الإحاطة في أخبار غرناطة - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد السلماني [ لسان الدين بن الخطيب ]

الإحاطة في أخبار غرناطة - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد السلماني [ لسان الدين بن الخطيب ]


المحقق: الدكتور يوسف علي طويل
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-3319-5

الصفحات: ٤٥٦

فرأيك ناجح (١) فيما تراه

وعزمك من مواضي الهند أمضى

تدبّر أمر مولانا فيلقى ال

مسيء لديك إشفاقا وإغضا (٢)

فأعقبنا شفاء (٣) وانبساطا

وقد كانت قلوب الناس مرضى

ومن أضحى على ظمإ وأمسى

يرد إن شاء من نعماك حوضا (٤)

أبا عبد الإله إليك أشكو

زماني حين زاد الفقر عضّا (٥)

ومن نعماك أستجدي لباسا

يفيض (٦) به عليّ الجاه فيضا

بقيت مؤمّلا ترجى وتخشى

ومثلك من إذا ما جاد أرضى

وفاته : توفي في التاسع لمحرم من عام خمسة وستين وسبعمائة.

محمد بن أحمد بن خلف بن عبد الملك

ابن غالب الغسّاني

من أهل غرناطة ، يكنى أبا أبكر ، ويعرف بالقليعي (٧) ،

أوليته : قد جرى من ذكره وذكر بيته في الطبقات ما فيه كفاية (٨).

حاله : كان (٩) نبيه البيت ، رفيع القدر ، عالي الصيت ، من أهل العلم والفضل والحسب والدّين ، وأجمع على استقضائه أهل بلده بعد أبي محمد بن سمحون سنة ثمان وخمسمائة.

وفاته : توفي بغرناطة أوائل صفر عشرة وخمسمائة ، ودفن في روضة أبيه. ذكره ابن الصّيرفي وأطنب.

__________________

(١) في النفح : «راجح».

(٢) إغضا : أصلها : إغضاء ، فحذفت الهمزة للضرورة الشعرية.

(٣) في الأصل : «شفا» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.

(٤) في الأصل : «خوضا» بالخاء والتصويب من النفح.

(٥) رواية عجز البيت في الأصل هكذا :

حين ناب الفقر عضّا

وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.

(٦) في النفح : «تفيض».

(٧) ترجمة القليعي في التكملة (ج ١ ص ٣٣٥) والذيل والتكملة (ج ٥ ص ٦٢٥).

(٨) تقدمت ترجمة أبيه أحمد بن خلف في الجزء الأول من الإحاطة.

(٩) قارن بالذيل والتكملة (ج ٥ ص ٦٢٥) والتكملة (ج ١ ص ٣٣٥).

١٢١

محمد بن أحمد بن محمد الدّوسي (١)

من أهل غرناطة ، يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن قطبة.

حاله : من «عائد الصلة» : كان ، رحمه الله ، شيخ الفقهاء والموثّقين ، صدر أرباب الشورى ، نسيج وحده في الفضل والتّخلّق والعدالة ، طرفا في الخير ، محبّبا إلى الكافة ، مجبولا على المشاركة ، مطبوعا على الفضيلة ، كهفا للغرباء والقادمين ، مألفا للمتعلمين ، ثمالا للأسرى والعانين ، تخلّص منهم على يديه أمم ؛ لقصد الناس إيّاه بالصّدقة ، مقصودا في الشّفاعات ، معتمدا بالأمانات ، لا يسدل دونه ستر ، ولا تحجب عنه حرمة ، فقيها حافظا ، أخباريا محدّثا ممتعا ، متقدما في صناعة التوثيق ، حسن المشاركة في غيرها ، كثير الحضّ على الصدقة في المحول والأزمات ، يقوم في ذلك مقامات حميدة ، ينفع الله بها الضعفاء ، وينقاد الناس لموعظته ، ويؤثّر في القلوب بصدقة. فقد بفقدانه رسم من رسوم البرّ والصّدقة.

مشيخته : قرأ على الأستاذ الكبير أبي جعفر بن الزّبير ، والخطيب وليّ الله أبي الحسن بن فضيلة ، وروى عن الشيخ الوزير المسنّ المحدّث أبي محمد عبد المنعم بن سماك ، وأبي القاسم بن السّكوت المالقي ، والخطيب أبي عبد الله بن رشيد ، والقاضي أبي يحيى بن مسعود ، والعدل أبي علي البجلي ، وأبي محمد عبد المؤمن الخولاني. وأجازه جماعة من أهل المشرق والمغرب ، وناب عن بعض القضاة بغرناطة. ولد عام تسعة وستين وستمائة ، وتوفي في الثالث لربيع الأول من عام ثمانية وثلاثين وسبعمائة. وكانت جنازته مشهودة.

محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن

يوسف بن روبيل الأنصاري

من أهل غرناطة ، ويكنى أبا عبد الله ، ويعرف بابن السّراج. طليطلي الأصل ، طبيب الدار السلطانية.

حاله : من «العائد» : كان ، رحمه الله ، من أهل التّفنّن والمعرفة ، متناهي الأبّهة والحظوة ، جميل الصورة ، مليح المجالسة ، كثير الدّعابة والمؤانسة ، ذاكرا للأخبار والطّرف ، صاحب حظّ من العربية والأدب والتفسير ، قارضا للشّعر ، حسن الخط ،

__________________

(١) في تاريخ قضاة الأندلس (ص ١٧٧): «أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن قطبة الدوسي ...».

١٢٢

ظريف الوراقة ، طرفا في المعرفة بالعشب ، وتمييز أعيان النّبات ، سنيّا ، محافظا ، محبّا في الصالحين ، ملازما لهم ، معتنيا بأخبارهم ، متلمذا لهم. انحاش إلى الولي أبي عبد الله التّونسي ، وانقطع إليه مدة حياته ، ودوّن أحواله وكراماته. وعيّن ريع ما يستفيده في الطّبّ صدقة على يديه ، أجرى ذلك بعد موته لبنيه. ونال حظا عريضا من جاه السلطان ، فاطّرح حظّ نفسه مع المساكين والمحتاجين ، فكان على بأوه على أهل الدنيا ، يؤثر ذوي الحاجة ، ويخفّ إلى زيارتهم ، ويرفدهم ، ويعينهم على معالجة عللهم.

مشيخته : قرأ الطّبّ على الشيخ الطبيب ، نسج وحده أبي جعفر الكزني ، رئيس الصناعة في وقته ، ولقي فيه الأستاذ إمام التّعاليم والمعارف أبا عبد الله الرّقوطي المرسي وغيره. وقرأ القرآن على المقرئ الشهير أبي جعفر الطبّاع بالروايات السّبع ، والعربية على الأستاذ أبي الحسن بن الصائغ الإشبيلي ، وأكثر القراءة على شيخ الجماعة العلّامة أبي جعفر بن الزّبير.

تواليفه : ألّف كتبا كثيرة ، منها في النّبات والرؤيا ، ومنها كتاب سمّاه ، «السّرّ المذاع ، في تفضيل غرناطة على كثير من البقاع».

