تاريخ واسط

أسلم بن سهل الرزّاز الواسطي

تاريخ واسط

المؤلف:

أسلم بن سهل الرزّاز الواسطي


المحقق: كوركيس عوّاد
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥٩

الله الى الجنة. قالت : لا تزكيني يا ابن عباس ، فو الله لو أنّ لي ما على وجه الأرض من صفراء أو بيضاء ، لافتديت به من هول المطلع.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا أبو مسلم ابراهيم بن عبد الله ، قال : ثنا القعنبي ، قال : ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمر بن جعدة عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه ، قال : قال عمر رضوان الله عليه : ألا لو انّ لي الدنيا بما فيها لافتديت بها من هول يوم المطلع.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا زكريا بن يحيى ، قال : ثنا هشيم عن الفضل بن دلهم ، قال : قال زياد (وكان من أصحاب الحسن) : يا أبا سعيد : ما القرن؟ قال : عشرون سنة.

(قال أبو الحسن : ثنا زكريا بن يحيى ، قال : ثنا هشيم ، قال : ثنا أبو الجودي (واسمه الحارث بن عمير) عن نافع ، قال : قمت أصلّي في ثوب واحد. فرآني ابن عمر رضي‌الله‌عنه. فلما سلّمت ، قال لي اذهب الى السوق. فقلت : آخذ عليّ ثوبي. فقال تقوم بين يدي الله تعالى في ثوب واحد؟ فاذا ذهبت الى السوق أخذت عليك آخر).

حدثنا أسلم ، قال : ثنا القاسم بن عيسى ، قال : ثنا هشيم عن الأصبغ بن زيد عن القاسم بن أبي أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّ يقام في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين يوما.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا الحسن بن علي الهدلي (١) ، قال : ثنا هشيم عن الحكم بن عيينة عن يزيد بن أبي كبشة عن أبيه ، أنّ أبا [١٠٢] الدرداء أتي بأمة سوداء قد سرقت. فقال لها : أسرقت؟ فقولي : لا. فقالت : لا. فخلّى سبيلها. (قال أبو بكر بن عثمان : هذا الحكم ليس هو صاحب سعيد. هذا الحكم بن عيينة اليشكري ينسب الى الواسطيين).

__________________

(٩٢) كذا في الأصل باهمال اوله وثالثه.

١٢١

حدثنا أسلم ، قال : ثنا محمد بن عيسى (قال : أبو بكر بن عثمان وثنا محمد بن عيسى) قال : ثنا هشيم ، قال : ثنا خلف بن خليفة عن موسى بن الحارث عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما ، قال : أمرنا أن نبني المساجد حما والمدائن شرفا.

حدثنا أسلم ، قال : حدثنا القاسم بن عيسى ، قال : ثنا هشيم عن ليث أبي المشرفي عن أبي معشر عن ابراهيم ، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اطّلى ، فولي عانته بيده.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا حميد بن الربيع ، قال : ثنا هشيم ، قال : انا أبو الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء وقائدهم الى النار».

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عثمان بن نصر الطائي ، قال يحيى بن اكثم ، قال : ثنا المأمون أمير المؤمنين عن هشيم عن أبي الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «امرؤ القيس قائد الشعراء بأزمتهم الى النار».

حدثنا أسلم ، قال : ثنا زكريا بن يحيى ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرني جار لنا من ثقيف ، قال : بلغني انّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [١٠٣] خرج من الخلاء ، فاذا هو بتمرة ملقاة. فأخذها فمسحها ثم أكلها.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا القاسم بن عيسى ، قال : ثنا هشيم عن عتبة المعلم ، قال : قلت للحسن : يا أبا سعيد ، الرجل يقتل الرجل بأجله مات. قال : يا لكع (١) ، فمن يأكل بقية رزقه.

وقد روى هشيم عن سيار بن سليم ، وحمزة بن دينار ، وسفيان بن حسين ، ويزيد بن خالد.

__________________

(٩٣) اللكع : الأحمق.

١٢٢

من حدّث عنه شريك من أهل واسط ممّن لم يرو عنهم غيره

حدثنا أسلم ، قال : ثنا زكريا بن يحيى ، قال : ثنا شريك عن هارون الواسطي ، قال : دق (١) ابن لعمر بن سعد ثنيتي (٢) العليا او السفلى. فجعل فيها شريح خمسا من الأبل.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا محمد بن عبد الملك ، قال : ثنا معلى بن عبد الرحمن ، قال : ثنا شريك عن عمر بن عبد الله عن أنس بن مالك ، قال : أتانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن في بيت مجتمعون ، فنهانا أن نوسّع له. فقال وهو قائم : «الأئمة من قريش ثلاثا : الاولى عليكم حق ولكم مثله ما استرحموا فرحموا ، وعاهدوا فوفوا ، وحكموا فعدلوا. فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين». (قال أبو الحسن : هذا عمر بن عبد الله جد عباد بن العوام بن المنذر بن مصعب ، وكان على خزانة الحجاج بواسط).

