تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩١
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

وحدّث بها عن أحمد بن يحيى بن زكريا ، ويعقوب بن يوسف بن زياد الضّبّي ، والحسن ومحمّد ابني علي بن عفّان وإبراهيم بن أبي العنبس ، وسليمان بن الربيع النهدي ، ومحمّد بن عبيد بن عتبة الكندي ، والحسين بن الحكم الحبري ، وسوادة بن علي الأحمسي ، والحارث بن أبي أسامة ، وكان ثقة ، فاضلا ، عارفا بالفقه على مذهب أبي حنيفة ، يقرئ القرآن ، روى عنه الدارقطني ، وابن شاهين ، وعلي بن عمرو الحريري ، وابن الثّلّاج.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال :

سنة أربع وعشرين وثلاثمائة في المحرم توفي أبو القاسم علي بن محمّد النخعي ، ركب في سمارية (١) ببغداد فغرق في الماء.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا وأبو الحسن بن سعيد ، نا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا السمسار ، أنا الصفّار ، نا ابن قانع : أن أبا القاسم بن كاس الفقيه ، غرق يوم عاشوراء سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ، ومات من ذلك [اليوم](٣).

٥٠٢٥ ـ علي بن محمّد ، ويقال : ابن أحمد

ابن الحسن بن محمّد بن عبد العزيز

أبو الفتح البستي (٤)

شاعر ، سائر الشعر ، له أسلوب في التجنيس عجيب ، ربما أفضى به طلب التجنيس إلى التكلّف. وبست مدينة بالمشرق.

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي تاج العروس ـ بتحقيقنا ـ في مادة سمر : والسّميرية : ضرب من السفن ، وسمّر السفينة أيضا : أرسلها.

(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٧١.

(٣) الزيادة عن تاريخ بغداد.

(٤) انظر أخباره في وفيات الأعيان ٣ / ٣٧٦ ويتيمة الدهر ٤ / ٣٤٥ وما بعدها (طبعة بيروت) ، والمنتظم ٧ / ٧٢ (وفيات سنة ٣٦٣) ، والأنساب (البستي) ، والبداية والنهاية بتحقيقنا ١١ / ٣١٥ طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٤ ، شذرات الذهب ٣ / ١٥٩ سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٤٧ العبر للذهبي ٣ / ٧٥ ، ومعجم البلدان (بست). والبستي بضم الباء وسكون السين ، نسبة إلى بست ، بلدة من بلاد كابل بين هراة وغزنة (الأنساب).

١٦١

روى عنه بعض أشعاره الحاكم أبو عبد الله ، وأبو عثمان الصّابوني ، وأبو علي (١) الحسين بن علي بن محمّد البردعي ، وهو نسبه ، قيل : إنه قدم دمشق ومات بها.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال :

علي بن أحمد الأديب الكاتب النحرير أبو الفتح البستي ، وهو واحد عصره ، ذكر لي سماعه بتلك الديار من أصحاب علي بن عبد العزيز وأقرانه ، وأكثر عن أبي حاتم ـ يعني محمّد بن حبّان البستي ـ وأهل عصره ، ورد نيسابور غير مرة ، وأفاد حتى أقرّ له الجماعة بالفضل.

كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي يخبرني عن تذييله تاريخ نيسابور ، قال :

علي بن أحمد البستي ، أبو الفتح الكاتب الشاعر ، أوحد عصره في الفضل والافضال والمروءة ، طبقت بلاغته في النثر والنظم طبق الأرض ، وذاع ذكره في الآفاق ، وسار شعره في البلاد ، وطريقته في الحكمة معنى ، وفي التجنيس لفظا معجزة لا ينكرها أحد ، توفي بما وراء النهر سنة إحدى وأربعمائة.

أنشدني أبو غالب بن البنّا ، أنشدني أبي الفقيه أبو علي الحسن بن أحمد ، أنشدني أبو عمران موسى بن محمّد بن عمران الطولقي (٢) لنفسه في البستي :

إذا قيل : أيّ الأرض في الناس زينة؟

أجبنا ، وقلنا : أبهج الأرض بستها

فلو أنّني أدركت يوما عميدها

لزمت (٣) يد البستي دهري (٤) وبستها

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد الفقيه ، قال : سمعت الإمام أبا سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري يقول : سمعت أبا عبد الله

__________________

(١) أقحم بعدها : «بن» بالأصل.

(٢) البيتان في معجم البلدان «بست» نسبهما إلى عمران بن موسى بن محمد بن عمران الطولقي.

(٣) الأصل : لزقت ، والمثبت عن معجم البلدان.

(٤) في معجم البلدان : دهرا.

١٦٢

محمّد بن عبد الله الكرماني من لفظه يقول : سمعت أبا الفتح الكاتب البستي يقول :

بالممالحة تتم المصالحة.

قال : وسمعته (١) يقول : الانقباض طليعة الإعراض.

قال : وسمعته يقول : إذا صح الاعتقاد بطل الانتقاد.

سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن الحسن بن أحمد البروجردي يقول : سمعت الفقيه أبا نصر عبد الله بن الحسين الأنصاري يقول : سمعت أبا عثمان الصّابوني يقول : سمعت أبا الفتح البستي يقول : المزح في الكلام كالملح في الطعام.

