريم الدّهستاني.

وكتب عنه عبد العزيز الكتاني ، وكان مولده على ما ذكره أبو بكر محمّد بن طرخان البغدادي : في اليوم الخامس من شعبان سنة إحدى وعشرين وأربعمائة بقرية عكبرا من سواد بغداد (٦).

سمعت أخي أبا الحسين هبة الله بن الحسين الحافظ يقول : سمعت أبا طاهر

__________________

(١) في سير أعلام النبلاء : علي بدل علكان.

(٢) في المختصر : خلف بن أبي خلف.

(٣) ترجمته في معجم الأدباء ١٥ / ١٠٢ البداية والنهاية (الجزء الثاني عشر : الفهارس) ، الكامل لابن الأثير (الفهارس) ، وفيات الأعيان ٣ / ٣٠٥ ، فوات الوفيات ٣ / ١١٠ النجوم الزاهرة ٥ / ١١٥ سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٦٩ المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ص ٢٠١.

(٤) في معجم البلدان : بلدة قريبة من همذان بينها وبين الكرج وأصبهان.

(٥) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٢٢.

(٦) تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٠٣ وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٧٤.

٢٦٣

أحمد بن محمّد بن سلفة يقول : سمعت محمّد بن سعدون بن المرجى القرشي العبدري الحافظ يقول : وأظني أنا سمعته من أبي عامر وإلّا فهو لي إجازة منه قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن أبي نصر الحميدي الحافظ يقول : ما راجعت أبا بكر الخطيب في شيء إلّا وأحالني على الكتاب وقال : حتى أبصره ، وما راجعت الأمير أبا نصر علي بن هبة الله بن ماكولا في شيء إلّا وأجابني حفظا كأنه يقرأه من كتاب (١).

وسمعت أخي أبا الحسين الفقيه يقول : قال لي الشيخ الفقيه أبو الحسن محمّد بن مرزوق بن عبد الرزّاق الزعفراني لما بلغ الإمام أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ ـ رضي‌الله‌عنه ـ أنّ ابن ماكولا أخذ عليه في كتابه المؤتلف وصنّف في ذلك تصنيفا وحضر عنده ابن ماكولا سأله الشيخ الإمام أبو بكر عن ذلك فأنكر ولم يقر به ، وقال : ينسبني الناس إلى ما لست أحسنه ، فاجتهد الشيخ الإمام أبو بكر في أن يعترف في بذلك ، وحكى له ما كان من عبد الغني بن سعيد الحافظ في تتبعه أوهام أبي عبد الله بن البيع في كتاب المدخل ، وحكايات عدة في هذا المعنى ، وقال : أرني إيّاه ، فإن يكن صوابا استبعدته منك ولا أذكره إلّا عنك ، فأصرّ على الإنكار ، وقال : لم يخطر هذا ببالي قط ، ولست أبلغ هذه الدرجة ، أو كما قال ، فلما مات الخطيب أظهر كتابه ، وهو الذي سمّاه كتاب : «مستمر الأوهام على ذوي النهي والأحلام» أبي الحسن الدارقطني ، وأبي محمّد عبد الغني بن سعيد ، وأبي بكر أحمد بن علي الخطيب ، وهو في عشرة أجزاء لطاف (٢).

أنشدنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (٣) قال : وجدت بخط أخي أبي نصر علي بن الوزير أبي القاسم هبة الله بن جعفر لنفسه :

أقول لنفسي قد سلا كل واحد

ونفّض (٤) أثواب الهوى عن مناكبه

وحبط (٥) بما يزداد إلّا تجدّدا

فيا ليت شعري ذا الهوى من مناك به

__________________

(١) المستفادة من ذيل تاريخ بغداد ٢٠٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٧٤ وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٠٤ ومعجم الأدباء ١٥ / ١١٠.

(٢) انظر سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٧٤ ومعجم الأدباء ١٥ / ١١٠ وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٠٤.

(٣) الأصل : المحلى ، تصحيف.

(٤) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن المختصر.

(٥) كذا بالأصل ، وفي المختصر : وحبك ما يزداد.

٢٦٤

قال : وأنشدنا لنفسه وكتبهما بخطه (١) :

ولما تواقفنا (٢) تباكت قلوبنا

فممسك دمع يوم ذاك كساكبه

فيا كبدي (٣) الحرّى البسي ثوب حسرة

فراق الذي تهوينه قد كساك به

قال : وأنشدنا لنفسه (٤) :

أليس وقوفنا بديار هند

وقد سار القطين من الدواهي

وهند قد غدت داء لقلبي

إذا صدّت ولكن الدّوا هي

سمعت أبا القاسم بن السمرقندي يذكر أن ابن نصر كان له غلمان أحداث من الترك فقتلوه بجرجان سنة نيف وسبعين وأربعمائة (٥).