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عمر بن مسلم بن بزرج الحذّاء ، قال : ثنا [١٠٤] الفضل بن عنبسة ، قال : ثنا شريك عن أبي محمد عبد الله بن عمارة عن أبيه ، قال : سألت ابن عباس رضي‌الله‌عنه عن نبيذ الرضاض (٣) ، فرخص لي. (قال أبو الحسن : هذا عبد الله بن عمارة ، عم جعفر بن الحارث بن عمارة النخعي أبي الأشهب).

حدثنا أسلم ، قال : قال ثنا زكريا بن يحيى ، قال ثنا شريك عن حسين بن حسن الكندي عن أبي بريدة ، قال : حججت أنا ويحيى بن يعمر ، فمررنا بعبد الله بن عمر ، فقلنا : يا أبا عبد الله : أنا نسافر في

__________________

(٩٤) دقّ الشيء دقا : كسره ، أو ضربه بشيء فهشمه.

(٩٥) الثنيتان واحدتهما الثنيّة ، وهي إحدى الأسنان الأربع التي في مقدّم الفم : ثنتان من فوق وثنتان من تحت.

(٩٦) المخطوط : الرصاص. والوجه ما أثبتنا. وفي اللسان (٩ : ١٤) : الرضّ. التمر الذي يدقّ فينقّى عجمه ويلقى في المخض اي في اللبن. والرضّ : التمر والزبد يخلطان. والمرضّة : تمر ينقع في اللبن فتصبح الجارية فتشربه.

١٢٣

الأرض ، فنلقى قوما يقولون لا قدر. قال : فاذا لقيتم أولئك فأخبروهم ان ابن عمر منهم برىء وانكم منه براء. بينا نحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى جاء رجل حسن الشعر حسن الهيئة طيب الريح ، قال : يا رسول الله ادن ، قال : نعم. فتعجبنا من جماله وطيب ريحه وتوقيره لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقال ذلك مرّتين أو ثلاثا وما شاء الله في ذلك. ثم دنا حتى وضع فخذه على فخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : يا رسول الله : حدّثني عن الاسلام. قال : «شهادة ان لا اله إلا الله ، واني رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتصوم شهر رمضان ، وتؤدّي الزكاة». وأراه قال : «وتغتسل من الجنابة». قال : صدقت. قال : فتعجبنا من تصديقه لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : فما الايمان؟ قال : ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه والقدر خيره وشرّه. أراه قال : حلوه ومرّه. قال : صدقت. قال : فتعجبنا [١٠٥] من تصديقه لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : فما الاحسان؟ قال : «أن تعبد الله تعالى كأنك تراه ، فإلا تراه فانه يراك». قال : صدقت. قال : فتعجبنا منه. ثم ذهب. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اطلبوه (يعني الرجل) ، فطلبناه فلم نجده. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هذا جبريل عليه‌السلام ، أتاكم يعلمكم أمر دينكم». (قال أبو الحسن : حسين بن حسن هذا ، ولّاه خالد بن عبد الله القسري قضاء واسط. وكان ينزل قصر الرصاص. وقصر الرصاص سكة محمد بن خالد الذارع. وولى عبده أبو عقيل هاشم بن بلال).

حدثنا أسلم ، قال : ثنا حرمي بن يونس ، قال : ثنا أسود بن عامر بن شاذان ، قال : ثنا شريك عن قيراط ابي العالية ، قال : رأيت الحسن طاف بين الصفا والمروة فاستراح. فذكرت ذلك لمجاهد. فقال : لو لم يفعل ، كان خيرا له.

حدثنا أسلم ، قال (١) علي بن الحسن بن سليمان ، قال : ثنا وكيع عن شريك عن أبي العالية الواسطي ، قال : رأيت الحسن فذكر مثل هذا. قال :

__________________

(٩٧) في هامش الأصل : كذا في.

١٢٤

فذكرت ذلك لمجاهد فكرهه. (وقال أبو الحسن : قد رأيت ابنا لقيراط هذا كان ههنا شيخا كبيرا في جوارنا).

من روى عنه يزيد بن هارون من أهل واسط ممّن

لم يرو عنه خالد وهشيم سوى المتقدّمين

فقد ذكرناهم

حدثنا أسلم : قال : ثنا محمد بن عبادة قال : ثنا ابن هارون [١٠٦] قال : انا عبد الملك بن حسين عن منصور بن المعتمر عن أبي حازم عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الوليمة أول يوم حقّ ، والثاني معروف ، والثالث رياء وسمعة».

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عمر بن صالح ، قال : يزيد بن هارون ، قال : انا عبد الأعلى بن أبي المساور عن عكرمة عن الحارث بن عمير (قال يزيد : ويقولون ابن عميرة. قال ابو بكر وهو صواب). عن سلمان ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الارواح جنود مجنّدة ، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا يزيد بن صالح ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : انا العلاء بن رائد عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من تكلم يوم الجمعة والامام يخطب ، فقد لغا. ومن لغا فلا جمعة له».

