رحلة إلى الحجاز

المؤلف:

شارل ديدييه


المترجم: الدكتور محمد خير البقاعي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفيصل الثقافية
الطبعة: ٠
ISBN: 9960-677-14-1
الصفحات: ٣٩٩

إن الأتراك أنفسهم ، وأعني هنا عددا قليلا منهم ؛ ممن لديهم بعد نظر ، لا يخدعون أنفسهم ، ويغمضون عيونهم عن الوضع المتهافت للإمبراطورية العثمانية ، إنهم يعرفون حق المعرفة ، المصير الذي ينتظرها في المستقبل ، ويعرفون أن تنافس القوى الأوروبية هو الذي يجعلها تحافظ على توازنها المصطنع الذي يمكن أن ينهار انهيارا لا قيام بعده ، عند أول مواجهة / ٢٩٨ / حقيقة بين تلك القوى.

لا تتخيلوا أن الأتراك يكنون لفرنسا وبريطانيا أي اعتراف بالجميل : إنهم مقتنعون أن البلدين يقفان في وجه القوة الروسية سعيا لمصالحهما الخاصة ، وليس لمصلحة تركية. إن الحماية التي تجعلهم تبعا تحطم كبرياءهم ، وإن كان ضعفهم يجبرهم على إخفاء حقدهم ، فإن هذا الحقد عميق ، وعاجز ، ومنكمش على ذاته. أما عامة الشعب التي لا تعرف شيئا ، ولا تفهم شيئا مما يحدث فإنهم يخدعونهم بحكايات سخيفة : فيجعلونهم على سبيل المثال يعتقدون أن السلطان أجبر فرنسا وبريطانيا على مساعدته ضد الروس دفاعا عن العلم التركي ، وقد سمعت بنفسي هذه الحماقة تتكرر مئة مرة في كل أنحاء تركية التي زرتها.

لنفترض أن الأتراك استطاعوا في القرن السادس عشر ، أو بعد ذلك في القرن السابع عشر ، وقبل انتصار سوبيسكي (١) Sobieski ، أن يفتحوا أوروبا ، ولو أنهم

__________________

(١) Sobieski , (Jean III) ـ سوبيسكي ملك بولونيا (بولندا) ولد عام ١٦٢٩ م ، وتوفي قرب فرصوفيا عام ١٦٩٦ م ، وأعظم أعماله الحربية أنه أفلح في إيقاف جيش من ٣٠٠ ألف تركي وتتري عند أسوار فينا ومعه جيش قليل وذلك في عام ١٦٨٣ م ، وكان قد تمكن في عام ١٦٦٧ م من رد هجوم جيش من الأتراك والتتار والقوقازيين عدده ١٠٠ ألف جندي.

٣٦١

استقروا فيها كما في بيزنطة ، كيف كان يمكن أن يعاملوا آباءنا؟ لن يكونوا بالتأكيد ، ولو حصل ذلك ، ليهتموا بالتحديث ، ولا بالتسامح ، ولكانت المقابر غصت بموتى النصارى. كانت الحرب في غير صالحهم ، وانتصر العنصر الغربي ، وإن الأتراك اليوم تحت رحمة أوروبا ، كما أن أوروبا كانت ستكون تحت رحمتهم لو أن الهلال انتصر على الصليب. ولا أطلب أن / ٢٩٩ / نحقد عليهم ، ولا أن ننتقم منهم ؛ لأن مثل هذه الوسائل لم تعد مناسبة لروح العصر وطباعه ، والإنسانية تنكرها. ولكنهم ، ودون أن نعمل فيهم حد السيف كما فعلوا ذلك دون رادع بأعدائهم ، وكما كانوا سيفعلون بنا لو كنا تحت رحمتهم ، لا يستحقون في آخر الأمر هذا القدر من المراعاة ورحابة الصدر ؛ ولمّا كانت تركية ، كما يتردد بحق ، ليست إلّا مخيما عسكريا في أوروبا ، فما عليها إلّا أن تطوي خيامها وتذهب لتنصبها في مكان آخر : وإن آسيا واسعة لتعوضها عن ذلك. عندما يصبح الأقوى هو الأضعف فإنه ببساطة يخسر كل ما كان يدين به لقوته. وإن كل شعب عاجز عن الدفاع عن نفسه بنفسه ، ليس أهلا للحياة ، ومحكوم عليه بالفناء.

لم نعد اليوم نحترم هذه المقاييس العظيمة التي تحل وحدها كبريات المسائل ، والتي تجعلها الضرورة حتما لا بد منه. وكلما أجلنا الحلول كان تطبيقها أكثر صعوبة ، وفي بعض الأحيان أكثر هولا ، ونجد أنفسنا بعد ذلك ، لأننا لم نوجه الضربة الحاسمة في الزمن المناسب ، مضطرين لتوجيه ألف ضربة لا تصيب في الغالب هدفها ، وتكلف أكثر بكثير. إن اليونان ، أو على الأقل قسما صغيرا من هذه القارة المجيدة ، كسرت

٣٦٢

قيودها بتشجيع متعاطف من أوروبا وبمساعدتها. وإن الإمارات الدانوبية / ٣٠٠ / ستفعل مثل ذلك قريبا ، بانتظار أن تستعيد بلغاريا وصربيا ، وتيساليا (١) ، ومقدونيا ، وكل البلاد التي يسلبها الأتراك حريتها.

