معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على من عداهم

تقي الدين احمد بن علي المقريزي

معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على من عداهم

المؤلف:

تقي الدين احمد بن علي المقريزي


المحقق: محمد احمد عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الاعتصام
الطبعة: ٠
الصفحات: ١١١

١
٢

٣

٤

المقريزي في سطور

* هو أحمد بن علي بن عبد القادر تقي الدين المقريزي أشهر مؤرخي مصر الأسلامية في القرن التاسع الهجري.

* ولد بالقاهرة في حارة « برجوان » بالجمالية سنة ٧٦٦ ه‍ـ ـ ١٣٦٤ م ، وأصله من « بعلبك » ، ثم هاجرت أسرته واستقر بها المقام في مصر.

* بدأ حياته العلمية بالقاهرة بين أسرة عرفت بالعلم والفضل ، فحفظ القرآن ، وتلقى مختلف العلوم والفنون على نخبة من علماء مصر المرموقين.

* شهد المقريزي نهاية دولة المماليك البحرية ( ٦٤٨ ه‍ـ ـ ٧٨٤ م ، ١٢٥٠ م ـ ١٣٨٢ م ) وبداية دولة المماليك البرجية ( الجراكسة ) ( ٧٨٤ هـ‍ ـ ٩٢٣ ه‍ـ ـ ١٣٨٢ م ـ ١٥١٧ م ). ومن أبرز السلاطين الذين عاصرهم وأرخ لهم : الظاهر سيف الدين برقوق ، وابنه الناصر أبو السعادات فرج بن برقوق ، والمؤيد شيخ المحمودي ، وسيف الدين ططر ، والأشرف برسباي.

* تولى عدة وظائف في الدولة المصرية ، فقد تولى وظيفة ( الحسبة ) ، وهي تشمل جملة إختصاصات منها : ضبط الأسعار ، والموازين ، والمكاييل ، والمقاييس ، والعناية بالمنشآت العامة ، والصناعات التي لها

٥

علاقة مباشرة بصحة المواطنين وأمنهم ، والمحافظة على الاداب العامة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما تولى الخطابة والتدريس في أشهر مساجد القاهرة وعلى رأسها جامع عمرو بن العاص ، بالأضافة إلى توليه القضاء نائبا عن قاضي القضاة الشافعي. ثم تفرغ أخيرا لكتابة التاريخ « حتى اشتهر به ذكره وبعد فيه صيته » كما يقول السخاوي.

* زادت مؤلفات المقريزي على مائتي مجلدة ، أرخ في جزء كبير منها لمصر : سياسيا ، وإجتماعيا ، وإقتصاديا ، وعمرانيا ، مثل كتاب « عقد جواهر الأسفاط من أخبار مدينة الفسطاط » و « اتعاظ الحنفا بأخبار الخلفا » ، و « السلوك لمعرفة دول الملوك » ، و « درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة » ، ثم موسوعته الكبرى : « المواعظ والأعتبار بذكر الخطط والاثار ».

* كما أرخ في السيرة والتاريخ العام ، مثل كتاب « الخبر عن البشر » و « إمتاع الأسماع بما للرسول عليه الصلاة والسلام من الأبناء والحفدة والمتاع » و « الدرر المضية في تاريخ الدولة الأسلامية » و « منتخب التذكرة » .. الخ

* وللمقريزي مجموعة رسائل صغيرة عالج فيها بعض القضايا التاريخية الخاصة ، مثل : « النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم » و « ضوء الساري في معرفة خبر تميم الداري » ، أو القضايا الأقتصادية ، مثل كتاب « إغاثة الأمة بكشف الغمة » و « شذور العقود في ذكر النقود » ، أو العلمية ، مثل : « المقاصد السنية لمعرفة الأجسام المعدنية » و « الأشارة والأيماء إلى حل لغز الماء » ، أو الأجتماعية ، مثل : « الطرفة الغريبة من أخبار حضر موت العجيبة ».

٦

* رحل المقريزي عدة مرات إلى بعض الأقطار الأسلامية ، فحج بيت الله الحرام ، وجاور بمكة سنوات ، كما دخل دمشق ، وعاش فيها مدة تولى خلالها نظارة الأوقاف ، وتدريس علم الحديث في المدرسة الأشرفية والأقبالية.

* كان من أبرز تلاميذ العلامة ابن خلدون ، وقد تأثر بمنهجه في كتابة التاريخ تأثرا عميقا ، وساعده على سلوك هذا المنهج وقوفه على أحوال المجتمع المصري ، وتبصره بعاداته وتقاليده ، وامتزاجه بجميع الطوائف المصرية.