حدثنا أسلم ، قال : ثنا تميم ، قال : انا يزيد بن هارون ، قال : انا عبد الله بن يونس (قال أبو الحسن : وهو ابن عبد الله بن ابي فروة) ، قال : دخلت مع سيار أبي الحكم المسجد ، فنظر الى القناديل ، فقال ما بال هذه القناديل بعضها أضوأ من بعض وزيتها واحد وماؤها واحد؟ قلنا : لا ، إلا ان تكون فتيلة أغلظ من فتيلة ، او زيت أصفى من زيت. فقال : كذلك الايمان بعضه أضوأ من بعض.

١٢٥

حدثنا أسلم ، قال : ثنا تميم بن المنتصر ، قال : انا يزيد بن هارون ، قال : انا جعفر بن الحارث عن منصور عن ابراهيم عن عبد الرحمن [١٠٧] ابن يزيد عن ابي مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قرأ في ليلة الآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه».

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عبد الحميد ، قال : انا يزيد بن هارون ، قال : انا عمر أبو حفص الصيرفي (وكان ثقة) ، قال : ثنا سيار أبو الحكم ، قال : قال عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه ، كنا نعدّ الاجتماع عند أهل الميت بعد ما يدفن من النياحة.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا محمد بن عبادة ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : انا معروف الخياط ، قال : صلى بنا سيار ابو الحكم فسجد سجدتين. فقلنا له في ذلك ، فقال : أردت سورة فقرأت غيرها.

حدثنا أسلم ، قال : حدثني محمد بن عبد الملك ، قال : حدثني يزيد بن هارون ، قال : انا أبو الحسن الفقيمي الواسطي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ان عمر رضوان الله عليه ، خرج في وجه من بعض الوجوه ، فسايره رجل فشغله حتى سار ميلين أو ثلاثة ، فقال : سرت ميلين أو ثلاثة لم أذكر الله تعالى. فرجع من حيث بدا (قال يزيد : يعني انه رجع ليذكر الله تعالى).

حدثنا أسلم ، قال : ثنا تميم ، قال : ثنا يزيد ، قال : انا صدقة أبو سهل ، قال : انا أبو عمرو هارون بن عنترة الشيباني عن زاذان أبي عمر ، قال : أتيت ابن مسعود وقد سبقني اليه أهل الحرور واليمنه (١). فناديته : يا عبد الله بن مسعود ، يا صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من أجل اني رجل أعجميّ أقصيتني وأدنيت هؤلاء. فقال لي : ادن ادن حتى كنت أدنى جلسائه اليه. قال أبو الحسن [١٠٨] صدقة البصري يكنّى أبا محمد).

__________________

(٩٨) في هامش الأصل : كذا.

١٢٦

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عبد الحميد ، قال : ثنا يزيد ، قال : انا وليد التيّاس عن الحسن ، انه كان لا يرى بأسا بأجر التيّاس. فقال يزيد ، فقلت لوليد أنت سألت الحسن عن هذا؟ فقال : نعم. (قال أبو الحسن : قد رأيت ابنا للوليد يقال له خالد تيّاس ههنا في الرزّازين) (١).

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عبد الحميد بن بيان ، قال : انا يزيد بن هارون ، قال : انا باذام ، قال : رأيت اياس بن معاوية ولي سد بثق (٢) ههنا. وكان باذام من أهل جيذا (٣) وكان يستقرض القصب وزنا ويردّه وزنا. (قال أبو الحسن : هذا باذام بن عبد الملك ابو عبد الله ، وكان يزيد يثني عليه خيرا).

حدثنا أسلم ، قال : ثنا محمد بن عبد الملك ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : انا محمد بن (٤) عبد الملك ابو اسماعيل عن ابن ابي الجعد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عبد صالح خير من حر صالح». (قال يزيد : كنت أرى أنه سالم بن أبي الجعد ، فقال لي : هو عبيد وهم ثلاثة والثالث منهم باذ).

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عبد الحميد ، قال : انا يزيد بن هارون ، قال : انا الوليد ابو العباس ، قال : ثنا أبو لؤلؤة الضبّي عن ابي صالح عن ابي هريرة : من قال كلّ يوم احدى عشرة (٥) مرة لا إله الا الله وحده لا

__________________

(٩٩) في «معجم الأدباء» لياقوت (٢ : ٢٥٦) انّ أسلم بن سهل الرّزاز الواسطي ، مؤلف هذا الكتاب ، «منسوب الى محلّة الرزازين ، المحلة السفلى بواسط ، ومسجده هناك وداره».

وقريب من ذلك ما في «تذكرة الحفاظ» للذهبي (٢ : ٢١٢).

(١٠٠) البثق : موضع انبثاق الماء من نهر ونحوه. ج البثوق.

(١٠١) جيذا : من قرى واسط. (معجم البلدان ٢ : ١٧٣ ؛ لبّ اللباب في تحرير الانساب للسيوطي. ص ٧٣).

(١٠٢) في الهامش : كذا الأصل.

(١٠٣) في الأصل : أحد عشر.