لقد جاء دور الجزيرة العربية أخيرا ؛ هي أيضا ينبغي أن تسترد شخصيتها الوطنية ، ولا يمكن بالتأكيد لأحد أن يجد سعيها إلى ذلك منكرا. إن الأمة العربية متفوقة على الأتراك في كل المجالات. فإذا أردت الحديث عنها باعتبارها أمة محاربة ، فإننا نعرف إلى أين وصلت فتوحاتها ؛ إلى آسيا ، وإفريقيا الشمالية كلها ، وصقلية وإسبانيا ، وخضع جنوب فرنسا لسلطانها في بعض الفترات. إنها تلقت ونشرت في أقاصي الأرض دينا عمره اثنا عشر قرنا ، ولن يزول حتى نهاية الزمن.

إنها أمة عالمة ومثقفة ؛ نبغت في العلوم قدر ما نبغت في الفن والحروب ، لقد كانت خلال أمد طويل أمة مبتكرة حيثما قادها حماسها الديني ، لقد كان لها مدارس تزدهر فيها دراسة الطب والعمارة والرياضيات والفلك ، وفي هذه المدارس تعلم الغرب ، وأبدعت هذه الأمة روائع أدبية ما زالت حتى اليوم متعة العقول المثقفة كلها. ماذا لدى الأتراك في موازاة ذلك؟ الجهل والوحشية.

وإن انتقلنا من الماضي إلى الحاضر فإننا نلحظ التفوق نفسه لدى العرب ، وخصوصا في الجانب الأخلاقي. إنهم يتحلّون بفضائل عظيمة ، فالشجاعة والكرم / ٣٠١ / والاستقامة تقيم معهم في خيامهم ، يحاربون بإنسانية ، وبشرف ، ويحترمون

__________________

(١) مقاطعة يونانية كان يسيطر عليها الأتراك.

٣٦٣

العهود والمواثيق ، وتسود بين أسرهم صفات الشرف والوئام والإخلاص ، ويجهلون العبودية والسفالة : فكل رجل ، مهما كان مقامه ، يحافظ ، وفي كل المناسبات ، على إحساسه بالأنفة ، وإن حاجاته المحدودة لا تجعل الفقر ينال من أخلاقه.

إن الصحراء صرح المساواة. وإن السيئة الوحيدة الرئيسية لدى البدو هي حبهم الكبير للمال ، أو لما يمثله ؛ ولكن عذرهم في الفقر ؛ ولماذا نأخذ عليهم ذلك ، وأي شعب في أوروبا كلها لا يبدي نهما للذهب يفوق بكثير ما نجده عند أولئك البدو من حب المال : والفارق الوحيد بين الحالتين هو أننا في أوروبا نختلس بمهارة ، ونغش ، ويبيع المرء ضميره وشرفه ، بينما يفرض العربي المال على القوافل ، ويغزو أعداء قبيلته من القبائل الأخرى علنا ، ويعرّض حياته للخطر ، ويقترن كل ذلك في ذهنه بمصادفات الحرب ، وأخطارها ، وقوانينها ، وتكون تلك الأفعال مطبوعة في الوقت نفسه بضرب من السمو لا تجده بالتأكيد في الاختلاس الصامت والخفي الذي يمارسه الأوروبيون.

ليس لدى الأتراك ما يقدمونه مقابل هذه المناقب والمثالب إلّا المثالب الخالصة ، ومناقب لم تعد موجودة ؛ فالشجاعة التي كانت مصدر قوة أسلافهم ونجاحهم لم تعد موجودة لديهم إلّا في الحكايات ؛ فلا يكاد أحد ينجو من شراستهم ، ولا يعادل عنفهم / ٣٠٢ / إلّا غدرهم ؛ وهم فاسدون بلا رادع : فالجشع الذي لا يشبع ، والارتشاء بلا خجل ينتشران في كل الأعمال العامة والخاصة ، من أعلى موظفي الإمبراطورية إلى أدناهم. إذا ، إن العرب يتفوقون عليهم إن في الجانب الأخلاقي ، وإن في الذكاء ، والعقلية ، والثقافة.