أنشدنا أبو حفص عمر بن علي بن أحمد النّوقاني الفاضلي ، أنشدنا الإمام أبو سعد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن ، أنشدنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكرماني ، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه :

الناس أكثرهم إذا فتّشتهم

بعداء عن سنن التقيّة والهدى

فاحذرهم ما استطعت إنّ وراءهم

شرّا أحد من الأسنّة والمدى

وإذا سلمت على امرئ فاشكر له

ما كفّ عنك من الأذى فهو الندى

قال : وأنشدنا أبو عبد الله الكرماني ، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه :

إذا لم يفتني عقل ودين

وصحة جسم وأمن وقوت

فلا خلق أسوأ منّي اختيارا

إذا ما أنسيت (٢) لحظّ يفوت

أنشدنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد الخطيب ، أنشدنا الفقيه أبو نصر عبد الله بن أبي أحمد الحسين بن محمّد بن هارون الورّاق ـ بنيسابور ـ أنشدنا الشيخ الأستاذ شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني ، أنشدني أبو الفتح البستي لنفسه :

أعلّل بالمنى نفسي لعلّ (٣)

أروّح بالأماني الهمّ عنّي

__________________

(١) قسم من اللفظة مطموس بالأصل.

(٢) كذا ، وفي المختصر : أسيت.

(٣) كذا بالأصل ، وفي المختصر : لعلي.

١٦٣

وأعلم أنّ وصلك لا يرجّى

ولكن لا أقلّ من التّمنّي

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي ، أنشدنا الشيخ الإمام أبو الفضل محمّد بن علي السّهلكي ـ ببسطام ـ أنشدنا الفقيه أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكرماني في مجلس الإمام أبي عبد الرّحمن النيلي ، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه :

يا من له في كلّ شيء رغبة

وعلى هواه كلّ شيء شاهد

إن كنت تعلم أنّ قلبك واحد

فليكفه أبدا حبيب واحد

أنشدنا أبو شجاع ناصر بن محمّد بن أحمد بن محمّد النّوقاني الفاضلي (١) ـ بنوقان ـ أنشدنا أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن ـ بنيسابور ـ أنشدنا الشيخ أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكرماني ، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه :

توقّ معاداة الرّجال فإنها

مكدّرة للصّفو من كلّ مشرب

ولا تستثر حربا (٢) وإن كنت واثقا

بشدّة ركن أو بقوّة منكب

فلن يشرب السمّ الزّعاف أخو حجى

مدلا بترياق لديه مجرّب

أنشدنا أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الفاضلي (٣) ، أنشدنا أبو سعيد القشيري ، أنشدنا الشيخ أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكرماني ، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه :

يا من يسرح قوله متعسفا

من غير تمييز ولا تحصين

قل ما تشاء فإنّما تملي على ملك

لذا ملك السماء مكين

قال : وأنشدنا أبو الفتح لنفسه :

تقنّع بالقناعة فهو أولى

بوجه المرء من ذلّ القنوع

ومن ماء وجهك لا ترقه

ولا تبذ له للنّذل المنوع

فأهون من سؤال الحر تدلا

ممات الحرّ من جوع ونوع

قال : وأنشدنا أبو الفتح لنفسه :

__________________

(١) قارن مع مشيخة ابن عساكر ٢٣٠ / أ.

(٢) كذا بالأصل وفي المختصر : حزنا.

(٣) قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٥٦ / أ.

١٦٤

يا من تكبّر عين ساعده

إقباله بزخارف النّعم

مهلا فقد أوجدت من عدم

وتصير عن كثب إلى عدم

قال : وأنشدنا أبو الفتح لنفسه :

سرورك بالدنيا غرور فلا تكن

بدنياك مسرورا فتصبح مغرورا

ولا تأمن الأحداث واخش بياتها

فكم نسفت دورا وكم كشفت (١) نورا

وأخسر أهل الأرض من عاش غافلا

فلم يحيي مشكورا ولم يفن معذورا

أنشدنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد ، أنشدنا أبو سعيد عبد الواحد بن القشيري ، أنشدنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم ، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه (٢) :

إذا ما اصطنعت (٣) امرأ فليكن

شريف النّجاز زكي النّسب

فنذل الرّجال كنذل النّبات

فلا للثمار ولا للحطب

قال : وأنشدنا أبو الفتح لنفسه :

يا من يؤمّل أن يفوز بصاحب

متناسب الإعلان والإضمار

يرعى الزمان فلا يخون ولا

يرى ما عاش إلّا راعيا لذمار

هيهات لست بواجد رطبا

بلا شوك ولا خمرا بغير خمار

قال : وأنشدنا لنفسه :

أخ لي جرّبته برهة

فندّمني طول تجريبه

وهل كان بريح (٤) تجري به

وفلك التّكبّر تجري به

قال : وأنشدنا لنفسه (٥) :

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي المختصر : كسفت نورا.

(٢) البيتان في يتيمة الدهر ٤ / ٣٧٩.

(٣) في اليتيمة : اصطفيت.

(٤) كذا في الأصل :

وهل كان بريح تجري به

وفي المختصر :

وهل كان يربح تجريبه

(٥) البيتان في يتيمة الدهر ٤ / ٣٧٨ ـ ٣٧٩.