* توفي المقريزي عصر يوم الخميس ١٦ من رمضان سنة ٨٤٥ هـ‍ ، بعد حياة امتدت نحو ثمانين عاما ، قدم خلالها تراثا تاريخيا مجيدا تعتز به الأنسانية في كل مرحلة من مراحل حياتها الفكرية.

* * *

٧

٨

تقديم

« معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على من عداهم » هو عنوان الكتاب الثاني ، من مجموعة رسائل المقريزي ، الذي نقدمه اليوم الى المكتبة الاسلامية محققاً تحقيقاً علمياً.

وقد عالج المؤلف في هذا الكتاب قضية من أدق القضايا التي كان لها أثر واضح في تاريخ الأمة الإسلامية. من خلال شرحه لخمس آيات من القرآن الكريم هي قوله تعالى من سورة الأحزاب :

( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً ) وقوله تعالى من سورة الطور : ( والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّتهم بإيمان الحقنا بهم ذريتهم ) وقوله تعالى من سورة الكهف : ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنزٌ لهما ، وكان أبوهما صالحاً ) ، وقوله تعالى من سورة الرعد : ( جنّات عدنٍ يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّيّاتهم ) ، وقوله تعالى من سورة الشورى : ( قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودّة في القربى ).

وقد جعل المقريزي من هذه الآيات الخمس مستنداً له في بحثه

٩

الذي يدور حول ما يجب لآل البيت النبوي من حب المسلمين لهم وتوقيرهم ، ونصرتهم ، ومودّتهم ... واعتمد في تفسير هذه الآيات على عمدة المفسرين أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، ثم اقتبس نصوصاً أخرى من تفسير أبي محمد عبد الحق بن عطية الأندلسي ، وأبي العباس أحمد بن عمر القرطبي ، ومحيي الدين بن عربي ، ونجم الدين سليمان الطوفي ، وغيرهم من أئمة المفسرين.

ولم يقف المقريزي عند حدود النقل من هذه المصادر ، بل تخطاها الى مرحلة أخرى سلك فيها طريق الباحث المدقق الذي يسعى وراء الحقيقة ، ويقدم بين يديها حشداً من الأدلة والبراهين التي أطمأن اليها عقله ، وأرشد لها تفكيره ، بعد تحليل متان ومناقشة مستنيرة ... فكان صاحب رأي فيها قدم لنا من آراء غيره ... نراه مثلاً عندما تعرض لتفسير قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ) يأتي لنا بأقوال المفسرين حول المقصود بهذا الخطاب : هل هم الأنصار ، أم بطون قريش ، أم غيرهم؟ وهل المراد بالقربى : التقرب الى الله او أهل قرابته صلى الله عليه وسلم ، أو القرابة التي بينه وبين بطون قريش ، أم مطلق القرابة ... آراء عديدة يعرضها لنا المقريزي بفهم ودقة واستيعاب ، ثم يعلق عليها براي خاص به فيقول : « ويظهر لي أن الخطاب في الآية عام لجميع من آمن ، وذلك أن العرب بأسرها قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم الّذين هو منهم ، فيتعين على من سواهم من العجم أن يوادوهم ويحبوهم ، وقد جاء في الأمر بحب العرب أحاديث ، وأن قريشاً أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن كلهم فإنهم كلهم أبناء اسماعيل ابن ابراهيم عليهما الصلاة والسلام .. ».

١٠

وبعد أن استوفى المقريزي الكلام في شرح الآيات الخمس ختم رسالته بفصل طريف سرد فيه مجموعة من الرؤى والحكايات اعتمد فيها على السماع من شيوخه ومعاصريه ، وقصد منها إظهار مدى حب الرسول صلى الله عليه وسلم لآل بيته ، وتأمله مما يصيبهم من مكروه على يد مبغضيهم ؛ فيكون لشيوع تلك الرؤى واثره في ترقيق قلوب الناس عليهم ، وجعل الأفئدة تهوي إليهم ، والأرواح تهيم بمحبتهم ؛ ومودتهم.

* * *

وهنا يبرز سؤال له وزنه في تلك القضية ك هل كان المقريزي بتأليف هذه الرسالة منحازاً إلى مذهب معين ، أو منحرفاً إلى فئة لها صبغة خاصة .. وبعبارة أوضح : هل كان المقريزي شيعياً ـ كما حاول بعض المؤرّخين المعاصرين له أن يثبت ذلك؟ أم كان يصدر عن عاطفة عامة أشترك معه فيها كل مسلم يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ وآل بيته دون أن يتمذهب بمذهب خاص؟؟