٥١١١ ـ علي بن هبة الله بن محمّد بن أحمد

أبو الحسن بن أبي البركات بن البخاري البغدادي الفقيه الشافعي

سمع أباه ، وتفقه على الشيخ أسعد الميهني (٦) ، وأبي منصور بن الرّزّاز (٧) وغيرهما من البغداديين ، وكان يناظر مناظرة حسنة.

وقدم دمشق ، فأقام بها مدة وولي القضاء بقونية من ناحية بلاد الروم ، ولم يكن محمود السيرة فيه ، بلغني أنه مات في شعبان سنة خمس وستين وخمسمائة.

__________________

(١) البيتان في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٧٧ ومعجم الأدباء ١٥ / ١٠٤ وفوات الوفيات ٣ / ١١١ وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٠٦.

(٢) في معجم الأدباء والفوات : تفرقنا.

(٣) في معجم الأدباء والفوات : فيا نفسي.

(٤) البيتان في معجم الأدباء ١٥ / ١٠٥.

(٥) ونقل عن السمعاني قوله أنه خرج من بغداد إلى خوزستان ، وقتل هناك بعد الثمانين ـ راجع سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٧٦.

وقال الجوزي في المنتظم : أنه قتل سنة خمس وسبعين ، وقيل : سنة ست وثمانين (وقد ذكره في وفيات السنتين المذكورتين).

(٦) هو أبو الفتح أسعد بن الفضل القرشي العمري الميهني ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٦٣٣.

(٧) هو سعيد بن محمد بن عمر ، أبو منصور البغدادي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٦٩.

٢٦٥

٥١١٢ ـ علي بن هشام بن فرخسروا

أبو الحسن (١) المروزي

أحد قواد المأمون ، له شعر حسن ، وقدم على المأمون دمشق ، وكان له نديما ، ثم وجد عليه في بعض أمره فقتله.

حكى عنه دعبل بن علي.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن كامل قال : كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى أخبرهم إجازة قال :

علي بن هشام بن فرخسرو القائد المروزي ، قدم مع المأمون من خراسان ، وخصّ به ، وكان المأمون يزوره ويأنس به ، ثم قتله وأخاه الجنيد بن هشام بالشام في آخر عمره في سنة سبع عشرة ومائتين وكان علي أديبا شاعرا فاضلا ، وهو القائل :

يا موقد النار يذكيها فيخمدها

قرّ الشتاء بأرياح وأمطار

قم فاصطل (٢) النار من قلبي مضرّمة

بالشوق تغن بها يا موقد النار (٣)

رد بالعطاش على عيني ومحجرها

ترو العطاش بدمع واكف جاري

إن غاب شخصك عن عيني فلم تره

فإنّ ذكرك مقرون (٤) باضماري

وله :

هبني جمعت المال ثم خزنته

فحانت وفاتي هل أزاد به عمرا؟

إذا اختزن المال البخيل فإنه

يورثه قوما ويحتقب الوزرا

وله :

لعمرك إنّ الحلم زين لأهله

وما الحلم إلّا عادة وتحلم

إذا لم يكن صمت الفتى من قدامة

وعي فإنّ الصمت أهدا وأسلم

وله في رواية عبد الله بن المعتز :

__________________

(١) في المختصر : أبو الحسين.

(٢) بالأصل : فاصطلي.

(٣) استدركت اللفظة عن هامش الأصل.

(٤) قسم من الكلمة سقط ، والذي بالأصل : «مقر» والمثبت عن المختصر.

٢٦٦

فإن كان هذا منك حقا فإنني

مداوي الذي بيني وبينك بالصّبر

ومنصرف عنك انصراف ابن حرّة

طوى ودّه والطيّ أتقى من النشر (١)

وذكر غيره أن أخاه الذي قتل معه اسمه الحسين بن هشام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت ، نا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني الكاتب (٢) ، أخبرني أبو العبّاس الهشامي المعروف بالمشك قال : غضبت مراد شاعرة علي بن هشام عليه وهجرته فكتب إليها :

فإن كان هذا منك حقا فإنّني

مداوي الذي بيني وبينك بالهجر

ومنصرف عنك انصراف ابن حرّة

طوى ودّه والطيّ أبقى من النشر (٣)

إذا كنت في رقي هوى وتملّك

فلا بدّ من صبر على غصص الصّبر (٤)

وإغضاء (٥) أجفان طوين على القذا

وإذعان مملوك على الذلّ والقسر

فذلك خير من معاصاة مالك

وصبر (٦) على الإعراض والصدّ والهجر

وخرجت إليه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني وابن السمرقندي ـ إذنا ـ قالا : أنا أبو بكر الخطيب (٧) ، أخبرني أبو الحسن علي بن أيوب القمي ، أنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني ، حدّثني علي بن هارون عن أبيه قال : قال العبّاس بن الأحنف :

ما أسمج الناس في عيني وأقبحهم

إذا نظرت فلما بصرك في الناس

لو كنت أدعو بما أدعو به وعلا

أجابني من أعالي الشاهق الراسي

يا قادح الزند قد أعيت مقادحه

اقبس إذا شئت من قلبي بمقياس

__________________

(١) الخبر رواه الأصفهاني في كتابه الاماء الشواعر ص ٨٧ ـ ٨٨.

