تحفة الأنفس وشعار سكّان الأندلس

علي بن عبد الرحمن بن هذيل الأندلسي

تحفة الأنفس وشعار سكّان الأندلس

المؤلف:

علي بن عبد الرحمن بن هذيل الأندلسي


المحقق: عبد الإله أحمد نبهان و محمّد فاتح صالح زغل
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مركز زايد للتراث والتاريخ
المطبعة: دار البارودي للطباعة والنشر
الطبعة: ١
ISBN: 9948-06-105-5
الصفحات: ٤٠٦

خوفه ذعرا ، فتحصنّا برقاقه وبواتره ، وتحبّسنا بمحاسنه ومفاخره ، حين نهج ـ أيّده الله ـ طريق الدين من أمم ، واقتدى بالنبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأصحابه خير الأمم ، فجعل شعاره الجهاد ، وشيمته سلوك سبيل الرشاد ، فأثجمت بعدله سحائب الخيرات ، وأنجمت بعوامله غياهب الملمّات ، وتفرّج من الزمان أدهمه ، وانبلج عمود الأمان ولاح مبسمه ، وعادت به جزيرة الأندلس في حرز من نزغات الفتن ، وحفظ من لزبات الإحن ، فحمى حماها ، وذبّ عن أرجائها وفصم رداها ، وحصد شوكة أعدائها ووطىء الروم / [س ٦] وكفّها من غلوائها ، وذللها بعد استيلائها ، وخرّب ديارها ، وشتّت أحوالها ، وقتل حماتها وأبطالها ، فعظيمهم من أجله يتوقّع الحتوف في كلّ لحظة ، ويستجلب العطوف بكلّ لفظة ، فالخوف بين ضلوعه كالصلّ ، والثكل في أحشائه كالنّصل ، لا يرى من الليل سترا حالكا إلّا ظنّه جيشا فاتكا ، ولا من النهار ثغرا ضاحكا إلا توهّمه عضبا باتكا ، وقد حمّ لذلك حمامه وتشعّب نثره ونظامه ، وأتى على ضوئه ظلامه ، وبكى عليه رمحه وحسامه.

واتّضح بهذا القطر الأندلسيّ دين الإسلام ببركة دولة هذا البطل الهمام ، معمور الأرجاء ، موفور النّعماء ، مضمون النماء ، مصون السرّاء ، محجوب الضراء ،

فالحمد لله الذي شرف دولته على جميع الدّول ، وجعل ملوك الأرض لها كالأتباع والخول ، فهم تحت طاعتها يمرحون ، وفي مورد عنايتها يكرعون ، وإليها في مهماتهم يفزعون.

أبقاها الله تعالى في ذروة العزّ المكين ، والحرز الأمين ، والتّوفيق الواضح المستبين بمنّه وفضله وكرمه وطوله.

٤١

فإنّ أعظم الفوائد قدرا ، وأشرف المعاني ذكرا ، وأنجح المساعي أمرا ، أن يرفع فنّ من العلم نبيل إلى مقام ملك جليل ، لا سيّما إذا كان ذلك فيما يتعلّق بصفة الملك / [س ٧] الغالبة عليه ، ويختصّ بسجيته المنوطة به ، وقطره الراجع حكمه إليه ، فيتضاعف / [م ٣] شرف الموضوع ، ويبهر كمال المصنوع ، ويكرم جوهر المطبوع ، وذلك هو الذي أوجب على العبد تأليف هذا الكتاب وتلخيصه وتهذيبه وتمحيصه عند ما لاذ به وتمسّك بفاضل مذهبه في الجهاد والرّباط وما ينتظم بذلك من أي قرآنية ، وأحاديث نبويّة ، ومسائل فقهية ، وتواريخ علمية ، وصناعة فروسية ، وآثار ملوكيّة ، وشجاعة طبيعية ، وحكمة سياسيّة ، ومكيدة حربية ، وأبيات شعرية ، وجلاد وكفاح ، وخيل وسلاح ، وما يختار ويحمد من صفاتها ويكره ويذمّ من شياتها ، وجميع ما يختصّ بأحوال المركوب ، ويتضمن تعليم الركوب ، وتتميم المطلوب إن شاء الله ، لنقضي بذلك من حقّ مولانا ـ أيده الله ـ بعض ما وجب ، وإن كان المؤلفون بجميع فنونهم ينسلون إليه من كلّ حدب ، فإني اعتمدت على مقصد شريف ، ومنزع يوجب لقاصده التنويه والتشريف.

