تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩١
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

عبد الواحد السّلمي بدمشق في شعبان سنة ثمانين وأربعمائة ، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي عوف المزني ، أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر بن محمّد التميمي ، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الروّاس ، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل ، حدّثني الوليد بن محمّد قال : وقال الزهري : حدّثني أنس بن مالك.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلّي العصر والشمس مرتفعة حية ، فيذهب الذاهب إلى العوالي ، فيأتيها ، والشمس مرتفعة ، وبعض العوالي بين المدينة على أربعة أميال ، أو ثلاثة.

توفي أبو الحسن بن أبي المضاء في شهر ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ببعلبك ، حدّثني بذلك ابن أخيه أبو البيان محمّد بن الحسن.

٥٠٥٨ ـ علي بن محمّد بن علي بن عاصم

أبو الحسن الجويني (١) ثم النّيسابوري

شيخ شافعي من أهل الفضل والأدب ، فصيح ، متوسّع في الكلام نظما ونثرا.

سمع أبا القاسم إسماعيل بن الحسين بن علي الفرائضي السّنجبستي (٢) ، لقيته بنيسابور.

وكتبت عنه شيئا من حديثه وشعره ، وذكر لي أنه قدم دمشق في شبيبته وكان يستحسنها ويستطيبها.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي الجويني الأديب بنيسابور ، أنا القاضي أبو القاسم إسماعيل بن الحسين بن علي الفرائضي السّنجبستي ، أنا الشيخ الخطيب أبو علي الحسن بن أحمد بن محمّد بن الحسن بن حمزة بن الحسين

__________________

(١) ضبطت عن معجم البلدان : وهي كورة جليلة نزهة على طريق القوافل من بسطام إلى نيسابور (ضبطت في الأنساب ، بفتح الجيم).

(٢) هذه النسبة إلى : سنجبست (ضبطت في الأنساب : سنج بست بفتح السين ، وهو منزل معروف بين نيسابور وسرخس) وفي معجم البلدان بكسر السين.

ذكره السمعاني وترجم له.

٢٠١

البلخي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن شاذان الفقيه ، نا أبو شهاب معمر بن محمّد بن معمر العوفي ، نا أبو السكن المكي بن إبراهيم ، نا عبد الحكم ، عن أنس بن مالك قال :

كنا إذا صلينا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «سمع الله لمن حمده» لم نزل قياما حتى نرى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ساجدا [٩١٥٣].

أنشدني أبو الحسن علي بن محمّد بن علي لنفسه :

صبت نحوي ومالي في نمائه

وروق شيبتي (١) مني بمائه

فلما أن كبرت وقلّ مالي

تولّت واكتست أثواب تائه

كذا من ودّ صاحبه لشيء

تولى الودّ منه بانقضائه

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في تذييله تاريخ نيسابور قال :

علي بن محمّد بن علي بن عاصم الجويني الشيخ الرئيس أبو الحسن شيخ فاضل من وجوه الأفاضل نظما ونثرا ، أما النظم فسائق ، وأما النثر فرائق ، ينسج على منوال واحد من صباه إلى الكهولة في التحصيل والمطالعة ، وتحصيل النسخ والأصول مع التلفع بجلباب المروءة والثروة والنعمة ، مرحبا أكثر أوقاته في المسجد ، مواظبا على العبادات خرجت من نيسابور سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ، وخلفت أبا الحسن الجويني حيا ، وتوفي بعد ذلك بيسير.

٥٠٥٩ ـ علي بن محمّد بن علي بن محمّد بن زيد

أبو الحسن التّنوخي الحلبي

قدم دمشق غير مرّة.

أنشدنا أبو اليسر شاكر بن عبد الله بن محمّد بن سليمان ، وكتب لي بخطه ، أنشدني علي بن محمّد لنفسه بحلب في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وستين وخمسمائة ، وكتب بها إلى دمشق :

طيف سرى موهنا والليل ما انقضيا

إلي سرّا ونجم الغرب ما غربا

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل وفي المختصر : شبيبتي.

٢٠٢

فلي الفلا وجلا جنح الدجى وجلا

من الرقيب وولى ممعنا هربا

ظن الدجنّة تخفيه وكيف وقد

وشى بمسراه نور مزق الحجبا

كأنه بدر تم لاح في غسق وهنا

فلما رأته الأعين احتجبا

أفديه من زائر زور زيارته بيد

والعيني وتخفى خيفة الرقبا

أردى بصبري وأشجاني وأرقني

لمامه وأراق الدمع فانسكبا

وأودع الروع أحشائي وأذهب

ما أبقى الفراق وما ردّ الذي ذهبا

وكنت أحسبه وافى يبشرني

فلمّ شمل شتيت طال ما انشعبا

وإن قد قرب الترحال عن حلب

والدار عما قليل تجمع الغربا

فكان لمح سراب لاح بارقه

فاشتداد بصر الطاهي به طلبا

حتى إذا جاءه لم يلق موضعه

ما يسكن من أحشائه لهبا

فعاد بالياس والنفس النفيسة

قد طارت شعاعا وانض جسمه تعبا

كذاك حظي من الأحباب إن وصلوا

صدوا وإن سئلوا ضنوا بما طلبا

بحزون بالعرف نكرا من أجبهم (١)