١٢٧

شريك له أجد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، كتب الله له ثلثمائة ألف حسنة.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا محمد بن عبد الله بن سعيد ، قال : ثنا يزيد [١٠٩] بن هارون ، قال : أخبرني أخي أبو يعلى العلاء ، قال ثنا سفيان بن حسين ، قال : كنا نأتي خالد بن أبي الصلت ، وكان عينا لعمر بن عبد العزيز بواسط ، وكان له هيئة فأتيناه يوما وقد مرض ، واذا تحته شاذكونية (١) خلقة من متاع رثّ. فقلنا له في ذلك. فقال : إنكم كنتم تأتون وأنا في حال دنيا ، فكنت في هيئة الدنيا. وانكم الآن أتيتموني وأنا في حال الآخرة ، فأنا على تلك الحال.

قال أسلم : وقد حدّث يزيد عن خالد ، وهشيم ، وصالح بن عمر ، واسحاق بن يوسف).

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عبد الحميد ، قال : انا يزيد بن هارون ، قال : أنا أبو سفيان الثقفي يحيى بن زياد بن عبد الرحمن ، قال : حدثني سعيد بن أبي بردة ، قال : وفد ابن ابي بردة الى سليمان بن عبد الملك ، فدخل عليه ، فقال له : يا أبا بردة : أفدنا حديثا فيه رخصة ، فانّا أصحاب شرف. فحدّث أحاديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ثم قام متوكئا علي ، فمشى ساعة ثم رجع ، فقال : يا أمير المؤمنين : حديث ذكرته من كنوز الحديث ، قال : وما هو؟ فحدّثه عن أبيه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «يؤتى كلّ مؤمن يوم القيامة برجل من أهل الشرك ، فيقال هذا فداؤك من النار».

حدثنا أسلم ، قال : ثنا محمد بن حرب الشيباني (٢) ، قال ثنا سليمان بن بداد بن عبد الرحمن الثقفي ، قال : ثنا سنان ابو معاوية عن [١١٠] قتادة عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «من تعلّم العلم

__________________

(١٠٤) الشاذكونية ، ويقال فيه الشاذكونة. لفظ فارسي ، معناه : الفراش الذي ينام عليه. انظر : اقرب الموارد (١ : ٥٧٩).

(١٠٥) شطبت هذه اللفظة ، وكتب في الهامش «النشابي» ، باهمال ما قبل ياء النسبة.

١٢٨

ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس اليه ، فهو في النار».

حدثنا أسلم ، قال : ثنا محمد بن عبد الملك ، قال : سمعت يزيد بن هارون ، وذكر له هذا الحديث ، فقال : سليمان ثقة ، وشيبان ثقة.

من روى عنه خالد من أهل واسط سوى المتقدّمين

حدثنا أسلم ، قال : انا خالد عن ابي جزء نصر بن طريف عن ليث عن مجاهد ، قال : النظر في المرآة سهم مسموم من تركه ابتغاء وجه الله تعالى أعقبه الله عبادة يجد حلاوتها.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا وهب ، قال : سمعت خالدا يقول : سمعت (رجلا من مزينة) قال : سمعت ديكا نبح.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا وهب ، قال : انا خالد عن رحمة بن مصعب عن اسماعيل بن سليم المكي عن الحسن ، قال : قال عمر رضوان الله عليه : استوصوا بالنبط خيرا ، فانّ أيديهم طعام وألسنتهم سلام.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا وهب ، قال : انا خالد عن ابان بن بشير المعلم ، قال : سأل يزيد الرقاشي الحسن عن الفئة الباغية ، فقال : انك لعظيم اللحية بايع الناس عليا رضي‌الله‌عنه بالحجاز ، وبغى فلان وأصحابه.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا وهب ، قال : انا خالد عن أبي الأشعث (قال أبو الحسن : واسمه الحكم) ، قال سألت عطاء عن تعليم [١١١] الصبيان بالأجر ، فقال : لا بأس به.

من روى عنه محمد بن يزيد

حدثنا أسلم ، قال : ثنا وهب بن بقية ، قال : أنبأ محمد بن يزيد عن حميد بن يزيد الواسطي ، قال : جاء صائغ الى الحسن ، فقال : يا أبا

١٢٩

سعيد ، إنّ اقواما دفعوا اليّ فصّا وثمنه كثير وانه ضاع مني. فقال الحسن : انطلق فتوضّأ وصلّ ركعتين. ثم أدع الله تعالى ، فقل : يا حنّان ، يا منّان ، يا رحمن ، يا حيّ ، يا قيوم ، انت المنّان ، بديع السماوات والأرض ، ذو الجلال والاكرام ، أغفر لي (١) ، وردّ علي ضالّتي. قال : فذهب الرجل ففعل ما قال له الحسن. فالتفت ، فاذا هو بالفصّ. فجاء به حتى أراه الحسن.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عمار بن خالد عن محمد بن يزيد عن عنبسة بن عبد الواحد (٢) الواسطي عن عمرو بن قيس ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اذا انصرف من صلاته مسح جبهته بيده اليمنى ، وقال : «بسم الله الذي لا إله الا هو ، عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم ، اللهم أذهب عني الهمّ والحزن».