وجمعت هذا الكتاب من جملة تواليف ، وانتقيته من غير ما تصنيف ككتاب ابن يونس في فقه الجهاد ، وكتاب ابن المنذر أيضا في الجهاد وكتاب سيرة أجواد الأنجاد في مراتب الجهاد ، وكتاب يقظة الناعس لتدريب المجاهد / [س ٨] الفارس ، وكتاب تهذيب الإمعان في الشجاعة والشجعان ، وكتاب راحة القلوب والأرواح في الخيل والسلاح ، وكتاب سياسة ابن حزم ، وكتاب سراج الملوك ونظم السلوك ، وكتاب العقد ، وكتاب مروج الذهب ، وكتاب

٤٢

ابن أبي حزام ، وكتاب الدمياطي في الخيل وكتاب الحميدي ، وكتاب رسالة الفرس ، وكتاب الحماسة ، إلى غير ذلك من التواليف التي [كأنها] لنزارة المنقول منها هنا لم تكتب ، ومن الأجزاء التي لصغر حجمها لم تنسب. فجاء بحمد الله تعالى في فنّه مجموعا كافيا ، وفي معناه أسلوبا شافيا ، تذكرة لمن عني بالجهاد وتبصرة لأرباب الطّعان والجلاد ، وتنبيها للفارس ، وعونا للبطل الممارس ، وسمّيته : «تحفة الأنفس وشعار سكّان الأندلس» وقسمته على قسمين جامعين لفوائد غريبة ، ومعان صحيحة غير سقيمة ولا معيبة ، يشتملان على أربعين بابا ، فالقسم الأول في الجهاد والرّباط وما يتعلق بهما ويحتوي على عشرين بابا :

ـ الباب الأوّل منه : في فضل الجهاد وما أعدّ الله للمجاهد والشهيد في سبيله.

ـ الباب الثاني : في الرباط وفضله وما خصّت به من ذلك جزيرة الأندلس.

ـ الباب الثالث : في فرض الجهاد.

ـ الباب الرابع : فيما يفعله الغازي عند خروجه / [س ٩] إلى الجهاد.

ـ الباب الخامس : في مشاركة الغازي / [م ٤] ومعاونته وتجهيزه.

ـ الباب السادس : فيما يجب على الأمير أن يفعله في السّفر.

ـ الباب السابع : في امتثال الغازي أمر إمامه وأمير عسكره وقائد جماعته.

٤٣

ـ الباب الثامن : في حكم ولاة الثغور وذكر الصّوائف.

ـ الباب التاسع : في وصايا أمراء الجيوش.

ـ الباب العاشر : في التحريض على الجهاد.

ـ الباب الحادي عشر : فيما يجوز فعله في الغزو ، وما لا يجوز فعله فيه.

ـ الباب الثاني عشر : فيما يجب عمله عند إرادة اللقاء.

ـ الباب الثالث عشر : في القتال والمزاحفة إليه وما قيل في التحرّف والانحياز.

ـ الباب الرابع عشر : في مصابرة العدو ومواقفته عند اللقاء.

ـ الباب الخامس عشر : في المبارزة.

ـ الباب السادس عشر : في الشجاعة والإقدام.

ـ الباب السابع عشر : في صفة الحرب وتدبيرها والمكيدة.

ـ الباب الثامن عشر : في الفروسية والتجنّد.

ـ الباب التاسع عشر : في ذكر مشاهير فرسان العرب في الجاهلية والإسلام.

ـ الباب العشرون : في الأمور المحصنة من التغرير ، والداعية إلى النصر في الحرب.

ـ والقسم الثاني في الخيل والسلاح / [س ١٠] وما يتعلّق بهما ويحتوي أيضا على عشرين بابا :

ـ الباب الأول منه : في خلق الخيل وأوّل من اتخدها وانتشارها في الأرض.

ـ الباب الثاني : في فضائل الخيل وما جاء في ارتباطها.

٤٤

ـ الباب الثالث : في حفظ الخيل وصونها والوصية بها.

