تاريخ ابن يونس المصري - ج ١

أبي سعيد عبد الرحمان بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري

تاريخ ابن يونس المصري - ج ١

المؤلف:

أبي سعيد عبد الرحمان بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري


المحقق: الدكتور عبد الفتاح فتحي عبد الفتاح
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-3193-1
ISBN الدورة:
2-7451-3193-1

الصفحات: ٧٢٨
الجزء ١ الجزء ٢

سعد بن هميم بن ذهل بن هنىّ (١) بن بلىّ بن عمرو بن الحاف بن قضاعة : له صحبة. شهد فتح مصر ، وقيل (٢) : قتل يوم فتح الإسكندرية (٣). وهو أخو مسعود بن الأسود (٤).

* ذكر من اسمه «برح» :

١٧٢ ـ برح بن عسكر بن وتّار بن كزغ (٥) بن حضرمين (٦) بن التّغما (٧) بن مهرىّ بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة : وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد فتح مصر ، واختط بها وسكنها ، وهو معروف من أهل مصر (٨). ذكره سعيد بن عفير ، فقال : ابن

__________________

(١) خطّأ ابن ماكولا هذا الضبط لابن يونس ، وجعله بالفتح (هنىّ). (الإكمال ١ / ٨٨ ، ٥٥٧) ، واستشهد على ذلك بأنه نفس ضبط ابن سعيد ، ثم نقل عن ابن سعيد بقية ترجمة (برتا) ، فقال : كان أجود العرب ، نزل به قيس بن سعد بن عبادة منصرفه من مصر (السابق ١ / ٥٥٧). وقد عدت إلى ما تحت يدى من كتاب (عبد الغنى بن سعيد) ، مثل : (المؤتلف والمختلف) المطبوع ، وكذلك (المخطوط) فى نسختيه (الهند ، والمغرب) ، فلم أجد ذكرا لما قاله ابن ماكولا ، فلعله ساقط من المخطوط ، خاصة أن نسخة المغرب ناقصة الآخر. أما بخصوص ما نقله عنه زائدا عن ابن يونس ، فقد فات ابن ماكولا أنه يتعارض مع نص ابن يونس ـ بعد قليل ـ أنه توفى فى فتح الإسكندرية ؛ إذ إن فتحها الأول كان سنة ٢١ ه‍ (الولاة : ٩) ، والثانى سنة ٢٥ ه‍ (السابق : ١١). وقيس بن سعد صرفه علىّ عن ولاية مصر فى رجب سنة ٣٧ ه‍ (الولاة : ٩) ، والثانى سنة ٢٥ ه‍ (السابق : ١١). وقيس بن سعد صرفه علىّ عن ولاية مصر فى رجب سنة ٣ ه‍ (السابق : ٢٢) ، فكيف يلتقيان ، وينزل عليه قيس ضيفا؟!

(٢) تفرّد بذكرها ابن حجر فى (الإصابة) ج ١ ص ٢٨٣.

(٣) الإكمال ١ / ٥٥٧ (ولم يذكر قبلها لفظة : قيل) ، والإصابة ١ / ٢٨٣ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٧٤ (ولم يذكر كلمة : قيل).

(٤) تفرد بنقل تلك الإضافة عن (ابن يونس) ابن ماكولا فى (الإكمال) ١ / ٥٥٧ ، وقال : كذلك هو بخط الصورىّ (ناسخ كتاب ابن يونس ، ونسخته دقيقة). ويمكن مراجعة ترجمة الصحابى (مسعود بن الأسود البلوى) فى : (الاستيعاب ٣ / ١٣٩٠ ـ ١٣٩١ ، وأسد الغابة ٥ / ١٥٧) ، وهو يعد فى أهل مصر ، وشهد الحديبية وبايع ، واستأذن عمر فى الغزو إلى إفريقية ، فقال له قولته المشهورة : «لا ، إنها غادرة مغدور بها». (فتوح مصر ١٧٣ ، ٣١٥).

(٥) وردت بالراء فى (أسد الغابة) ١ / ٢٠٨ ، والمقفى ، ٢ / ٤١٠.

(٦) (حضرمى) فى المصدرين السابقين.

(٧) (النعمان) فى المصدرين السابقين.

(٨) الإكمال ١ / ٢٢٧ ، وأسد الغابة ١ / ٢٠٨. والغريب أن ابن حجر قال عنه : (وهو معروف من أهل البصرة). (الإصابة ١ / ٢٨٤). وحذا حذوه ـ دون تدقيق ـ السيوطى (حسن المحاضرة ١ / ١٧٤). وقد أوضح ابن عبد الحكم أن أصله من اليمن ، ووفد من مهرة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (فتوح مصر ٣١٦).

٦١

حسكل (١). ورأيت فى بعض الكتب القديمة فى النسب القديم بخط ابن لهيعة : برح بن عسكر. وما علمت له رواية بمصر ، ولا بغيرها (٢).

* ذكر من اسمه «بسام» :

١٧٣ ـ بسّام بن أحمد بن بسّام بن عمران : أبو الحسن المعافرى ، مولاهم المصرى.

ثقة. حدثنا عن : يونس بن عبد الأعلى ، ومحمد بن المقرئ. توفى فى شوال سنة اثنتين وثلاثمائة (٣).

* ذكر من اسمه «بسر» :

١٧٤ ـ بسر (٤) بن أبى أرطاة (٥) : اسمه (٦) عمير بن عويمر بن عمران بن الحليس بن سيّار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤىّ بن غالب القرشى العامرى. يكنى أبا عبد الرحمن (٧). كان من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وروى عنه (٨). شهد فتح مصر ،

__________________

(١) وردت فى (الإكمال) ١ / ٢٢٧ (حبنكل) ، وهو تحريف ؛ بدليل ما ذكره ابن حجر فى (تبصير المنتبه) ٣ / ٩٥٤ : أن ابن عفير قال : برح بن حسكل. وأورد فى (الإصابة) ١ / ٢٨٤ رأيّا آخر (جعله باللام : عسكل). هذا ، وقد خطأ ابن عبد الحكم رأى ابن عفير السابق ، وقطع فى المسألة بقوله : «إنما هو برح بن عسكل». (فتوح مصر ٣١٦) ، وعنه نقل السيوطى فى (حسن المحاضرة ١ / ١٧٤).

(٢) الإكمال ١ / ٢٢٧. ولمزيد من التفصيل عنه راجع : (فتوح مصر ٣١٦ ، والمقفى ٢ / ٤١٠ ـ ٤١١).

(٣) تاريخ الإسلام ٢٣ / ٨٧.

(٤) تصحّفت فى (ط. د. مؤنس) من (رياض النفوس) ١ / ٥٥ إلى (بشر).

(٥) ويقال ـ أيضا ـ : ابن أرطاة. وورد فى (حسن المحاضرة ١ / ١٧٤) : أن ابن أبى أرطاة هو الصواب ، وأن ابن حجر جعله الأصح فى (الإصابة). وبالعود إلى (الإصابة ١ / ٢٨٩ ـ ٢٩٠) ، ألفيت العكس ، ففيه رواية تذكر أن من قال : ابن أبى أرطاة ، فقد وهم (ص ٢٨٩). ويبدو من مسلك ابن عبد الحكم أن المشهور (ابن أبى أرطاة) ، وربما قالوا : (ابن أرطاة). (فتوح مصر ٢٦٠).

(٦) أى : اسم والده المعروف ب (أرطاة) ، أو (ابن أبى أرطاة). صرّح بذلك فى (الإصابة) ١ / ٢٨٩.

(٧) ورد هذا النسب مطولا فى (تهذيب الكمال) ٤ / ٦٠ ، والإصابة ١ / ٢٨٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٣٨١. وورد ببعض اختلاف فى بدايته : بسر بن أبى أرطاة بن عمرو بن عمران) ، ونقص فى نهايته (الوقوف عند لؤى) فى (تاريخ دمشق) ج ١٠ ص ٣ (ذكره ابن عساكر بسنده إلى أبى عمرو بن منده ، عن أبيه أبى عبد الله ، أنبأنا ابن يونس).

(٨) رياض النفوس (ط. مؤنس) ١ / ٥٥ ، وفى (ط. بيروت) : ١ / ٨٥ وزيادة : ذكر ذلك أبو سعيد

٦٢

واختط بها ، وله بمصر دار بسر ، وحمّام بسر (١). وكان من شيعة معاوية بن أبى سفيان ، وشهد مع معاوية صفّين. وكان معاوية وجّهه إلى الحجاز واليمن فى أول سنة أربعين ، وأمره أن ينظر من كان فى طاعة علىّ فيوقع بهم. ففعل بمكة والمدينة واليمن أفعالا قبيحة (٢). وقد ولى البحر لمعاوية ، وكان قد وسوس فى آخر أيامه (٣) ، فكان إذا لقى إنسانا ، قال : أين شيخى؟ أين عثمان؟ ويسلّ سيفه. فلما رأوا ذلك ، جعلوا له فى جفنه سيفا من خشب ، فكان إذا ضرب به لم يضرّ. حدّث عنه أهل مصر ، وأهل الشام ، وتوفى بالشام فى آخر أيام معاوية. وله عقب ببغداد ، والشام (٤).