(٢) الخبر رواه الأصفهاني في كتابه الاماء الشواعر ص ٨٧ ـ ٨٨.

(٣) في المختصر : «من الشر» وفي الإماء الشواعر : على النشر.

(٤) في الإماء الشواعر : على مضض الصبر.

(٥) في الإماء الشواعر : واعفاء أجفان.

(٦) في الإماء الشواعر : من معاداة مالك صبور على الاعراض.

(٧) من أول السند إلى هنا مكرر بالأصل.

٢٦٧

قال : فسرق هذا المعنى علي بن هشام فقصر عن إحسان عباس ، وعبّر من المعنى دون عبارته ، وإن كان عند نفسه قد زاد عليه ، قال علي :

يا موقد النار يذكيها ويخمدها

قرّ الشتاء بأرواح وأمطار

قم فاصطل النار من قلبي مضرمة

بالشوق يغن به يا موقد النار

ويا أخا الذود قد طال الظمأ بها

ما تعرف الري من جدب وإقتار

رد بالعطاش على عيني ومحجرها

ترو العطاش بدمع واكف جاري

قال المرزباني : حدّثني الحكيمي ، حدّثني يموت بن المزرّع ، حدّثني أبو هفّان ، حدّثني دعبل بن علي الخزاعي ، أنشدني علي بن هشام المروزي العابد لنفسه :

يا موقد النار يذكيها ويخمدها

وذكر الأبيات ، وزاد في آخرها ، قال دعبل فعارضه رجل فقال :

يا من شكا الماء للحبّ تشبّهه

بالنار في الصّدر من همّ وتذكار

إنّي لأكبر ما بي أن أشبهه شيئا

يقاس إلى مثل ومقدار

والله والله والرّحمن ثالثه

وما بمكة من حجب وأستار

لو أن قلبي في نار لأحرقها

لأنّ إحراقه أذكى من النار

ومما يستحسن من شعره بيتان قالهما في جاريته (١) :

فليت يدي بانت غداة مددتها

إليك ولم ترجع بكفّ وساعد

فإن يرجع الرحمن ما كان بيننا

فلست إلى يوم التّناد بعائد

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، أنا أبو منصور بن عبد العزيز ، أنا أبو الحسن بن الصّلت ، أنا أبو الفرج علي بن الحسين الكاتب (٢) ، حدّثني الهشامي قال : كتبت متيم وبذل كتابا إلى علي بن هشام وهو بالجبل يتشوقانه (٣) ، فقالت لهما مراد

__________________

(١) البيتان في الأغاني ٧ / ٢٩٨ في أخبار متيم الهشامية ، وذكر الأصبهاني سبب قولهما قال : كلم عليّ بن هشام متيم فأجابته جوابا لم يرضه ، فدفع يده في صدرها ، فغضبت ونهضت ، فتثاقلت عن الخروج إليه ، فكتب إليها.

(٢) الخبر والشعر في الإماء الشواعر للأصفهاني ص ٨٨ ـ ٨٩.

(٣) بالأصل : يتشوقه ، والمثبت عن الإماء الشواعر.

٢٦٨

اتركا لي في آخره موضعا ، فتركاه لها ، فكتبت فيه :

نفسي الفداء وقلبي للذي رحلا

عنا ففارقنا واستوطن الجبلا

نادى (١) السرور وولّى يوم ودّعنا

وخلّف الهمّ فينا بعده (٢) بدلا

فغنت فيه متيم لحنا من خفيف الرمل.

قال : وأنا أبو الفرج (٣) : أخبرني جحظة قال : قال لي هبة الله بن إبراهيم بن المهدي حدثني أبي قال : كانت متيم جارية علي بن هشام شاعرة ، فلما حبس المأمون مولاها علي بن هشام كتبت إليه بهذه الأبيات ، وسألتني أن أوصلها وأستعطفه على علي ، ففعلت ، فما عطف عليه ، والأبيات :

قل لمأمون هاشم (٤) ذنب مولاك

عليّ إن كان فوق الذنوب

فأرى ارتفاعك فوقه بالعفو

كفضل الملك المحجوب

ويجشم كظمأ لغيظك تسعد

بثواب من الجواد المثيب

وتغنم دعاء معولة حرّ

ى تقرّبك من قريب (٥) مجيب

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا الأمير أبو محمّد الحسن بن عيسى المقتدر ، قال : وقال علي بن هشام في يوم مهرجان ، ولجاريته متيم لحن منه من خفيف الثقيل :

علّلاني بالراح والريحان

واسقياني في غرة المهرجان

ثم لا تساما وقد وافق

الست لسعد بن وافقا بعران (٦)

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران نا موسى ، نا خليفة قال (٧) :

وفيها ـ يعني سنة سبع عشرة ومائتين ـ قتل علي بن هشام. وكذا ذكر أبو حسان

__________________

(١) غير مقروءة بالأصل وصورتها : «نأنى» والمثبت عن الإماء الشواعر.