ـ الباب الرابع : فيما تسمّيه العرب من أعضاء الفرس وعدد ما في ذلك من أسماء الطير.

ـ الباب الخامس : فيما يستحب في أعضاء الفرس من الصفات وما يستحسن أن يكون شبيها به من الحيوان.

ـ الباب السادس : في ألوان الخيل وذكر الشّيات والغرر والتّحجيل والدوائر.

ـ الباب السابع : فيما يحمد من الخيل وصفة جيادها وأسماء العتاق والكرام منها.

ـ الباب الثامن : في عيوب الخيل خلقة وعادة.

ـ الباب التاسع : في اختيار الخيل واختبارها والفراسة فيها.

ـ الباب العاشر : في تعليم ركوب الخيل على اختلاف حالاته.

ـ الباب الحادي عشر : في المسابقة بالخيل والحلبة والرّهان.

ـ الباب الثاني عشر : في أسماء خيل رسول / : [م ٥] الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وفحول خيل العرب ومذكوراتها.

ـ الباب الثالث عشر : في ذكر ألفاظ شتّى وتسميات أشياء تختصّ بها الخيل.

ـ الباب الرابع عشر : في ذكر نبذة من الشعر في إيثار العرب الخيل على غيرها وإكرامها لها وافتخارها بذلك.

ـ الباب الخامس عشر : في ذكر / [س ١١] السيوف.

ـ الباب السادس عشر : في ذكر الرماح.

ـ الباب السابع عشر : في ذكر القسيّ والنّبل.

٤٥

ـ الباب الثامن عشر : في ذكر الدروع.

ـ الباب التاسع عشر : في ذكر التّرسة وشبهها.

ـ الباب العشرون : في السلاح والعدّة على الإطلاق.

وهو آخر أبواب القسم الثاني وبه تمّت الأربعون بابا ، جعل الله ذلك من المقاصد النافعة ، وكتبها عنده في النيّات الصالحة الشّافعة فهو وليّ التوفيق والهادي إليه.

٤٦

القسم الأول

٤٧
٤٨

الباب الأول

في فضل الجهاد

وما أعد الله

للمجاهد والشهيد في سبيله

٤٩
٥٠

في فضل الجهاد

وما أعدّ الله للمجاهد والشهيد في سبيله

وكتاب الله سبحانه أفضل راشد وأصدق شاهد يشهد ، ولا شيء أعظم ممّا عظّمه الله تبارك وتعالى ، وقد دلّنا على تجارة رابحة ، وصفقة بالفوز والنجاح راجحة ، فقال عزّ من قائل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ، تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ، ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ، ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)(١).

والجهاد في اللغة العربية مأخوذ من الجهد ، ومن ذلك قولهم : بلغ جهده ومجهوده وجهده الأمر إذا استنفد / [س ١٢] وسعه وطاقته (٢) ، قال الله العظيم : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ)(٣) أي دافعوا عن دينه وقاتلوا في سبيله بغاية القدرة ومنتهى القوّة.

__________________

(١) سورة الصف ٦١ / ١٠ ، ١٣

(٢) في العربية : جهد يجهد جهدا : جدّ ، ويقال : جهد في الأمر ، أي طلب حتى وصل إلى الغاية.

وبلغ المشقّة أيضا. وجاهد العدوّ مجاهدة وجهادا قاتله. والجهاد شرعا قتال من ليست له ذمة من الكفار. عن الوسيط.

(٣) سورة الحج : ٢٢ / ٧٨.

٥١

والمأمور به من ذلك شرعا هو الصّبر على حرب العداة وردع البغاة وقتال الطّغاة وحبس النفس على مكارهها الدينية في العاجل لتنال بذلك درك مسارّها ، ودفع مضارّها في الآجل.

قال سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(١).

وقال تعالى : (فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ ، وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)(٢).

[م ٦] وقال عزوجل : (وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً)(٣).

وقال جلّ وعلا : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا)(٤).

وقال تعالى : (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً ، وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ، لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ)(٥).

وقال سبحانه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ ،

__________________

(١) سورة البقرة : ٢ / ٢١٨.

(٢) سورة النساء : ٤ / ٧٤.

(٣) سورة النساء : ٤ / ٩٥ والآية بتمامها : «لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضّل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما».