حدثنا أسامة بن أحمد بن أسامة التجيبى ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن الوزير ، قال : حدثنا عبد الحميد بن الوليد ، قال : حدثنى الهيثم بن عدىّ ، عن عبد الله بن عيّاش ، عن الشّعبىّ : أن معاوية بن أبى سفيان أرسل «بسر بن أبى أرطاة القرشى ، ثم العامرى» فى جيش من الشام ، فسار حتى قدم المدينة ، وعليها ـ يومئذ ـ أبو أيوب «خالد ابن زيد الأنصارى» صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فهرب منه أبو أيوب إلى علىّ بالكوفة. فصعد بسر منبر المدينة ، ولم يقاتله بها أحد ، فجعل ينادى : يا دينار ، يا رزيق ، يا نجار. شيخ

__________________

ابن يونس ، وغيره. وذكره أبو عبد الله محمد بن سنجر فى مسنده فى (الصحابة) ، وذكر روايته حديث : «اللهم أحسن عاقبتنا فى الأمور كلها ، وأجرنا من خزى الدنيا وعذاب الآخرة». وأورد هذا الدعاء بروايته ـ أيضا ـ الذهبى فى (سير أعلام النبلاء) ج ٣ / ٤١٠ ، لكن الذهبى ـ رغم اعترافه بأنه فارس شجاع ، فاتك من الأبطال ـ قال : فى صحبته تردد. وفى (تاريخ الإسلام) ج ٥ ص ٣٦٩ : جزم أنه لا صحبة له ، وأن هذا هو الصحيح.

(١) تاريخ دمشق ١٠ / ٣ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٤١٠ ، وتاريخ الإسلام ٥ / ٣٦٨. وقد ثبت أنه اختط بمصر. ويبدو أنه أقام بها بعض الوقت (قال ابن عبد الحكم : اختط بسر بمصر خلف الليثيين ، الذين كانوا مع عمرو بن العاص (وهم آل عروة بن شييم) عند أصحاب القراطيس. (فتوح مصر ١١٥).

(٢) ورد أن معاوية ولاه الحجاز واليمن (تاريخ الإسلام ٥ / ٣٦٨ ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ٤١٠ ، والإصابة ١ / ٢٩٠). وسيأتى ـ بعد قليل ـ عرض لجانب من أعماله القبيحة.

(٣) سير أعلام النبلاء ٣ / ٤١٠ ، وتاريخ الإسلام ٥ / ٣٦٨ (وقرأها المحقق : «شوّش») ، والتهذيب ١ / ٣٨١ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٧٤.

(٤) تاريخ دمشق ١٠ / ٣ (بإسناد ابن عساكر إلى أبى عمرو بن منده ، عن أبيه أبى عبد الله ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب الكمال ٤ / ٦١. ويبدو أن ابن عبد الحكم هو أصل المعلومة الأخيرة المتصلة بمن حدث عنه ، وبوفاته ؛ إذ إنه قطع بأنه لم يرو عنه غير أهل مصر والشام ، وذكر أحد من روى عنه من أهل الشام (يونس بن ميسرة). وجعل وفاته بالشام أيام معاوية (فتوح مصر ٢٦٠).

٦٣

سمح عهدته ـ ها هنا ـ بالأمس (يعنى : عثمان رضى الله عنه) ، وجعل يقول : يأهل المدينة ، والله لو لا ما عهد إلىّ أمير المؤمنين ، ما تركت بها محتلما إلا قتلته.

بايع أهل المدينة لمعاوية ، وأرسل «أى : بسر» إلى بنى سلمة ، فقال : لا والله ، ما لكم عندى من أمان ولا مبايعة ، حتى تأتونى ب «جابر بن عبد الله» صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فخرج جابر بن عبد الله ، حتى دخل على أم سلمة خفيّا ، فقال لها : يا أمّه ، إنى قد خشيت على دينى ، وهذه بيعة ضلالة ، فقالت له : أرى أن تبايع ، فقد أمرت ابنى «عمر ابن أبى سلمة» أن يبايع. فخرج جابر بن عبد الله ، فبايع بسر بن أبى أرطاة لمعاوية.

وهدم بسر دورا كثيرة بالمدينة ، ثم خرج إلى مكة ، فخافه أبو موسى الأشعرى ، وهو ـ يومئذ ـ بمكة ، فتنحى عنه. فبلغ ذلك بسرا ، فقال : ما كنت لأوذى أبا موسى. ما أعرفنى بحقه وفضله!

مضى بسر إلى اليمن ، وعليها ـ يومئذ ـ عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب عاملا ل «علىّ بن أبى طالب». فلما بلغ عبيد الله أن بسرا قد توجّه إليه ، هرب إلى علىّ ، واستخلف عبد الله بن عبد المدان المرادىّ. وكانت عائشة بنت عبد الله بن عبد المدان قد ولدت من عبيد الله غلامين من أحسن صبيان الناس «أوضئه ، وأنظفه» ، فذبحهما.

وكانت تنشدهما فى الموسم فى كل عام ، تقول :

ها من أحسّ بنيّىّ (١) اللّذين هما

كالدّرّتين تخلّى (٢) عنهما الصّدف

__________________

(١) قرأها ـ هكذا ـ محقق (تهذيب الكمال) ج ٤ ص ٦٦ ، بينما قرأها محقق (الاستيعاب) ج ١ / ١٦٠ : بنىّ. وبتحليل هذه اللفظة نحويا ، وصرفيا ، ثم بيان ما يجب أن تكون عليه من خلال تقطيع بيت الشّعر عروضيا ، تبيّن لى صحة القراءة الأولى المثبتة فى المتن ، وذلك كما يلى :

أ ـ أصل هذه اللفظة : (ابن).

ب ـ وعند تصغيرها صارت (بنىّ) ـ ب : الأصل الأول ـ ن : الأصل الثانى ـ ى : ياء التصغير ـ ى : الأصل الثالث المردود.

ج ـ ولما كان المذبوحان اثنين ، وكانت المتحدثة هى أمهما ، وتسندهما إلى نفسها ؛ فقد ثنّيت الكلمة المصغّرة ، ثم أسندت إلى ياء المتكلم ، هكذا : (ب ن ى ى)

ى : ياء المثنى التى حذفت نونها للإضافة (بعدها مضاف إليه هو : ياء المتكلم).

ى : ياء المتكلم المتحركة ؛ لوجود اللام الساكنة بعدها فى (اللّذين) ؛ كى نمنع التقاء الساكنين.

د ـ الأبيات من بحر البسيط ، وتقطيع أولها كالآتى :

مستفعلن فعلن مستفعلن فعلن

مستفعلن فعلن مستفعلن فعلن

(٢) فى (الاستيعاب) ١ / ١٦٠ : تشظّى ، بمعنى : تفرّق.

٦٤

ها من أحسّ بنيّىّ اللّذين هما

سمعى وقلبى (١) فقلبى ـ اليوم ـ مختطف

ها من أحسّ بنيّىّ اللّذين هما

مخّ العظام ، فمخّى ـ اليوم ـ مزدهف (٢)

حدّثت بسرا ، وما صدّقت ما زعموا

من قولهم (٣) ومن الإفك (٤) الذي وصفوا

أنحى على ودجى (٥) ابنىّ مرهفة

مشحوذة ، وكذاك الإثم (٦) يقترف

من ذا لوالهة (٧) حرّى (٨) مفجّعة

على صبيّين ضلّا إذ غدا السّلف (٩)

قال : فلما بلغ عليّا (رضى الله عنه) مسير بسر ، وما صنع ، بعث فى عقب بسر ـ بعد

__________________

(١) فى (الاستيعاب): (وعقلى).

(٢) أى : ذاهب مستطار مشدوه. من قولهم : (ازدهف منه شيئا) : أخذه. (اللسان ، مادة : ز. ه. ف) ٣ / ١٨٧٩ ، والمعجم الوسيط ١ / ٤١٩).

(٣) فى (الاستيعاب) ١ / ١٦٠ : قيلهم.

(٤) فى المصدر السابق : الإثم.