(٢) الإماء الشواعر : بعده بعلا.

(٣) الخبر والأبيات في الإماء الشواعر للأصفهاني ص ٩٢ في ترجمة متيم الهشامية.

(٤) سقطت الكلمة من الإماء الشواعر.

(٥) في الإماء الشواعر : من دعاء مجيب.

(٦) كذا عجزه بالأصل.

(٧) تاريخ خليفة ص ٤٧٥.

٢٦٩

الزيادي وزاد أنه قتله في جمادى الأولى بأذنة ـ من الثغور ـ وقتل أخوه الحسين بن هشام.

وذكر أبو جعفر الطبري : أن قتله كان بأذنة من الثغور في جمادى الأولى سنة سبع عشرة ومائتين لسوء سيرته في ولايته الجبال ـ فأقدم على المأمون فقتله (١).

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن مجاهد ، أنا محمد بن أحمد المعدل في كتابه ، أنا محمّد بن عمران إجارة ، أخبرني محمد بن يحيى ، نا محمد بن يزيد النحوي قال : مرت جارية لعلي بن هشام بقصره ، بعد ما قتل ، فبكت ، وقالت : (٢)

يا منزلا لم تبل أطلاله

حاشى لأطلالك أن تبلى

لم أبك أطلالك لكنني

بكيت عيشي فيك إذ ولّى

قد كان لي فيك هوى مرة

غيّبه الترب وما ملّا

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٣) ، أنا أبو منصور محمد بن محمد ، أنا أحمد بن محمد بن الصلت ـ أنا أبو الفرج الأصبهاني (٤) : أخبرني أبو العباس الهشامي (٥) قال : وهي القائلة ـ يعني مرادا شاعرة علي بن هشام ـ ترثي مواليها :

هل (٦) مسعد لبكائي

بعبرة أو دماء

وذاك (٧) مني قليل (٨)

لسادتي النجباء (٩)

ابكيهم في صباحي

بلوعة ومساء

قال (١٠) : وقالت متيم لمراد : قولي أشعارا ترثين بها مولاي حتى ألحنها ألحان النوح ، وأندبه بها. فقالت عدة أشعار في مراثيه ، وناحت بها متيم ، منها قولها :

__________________

(١) راجع سبب قتله في تاريخ الطبري ٨ / ٦٢٧ حوادث سنة ٢١٧.

(٢) هي متيم الهشامية ، كما يفهم من العبارة في الأغاني ٧ / ٣٠٢ والإماء الشواعر ص ٩٢ ، والأبيات في الأغاني تمثلت بها متيم.

(٣) الخبر والشعر في الإماء الشواعر ص ٨٨ في ترجمة مراد.

(٤) الأصل : الشامي ، تصحيف ، والتصويب عن الإماء الشواعر ، والأغاني.

(٥) الأصل : الشامي ، تصحيف ، والتصويب عن الإماء الشواعر ، والأغاني.

(٦) والأول أيضا في الأغاني ٧ / ٣٠٣.

(٧) والأول والثاني أيضا في الأغاني ٧ / ٣٠٤.

(٨) في الأغاني : وذا لفقد خليل.

(٩) في الإماء الشواعر : «للسادة النجباء» وفي الأغاني : لسادة نجباء.

(١٠) الخبر والشعر في الإماء الشواعر ص ٨٨ ـ ٨٩.

٢٧٠

عين جودي بعبرة وعويل

للرزيات لا لعافي الطلول

لعلي وأحمد وحسين

ثم نصر وقبله (١) للخليل

وصنعت فيها متيم ألحانا لم تزل جواريها ونساء آل هشام ينحن بها عليهم (٢).

فحدّثني بعض عجائز أهلها ، قالت : لأني لأذكر وقد توفي بعض آل هشام فجاء أهله بنوائح فنحن عليه ، فلم يبلغن ما أرادوا ، فقام جواري متيم فنحن بشعر مراد ، وألحان متيم في النوح فاشتعل المأتم ، واشتد البكاء والصراخ ، وكانت ريق جارية إبراهيم بن المهدي قد جاءتنا قاضية للحق ، فإني لأذكر من نوحهن (٣) :

لعلي وأحمد وحسين

ثم نصر وقبله للخليل

فبكت ريق بكاء شديدا ، ثم قالت : رضي الله عنك يا متيم ، فقد كنت علما في السرور ، وأنت الآن علم في المصائب.

٥١١٣ ـ علي بن هشام الرّقّي

سمع بدمشق هشام بن خالد الأزرق (٤).