شعره : من ذلك قوله ملغّزا في المطر : [الطويل]

وما زائر مهما أتى ابتهجت به

نفوس وعمّ الخلق جودا وإحسانا

يقيم فيشكو الخلق منه مقامه

ويكربهم طرّا إذا عنهم بانا

يسرّ إذا وافى ويكرب إن نأى

ويكره منه الوصل إن زار أحيانا

وأعجب شيء هجر حبّ مواصل

به لم (١) يطل هواه إن لم يطل خانا

محنته : ذكر أنه لما توفي السلطان ثاني الملوك من بني نصر (٢) فجأة ، وهو يصلّي المغرب ، وباكر الطبيب بابه غداة ليلة موته ، سأل عن الطعام القريب عهد موته بتناوله ، فأخبر أنّه تناول كعكا وصله من وليّ عهده ، فقال كلاما أوجب نكبته ، فامتحن بالسّجن الطويل ، والتمست الأسباب الموصلة إلى هلاكه ، ثم أجلي إلى العدوة. ثم دالت الأيام ، فعاد إلى وطنه مستأنفا ما عهده من البرّ وفقده من التّجلّة.

ميلاده : بغرناطة عام أربعة وخمسين وستمائة.

__________________

(١) في الأصل : «حين» ، وكذا لا يستقيم الوزن والمعنى.

(٢) هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن يوسف بن نصر «ولي سلطنة غرناطة من سنة ٦٧١ ه‍ إلى سنة ٧٠١ ه‍. وقد ترجم له ابن الخطيب في الجزء الأول من الإحاطة.

١٢٣

وفاته : ليلة الخميس التاسع من شهر ربيع الأول من عام ثلاثين وسبعمائة.

محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي زمنين المرّي (١)

يكنى أبا عبد الله (٢) ، وبيته معلوم.

حاله : كان من أهل المعرفة والنّبل والذكاء.

مشيخته : قرأ القرآن على أبي بكر بن النّفيس ، وأبي عبد الله بن شهيد المرّي المقرئ بطخشارش من غرناطة. ودرس الفقه عند المشاور أبي عبد الله بن مالك (٣) المقرئ ، وأبي الحسن علي بن عمر بن أضحى ، وعلى غيرهما من شيوخ غرناطة.

وفاته : توفي سنة أربعين وخمسمائة.

قلت : وإنما ذكرت هذا المترجم به مع كوني اشترطت صدر خطبته ألّا أذكر هذا النمط لمكان مصاهرتي في هذا البيت. ولعلّ حافد هذا المترجم به من ولدي يطّلع على تعدادهم وذكرهم في هذا التأليف وتردادهم ، فيكون ذلك محرّضا له على النّجابة ، محرّضا للإجابة ، جعلنا الله ممّن انتمى للعلم وأهله ، واقتفى من سننه واضح سبله.

محمد بن جابر بن محمد بن قاسم بن أحمد بن إبراهيم

ابن حسّان القيسي (٤)

الوادآشي الأصل والمعرفة ، التّونسي الاستيطان ، يكنى أبا عبد الله ، ويعرف بابن جابر.

حاله : من «عائد الصلة» : نشأ بتونس ، وجال في البلاد المشرقية والمغربية ، واستكثر من الرّواية ونقّب عن المشايخ ، وقيّد الكثير ، حتى أصبح جمّاعة المغرب ، وراوية الوقت. ثم قدم الأندلس ظريف النّزعة ، عظيم الوقار ، قويم السّمت ، يأوي في

__________________

(١) ترجمة ابن أبي زمنين في الذيل والتكملة (ج ٦ ص ١٠١) وهو فيه : «محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله ...».

(٢) كنيته في الذيل والتكملة : أبو بكر.

(٣) في الأصل : «ملك» والتصويب من الذيل والتكملة.

(٤) ترجمة محمد بن جابر القيسي في التعريف بابن خلدون (ص ١٨) والديباج المذهب (ص ٣١١) ونفح الطيب (ج ٦ ص ٩٢) و (ج ٧ ص ١٩٢).

١٢٤

فضل التّعيش إلى فضل ما كان بيده ، يصرفه في مصارف التجارة. وقعد للإسماع والرّواية ، وانتقل إلى بلّش ، فقرأ بها القرآن العظيم والروايات السّبع ، على الخطيب أبي جعفر بن الزيات. ثم رحل إلى المغرب ، ثم أعاد الرّحلة الحجازية ، وأعرق ، فلقي أمّة من العلماء والمحدّثين ، وأصبح بهم شيخ وحده ، انفساح رواية ، وعلوّ إسناد.

مشيخته : من شيوخه قاضي الجماعة بتونس أبو العباس بن الغمّاز الخزرجي البلنسي ، وقاضي الجماعة بها أبو إسحاق بن عبد الرفيع ، وقاضي قضاة الدّيار المصرية بدر الدين بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن صخر الكناني. وقاضي الجماعة ببجاية أبو العباس الغبريني ، وسراج الدين أبو جعفر عمر بن الخضر بن طاهر بن طرّاد بن إبراهيم بن محمد بن منصور الأصبحي ، وأبو محمد عبد الغفار بن محمد السّعدي المصري ، ورضيّ الدين إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الخليلي الجعفري ، وشرف الدين أبو عبد الله بن الحسن بن عبد الله بن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور المقدسي ، وأبو الفضل أبو القاسم بن حمّاد بن أبي بكر بن عبد الواحد الحضرمي اللبيد ، وعبد الله بن يوسف بن موسى الخلاسي ، وعبد الله بن محمد بن هارون ، وإبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحاج التّجيبي ، وأحمد بن يوسف بن يعقوب بن علي الفهري اللّبلي (١) ، وولده جابر بن محمد بن قاسم معين الدين ، وعزّ الدين أبو القاسم بن محمد بن الخطيب ، وجمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي بن الصّفّار ، وأبو بكر بن عبد الكريم بن صدقة العزفي ، ومحمد بن إبراهيم بن أحمد التجيبي ، وأبو يعقوب يوسف بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن عقاب الجذامي الشاطبي ، وعبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الله الأنصاري الأسدي القيرواني ، وأبو القاسم خلف بن عبد العزيز القبتوري (٢) ، وعلي بن محمد بن أبي القاسم بن رزين التّجيبي ، وأحمد بن موسى بن عيسى البطرني (٣) ، وغرّ القضاة فخر الدين أبو محمد عبد الواحد بن منصور بن محمد بن المنير ، وتقي الدين محمد بن أحمد بن عبد الخالق المصري ، وصدر النحاة أبو حيّان ، وظهير الدين أبو محمد بن عبد الخالق المخزومي المقدسي الدّلاصي ، ورضيّ

__________________

(١) نسبة إلى لبلةniebla وهي مدينة في غرب الأندلس. الروض المعطار (ص ٥٠٧).

(٢) نسبة إلى قبتور وهي قرية من قرى إشبيلية. الروض المعطار (ص ٤٥٤).