(٥) ودج الذبيحة يودج ودجا ، ووداجا : قطع ودجها. والودجان : عرقان فى العنق يقطعهما الذّابح ، فلا تبقى بعدهما حياة. (اللسان ، مادة : و. د. ج) ٦ / ٤٧٩٢ ـ ٤٧٩٣ ، والمعجم الوسيط ٢ / ١٠٦٢).

(٦) ضبطها محقق (المصدر السابق) بما يشعر أن همزتها للوصل (الاثم) ، وهو جائز عروضيّا فى (بحر البسيط) هنا.

(٧) وله يوله ولها ، وله (يوله) ولها ، وولهانا. والوالهة : التى حيّرها الحزن ، فأذهب عقلها.

(اللسان ، مادة : و. ل. ه) ج ٦ ص ٤٩١٩ ، والمعجم الوسيط ٢ / ١١٠٠).

(٨) حرّ كبده : يبست من عطش ، أو حزن وألم ونحوهما. حرّ يحرّ حرّة وحرارة ، فهو حرّان ، وهى حرّى (والجمع : حرار ، وحرارى). (اللسان ، مادة : ح. ر. ر) ج ٢ / ٨٢٧ ـ ٨٢٨ ، والمعجم الوسيط ١ / ١٧١.

(٩) جمع سالف ، وهو كل من تقدم من الآباء وذوى القرابة ، ممن لهم سنّ ، أو فضل. (اللسان ، مادة : س. ل. ف) ج ٣ / ٢٠٦٨ ، والمعجم الوسيط ١ / ٤٦١).

٦٥

منصرفه من الشام ـ جارية بن قدامة السّعدىّ (١) ، فجعل لا يلقى أحدا خلع (٢) عليّا إلا قتله ، وأحرقه بالنار ، حتى انتهى إلى اليمن. فلذلك سمّت العرب «جارية بن قدامة» محرّقا (٣).

ويقال : إن أم عبد الرحمن ، وقثم (٤) ابنى «عبيد الله بن العباس» جويرية بنت قارظ الكنانيّة «وآل قارظ حلفاء لبنى زهرة بن كلاب». وكان عبيد الله بن العباس قد جعل ابنيه هذين «عبد الرحمن ، وقثم» عند رجل من بنى كنانة ، وكانا صغيرين. فلما انتهى «أى : بسر» إلى بنى كنانة ، بعث إليهما ؛ ليقتلهما. فلما رأى ذلك الكنانىّ ، دخل بيته ، وأخذ السيف ، ثم خرج يشد (٥) عليهم بسيفه حاسرا ، وهو يقول :

الليث من يمنع حافات (٦) الدار

ولا يزال مصلتا (٧) دون الجار

إلا فتى أورع (٨) غير غدّار

__________________

(١) صحابى يعد فى البصريين. روى عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث : (لا تغضب) ، روى عنه أهل المدينة ، والبصرة. كان مع علىّ فى حروبه ، وشهد صفين. قيل : إنه عم الأحنف بن قيس ، أو دعاه بذلك ؛ تعظيما. لقّب محرّقا ؛ لأنه حرّق على عبد الله بن الحضرمى داره ، لما أرسل إليه معاوية أن يأخذ له البصرة من خليفة ابن عباس (واليها لعلى). توفى فى خلافة يزيد بن معاوية (الاستيعاب ١ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧ ، والإصابة ١ / ٤٤٥ ـ ٤٤٦ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٤٨).

(٢) فى (تهذيب الكمال) ٤ / ٦٦ : خلع عليه عليا ، وحذفت (عليه) ؛ ليستقيم المعنى.

(٣) السابق ٤ / ٦٤ ـ ٦٦.

(٤) لعله سمىّ عمه (قثم بن العباس) ، ذلك الصحابى الصغير (ت ٥٧ ه‍). (التقريب) ج ٢ / ١٣٢.

(٥) هكذا فى (تهذيب الكمال) ج ٤ ص ٦٦. وفى (تاريخ دمشق) ١٠ / ١٢ : (يشتد).

(٦) جمع (حافة) ، دون تشديد الفاء ، أى : جوانب الدار. وحافة الشيء : طرفه ، وجانبه. (اللسان ، مادة : ح. و. ف) ٢ / ١٠٥٣ ، ومادة : ح. ى. ف : ٢ / ١٠٧٢) ، فهى واوية ويائية كذلك. وفى (المعجم الوسيط : ح. و. ف) ١ / ٢١٥. وفارق بين (حافة) ، و (حافّ) ؛ لأن الأخير هو ما يحفّ بالشيء ، ويحيط به. ومنه قوله (تعالى) : (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) [الزمر : ٧٥]. (اللسان ، مادة : ح. و. ف) ج ٢ / ٩٣٠ ، والمعجم الوسيط ١ / ١٩٢).

(٧) أى : بارزا يدافع عن جاره. وهو مأخوذ من (صلت يصلت صلتا). نقول : صلت فلانا بالسيف : ضربه. أصلت الشيء : أبرزه ، وسيف مصلت : مجرّد من غمده. (اللسان ، مادة : ص. ل. ت) ٤ / ٢٤٧٨ ، والمعجم الوسيط ١ / ٥٣٩).

(٨) تهذيب الكمال ٤ / ٦٧ ، وفى (تاريخ دمشق ١٠ / ١٣ : أروع. والمثبت فى المتن أصح ، والمقصود : إن هو إلا فتى أورع (من الورع) ، لا يعرف الغدر.

٦٦

فقال له بسر : ثكلتك أمك. والله ، ما أردنا قتلك ، فلم عرّضت نفسك للقتل؟! فقال : أقتل دون جارى ، فعسى أعذر عند الله ، وعند الناس. فضرب بسيفه حتى قتل ، وقدّم بسر الغلامين ، فذبحهما ذبحا. فخرجت نسوة من بنى كنانة ، فقالت منهن قائلة : يا هذا (١) ، هؤلاء (٢) الرجال قتلت ، فعلام يقتل الولدان؟! والله ، ما كانوا يقتلون فى جاهلية ولا إسلام. والله ، إن سلطانا لا يقوم إلا بقتل الضّرع (٣) الصغير ، والمدره (٤) الكبير ، وبرفع الرحمة ، وعقوق الأرحام لسلطان سوء. فقال لها بسر : والله ، لهممت أن أضع فيكن السيف. فقالت له : تالله ، إنها لأخت التى صنعت ، وما أنا لها منك بآمنة. ثم قالت للنساء اللاتى حولها : ويحكنّ ، تفرّقن. فقالت جويرية «أم الغلامين» امرأة عبيد الله بن العباس تبكيهما ، وذكرت هذه الأبيات بعينها ، أو نحوها (٥).

* ذكر من اسمه «بشر» :

١٧٥ ـ بشر بن عائذ الجنبىّ (٦) : مصرى ، من مراد. يكنى أبا محمد (٧).

__________________

(١) هكذا فى (تهذيب الكمال) ٤ / ٦٧ ، وفى (تاريخ دمشق) ١٠ / ١٣ : يا هذه. والأول صواب ، فالخطاب إلى (بسر).

(٢) فى (تهذيب الكمال) ج ٤ ص ٦٧ : «هذا الرجال قتلت» ، على تقدير : يا هذا ، قتلت الرجال. والمثبت فى المتن من (تاريخ دمشق) ١٠ / ١٣.

(٣) أى : الضّارع الصغير السن النحيف ، الضاوى الجسم. ومنه فى الحديث : قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لما رأى ولدى جعفر الطّيّار ـ : ما لى أراهما ضارعين؟! قالوا : إن العين تسرع إليهما. (اللسان ، مادة : ض. ر. ع) ٤ / ٢٥٨٠ ، والمعجم الوسيط ١ / ٥٥٩).

(٤) ضبطت فى (تهذيب الكمال) ج ٤ ص ٦٧ ، بفتح الميم والدال ، والصواب ما ذكرت فى المتن. ومنها الفعل (دره يدره درها) ، ومن معانيه : دره عليهم ، أى : طلع ، وهجم دون أن يشعروا به. دره عنهم : تكلم ، ودافع. دره فلانا : تنكر له. ومن المعنى الثانى جاءت لفظة النص (المدره) : السيد الشريف زعيم القوم ، والمقدّم فى اللسان واليد عند الخطابة ، والخصومة والقتال. وفى الحديث ، عن شدّاد بن أوس : «إذ أقبل شيخ من بنى عامر ، هو مدره قومه». والجمع : مداره (اللسان ، مادة : د. ر. ه) ٢ / ١٣٦٩ ، والمعجم الوسيط ١ / ٢٩٢).

(٥) تاريخ دمشق ١٠ / ١٢ ـ ١٣ ، وتهذيب الكمال ٤ / ٦٦ ـ ٦٧.