٣٦٤

وليس بالغريب انطلاقا من ذلك كله أن يعاني العرب معاناة مضاعفة من تبعيتهم للأتراك ؛ لأن ذلك طغيان أجنبي ، ولأن الذين يمارسونه هم زعماء محليون. لقد حاولوا في وقت قريب التخلص من نير الأتراك ، ولكن المشروع كان ينقصه الاتحاد ففشل. جرى القتال في مكة المكرمة ، وخرّ مئة من العرب صرعى في المواجهة الأولى ، واستولى الأتراك على المدينة المقدسة ، واستعادوا الطائف التي كانت قد أعلنت استقلالها عنهم ، والله وحده يعلم ما ذا فعلوا بعد نصرهم! أتعرفون من كان على رأس الحركة؟ إنه الشريف عبد المطلب الذي تعرفنا إليه في هذه الرحلة ، والذي امتدحت خصائله باستطراد ، والذي استطعت على الرغم من تحفظه ، الوصول إلى ميوله الحقيقية. ولمّا كان مقتنعا بضرورة التمرد فقد قام السلطان بنزع صلاحياته ، واستبدل به ابن عون الذي كان عبد المطلب نفسه قد حل محله قبل خمس أو ست سنوات ، وهو يقيم في إستانبول. وقد وقع عبد المطلب بعد زمن بأيدي الأتراك فحملوه إلى إستانبول / ٣٠٣ / ونفوه منذ وقت قليل إلى سالونيك Salonique كما نفي إلى هناك قبله والده غالب الذي مات هناك بالطاعون منذ أربعين سنة (١).

__________________

(١) لم ينف عبد المطلب إلى سالونيك ، وإنما ظل في إستانبول حتى عام ١٨٨٠ م / ١٢٩٧ ه‍ عندما عاد ليكون شريفا للمرة الثالثة ، ويموت في البياضة عام ١٨٨٦ م / ١٣٠٣ ه‍ وهو تحت الإقامة الجبرية. انظر ترجمته فيما سبق الحاشية رقم (٢٨٩). انظر : صفحات من تاريخ مكة المكرمة ، موثق سابقا ، ج ١ ، ص ٢٨٧ ؛ ويتحدث ديدييه هنا عما قام به الشريف عبد المطلب عام ١٢٧٢ ه‍ عندما توجه من الطائف إلى مكة المكرمة على رأس عدد من القبائل لقتال الوالي التركي كامل باشا ، ولكن عبد المطلب ـ

٣٦٥

ولا يستطيع أحد التنبؤ بالمصير الذي ينتظر الابن على هذه الأرض الغريبة ؛ ولكن مهما كان مصيره ، وإن كان سقوطه نهائيا ، أو أن الحظ سيعيده إلى السلطة مرة أخرى ، فإنني أعدّ نفسي سعيدا إذا أتيح له أن يعلم ، وهو في منفاه ، أنني أحمل له كل الامتنان والتعاطف ، وأنني أنذر النذور لكي تستقل أمته التي هي واحدة من أشرف الأمم التي تبوأت مكانها في التاريخ ، والتي فرضت عليّ احترامها عندما عرفتها.

__________________

ـ هزم وعاد إلى الطائف ، وجرت بينه وبين كامل باشا والشريف عبد الله بن ناصر ثلاث معارك هزم جيش عبد المطلب فيها ، وأخرها في الثامن من شعبان ١٢٧٢ ه‍ ، وبعدها بيومين وصل إلى مكة المكرمة الشريف محمد بن عون الذي تجهز بالعساكر بعد وصوله بأيام وتوجه بهم إلى الطائف ومعه ابنه الشريف علي باشا والشريف عبد الله بن ناصر واستولوا على الطائف في رمضان ١٢٧٢ ه‍ ، وأصبح محمد بن عون شريفا. انظر : خلاصة الكلام ... ، موثق سابقا ، ص ٣١٨ ـ ٣٢٠.

٣٦٦

الفصل الثالث عشر

مغادرة جدة

عند عودتي إلى جدة ، كان عزل الحاكم أمرا مقضيا ، أو على الأقل شائعا بين الناس ؛ لكنه لم يكن قد غادر بعد موقعه الذي كان عليه البقاء فيه حتى وصول خليفته. وأدى عزله إلى عزل عثمان آغا معه ، وكان يعدّ صنيعته ، وقد كان كذلك حقيقة. وكان أحمد عزت ينأى بنفسه ، باعتباره من أكبر باشاوات الإمبراطورية العثمانية ، عن زيارة أحد ، حتى قنصلي بريطانيا وفرنسا اللذين كانا ضعيفين ، / ٣٠٤ / ويحتملان منه هذا الغرور.

لم يقم ، والحالة هذه ، بردّ الزيارة التي خصصته بها عند وصولي إلى جدة ، ولم أتلق منه إبّان إقامتي كلها في تلك المدينة أي آيات المجاملة ، ولعله كان بذلك يود إفهامي أن أكتفي بما كان ، وأن أذهب ، وألا أعود إليه. إلّا أنه ، لّما كان حريصا على إظهار تهذيبه ، مع الاحتفاظ بخيلائه ، فإنه أرسل إليّ في اليوم الذي تلا يوم عودتي إلى جدة أحد أقربائه ليهنئني باسمه لنجاح رحلتي. وقد غيّرت هذه المجاملة انطباعي الأول ، وخصوصا أنني رأيت أنه من مبادئ الذوق السليم ألّا أعتب على موظف معزول. فقمت برفقة السيد دوكيه بزيارة استئذان مرت كالزيارة الأولى ، بفارق طفيف هو أن الباشا بدا أكثر عجلة ، وأكثر إقناعا ، وأثقلني باعتراضاته التي لم أعرها كبير اهتمام. لم يكن ينبغي أن أذكر كلمة واحدة عن رحلتي إلى الطائف ، ولا أن يصدر عني أي تلميح للشريف الأكبر. وإن مثل ذلك الصمت يدل كل الدلالة على الحقد الشديد الذي يكنه للأمير الشريف.