حدثنا أسلم ، قال : ثنا الحسن بن زياد بن زبالة المدني ، قال : ثنا محمد بن يزيد عن هشيم الحذّاء عن حسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه ، قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كان من دعاء أخي داود عليه‌السلام : اللهم اني أعوذ (٣) بك من مال يكون علي فتنة ، ومن ولد يكون عليّ وباء ، ومن حليلة تقرب الشيب قبل المشيب».

[١١٢] حدثنا أسلم ، قال : ثنا جعفر بن أحمد بن سنان ، قال : ثنا أبو سعيد الأشجّ ، قال : ثنا أبو خالد الأحمر عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري ، قال : كان داود النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعو : اللهم إني اعوذ بك من مال يكون عليّ وبالا ، ومن ولد يكون علي رياء ، وزوجة تشيّبني قبل المشيب. وجار سوء يراني وقلبه يرعاني إن رأى حسنة كتمها وإن رأى سيئة أذاعها.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا الحسن بن عبد الملك بن زكريا الواسطي ،

__________________

(١٠٦) سقطت من : ح.

(١٠٧) سقطت من : ح.

(١٠٨) سقطت من : ح.

١٣٠

قال : ثنا محمد بن يزيد عن دلهم بن دهثم (قال أبو الحسن : وكان ثقة) عن اسماعيل بن أبي خالد عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن خباب ، قال : لو لا انّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهانا أن نتمنى الموت لتمنيته.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عبد الخالق بن اسماعيل ، قال : ثنا محمد بن يزيد ، قال : ثنا نصر بن حاجب ، قال : ثنا اسماعيل بن أمية ، قال : ثنا محمد بن عمر عن أبيه عن ابي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اذا صلى احدكم فلينصب تلقاء وجهه شيئا ، فان لم يكن معه شيء فلينصب عصا ، فان لم يكن معه عصا فليخطّ خطا في الأرض لا يضرّه من مرّ بين يديه».

حدثنا أسلم : قال : ثنا عبد الخالق بن اسماعيل ، قال : ثنا محمد بن يزيد عن أبي الحسن عن عطاء عن ابن العباس ، قال : جئت انا والفضل بن عباس رديفين (١) على أتان. فمررنا بين يدي [١١٣] رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعرفات وهو يصلي ، فلم نقطع صلاته.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عمار بن خالد ، قال : ثنا محمد بن يزيد عن ابراهيم بن عبد الملك بن اسحاق عن محمد بن ابراهيم التيمي ، قال : أخبرني رجل من بني كنانة عن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه ، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان على المنبر ، فقال : «أدن مني يا عمر ، أنت مني وأنا منك ، والحقّ بعدي معك».

من روى عنه محمد بن الحسن المزني

حدثنا أسلم ، قال : ثنا وهب ، قال : انا محمد بن الحسن عن الحسن عن اسحاق بن فرقد عن ابي هشام الرمّاني ، قال : اذا كان البول في موضع تطلع فيه الشمس فهو طهور.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا وهب ، قال : انا محمد بن الحسن عن أبي

__________________

(١٠٩) الرديف : الراكب خلف لراكب.

١٣١

الحكم القطّان الواسطي عن محمد بن سيرين انه كان يذكر أوزانه (١) لئلا تنقص اذا احتكّت(٢).

من روى عنه علي بن عاصم من أهل واسط

سوى المتقدّمين

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عبد الرحيم بن سلام ، قال : ثنا علي بن عاصم قال : ثنا أبو الحكم (وكان يكون بواسط) ، قال : ثنا عكرمة ، قال : كان مأوى الضفادع البرّ ، فأوحى الله تعالى اليها ائتي آل فرعون فتوجهت نحو آل فرعون فدخلت عليهم بيوتهم وأفنيتهم وجعلت تأتي القدور وهي تغلي فتقع فيها فتنتفخ فيهر يقونه ، وتأتي المرأة وهي تعجن فتقع في عجينها [١١٤] فيلقونه. وتأتي الماء فتقع فيه فيهر يقونه. فشكوا ذلك الى فرعون. فقال لموسى عليه‌السلام : أدع ربك حتى يصرفها عنا. فدعا موسى صلى‌الله‌عليه‌وسلم الله تعالى أن يصرفها عنهم. فأوحى الله عزوجل الى الضفادع أن أخرجي عن آل فرعون وتوجهي الى الماء فقد جعلت ثوابك الماء رضا بفعلك.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا تميم بن المنتصر ، قال : ثنا علي بن عاصم محمد بن سعد عن درهم أبي اسحاق الفصيل عن ابي هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ان الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا. فطوبى للغرباء المتمسك يومئذ بسنّتي كالقابض على الجمر».

حدثنا أسلم ، قال : ثنا أحمد بن سنان ، قال : ثنا علي بن عاصم عن أبي هارون الأسدي ، قال : أخبرني مصعب بن سعد ، قال : سألت عائشة رضي‌الله‌عنها عن عيشهم على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قالت : ما شبعنا من خبز الشعير ثلاثة أيام متواليات حتى توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١١٠) نسخة ح : وزانه.

(١١١) في هامش الأصل : «بلغ مسعود بن أحمد قراءة. وسمع ولده عبد الرحمن على الشيخ تقي الدين المعد».