١٦٥

من شاء عيشا رخيصا (١) يستفيد به

في دينه ثم في دنياه اقبالا

فلينظرن إلى ما (٢) فوقه أدبا

ولينظرنّ إلى من دونه مالا

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ عن أبي القاسم سعيد بن محمّد بن الحسن المروروذي الادريعي ، أنشدنا أبو عبد الله محمّد بن عبدان السّيرجاني ، أنشدنا أبو الفتح الكاتب لنفسه :

إذا أحببت أن تبقى

مصون الجاه والقدر

وأن تأمن ما في الناس

من مكر ومن غدر

فلا تحرص على مال

ولا تطمح إلى الصدر

وأكثر قول لا أدري

وإن كنت امرأ تدري

أخبرنا أبو محمّد ـ شفاها ـ أيضا أنا أبو بكر الخطيب. إجازة. وأظنه قد سمعه منه ، أنشدني أبو رجاء هبة الله بن محمّد بن محمّد علي الشيرازي ، أنشدني علي الداوري لأبي الفتح البستي :

تنازع الناس في الصوفي واختلفوا

قدما وظنوه مشتقّا من الصوف

ولست أبخل هذا الاسم غير فيّ

صافي فصوفي حتى لقب الصوفي

أنشدنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمّد بن عبد الله ، نا أبو بكر بن خلف ، أنشدنا الشيخ أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي ، أنشدنا أبو سعيد (٣) عبد الصمد البستي ، أنشدنا أبو الفتح البستي (٤) :

عفاء على هذا الزمان فإنه

زمان عقوق لا زمان حقوق

وكلّ رقيق فيه غير موافق

وكل صديق فيه غير صدوق

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو عثمان الصابوني سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ، قال : قرأت على أبي الفتح علي بن محمّد البستي ـ رحمه‌الله ـ في جملة ما قرأته عليه من أشعاره وأذن لي في إنشاده عنه :

__________________

(١) في يتيمة الدهر : رخيّا.

(٢) في اليتيمة : من فوقه.

(٣) أقحم بعدها : عن.

(٤) البيتان في يتيمة الدهر ٤ / ٣٦٩.

١٦٦

زيادة المرء في دنياه نقصان

وربحه غير محض الخير خسران

وكلّ وجدان حظّ لا ثبات له

فإنّ معناه في التحقيق فقدان

يا عامرا لخراب الدار مجتهدا

بالله هل لخراب العمر عمران

ويا حريصا على الأموال تجمعها

أقصر فإنّ سرور المال أحزان

دع الفؤاد عن الدنيا وزخرفها

فصفوها كدر والوصل هجران

ولا تكن عجلا في الأمر تطلبه

فليس يحمد قبل النصح بحران

كفى من العيش ما قد سدّ من عوز

وفيه للمرء وتمان (١) وغنيان

وذو القناعة راض من معيشته

وصاحب الحرص إن أثرى مغضبان

سعيد (٢) القشيري. أنشدنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكرماني ، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه (٣) :

يا من يرجّى أن يعيش مسلّما

جذلان لا يدهى بخطب يحزن

ليس الأمان من الزمان بممكن

ومن المحال وجود ما لا يمكن

معنى الزمان (٤) على الحقيقة كاسمه

فعلام ترجو أنّه لا يزمن (٥)

أنشدنا أبو حفص عمر بن علي بن أحمد القاضي ، أنشدنا أبو سعيد القشيري ، أنشدنا أبو عبد الله الكرماني ، أنشدنا أبو الفتح لنفسه :

أكثر الناس إذا

جرّبت جهّال وهوج

فاعتصم الله برشد

ودع الناس تموج

قال : وأنشدنا أبو الفتح لنفسه :

أعنف أقواما بلومي ولا أرى

ملامي وتعنيفي يحررهم غيا

وذاك لأن الجهل والموت واحد

ولن يعلم الإنسان ما لم يكن حيا

قال : وأنشدنا أبو الفتح أيضا :

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل.

(٢) كذا بالأصل ويبدو أن ثمة سقط في الكلام أخل بالسند ، وكتب على هامش الأصل : «كذا».

(٣) الأبيات في يتيمة الدهر ٤ / ٣٨٢.

(٤) في اليتيمة : معنى للزمان.

(٥) تقرأ بالأصل : «نرمن» والمثبت عن اليتيمة ، ويزمن : أي يمرض.

١٦٧

إن كنت ترغب في السعادة

والإحاطة بالحقائق

وتريد أن تقضي إلى

سعد الفضا من المضائق

فأرح فؤادك من مطالعة

العلائق والعوائق

وافزع إلى الله الكريم

ودع مواصلة الخلائق

إنّ السعيد هو الغني

عن العوائق والعلائق

أنشدنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد المحتاجي الخطيب (١) ، أنشدنا أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري ـ إملاء بنيسابور. أنشدنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكرماني ، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه :

إذا لم يكن للمرء نفس كريمة

تهشّ إذا أوحت إليه النصائح

فلا تطمع في رشده وصلاحه

وإن صاح يوما بالنصائح ناصح

أخبرنا أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد بن الحسين الشّيروي في كتابه ، وأخبرنا أبو سعد بن السّمعاني عنه ، أنشدنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني ، أنشدني أبو الفتح البستي لنفسه :