٣٦٧

ولمّا لم يعد لدي ما أفعله في جدة فلم أكن أفكر إلّا في مغادرتها في أسرع وقت ممكن ، لكي أعود إلى القاهرة ، ولكن ، عبر أي طريق؟ ترددت بعض الوقت ، لأن الاختيار لم يكن سهلا. وينبغي أن أقول في هذه المناسبة إن الشريف الأكبر في الطائف عرض علي أمرا مغريا : لقد عرض علي / ٣٠٥ / ، وإن بتلميح دون تصريح ، وبوساطة أحد أعوانه ، أن يرسلني إلى البصرة وبغداد عبر نجد إذا كانت رحلتي تمضي في هذا الاتجاه. وقد كان للأسف يعرض عليّ السير في الاتجاه المعاكس : كنت أود المرور مرة أخرى عبر مصر ، ولم أفكر بالذهاب إلى المدينتين المذكورتين ، وعلى الأقل بغداد ، إلّا في وقت متأخر عبر دمشق وحلب وصحراء الرافدين الواسعة ، لأصل بعد ذلك إستانبول عبر طربزون (١) Trbizonde.

تماسكت إذا أمام الإغراء المذكور ، وبقيت على مخططي السابق. وقد أصابني في الصيف الماضي زحار شديد لم يسمح إلّا بإنجاز مرحلة صغيرة من تلك الرحلة ، وقد منعني فقدان بصري إلى الأبد من القيام بالرحلة كاملة.

كان بوسعي العودة من جدة إلى القاهرة كما أتيت ؛ وقد كان أمين بيك يستعد في تلك الفترة بالتحديد لإرسال سفينة شراعية مصرية إلى القصير ، وكنت أستطيع من هناك خلال بضعة أيام أن أذهب لركوب النيل في قنا. وقد تفضل بوضع السفينة تحت تصرفي ؛ ولكن هذه الوسيلة التي تبدو في الظاهر سهلة كانت تبدو لي مستحيلة التنفيذ عندما فكرت فيها. لقد كان علي في البداية أن أسلك مرة أخرى طريق العودة من

__________________

(١) مدينة تركية في القسم الأسيوي (الأناضول) على البحر الأسود.

٣٦٨

جدة إلى ينبع ، بل أبعد من ذلك ، لأن السفن تسير بحذاء الشاطئ أطول وقت ممكن ، قبل أن تمخر عباب البحر لتدرك الجانب المصري. إن الرحلة التي لم تستغرق في القدوم / ٣٠٦ / إلّا عددا قليلا من الأيام ، بفضل الرياح الموسمية الشمالية التي تكاد تهب على الدوام على البحر الأحمر ، تحتاج في العودة خمسة أو ستة أضعاف ذلك الوقت ، وغالبا أكثر من ذلك ، وتراجعت أمام عبور يحتمل أن يستغرق ثلاثين أو أربعين يوما. قررت إذا عبور البحر الأحمر بخط مستقيم من جدة إلى سواكن. وكنت أنوي أن أذهب من هناك لركوب النيل ، سواء من النوبة أم في منطقة أبعد من ذلك في الخرطوم ، ومن هناك أهبط إلى القاهرة عبر النيل. وقد زودني أمين بيك الذي سلك تلك الطريق بمعلومات مفصلة عن البلد ، ولمّا كان علينا التخييم كل مساء في تلك الصحراء فقد اشتريت خيمة بدل الخيمة التي احترقت في السويس. ولمّا اعتمد رفيق رحلتي الطريق المذكورة نفسها قام السيد دوكيه في اليوم نفسه باستئجار سنبوك من سواكن كان جاهزا للعودة إليها ، وبمبلغ تافه بلغ خمسين قرشا.

كان ينبغي أن نغادر في يوم ٩ مارس (آذار) ، ولكن مغادرتنا تأجلت حتى يوم ١٢ من الشهر نفسه بسبب ظرف سأتحدث عنه.

كان قنصل فرنسا في جدة حينئذ ، كما ذكرت ذلك سابقا ، هو روشيه المدعو ديريكور ؛ وهي تسمية وهمية أضافها إلى اسمه ليجعله في الظاهر أكثر أرستقراطية. بدأ حياته عاملا في دباغة الجلود ، وقد كان كل شيء فيه ، لغته ، وطبائعه تدل على بداياته. ثم ذهب بعد ذلك للبحث عن الثروة في الحبشة ، ومضى / ٣٠٧ / في

٣٦٩

رحلته حتى وصل إلى مملكة خوا (١) Choa ، ثم عاد إليها مرة أخرى مع هدايا الملك لويس ـ فيليب إلى مليك الحبشة. وقد ظهرت قصة هاتين الرحلتين موقعة باسمه (٢) ، ولا يمكن أن يكون هو المؤلف : لأنه عاجز عن أن يكتب مجرد رسالة ، لقد استعان لكتابتها بقلم أحد الكتاب ، أعرفه ، وأستطيع ذكر اسمه. وانطلق من ذلك ليعيّن قنصلا من الدرجة الثانية وفارسا ، ثم حصل بعد ذلك على وسام جوقة الشرف برتبة ضابط ، ولكن ذلك لم يغير شيئا من كونه دباغ جلود.