١٣٢

روى علي بن عاصم عن منصور بن زاذان

ويعلى بن عطاء ، وحصين ، والعوام وسفيان بن حسين ، وأبي العلاء ، وحسين بن قيس ، واصبغ بن زيد الوراق.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا جابر بن الكردي وأحمد بن سهل بن علي ، قالا ثنا أبو يوسف الحميري عن الضحاك بن حمزة عن عيلان بن جامع عن اياد بن لقيط عن ابيه ، قال : كان [١١٥] شعر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يبلغ كتفيه أو منكبيه (شكّ أبو سفيان). (قال أبو بكر : انما هو إياد بن لقيط بن أبي رمثة).

حدثنا أسلم ، قال : ثنا محمد بن عيسى بن السكن ، قال : ثنا سعيد بن سليمان سعدويه ، قال : ثنا عباد بن العوام عن هلال بن خباب عن سعيد بن جبير في قول الله تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها)(١). قال موت علمائها وخيار أهلها.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا محمد بن عبادة ، قال : ثنا أبو سفيان الحميري ، قال : ثنا مهاجر أبو يوسف الحداد عن العوام بن حوشب ، قال : انصرف عمرو بن مرة من المسجد الجامع ، فانتهى الى جماعة يتحدثون ، فقال لهم : في أي شيء انتم؟ قالوا : ذكرنا عمر بن عبد العزيز وما أصبنا به وما دخل على الخاصة والعامة. فقال عمرو بن مرة : ان الله تعالى يريد أن تفنى الدنيا والناس يريدون أن تبقى الدنيا. وان فناء الدنيا ذهاب الصالحين.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا سعيد بن يحيى بن نجيح ، قال : ثنا أبو سفيان الحميري ، قال : ثنا أبو عبد العزيز الكوفي (قال أبو الحسن : اسمه محمد بن سليمان. قال أبو سفيان : سمعت منه في طريق مكة) ، قال : قلت لعطاء : انا نبعث الى فارس من يشتري المتاع فينفق في الكرى وفي كذا وكذا وجعلت اسمي له ، فقال عطاء بين بين.

__________________

(١١٢) سورة الرعد. الآية ٤١.

١٣٣

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عبد الرحيم بن سلام ، قال : ثنا حفص بن أبي حفص ، قال ثنا عنبسة بن مهران الحدّاد عن الزهري عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [١١٦] : «من شاب شيبة في الاسلام كانت له نور يوم القيامة».

حدثنا أسلم ، قال : ثنا سعيد بن يحيى ، قال : ثنا حفص بن أبي حفص بن أبي حفص ، قال : ثنا مجالد بن راشد القصاب الواسطي عن الزبير بن عدي عن ابراهيم النخعي ، قال : ركوع المرأة دون ركوع الرجل لان لا تبدو عجيزتها.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عمر بن صالح ، قال : ثنا عباد بن العوام عن أبي سوار السلمي عن أبي حاضر عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه ، قال : احتجم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالقاحة (١) وهو صائم.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عمر بن صالح ، قال : ثنا عباد بن العوام عن أبي محمد الواسطي عن نعيم بن ابي هند عن أبي وائل ، قال : قال علي رضوان الله عليه : لا يضمن الراكب ما اوحلت السنابك (٢) الأربع إلا النفحة (٣) بالرجل.

(قال أسلم : وذكر حمّاد بن سلمة حديثا ، فقال : عن ابي محمد الواسطي وقال عن عبد الله بن شداد. قال أبو الحسن : والذي أرى انه هو).

حدثنا أسلم ، قال : ثنا سليمان بن داود عن ثابت ، قال : ثنا ابو المسيب سليم بن سلام ، قال : ثنا عبد الله بن ميسرة ، قال : ثنا ابراهيم بن

__________________

(١١٣) موضع على ثلاث مراحل من المدينة ، قبل مكة. وقد ورد ايضا بصورة الفاجة. انظر : معجم ما استعجم ٣ : ٩٥٥ و ١٠٤٠ ـ ١٠٤٢ ـ ؛ معجم البلدان ٤ : ٥.

(١١٤) السنابك ، واحدها السّنبك ، وهو طرف الحافر.

(١١٥) يقال : نفحت الدابّة الشيء : ضربته بحدّ حافرها.

١٣٤

أبي حرة عن مجاهد عن محمد بن الأشعث عن عائشة رضي‌الله‌عنها ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [١١٧] : «لم تحسدنا اليهود ما حسدتنا على السلام والتأمين».

حدثنا أسلم ، قال : ثنا محمد بن ادريس بن عمر ، قال : ثنا سعيد بن منصور ، قال : ثنا خلف بن خليفة بن حميد بن سعد المزني ، قال : رأيت شيخا من قريش جاء الى صبر (١) يباع ، فلعق منه وقال : كيف يباع؟ فقلت : أخبروني من هذا الشيخ؟ فقالوا : هذا سالم بن عبد الله بن عمر.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري ، قال : ثنا يحيى بن نصر بن حاجب ، قال : ثنا هلال بن خباب عن زاذان عن علي رضوان الله عليه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «للمسلم على المسلم ستّ خصال واجبة : يجيبه اذا دعاه ، ويعوده اذا مرض ، ويشهده اذا مات او يحضره ، واذا استنصحه نصحه ، واذا لقيه سلم عليه ، واذا عطس شمته».