(٣) نسبته إلى بطرنة وهي قرية بساحل إلبيرة. نزهة المشتاق (ص ٥٦٤) وجغرافية الأندلس وأوروبا (ص ١٢٩) ومملكة غرناطة (ص ٢٨٨).

١٢٥

الدين بن إبراهيم بن أبي بكر الطّبري ، والمعمّر بهاء الدين أبو محمد القاسم بن مظفر بن محمود بن هبة الله بن عساكر الدمشقي. وأما من كتب إليه فنحو مائة وثمانين من أهل المشرق والمغرب.

قدم غرناطة في أول عام ستة وعشرين وسبعمائة ، فهو باعتبار أصله أصلي ، وباعتبار قدومه طارىء وغريب.

تواليفه : له تواليف حديثيّة جملة ، منها أربعون حديثا ، أغرب فيها بما دلّ على سعة خطوه وانفساح رحله.

وفاته : كان حيّا سنة أربعين وسبعمائة ، وبلغني أنه توفي عام سبعة بعدها.

محمد بن خلف بن موسى الأنصاري الأوسي (١)

من أهل إلبيرة ، يكنى أبا عبد الله.

حاله : كان (٢) متكلّما ، واقفا على مذاهب المتكلّمين ، متحققا برأي الأشعرية ، ذاكرا لكتب الأصول والاعتقادات ، مشاركا في الأدب ، مقدّما في الطّبّ.

مشيخته : روى عن أبي جعفر بن محمد بن حكم بن باق ، وأبي جعفر بن خلف بن الهيثم ، وأبوي الحسن بن خلف العنسي ، وابن محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن حمدين ، وأبوي عبد الله بن عبد العزيز الموري ، وابن فرج مولى الطلّاع ، وأبي العباس بن محمد الجذامي ، وأبي علي الغساني ، وأبي عمرو زياد بن الصّفار ، وأبي القاسم أحمد بن عمر. وأخذ علم الكلام عن أبي بكر بن الحسن المرادي ، وأبي جعفر بن محمد بن باق ، وأبي الحجاج بن موسى الكلبي. وتأدّب في بعض مسائل النحو بأبي القاسم بن خلف بن يوسف بن فرتون بن الأبرش.

من روى عنه : روى عنه أبو إسحاق بن قرقول ، وأبو خالد المرواني ، وأبو زيد بن نزار ، وأبو عبد الله بن الصّيقل المرسي ، وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن سمعان ، وأبو الوليد بن خيرة.

__________________

(١) ترجمة محمد بن خلف في التكملة (ج ١ ص ٣٥٨) والذيل والتكملة (ج ٦ ص ١٩٣) ونفح الطيب (ج ٤ ص ٣١٥).

(٢) قارن بالذيل والتكملة (ج ٦ ص ١٩٤) وبنفح الطيب (ج ٤ ص ٣١٥).

١٢٦

تواليفه : من تواليفه : «النّكت والأمالي ، في الرّد (١) على الغزالي» ، و «الإيضاح (٢) والبيان ، في الكلام على القرآن» ، و «الأصول (٣) ، إلى معرفة الله ونبوة الرسول» ورسالة «الاقتصار (٤) ، على مذاهب الأئمّة الأخيار» ، ورسالة «البيان ، في (٥) حقيقة الإيمان» ، والرّد على أبي الوليد بن رشد في مسألة الاستواء الواقعة له في الجزء الأول من مقدّماته ، و «شرح مشكل ما وقع في الموطّإ وصحيح (٦) البخاري» ، وقد كان شرع في تصنيفه عام ثمانية عشر وخمسمائة (٧) في شوال منه ، وبلغ في الكلام فيه إلى النّكتة الرابعة والخمسين ، وقطعت به قواطع المرض ، وشرع في معالجة العين لرؤيا رآها ، يقال له : ألّفت في نور البصيرة ، فألّف في نور البصر تنفع وتنتفع ، فأقبل على تأليفه في مداواة العين ، وهو كتاب جمّ الإفادة ، ثم أكمل النّكت.

شعره : وكان له حظّ من قرض الشعر ، فمن ذلك ما مدح به إمام الحرمين أبا المعالي الجويني (٨) : [الخفيف]

حبّ حبر (٩) يكنى أبا للمعالي (١٠)

هو ديني ففيه لا تعذلوني

أنا والله مغرم في هواه (١١)

علّلوني بذكره علّلوني

مولده : ولد يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وخمسمائة (١٢).

محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الخولاني

غرناطي ، يكنى أبا عبد الله ، ويعرف بالشّريشي (١٣).

__________________

(١) في التكملة (ج ١ ص ٣٥٨): «في النقض».

(٢) كلمة «والإيضاح» ساقطة في الذيل والتكملة (ج ٦ ص ١٩٤).

(٣) في الأصل : «والوصول» والتصويب من التكملة والذيل والتكملة.

(٤) في التكملة والذيل : «الانتصار».

(٥) في التكملة والذيل : «عن».

(٦) في التكملة «وكتاب».

(٧) في الأصل : «وستمائة» وهو خطأ ، وصوبناه من الذيل والتكملة.

(٨) هو يوسف بن عبد الله بن عبد الملك الجويني ، والبيتان في الذيل والتكملة (ج ٦ ص ١٩٥) ونفح الطيب (ج ٤ ص ٣١٥).

(٩) الحبر : العالم ، جمعه أحبار. لسان العرب (حبر).

(١٠) في الأصل : «أبا المعالي» ، وكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من المصدرين.

(١١) في المصدرين : «بهواه».

(١٢) جاء في الذيل والتكملة (ج ٦ ص ١٩٥): «وتوفي في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وخمسمائة».

(١٣) ترجمة أبي عبد الله الشريشي في الكتيبة الكامنة (ص ٢١٥) ونفح الطيب (ج ٩ ص ٢٣٠) ـ.

١٢٧

حاله : من أهل التّصاون والحشمة والوقار ، معرق في بيت الخيريّة والعفّة ، وكان والده صاحبنا ، رحمه الله ، آية في الدّؤوب والصّبر على انتساخ الدّواوين العلمية والأجزاء ، بحيث لا مظنّة معرفة أو حجرة طلب تخلو عن شيء من خطّه إلّا ما يقلّ ، على سكون وعدالة وانقباض وصبر وقناعة. وأكتب للصّبيان في بعض أطواره ، ونشأ ابنه المذكور ظاهر النّبل والخصوصيّة ، مشاركا في فنون ؛ من عربية وأدب وحساب وفريضة. وتصرّف في الشهادة المخزنيّة برهة ، ثم نزع عنها انقيادا لداعي النّزاهة ، وهو الآن بحاله الموصوفة.