أبا الفتح لو ناصحت نفسك لم

تسمع بمنتظر من بعد ما هو محتضر

نصحت الورى فانصح لنفسك ساعة

مضى أمس فاسمع اليوم إن غدا غدر

أنشدنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد ، أنشدنا أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم ، أنشدنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكرماني ، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه :

إذا كنت ذا عقل صحيح فلا تكن

عشيرك إلّا كلّ من كان ذا عقل

فذو الجهل إن عاشرته أو صاحبته

يصدك عن عقل ويغريك بالجهل

قال : وأنشدنا أبو الفتح لنفسه :

إذا شئت أن يصطاد حبّ أخي لب

وتملك منه حورة القلب والخلب

فاشركه في الخير الذي قد رزقته

وحصّله بالإحسان في شرك الحبّ

ألم تر طير الجو يهوي ... (٢)

لحب كقطر من ذرى الجو منصب

__________________

(١) قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٦٩ / أ.

(٢) غير واضحة ورسمها : متمة.

١٦٨

كذلك لا يصطاد ذو الرأي

والحجا محبات حيات القلوب بلا حبّ

قال : وأنشدنا أبو الفتح لنفسه :

بنيت القصور رجاء الخلود

وأنسيت هدم الزّمان المعير

ومن قصر الرأي أن الفتى

يشيّد القصور لعمر قصير

قال : وأنشدنا أبو الفتح لنفسه :

ومن الدليل على انتكاس أمورنا

في هذه الدنيا لمن يتأمل

إنّ الأجنّة في الولاد رءوسهم

تهوي إلى سفل وتعلو الأرجل

كتب إليّ أبو بكر الشّيروي ، وأخبرني أبو بكر محمّد بن عبد الله العامري عنه ، أنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكرماني ، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه (١) :

نصحتك حامل الاخوان طرّا

على عذب سقوه أو أجاج

ولا ترج الصّفاء بغير مذق

ولا يخلو السراج من السّناج (٢)

قال : وأنشدنا أبو الفتح لنفسه :

تجلد واصطبر إن ناب دهر

بمكروه يضيق له الصّدور

فإنّ الدّهر عسر ثم يسر

ومن بعد الدّجى صبح ونور

ولو لا الداء لم يحمد شفاء

ولو لا الحزن لم يعشق سرور

قال : وأنشدنا أبو الفتح لنفسه :

كم نعمة لله سبحانه

في نفس يصعد أو ينحدر

لو عدم اللطف بها ساعة

لعاد صفو العيش منه كدر

والمرء مثل النّجم بيّناه

في آفاقه يشرق إذ ينكدر

فقل لمن غرّته أيامه

وغشّه عقل ورأي سدر

لا تأمن الأيام وانظر إلى

ما حلّ بالمنصور والمقتدر

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس ، وأبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي ،

__________________

(١) البيتان في يتيمة الدهر ٤ / ٣٨٠.

(٢) المذق : المزج ، والسناج : أثر دخان السراج في الحائط.

١٦٩

وأبو الحسن بن مرزوق ، قالوا : أنشدنا أبو بكر الخطيب ، أنشدني أبو الحسن علي بن طاهر بن إبراهيم الخبّاز لأبي الفتح البستي :

أفدي الذي نادمني ليلة

راحا وقد صبّت أباريقه

سألت وردا فأبى خده

ورمت راحا فأبى ريقه

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، وحدّثنا أبو الحسين أحمد بن حمزة عنه ، أنشدنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصّقر (١) ، أنشدنا أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصّمد بن محمّد الطّبري ، أنشدنا أبو الحسن علي بن عبد الله الرازي المستملي ، أنشدني أبو يحيى زيد بن بدر البلخي ، أنشدني أبو الفتح علي بن محمّد البستي :

كتبت فلم تجبني عن كتابي

فأهلني لتسريح الجواب

ترحني بالإجابة عن هموم

أحاطت من تباريح الجوابي

قال : وأنشدنا أبو الفتح لنفسه (٢) :

دعوني ونفسي (٣) في عفافي فإنّني

جعلت عفافي في حياتي ديدني

وأعظم من قطع اليدين على الفتى

صنيعة برّ نالها من يدي دني

كتب إليّ أبو بكر الشيروي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن عبدان ، أنشدنا أبو الفتح البستي لنفسه :

ما أجهل الإنسان بالدنيا وأعجب أمره

أضحى يشيد قصره والموت يهدم عمره

قال لي الشريف أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري ، ونقلته من خطه ، ذكر أبو محمّد الحسن بن علي البرمكي.

أن أبا الفتح البستي الشاعر كانت له رئاسة وصحبة للسلطان ، ثم طالت بعد ذلك عطلته ، وخانه دهره ، وخرج هاربا حتى صار بدمشق ، فتوفي بها مستترا.

__________________

(١) تقرأ بالأصل : الصفر ، تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٧٨.

(٢) البيتان في المنتظم لابن الجوزي ١٤ / ٢٣٢ (وفيات سنة ٣٦٣) طبعة بيروت.

(٣) في المنتظم : وسمتي.

١٧٠

أنبأنا أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله قال :

توفي أبو الفتح رحمه‌الله ببخارى سنة إحدى وأربعمائة ، وهذا أشبه بالصواب من قول انه مات بدمشق ، والله أعلم.

