المدينة المنوّرة بين الأدب والتاريخ

الدكتور عاصم حمدان علي حمدان

المدينة المنوّرة بين الأدب والتاريخ

المؤلف:

الدكتور عاصم حمدان علي حمدان


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: نادي المدينة المنوّرة الأدبي
الطبعة: ١
الصفحات: ١٤٢

متدفقا ينبئوك عن ذلك النبع الثّرّ الذي كان يختبىء في أعماقه وتنطوي عليه روحه التي قاومت المرض حينا وصادقته حينا آخر ولم يحن أديبنا ظهره لعوائد الدهر ولكنه كثيرا ما توكأ على عصاه وهذا قدر المبدعين يتجول بين دور العلم ليبحث عن كتاب أو يحقق معلومة أو يشارك في ندوة علمية ولم يسقط القلم من بين يديه فلقد ظل وفيا للكلمة النظيفة حتى في تلك الظروف التي يظن الآخرون أن اليأس فيها تغلب على الأمل وأن الظلام قد يحول بين بزوغ الفجر وانتشار الضياء.

اليوم يرقد هذا الرائد على فراش المرض وهو الذي كان دائما منتصب القامة مرفوع الرأس شامخ الأنف ولكنه قدر الله وإرادته والتسليم هو عقيدة الموحدين ودرع الصابرين وإنما عتبنا على أحباب لنا في نادي المدينة الأدبي عرفوا هذا الرجل عن قرب وعايشوه عن تجربة ولكنهم نسوه في غمرة شؤون هذه الدنيا الفانية أما وإنهم لم يكرموه فقد ظلموه ولعلهم في يوم يكون قريبا أن ينصفوه.

٨١

الشيخ جعفر بن إبراهيم فقيه

نسبه وأسرته :

** ينتسب الشيخ جعفر بن إبراهيم فقيه إلى عائلة فقيه ، التي كانت تقطن مكة المكرمة ، وذكر منهم مؤلف كتاب «نشر النور والزهر» الشيخ «سليمان بن أحمد بن جعفر فقيه» (١٢٥٧ ه‍ ـ ١٣١٥ ه‍) وأشار إلى أنه قام بالتدريس بالمسجد الحرام واشتغل بالخطابة والإمامة لمدة من الزمن ، ثم ذكر ـ في آخر ترجمة سليمان هذا ـ أن : بيت الفقيه الموجودون بالمدينة المنورة هم أولاد أخيه الشيخ مصطفى ، فإنه قد تديّرها ومات بها. (١)

ولا نجد مؤلف كتاب «تحفة المحبين والأصحاب فيما للمدنيين من أنساب» يذكر شيئا عن أسرة آل فقيه بالمدينة ، وهو أمر طبيعي ، لأن انتقال جزء من الأسرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة قد تم بعد انقضاء القرن الثاني عشر ، وهو الزمن الذي ألف فيه «عبد الرحمن الأنصاري» كتابه عن أنساب أهل المدينة المنورة. (٢)

ولادته ودراسته العلمية :

** ولد الشيخ جعفر فقيه بالمدينة المنورة سنة ١٣٢٠ ه‍ ، وطلب العلم في حلقات المسجد النبوي الشريف ، ومنها حلقة الشيخ إبراهيم الطرودي ، ومن زملائه في هذه الحلقة العلمية : السيدان علي وعثمان حافظ.

ثم انقطع التدريس في حلقات الحرم النبوي الشريف ، لقيام الحرب العالمية الأولى ، وبعد أن انقضت شؤون الحرب استأنف صاحب الترجمة دراسته في حلقة الشيخ عبد الفتاح أبو خضير ، وكانت الدراسة في هذه الحلقة دراسة دينية فقهية ووقتها بعد صلاة العصر.

أما حلقة الشيخ «حميدة» فلقد كان يؤمها بعد صلاة الفجر لدراسة كتاب «الشفاء» للقاضي الفضيل بن عياض ، وكان مكان هذه الحلقة بين بابي الرحمة والسلام بالمسجد النبوي الشريف.

وكان يؤم حلقة أخرى يقوم بالتدريس فيها عبد الرؤوف عبد الباقي ، قرب

٨٢

الحجرة النبوية ، وكانت متخصصة في الحديث النبوي.

ومما درسه الشيخ جعفر في هذه الحلقة ، كتاب «صحيح الإمام مسلم».

أما الدروس التاريخية فلقد كان يتلقاها من فضيلة الشيخ عبد القادر شلبي ـ رحمه‌الله ـ في مدرسته التي كانت تقوم بحي ذروان (٣) وهو حي كان يقوم بالقرب من المسجد النبوي الشريف.

ويذكر الشيخ جعفر أنه استفاد كثيرا من دروس الشيخ الشلبي ، الذي كان متخصصا في تاريخ المدينة ، فلقد كان واحدا من العلماء الذين انتخبهم فخرى باشا ، قائد المدينة ، لتدوين تاريخ المدينة النبوية.