شعره : وشعره من نمط الإجادة ، فمن ذلك قوله (١) : [السريع]

بي شادن أهيف مهما انثنى

يحكي تثنّيه القضيب الرّطيب

ذو غرّة كالبدر قد أطلعت

فوق قضيب نابت في كثيب

خضت حشا الظّلماء من حبّه

أختلس الوصل حذار الرّقيب

فبتّ والوصل (٢) لنا ثالث

يضمّنا ثوب عفاف قشيب

حتى إذا ما الليل ولّى وقد

مالت نجوم الأفق نحو الغروب

ودّعته والقلب ذو لوعة

أسبل (٣) من ماء جفوني غروب

فلست أدري حين ودّعته (٤)

قلب بأضلاعي غدا أم قليب؟

ومن ذلك في النسيب (٥) : [السريع]

يا أجمل الناس ويا من غدت

غرّته تمحو سنا الشمس

أنعم على عبدك يا مالكي

دون اشتراء ومنى نفسي

بأن ترى وسطى لعقدي وأن

تعيد ربعي كامل الأنس

فإن تفضّلت بما أرتجي

أبقيتني في عالم الإنس

وإن تكن ترجعني خائبا

فإنني أدرج في رمسي (٦)

__________________

ـ و (ج ١٠ ص ٢٤ ، ١٣٦)

(١) الأبيات في الكتيبة الكامنة (ص ٢١٤ ـ ٢١٥).

(٢) في الأصل : «وللوصل» ، وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى ، والتصويب من الكتيبة الكامنة.

(٣) في الأصل : «أسيل» والتصويب من الكتيبة.

(٤) في الأصل : «أودعته» والتصويب من الكتيبة.

(٥) الأبيات في الكتيبة الكامنة (ص ٢١٥).

(٦) في الأصل : «رمس» بدون ياء ، والتصويب من الكتيبة.

١٢٨

وقال في فضل العلم (١) : [السريع]

يا طالب العلم اجتهد إنه

خير من التّالد والطّارف

فالعلم يذكو (٢) قدر إنفاقه

والمال إن (٣) أنفقته تالف

وترقّى إلى هذا العهد بإشارتي إلى التي لا فوقها من تعليم ولد السلطان ، والرّئاسة القرآنية بباب الإمارة ، والإمامة بالمسجد الجامع من القلعة (٤) ، حميد الطريقة في ذلك كله ، معروف الحق ، تولّاه الله.

مولده : عام ثمانية عشر وسبعمائة.

محمد بن محمد بن علي بن سودة المرّي

يكنى أبا القاسم.

أوليته : من نبهاء بيوتات الأندلس وأعيانها ، سكن سلفه البشارّة (٥) ، بشارّة بني حسّان ، وولي جدّه الأشغال ، حميد السيرة ، معروف الإدانة.

حاله : هذا الفتى من أهل الخصوصيّة والسكون والحياء ، المانع عن كثير من الأغراض. مال إلى العلوم العقلية ، فاستظهر على المماسّة في بعض أغراضها بالدؤوب والعكوف ، المورّين تأثير حبل الرّكيّة في جحرها ، فتصدّر للعلاج ، وعانى الشّعر ، وأرسم في الكتابة ، وعدّ من الفضلاء ، وظهرت على عباراته اصطلاحات الحكماء ، وتشوّف إلى العهد للرّحلة الحجازية ، والله ييسّر قصده.

مشيخته : قرأ الطبّ والتّعديل على الحبر طبيب الدّار السّلطانية ، فارس ذينك الفنّين ، إبراهيم بن زرزار اليهودي ، ورحل إلى العدوة ، فقرأ على الشّريف العالم الشهير ، رحلة الوقت في المغرب ، أبي عبد الله العلوي ، وبلقائه نجح.

شعره : أنشد السلطان قوله : [الكامل]

جاد الحمى صوب الغمام هتونه

تزجي البروق سحابه فتعينه

__________________

(١) البيتان في الكتيبة الكامنة (ص ٢١٥).

(٢) في الكتيبة : «يزكو».

(٣) في الأصل : «إذا» وكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من الكتيبة.

(٤) المراد القلعة الحمراء الملاصقة لقصر الحمراء.

(٥) البشارّة أو بشرّة أو البشرّات alpujarras : هي المنطقة الجبلية الواقعة جنوب سفوح جبل شلير ، على مقربة من البحر المتوسط. نفح الطيب (ج ١ ص ١٥٠) و (ج ٤ ص ٥٢٤ ـ ٥٢٥) ومملكة غرناطة (ص ٤٦).

الإحاطة في أخبار غرناطة / ج ٣ / م ٩.

١٢٩

وسقى ديار العامرية بعد ما

وافى بجرعاء (١) الكثيب معينه

يندى بأفنان الأراك كأنه

عقد تناثر بالعقيق ثمينه

ومحى الكثيب سكوبه فكأنه

خطّ تطلّس ميمه أو نونه

حتى إذا الأرواح هبّت بالضّحى

مسحت عليه بالجناح تبينه

وكأنّه والرعد يحدو خلفه

صبّ يطول إلى اللقاء حنينه

أو سحّ دمعي فوق أكناف اللّوى

جادت بلؤلؤة النفيس عيونه

والبرق في حلل السّحاب كأنه

مكنون سرّ لم يذع (٢) مضمونه

أو ثوب ضافية الملابس كاعب

عمدت بحاشية النّضار تزينه

هنّ الديار برامة لا دهرها

سلس القياد ولا العتاب يلينه

ولقد وقفت برسمها فكأنّني

من ناحل الأطلال فيه أكونه

قلبي بذاك اللّوى خلّفته

ألوى بمزدلف الرّفاق ظعينه

لا تسأل (٣) العذّال عني فالهوى

هذا (٤) يخامر بالضّلوع دفينه

إن يخف عن شرحي حديث زميرتي

فعلى الفنون فريضة تبينه

عجبا لدمعي لا يكفّ كأنما

جدوى أبي عبد الإله هتونه

محيي المكارم بعد ما أودى بها

زمن تقلّب بالكرام خؤونه

مولى الملوك عميد كلّ فضيلة

علق الزمان ثمينه ومكينه

يضفي إلى داعي النّدى فيهزّه

وبملتقى الجمعين طال سكونه

من ذا يسابق فضله لوجوده

ويلجّ فيض البحر فاض يمينه

إن تلقه تلق الجمال وقاره

والحلم طبع والسّماحة دينه

غمر الأنام نواله ومحا الضلا

ل رشاده وجلا الظّلام جبينه

أحيا رسوم الدين وهي دوارس

ولطالما صدع الشكوك يقينه

شمس الهدى حتف العدا محيي النّدا

بحر الجدا طول المدى تمكينه

ليث الشّرى غوث الورى قمر السّرى

سنّ القرى عمّ القرى تأمينه

فلبأسه يوم الوغى ولعزمه

جاش الهزبر إذا الهزبر يخونه

__________________

(١) في الأصل : «الجرعا» وكذا ينكسر الوزن.

(٢) في الأصل : «قد أذيع» وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.

(٣) في الأصل : «تسل» وكذا ينكسر الوزن.

(٤) في الأصل : «ذا» وكذا ينكسر الوزن.