روى عنه أبو جابر إبراهيم بن عبد العزيز الموصلي.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، نا علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن خلف الرقي قدم علينا دمشق ، نا القاضي عبد الله بن حبان بالموصل ، نا عمي إبراهيم بن عبد العزيز أبو جابر ، نا علي بن هشام الرّقّي ، نا هشام بن خالد الأزرق ، نا الوليد بن مسلم عن (٥) عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، عن إسماعيل بن عبيد الله عن أبي الدرداء.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله» [٩١٨٢].

__________________

(١) في الإماء الشواعر : وبعده للخليل.

(٢) الأصل : عليه ، والمثبت عن الإماء الشواعر.

(٣) في الإماء الشواعر : «فإنني لأذكر من مرحض قولها».

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٢٤٩ طبعة دار الفكر.

(٥) بالأصل : «بن» تصحيف.

راجع ترجمة الوليد بن مسلم ، أبي العباس الدمشقي في سير أعلام النبلاء ٩ / ٢١١.

وترجمة عبد الرحمن بن يزيد بن جابر في سير أعلام النبلاء ٧ / ١٧٦.

٢٧١

حرف الياء

في أسماء آبائهم

٥١١٤ ـ علي بن يحيى بن رافع بن العافية

أبو الحسن النابلسي

المعروف بأبي الطّيّب المؤذن في منارة باب الفراديس

سمع الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم بصور.

وقدم دمشق فاستوطنها بعد أخذ الفرنج ـ خذ لهم الله ـ نابلس ، وسمع بها أبا الفضل أحمد بن عبد المنعم بن بندار ، وأبا الحسن علي بن علي بن الحسن بن عبد السّلام ، وعلي بن طاهر النحوي ، وعلي بن الحسن الموازيني ، وأبا طاهر بن الحنّائي ، وأبا القاسم النّسيب ، وغيرهم ، وكان ملازما للحضور في حلقتي.

سمعت منه شيئا يسيرا ، وكان رجلا مستورا ، لم يكن الحديث من شأنه.

أخبرنا أبو الحسن النّابلسي ، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن الكريدي بدمشق ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن صالح الفقيه ، أنا أحمد بن الحسين الأشناني ، نا عبيد بن إسماعيل الهباري ، نا أبو أسامة عن عبيد الله ، عن خبيب بن عبد الرّحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سيحان وجيحان والفرات والنيل كلّ من أنهار الجنّة» [٩١٨٣].

توفي أبو الطيب النابلسي يوم السبت وقت العصر سلخ جمادى الآخرة سنة ست

٢٧٢

وأربعين وخمسمائة ، ودفن يوم الأحد مستهل رجب بعد صلاة الظهر في مقبرة باب الفراديس ، وكان سقط من المنارة فبقي بعد سقطته ثلاثة أيام ثم مات.

٥١١٥ ـ علي بن يحيى بن علي بن محمّد

ابن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين (١)

ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب

أبو الحسن العلوي الزّيدي

عم القاضي أبي الحسين الزيدي.

يحدث عن أبي بكر الميانجي.

روى عنه علي الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي ، أنا أبو الحسن علي بن يحيى بن علي العلوي الزّيدي ، نا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي القاضي سنة سبع وستين وثلاثمائة ، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي (٢) بالبصرة ، نا عثمان بن عبد الله الشامي ، نا سلمة بن شيبان ، عن عطية الصوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إنّ أهل الجنة ليرون من في عليين ، كما يرون أهل الدنيا الكوكب في أفق السماء ، وإنّ أبا بكر وعمر منهم ، وأنعما» [٩١٨٤].

ذكر أبو الغنائم النسّابة : أن علي بن يحيى توفي بمصر.

٥١١٦ ـ علي بن يحيى بن أبي منصور (٣)

[أبو الحسن الأخباري الشاعر](٤)

حكى عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي.

__________________

(١) في المختصر : الحسن.

(٢) رسمها مضطرب بالأصل ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٧.

(٣) ترجمته وأخباره في : الأغاني ٨ / ٣٦٩ ومعجم الأدباء ١٥ / ١٤٤ وسير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٨٢ وتاريخ بغداد ١٢ / ١٢١ ووفيات الأعيان ٣ / ٣٧٣ ومعجم الشعراء للمرزباني ص ٢٨٦.

(٤) زيادة منا للإيضاح.

٢٧٣

حكى عنه : أحمد بن منصور المروزي.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم قال : كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني أجاز لهم قال (١) :

أبو الحسن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجّم ونسبه يتصل في الفرس إلى ابن شام (٢) البروخ مرمذار ، وكان وزير أردشير وصاحب أمره ، وأسلم يحيى بن أبي منصور على يد المأمون ، وخص به وهم من فارس. وأبو الحسن أديب شاعر فاضل مفنن في علوم العرب والعجم ، وكان جوّادا ممدحا ، ونادم المتوكل وعلت منزلته عنده ، ثم لم يزل مع الخلفاء يكرمونه واحدا بعد واحد إلى أيام المعتمد ، ومات في سنة خمس وسبعين ومائتين وله أربع وسبعون سنة ، ورثاه عبد الله بن المعتز ، وعبيد الله بن عبد الله بن طاهر ، وجماعة من الشعراء. وهو وأهله وولده وأولادهم في البيت الخطير والأدب والشعر والفضل ، لا أعلم بيتا اتصل فيه من هذه الأنواع الشريفة ما اتصل لهم وفيهم ، وأبو الحسن هو القائل في نفسه : (٣)