(٦) نسبة إلى (جنب) ، وهى قبيلة من اليمن ، أو هى عدة قبائل (منبّه ، والحارث ، وغيرهما) ، كانوا منفردين أقلاء أذلاء ، فسمّوا ب (جنب). فلما اجتمعوا ، صاروا قبيلة قوية (الأنساب ٢ / ٩١).

(٧) الإكمال ٦ / ١١.

٦٧

* ذكر من اسمه «بشير» :

١٧٦ ـ بشير (١) بن جابر بن عراب (٢) بن عوف بن ذؤالة (٣) بن شبوة (٤) بن ثوبان بن عبس بن غالب (٥) بن صحار بن العتيك (٦) بن عكّ بن عدثان (٧) العبسىّ الغافقى (٨) : وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد فتح مصر ، ولا تعرف له رواية (٩).

١٧٧ ـ بشير (١٠) بن النّضر بن بشير بن عمرو بن زيد بن ملحة (١١) بن عمرو بن بكر

__________________

(١) ذكر السيوطى فى (حسن المحاضرة) ١ / ١٧٦ : أن ابن حجر ذكر فى (الإصابة) : أن السمعانى ضبطه بتحتانية ، ثم مهملة مصغّرا (أى : بسير). وبالفعل ورد النص فى (الإصابة ١ / ٣١٠) ، ولم أجد له ذكرا فى (الأنساب) ٣ / ٣٩٨ ، فلعله فى نسخة أخرى ليست بين أيدينا.

(٢) ضبطها ابن الأثير هكذا (أسد الغابة) ١ / ٢٢٨ ، وابن حجر فى (الإصابة) ١ / ٣١٠. وذكرها ابن عبد البر بالعين وبالغين. (الاستيعاب ١ / ١٧٧).

(٣) هكذا ضبطها بالحروف ابن الأثير (أسد الغابة) ١ / ٢٢٨.

(٤) هكذا ضبطها بالحروف فى (المصدر السابق ، والإصابة ١ / ٣١٠).

(٥) إضافة تفرّد بها صاحب الإكمال : ١ / ٢٨١.

(٦) المصدر السابق.

(٧) نص ابن حجر على أنها بالمثلثة (الإصابة ١ / ٣١٠).

(٨) ذكر ابن عبد البر فى (الاستيعاب ١ / ١٧٧) نسبة أخرى سوى (العبسى الغافقى) ، هى (العتكىّ). ويلاحظ أنها محرفة عن (العكّىّ) ، فالنسبة إلى (عكّ) هى المقصودة. هذا ، وقد أشار ابن الأثير إلى هذه النّسب الثلاث ، وبيّن أن لا تناقض بينها ، من خلال مقارنات دقيقة رائعة ، ملخصها : أنه (عكّىّ) : نسبة إلى (عكّ بن عدثان). وعبسىّ : نسبة إلى (عبس بن صحار بن عكّ). وغافقىّ : نسبة إلى (غافق بن الشاهد بن عكّ بن عدثان) ؛ لأن عبسا وغافقا ابنا عمّ. (أسد الغابة ١ / ٢٢٨).

(٩) الإصابة : ١ / ٣١٠ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٧٦. وذكر النص دون الإشارة إلى وفادته على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كل من : ابن عبد البر فى (الاستيعاب) ١ / ٣٧٧ (وقال : ذكره حفيد يونس) ، وابن الأثير فى (أسد الغابة) ١ / ٢٢٨. وأورد النص نفسه ، دون نسبته إلى ابن يونس صاحب (الإكمال) ١ / ٢٨٢ (وقال : له صحبة) ، وكذا الأنساب ٣ / ٣٩٨.

(١٠) ضبطها بضم الباء محقق (فتوح مصر ص ٢٣٥) ، و (القضاة) ص ٣١٣. وأضاف الكندى : أن أباه ممن حضر فتح مصر ، واختط بها. وعلى كل ، فالصواب ضبطه مكبّرا (الإكمال ١ / ٢٨٠).

(١١) هكذا ضبطت فى (الإكمال) ١ / ٢٨٢ ، ووردت بكسر الميم (ملحة) ، وبالتصغير (مليحة) فى (الاستيعاب) ٣ / ١١٩٦ ، وكذلك فى (الإصابة) ترجمة الصحابى (عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة ، ويقال : مليحة). (الإصابة ٤ / ٦٦٦). ويبدو أن هذا الصحابى ابن ابن عم المترجم له (يلتقيان فى زيد).

٦٨

ابن أفرك بن عثمان بن عمرو بن أدّ بن طابخة المزنىّ (١) : قاضى مصر لعبد العزيز بن مروان. حدّث عنه جعفر بن ربيعة. وكان أبوه النضر بن بشير فيمن شهد فتح مصر. توفى بشير فى سنة سبعين ، أو سنة تسع وستين (٢).

* ذكر من اسمه «بقاء» :

١٧٨ ـ بقاء بن سلامة بن محمد المصرى : يكنى أبا القاسم. سمّى نفسه ـ بعد ذلك ـ عبد الله. كان يفهم الحديث. كتب عن النّسائى ، ومن بعده. توفى فى شوال سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة (٣).

* ذكر من اسمه «بقى» :

١٧٩ ـ بقىّ بن العاص القراطىّ (٤) : حدّث ، وسمع منه. توفى بالأندلس سنة أربع وعشرين وثلاثمائة (٥).

* ذكر من اسمه «بكر» :

١٨٠ ـ بكر بن إدريس بن الحجاج بن هارون الحجرىّ : أبو القاسم. يروى عن أبى عبد الرحمن المقرئ ، وآدم بن أبى إياس ، وغيرهما. وكان فقيها. توفى فى شوال سنة سبع وستين ومائتين (٦).

١٨١ ـ بكر بن سعيد بن عبد الله بن بكر (٧) الخولانى الأحدب الأسدى (٨) المصرى :

__________________

(١) بضم الميم ، وفتح الزاى ، وآخرها نون. والنسبة إلى مزينة بن أدّ بن طابخة بن مضر بن نزار ابن معدّ بن عدنان. واسم مزينة عمرو ، وسمى باسم أمه : مزينة بنت كلب بن وبرة. (الأنساب ٥ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨).

(٢) الإكمال ١ / ٢٨٢. وأورد الكندى فى كتاب (القضاة) ص ٣١٤ : أنه ولى القضاء بعد وفاة (عابس بن سعيد) سنة ٦٨ ه‍ ، وتوفى سنة ٦٩ ه‍.

(٣) تاريخ الإسلام ٢٥ / ١٥٩.

(٤) نسبة إلى (قراطة) ، وهى بلدة من بلاد الأندلس. هكذا قال السمعانى ، وضبطها بالحروف (الأنساب ٤ / ٤٦٥).

(٥) السابق ، وقال بعده : «هكذا ذكره أبو سعيد بن يونس فى «تاريخ المصريين».

(٦) الإكمال ٣ / ٨٧.

(٧) إضافة فى (المصدر السابق) ١ / ٣٠.

(٨) إضافة فى (تاريخ الإسلام) ١٧ / ١١٣.

٦٩

يكنى أبا عبد الله. روى عن ليث بن سعد ، وابن وهب. روى عنه يحيى بن عثمان بن صالح. توفى فى جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين ومائتين (١).

١٨٢ ـ بكر بن سهل بن إسماعيل بن نافع الدّمياطىّ ، مولاهم الهاشمى : يكنى أبا محمد. مولى الحارث بن عبد الرحمن الهاشمى. يروى عن عبد الله بن يوسف ، وشعيب بن يحيى ، وعن جماعة (٢). توفى بدمياط فى شهر ربيع الأول سنة سبع وثمانين ومائتين (٣).

١٨٣ ـ بكر بن سوادة بن ثمامة الجذامىّ (٤) المصرى : كان فقيها مفتيا (٥). روى عن ابن عمرو ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وسهل بن سعد الساعدى. روى عنه عبد الله بن لهيعة (٦) ، وعمرو (٧) بن الحارث ، وجعفر بن ربيعة ، والليث (٨). سكن القيروان. قرأت

__________________

(١) الإكمال ١ / ٣٠ ، وتاريخ الإسلام ١٧ / ١١٣.

(٢) تاريخ دمشق ١٠ / ٢٤٩.

(٣) المصدر السابق (بإسناد ابن عساكر إلى أبى عبد الله محمد بن إسحاق بن منده ، قال : أخبرنا ابن يونس) ، وسير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٢٦ ، وتاريخ الإسلام ٢١ / ١٣٥. وأضاف الذهبى عن المترجم له مادة ، أعتقد أنه أخذها عن ابن يونس ولم يصرح ، منها : أنه إمام مفسر مقرئ. ولد سنة ١٩٦ ه‍. سمع نعيم بن حماد ، وعبد الله بن صالح ، وعبد الله بن يوسف التنيسى. وقرأ على تلامذة ورش. ووصفه بأنه شيخ أسمر مربوع ، كبير الأذنين. وروى عنه : الطحاوى ، وعلى بن محمد الواعظ.