١٣٠

لا تسأل (١) الهيجاء عنه إنه

يصل المراد كما تحبّ ظنونه

لو كان يشغله المنام عن العلا

هجر المنام وباعدته جفونه

وإذا تطاولت الملوك بماجد

بمحمد دون الأنام يكونه

يا ابن الألى نصروا الرسول ومن بهم

نطق الكتاب فصيحه ومبينه

خصّوا ببيعته وحاموا دونه

نهج الرّضا حتى تقاوم دينه

أمعاضد الإسلام أنت عميده

وخليفة الرحمن أنت أمينه

لم يبق إلّا من بسيفك طائع

ألفنش (٢) في أقصى البلاد رهينه

وبجيشك المنصور لو لاقيته

أدرى بمشتجر الرّماح طعينه

ولو اصطنعت إلى العدوّ إدالة

طاعت إليك بلاده وحصونه

خذها إليك قصيدة من شاعر

حلو الكلام مهذّب تبيينه

جعل القوافي للمعالي سلّما

فجنى القريض كما اقتضته فنونه

غطّى هواه عقله واقتاده

يحصي النجوم جهالة تزيينه

ولو أخذته أيدي التحرير والنّقد ، لرجي أن يكون شاعرا ، وبالجملة فالرجل معدود من السّراة بيتا وتخصّصا.

محمد بن عبد العزيز بن سالم بن خلف القيسي

منكّبي (٣) ، الأصل ، يكنى أبا عبد الله ، طبيب الدّار السلطانية.

حاله : من «عائد الصلة» : كان ، رحمه الله ، فذّا في الانطباع واللّوذعية ، حسن المشاركة في الطّب ، مليح المحاضرة ، حفظة ، طلعة ، مستحضرا للأدب ، ذاكرا لصناعة الطب ، أخذها عن إمام وقته أبي جعفر الكزني ، وانتصب للعلاج ، ثم انتقل إلى الخدمة بصناعته بالباب السلطاني ، وولّي الحسبة ، ومن شعره يخاطب السلطان على ألسنة أصحابنا الأطباء الذين جمعتهم الخدمة ببابه يومئذ ، وهم أبو الأصبغ بن سعادة ، وأبو تمام غالب الشّقوري : [الخفيف]

قد جمعنا ببابكم سطر علم

لبلوغ المنى ونيل الإرادة

__________________

(١) في الأصل : «تسل» وكذا ينكسر الوزن.

(٢) في الأصل : «وألفنش» ، وكذا ينكسر الوزن ، لذا حذفنا حرف الواو. وألفنش : هوalfonso صاحب قشتالة.

(٣) نسبة إلى المنكّب almunecar ، وهي مدينة صغيرة في مقاطعة غرناطة على البحر المتوسط.

الروض المعطار (ص ٥٤٨).

١٣١

ومن أسمائنا (١) لكم حسن فال

غالب ثم سالم وسعاده

وفاته : توفي في شهر رجب من عام سبعة عشر وسبعمائة.

محمد بن عبد الله بن أبي زمنين (٢)

من أهل إلبيرة ، يكنى أبا عبد الله.

حاله : من الملاحي (٣) ، قال : ولّي الأحكام ، وكان فقيها نبيها.

وفاته : توفي بغرناطة في عشر الستين وأربعمائة.

قلت : قد تقدم اعتذاري عن إثبات مثله في هذا المختصر ، فلينظر هناك إن شاء الله.

محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد

ابن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي زمنين

عدنان بن بشير بن كثير المرّي

حاله : كان من كبار المحدّثين والعلماء الراسخين ، وأجلّ وقته قدرا في العلم والرّواية والحفظ للرّأي والتمييز للحديث ، والمعرفة باختلاف العلماء ، متفنّنا في العلم ، مضطلعا بالأدب ، قارضا للشّعر ، متصرفا في حفظ المعاني والأخبار ، مع النّسك والزّهد ، والأخذ بسنن الصالحين ، والتخلّق بأخلاقهم. لم يزل أمّة في الخير ، قانتا لله ، منيبا له ، عالما زاهدا صالحا خيّرا متقشّفا ، كثير التّبتّل والتّزلّف بالخيرات ، مسارعا إلى الصالحات ، دائم الصلاة والبكاء ، واعظا ، مذكرا بالله ، داعيا إليه ، ورعا ، ملبّي الصدقة ، معينا على النّائبة ، مواسيا بجاهه وماله ، ذا لسان وبيان ، تصغي إليه الأفئدة فصيحا ، بهيّا ، عربيّا ، شريفا ، أبيّ النفس ، عالي الهمّة ، طيّب المجالسة ، أنيس المشاهدة ، ذكيّا ، راسخا في كل جمّ من العلوم ، صيرفيا جهبذا ، ما رؤي ، قبله ولا بعده ، مثله.

مشيخته : سكن قرطبة ، وسمع بها من أحمد بن مطرّف ، ووهب بن مسرّة الحجاري ، وعن أبان بن عيسى بن محمد بن دنيّر ، وعن والده عبيد الله بن عيسى.

__________________

(١) في الأصل : «ومن أسمائنا» وكذا ينكسر الوزن ، لذا جعلنا همزة القطع همزة وصل.

(٢) ترجمة ابن أبي زمنين في مطمح الأنفس (ص ٢٦٦) ونفح الطيب (ج ٤ ص ٩٨).

(٣) هو أبو القاسم محمد بن عبد الواحد الغافقي ، المعروف بالملاحي ، صاحب كتاب «تاريخ علماء إلبيرة» ، وقد توفي سنة ٦١٩ ه‍. وسيترجم له ابن الخطيب بعد قليل.

١٣٢

من روى عنه : روى عنه الزاهد أبو إسحاق إبراهيم بن مسعود الإلبيري وغيره.

تواليفه : ألف كتاب المغرب في اختصار «المدوّنة» ثلاثين جزءا ، ليس في المختصرات مثله بإجماع ، والمهذّب في تفسير «الموطّإ» ، والمشتمل في أصول الوثائق ، وحياة القلوب ، وأنس الفريد ، ومنتخب الأحكام ، والنصائح المنظومة ، وتفسير القرآن.

مولده : في المحرم سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.

وفاته : توفي في شهر ربيع الثاني عام ثمانية وتسعين وثلاثمائة بحاضرة إلبيرة ، رحمه الله ونفع به.

محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن قاسم بن مشرّف

ابن قاسم بن محمد بن هاني اللخمي القائصي (١)

يكنى أبا الحسن.

حاله : كان (٢) وزيرا جليلا ، فقيها رفيعا ، جوادا ، أديبا ، جيّد الشعر ، عارفا بصناعة النّحو والعروض ، واللغة والأدب والطب ، من أهل الرّواية والدّراية.

مشيخته : روى عن الحافظ أبي بكر بن عطيّة ، وأبي محمد بن عتّاب ، وأبي الوليد بن رشد القاضي الإمام ، والقاضي أبي محمد عبد الله بن علي بن سمجون.