وبالقطيعة لا بالقرب من قربا

وإن هم مرة سروا بوصلهم

ضروا بهجرهم أضعافه حقبا

كالدهر يرضى بما يولي وشيمته

أن يسترد الذي أعطى كما وهبا

وعاذل عادل عن مذهبي سفها

يروم بالعدل تسهيل الذي صعبا

يقول لي هو فيما قال متهم

عندي ولو كان صدقا خلته كذبا

الام يشتاق دارا بان ساكنها

عنها ويندب ربعا دارسا خربا

إذا رآه الخلي البال مرّ به

بكى له رحمة بالدمع فانتحبا

مستبدلا من ظباء الأنس وحش

فلا وكم أوانس أنسنا بها عربا

عينا تصيد أسود الغيل أعينها

تلك الظباء اللواتي لحظهن ظبا

فقلت والشوق يطويني وينشرني

طي السجل إذا ما فض أو كتبا

أجنح بسمعك نحوي واجتنب نفسي

تسمع حديثا له في الخافقين نبا

ما كنت أول مشتاق إلى وطن

بكى وحن إلى أحبابه وصبا

ولا لأول من لج الغرام به

فباح لما شكى قلبه وصبا

__________________

(١) كذا صدره بالأصل.

٢٠٣

صبب إذ لاح برق من ديارهم

كأنما خليه من قلبه حلبا

بجانب النوم إن مرت بجانبه

ريح الجنوب ويصبو إن تهب صبا

ويستطير اشتياقا كلما لمع

البرق اليماني من تلقائهم وخبا

فهل يعين لذي عين ... (١)

عين من الدمع منها الماء ما نضبا

بادي الصبابة لا يصبو إلى عذل

خلق الكآبة لا ينفك مكتئبا

أغراه بالوجد من أغراه بعدهم

من التصبر عنهم فاستحال هبا

يريك ظاهره بالعين باطنه

فغير خاف سوى ما في الضمير خبا

قد كان يأمل أن يفضي الزمان له

إليهم رجعة يقضي بها أربا

فعاقه قدر عما يحاوله

فإن قضى بهم وجدا فلا عجبا

لو خير الخلد من أوطانه بدلا

لم يرضها بدلا منها فدع حلبا

ولو تزف إليه الأرض قاطبة

لم يرض أرضا سواها مسرحا وربا

وكيف أرضى بأرض ما وجدت بها

صديق صدق حوى فضلا ولا أدبا

إلا أناسا بسمت العيش بعدهم

إذا عدى الناس رأسا خلتهم ذنبا

لا يأمرون بمعروف كذاك ولا

ينهون عن منكر خوفا ولا رغبا

إذا بلوتهم ألفيتهم خفرا

وإن بلوتهم ألفيتهم أدبا

وإن نثرت عليهم كلما انتظموا

درّ القريض جزوني عنه مختلبا

وكلما حضروا أحضرت من أدبي

مأدبا حار في آدابها الأدبا

طلس الدباب (٢) أضل الله سعيهم

تطيلسوا اللوم لما استعذبوا العذبا

وشرفا نالني فيها وأعجبه

إني اتخذت الأعادي صلة قربا

أقمت حولين في أكناف أكنفها

حلف السقام أقاسي الهم والوصبا

لم أحظ منهم بحظ مذ حللت بها

أغنى من الود لا مالا ولا نشبا

فقرب الله في الترحال عن بلد

فيه الأجانب لي خير من القربا

وباعد الله داري من ديارهم

ولا لقى لي إن سميتهم نسبا

ومزقت يد دهر الشر (٣) شملهم

في كل شعب كشمل فرقت شعبا

__________________

(١) رسمها بالأصل : «مسمهدة».

(٢) كذا.

(٣) غير واضحة بالأصل.

٢٠٤

فما أقلهم نفعا وأكثرهم قطعا

لذي رحم ثوب الغنى سلبا

٥٠٦٠ ـ علي بن محمّد بن عيسى

أبو الحسن الهروي الجكّاني (١)

وجكّان محلة على باب هراة.

رحل إلى الشام ، وسمع أبا اليمان ، ويحيى بن صالح الوحاظي بحمص ، وآدم بن أبي إياس الخراساني ، ومحمّد بن أبي السّري العسقلاني ، وزيد بن المبارك ، وسلام بن سليمان ، ومحمّد بن وهب بن عطية بدمشق.

روى عنه : أحمد بن إسحاق الهروي ، وأبو الفضل محمّد بن عبد الله بن محمّد بن خميرويه السّيّاري (٢) الكرابيسي ، وأبو محمّد أحمد بن عبد الله (٣) ، وأبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن محمّد المزنيان ، وأبو علي حامد بن محمّد الرّفّاء.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد (٤) ، وأبو علي عبد الحميد بن محمّد (٥) الخواريان ، قالوا : أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو محمّد أحمد بن عبد الله المرّي ، أنا علي بن محمّد بن عيسى ، نا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرّحمن قال : قال أبو هريرة : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«والله إنّي لأستغفر وأتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة» [٩١٥٤].

أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح الكرماني ، وأبو نصر أحمد بن علي بن محمّد بن إسماعيل بن العراقي الطوسي (٦) ، قالا : أنا أبو بكر بن خلف ، أنا الحاكم

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٥٤ ومعجم البلدان (جكان) والجكاني نسبة إلى جكان بالفتح والتشديد وهي محلة على باب هراة.

ووقع في سير أعلام النبلاء : الحكاني. تصحيف ، ونسبه إلى حكان ، مصحفة أيضا.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣١١.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٨١.

(٤) مشيخة ابن عساكر ١٠١ / أ، وترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٧١.

(٥) مشيخة ابن عساكر ١٠٤ / أ.

(٦) مشيخة ابن عساكر ١١ / أ.