لم يكن له أي حظ من الثقافة ، ولا من التعليم ، لم يكن مهيّأ ليعطي العرب عن فرنسا فكرة إيجابية ، ولم يترك في جدة إلّا ذكريات محزنة. كان بلا أسرة ، ولم يكن اجتماعيا ، ويعيش منعزلا تماما في منزل ضخم في حي اليمن ، وكان قد أذاق السيد دوكيه المترجم وموثق العقود في القنصلية الأمرّين ، مما دعا هذا الرجل الرائع إلى مغادرة المنزل القنصلي ، والإقامة في منزل خاص ليستطيع العيش بسلام وحرية ، ناهيك عن أنه ناصب القنصل البريطاني السيد كول العداء علانية ، وبدون أي سبب ، وهو زميله ، والأوروبي الوحيد المقيم في جدة على الدوام : مما دفع أهل جدة بالطبع إلى الاستنتاج أن حلول الوئام بين الأوروبيين النصارى أمر مستبعد ، لأن الأوروبيين الوحيدين المقيمين في جدة يكنان العداوة لبعضهما.

__________________

(١) في القسم الجنوبي من بلاد الحبشة ، انظر : اكتشاف ... ، موثق سابقا ، ص ٣٣٨.

(٢) تقول جاكلين بيرين في : اكتشاف ... ، موثق سابقا ، ص ٣٣٨ : "... ومع هذا ، لا تخلو قصة رحلته ، ومروره بالقصير ، وجدة ، والحديدة ، والمخا ، من المعلومات الشائقة ؛ إذ كان قد طرأ تبدل عظيم في شؤون البحر الأحمر ما بين سنتي ١٨٣٩ و ١٨٤٢ م ، وذلك بتأثير الظروف السياسية الدولية".

٣٧٠

لم أسترح لذلك الشخص ، ولم أزره خلال إقامتي في جدة إلّا زيارات قصيرة / ٣٠٨ / للمجاملة ، والحق أنه كان مريضا جدا ، ولم يكن يغادر سريره إلّا قليلا. ولمّا عدت من الطائف وجدت أن حالته تفاقمت ، وبدا لي أنه يعيش أيامه الأخيرة. لقد كانت تلك الأعراض أكيدة : إذ توفي بعد ثلاثة أيام ، وشاركت في وضعه في تابوته. وأقام السيد دوكيه في القنصلية ليصرّف شؤونها بالوكالة ، وتحدد موعد الدفن على أن يكون في اليوم التالي. وقد وعد الباشا بإرسال مفرزة لائقة من الجنود النظاميين ، وعدد من القواسين (١) Cawas يكفي لأن يكونوا في أول الموكب وآخره. ولكنه بدا في اللحظة الأخيرة أنه قام بالأمر على مضض ، وبمنتهى السوء ، وكنت والسيد كول متفقين على رفض كل ما قدمه من القواسين Cawas والجنود. لقد كنت منزعجا كل الانزعاج من عدم التقدير الذي يلقاه ممثل فرنسا من ذلك التركي ، في الوقت الذي تبذل فيه فرنسا دماء أبنائها وذهبها من أجل تركية ؛ وقد كان السيد كول مستاء ، وأعلن بصوت عال أن الإهانة لا تمس فرنسا فقط ، وإنما تمس بريطانيا نفسها ، والعالم المسيحي كله. ورفعت شكوى إلى إستانبول وباريس كما ينص القانون في مثل هذه الحالات ؛ ولكنني لا أعلم أن الحكومة التركية قامت بالاعتذار عما حدث.

ومهما يكن من أمر فإن جثمان قنصل فرنسا حمل إلى مثواه الأخير ، كما لو أنه من عامة الناس ، على أكتاف / ٣٠٩ / أربعة من العرب كانوا ، حسب تقاليد البلد ، يجرون بالجنازة مسرعين. كنّا نتبعهم ؛ أنا ورفيق رحلتي ، والسيد كول ، والسيد

__________________

(١) ضباط الشرطة كما ذكر بيرتون في رحلته ، موثق سابقا ، ج ١ ، ص ٩ ، ٣٢ ، ٤٢.

٣٧١

دوكيه ، والإخوة ساوة ، كانت هذه الحفنة الصغيرة من النصارى الذين جمعتهم المصادفة حول تابوت ، يشكلون وحدهم الجماعة التي تشيّع هذا المسيحي الذي قضى نحبه في ديار المسلمين. لقد حذرونا من تطرف العامة ؛ ولكنهم (العامة) بدوا على العكس خلال مرورنا هادئين ، ومحتشمين ، وتكاد تبدو عليهم علائم الوقار (١).