شعره : من شعره قوله (٣) : [السريع]

يا حرقة البين كويت الحشا

حتى أذبت القلب في أضلعه

أذكيت فيه النّار حتى غدا

ينساب ذاك الذّوب من مدمعه

يا سؤل هذا القلب حتى متى

يؤسى برشف الرّيق من منبعه؟

فإنّ في الشّهد شفاء الورى (٤)

لا سيما إن مصّ (٥) من مكرعه

والله يدني منكم عاجلا

ويبلغ القلب إلى مطمعه

__________________

(١) ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن هاني اللخمي في التكملة (ج ٢ ص ٥٤) والذيل والتكملة (ج ٦ ص ٣٤٣).

(٢) قارن بالذيل والتكملة (ج ٦ ص ٣٤٣).

(٣) الأبيات في نفح الطيب (ج ٥ ص ١٤٣).

(٤) في الأصل : «شفا للورى» والتصويب من النفح.

(٥) في الأصل : «يصر» وكذا لا يستقيم الوزن والمعنى ، والتصويب من النفح.

١٣٣

مولده : ولد في الثلث الأخير من ليلة الجمعة لثلاث بقين لذي حجة سنة ثمان وتسعين وأربعمائة.

وفاته : توفي في آخر (١) جمادى الأخرى سنة ست وتسعين وخمسمائة.

محمد بن عبد الرحمن بن عبد السلام بن أحمد

ابن يوسف بن أحمد الغساني (٢)

من أهل غرناطة ، يكنى أبا عبد الله.

حاله : كان محدّثا نبيلا حاذقا ذكيّا ، وله شرح جليل على كتاب «الشّهاب» (٣) ، واختصار حسن في «اقتباس الأنوار» للرّشاطي. وكان كاتبا وافر الحظّ من الأدب ، يقرض شعرا لا بأس به.

من شعره في ذكر أنساب طبقات العرب (٤) : [الكامل]

الشّعب ثمّ قبيلة وعمارة

بطن وفخذ والفصيلة تابعه

فالشّعب يجمع (٥) للقبائل كلّها

ثم القبيلة للعمارة جامعه

والبطن تجمعه العمائر (٦) فاعلمن

والفخذ تجمعه (٧) البطون الواسعه

والفخذ يجمع (٨) للفصائل كلها (٩)

جاءت على نسق لها متتابعه

فخزيمة شعب وإنّ كنانة

لقبيلة عنها الفصائل شائعه (١٠)

وقريشها تسمي العمارة (١١) يا فتى

وقصيّ بطن للأعادي (١٢) قامعه

__________________

(١) في الذيل والتكملة (ج ٦ ص ٣٤٣): «توفي بغرناطة لسبع بقين من جمادى الآخرة ...».

(٢) ترجمة محمد بن عبد الرحمن الغساني في التكملة (ج ٢ ص ١١٨) والذيل والتكملة (ج ٦ ص ٣٤٨) ونفح الطيب (ج ٦ ص ٨٢).

(٣) ورد في التكملة أن هذا الكتاب سمّاه الغساني بمستفاد الرحلة والاغتراب.

(٤) الأبيات في الذيل والتكملة (ج ٦ ص ٣٤٨) ونفح الطيب (ج ٦ ص ٨٢).

(٥) في النفح : «مجتمع القبيلة».

(٦) في الأصل : «يجمعه العمار» والتصويب من المصدرين.

(٧) في الأصل : «بجمعه» والتصويب من المصدرين.

(٨) في الذيل : «تجمع».

(٩) في المصدرين : «هاكها».

(١٠) في الأصل : «شاسعة» والتصويب من المصدرين.

(١١) في الأصل : «تسمو العبارة» ، والتصويب من المصدرين.

(١٢) في الأصل : «بطن الأعادي» وكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من المصدرين.

١٣٤

ذا هاشم (١) فخذ وذا (٢) عبّاسها

إلّا (٣) الفصيلة لا تناط بسابعه

مولده : ولد بغرناطة سنة ثمان وستين وخمسمائة.

وفاته : بمرسية في رمضان تسع عشرة وستمائة (٤).

محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن مفرّج بن أحمد

ابن عبد الواحد بن حريث بن جعفر بن سعيد بن محمد

ابن حقل الغافقي (٥)

من ولد مروان بن حقل النازل بقرية الملّاحة (٦) من قنب قيس من عمل إلبيرة ، يكنى أبا القاسم ويعرف بالملّاحي. وقد نقلنا عنه الكثير ، وهو من المفاخر الغرناطية.

حاله : كان محدّثا راوية معتنيا ، أديبا ، مؤرخا ، فاضلا جليلا. قال الأستاذ (٧) في «الصلة» : كان من أفضل الناس ، وأحسنهم عشرة ، وألينهم كلمة ، وأكثرهم مروءة ، وأحسنهم خلقا وخلقا ، ما رأيت مثله ، قدّس الله تربته. وذكره صاحب «الذيل» (٨) الأستاذ أبو عبد الله بن عبد الملك ، وأطنب فيه ، وذكره المحدّث أبو عبد الله الطنجالي ، وذكره ابن عساكر في تاريخه.

مشيخته : روى عن أبيه أبي محمد ، وأبي القاسم بن بشكوال ، وأبي العبّاس بن اليتيم ، وعالم كثير من غير بلده ، ومن أهل بلده سوى أبيه ، وعن أبي سليمان داود بن يزيد بن عبد الله السّعدي القلعي (٩) ، لازمه مدة. وعن أبي خالد بن رفاعة اللخمي ، وأبي محمد عبد الحق بن يزيد العبدري ، وأبي جعفر عبد الرحمن بن

__________________

(١) في الأصل : «ذا ما ثمّ» وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.

(٢) في الذيل : «وما».

(٣) في النفح : «أثر».

(٤) في التكملة : «وتوفي بمرسية في العشرة الأواخر من رمضان سنة تسع عشرة وستمائة».

(٥) ترجمة محمد بن عبد الواحد الغافقي الملاحي في التكملة (ج ٢ ص ١١٨) والذيل والتكملة (ج ٦ ص ٤١٣) والوافي بالوفيات (ج ٤ ص ٦٨) والمغرب (ج ٢ ص ١٢٦).

(٦) الملّاحة : قرية على بريد من غرناظة. التكملة (ج ٢ ص ١١٩) والمغرب (ج ٢ ص ١٢٦).

(٧) هو ابن الزبير صاحب «صلة الصلة».

(٨) هو ابن عبد الملك المراكشي ، صاحب كتاب «الذيل والتكملة» وقد ذكره ، كما قلنا ، في الذيل والتكملة (ج ٦ ص ٤١٣).

(٩) ترجمة داود بن يزيد السعدي القلعي في التكملة (ج ١ ص ٢٥٥) والوافي بالوفيات (ج ١٣ ص ٤٩٩) وبغية الوعاة (ص ٢٤٦).