٢٠٥

أبو عبد الله ، نا أبو محمّد أحمد بن عبد الله المزني ، نا علي بن محمّد بن عيسى ، نا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، أخبرني سالم بن عبد الله بن عبد الله بن عمر قال :

رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا عجّل به السير في السفر يؤخر صلاة المغرب ، حتى يجمع بينها وبين العشاء [٩١٥٥].

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، نا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال (١) : سمعت أبا عبد الله بن أبي ذهل يقول : سمعت أبا تراب ـ يعني محمّد بن إسحاق الموصلي ـ يقول : كنا في مجلس عبد الله بن أحمد بن حنبل ببغداد ، فحدّثنا عن أبيه عن أبي اليمان بحديث وإلى جنبي رجل هروي لم يكتب ذلك الحديث ، فقلت : لم لا تكتب؟ فقال : حدّثنا شيخ عن أبي اليمان فقلت له : ومن هذا الشيخ؟ قال : شيخ ثقة مأمون ، وهو حيّ ، فكان هذا سبب خروجي إلى خراسان ، فلما دخلت هراة سألت عن منزل علي بن محمّد بن عيسى الجكّاني ، فدلّوني على منزله ، فبقيت استأذن عليه كلّ يوم ولا يأذن لي ، إلى أن قعدت يوما على بابه ، فأذن لجماعة من جيرانه فدخلت معهم ، فكلّموه ، فلمّا قاموا التفت إليّ فقال : لم دخلت داري بغير إذني؟ فقلت : قد استأذنت غير مرّة فلم يؤذن لي ، فلما أذن للقوم دخلت معهم ، قال : وكان على فراش وتحته بساط عليه من التراب ما الله به عليم ، فقال لي : ولم جلست على تكرمتي بغير إذني فمددت يدي وقلبتها (٢) على الفراش فنثرت من ذلك التراب عليه وقلت هذه تكرمة ، فوجد عليّ وأسمعني ، فاستشفعت إليه بأبي الفضل بن أبي سعد فقال : ليس له عندي إلّا طبق بواحد ، فليجمع فيه ما شاء من حديثي ، فكتب لي أبو الفضل بخط يده طبقا من حديثه جمع فيه كلّ حديث كبير على (٣) الكبير فأتيته به فقال : هيه اقرأ ، فكنت أقرأ وهو ينقطع إلى أن قرأته ، فقال : قم الآن ، ولا أراك بعد هذا.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد الشيرازي

__________________

(١) الخبر من طريق الحاكم أبي عبد الله رواه ياقوت في معجم البلدان (جكان).

(٢) تقرأ بالأصل : «وقلت به» والمثبت عن معجم البلدان.

(٣) بدون إعجام وصورتها : «الحنمعانى» وفي معجم البلدان : على الورق الجيهاني الكبير.

٢٠٦

الصوفي ، أنا أبو ذرّ عبد [بن](١) أحمد الهروي ـ إجازة ـ أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد بن الحسين بن محمّد بن مقاتل المزكي ، أنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن يونس البزار قال : علي بن محمّد بن عيسى وكان كتب عن آدم بن أبي إياس ، وأبي اليمان ، وزيد بن المبارك ، ويحيى بن صالح الوحاظي ونظرائهم ، ومات علي سنة ثلاث (٢) وتسعين ومائتين.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد قال : كتب إليّ أبو ذرّ الهروي ، وحدّثني عنه أبو النجيب الأرموي ، قال : سنة اثنتين وتسعين فيها مات الجكّاني (٣).

٥٠٦١ ـ علي بن محمّد بن غالب

أبو فراس العامري المعروف بمجد العرب

شاعر بغدادي.

قدم دمشق وأنا (٤) إذ ذاك ببغداد ، وسمع منه بها شيئا من شعره صديقنا أبو الندى يعمر بن ... (٥) المقرئ إمام مسجد العقيبة ، وكان يذكره لي كثيرا ، ويثني عليه ، ويصفه بالبلاغة والكرم.

أنشدنا أبو سعد ثابت بن جبير العليمي ، أنشدنا مجد العرب أبو فراس علي بن محمّد بن غالب العامري بهمذان في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وخمسمائة لنفسه :

أمتعب مارق من جسمه

بحمل السيوف ونقل الرّماح

علام تكلّفت حملا لها

وبين جفونك أمضى السلاح

قال : وأنشدنا أيضا لنفسه :

__________________

(١) زيادة لازمة.

(٢) بالأصل : ثلاثين.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٥٤ ومعجم البلدان (جكان).

(٤) الأصل : ونا.

(٥) غير مقروءة بالأصل وصورتها : الف سارق.

٢٠٧

قالوا : بوجه الذي أحببته كلف

فقلت : بدر وما يخلو من الكلف

قالوا : فلا وصل قلت : الآن اطمعني

فقال : يا عشاق اللام والألف

قال : وأنشدنا لنفسه :

كلفت به ، وقلت : بياض وجهه

فقيل : اسكت فاكلف بالنهار

فلمّا حف بالإصباح ليل

وعذر قام عذري بالعذار

قال : وأنشدنا أيضا لنفسه :

تركتك بالمعصن (١) فيك على القذى

وأشفقت من لؤم اللوائم فيك

وإنّي وإن قلبت قلبي على لظى

لأدفع نفسي عن هوى شريك

قال : وأنشدنا أيضا لنفسه وهو مطلع قصيدة طويلة :

هي المعالم بين العار والبان

محب وعال جديدها الجيّدان

فاحبس بها العيش تطلق مدمعا

فسمت دموعه بين مسكون وسكّان

الجزء التاسع بعد الخمس مائة من النسخة الثانية.