(٤) سورة العنكبوت : ٢٩ / ٦٩ وتتمة الآية : (وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).

(٥) سورة الحج : ٢٢ / ٥٨ ، ٥٩.

٥٢

يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ، ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ)(١).

وقال تبارك وتعالى وذكر أحوال المجاهدين : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ) [س ١٣] (فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ ، إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ، وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ ، لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)(٢).

وقال تعالى : (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ)(٣).

وقال سبحانه : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ)(٤).

وقال عزّ من قائل : (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)(٥).

__________________

(١) سورة المائدة : ٥ / ٥٤.

(٢) سورة التوبة : ٩ / ١٢٠ ، ١٢١ وبداية الآية ١٢٠ قوله تعالى : (ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذلِكَ ...).

(٣) سورة محمد : ٤٧ / ٤ ، ٥ ، ٦ وبداية الآية الرابعة : (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً ، حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ، ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ ..).

(٤) سورة الصف : ٦١ / ٤.

(٥) سورة التوبة : ٩ / ١١١.

٥٣

وقال سبحانه في الشهداء : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ ، لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ)(١) والآي في ذلك والدلالات كثيرة.

ومما روي في المجاهدين والجهاد من الآثار وورد في مشهور الأخبار ما روي عن أبي ذرّ (٢) أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قيل له : أيّ الأعمال أفضل؟ فقال : إيمانّ بالله وجهاد / [س ١٤] في سبيله.

وروي أنه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال لرجل سأله : لو قمت الليل وصمت النهار ما بلغت نوم المجاهد.

وفي رواية أخرى : ما بلغت غبار شراك نعل المجاهد.

وسئل ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أيّ الناس أفضل؟ فقال : مؤمن مجاهد في سبيل الله بماله ونفسه.

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : ما بعد الصلاة المكتوبة أفضل عند الله من الجهاد.

__________________

(١) سورة آل عمران : ٣ / ١٦٩ ، ١٧٢.

(٢) أبو ذر (ت : ٣٢ ه‍ : ٦٥٢ م) : جندب بن جنادة بن سفيان من بني غفار من كنانة من خزيمة ، من كبار الصحابة ، قديم الإسلام ، يضرب به المثل في الصدق ، هاجر بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بادية الشام وجاء إلى دمشق في أيام عثمان وولاية معاوية ، ثم استدعاه عثمان إلى المدينة ونفاه إلى الربذة من قرى المدينة ، وتوفي بها. عن الأعلام : ٢ : ١٤٠ ـ الإصابة ٧ / ٦٠.

٥٤

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها (١).

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : [م ٧] ما اغبّرت قدما عبد في سبيل الله فتمسّه النار (٢).

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : عينان لا تمسّهما النار ، عين بكت في جوف الليل من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله (٣).

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت

__________________

(١) الحديث في فيض القدير ١٠ / ٥٠٠٧ برقم : ٧٢٨٦ وتتمته : ولقاب أحدكم أو موضع قدّه في الجنة خير من الدنيا وما فيها ، ولو اطّلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا ولأضاءت ما بينهما ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها. وقد أحال محققه إلى مسند أحمد ٣ : ٢٦٤ والبخاري ٦ : ٢٧٩٦ ومسلم ٣ : ١٨٨٠ والترمذي ٤ : ١٦٥١ وابن ماجة ٢ : ٢٧٥٥ عن أنس. والقاب : القدر. والقدّ : السوط.

(٢) ورد هذا الحديث بطرق متعددة وألفاظ مختلفة كما في كتاب الجهاد لابن أبي عاصم ١ : ٣٢٥ برقم : ١١٠ ، ١١١ ، ١١٢ ، ١١٣ ، ١١٤ ، ١١٥ ، ١١٦ ، ١١٧ فعن أبي أمامة : ما من رجل يغبارّ وجهه في سبيل الله إلا أمّنه الله دخان النار يوم القيامة. عن الطبراني في المعجم الكبير ٨ : ١١٤ برقم : ٤٧٨٢ وابن عدي في كتاب الكامل ٢ : ٥٨٧.

وعن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم): «والذي نفسي بيده ما تغبّرت قدما عبد قط ولا وجهه في شيء أفضل عند الله من الصلاة المفروضة من الجهاد في سبيل الله عزوجل.