(٤) نسبة إلى جذام. ولخم وجذام قبيلتان من اليمن نزلتا الشام. وجذام هو الصّدف بن شوّال بن عمرو. ويقال : إنه الصدف بن أسلم بن زيد. (الأنساب ٢ / ٣٣). وستأتى ترجمة جده (ثمامة) فى حرف (الثاء) من (تاريخ المصريين) لابن يونس ، بإذن الله.

(٥) رياض النفوس (ط. مؤنس) ١ / ٧٤ ، و (ط. بيروت) ج ١ ص ١١٢ ، وتكملة كتاب الصلة لابن الأبّار (ط. الحسينى) ١ / ٢١٦ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٢٤ ، ونفح الطّيب ٣ / ٥٧. وذكره ابن سعد فى (الطبقة الثالثة من أهل مصر بعد أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم) ، وقال : ثقة ، إن شاء الله. (الطبقات ٧ / ٣٥٦).

(٦) توجد روايات لابن لهيعة عنه فى (فتوح مصر) : ص ٤ ، ٧٤ ، ٢٦٠ ، وغيرها.

(٧) وردت محرفة فى (حسن المحاضرة) : عمر. (ج ١ ص ٢٩٨).

(٨) ذكر ابن الأبّار فى (تكملة كتاب الصلة) ـ ط. الحسينى ـ ١ / ٢١٥ ، كثيرا من أساتيذ وتلاميذ المترجم له ، وقال : إنه نقل معظم ذلك من كتابى : ابن عبد الحكم ، وابن يونس. وبناء على ما تقدم من معرفتنا بعدم إكثار ابن يونس فى كتابه من ذلك ، فقد اقتصرت على بعض ممن لهم صلة بالمترجم له ، وذلك على سبيل التغليب.

٧٠

بخط ابن مفرّج القاضى (١) : توفى بإفريقية فى خلافة هشام بن عبد الملك (٢). وقيل : بل غرق فى بحار (٣) الأندلس ، سنة ثمان وعشرين ومائة. وجده ثمامة (٤) من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وله بمصر حديث ، رواه عمرو بن الحارث (٥). وكان بكر أحد العشرة التابعين (٦) ، وأغرب بحديث عن عقبة بن عامر ، لم يروه غيره (٧) فيما علمت. حدث عبد الله بن لهيعة ، عن بكر بن سوادة الجذامى ، عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله

__________________

(١) هو محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرّج القرطبى. سمع بقرطبة ، ورحل إلى المشرق سنة ٣٣٧ ه‍ ، فسمع بالحجاز ، والشام ، ومصر ، ثم عاد إلى الأندلس سنة ٣٤٥ ه‍. واتصل بالخليفة المستنصر بالله ، وكانت له لديه مكانة ، وألّف له عدة كتب ، وولاه قضاء ريّة وغيرها ، حتى موت المستنصر (٣٦٦ ه‍). توفى ابن مفرج سنة ٣٨٠ ه‍. (تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس ٢ / ٩٣).

(٢) رياض النفوس (ط. بيروت) ١ / ١١٢ ، وتكملة كتاب الصلة ١ / ٢١٥ ـ ٢١٦. وأورد المزى ، والسيوطى مكان الوفاة دون ذكر تاريخها (تهذيب الكمال ٤ / ٢١٦ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٩٨).

(٣) تهذيب التهذيب ١ / ٤٢٤.

(٤) ستأتى ترجمته فى (باب الثاء) من (تاريخ المصريين) لابن يونس ، بإذن الله.

(٥) الحقيقة أن ابن عبد الحكم ذكر أكثر من حديث رواه عمرو بن الحارث ، عن بكر بن سوادة (فتوح مصر ٢٦٧ ، ٢٨٥). وجدير بالذكر أن النص المتعلق به هذه الحاشية موجود فى : (تكملة الصلة) ١ / ٢١٦. ويلاحظ أن المحقق عطف هذه الجملة على التى قبلها بعلامة الترقيم (،). وفى رأيى أن هذا غير دقيق ؛ لأنه يؤدى إلى خطأ فى الفهم ؛ إذ يفيد أن عمرو بن الحارث روى عن جدّ (بكر بن سوادة) ، وهو غير صحيح. إن عمرو بن الحارث (٩٠ ـ ١٤٨ ه‍) لا يمكن أن يكون قد سمع من الصحابى (ثمامة) ؛ إذ إن آخر الصحابة موتا فى مصر هو عبد الله ابن الحارث بن جزء مات سنة ٨٦ ه‍). (الإصابة ٤ / ٤٦). ثم إن الثابت أن عمرو بن الحارث روى عن بكر بن سوادة ، لا جده (تهذيب التهذيب ٨ / ١٤ ـ ١٥) ، ولذلك عدّلت علامة الترقيم إلى نقطة (.) ؛ لتبدو جملة مستأنفة ، تعود على صاحب الترجمة الأصلى (بكر بن سوادة).

(٦) فسر ذلك ابن الأبّار فى (تكملة الصلة) ١ / ٢١٦ بقوله : هم الذين أرسلهم عمر بن عبد العزيز إلى إفريقية فى خلافته ؛ لتفقيه أهل إفريقية ، وتعليمهم أمر دينهم. (راجع تراجمهم فى : (طبقا تعلماء إفريقية وتونس لأبى العرب ٨٤ ـ ٨٦ ، ورياض النفوس (ط. بيروت) ١ / ٩٩ ـ ١١٨).

(٧) ورد فى (تكملة كتاب الصلة) لابن الأبّار (ط. الحسينى) : ج ١ ص ٢١٦ : لم يروه عن غيره فيما علمت. وهى عبارة غير دقيقة ، فالمقصود : أنه حديث غريب ، لم يسمع إلا من طريقه.

٧١

صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا كان على رأس مائتين ، فلا تأمر بمعروف ، ولا تنه عن منكر ، وعليك بخاصة نفسك» (١).

١٨٤ ـ بكر بن شريح المصرى : يروى عن خالد بن نجيح (٢).

١٨٥ ـ بكر بن عبد الله بن صحّار الغافقىّ : شهد فتح مصر (٣).

١٨٦ ـ بكر بن عمرو المعافرى المصرى : إمام مسجد الفسطاط بمصر. يحدث عن مشرح بن هاعان (٤) ، والحارث بن يزيد الحضرمى ، وغيرهما. حدّث عنه يزيد بن أبى حبيب ، وحيوة بن شريح ، وعمرو بن الحارث ، وخالد بن حميد (٥). توفى فى خلافة أبى جعفر المنصور ، وكانت له عبادة وفضل (٦).

١٨٧ ـ بكر بن القاسم بن قضاعة القضاعىّ الفارانىّ (٧) الإسكندرانىّ : يكنى أبا الفضل. توفى بالإسكندرية سنة سبع وسبعين ومائتين (٨).

__________________

(١) رياض النفوس (ط. بيروت) : ١ / ١١٢ ، وتكملة الصلة ١ / ٢١٦ ، والنفح ٣ / ٥٧. وعلّق المالكى بأن هذا الحديث إشفاق من الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم على أمته ، أن ينال أفرادها مكروه فى جسم ، أو عرض ، أو مال ؛ لتغيّر الزمان ، وقلة المعين. أما من قدر على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر دون تعرضه لأذى يفسده ، أو يغيّر نفسه ، فهو فرض عليه. (رياض النفوس ـ ط. بيروت) : ١ / ١١٣. وانظر مزيدا من الشرح والتعليق لابن ناجى فى (معالم الإيمان) : ١ / ٢١٢. وذكر ابن ناجى أن المالكى ذكر أن الحديث المذكور غريب ، لم يروه غيره فى علمه (أى : فيما يعلم). والصواب : أن العبارة لابن يونس ، ونقلها المالكى عنه.

(٢) الإكمال ٤ / ٢٨٥.

(٣) السابق : ٥ / ١٧٤ ، وأضاف : ذكره سعيد بن عفير. كذلك وجدته فى كتاب ابن يونس (وهو ـ غالبا ـ تاريخ المصريين) بخط أبى القاسم بن الثلّاج ، مشدّد الحاء (أى : اسم جدّ المترجم له). وهذا موافق لما قاله ابن ماكولا فى ذلك الباب. وأشار ابن ماكولا إلى أنه غير موجود فى نسخة الصورى ؛ مما يدل على بعض الاختلاف بين نسخ كتاب ابن يونس.