لا شك أن هذا موضوع جدير بالبحث والمناقشة لاسيما وقد كثرت فيه الأقاويل اعتماداً على ما كتبه المقريزي من مثل هذا الكتاب الذي بين أيدينا ، وكتاب « النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم » و « اتعاظ الحنفا بأخبار الفاطميين الحنفا بأخبار الفاطميين الخلفا » ففي هذا الكتاب الأخير أجهد المقريزي نفسه لإثبات نسب العبيديين إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، وناقش الذين يشككون في هذا النسب ، وخلص فيه إلى أن نسب هذه الأسرة إلى فاطمة الزهراء صحيح ، وأن ما قاله المعارضون لهذه الحقيقة ماهو إلا مقالة خصم يتلمس لعدوه مزالق التهم ، ومواطن الشبه ، وقد دعم المقريزي رأيه هذا بدليلين :

١١

* أحدهما : أن المروجين لعدم صحة النسب كانوا من العباسيين

* ثانيهما : أن الفاطميين قد مكن الله لهم في الأرض ، واعترف بسلطانهم في مصر والشام ، والحجاز ، والمغرب ، ولايمكن أن يؤيد الله الأدعياء هذا التأييد ، وكما أن تصديق الرسل والأنبياء مما أوجبه الله على نفسه نشراً للخير وإعلاء اللواء الصلاح ؛ فإن خذلان الكذبة والأدعياء مما جرت به ألسنة الإلهية لهذا الهدف نفسه .. »

كان هذا الدفاع الحار عن الفاطميين وصحة نسبهم مبرراً قوياً لمن رماه بمذهب التشيع من أمثال السخاوي وغيره.

لكننا لدينا من النصوص والأدلة ما ينفي عن المقريزي صبغة التشيع ، وما يثبت انه صدر في حبه لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم عن عاطفة صادقة شأن كل مسلم متحوط لدينه ، لأن حبهم نابع من حب الرسول لهم.

وأول هذه الأدلة أن المقريزي بعد أن قدم دفاعه عن صحة نسب الفاطميين لم يحاول أن يخفي شيئاً من عيوبهم ، أو ستر ما ذاع من فضائلهم .. فقد ذكر في « اتعاط الحنفا » على سبيل المثال لا الحصر أن الحاكم بأمر الله وزع منشوراُ في المساجد يسبب فيه الشيخين ابابكر وعمر ، وعلق المقريزي على تلك الحادثة بقوله : « فيه فحشٌ كثير ، وقدح في حق الشيخين رضي الله عنهما » (١)

ثانيهما : أن المقريزي خالف الشيعة فيما ذهبوا إليه من تخصيص آل البيت بأولاد علي وفاطمة فقال معلقاً على الآراء التي قيلت في معنى قوله تعالى : ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً ) : « والذي يظهر من الأدلة أنها عامة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم .. »

____________

(١) انظر : ٢ / ٥٣.

١٢

« ولا اعتبار بقول الكلبي : « هم علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة » فإنه توجد له اشياء من هذا التفسير ما لو كان في زمن السلف الصالح لمنعوه من ذلك ، وحجروا عليه .. »

ثالثها : أن المقريزي لم يوجه كلمة نقد واحدة لنجم الدين الطوفي حين علق على حصر الشيعة معنى « القربى » من قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) في أولاد علي وفاطمة خاصة فقال : « وعند هذا « استطال!! » الشيعة ، وزعموا أن الصحابة رضي الله عنهم خالفوا هذا الأمر ، ونكثوا هذا العهد بأذاهم أهل البيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم .. ».

والذي لا شك فيه أن ميول المقريزي إلى أهل البيت كانت واضحة ، ولكنها لم تخرجه عن النصفة ، والعدالة ، وهو يعرض لقضية من قضاياهم الكثيرة فإنه لم يبن حكماً أبرمه في شيء من ذلك إلا على اساس من قوانين العلم ، وأدلة المنطق.

وبعد : فإن هذا الكتاب دليل واضح على تمتع المقريزي بعقلية علمية منظمة استطاعت أن تجمع كمية من الشعاعات المتفرقة هنا وهناك ، وأن يكوّن منها في براعة واستيعاب حزمة من الضوء بهرت منا الأبصار.

محمد أحمد عاشور

بيروت في { ١١ شعبان ١٣٩٢ * ١٩ سبتمبر ١٩٧٢

* * *

١٣

منهج التحقيق

كان اعتمادنا في إخراج هذا الكتاب على مصورتين :

النسخة الأولى عثرنا عليها بمكتبة جامعة القاهرة تحت رقم ٢٦٢٤٧ تاريخ ضمن مجموعة رسائل للمؤلف عدد أوراقها ٢٠١ ورقة. ويبدأ كتابنا فيها من صفحة ١٢٨ وينتهي إلى ١٤٢ وعدد سطورها ٢٥ سطراً من الحجم المتوسط مكتوبة بالخط الفارسي الواضح ، وقد نقلت هذه النسخة عن مخطوطة المكتبة الوليدية بالإستانة ، والمسجلة تحت رقم ٣١٩٥ نسخها محمد القطري خطيب جامع المرحوم مصطفى باشا الوزير بثغر جدة سنة ١١٠١ هـ وقد رمزنا لهذه النسخة بحرف « ق ».