خرجنا من باب اليمن ، وبعد أن اجتزنا سهلا رمليا يغمره البحر في حالة المد ، وصلنا إلى مقبرة صغيرة مسوّرة ، ومخصصة للأوروبيين (٢) الذين يدركهم الموت في هذه البلاد البعيدة. وكان ينقص مراسم التشييع الوقار والخشوع. لم يكن المتوفى إبّان حياته محترما أو محبوبا ، ومع أن الموت يطهر الذكريات ، ويخمد الأضغان ، فإن مصير القنصل لم يكن في ساعة الموت يوحي بالرثاء الذي يستحقه. ومهما يكن الدور الذي أديناه في الحياة فإنه مصير محزن أن يدركنا الموت بعيدا عن الوطن والأهل ، محاطين بمن لا يهمهم أمرنا وبالأجانب ، وأن نقول ونحن نلفظ الأنفاس الأخيرة : " أموت بعيدا وليس حولي صديق ليغلق جفنيّ ، ويبكي عليّ".

__________________

(١) هذا التحذير من الجماعة ليس له ما يسوّغه ؛ إذ المشروع أن نحترم الجنازة مهما كانت ، ولعل حديث قيام الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم لجنازة اليهودي عندما مرت أمامه في المدينة المنورة دليل على ذلك. إذ ورد في سنن أبي داود ، باب القيام للجنازة قوله : حدثني جابر قال : كنا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ مرت بنا جنازة فقام لها : فلما ذهبنا لنحمل إذا هي جنازة يهودي ، فقلنا : يا رسول الله! إنما هي جنازة يهودي ، فقال : " إن الموت فزع فإذا رأيتم جنازة فقوموا".

(٢) يقول بوركهارت في رحلاته ... ، موثق سابقا ، ص ١٩١ : " ... إذا مات شخص مسيحي هناك ، فمن غير المسموح به أن يدفن على الشاطئ ، وإنما يحمل جثمانه إلى جزيرة رملية صغيرة في الميناء ..." ، انظر سابقا الحاشية رقم (١٦٨) وخروج ديدييه وأصحابه من باب اليمن يعني أن المقبرة جنوب جدة.

٣٧٢

مات القنصل في يوم ٩ مارس (آذار) ، ودفن في اليوم العاشر من الشهر نفسه ، وفي اليوم الحادي عشر ، وبعد أن قمت بآخر واجباتي تجاهه ، كما يليق بأحد مواطنيه أن يفعل ، أبحرت / ٣١٠ / في الساعة التاسعة مساء ، مع رفيق رحلتي في مركب لينقلنا إلى السنبوك الذي استأجرناه ، والذي كان يرسو بعيدا في عرض البحر. وكانت أمتعتنا ومرافقونا قد سبقونا إليه.

كان البحر في أقصى الجزر ، وغاص مركبنا في الرمل وسط قنوات الملاحة ، وقد كان من المستحيل إخراجه منها ؛ وكان علينا أن نظل متسمرين في مكاننا خمس أو ست ساعات بانتظار المد. كان الليل رائعا ، والقمر بدرا ، ولكن البرد كان قاسيا ، ولمّا لم يكن معي معطف أو غطاء فإنني وجدت نفسي مضطرا لأن أتلفع بالشراع حتى لا أقاسي من البرد كثيرا. لم نصل السنبوك إلّا نحو الساعة الثانية أو الثالثة صباحا ، وفي الثامنة أبحرنا ، ونشرنا القلوع باتجاه سواكن.

٣٧٣
٣٧٤

المصادر والمراجع (١)

أولا ـ اللغة العربية :

١ ـ القرآن الكريم.

٢ ـ أبو علية ، عبد الفتاح ، تاريخ الدولة السعودية الثانية ، دار المريخ ، الرياض ، ط ٤ ، ١٤١١ ه‍ / ١٩٩١ م.

٣ ـ أبو علية ، عبد الفتاح ، محاضرات في تاريخ الدولة السعودية الأولى ، دار المريخ ، الرياض ، ط ٢ ، ١٤١١ ه‍ / ١٩٩١ م.

٤ ـ إمام ، إمام عبد الفتاح ، معجم ديانات وأساطير العالم ، مكتبة مدبولي ، القاهرة ، ثلاث مجلدات ، د. ت.

٥ ـ الأنصاري ، عبد القدوس ، موسوعة مدينة جدة ، القاهرة ، ط ٤ ، ١٩٨٢ م.

٦ ـ بدول ، روبن ، الرحالة الغربيون في الجزيرة العربية ، ترجمة د. عبد الله آدم نصيف ، الرياض ١٤٠٩ ه‍ / ١٩٨٩ م.

٧ ـ البقاعي ، محمد خير محمود ، قراءة في رحلة إلى الحجاز في النصف الثاني من القرن التاسع عشر عنوانها : إقامة في رحاب الشريف الأكبر ـ شريف مكة المكرمة ـ ، تأليف شارل ديدييه ، الدرعية ، س ٢ ، ع ٨ ، شوال ١٤٢٠ ه‍ / فبراير ٢٠٠٠ م.