٥٠٦٢ ـ علي بن محمّد بن الفتح

ابن (٢) عبد الله السّامري القلانسي

حدّث بدمشق عن عمر بن محمّد بن عثمان البغراسي (٣) ، وأبي عمر بن فضالة ، وأبي الحسن محمّد بن اليمان ، وأبي الحسن علي بن أحمد المصّيصيين ، وعبيد الله بن محمّد الرملي ، وأبي القاسم سليمان بن بشر بن منصور بن ثابت العين زربي ، وأبي بكر الميانجي (٤) ، والفضل بن جعفر المؤذن (٥) ، وأبي عبد الله بن

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل بدون إعجام وفوقها ضبة.

(٢) بالأصل : «عن عبد» والتصويب عن مختصر ابن منظور.

(٣) بدون إعجام بالأصل ، والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى بغراس : من بلاد الشام ، قال السمعاني : وأظن أنها على الساحل. وفي معجم البلدان : مدينة بين أنطاكية وحلب.

(٤) بالأصل : «المنانحى» تصحيف ، وهو أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٦١.

(٥) بالأصل : «والمؤذن» ، وهو الفضل بن جعفر بن محمد بن أبي عاصم ، أبو القاسم التميمي الدمشقي الطرائفي المؤذن. ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٣٨.

٢٠٨

مروان ، والحسين بن أحمد بن أبي ثابت.

روى عنه أبو الحسن الحنّائي ، وأبو علي الأهوازي ، وأبو بكر محمّد بن علي بن موسى الحداد ، وأبو زكريا البخاري الحافظ.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الدّهستاني بمرو ، نا أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الدّهستاني الحافظ ، أنا عبد الله بن بوط (١) بن حوس بن مصعب الشافعي أبو سحمة (٢) الدّربندي بمكة في المسجد الحرام ، أنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر الحافظ (٣) بمصر ، نا علي بن محمّد بن الفتح السامري بدمشق ، نا عمر بن محمّد بن عثمان البغراسي (٤) ، نا أبو عمر سلامة بن سعيد بن زياد ، نا أبي وعمي إبراهيم ، أنا زياد بن قيد قالا : نا أبو زياد بن قيد بن زياد ، عن أبيه قيد ، عن جده زياد ، بن (٥) أبي هند ، عن أبي هند الداري (٦) قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من لم يرض بقضائي ، ويصبر على بلائي فليلتمس له ربّا سواي» (٧) [٩١٥٦].

كذا قال ، والصواب : قائد في المواضع كلها ، وقد وقع لي هذا الحديث على الصواب أعلى مما هنا بثلاث درجات.

أخبرناه أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز العبّاسي المكي ، أنا أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن المكي الشافعي ، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس ـ في المسجد الحرام ـ أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد الله المكي الدّيبلي ، نا سعيد بن زياد ، حدّثني أبي زياد بن قائد ، عن أبيه قائد بن زياد ، عن جده زياد بن أبي هند ، عن أبيه أبي هند الداري قال :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «قال الله عزوجل : من لم يرض بقضائي ، ويصبر على بلائي فليلتمس له ربّا سواي» [٩١٥٧].

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل بدون إعجام.

(٢) كذا رسمها بالأصل.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٥٧.

(٤) بدون إعجام بالأصل ، مرّ التعريف به قريبا.

(٥) رسمت بالأصل : «عن».

(٦) كذا بالأصل : «أبو هند الداري» وفي المختصر : «الداراني» تصحيف وهو من بني الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم ترجمته في أسد الغابة ٥ / ٣٢٣.

(٧) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ٥ / ٣٢٣ في ترجمة أبي هند الداري.

٢٠٩

كذا رواه لنا أبو جعفر ، وإنّما يرويه ابن فراس عن عبّاس بن محمّد بن قتيبة ، عن سعيد.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي ، أنا أبو علي الأهوازي ـ قراءة عليه ـ نا أبو الحسن علي بن محمّد بن فتح بن عبد الله البزّاز ـ بدمشق ـ نا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة ، نا عيسى بن إدريس ، نا محمّد بن يحيى ، حدّثني سعيد بن عبد الحميد ، أنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد ، عن عبد الرّحمن بن الحارث ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خطب الناس في يوم شديد الحرّ ، ورجل أعرابي قائم في الشمس حتى فزع ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما شأنك؟» قال : نذرت أن لا أزال قائما في الشمس حتى تفرغ ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس هذا بنذر ، إنّما النذر ما ابتغى به وجه الله» ، ثم أمر به فأجلس [٩١٥٨].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا جدي مقاتل بن مطكود بن أبي نصر السّوسي ، نا الحسن بن علي المقرئ ، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن فتح بن عبد الله ، نا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة ، نا أحمد بن أنس بن مالك ، نا سليمان بن الحجّاج ، نا إسماعيل بن عياش ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن الحارث بن محمّد الزّرقي ، عن أبي هريرة قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الذي يأتي المرأة في دبرها لا ينظر الله إليه» [٩١٥٩].

الصواب : الحارث بن محمّد (١).

٥٠٦٣ ـ علي بن محمّد بن القاسم بن بلاغ

أبو الحسن المقرئ

إمام جامع دمشق.

سمع أبا بكر محمّد بن علي المراغي ، وأبا بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن

__________________

(١) كذا عقب المصنف ، ومرّ في متن الحديث : الحارث بن محمد.