(٤) فى (تاريخ دمشق) ١٠ / ٥٤ ، بإسناده إلى أبى عبد الله بن منده ، قال لنا ابن يونس : ذكره بتقديم العين (عاهان). والصواب : تقديم الهاء ، كما ذكر ابن حجر فى (التقريب) : ٢ / ٢٥٠. وسوف يترجم ابن يونس ل (مشرح بن هاعان) فى (باب الميم) ؛ بإذن الله.

(٥) تاريخ دمشق ١٠ / ٢٥٤.

(٦) السابق ، وتهذيب الكمال ٤ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣ ، وتاريخ الإسلام ٩ / ٧٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٢٦.

(٧) نسبة إلى جبال (فاران) ، وهى جبال بالحجاز ، وقيل : إن فى التوراة ذكر هذه الجبال. (الإكمال ٧ / ٨٠ ، والأنساب ٤ / ٣٣١).

(٨) المصدران السابقان.

٧٢

١٨٨ ـ بكر بن مضر بن محمد بن حكيم بن سلمان المصرى : يكنى أبا محمد ، وقيل : أبو عبد الملك. توفى يوم الثلاثاء سنة أربع وسبعين ومائة ، وكان عابدا (١).

* ذكر من اسمه «بكير» :

١٨٩ ـ بكير : مولى عمرة بنت حنين ، مولى أم حجير بنت أبى ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. هو جدّ يحيى بن عبد الله بن بكير. حدّث عن مهاجر مولى أم سلمة. توفى سنة اثنتين وستين ومائة (٢).

* ذكر من اسمه «بوى» :

١٩٠ ـ بوىّ (٣) بن ملكان الصّدفىّ : شهد فتح مصر. وهو من ولد «سيف بن بوىّ ابن الأجذوم بن الصّدف» (٤).

* ذكر من اسمه «بلال» :

١٩١ ـ بلال التّجيبى البرنيلىّ : يكنى أبا زرعة. كان ينزل البرنيل ، وهى من كورة الشرقية بمصر. وهو مولى لبنى سوم بن عدىّ. حدّث ، وروى عنه إبراهيم بن نشيط. قيل : إنه قتل فى فتنة القرّاء بمصر سنة سبع عشرة ومائتين (٥).

__________________

(١) تهذيب التهذيب ١ / ٤٢٨ ـ ٤٢٩. وذكر أنه روى عن جعفر بن ربيعة ، وعمرو بن الحارث ، وغيرهما. روى عنه : ابنه إسحاق ، وابن وهب ، وابن بكير ، وغيرهم. ذكر ابن عفير مولده سنة ١٠٢ ه‍ ، وذكر غيره ميلاده سنة ١٠٠ ه‍. ووثقه ابن معين.

(٢) الإكمال ٢ / ٢٨.

(٣) ضبطه ابن ماكولا بالحروف ، وقال : هو من كنانة ، واكتفى بذكره وذكر أبيه. (الإكمال) ١ / ٣٧٤.

(٤) تبصير المنتبه ج ١ ص ١١٢ (ذكره ابن يونس).

(٥) الأنساب ١ / ٣٣٢. ووردت المعلومات نفسها (تعريف الكورة ، واسم المنتسب إليها ، وسنة مقتله ، دون ذكر لفظة : (قيل) فى (معجم البلدان) لياقوت : ج ١ ص ٤٧٩. ولعلها ثورة القراء التى قاموا بها ؛ احتجاجا على مقتل (وهيب الشارى) على يد الوليد بن رفاعة والى مصر. وقد كان سبب مقتل (وهيب) أنه حاول الفتك بالوالى المذكور ؛ احتجاجا على سماحه للنصارى ببناء إحدى الكنائس (الولاة للكندى ص ٧٧ ـ ٧٨).

٧٣

١٩٢ ـ بلال بن الحارث بن عصم (١) بن سعيد (٢) بن قرّة (٣) المزنىّ (٤) : وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى وفد مزينة سنة خمس من الهجرة (٥) ، وسكن بموضع يعرف ب «الأشعر» ـ وراء المدينة (٦) ـ وكان أحد من يحمل ألوية مزينة يوم الفتح (٧). ثم قدم مصر ، وشهد غزو إفريقيّة سنة سبع وعشرين ، مع عبد الله بن أبى سرح (٨).

١٩٣ ـ بلال بن يحيى بن هارون الأسوانىّ : مولى بنى أمية. يكنى أبا الوليد. حدّث عن مالك بن أنس ، والليث بن سعد ، وابن لهيعة. توفى يوم الجمعة لسبع بقين من ذى القعدة سنة سبع عشرة ومائتين. حدّث عنه يحيى بن بكير (٩).

__________________

(١) هكذا وردت مضبوطة فى (الاستيعاب) ١ / ١٨٣ ، وأسد الغابة ١ / ٢٤٢ ، والإصابة ١ / ٣٢٦. وأوردها ابن عساكر محرفة فى (تاريخ دمشق) ١٠ / ٢٩٥ (عكم).

(٢) انفرد المصدر السابق بتحريف الاسم المذكور إلى (سعد).

(٣) أكد ابن الأثير أنه بالقاف (قرّة) ، لا بالميم (مرّة). (أسد الغابة ١ / ٢٤٢).

(٤) ذكر هذا القدر من النسب ابن عساكر بإسناده إلى أبى عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد ابن يونس). (تاريخ دمشق ١٠ / ٢٩٥). ويمكن معرفة كنية المترجم له (أبو عبد الرحمن) ، ونسبه بالكمال بالرجوع إلى : (أسد الغابة ١ / ٢٤٢).

(٥) حدّد ابن الأثير ذلك بشهر رجب (السابق) ، وذكر أنه مدنى. وصرّح ابن حجر أنه من أهل المدينة (فلعل إسلامه تأخر إلى السنة المذكورة). (الإصابة ١ / ٣٢٦).

(٦) ربما قصد جبل الأشعر ، الذي يجاوره جبل الأجرد ، وهما جبلا جهينة بين المدينة والشام. (معجم البلدان ١ / ٢٣٥).

(٧) معالم الإيمان ١ / ١٣١.

(٨) تاريخ دمشق ١٠ / ٢٩٥ ، ومعالم الإيمان ١ / ١٣١. وحدّدت بعض المصادر تاريخ وفاته (سنة ٦٠ ه‍) عن (٨٠ سنة). (الاستيعاب ١ / ١٨٣ ، وتاريخ دمشق ١٠ / ٢٩٩ ، وأسد الغابة ١ / ٢٤٢ ، والإصابة ١ / ٣٢٦).

(٩) الطالع السعيد ١٧٤ ، وقال : (ذكره ابن يونس فى تاريخ مصر).

٧٤

باب التاء

* ذكر من اسمه «تدوم» :

١٩٤ ـ تدوم بن صبح الكلاعىّ (١) ثم الميتمىّ (٢) : ويقال : يدوم (بالياء). والصواب :

تدوم. روى عن تبيع بن عامر (٣). حدّث عنه : يزيد بن عمرو المعافرى (٤).

* ذكر من اسمه «تميم» :

١٩٥ ـ تميم بن أوس اللّخمىّ ، ثم الدّارىّ (٥) : يكنى أبا رقيّة. صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. كان ينزل دمشق. يقال : قدم إلى مصر ؛ لغزو البحر. حدّث عنه من أهل مصر علىّ بن رباح بحديث واحد. وكذلك روى عنه موسى بن نصير (٦).

١٩٦ ـ تميم بن إياس بن البكير الليثى : شهد فتح مصر ، وقتل بها مع من استشهد (٧).

١٩٧ ـ تميم بن عبد الله بن شرحبيل العنسىّ المصرى : روى عنه عمرو بن الحارث ، وضمام بن إسماعيل (٨).

__________________

(١) نسبة إلى قبيلة ، يقال لها : كلاع ، نزلت الشام ، وأكثرها نزل (حمص). (الأنساب ٥ / ١١٨).

(٢) هكذا ضبطها ابن ماكولا فى (الإكمال) : ٧ / ٣٢٤ ، وعرّفها السمعانى ـ بعد ضبطها بالحروف ـ بأنها بطون من قبائل شتى ، منها فى (نسب حمير) : ميتم بن سعد ، وهو بطن فى ذى الكلاع ، وهو رهط (كعب الأحبار بن ماتع الحميرى) ، ومنهم الشخصية المترجم لها. (الأنساب ٥ / ٤٢٦ ـ ٤٢٧).

(٣) ستأتى ترجمة ابن يونس له فى باب (التاء) من كتابه : (تاريخ الغرباء) ، بإذن الله.

(٤) الإكمال ٧ / ٣٢٤ ، والأنساب ٥ / ٤٢٧.