أما النسخة الثانية فقد عثرنا عليها في مكتبة كلية الآداب بجامعة الاسكندرية تحت رقم ٢٣١٠ ب وهي مصورة عن نسخة المكتبة الأهلية بباريس وتقع أيضاً ضمن مجموعة رسائل للمؤلف وعدد أوراقها ٢٦٦ ورقة يبدأ كتبانا فيها من ١٦٩ وينتهي إلى ١٨٩ وعدد سطورها ٢٥ سطراً مكتوبة بالخط النسخي ، ويرجع تاريخ نسخا إلى القرن الثاني عشر الهجري ، وقد رمزنا لهذه النسخة بحرف « س ».

هذا وقد وثقنا نصوص المخطوطة بالرجوع إلى مصادرها

١٤

التي اعتمد عليها المؤلف ، واشار إلى كثير منها .. كما خرجنا الأحاديث والآثار التي وردت بها ، وشرحنا ما فيها من غريب الألفاظ ، وعرفنا بما فيها من أعلام.

والله نسأل أن يلهمنا الاخلاص في العمل ، وأن يجعلنا من خدمة العلم وأهله ، وأن يسدد خطانا إلى أقوم طريق ، إنه أكرم مسئول ، وأعظم مأمول.

* * *

١٥
١٦

مقدمة المؤلف

الحمد لله حق حمده ؛ وصلى الله على محمد رسوله وعبده ، وآله وصحبه ، وأتباعه وجنده.

وبعد ، فإني لما رأيت أكثر الناس في حق آل البيت مقصرين ، وعما لهم من الحق معرضين ، ولمقدارهم مضيعين ، وبمكانتهم من الله تعالى جاهلين ، أحببت أن أقيد في ذلك نبذة تدل على عظيم مقدارهم ، وترشد المتقي لله تعالى على جليل أقدارهم ؛ ليقف عند حده ، ويصدق بما وعدهم الله ومن [ به ] (١) عليهم من صادق وعده.

والله [ سبحانه ] أسأل الهداية ، وأعوذ به من الضلال والغواية إنه قريب مجيب.

____________

(١) ـ سقط من ( س ).

١٧
١٨

١

* * قال تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) (١).

قال الأستاذ أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده (٢) رحمه الله : الرجس : القذر. قال ابن دريد : رجل مرجوس ورجس : نجس [ ورجس : نجس ] (٣). وأحسبهم قد قالوا : رجس نجس ، وهي الرجاسة والنجاسة ، والرجس : العذاب ، كالرجز ، ورجس الشيطان : وسوسته.

وقال الأمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، رحمه الله (٤) : « يقول الله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب

____________

(١) سورة الأحزاب آية : ٣٣.

(٢) هو أبو الحسن بن سيده علي بن اسماعيل المرسي صاحب « المحكم » في اللغة ، كان رأساً في العربية حجة في نقلها ، وله كتاب « المخصص » في اللغة أيضاً وشرح « الحماسة ». توفي سنة ٤٥٨ هـ. انظر « شذرات الذهب في اخبار من ذهب » لعبد الحي بن العماد : ٣ / ٣٠٥ ، ٣٠٦.

(٣) ما بين القوسين عن « المخصص » : ٤ / ١١٨ وفي الأصل تقديم وتأخير.

(٤) انظر : « كتاب جامع البيان في تأويل آي القرآن » : ٢٢ / ٥.

١٩

عنكم الرجس ) أي السوء ، والفحشاء يا أهل بيت محمد ، ويطهركم من الدنس الذي يكون في أهل معاصي الله تطهيرا.

وذكر بسنده عن [ سعيد عن ] (١) قتادة قوله : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) فهم أهل بيت طهرهم الله من السوء ، وخصهم برحمته منه.

وعن ابن وهب قال نقلا عن [ ابن ] (٢) زيد قال : الرجس ها هنا الشيطان ، وسوى ذلك من الرجس : الشرك (٣).

واختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله : ( أهل البيت ) ، فقال بعضهم : عني به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، رضي الله عنهم ، ثم ذكر [ الطبري ] من حديث مندل عن الأعمش عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ١٢٩ / ١ ] ، « نزلت هذه الاية في خمسة : في وفي علي ، وحسن ، وحسين ، وفاطمة : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل

____________

(١) في « ق » : « عن سعيد بن قتادة » والمثبت عن الطبري : ٢٢ / ٥.

(٢) في « س » و « ق » : « عن زيد » والمثبت عن المصدر السابق.

(٣) في « س » ، « ق » : « الشر » والمثبت عن المصدر السابق.

٢٠