حدثنا أسلم ، قال : ثنا سعيد بن يحيى ، قال : ثنا عاصم بن على (٢) قال : ثنا اسماعيل بن عياش عن عطاء بن عجلان عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «يقوم في آخر الزمان رجل من عترتي حسن الوجه أجلى الجبين أقنى الأنف يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا يملك كذا وكذا». (قال أسلم : قال أبو حاتم الرازي : عطاء بن عجلان واسطي).

__________________

(١١٦) الصبر ، بفتح فكسر : عصارة شجر مرّ.

(١١٧) في هامش نسخة ح : كذا الأصل. ولعله : علي بن عاصم.

١٣٥

[١١٨] تسمية من اتّصل بنا من أهل واسط

من القرن الثالث. خرجت لكل واحد منهم حديثا ليعرف موضعه.

وقد ضممت الى كل رجل من حدث من اهله وبالله نستعين

فمنهم خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد مولى النعمان بن مقرن أبو الهيثم وكان يخضب بالحناء.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا وهب بن بقية : ولد خالد سنة مائة وتسع سنين. ومات في جمادى الاولى سنة تسع وتسعين ومائة. وغسله يزيد بن هارون.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا وهب ، قال : سمعت اسحاق الازرق يقول : ما رأيت مثل خالد بن عبد الله. فقلت له : تقول هذا وقد رأيت ابن عون وسفيان الثوري. قال : كان ابن عون وسفيان لأنفسهما وكان خالد لنفسه وللناس.

حدثنا أسلم ، قال : حدثني وهب ، قال : سمعت حاتم أبا مسلم وكان شريك خالد نحوا من أربعين سنة ، قال : كان خالد يخرج في كل شهر نفقة عياله ويخرج للصدقة مثل ذلك ، فان نفدت دراهم الصدقة تصدق من نفقة عياله ، وان نفدت النفقة قبل الصدقة أمسك.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا وهب بن بقية ، قال : انا خالد بن عبد الله عن الشيباني عن بكير بن الأخنس عن عطاء عن جابر ، قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ان تؤخذ الأرض خطا [١١٩] أو أجرا. (قال أبو الحسن : ولد محمد بن

١٣٦

خالد بن عبد الله في سنة خمسين ومائة ، ومات سنة أربعين ومائتين. وكان يخضب بالحناء. يكنى أبا عبد الله. وكان لخالد ابن يقال له عبد الله).

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عبد الله بن أبي داود السجستاني ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن خلاد أبو أمية : قال سمعت عمرو بن عون يقول : ما صلّيت قط الغداة خلف خالد بن عبد الله إلا سمعت قطر دموعه على البارية (١).

حدثنا أسلم ، قال : ثنا محمد بن خالد بن عبد الله ، قال : ثنا أبي عن سفيان بن حسين عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ، قال : لقد رأيتني واقفا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم حنين (٢) ، وما معه إلا مائة رجل والفئتان موليتان.

أبو معاوية هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار

السلمي ، من أهل بلخ ، وكان يخضب بالحناء

وبشير كان يكنّى أبا حازم

حدثنا أسلم ، قال : ثنا وهب ، قال : ولد هشيم سنة أربع ومائة ، وتوفي سنة ثلاث وثمانين لأربع بقين من شعبان وكان يخضب.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عبد الحميد ، قال : سمعت هشيما يقول : كنت اكون بأحد المصرين ، فيبلغني ان بالمصر الآخر حديثا فأرحل فيه حتى أسمعه وأرجع.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا حرمي بن يونس ، قال ثنا يحيى بن أيوب [١٢٠] قال : سمعت نصر بن بسام ، قال : أتينا معروفا (يعني الكرخي)

__________________

(١) الباريّة ، يقال فيها الباريّ والبارياء : لفظ فارسي معرّب ، بمعنى : الحصير.

(٢) حنين موضع جبلي بالقرب من مكة ، جرت عنده معركة بين النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم والمشركين من قبيلتي هوازن وثقيف ، سنة ٨ ه‍ ٦٣٩ م. وكان النصر فيها للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