والذي في المتن وتعقيب المصنف ، كلاهما تصحيف ، والصواب : «الحارث بن مخلّد الزّرقي» انظر ترجمة أبي هريرة في تهذيب الكمال ٢٢ / ٩٢ وانظر أسماء الرواة عنه.

٢١٠

عبيد الله بن فطيس ، وأبا الدحداح أحمد بن محمّد بن أحمد بن الطيان ، وعلي بن موسى السّمسار.

قرأت بخط أبي الحسين الميداني ، وأخبرناه أبو محمّد عبد الله بن أسد بن عمّار قراءة عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، حدّثني أبو الحسن علي بن محمّد بن بلاغ ـ إمام الجامع بدمشق ـ نا أبو بكر محمّد بن علي المراغي ، نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي ، نا عبد الأعلى بن حمّاد النّرسي ، نا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك قال :

دخل عليّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في يوم الجمعة ، وأنا أفيض عليّ شيئا من الماء ، فقال لي : «يا أنس ، غسلك للجمعة أم للجنابة؟» فقلت : يا رسول الله بل للجنابة ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أنس عليك بالحبيك (١) والفنيك والضاغطين والمثنين والميسين وأصول البراجم ، وأصول الشعر ، واثني عشر نقبا ، منها : سبعة في وجهك ورأسك ، واثنتين (٢) منها في سفليك ، وثلاث (٣) في صدرك وصرتك ، فو الذي بعثني بالحق نبيا لو اغتسلت بأربعة أنهار الدنيا : سيحان وجيحان والنيل والفرات ، ثم لم تنقهم للقيت الله يوم القيامة وأنت جنب» ، قال أنس : فقلت : يا رسول الله وما الحبيك وما الفنيك وما الضاغطين ، وما المثنين وما الميسين ، وما أصول البراجم؟ فأومأ إليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيده أن الحقني ، فلحقته ، فأخذ بيدي ، فأجلسني بين يديه وقال لي : «يا أنس أما الحبيك فلحيك الفوقاني ، وأما الفنيك ففكك السفلالي وأما الضاغطين وهما المثنين فهما أصول أفخاذك ، وأما الميسين فتفريش أذناك ، وأما أصول البراجم ، فأصول أظافيرك ، فوالذي بعثني بالحق نبيا لتأتي الشعرة كالبعير المربوق ، حتى تقف بين يدي الله فتقول : إلهي وسيدي خذ لي بحقي من هذا» ، فعندها نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يحلق الرجل رأسه وهو جنب ، أو يقلم ظفرا أو ينتف جناحا وهو جنب [٩١٦٠].

هذا حديث منكر بمرة لم أكتبه من وجه من الوجوه ، وقد سمعت مسند أبي يعلى من طريق ابن حمدان ، وطريق ابن المقرئ ، ولم أجد هذا الحديث فيه ، ورجاله من أبي يعلى إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم معروفون ثقات ، ولا أدري على من الحمل فيه أعلى المراغي؟

__________________

(١) كذا بالأصل.

(٢) كذا بالأصل.

(٣) كذا بالأصل.

٢١١

أم على ابن بلاغ؟ وغالب الظن أن الآفة من المراغي.

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم ، وأبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، قالا : أنا علي بن أحمد بن زهير ، نا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد ، نا أبو الحسن علي بن بلاغ ـ إمام مسجد الجامع بدمشق ـ أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن ... (١) التنوخي ، نا يونس بن عبد الأعلى ، نا أنس بن عياض ، نا الضحاك بن عثمان ، عن محمّد بن الأخنس ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة.

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من جعل قاضيا فقد ذبح بغير (٢) سكين» [٩١٦١].

كذا قال ، وإنما هو عثمان (٣) بن محمّد الأخنسي ، من ولد الأخنس بن شريق.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي ، وأبو الحسن الموازيني ، قالا : أنا أبو علي الأهوازي ـ قراءة عليه ـ نا عبد الوهّاب بن عبد الله بن عمر المرّي ، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن بلاغ المقرئ ، ومحمّد بن مسلم بن السمط ، قالا : نا أبو الدحداح أحمد بن محمّد التميمي ، نا عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعي ، نا الوليد بن المسلم ، نا الأوزاعي ، حدّثني عبد الرّحمن بن حرملة ، عن سعيد بن المسيّب.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم استوى على ناقة حمراء في غزوة تبوك ثم قال : «أيّها الناس الأيدي ثلاث : فيد الله العليا ، ويد المعطي الوسطى ، ويد المعطى أسفل ، أيها الناس تعففوا عن مسائل الناس ، ولو بحزم الحطب ، اللهم هل بلّغت ، اللهم اشهد» ـ ثلاثا ـ [٩١٦٢].

أخبرناه عاليا أبوا (٤) الحسن الفقيهان ، قالا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو الدحداح ، فذكر بإسناده مثله إلّا أنه قال : السفلى بدل أسفل.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني :

__________________

(١) غير واضحة بالأصل ونميل إلى قراءتها : «عريث».

(٢) رواه المزي من غير طريق في ترجمة عثمان بن محمد الأخنسي ١٢ / ٤٧٨.

(٣) يعني بدل قوله : «محمد بن الأخنس» وانظر ترجمة عثمان بن محمد الأخنسي في تهذيب الكمال ١٢ / ٤٧٧.

(٤) الأصل : «أبو».

٢١٢

مات أبو الحسن بن بلاغ إمام الجامع بدمشق يوم الاثنين لسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ، وصلّي عليه في الجامع بعد صلاة العصر ، رأيت ذلك في كتاب عتيق.