علي بن يحيى جامع لمحاسن

من العلم مشغوف يكسب المحامد

فلو قيل : هاتوا فيكم اليوم مثله

لعزّ عليهم أن يجيئوا بواحد

وله (٤) :

سيعلم دهري إذ تنكر أنني

صبور على نكرائه (٥) غير جازع

وأنّي أسوس النّفس في حال عسرها

سياسة راض بالمعيشة قانع

كما كنت في حال اليسار أسوسها

سياسة عفّ في الغنى متواضع

وأمنعها الورد الذي لا يليق بي

وإن كنت ظمآنا بعيد الشرائع (٦)

وله في الطيف وله فيه لحن من خفيف الثقيل (٧) :

__________________

(١) الخبر في معجم الشعراء للمرزباني ٢٨٦ ـ ٢٨٧.

(٢) كذا بالأصل : «ابن شام البررخ مرمذار» وفي معجم الشعراء : «أبرسام البزرج فرمذار».

(٣) البيتان في معجم الشعراء ص ٢٨٧ ومعجم الأدباء ١٥ / ١٥٥.

(٤) الأبيات في معجم الشعراء ص ٢٨٧ ومعجم الأدباء ١٥ / ١٥٥.

(٥) الأصل : «نكراته» وفي معجم الشعراء : نكرانه ، والمثبت عن معجم الشعراء.

(٦) الشرائع جمع شريعة : وهي مورد الماء.

(٧) الأبيات في معجم الشعراء ص ٢٨٧ ووفيات الأعيان ٣ / ٣٧٤ ومعجم الأدباء ١٥ / ١٥٦.

٢٧٤

بأبي والله من طرقا

كابتسام البرق (١) إذ خفقا

زادني شوقا برؤيته

وحشا قلبي بها حرقا

من لقلب هائم كلف

كلما سكّنته قلقا

زارني طيف الحبيب فما

زاد أن أغرى بي الأرقا

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، وأبو الحسن بن سعيد قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢).

علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم كان رواية للأخبار والأشعار ، شاعرا محسنا ، أخذ عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي الأدب ، وصنعة الغناء ، ونادم جعفر المتوكل ، وكان من خاصّة ندمائه ، وتقدم عنده ، وعند من بعده من الخلفاء إلى أيام المعتمد ، وتوفي آخر أيام المعتمد ، ودفن بسرّ من رأى.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ـ إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده ـ.

ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٣).

قالا : أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري ، أنا المعافي بن زكريا (٤) ، نا أبو النّضر العقيلي ، نا أبو أحمد يحيى بن علي بن يحيى المنجم ، حدّثني أبي قال :

خرجنا مع المتوكل إلى دمشق ، فلحقنا (٥) ضيقة بسبب المؤن والنفقات التي كانت تلزمنا قال : فبعثت إلى بختيشوع وكان لي صديقا أسأله أن يقرضني عشرين ألف درهم ، قال : فأقرضنيها ، فلما كان بعد يوم أو يومين دخلت مع الجلساء إلى المتوكل ، فلمّا جلسنا بين يديه قال : يا علي لك عندي ذنب وهو عظيم ، قلت ؛ يا سيدي ما هو؟ فإنّي لا أعرف لي ذنبا ولا خيانة (٦) ، قال : بل أضقت فاستقرضت من بختيشوع عشرين ألف درهم ، أفلا أعلمتني؟ قال : قلت : يا مولاي صلات أمير المؤمنين عندي

__________________

(١) في معجم الأدباء : الصبح.

(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ١٢١.

(٣) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٧ / ١٦٨ في ترجمة الخليفة المتوكل.

(٤) رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي ٣ / ١٧٧.

(٥) الأصل وتاريخ بغداد ، وفي الجليس الصالح : فلحقتنا ضيفة.

(٦) الأصل وتاريخ بغداد ، وفي الجليس الصالح : جناية.