(٥) نسبة إلى جدّه (الدّار) ؛ فهو تميم بن أوس بن خارجة بن سواد بن جذيمة بن ذراع بن عدى بن الدار بن هانئ. (السابق ٢ / ٤٤٢).

(٦) تاريخ دمشق : ١٠ / ٤٦٣. وفى (الإصابة) لابن حجر ١ / ٣٦٨ : نصرانى أسلم سنة ٩ ه‍ ، وكان راهب فلسطين ، وعابدها. وهو أول من قصّ فى عهد عمر بن الخطاب (رضى الله عنه). وكان قد روى الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم عنه (حديث الجسّاسة). وسكن فلسطين بعد مقتل عثمان (رضى الله عنه) ، ومات بها.

(٧) الإصابة ١ / ٣٧٦ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٧٨.

(٨) الأنساب ٤ / ٢٥٣.

٧٥

١٩٨ ـ تميم بن فرع المهرىّ (١) : مصرى حدّث عن عمرو بن العاص ، وعقبة بن عامر ، وأبى بصرة (٢). حدّث عنه حرملة بن عمران. حضر فتح الإسكندرية (٣) الثانى (٤).

١٩٩ ـ تميم بن يونس الزّوفىّ : مولى زوف. يكنى أبا الأخنس. يروى عن ابن لهيعة. زعم ذلك يحيى بن عثمان بن صالح (٥).

* ذكر من اسمه «توبة» :

٢٠٠ ـ توبة بن زرعة بن نمر بن شاجى البسّىّ (٦) : شهد فتح مصر. ذكره فى كتبهم (٧).

٢٠١ ـ توبة بن نمر (٨) بن حرمل بن يغلب بن ربيعة بن نمر بن شاجى الحضرمى اليغلبىّ (٩) ، ثم البسّىّ : وهو بطن من حمير (١٠). يكنى أبا محجن ، وأبا عبد الله (١١). من

__________________

(١) ورد فى (الأنساب) ج ٤ / ٣٦٧ : أنه الفرعىّ المصرى ، وأنه ينسب إلى الفرع والده.

(٢) حرّفت فى (المصدر السابق) إلى (نضرة) ، وتصويبها فى (التقريب) ٢ / ٣٩٥.

(٣) الإكمال ٧ / ٦٥ ، والأنساب ٤ / ٣٦٧ (ذكره أبو سعيد بن يونس فى تأريخه لأهل مصر).

(٤) زيادة من (الإكمال) : ٧ / ٦٥. وذكر ابن عبد الحكم فى (فتوح مصر) ص ١٧٨ ، وابن أبى حاتم فى (الجرح والتعديل) مجلد ١ قسم ١ ص ٤٤١ ، رواية رواها (تميم بن فرع) هذا ، صرّح فيها باشتراكه فى فتح الإسكندرية الثانى (٢٥ ه‍) ، وبيّن أنه لم يسهم له ، حتى كادت تقع بين قومه وقريش منازعة. وأرسلوا إلى الصحابيين المصريين (أبى بصرة ، وعقبة بن عامر) ، فطلبا إليهم أن ينظروا إن كان (تميم) أنبت (بلغ الحلم) أو لا ، فإن كان قد أنبت أسهموا له. فلما نظر بعضهم ، وجدوه كذلك ، فأسهموا له. وهذا يعنى أن تميما ـ غالبا ـ دخل مصر مع أبيه صغيرا مع الفتح ، حتى كان يشكّ فى بلوغه فى (فتح الإسكندرية الثانى). ومن هنا ، فقد ذكره ابن يونس فى (تاريخ المصريين).

(٥) الإكمال ٤ / ٢١٦ ، والأنساب ٣ / ١٧٨.

(٦) نسبة إلى (بس) ، وهو بطن من حمير (السابق ١ / ٣٥٥).

(٧) الإكمال ٥ / ١٣٩.

(٨) هكذا بدون (ال) فى (الإكمال ٢ / ٤٤٣ ، ٥ / ١٣٩ ، وتاريخ الإسلام ٧ / ٣٣١ ، ورفع الإصر ١ / ١٥٨) ، بينما ورد معرّفا ب (ال) فى : (الأنساب ٥ / ٧٠٠ ، وتبصير المنتبه ١ / ١٩٨).

(٩) نسبة إلى أحد أجداده (يغلب). (الأنساب ٥ / ٧٠٠). وهذا النسب المذكور منقول عن (الإكمال) ٢ / ٤٤٣ ، والأنساب ٥ / ٧٠٠ (وإن ذكر «شاهبى» مكان «شاجى» ، وهو تحريف. وقد اكتفيت بهذا القدر من النسب ؛ لتصريح السمعانى بعد انتهاء مقتبسه عن ابن يونس بقوله : «هكذا ذكره أبو سعيد بن يونس فى (تاريخ المصريين).

(١٠) إضافة من (الإكمال) ٥ / ١٣٩.

(١١) ذكر الكنيتين : (المصدر السابق ، وتاريخ الإسلام ٧ / ٣٣١ ، ورفع الإصر (١ / ١٥٨).

٧٦

أهل مصر. جمع له القضاء ، والقصص بمصر (١). حدّث عنه : زياد بن العجلان (٢) ، والعلاء بن كثير ، وعمرو بن الحارث ، والليث بن سعد ، وابن لهيعة ، ورجاء بن أبى عطاء (٣) ، وضمام بن إسماعيل. توفى سنة عشرين ومائة (٤) ، وكانت له عبادة وفضل (٥).

وكانت له امرأة ـ يقال لها : عفيرة ـ من علية النساء ، وأهل الفضل. وكانت ولايته القضاء من قبل «الوليد بن رفاعة» ، فولّاه القضاء فى مستهل صفر سنة خمس عشرة ومائة (٦).

__________________

(١) تاريخ الإسلام ٧ / ٣٣١.

(٢) كذا وردت فى (الأنساب) ٥ / ٧٠٠ ، بينما عرّفت ب (ال) فى (الإكمال) ٥ / ١٤٠ ، ورفع الإصر ١ / ١٥٨.

(٣) كذا فى (الإكمال ٥ / ١٤٠ ، وسقطت لفظة : (أبى) فى (الأنساب ٥ / ٧٠٠).

(٤) تاريخ الإسلام ٧ / ٣٣١.

(٥) الأنساب ٥ / ٧٠٠ ، ورفع الإصر : ١ / ١٥٨. ويلاحظ أن ابن ماكولا فى (الإكمال) ٥ / ١٣٩ ـ ١٤٠ : لم يصرح بنسبة المادة المذكورة فى ترجمة (توبة) إلى ابن يونس ، وكان قد ذكر ـ بعد إيراده نسبه ـ فى ج ٢ ص ٤٤٣ : أنه ذكر ترجمته فى غير موضع من كتابه. وبمقارنة مادته بما ورد فى المصادر الأخرى المصرّحة فى النقل عن ابن يونس ، ألفيناها متطابقة ؛ مما يدل على أنها منقولة ـ أيضا ـ عن مؤرخنا ، وفات ابن ماكولا النصّ على ذلك.

(٦) زيادة يترجح لدىّ أنها لابن يونس ، تفرّد بذكرها ابن حجر فى (رفع الإصر) : ١ / ١٥٨.

٧٧

باب الثاء

* ذكر من اسمه «ثابت» :

٢٠٢ ـ ثابت بن رويفع بن ثابت بن السّكن الأنصارىّ : روى عن أبى مليكة البلوى.

روى عنه يزيد بن أبى حبيب. وقد روى الحسن البصرى عن ثابت بن رفيع (من أهل مصر) (١) ، وأظنه ثابت بن رويفع هذا ؛ فإن أباه معروف الصحبة فى المصريين (٢).

٢٠٣ ـ ثابت بن طريف المرادىّ ، ثم العرنىّ (٣) : صحابى من العرب ، أدرك الجاهلية.

شهد فتح مصر وغيرها من الأمصار ، وأدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. روى عنه أبو سالم الجيشانىّ (٤).

٢٠٤ ـ ثابت بن مثوب القبضىّ : القبض : بطن من رعين. شهد فتح مصر ، وكان عريف ربع رعين ، والمعافر (٥).

__________________

(١) ترجم له ابن عبد البر فى (الاستيعاب ١ / ٢٠٦) تحت اسم (ثابت بن رفيع) ، وأضاف ما يلى :

(ويقال : ابن رويفع الأنصارى). سكن البصرة ، ثم سكن مصر. حدّث عنه الحسن البصرى ، وأهل الشام. وكذا ذكر ابن الأثير فى (أسد الغابة ١ / ٢٦٨) ، وأضاف : أنه كان يؤمّر على السرايا ، وروى حديث (إياكم والغلول). وفى ص ٢٦٩ : أضاف أن بعض العلماء (ومنهم : ابن يونس) قالوا : رفيع مصحّف مقلوب عن (رويفع). ثم رجّح هذا الرأى ؛ لأن أبا سعيد أعلم بأهل بلده وأضبط ، ومرجع أكثر الأئمة فى (المصريين) إليه. وإن كان (ثابت بن رويفع) هذا ليس كما ذكر ابن يونس ، فلا يعلم من هو!