عن الطبراني في المعجم الكبير ٢٠ : ٧٥ : ١١٤.

وعن رافع بن خديج قال : سمعت أبا عيسى يقول : سمعت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) يقول : من اغبّرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار.

انظر البخاري : باب المشي إلى الجمعة ٢ : ٣٩٠ : ٩٠٧ والترمذي في كتاب فضائل الجهاد : باب ما جاء في فضل من اغبّرت قدماه في سبيل الله ٤ : ١٧٠ : ١٦٣٢ كما ورد الحديث في سائر كتب الحديث والسنن.

(٣) الحديث في فيض القدير ٨ : ٤٠٦٩ برقم : ٥٦٤٧ عن أبي يعلى في مسنده ٧ : ٤٣٤٦ والترمذي ٤ : ١٦٣٩ عن ابن عباس وفيه : عينان لا تمسهما النار أبدا. وفي فيض القدير ٨ : ٤٠٧٠ الحديث نفسه بدون كلمة (أبدا) الترمذي ٨ : ٤٠٧٠.

٥٥

بآيات الله ، لا يفتر من صيام ولا قيام ولا صلاة حتّى يرجع المجاهد في سبيل الله (١).

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : لا يجتمع الإيمان والشّحّ في جوف رجل مسلم ، ولا يجتمع غبار الجهاد ودخان جهنّم في جوف رجل مسلم (٢).

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا (٣).

وروي أنه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : لم يكن يتلثم من الغبار في سبيل الله (٤).

__________________

(١) الحديث مشهور في كتب الحديث في أبواب الجهاد ، وقد ورد مختصرا في كتاب الجهاد لابن أبي عاصم ١ : ١٨٢ برقم : ٢٩ وقال محققه : أخرجه أبو بكر ابن أبي شيبة في المصنّف ٥ : ٢٨٧ وسعيد بن منصور في السنن ٢٣٢٠ ومن طريقهما مسلم في صحيحه : كتاب الإمارة ٣ : ١٤٩٨ ، ١٤٩٩ واللفظ له ، وأخرجه مسلم من طريق أخرى والترمذي في جامعه : كتاب فضائل الجهاد : باب ما جاء في فضل الجهاد ٤ : ١٦٤ برقم : ١٦١٩ وأحمد في المسند ٢ : ٤٢٤ ، ٤٥٩ وأبو عوانة في صحيحه ٥ : ٤٤ ، ٤٥ وابن حبان في صحيحه ١٥٨٥ ـ زوائد. والبيهقي في السنن الكبرى ٩ : ١٥٨ وفي شعب الإيمان ٢ ق. ٨٩ ب وللحديث طرق أخرى ..

(٢) هذا الحديث أورده ابن أبي عاصم في كتاب الجهاد ١ : ٣٣٩ برقم : ١١٩ بلفظ .. في جوف امرىء مسلم ، وأورد في رواية أخرى عن عائشة برقم ١٢٠ قالت : سمعت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) يقول : لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد مؤمن أبدا. وفي رواية أخرى عن أبي هريرة : في جوف عبد أبدا. قال محقق كتاب الجهاد : أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ٢ : ٤٥٣ ، ١٩٣٢ وأخرجه عبد الله بن المبارك في كتاب الجهاد ٣٠ ومن طريقه الترمذي في جامعه في كتاب فضائل الجهاد ، باب ما جاء في فضل الغبار في سبيل الله ٤ : ١٧١ برقم ٢٣١١ والنسائي في سننه ، كتاب الجهاد : باب فضل من عمل في سبيل الله على قدمه ٦ : ١٢ ومحمد بن سري في كتاب الزهد ٤٦٥ وأخرجه الطيالسي في مسنده : ٣٤٤٣.

(٣) الحديث ذكره فيض القدير ١١ : ٦٥١٤ برقم ٩٩٤٩ وعنه : مسند أحمد ٢ : ٢٩٧ ومسلم في كتابه ٣ : ١٨٩١ وأبو داود ٣ : ٢٤٩٥ والبيهقي في سننه ٩ : ١٦٥ عن أبي هريرة.

(٤) في سنن النسائي برقم : ٣٠٦٢ و ٣٠٦٣ عن أبي هريرة عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) قال : لا يجتمع غبار في سبيل الله عزوجل ودخان جهنم في منخري مسلم أبدا. وذكر ابن ماجة في كتاب الجهاد ٢٧٦٤ قول الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف مسلم ..