٢٧٥

متوافرة (١) ، وأرزاقه وأنواله (٢) عليّ دارّة ، واستحييت مع ما قد أنعم الله علينا به من هذا التفضل أن أسأله ـ زاد أبو العز : شيئا وقالا : ـ ولم؟ إياك أن تستحي من مسألتي أو الطلب مني وأن تعاود مثل ما كان منك ، ثم قال : مائة ألف درهم ـ بغير صروف ـ فأحضرت عشر بدر فقال : خذها واتّسع بها.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب (٣) ، حدّثني الحسن بن أبي طالب ، نا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثني الغمر بن محمّد ، نا أبو بكر الحسن بن علي بن بشار العلّاف الشاعر في مجلس أبي الحسن الأخفش قال : صك لي على علي بن يحيى برزق ، فأعطاني دنانير وأمر أن لا أحتسب بها عليه ، فكتبت إليه بهذه الأبيات ، وذكر أن أبا هفان كتبها بيده :

أبا الحسن لما سبقت إلى العلا

تفرّدت فيها بالفضيلة والسبق (٤)

فصيّرت لي حقا بفضلك واجبا

وأعطيتني شيئا سوى ذلك الحقّ

فقدت به قلبي إليك وإن تسل

خبيرا به يخبرك صدقك عن صدقي

ملكت قيادي يا ابن يحيى بنعمة

فإن زدتني أخرى ملكت بها رقي

فمن أين لي مثلك في الخلق سيدا (٥)

إذا كان لم يسمع بمثلك في الخلق

وقد سار شعري فيك غربا ومشرقا

كجودك لما سار في الغرب والشرق

فإن قابلوا شعري بجودك سائرا

فما بين أشعاري وجودك من فرق

فليتك ـ إن خلدت حمدك ـ باقيا

على غابر الأيام ، تبقى كما تبقي

أخبرنا أبو الفرج الخطيب وغيره عن أبي بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن المظفر الدقّاق المعروف بابن السّرّاج ، أنا أبو عبيد الله محمّد بن موسى بن عمران بن موسى المرزباني الكاتب ، حدّثني علي بن هارون ، أخبرني أبي قال : من بديع قوله ـ يعني البحتري ـ لعلي بن يحيى المنجم (٦) :

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي المصدرين : متواترة.

(٢) في المصدرين : «وأنزاله» وكلمة : وأرزاقه سقطت من الجليس الصالح.

(٣) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٧ / ٣٧٩ في ترجمة الحسن بن علي بن أحمد بن بشار بن زياد ، أبي بكر ، الشاعر.

(٤) في تاريخ بغداد : أبا حسن ... في السبق.

(٥) صدره في تاريخ بغداد : فمن أين لي في الخلق مثلك سيّد.

(٦) الأبيات من قصيدة في ديوان البحتري ١ / ١٨٧ طبعة بيروت يمدح علي بن يحيى.

٢٧٦

إلى (١) الأريحي الغمر والماجد الذي

أطاع العليّ في قوله وفعاله

عليّ بن يحيى إنّه انتسب النّدى

إلى عمّه عمّ الكرام وخاله

أقام به في منتهى كلّ سؤدد

فعال أقام الناس دون امتثاله

فإن قصّرت أكفاؤه عن محلّه

فإنّ يمين (٢) المرء فوق شماله

فإنّ الجبال الرّاسيات تعلّمت

رواجحها (٣) من حلمه وخلاله

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، نا عبيد الله بن محمّد الفرضي ، نا محمّد بن يحيى الصولي ، أنشدني أحمد بن يزيد ، أنشدني علي بن يحيى لنفسه :

بأبي أنت جفاني خيال لك

قد كنت أستريح إليه

أرشدته إلى خيالي كيما

تتقاضاه من عيالي عليه

وعلي بن يحيى القائل (٤) :

زار من ليلى (٥) خيال موهنا

حبّذا ذاك الخيال الطارق

جاد في النوم بما ضنّت به

ربّما يغنى بذاك العاشق

بأبي والله من طرقا

كابتسام البرق إذ خفقا

زادني وجدا برؤيته

وملأ قلبي به حرقا

٥١١٧ ـ علي بن يزيد بن الوليد

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم

كان يسكن ربض باب الجابية ، وأمه امرأة من كلب من ولد زبّان يقال لها الحضرمية.

ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق من بني أميّة.

__________________

(١) البيت التالي ليس في الديوان.

(٢) رسمها بالأصل : «ننى» والمثبت عن الديوان.

(٣) تقرأ بالأصل : «رواحها» والمثبت عن الديوان.

(٤) البيتان في معجم الأدباء ١٥ / ١٦٣.

(٥) في معجم الأدباء : سلمى.

٢٧٧

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز بن أحمد ، نا تمّام بن محمّد ، حدّثني أبي ، نا أبو معد عدنان بن أحمد بن طولون المصري ، نا أبو أحمد محمّد بن موسى بن حمّاد البربري ، نا سليمان بن أبي شيخ ، حدّثني الحكم عن عوانة قال :

كان بالكوفة رجل من أهل البصرة يقال له عمر كسرى ، وكان مولى لبني سليم (١) ، وكان يتعاطى علم الفرس ، وأمر كسرى ، فسمّي لذلك عمر كسرى ، قال عوانة : كان عمر هذا الذي يقال له عمر كسرى قاعدا عند أبي بالكوفة فمرّ به علي بن يزيد الناقص ، فسلّم على أبي ووقف عليه ، فقال عمر كسرى لأبي بعد ما مضى : يا أبا الحكم ، ما رأيت أحدا أشبه بصفة كسرى من هذا ، فقال له أبي : فتعرفه؟ قال : لا ، قال : هذا علي بن يزيد الناقص.