٥٠٦٤ ـ علي بن محمّد بن كنوس الكتامي

الصّقلّي (١) المطارحي المقرئ

قدم دمشق ، وذكر أنه سمع بالقيروان وبمكة وبغداد من أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن علي القزويني ، وأبي عبد الله محمّد بن إبراهيم بن أحمد القيسي ، وأبي إبراهيم إسماعيل بن يونس ... (٢) وغيرهم إجازة بني صابر بدمشق في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وأربعمائة.

٥٠٦٥ ـ علي بن محمّد بن مسلمة بن لجاج

أبو الحسن الأزدي

والد أبي علي الحسين بن علي.

سمع أبا محمّد بن أبي نصر.

وما أراه حدّث ، له ذكر.

بلغني أن أبا الحسن بن لجاج توفي ببعلبك في العشر الأخير من جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ، وورد الخبر بذلك إلى أهله.

٥٠٦٦ ـ علي بن محمّد بن معيوف

أبو الحسن المعيوفي

كان رجلا صالحا.

جاور بمكة ، وهو من أهل قرية عين ثرماء (٣).

__________________

(١) ضبطت بفتح الصاد والقاف ، عن الأنساب.

(٢) غير واضحة بالأصل وصورتها : «الحبرنى».

(٣) عين ثرماء : قرية في غوطة دمشق. (معجم البلدان).

٢١٣

حكى عن عمه أبي محمّد المعيوفي ، وعبد العزيز المطرّز ، وأبي الحسن المنبجي المقرئ.

حكى عنه : أبو أحمد بن بكر الطّبراني نزيل الأكواخ.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا سهل بن بشر ، نا محمّد بن إسماعيل بن القاسم بن الحسن الحداد ـ ببانياس ـ نا أبو علي محمّد بن الحسين بن أحمد بن بكر ، نا عمي عبد الله بن بكر ، حدّثني علي بن محمّد المعيوفي قال :

كان عبد العزيز المطرّز صاحب قلب طيّب لا يقدر أن يسمع شيئا إلّا وجد وجدا عظيما ، تعود (١) بركته على الحاضرين معه.

رأيت استجازة بخط أبي علي الأهوازي له ، ولرشإ بن نظيف ، وعلي وإبراهيم ابني محمّد بن الحنّائي من أبي الحسن المعيوفي ، هذا أجاز لهم بمكة سنة ست وتسعين وثلاثمائة كتاب أبي الحسن المنبجي أحمد بن الصقر في القراءات ، وذكر عبدان بن عمر المنبجي : أن أبا الحسن المنبجي لم يكمل قراءة هذا الكتاب لأحد إلّا أبي الحسن علي بن محمّد العين ثرمائي (٢).

٥٠٦٧ ـ علي بن محمّد بن أبي هشام

أبو الحسن الشاهد

من أهل بيت تقدم ، وثروة له ذكر.

٥٠٦٨ ـ علي بن محمّد بن وهب

أبو الحسن

سمع عبد الصّمد بن سعيد القاضي الحمصي (٣) بأطرابلس ، وبالبصرة : عبد العزيز بن يحيى.

__________________

(١) بالأصل : يعود.

(٢) ذكر في المختصر أنه مات بعد سنة ست وتسعين وثلاثمائة.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٦٦.

٢١٤

وحدّث بالرملة ، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر محمّد بن عبد الله بن يزداد بن علي بن عبد الله الرازي.

٥٠٦٩ ـ علي بن محمّد بن يحيى بن محمّد

ابن عبد الله بن محمّد بن زكريا

أبو القاسم السّلمي الحبيشي (١)

المعروف بالسّميساطي (٢)

صاحب دويدة (٣) الصوفية.

روى عنه أبيه ، وعبد الوهّاب بن الحسن ، وكان جده يحيى بن محمّد قد كتب الحديث عن عثمان بن محمّد بن علّان الذّهبي.

روى عنه أبو بكر الخطيب ، وعبد العزيز بن أحمد ، وأبو طالب أحمد بن محمّد الزّنجاني الصوفي ، وإبراهيم بن يونس المقدسي ، وأبو الحسن بن طاهر.

وحدّثنا عنه أبو القاسم النسيب ، وذكر أنه ثقة أمين ، وأبو الحسن بن قبيس ، وأبو القاسم أحمد بن المسلّم الهاشمي ، وأبو الحسن بن سعيد.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا أبو القاسم علي بن محمّد بن يحيى السّلمي السّميساطي ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي ، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن عبد الله بن عبد السّلام مكحول ، نا أبو الحسين أحمد بن سليمان الرّهاوي ، نا زيد بن الحباب ، نا حسين بن واقد ، حدّثني عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطبنا ، فأقبل الحسن والحسين ـ عليهما‌السلام ـ عليهما قميصان أحمران ، يمشيان ويعثران ويقومان ، فنزل فأخذهما فوضعهما بين يديه ثم قال :

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي سير أعلام النبلاء : «الحبشي» وفي معجم البلدان : المعروف بالجميش. ونقل عن ابن عساكر : الحبيش.

وفي لب اللباب : الحبشي وضبطت بفتح الحاء والباء نسبة إلى الحبشة.

(٢) انظر ترجمته في معجم البلدان (سميساط) ، والأنساب (السميساطي) ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٧١ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٧٠ والعبر ٣ / ٢٢٩ وشذرات الذهب ٣ / ٢٩١.

(٣) في المختصر : دويرة الصوفية.