١٣٥

الحسن بن القصير ، وأبي بكر بن طلحة بن أحمد بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي ، وأبي محمد عبد المنعم بن عبد الرحيم ، وأبي جعفر بن حكم الحصّار ، وأبي عبد الله بن عروس ، وأبي الحسن بن كوثر ، وأبي بكر الكتندي ، وأبي إسحاق بن الجلّا ، وأبي بكر بن أبي زمنين ، وأبي القاسم بن سمجون ، وأبي محمد عبد الصمد بن محمد بن يعيش الغساني. وكان من المكثرين في باب الرّواية ، أهل الضبط والتقييد والإتقان ، بارع الخطّ ، حسن الوراقة ، أديبا بارعا ذاكرا للتاريخ والرجال ، عارفا بالأنساب ، نقّادا حافظا للأسانيد ، ثقة عدلا ، مشاركا في فنون ، سياسيا. وروى عنه الأستاذ ، واعتنى بالرواية عنه. وقال الأستاذ : حدّثني عنه من شيوخي جماعة ، منهم القاضي العدل أبو بكر بن المرابط.

تواليفه : ألّف كتابه في «تاريخ علماء إلبيرة» ، واحتفل فيه. وألّف كتاب «الشجرة في الأنساب» ، و «كتاب الأربعين حديثا» ، و «كتاب فضائل القرآن ،» و «برنامج روايته» وغير ذلك.

مولده : سنة تسع وأربعين وخمسمائة.

وفاته : توفي في شعبان سنة تسع عشرة وستمائة ببلده (١).

محمد بن علي بن عبد الله اللخمي

يكنى أبا عبد الله ، ويعرف بالشّقوري ، منسوبا إلى مدينة شقورة (٢) ومنها أهله ، صاحبنا طبيب دار الإمارة ، حفظه الله.

حاله : هذا الرجل طرف في الخير والأمانة ، فذّ في حسن المشاركة ، نقيّ في حب الصّالحين ، كثير الهوى إلى أهل التقوى ، حذر من التفريط ، حريص على التّعلّق بجناب الله ، نشأ سابغ رداء العفّة ، كثيف جلباب الصّيانة ، متصدّرا للعلاج في زمن المراهقة ، معمّا ، مخوّلا في الصّناعة ، بادي الوقار في سنّ الحشمة. ثم نظر واجتهد ، فأحرز الشهرة بدينه ، ويمن نقيبته ، وكثرة حيطته ، ولطيف علاجه ، ونجح تجربته. ثم كلف بصحبة الصالحين ، وخاض في السلوك ، وأخذ نفسه بالارتياض والمجاهدة ، حتى ظهرت عليه آثار ذلك. واستدعاه السلطان لعلاج نفسه ، فاغتبط به ، وشدّ اليد

__________________

(١) في التكملة (ج ٢ ص ١١٩ ـ ١٢٠): «وتوفي لخمس خلون من شعبان سنة تسع عشرة وستمائة ، وقال غيره : سنة عشرين». ومثله جاء في الذيل والتكملة (ج ٦ ص ٤١٨).

(٢) شقوره : بالإسبانيةsegura de la sierra ، وهي مدينة من أعمال جيان بالأندلس. الروض المعطار (ص ٣٤٩).

١٣٦

عليه ، وظهر له فضله ، وهو لهذا العهد ببابه ، حميد السيرة ، قويم الطريقة ، صحيح العقد ، حسن التدبير ، عظيم المشاركة للناس ، أشدّ الخلق حرصا على سعادة من صحبه ، وأكثرهم ثناء عليه ، وأصرحهم نصيحة له ، نبيل الأغراض ، فطن المقاصد ، قائم على الصنعة ، مبين العبارة ، معتدل في البحث والمذاكرة ، متكلّم في طريقة الصّوفية ، عديم النظير في الفضل ، وكرم النّفس.

شيوخه : قرأ على جدّه للأب ، وعلى الحكيم الوزير خالد بن خالد من شيوخ غرناطة ، وعلى شيخنا الحكيم الفاضل أبي زكريا بن هذيل ، ولازمه ، وانتفع به ، وسلك بالشيخ الصّوفي أبي مهذّب عيسى الزيات ثم بأخيه الصالح الفاضل أبي جعفر الزيات ، والتزم طريقته ، وظهرت عليه بركته.

تواليفه : ألّف كتبا نبيلة ، منها «تحفة المتوصل في صنعة الطب» وكتابا أسماه «الجهاد الأكبر» ، وآخر سمّاه «قمع اليهودي عن تعدّي الحدود» أحسن فيه ما شاء.

شعره : أنشدني بعد ممانعة واعتذار ، إذ هذا الغرض ليس من شأنه : [الطويل]

سألت ركاب العز أين ركابي

فأبدى عنادا ثم ردّ جوابي

ركابك مع سيري يسير بسيره

بغير حلول مذ حللت جنابي

فلا تلتفت سيرا لذاتك إنما

تسير بها سيرا لغير ذهاب

وهي متعددة.

مولده : ولد في عام سبعة وعشرين وسبعمائة.

محمد بن علي بن فرج القربلياني (١)

يكنى أبا عبد الله ويعرف بالشفرة.

حاله : كان رجلا ساذجا ، مشتغلا بصناعة الطب ، عاكفا عليها عمره ، محققا لكثير من أعيان النّبات ، كلفا به ، متعيّشا من عشبه أول أمره ، وارتاد المنابت ، وسرح بالجبال ، ثم تصدّر للعلاج ، ورأس به ، وحفظ الكثير من أقوال أهله ، ونسخ جملة من كنانيشه على ركاكة خطّه ، وعالج السلطان نصر المستقرّ بوادي آش ، وقد طرق من بها مرض وافد حمل علاجه المشاقحة لأجله ، وعظم الهلاك فيمن اختصّ بتدبيره ، فطوّف

__________________

(١) نسبة إلى قربليان grevillente ، وهي قرية صغيرة بمقاطعة لقنت ، كثيرة الزيتون. الروض المعطار (ص ٤٥٥).

١٣٧

القلب المبارك بمبراه. ثم رحل إلى العدوة ، وأقام بمرّاكش سنين عدّة ، ثم كرّ إلى غرناطة في عام أحد وستين ، وبها هلك على أثر وصوله.

مشيخته : زعم أنه قرأ على أبيه ببلده من قربليان بلد الدّجن (١) ، وأخذ الجراحة عن فوج من محسني صناعة عمل اليد من الرّوح. وقرأ على الطبيب عبد الله بن سراج وغيره.

تواليفه : ألّف كتابا في النّبات.

وفاته : في السابع عشر لربيع الأول عام أحد وستين وسبعمائة.

محمد بن علي بن يوسف بن محمد السّكوني (٢)

يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن اللؤلؤة ، أصله من جهة قمارش (٣).

حاله : رحل في فتائه ، بعد أن شدا شيئا من الطلب ، وكلف بالرواية والتقييد فلقي مشيخة ، وأخذ عن جلّة ، وقدم على بلده حسن الحالة ، مستقيم الطريقة ، ظاهر الانقباض والعفّة ، وأدخل الأندلس فوائد وقصائد ، وكان ممن ينتفع به لو أمهلته المنية.