٥٠٢٦ ـ علي بن محمّد بن الحسن

أبو الحسن الفارسي

سمع بدمشق عبد الدائم بن الحسن.

روى عنه عمر بن عبد الكريم الدّهستاني.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الدّهستاني (١) ، نا عمر بن عبد الكريم الدّهستاني (٢) ، أنا علي بن محمّد بن الحسن الفارسي أبو الحسن ـ بالجحفة وطنه (٣) بمنزل بين حورا وأيلة ـ أنا أبو القاسم بن أبي الحسن الحوراني بدمشق ، نا أبو الحسين الكلابي ، نا محمّد بن خريم (٤) ، نا هشام بن عمّار ، نا مالك ، عن الزهري ، عن أنس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل مكّة وعلى رأسه المغفر.

أخبرناه عاليا أبو سهل بن سعدوية ، أنا عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن ، نا أبو الحسين الكلابي ، فذكره.

وهذا الحديث لم يسمعه عبد الدائم بن الكلابي وإنّما له إجازة منه.

٥٠٢٧ ـ علي بن محمّد بن الحسن بن الشام الأطرابلسي

حدّث بدمشق في ذي القعدة سنة تسع وخمسمائة.

سمع منه قريبه أبو القاسم علي بن محمّد بن عبد الصّمد بن الشام.

__________________

(١) قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٥٦ / ب.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣١٧.

(٣) كذا بالأصل : «بالحجعة وطنه بمنزل بين حورا وأيلة».

ولم أهتد إلى ما يريد ، راجع معجم البلدان : «الجحفة» أو «حوراء» أو «حوران» وأيلة.

(٤) الأصل : خزيم ، تصحيف ، والصواب ما أثبت : «خريم» مرّ التعريف به.

١٧١

٥٠٢٨ ـ علي بن محمّد بن حفص بن عمر بن رستم

أبو الحسن الفارسي البعلبكي الإمام

حدّث عن أبي عمرو موسى بن عيسى بن المنذر ، والحسين بن السّميدع ، والعبّاس بن الوليد بن مزيد ، وأبي علي الحسن بن سعيد بن مرزوق بن عبد الله.

روى عنه : أبو محمّد عبد الله بن عبد الغفّار بن ذكوان البعلبكّي ، وسليمان بن أحمد الطّبراني.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد الله بن الحسن ، أنا جدي أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو طاهر الحسين بن محمّد بن الحسين بن عامر المقرئ إمام جامع دمشق (١) ، نا القاضي أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عبد الغفّار المعروف بابن ذكوان ، نا علي بن محمّد بن حفص ، حدّثني العبّاس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي ، نا الأوزاعي قال :

أنبئت أن سعيد بن المسيّب لقي أبا هريرة ، فقال أبو هريرة : أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة ، وذكر الحديث بطوله لم يزد عليه.

أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة (٢) ، أنا سليمان بن أحمد ، نا علي بن محمّد بن حفص الفارسي بمدينة بعلبك ، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد ، حدّثني أبي ، نا الأوزاعي ، عن عبد الواحد بن قيس ، عن نافع ، عن ابن (٣) عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «كل مسكر خمر وكل مسكر حرام».

قال الطبراني : لم يروه عن الأوزاعي إلّا الوليد.

٥٠٢٩ ـ علي بن محمّد بن خلف بن موسى

أبو الحسن البغدادي الفقيه الشافعي الفرائضي

سكن نيسابور.

__________________

(١) تقدمت ترجمته في كتابنا : تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ٣٠٩ رقم ١٦٠٢.

(٢) بالأصل : «ابن ريده» تصحيف ، والصواب ما أثبت وضبط ، وقد مرّ التعريف به.

(٣) بالأصل : «أبي عمر» تصحيف.

١٧٢

وكان قد سمع بدمشق جعفر بن أحمد بن عاصم بن الرّوّاس ، وأبا بكر يوسف بن القاسم الميانجي ، وببغداد : أبا بكر محمّد بن إبراهيم الشافعي ، وأبا محمّد بن ماسي (١) ، وأبا الحسن علي بن محمّد بن لؤلؤ ، وعلي بن الحسن الجرّاحي ، وأبا الحسين بن المظفر ، وأبا بكر أحمد بن يوسف بن خلّاد النّصيبي (٢) ، ومخلد بن جعفر الباقرحي (٣) ، وأبا الفتح محمّد بن الحسين الأزدي الموصلي (٤) ، وبكّار بن أحمد بن بكّار المقرئ ، وبغيرها : أبا بكر أحمد بن إسحاق بن السّنّي الدّينوري ، ومحمّد بن أبي الخطّاب الحمصي.

روى عنه : أبو عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي رئيس أصبهان.

ولم يذكره الخطيب في تاريخ بغداد.

أخبرنا أبو القاسم يقيمان (٥) بن محمّد بن الفضل الشاهد ، وأبو سعيد شيبان بن عبد الله بن شيبان المؤدب (٦) ، وأبو الفتوح بندار (٧) بن غانم بن محمّد المعروف بهمرجي بأصبهان قالوا : أنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن محمود (٨) الثقفي ، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن خلف بن موسى البغدادي ـ بنيسابور ـ أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم النيسابوري ، حدّثني موسى بن سهل الوشّاء ، نا إسحاق الأزرق ، نا عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر.