__________________

(١) لم نثبت إلا المصادر والمراجع التي عدنا إليها ، أما ما أخذناه عن كتب أخرى فقد أشرنا إليه في الحاشية.

٣٧٥

٨ ـ ناصر الدين دينيه وكتابه : الحج إلى بيت الله الحرام ، دراسة ووثائق وترجمة مختارة ، مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية ، مج ٧ ، ع ١٠ ، ١٤٢٢ ه‍.

٩ ـ البلادي ، عاتق بن غيث ، معجم معالم الحجاز ، عشرة مجلدات ، تواريخ مختلفة من ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٨ م إلى ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م.

١٠ ـ البلادي ، عاتق بن غيث ، على طريق الهجرة (رحلات في قلب الحجاز) ، دار مكة ، د. ت.

١١ ـ بوركهارت ، جون لويس ، رحلات في شبه جزيرة العرب ، ترجمة عبد العزيز بن صالح الهلابي وعبد الرحمن عبد الله الشيخ ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ١٤١٣ ه‍ / ١٩٩٢ م.

١٢ ـ بوركهارت ، جون لويس ، مواد لتاريخ الوهابيين ، ترجمة عبد الله الصالح العثيمين ، الرياض ، ط ٢ ، ١٤١٢ ه‍ / ١٩٩١ م.

١٣ ـ بيرتون ، رتشارد فرانسيس ، رحلة بيرتون إلى مصر والحجاز ، ترجمة وتعليق عبد الرحمن عبد الله الشيخ ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، ج ١ ، ١٩٩٤ م ، ج ٢ ، ١٩٩٥ م.

١٤ ـ بيرين ، جاكلين ، اكتشاف جزيرة العرب ، خمسة قرون من المغامرة والعلم ، نقله إلى العربية ، قدري قلعجي ، قدم له الشيخ حمد الجاسر ، دار الكتاب العربي ، بيروت ١٣٨٣ ه‍ / ١٩٦٣ م.

١٥ ـ تاميزيه ، موريس ، رحلة في بلاد العرب ، الحملة المصرية على عسير ١٢٤٩ ه‍ / ١٨٣٤ م ، ترجمه وعلق عليه محمد بن عبد الله آل زلفة ، الرياض ١٤١٤ ه‍ / ١٩٩٣ م ، والجزء الأول من هذه الرحلة عدنا إليه بأصله الفرنسي.

٣٧٦

١٦ ـ الجاسر ، حمد ، بلاد ينبع ، لمحات تاريخية جغرافية وانطباعات خاصة ، دار اليمامة ، الرياض ، ١٩٦٦ م.

١٧ ـ ابن جريس الحنبلي ، راشد بن علي ، مثير الوجد في أنساب ملوك نجد ، تحقيق محمد بن عمر بن عبد الرحمن العقيل ، دارة الملك عبد العزيز ، الرياض ، ١٤١٩ ه‍ / ١٩٩٩ م.

١٨ ـ الحنبلي ، عثمان بن عبد الله بن بشر النجدي ، عنوان المجد في تاريخ نجد ، تحقيق عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ ، ط ٤ ، ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م.

١٩ ـ الخطيب ، مصطفى عبد الكريم ، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ١٤١٦ ه‍ / ١٩٩٦ م.

٢٠ ـ ابن خميس ، عبد الله بن محمد ، معجم أودية الجزيرة ، الرياض ، ط ١ ، ١٤١٥ ه‍ / ١٩٩٤ م.

٢١ ـ ابن خميس ، عبد الله بن محمد ، معجم جبال الجزيرة ، الرياض ، ١٤١٠ ه‍ / ١٩٨٩ م.

٢٢ ـ دحلان ، أحمد زيني ، خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام ، الطبعة الأولى ، مصر ، المطبعة الخيرية ، ١٣٠٥ ه‍.

٢٣ ـ ذهني ، إلهام محمد علي ، مصر في كتابات الرحالة الفرنسيين في القرن التاسع عشر ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٩٥ م.

٢٤ ـ الرويثي ، محمد أحمد ، الموانئ السعودية على البحر الأحمر ، دراسة في الجغرافيا الاقتصادية ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م.

٣٧٧

٢٥ ـ الزركلي ، خير الدين ، ما رأيت وما سمعت ، مكتبة المعارف بالطائف ، ١٣٩٨ ه‍.

٢٦ ـ آل زلفة ، دراسات من تاريخ عسير الحديث ، ط ١ ، الرياض ، ١٤١٢ ه‍.

٢٧ ـ الزيد ، إبراهيم بن محمد ، عثمان بن عبد الرحمن المضايفي أمير الطائف والحجاز في الدولة السعودية الأولى ، إصدار لجنة المطبوعات في التنشيط السياحي ، محافظة الطائف ، ط ١ ، ١٤١٨ ه‍ / ١٩٩٧ م.