شعره : مما نسبه إلى نفسه من الشعر قوله (٤) : [المجتث]

يا من عليه اعتمادي

في قلّ أمري وكثره

سهّل عليّ ارتحالي

إلى النّبيّ وقبره

فذاك أقصى مرادي

من الوجود بأسره

وليس ذا بعزيز

عليك فامنن بيسره

ومن ذلك (٥) : [الطويل]

أمن بعد ما لاح المشيب بمفرقي

أميل لزور بالغرور مصاغ (٦)

وأرتاح للّذّات والشّيب منذر

بما ليس عنه للأنام مراغ

__________________

(١) أي أن قربليان هذه كانت في أيام ابن الخطيب ، أي في عهد بني نصر ، سلاطين غرناطة ، في أيدي النصاري ، والدجن أو المدجنون هم المسلمون الذين كانوا يرزخون تحت حكم الإسبان.

(٢) ترجمة محمد بن علي السكوني في الكتيبة الكامنة (ص ٦١).

(٣) قمارش : بالإسبانيةcomares ، وهي بلدة بالأندلس ، تقع شمال شرقي مالقة في سفح جبل الثلج (سييرا نفادا).

(٤) الأبيات في الكتيبة الكامنة (ص ٦١).

(٥) الأبيات في الكتيبة الكامنة (ص ٦١).

(٦) في الكتيبة : «يصاغ».

١٣٨

ومن لم (١) يمت قبل المشيب فإنه

يراع بهول بعده ويراغ

فيا ربّ وفّقني إلى ما يكون لي

به للذي أرجوه منك بلاغ

وفاته : توفي معتبطا في وقيعة الطاعون عام خمسين وسبعمائة ، خطيبا بحصن قمارش.

محمد بن سودة بن إبراهيم بن سودة المرّي

أصله من بشرّة عرناطة ، يكنى أبا عبد الله.

حاله : من بعض التواريخ المتأخّرة : كان شيخا جليلا ، كاتبا مجيدا ، بارع الأدب ، رائق الشعر ، سيّال القريحة ، سريع البديهة ، عارفا بالنّحو واللغة والتاريخ ، ذاكرا لأيام السّلف ، طيّب المحاضرة ، مليح الشّيبة ، حسن الهيئة ، مع الدّين والفضل ، والطّهارة والوقار والصّمت.

مشيخته : قرأ بغرناطة على الحافظ أبي محمد عبد المنعم بن عبد الرحيم بن الفرس ، وغيره من شيوخ غرناطة. وبمالقة على الأستاذ أبي القاسم السّهيلي ، وبجيّان على ابن يربوع ، وبإشبيلية على الحسن بن زرقون وغيره من نظرائه.

أدبه : قال الغافقي : كانت بينه وبين الشيخ الفقيه واحد عصره أبي الحسن سهل بن مالك ، مكاتبات ومراجعات ، ظهرت فيها براعته ، وشهدت له بالتقدم يراعته.

محنته : أصابته في آخر عمره نكبة ثقيلة ، أسر هو وأولاده ، فكانت وفاته أسفا لما جرى عليهم ، نفعه الله. توفي في حدود سبعة وثلاثين وستمائة.

محمد بن يزيد بن رفاعة الأموي البيري

أصله من قرية طرّش (٢).

حاله : طلب العلم وعنى بسمعه ، ونسخ أكثر كتبه بخطّه ، وكان لغويّا شاعرا ، من الفقهاء المشاورين الموثّقين ، وولّي الصلاة بالحاضرة ، وعزل ، وسرد الصّوم عن نذر لزمه عمره.

__________________

(١) كلمة «لم» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها من الكتيبة الكامنة.

(٢) طرّش : بالإسبانيةturro ، وهي قرية على ضفة البحر بين المنكب وبلش مالقة. راجع مملكة غرناطة (ص ٧٠) ففيه دراسة عن هذه القرية مع ثبت بأسماء المصادر التي تحدثت عن تلك القرية.

١٣٩

مشيخته : سمع من شيوخ إلبيرة ؛ محمد بن فطيس ، وابن عمريل ، وهاشم بن خالد ، وعثمان بن جهير ، وحفص بن نجيح ، وبقرطبة من عبيد الله بن يحيى بن يحيى وغيره.

من حكاياته : قال المؤرخ : من غريب ما جرى لأبي علي البغدادي ، في مقدمه إلى قرطبة ، أن الخليفة الحكم (١) أمر ابن الرّماحس عامله على كورتي إلبيرة وبجّانة ، أن يجيء مع أبي علي في وفد من وجوه رعيّته ، وكانوا يتذاكرون الأدب في طريقهم ، إلى أن تجاروا يوما ، وهم سائرون ، أدب عبد الملك بن مروان ، ومساءلته جلساءه عن أفضل المناديل ، وإنشاده بيت عبدة بن الطبيب (٢) : [البسيط]

ثمّت قمنا إلى جرد مسوّمة

أعرافهنّ (٣) لأيدينا مناديل

وكان الذّاكر للحكاية أبو علي ، فأنشد الكلمة في البيت : أعرافها (٤) ، فلوى ابن رفاعة عنانه منصرفا ، وقال : مع هذا يوفد على أمير المؤمنين ، وتتجشّم الرّحلة العظيمة ، وهو لا يقيم وزن بيت مشهور في النّاس ، لا يغلط فيه الصّبيان ، والله لا تبعته خطوة ، وانصرف عن الجماعة ، وندبه أميره ابن الرّماحس ، ورامه بأن لا يفعل ، فلم يجد فيه حيلة ، فكتب إلى الخليفة يعرّفه بابن رفاعة ، ويصف ما جرى معه ، فأجابه الحكم على ظهر كتابه : الحمد لله الذي جعل في بادية من بوادينا من يخطّئ وفد أهل العراق ، وابن رفاعة بالرّضا أولى منه بالسّخط ، فدعه لشأنه ، وأقدم بالرّجل غير منتقص من تكريمه ، فسوف يعليه الاختبار أو يحطّه.

وفاته : توفي سنة ثلاث أو أربع وأربعمائة.

محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي

ابن أبي بكر بن خميس الأنصاري

من أهل الجزيرة الخضراء.

__________________

(١) هو الخليفة الحكم بن عبد الرحمن الناصر ، المعروف بالحكم المستنصر ، حكم الأندلس من سنة ٣٥٠ ه‍ إلى سنة ٣٦٦ ه‍.

(٢) عبدة بن الطبيب شاعر مخضرم أدرك الإسلام فأسلم ، وترجمته في الأغاني (ج ٢١ ص ٣٠) والشعر والشعراء (ص ٦١٣) وبيته هذا قاله في الصعلكة ، وهو في الأغاني (ج ٢١ ص ٣٢) والشعر والشعراء (ص ٦١٤).

(٣) في الأصل : «أعراقهنّ» بالقاف ، والتصويب من المصدرين. والأعراف : جمع عرف وهو شعر عنق الفرس. محيط المحيط (عرف).

(٤) في الأصل : «أعراقها» بالقاف.

١٤٠