أنه كان يجمع بين المغرب والعشاء ، يجمع إذا غاب الشفق ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يجمع بينهما إذا جدّ به السير [٩١٤٠].

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل في تذييله تاريخ نيسابور ، قال :

__________________

(١) هو عبد الله بن إبراهيم بن أيوب ، أبو محمد بن ماسي البغدادي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٥٢.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٦٩.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٥٤.

(٤) هو محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله ، أبو الفتح الأزدي الموصلي ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٤٧.

(٥) كذا رسمها بالأصل ، وفوقها ضبة. والذي في مشيخة ابن عساكر ٣٤ / ب «بيتمان».

(٦) قارن مع مشيخة ابن عساكر ٨٠ / أ.

(٧) قارن مع مشيخة ابن عساكر ٣٤ / أ.

(٨) في مشيخة ابن عساكر ٣٤ / أوب : أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد المحمودي.

١٧٣

علي بن محمّد بن خلف بن موسى البغدادي ، أبو الحسن الفقيه الفرائضي من فقهاء أصحاب الشافعي ووجوه الناظرين ، حسن اللسان ، جيد النظر ، قدم نيسابور سنة ثمان وأربعمائة ، وحدّث عن أبي بكر الشافعي [و](١) بكار بن أحمد بن بكار المقرئ ، وأبي محمّد بن ماسي ، وأبي الحسن الجرّاحي ، وأبي الحسن بن لؤلؤ (٢) ، وأبي الحسين بن المظفر ، ومخلد الباقر حي وطبقتهم ، وأبي بكر بن خلّاد ، وأبي الفتح الأزدي الحافظ ، وأبي بكر السّنّي (٣) ، وجعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي ، وأبي بكر يوسف بن القاسم القاضي ، ومحمّد بن أبي الخطاب الحمصي وطبقتهم من أهل الشام.

٥٠٣٠ ـ علي بن محمّد بن دنهش

أبو الحسن

أصلهم من أهل الكتاب ، أسلموا على يد الوليد بن عبد الملك.

حدّث عن أبي الجهم بن طلّاب.

روى عنه : أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطّيّان.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، وأبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم ، قالا : أنا علي بن أحمد بن زهير التميمي ، نا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن سعيد بن القاسم الغسّاني ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن دنهش بدمشق ، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلّاب ، نا هشام بن عمّار ، نا عمرو بن واقد ، نا يونس بن حلبس ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي ذرّ الغفاري ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«ليس الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ، ولكن الزهادة في الدنيا ألّا تكون (٤) بما في يديك أوثق منك ما بيد الله عزوجل ، وأن تكون (٥) في ثواب المصيبة إذا أصبت بها أرغب منك فيها لو أنها بقيت لك» [٩١٤١].

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) بالأصل : «الولو».

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٥٥ وسماه : أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم.

(٤) الأصل : يكن ، والمثبت عن المختصر.

(٥) الأصل : يكون.

١٧٤

٥٠٣١ ـ علي بن محمّد بن راهوية

أبو الحسن القاضي

حدّث بأطرابلس ، عن أبي بكر بن دريد.

روى عنه : أبو القاسم عبيد الله بن القاسم المراغي.

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن أحمد الصوري ، أخبرتنا العالمة أم العز فاطمة بنت القاضي أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن أحمد القزويني ـ بقراءتي عليها بصور ـ قالت : نا أبو الحسين أحمد بن علي الجوهري الموصلي بأطرابلس ، نا أبو الحسن عبيد الله بن القاسم المراغي ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن راهوية القاضي بطرابلس ، نا أبو بكر بن دريد ، نا الحسن بن الخضر ، نا الحجّاج بن نصير ، نا صالح المرّي ، عن مالك بن دينار ، عن الأحنف بن (١) قيس قال :

قال عمر بن الخطّاب : يا أحنف من كثر ضحكه قلّت هيبته ، ومن مزح استخفّ به ، ومن أكثر من شيء عرف به ، ومن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه قلّ حياؤه ، ومن قلّ حياؤه قلّ ورعه ، ومن قلّ ورعه مات قلبه.

٥٠٣٢ ـ علي بن محمّد بن أبي سليمان أيوب بن حجر

أبو الطّيّب الرّقّي ثم الصّوري

سمع أباه محمّد بن أبي سليمان ، وأبا القاسم يزيد بن محمّد بصور ، وأبا الجماهر محمّد بن عثمان بدمشق ، وأحمد بن محمّد بن يزيد بن أبي الخناجر (٢) ـ بأطرابلس ـ وأبا عبد الله محمّد بن محمّد بن مصعب الصّوري ، وإبراهيم بن معاوية القيسراني ، والمؤمّل بن إهاب ، وأحمد بن شيبان الرّملي ، وإسماعيل بن حمدوية البيكندي ، ويونس بن عبد الأعلى ، وأبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس ، وأبا عتبة الحجازي ، وأبا جعفر محمّد بن علي بن راشد الطبري ، والحسن بن جرير ، وأبا هاشم خالد بن يزيد الإمام ، وأبا غسّان مالك بن يحيى الهمداني (٣) ، وأبا بكرة

__________________

(١) بالأصل : «عن» تصحيف.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٤٠.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٢.