(٢) المصدر السابق ، والإصابة ١ / ٣٨٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٧٩. وجدير بالذكر أن ابن عبد الحكم ذكر خطّته ، التى سكنها فى مصر (فتوح مصر ص ١٠٩ ـ ١١٠). وأورد عدة أحاديث رويت عنه فى مصر (السابق : ص ٢٧٩ ـ ٢٨٠).

(٣) نسبة إلى (عرينة) ، وهى قبيلة من (بجيلة) ، أو واد بين عرفات ومنى (الأنساب ٤ / ١٨٢).

(٤) أسد الغابة ١ / ٢٧٢ (ذكره ابن منده ، عن ابن يونس بن عبد الأعلى) ، والإصابة ١ / ٤١٧. وزعم ابن حجر فيه أن ابن الأثير تعقّب فى المصدر السابق كلام ابن منده ، وذكر أن ابن منده لم يصرح بصحبة (ثابت بن طريف) ، وإنما ذكره ؛ لكونه أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وباعتباره شارك فى الفتوح ، فلابد أن يكون أدركه هو وغيره من أمثاله ، سواء لهم الصحبة ، أم لا. والحق أن ابن حجر فيما ذكره عن ابن منده غير دقيق ، فابن الأثير لم ينف صحبته ، وابن منده صرح (نقلا عن ابن يونس) أكثر من مرة بصحبته. ويبدو أن نقل ابن حجر ما فى (أسد الغابة) مختصرا ، أدى إلى عدم الدقة فى عرض ذلك المختصر.

(٥) الإكمال ٤ / ٢٨٢ ، وأضاف : قاله ابن يونس. كذلك هو بخط (الصورى) بالقاف والباء المعجمة الواحدة (يقصد : القبضىّ).

٧٨

٢٠٥ ـ ثابت بن النعمان بن أميّة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس : يكنى أبا حبّة. من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو الذي يقال له : البدرىّ. يقال : إنه شهد فتح مصر (١). وفى ذلك نظر. وليست له بمصر رواية نعلمها (٢).

٢٠٦ ـ ثابت بن يزيد الخولانى المصرى : توفى قريبا من سنة عشرين ومائة (٣).

* ذكر من اسمه «ثعلبة» :

٢٠٧ ـ ثعلبة بن أبى رقيّة اللّخمىّ : شهد فتح مصر ، وله ذكر فى كتبهم (٤). وقد ذكره سعيد بن كثير بن عفير فى أشراف لخم بمصر (٥).

* ذكر من اسمه «ثمامة» :

٢٠٨ ـ ثمامة الرّدمانىّ مولاهم : له إدراك (٦). شهد مع مولاه خارجة بن عراك (٧) فتح مصر ، صحبة عمرو بن العاص (٨).

٢٠٩ ـ ثمامة بن أبى ثمامة بكر (٩) الجذامىّ : أبو سوادة. وجدت فى كتاب «عمرو بن الحارث» ، عن بكر بن سوادة الجذامى ، عن مولى لهم : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا لجده ثمامة (١٠).

__________________

(١) أسد الغابة ١ / ٢٧٧ ، والإصابة ١ / ٣٩٦ ـ ٣٩٧ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٧٩.

(٢) الإكمال ٢ / ٣٢١.

(٣) ذيل ميزان الاعتدال ، للعراقى : ص ١١٦. وأضاف : روى عن ابن عمر. قال بعضهم : روى عن ابن عمه ، عن ابن عمر. وذكر أن هذا هو الصحيح.

(٤) أسد الغابة ١ / ٢٨٥ ، والإصابة ١ / ٤١٧ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٨٠.

(٥) الإكمال ٤ / ٨٩.

(٦) أى : أدرك حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٧) ترجم له ابن حجر تحت اسم (خارجة بن عقال الرّعينىّ ، ثم الزّيادىّ) ، وقال : له إدراك ، وكان ممن شهد فتح مصر مع عمرو بن العاص. تقدم فى ترجمة (ثمامة). (الإصابة ٢ / ٣٥٣).

(٨) السابق ١ / ٤١٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٨٠.

(٩) سقطت هذه اللفظة من (أسد الغابة) ١ / ٢٩٦.

(١٠) السابق ، والإصابة ١ / ٤١٢ (رواه ابن منده ، عن ابن يونس) ، وحسن المحاضرة ١ / ١٨٠. ويلاحظ أن ابن يونس سبق أن ترجم لحفيده فى (تاريخ المصريين) هذا تحت اسم (بكر بن سوادة بن ثمامة) فى باب (الباء) ترجمة رقم ١٨٣.

٧٩

٢١٠ ـ ثمامة بن شفىّ الهمدانىّ الأحروجىّ (١) : ويقال : الأصبحىّ. يكنى : أبا علىّ المصرى. غزا مع فضالة بن عبيد رودس (٢). توفى فى خلافة هشام بن عبد الملك قبل العشرين ومائة (٣).

* ذكر من اسمه «ثوب» :

٢١١ ـ ثوب بن شريد بن قزبة بن سلمان بن يريم بن مالك بن جديس بن شرحبيل ابن عمرو بن يافع اليافعىّ : شهد فتح مصر (٤).

* ذكر من اسمه «ثوبان» :

٢١٢ ـ ثوبان بن إبراهيم المصرى (المعروف بذى النون) : وقيل : الفيض بن إبراهيم. كان عالما حكيما فصيحا ، وكان أبوه نوبيا ، وقيل : من أهل إخميم ، مولى لقريش. توفى فى ذى القعدة سنة خمس وأربعين ومائتين (٥).

٢١٣ ـ ثوبان بن بجدد : مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. يكنى أبا عبد الله. صحابى شهد فتح مصر ، واختط بها (٦).

__________________

(١) نسبة إلى (الأحروج) بالضم. بطن من بطون همدان. (الأنساب ١ / ٨٨).

(٢) ذكر ذلك مغلطاى فى (مخطوطة إكمال تهذيب الكمال) ج ٢ / ق ٤٥ ، وقبلها قال : (وذكر ابن يونس فى تاريخ بلده). ولعله مما يصدّق هذه الرواية ما رواه ابن عبد الحكم : أن أبا على الهمدانى (وهو ثمامة بن شفىّ) رأى فضالة بن عبيد يأمر بقبور المسلمين بأرض الروم ، فسوّيت بالأرض (فتوح مصر ٢٧٨). فهو ـ إذن ـ جاهد معه فى بلاد الروم. ورودس : جزيرة فى بحر الروم مقابل الإسكندرية على ليلة منها فى البحر (معجم البلدان ٣ / ٩٠).

(٣) تهذيب الكمال ٤ / ٤٠٤ ـ ٤٠٥ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٥. هذا ، وقد ذكر السمعانى فى (الأنساب ١ / ٨٨) ترجمة ل (ثمامة بن شفى) أكاد أجزم بنقله إياها عن (ابن يونس) ، لكنه أغفل النص على ذلك ، كعادته فى بعض الأحايين ، خاصة أنه ساق النسب ، وما يتصل بالوفاة تماما ، كما ورد فى المصادر التى نصّت على اقتباسهما من ابن يونس. وبقى أن أنقل عنه ما أغفلته المصادر الأخرى مما أعتقد أن ابن يونس ذكره ، وهو اقتبسه منه ، وهو كما يلى : حدّث عن فضالة بن عبيد ، وعقبة بن عامر ، وغيرهما. وهو من أهل مصر. روى عنه يزيد بن أبى حبيب ، والحارث بن يعقوب ، وعمرو بن الحارث. ثقة.

(٤) الإكمال ١ / ٥٦٨. ويغلب على ظنى مصريته ، فقبيلة يافع من القبائل ذات الخطط والاستقرار فى مصر عقيب الفتح (القبائل العربية فى مصر ، للدكتور البرى) ص ٢٥٣ ـ ٢٥٤.

(٥) وفيات الأعيان ١ / ٣١٥ ـ ٣١٦ ، وسير أعلام النبلاء ١١ / ٥٣٣ ، وتاريخ الإسلام ١٨ / ٢٦٦.

(٦) سير أعلام النبلاء ٣ / ١٦ ، وأضاف : أن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعتقه بعد شرائه ، فلزم صحبته ،

٨٠