٢٨ ـ السلمي ، عرام بن الأصبغ ، أسماء جبال تهامة وسكانها وما فيها من القرى وما ينبت عليها من الأشجار وما فيها من المياه ، مجلدان ، دار الجيل ، بيروت ، ١٤١١ ه‍ / ١٩٩١ م ، (ضمن نوادر المخطوطات).

٢٩ ـ شامية ، جبران ، آل سعود ماضيهم ومستقبلهم ، ط ١ ، لندن ، رياض الريس ، ١٩٨٦ م.

٣٠ ـ شقير ، نعوم بك ، تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها ، دار الجبل ، بيروت ، ط ١ ، ١٤١١ ه‍ / ١٩٩١ م.

٣١ ـ صابان ، سهيل ، المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية التاريخية ، ط.

مكتبة الملك فهد الوطنية ، الرياض ، ١٤٢١ ه‍ / ٢٠٠٠ م.

٣٢ ـ العجيمي ، حسن بن علي بن يحيى بن عمر ، إهداء اللطائف من أخبار الطائف ، تحقيق يحيى محمود ساعاتي (بن جنيد) ، دار ثقيف للنشر والتأليف ، الطائف ، ط ٢ ، ١٤٠٠ ه‍ / ١٩٨٠ م.

٣٣ ـ عسيري ، علي أحمد عيسى ، عسير من ١٢٤٩ ه‍ / ١٨٣٣ م إلى ١٢٨٩ ه‍ / ١٨٧٢ م ، دراسة تاريخية ، مطبوعات نادي أبها الأدبي ، ١٤٠٧ ه‍ / ١٩٨٧ م.

٣٧٨

٣٤ ـ فراج ، عبد الرحمن ، أدب الرحلات إلى المملكة العربية السعودية ، قائمة ببليوجرافية مختارة (القسم العربي) ، مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية ، مج ٤ ، ع ٢ ، ١٩٩٨ ـ ١٩٩٩ م.

٣٥ ـ فيلبي ، هاري سنت جون ، أرض الأنبياء ، مدائن صالح ، تعريب عمر الديراوي ، منشورات المكتبة الأهلية ، بيروت ، ١٩٦٢ م.

٣٦ ـ فوجت ، جوزيف ، نظام العبودية القديم والنموذج المثالي للإنسان ، تقديم وترجمة وتعليق منيرة كروان ، المشروع القومي للترجمة ، القاهرة ، ١٩٩٩ م.

٣٧ ـ القثامي ، مناحي ضاوي حمود ، تاريخ الطائف قديما وحديثا ، مطبوعات نادي الطائف الأدبي ، د. ت.

٣٨ ـ آل كمال ، محمد سعيد بن حسن ، الطائف ، جغرافيته ـ تاريخه ، أنساب قبائله ، مكتبة المعارف بالطائف ، ١٤١٧ ه‍ / ١٩٩٧ م.

٣٩ ـ كوبر ، لي ديفيد ، رينتز ، جورج ، الحركة الوهابية في عيون الرحالة الأجانب ، ترجمة وتعليق عبد الله ناصر الوليعي ، الرياض ١٤١٧ ه‍ / ١٩٩٧ م.

٤٠ ـ لورنس ، هنري ، وآخرون ، الحملة الفرنسية في مصر ، ترجمة بشير السباعي ، سينا للنشر ، القاهرة ، ١٩٩٥ م.

٤١ ـ مرداد ، محمد عبد الحميد ، مدائن صالح ، المكتبة الصغيرة ، ٢٩ ، د. ت. ، ط ٢ ، ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٧ م.

٤٢ ـ موسل ، أ ، شمال الحجاز ، نقله إلى العربية د. عبد المحسن الحسيني ، الإسكندرية ، ١٩٥٢ م.

٤٣ ـ نصر ، أحمد عبد الرحيم ، التراث الشعبي في أدب الرحلات ، مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ، الدوحة ، ١٩٩٥ م.

٣٧٩

٤٤ ـ نواز ، ملك أحمد ، أدب الرحلات إلى المملكة العربية السعودية (القسم الإنجليزي) ، مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية ، مج ٤ ، ع ٢ ، ١٤١٩ ه‍ / ٩٨ ـ ١٩٩٩ م.

٤٥ ـ هورخرونيه ، سنوك ، صفحات من تاريخ مكة المكرمة ، نقله إلى العربية علي عودة الشيوخ ، أعاد صياغته وعلق عليه ، محمد محمود السرياني ، ومعراج نواب مرزا ، طبع دارة الملك عبد العزيز ، الرياض ، مجلدان ١٤١٩ ه‍ / ١٩٩٩ م.

٤٦ ـ هيوورد ، ميشيل ، ر ، ورد الطائف ، ترجمه بتصرف محمد عبد القادر الفقي ، مجلة القافلة ، مج ٤٩ ، ع ٣ ، ربيع الأول ١٤٢١ ه‍ / يوليو (تموز) ٢٠٠٠ م.

٤٧ ـ ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، دار صادر ، بيروت ، ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٩ م.

٣٨٠