١٣٧

فسمعته يقول : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم وهو يقول جزى الله هشيما عن أمتي خيرا.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عبد الله بن محمد بن أبي ميسرة ، قال : سمعت سعيد بن منصور ، يقول : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم ، فقلت له ألزم هشيما أو أبا يوسف. فقال : الزم هشيما.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا حرمي بن يونس ، قال : ثنا يحيى بن أيوب ، قال : ثنا أبو عبيدة الحداد ، قال : قدم هشيم البصرة ، فقال لنا : شعبة ان حدّثكم عن ابن عمر وابن عباس فصدّقوه.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا زكريا بن يحيى بن صبيح ، قال : سمعت عمران بن ابان ، قال : سمعت شعبة يقول : إن حدّثكم هشيم عن عيسى بن مريم فصدّقوه.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا محمد بن عيسى بن السكن ، قال : ثنا أحمد بن ابراهيم الدورقي ، قال : سمعت اسحاق الازرق يقول : ما رأيت هشيما يكتب عن محدّث. انما كان يجيء بها في رقاع ، فنسأل عنها ثم يحرقها ويقوم.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا القاسم بن زكريا المقري ، قال : حدثني محمد بن الصباح الجراجرائي ، قال حدثني زكريا بن يحيى رحمويه ، قال : سمعت هشيما يقول : سمعت أو قال حفظت الحديث عشرين سنة وذاكرت به عشرين سنة ، فاذا قلت لك حدثنا أو انا ، فلا تبالي الا تسمعه من غيري.

[١٢١] حدثنا أسلم ، قال : ثنا يحيى بن اسحاق الواسطي ، قال : سمعت عمرو بن عون يقول : مكث هشيم عشرين سنة قبل موته يصلي العشاء والفجر بوضوء واحد.

حدثنا أسلم ، قال : حدثني وهب ، قال : أخبرني غزوان أبو عبد الرحمن انه بات مع هشيم فصلى العشاء والفجر بوضوء واحد.

١٣٨

حدثنا أسلم ، قال : حدثني زكريا بن يحيى أنه بات مع هشيم ففعل ذلك.

حدثنا أسلم ، قال : حدثني وهب ، قال : سمعت هشيما يقول : أخذت كتاب أبي شيبة الى ابن أبي ليلى ، فقبله مني بلا بيّنة.

حدثنا أسلم ، قال : ثنا وهب ، قال : ثنا هشيم عن منصور بن زاذان عن الحسن عن عمران بن حصين ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحياء من الايمان والايمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار». (قال أبو الحسن : وقد ذكرنا حديثا عن أبيه).

حدثنا أسلم ، قال سعيد بن هشيم ، قال سمعت يزيد بن هارون يقول : من قال القرآن مخلوق (١) فهو كافر.

خلف بن خليفة أبو أحمد الاشجعي

وكان مصلّاه عند مسجد عبد الحميد

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عبد الحميد انه توفي سنة خمس وثمانين ومائة. [قال أبو بكر : وهو خلف بن خليفة بن صاعد بن أم الأشجعي].

حدثنا أسلم ، قال : ثنا زكريا بن يحيى ، قال : ثنا خلف بن خليفة [١٢٢] ، قال : ثنا حفص بن عمر ابن أخي أنس بن مالك عن أنس بن مالك ، قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأمرنا بالباه وينهانا عن التبتل نهيا شديدا. (وقد ذكرنا حديث خلف عن أبيه في أول كتابنا).

عباد بن العوام بن عمر بن عبد الله أبو سهل

حدثنا أسلم ، قال : ثنا زكريا بن يحيى ، قال : ثنا عباد بن العوام ، قال : ثنا أبان المكتب (وهو ابن بشير) ، قال : ثنا عبد الله بن محمد بن

__________________

(٢) سقطت من : ح.

١٣٩

عقيل عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه انه كان يقول : اذا دخل الميت القبر باسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله. (قال أسلم : وقد ذكرنا حديث عمر جد عباد عن أنس).

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عمار بن يوسف الواسطي ، قال : ثنا العوام بن عباد بن العوام ، قال : حدثني أبي عن عمر بن ابراهيم عن قتادة عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب رضي‌الله‌عنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تزال أمتي على الفطرة ما صلّوا المغرب قبل أن تشتبك النجوم». (قال أبو الحسن : توفي عباد سنة سبع وثمانين ومائة).

صالح بن عمر أبو عمر الواسطي

حدثنا أسلم ، قال : ثنا أسيد بن الحكم ، قال : سمعت يزيد بن هارون يقول : أنا صالح بن عمر وكان ثقة واحسن عليه الينا.

(قال أسلم : قال رحمويه ، توفي صالح سنة خمس وثمانين ومائة).

حدثنا أسلم ، قال : ثنا زكريا بن يحيى ، قال : ثنا صالح بن عمر عن حاتم بن ابي صغيرة عن عمرو بن دينار عن البراء بن عازب [١٢٣] ، قال : أتانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن في السوق ، وكنا نسمّى السماسرة ، فقال : يا معشر التجار ، اخلطوا بيعكم هذا بصدقة ، فانكم تكثرون الحلف.

أبو محمد اسحاق بن يوسف الأزرق بن يعقوب

ابن مرداس المهري ويقال المخزومي ، والمهري أصحّ

(قال أسلم : كان مرداس ارتد ، فبعث أبو بكر رضي‌الله‌عنه بخالد ابن الوليد فسباهم. فوهبهم له أبو بكر رضوان الله عليه فأعتقهم ، فلذلك قال انهم من مخزوم بالولاء).

حدثنا أسلم ، قال : ثنا عبد الحميد ، قال : انا اسحاق بن يوسف ، قال : ثنا الجريري سعيد بن اياس عن أبي عثمان النهدي عن سلمان (رفع

١٤٠