٥٦

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : من لم يغز ولم يحدّث نفسه بغزو مات على شعبة من نفاق (١).

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : [س ١٥] من لقي الله بغير أثر من جهاد لقي الله تعالى وفيه ثلمة (٢).

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : لموقف ساعة في سبيل الله أفضل من شهود ليلة القدر عند الحجر الأسود (٣).

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : إنّ في الجنّة مئة درجة أعدّها الله للمجاهدين في سبيله ، ما بين الدرجتين كما بين السماوات والأرض ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ، فإنّه أوسط الجنّة وأعلاها ، وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجّر أنهار الجنّة (٤).

__________________

(١) الحديث في كتاب الجهاد عن أبي هريرة ١ : ٣١١ برقم : ٩٨ من لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة وفي المصدر نفسه ص ٣١٢ برقم ٩٩ مثله عن أبي أمامة. والحديث بلفظه الذي ورد عليه في تحفة الأنفس ورد في جواهر البحار ٢ : ٧٥١ برقم ١٥٢٤ وعنه : مسند أحمد ٢ : ٣٧٤ وصحيح مسلم ١٣ : ٥٦ وأبو داود ٢٥٠٢ والنسائي ٦ : ٨ كلهم في باب الجهاد عن أبي هريرة.

(٢) الحديث في فيض القدير ١١ : ٦٠٠٧ برقم ٩٠١٢ وقال محققه هو في الترمذي ٤ : ١٦٦٦ وابن ماجة ٢ : ٢٧٦٣. والثلمة : النقصان.

(٣) الحديث في شرح السير الكبير ١ : ١٠ وفي جواهر البحار ٢ : ٧٦٢ ولفظه : موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود قال محققه : رواه ابن حبان ١٥٨٣ بالموارد عن أبي هريرة أنه كان في الرباط ففزعوا إلى الساحل ، ثم قيل : لا بأس ، وانصرف الناس وأبو هريرة واقف فمرّ به إنسان فقال : ما يوقفك يا أبا هريرة؟ فقال : سمعت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) يقول : (وذكر الحديث).

(٤) هناك قطعة من الحديث في نهاية الأرب ٦ : ١٨٨. والحديث في مسند أحمد ٢ : ٣٣٥ و ٣٣٩ بسنده عن أبي هريرة وفي البخاري باب الجهاد ٤ : ١٩ ، ٢٠ بلفظ : مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ، أراه فوق عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة.

٥٧

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : من جاهد في سبيل الله خالص النفس طيب المال كتب الله تعالى له كلّ قطرة عرق مثل جبل أحد في وزن الحسنات ، وكلّ نفس يتنفّسه أو حركة يتحركها إلى عشر أمثالها حسنات ، ولم يكتب عليه الملكان الحافظان ما قاله أو فعله من شيء حتّى ينصرف ، فإذا عاد إلى منزله عاد كالجنين يقع من بطن أمّه.

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : ما جميع أعمال البّر في الجهاد إلّا كتفلة تفلها أحدكم في بحر لجيّ.

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : تكفّل الله تعالى لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيل الله وتصديق كلمته بأن يدخله الجنّة أو يردّه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من غنيمة وأجر (١).

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : من جرح جرحا في سبيل الله كان عليه طابع الشهداء (٢).

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لن يكلم أحد في سبيل الله ـ والله أعلم بمن يكلم في سبيله ـ إلا جاء يوم القيامة [س ١٦] وجرحه يثعب دما ، اللون لون الدم ، والريح ريح المسك (٣).

__________________

(١) الحديث في الموطا : كتاب الجهاد برقم : ٨٥٠ وذكره البخاري في كتاب التوحيد برقم : ٦٠٩٠٩ ومسلم في كتاب الإمارة برقم : ٣٤٨٥.

(٢) الحديث في سنن النّسائي : كتاب الجهاد. حديث رقم : ٣٠٩٠ وفيه : «فعليه طابع الشهداء».