١٧٥

بكّار بن قتيبة (١) ، وإبراهيم بن مرزوق ، والربيع بن سليمان المؤذن ، وأبا جعفر محمّد بن عوف الطائي ، وأبا جعفر محمّد بن الوليد بن أبان البغدادي ، وبحر بن نصر ، ومحمّد بن عبد الله بن عبد الحكم ، وأحمد بن عيسى الخشّاب ، وجماعة سواهم.

روى عنه : أبو حفص بن شاهين ، وأبو بكر بن شاذان ، وأبو عمرو أحمد بن محمّد بن مزاحم الصّوري ، وعبد الله بن علي بن أبي العجائز الأزدي ، وأبو الحسين بن جميع ، وأبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي ، وأبو محمّد عبد الله بن محمّد بن أيوب القطان الحافظ ، وأبو العبّاس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي ، وأبو طالب علي بن الحسن بن إبراهيم الحمصي المعروف بالقسل (٢) ، وأبو الحسن الرازي ،.

وكان ثقة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، قالا : أنا أبو نصر بن طلّاب ، أنا أبو الحسين بن جميع ، نا علي بن محمّد الصّوري ـ بصور ـ أنا أحمد بن عيسى الخشّاب ، نا عمرو بن أبي سلمة ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن سعيد ، عن القاسم ، عن عائشة قالت : كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : سألت أبا الطيّب علي بن محمّد بن أبي سليمان الصّوري متى ولدت؟ فقال : ولدت في أوّل سنة أربعين ومائتين.

٥٠٣٣ ـ علي بن محمّد بن سلامة بن الخضر

أبو الحسن بن البالسي

بلغني أنه ولد بالعراق لاثني (٣) عشر يوما من رمضان سنة إحدى وخمسين

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٩٩.

(٢) كذا رسمها بالأصل.

(٣) بالأصل : لاثنتي.

١٧٦

وأربعمائة ، وانتقل إلى دمشق وهو صغير ، ونشأ بها ، وأقام بها إلى أن مات.

حدّث عن أبي البركات بن طاوس.

سمع منه بعض أصحابنا ، ولم أسمع منه شيئا.

ومات سابع شوال سنة أربعين وخمسمائة ، ودفن بمقبرة الكهف.

٥٠٣٤ ـ علي بن محمّد بن شيبان

أبو الحسن الحبراني (١)

سمع بدمشق : أبا بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة ، وأبا علي الحسن بن حبيب ، والحسن بن أحمد بن غطفان الفزاري ، وأبا القاسم بن [أبي](٢) العقب ، ومحمّد بن العبّاس بن يونس بن زلزل ، وإبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان ، ومحمّد بن جعفر الخرائطي ، وبتنيس : علي بن جعفر بن مسافر ، وبفلسطين : محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني.

روى عنه : أبو صالح محمّد بن أبي عدي بن الفضل السمرقندي نزيل مصر.

٥٠٣٥ ـ علي بن محمّد بن صافي بن شجاع بن محمّد بن هارون

أبو الحسن الرّبعي المعروف بابن أبي الهول (٣)

حدّث عن عبد الوهّاب الكلابي ، وتمّام بن محمّد ، وأبي الفرج الهيثم بن أحمد الإمام ، وأبي الفتح محمّد بن إبراهيم بن يزيد البصري الجحدري ، وأبي محمّد عبد الواحد بن أحمد بن محمّد الهمداني ، وأبي بكر محمّد بن عبيد الله بن إسحاق بن جابر التّنّيسي ، وعبد الوهّاب الميداني ، وأبي نصر بن الجبّان ، وعلي بن بشرى ، وأبي بكر بن أبي الحديد ، وعبد الوهّاب بن عمر بن نصر ، وأبي محمّد بن أبي نصر ، وأبي الحسن محمّد بن علي بن صخر ، وأبي العبّاس أحمد بن محمّد بن

__________________

(١) الحبراني بضم الحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة والراء المهملة ، هذه النسبة إلى حبران (انظر الأنساب).

(٢) سقطت من الأصل ، وقد وضع بعد «بن» ضبة ، كأنها إشارة إلى اضطراب الاسم.

(٣) ترجمته في ميزان الاعتدال ٣ / ١٥٥.

١٧٧

زكريا النّسوي ، وأبي ذرّ الهروي ، وأبي محمّد الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فراس ، وأبي الحسن علي بن طاهر القرشي ، وأبي أحمد عبد الله بن بكر الطّبراني الزاهد ، وأبي علي أحمد بن عمر بن محمّد بن خرّشيد قوله ، وأبي الحسن بن جهضم ، وصدقة بن محمّد بن أحمد بن الدّلم ، وأبي الحسن علي بن عبد الغالب الضرّاب ، وأبي عبد الله الحسين بن علي بن محمّد الصّيمري ، وفاتك بن عبد الله المراحمي (١) ، وعبد الوهّاب بن علي المالكي القاضي ، وأبي بكر عبد الله بن الحسين بن عفان ، وأبي نصر عبيد الله بن سعيد الوائلي ، وعبد العزيز بن بندار ، وأبي القاسم بن الطّبيز ، وأبي عثمان الصّابوني ، وأبي بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطّان ، ومنصور بن رامش ، وعبد العزيز بن علي الشهرزوري.