قال سليمان بن أبي شيخ ، وحدّثني نضلة بن سليمان قال :

كان عمر كسرى هذا بالأهواز عند عامل عليها يقال له سعيد بن عبد الله الكوفي ، فجعل عمر يحدث عن كسرى وعن نسائه فقال له العامل : فكم أمهات المؤمنين اللائي قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عنهن؟ قال : لا أدري ، قال : أنت رجل من المسلمين تعرف نساء كسرى ولا تعرف نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ لا والله لا تخرج من الحبس حتى تأتيني بأسمائهن وأنسابهن ومعرفتهن ، قال : فحبسه حتى يعلم ذلك.

أم يزيد الناقص بنت فيروز بن يزدجرد بن كسرى ، فمن هنالك أتى عليا شبهه.

٥١١٨ ـ علي بن يزيد بن أبي هلال

أبو عبد الملك ـ ويقال : أبو الحسن ـ الألهاني (٢)

من أهل دمشق.

روى عن القاسم (٣) بن عبد الرّحمن ، ومكحول.

__________________

(١) في المختصر : لبني سالم.

(٢) ترجمته في ميزان الاعتدال ٣ / ١٦١ وتهذيب الكمال ١٣ / ٤٢٤ وتهذيب التهذيب ٤ / ٢٤٩ ، وتقريب التهذيب ، والجرح والتعديل ٦ / ٢٠٨.

(٣) في تهذيب الكمال وميزان الاعتدال : القاسم أبي عبد الرّحمن.

٢٧٨

روى عنه يحيى بن الحارث الذّماري ، وعثمان بن أبي العاتكة ، وعبيد الله بن زحر ، ومطرح بن يزيد ، ومعان بن رفاعة ، وعمرو بن واقد ، ومدرك بن أبي سعد ، والوليد بن سليمان بن أبي السائب ، وبكر بن عمرو المعافري.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ نا العبّاس بن الوليد بن مزيد (١) البيروتي ، أنا محمّد بن شعيب بن شابور ، أخبرني عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد ، عن القاسم أبي عبد الرّحمن ، عن أبي أمامة الباهلي.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع العلم» ثم جمع بين إصبعيه الوسطى والتي تليها الإبهام ثم قال : «فإنّ العالم والمتعلم كهاته من هاتين ، شريكان في الخير ، ولا خير في سائر الناس» [٩١٨٥].

رواه خيثمة بن سليمان ، عن عباس ، ولم يرفعه.

أخبرناه أبو محمّد بن حمزة ، نا عبد العزيز ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا عبّاس بن الوليد ، أنا ابن شعيب ، أنا عثمان بن أبي العاتكة ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم أبي عبد الرّحمن عن أبي أمامة الباهلي صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض العلم ، قبل أن يرفع العلم ، ثم جمع بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام ثم قال : فإنّ العالم والمتعلم هما كهاته من هاته ، شريكان في الخير ، ولا خير في سائر الناس بعد.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي ، أنا أبو الحسين عبد الله بن إبراهيم بن جعفر ، نا جعفر بن محمّد بن الحسن بن المستفاض ، نا هشام بن عمّار ، نا صدقة بن خالد ، نا عثمان بن أبي العاتكة ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم عن (٢) أبي أمامة.

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان يقول : «ما استفاد المسلمون فائدة بعد تقوى الله عزوجل خير له من زوجة صالحة ، إن أمرها أطاعته ، وإن نظر إليها سرّته ، وإن أقسم عليها

__________________

(١) بالأصل : يزيد ، تصحيف ، والصواب ما أثبت.

(٢) بالأصل : «بن» تصحيف.

٢٧٩

أبرّته ، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله» [٩١٨٦].

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب ، أنا أبو منصور النّهاوندي ، أنا أبو العباس النّهاوندي ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا محمّد بن إسماعيل قال :

علي بن يزيد أبو عبد الملك الألهاني الدّمشقي عن القاسم يروي عنه عبيد الله بن زحر ، وعثمان بن أبي عاتكة ، ومطرح. منكر الأحاديث.

أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو (١) علي ـ إجازة ـ.

[ح](٢) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) :

علي بن يزيد الألهاني الدمشقي أبو عبد الملك ، روى عن مكحول ، والقاسم (٤) بن عبد الرّحمن ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير قال :

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : علي بن يزيد أبو عبد الملك الألهاني ، وقال ابن الآبنوسي : الهلالي.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنا نصر بن إبراهيم ، أنا سليم بن أيوب ، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال : سمعت أبا عبد الله المقدّمي يقول : علي بن يزيد الذي يروي عن القاسم

__________________

(١) استدركت «أبو» على هامش الأصل.

(٢) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل.

(٣) الجرح والتعديل ٦ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩.

(٤) في الجرح والتعديل : القاسم أبي عبد الرحمن.

٢٨٠