٢١٥

«صدق الله ورسوله ، (إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ)(١) رأيت هذين فلم أصبر» [٩١٦٣].

ذكر أبو محمّد بن صابر ، عن أبي القاسم النسيب أنه سأل أبا القاسم السّميساطي عن مولده فقال : في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.

وذكر أبو المجد محمّد بن عبد الله بن أبي سراقة أنه سمع أبا محمّد بن الأكفاني يذكر أن مولد السّميساطي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة (٢).

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد ، أنا أبو بكر الخطيب قال :

علي بن محمّد بن يحيى أبو القاسم السّلمي الدمشقي المعروف بالسّميساطي ، سمع عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي ، كتبت عنه بدمشق.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر علي بن هبة الله قال (٣) :

أما السّميساطي بسينين مهملتين وبعد الميم ياء فهو : علي بن محمّد بن يحيى أبو القاسم السّميساطي الدمشقي ، سمع عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي ، وكان متقدّما في الهندسة وعلم الهيئة.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن طاهر ، حضرت يوما عند شيخنا في الحديث أبي القاسم علي بن محمّد السّميساطي ـ رحمه‌الله ـ وكان قد اطّلع على علوم الشريعة ، وعلى أقاويل الأوائل ، وإن كان ما علمناه غير قائل بشيء سوى الإسلام والسنّة ، وذكر عنه كلاما في التكذيب بأحكام المنجمين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني قال :

توفي أبو القاسم علي بن محمّد السّميساطي السلمي المعروف بالحبيشي يوم الخميس بعد صلاة العصر ، العاشر من شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة ، ودفن من الغد في داره باب الناطفانيين (٤) وكان قد وقفها على الفقراء

__________________

(١) سورة التغابن ، الآية : ١٥.

(٢) نقل الذهبي عن عبد العزيز الكتاني قوله : أنه ولد في رمضان سنة أربع وسبعين وثلاثمائة (سير أعلام النبلاء ١٨ / ٧٢).

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٥ / ١٤١ ـ ١٤٢.

(٤) تقرأ بالأصل : «الناطفبين» ، والمثبت عن معجم البلدان.

٢١٦

الصّوفية ، ووقف علوها على الجامع ، ووقف أكثر نعمته على وجوه البرّ ، وكان قد حدّث عن عبد الوهّاب بن الحسن بحديث ابن خريم عن هشام عن مالك وغيره ، وحدّث بالموطأ لابن وهب ، وابن القاسم ، وحدّث بشيء من حديث الأوزاعي ، جمع ابن جوصا وجد بلاغة فيه مع ابن الفرات ، وحدّث بغير ذلك عن عبد الوهّاب بن الحسن ، وحدّث عن والده بجزء ابن زيان وغير ذلك ـ زاد ابن الأكفاني : وكان يذكر أن مولده في شهر رمضان سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.

وذكر ابن الأكفاني في موضع آخر : أنه مات في ربيع الأوّل ، وذكر أبو محمّد بن صابر عن أبي القاسم النسيب العاشر من شهر ربيع الآخر ، وعن سهل بن بشر العاشر من شهر ربيع الأول (١).

قرأت بخط سهل فيما دفع إليّ ابنه طاهر بن سهل ، وقرأت بخط أبي القاسم بن صابر أنه توفي يوم الخميس الحادي والعشرين من محرم سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.

وهذا وهم واضح.

٥٠٧٠ ـ علي بن محمّد ـ أبو الغنائم ـ بن يحيى

ابن الحسين بن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين

ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي

أبو الحسن العلوي الحسني الكوفي

حدّث بدمشق عن الشريف أبي عبد الله محمّد بن علي بن الحسن العلوي.

كتب عنه نجاء بن أحمد.

قرأت [بخط](٢) أبي الحسن نجا بن أحمد وأخبرنيه أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها عنه ـ أنا الشريف الجليل أبو الحسن علي بن محمّد بن (٣) أبي الغنائم بن يحيى بن حمزة العلوي الحسيني أن الشريف السيّد أبا (٤) عبد الله محمّد بن علي بن

__________________

(١) انظر معجم البلدان (سميساط) ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٧٢.

(٢) زيادة منا للإيضاح.

(٣) كذا بالأصل هنا ، ومرّ في أول الترجمة : علي بن محمد أبو الغنائم بن يحيى ...

(٤) بالأصل : أبو.

٢١٧

الحسن بن عبد الرّحمن العلوي (١) في مسجده بالكوفة في شارع القلعة ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن الحسين بن التيملي ـ قراءة عليه ـ أنا أبو محمّد عبد الله بن زيدان البجلي (٢) ، نا سفيان بن وكيع ، نا جرير ، عن مغيرة ، عن الشعبي ، عن جابر بن عبد الله قال :

توفي أو استشهد عبد الله بن عمرو بن حرام وعليه دين ، فاستعنت برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، الحديث.

٥٠٧١ ـ علي بن محمّد بن يزيد العماني

سمع العبّاس بن الوليد بن مزيد (٣) ببيروت.

روى عنه : أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الجندي (٤).

قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، عن أبي القاسم بن أبي العلاء ، عن أبي القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى بن عروة بن الجرّاح ، نا علي بن محمّد بن يزيد العماني ـ بشاطئ عثمان (٥) بن أبي العاص ـ نا العباس بن الوليد بن مزيد (٦) ببيروت ، نا محمّد بن شعيب ، نا عبد الرّحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي ، أنه حدّثه عن مقاتل بن سليمان ، عن عبد الله بن دينار ، وأبي عبيدة عن أنس بن مالك.