روى عنه عبد العزيز الكتاني ، وأبو سعيد إسماعيل بن علي الرازي ، ونجا بن أحمد ، وسهل بن بشر ، وعلي بن أحمد بن زهير المالكي ، وأبو طاهر بن الحنّائي.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن الحنّائي.

وأخبرنا أبو المكارم الأزدي عنه ، أنا جدّي لأمي أبو محمّد عبد الله بن الحسين بن عبدان ، وأبو الحسن علي بن محمّد بن صافي الرّبعي ، وأبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات ، قالوا : أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي ، نا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا ، نا يونس بن عبد الأعلى ، أنا عبد الله بن وهب أن مالكا أخبره (٢).

ح قال : ونا عيسى بن إبراهيم ، أنا ابن القاسم ، حدّثني مالك.

عن نافع ، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«إنّما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة ، إن عاهد عليها أمسكها ، وإن أطلقت ذهبت» [٩١٤٢].

أخبرناه عاليا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد السّلمي السّميساطي ، أنا عبد الوهّاب فذكره.

__________________

(١) كذا بالأصل بإهمال الراء.

(٢) كذا.

١٧٨

أنبأنا أبو محمّد بن صابر قال : قال أبو القاسم علي بن إبراهيم :

توفي أبو الحسن ابن محمّد بن شجاع بن أبي الهول في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وأربعمائة بدمشق ، كذّاب جاءني بكتاب هواتف (١) الجنّ ، قد ألصق عليه وسماعه من الورقة الملصقة فلم أسمعه.

قال : وحكى ابن صابر عن ابن الأكفاني : أنه وجد له مثل ذلك في كتاب الأسماء والكنى لمسلم ، وكأنه كذّبه فيه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني قال :

سنة أربع وأربعين وأربعمائة فيها توفي أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الرّبعي المعروف بابن (٢) الهول ليلة الخميس لسبع خلون من ذي القعدة ، حدّث عن عبد الوهّاب بن الحسن وغيره.

وذكر أبو عبد الله بن قبيس : أنه مات سنة ثلاث وأربعين.

٥٠٣٦ ـ علي بن محمّد بن طغج بن جفّ المعروف بابن الإخشيد

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق قال : مات علي بن الإخشيد (٣) بطرسوس يوم الخميس لتسع بقين من ذي القعدة سنة ست وثمانين ومائتين.

٥٠٣٧ ـ علي بن محمّد بن طوق بن عبد الله

أبو الحسن بن الفاخوري

المعروف بالطّبراني (٤)

روى عن أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي (٥) ، وأبي سليمان محمّد بن عبد الله بن زبر ، وأبي علي عبد الجبّار بن عبد الله بن محمّد بن

__________________

(١) في ميزان الاعتدال : هواتف الجنّان.

(٢) كذا بالأصل ، ومرّ : ابن أبي الهول.

(٣) بالأصل : الإخشاد.

(٤) في المختصر : المعروف بالطبراني الداراني. انظر تاريخ داريا ص ١١٧.

(٥) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٤٠.

١٧٩

عبد الرحيم بن مهنا الدّاراني ، وأحمد بن علي الحلبي الحبّال ، وأبي الحسين أحمد بن عمرو بن معاذ الدّاراني ، وأبي حفص عمر بن عبد الله بن محمّد الأصبهاني ، وأبي بكر عبد السّلام بن محمّد القطان العقيلي.

روى عنه : عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، وأبو سعد إسماعيل بن علي السّمّان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ـ لفظا ـ أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق بن عبد الله بن الفاخوري الطّبراني الدّاراني ، أنا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي ـ إملاء بدمشق ـ نا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عاصم ، نا هشام بن عمّار ، نا ابن عياش ، نا محمّد بن يزيد الرحبي عن مغيث بن سميّ الأوزاعي ، وعيسى بن ربيعة ، عن ابن مسعود.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تبادروا الإمام بالركوع حتى يركع ، ولا في السجود حتى يسجد ، ولا ترفعوا حتى يرفع ، فإنّما جعل الإمام ليؤتم به» [٩١٤٣].

أخبرنا أبو محمّد أيضا ، نا عبد العزيز قال :

توفي شيخنا أبو الحسن علي بن طوق الطّبراني المعلم وكان بداريا ، وتوفي بدمشق يوم الجمعة سلخ شعبان سنة خمس عشرة وأربعمائة ، وكان عنده شيء كثير لم يحدّث إلّا بشيء يسير ، حدث عن الحسين بن إبراهيم بن جابر المعروف بابن أبي الزمزام الفرائضي وغيره ، وكان ثقة ، سمعنا منه بداريا.

٥٠٣٨ ـ علي بن محمّد بن عامر بن عمرو

أبو الحسن النّهاوندي

إمام جامع نهاوند.

سمع بدمشق وغيرها : أبا الجهم عمرو بن حازم القرشي ، وطاهر بن عيسى الخطيب ، وسعد بن محمّد القاضي ببيروت ، وأبا عبد الملك بن إبراهيم ، وبكر بن سهل بن إسماعيل الدّمياطي (١) ، وأحمد بن يحيى بن إسحاق الحلواني ، وميمون بن أحمد بن عمّار بن نصير السّلمي الدمشقي ، وإبراهيم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٢٥.

١٨٠