(٣) في البخاري ٤ : ٢٢ باب من يخرج في سبيل الله عزوجل : عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) قال : والذي نفسي بيده لا يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك ومثله عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري في السيرة النبوية ٢ : ٦١٢ في أخبار «يوم أحد» عند ما أشرف الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) على قتلى أحد.

٥٨

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : ما أحد يدخل الجنّة يحبّ أن يرجع إلى الدنيا وله ما في الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنّى أن يرجع فيقتل عشر مرّات لما رأى من الكرامة (١).

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : من طلب الشّهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه (٢).

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ للشهيد عند الله ستّ خصال : يغفر له في أوّل دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنّة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع تاج الوقار على رأسه ، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ، ويزوّج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفّع في سبعين من أقربائه (٣).

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : الشهيد يشفّع في سبعين من جيرانه حتّى إنّ الجيران

__________________

(١) صحيح البخاري (باب الجهاد) : تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا : عن أنس بن مالك. عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) قال : ما أحد يدخل الجنة يحبّ أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة ٤ : ٢٦. وانظر السيرة النبوية ٥ : ٦٢٩.

(٢) الحديث في فيض القدير ١١ : ٥٩٠٠ برقم : ٨٨٣٦ من طلب الشهادة بصدق أعطيها ولو لم تصبه. عن مسلم في صحيحه ٣ : ١٩٠٨ عن أنس وهناك رواية عن سهل بن حنيف وعن معاذ بن جبل. انظر الترمذي ٤ : ١٦٥٤ والنسائي ٦ : ٣١٦٢ وأبو داود ٥ : ١٥٢٠.

(٣) ورد الحديث في كتاب الجهاد لابن أبي عاصم ٢ : ٥٣٢ ، ٥٣٣ عن المقدام بن معدي كرب عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) قال : «إن للشهيد عند الله سبع خصال : يغفر له عند أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويحلّى حلّة الإيمان ، ويزوّج من الحور العين ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ، ويزوّج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفّع في سبعين إنسانا من أقاربه». وانظر التوسع في تخريجه في الكتاب المذكور.

٥٩

ليختصمون في قرب الجوار ، يقول هذا : أنا أقرب منك جوارا ، ويقول هذا : أنا أقرب منك جوارا (١).

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : الشهيد لا يجد ألم الموت إلا كما يجد أحدكم ألم القرصة (٢).

وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : من قاتل في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد ، فإن وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامة أو مات على فراشه بأيّ حتف كان فهو شهيد (٣).

ووقع في بعض الأخبار أنّ الله لا يضحك في يوم الحساب إلّا للغزاة في سبيله والكريم القليل ذات اليد (٤).

ولو أردنا التقصّي لخرجنا إلى الإطالة ، فإنّ فضل الجهاد / [س ١٧] عظيم وثوابه عند الله جسيم ، وهو أزكى الأعمال الموجبة لجنته وأكثرها ولوجا باب رضوانه ومغفرته ، والآثار فيه لا تحصى كثرة وشهرة.

__________________

(١) ذكر معنى هذا الحديث السابق ومثله في سنن الترمذي : كتاب فضائل الجهاد برقم : ١٥٨٦ وقال فيه : حديث حسن صحيح غريب. وانظر السنن لأبي داود : كتاب الجهاد برقم : ٢١٦٠ وابن ماجة : كتاب الجهاد برقم : ٢٧٨٩.

(٢) في جواهر البحار ١ : ٤٥٦ برقم : ٨٤٩ وفيه : الشهيد لا يجد مسّ القتل إلا كما يجد أحدكم القرصة يقرصها. وذكر محققه أنه في النسائي ٦ : ٣١ والترمذي ١٥٢٩ وابن ماجة ٢٨٠٢ والدارمي ٢٤١٣ وابن حبان ١٦١٣ عن أبي هريرة.

(٣) في سنن أبي داود برقم : ٢١٣٨ باب الجهاد. وتتمة الحديث : وإنّ له الجنة.

(٤) ورد في كتاب الجهاد ١ : ٣٩٥ برقم : ١٤٠ عن أبي سعيد الخدري يرفع الحديث قال : ثلاثة يضحك الله إليهم : الرجل إذا قام من الليل يصلّي ، والقوم إذا صفّوا في الصلاة ، والقوم إذا صفّوا في قتال العدو. وانظر تعليقات محقق كتاب الجهاد.

٦٠