أن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من قرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) مائة مرة في خلاء لا يخبر بها أحدا غفر الله له ذنوب خمسين سنة إلّا الدماء والأموال ، وبنى له بكل مرة قصرا في الجنّة ، طوله فرسخ وعرضه فرسخ ، ارتفاعه في السماء مائة ـ سقط كلمة (٧) ـ بعده بعد

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٣٦.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٣٦.

(٣) بالأصل : يزيد ، تصحيف.

(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٥٥.

(٥) كذا بالأصل : «شاطئ عثمان بن أبي العاص».

ورد في معجم البلدان ٣ / ٣١٠ شاطئ عثمان وشاطئ الوادي والنهر : ضفته وجانبه يراد به هاهنا شاطئ دجلة ، وهو بالبصرة ، كان عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه أخذ دار عثمان بن أبي العاص الثقفي بالمدينة وأضافها إلى الجامع وكتب بأن يعطى بالبصرة أرضا عوضا عنها فأعطي أرضه المردفة لشاطئ عثمان حيال الأبلّة.

(٦) بالأصل : يزيد ، تصحيف.

(٧) كذا بالأصل : «سقط كلمة».

٢١٨

أربعة آلاف مصراع من ذهب ، في كل مصراع سرير من ياقوت ، على كل سرير حجلة من حرير أخضر ، في كل حجلة زوجة من الحور العين ، بين يدي كل زوجة منهن تسعون (١) غلاما ، وتسعون خادما يضيء وجه أحدهم كضوء الشمس والقمر» ، قال أبو بكر : إذا نستكثر من السرر والأزواج والخدم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الله أكثر وأطيب ، الله أكثر وأطيب» [٩١٦٤].

٥٠٧٢ ـ علي بن محمّد المصري

قدم دمشق.

حكى عنه أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي المصري.

قرأت في كتاب أخبار أهل مصر جمع أبي عمر الكندي ، أخبرني علي بن محمّد المصري أنه رآه ـ يعني أبا محمّد عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر القاضي بدمشق وقد اجتاز ـ وهو قاض ـ بسوق الأساكفة ، فشغبوا عليه ، ودفعوا برءوس شفارهم على تخوتهم ، يقولون عن يمينه وشماله ، فذكر كلاما قبيحا وهو يسلّم عليهم يمينا وشمالا ويتطارش ، ويظهر أنهم يدعون له.

٥٠٧٣ ـ علي بن محمّد الحلبي الورّاق

سمع أبا سعيد عثمان بن أحمد الدّينوري ، وراق خيثمة ، وانتخب على خيثمة بدمشق.

روى عنه أبو الفتح محمّد بن الحسن بن محمّد بن أحمد بن روح المصري.

٥٠٧٤ ـ علي بن محمّد [الدمشقي](٢)

حكى عنه سليمان بن جعفر الطبري.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا علي بن سلمان أبو الحسن الشوكي ، أنا علي بن الحسن الجرّاحي (٤) ـ إملاء ـ نا الحسين بن محمّد

__________________

(١) في المختصر : سبعون غلاما.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) رواه في تاريخ بغداد ١١ / ٤٣٥ في ترجمة علي بن سلمان أبي الحسن الشوكي.

(٤) ترجمته في تاريخ بغداد ١١ / ٣٨٧.

٢١٩

البصري ، نا سليمان بن جعفر الطبري ، عن علي بن محمّد الدمشقي قال :

كان رجل يتبع (١) شيل القراطيس من الأرض فيقول : بسم الله إكراما لوجه الله عزوجل ، فوجد في قرطاس أبيض مكتوبا : وأنت أكرم الله وجهك.

قال الخطيب : كان هذا الشيخ قد سمع حديثا كثيرا ، وذهب كتابه وعلق بحفظه هذه الحكاية فلم يكن عنده عن الجرّاحي ولا عن غيره سواها.

٥٠٧٥ ـ علي بن محمّد

أبو الحسن ـ ويقال : أبو القاسم ـ الكوفي الحافظ

روى عن : أبي جعفر محمّد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل ، وأبي بكر محمّد بن عمران الهمداني ، وعلي بن محمّد بن أبي فروة الرّهاوي ، وأحمد بن عبد الله بن ... (٢).

روى عنه تمّام بن محمّد ، وكنّاه بالكنيتين جميعا.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد الكوفي الحافظ ، نا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي أحمد بن صالح ، حدّثني جدي أحمد بن حنبل ، نا روح ـ يعني ابن عبادة ـ نا مالك بن أنس ، عن سفيان الثوري ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن عائشة قالت : كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من إناء واحد.

٥٠٧٦ ـ علي بن محمّد

أبو الحسن التّهامي الشاعر (٣)

كان من أهل تهامة ، وخرج إلى الشام ، وقدم دمشق وامتدح بها الشريف أبا

__________________

(١) في تاريخ بغداد : يتتبع شيل القراطيس.

(٢) رسمها وإعجامها مضطربان وصورتها : «البيربى».

(٣) انظر أخباره في : وفيات الأعيان ٣ / ٣٧٨ البداية والنهاية ١٢ / ٢٥ ، تتمة يتيمة الدهر ١ / ٤٨ سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٨١ وفيها : علي بن محمد بن فهد والنجوم الزاهرة ٤ / ٣٦٣ والعبر للذهبي ٣ / ١٢٢ وشذرات الذهب ٣ / ٢٠٤.

٢٢٠