أما بقية العلماء الذين تم انتخابهم فإن ذاكرة الشيخ جعفر تسعفه بأسماء المشايخ أحمد كماخي ، وأبو بكر داغستاني ، ونذير خاشقجي.

ولم يكتف الشيخ جعفر بالحلقات ، التي كانت تنعقد في رحاب المسجد النبوي الشريف ، بل كان يؤم بعض المجالس العلمية الخاصة ، كمجلس الشيخ زكي برزنجي وابنه جعفر في دارهم الكائنة بباب المجيدي ، ولقد كانت تدور بعض المناقشات العلمية والمناظرات الفقهية في مجلس آل البرزنجي هذا. وكان عدد كبير من الناس يؤم هذا المجلس العلمي.

مشاركاته وأعماله الوظيفية :

** في سنة ١٣٤٩ ه‍ افتتح الشيخ جعفر مكتبة الإخاء في باب الرحمة ، وكان التعاون قائما بين مكتبة الإخاء هذه ، ومكتبة البابي الحلبي المشهورة في القاهرة ، ومكتبة الشيمي في الإسكندرية.

وعند ما بدأ مشروع التوسعة السعودية الأولى للحرم النبوي الشريف ، في عام ١٣٧٠ ه‍ تم تعيين الشيخ جعفر مديرا لمكتب بن لادن بالمدينة المنورة لشؤون التوسعة ، وفي عام ١٣٧٢ ه‍ أصبح فضيلة الشيخ صالح قزاز مديرا لهذا المكتب ، وتم تعيين الشيخ جعفر مساعدا له ، ولقد ظل الأخير في عمله هذا إلى أن انتهت العمارة في عام ١٣٧٥ ه‍.

وبعد انتقال الشيخ القزاز إلى مكة المكرمة للإشراف على توسعة الحرم المكي ـ أسندت أعمال المكتب ثانية للشيخ الفقيه ، وظل في هذا العمل إلى سنة ١٣٨٢ ه‍ ، وهي السنة التي كلف فيها من قبل مديرية الأوقاف بمكة المكرمة بمهام المديرية العامة لمكتبات المدينة المنورة ، ثم تم حصر الوظيفة

٨٣

في الإشراف على شؤون المكتبة العامة حتى سنة ١٣٨٨ ه‍.

جهوده العلمية :

** قام الشيخ جعفر فقيه بالاشتراك مع الأستاذ هاشم دفتردار بتأليف كتاب عن توسعة الحرم النبوي الشريف ، وضم الكتاب فصولا عن توسعات المسجد النبوي التاريخية ، والأسباب التي دعت إلى التوسعة السعودية الأولى ، وصدور الأمر الملكي الكريم بذلك ، وعن المسجد النبوي الشريف قبل التوسعة ، ثم عن المسجد النبوي الشريف بعد العمارة ، التي ابتدأها الملك عبد العزيز ، وأتمها الملك سعود ، ـ رحمهما‌الله ـ لتصبح المساحة التي انتهت بها توسعة المسجد النبوي الشريف هي ١٦٣٢٦ م وتوضح أعمال هذه التوسعة خارطة خاصة بالتوسعة السعودية الأولى ، كما يضم الكتاب فصولا عن مساجد المدينة المنورة وإصلاحها ، وعن المستشفى الذي تم إنشاؤه بالمدينة ، وأطلق عليه اسم : «مستشفى جلالة الملك عبد العزيز» ثم عن مبنى الكلية الإسلامية ، الذي تم تعميره ليصبح مقرا لمدرسة طيبة الثانوية.

وقد رعى خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز ، رعاه الله ، الذي كان عندئذ وزيرا للمعارف ، مهمة استلام مبنى هذا الصرح العلمي.

كما تطرق الكتاب للمشروعات الكثيرة التي تمت في تلك الفترة في بلد المصطفى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ومنها إنشاء خزانات ماء الشرب ، وإنشاء محطة الكهرباء ، وتعبيد طرق المدينة وإنشاء طريق جدة ـ المدينة ، وإقامة السدود الزراعية العديدة.

كتاب خلاصة الوفاء بأخبار دار المصطفى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

** وهو أحد مؤلفات مؤرخ المدينة نور الدين علي بن عبد الله السمهودي (٨٤٤ ـ ٩١١ ه‍) وقد ألفه المؤلف ـ كما يذكر الشيخ حمد الجاسر سنة ٨٩١ ه‍ ، وقد اختصر فيه كتابه «وفاء الوفاء» في نحو نصفه مع جمع مقاصده. (٤)

قد طبع الكتاب عدة طبعات ، أولاها في بولاق سنة ١٣٥٨ ه‍ (٥) ثم نجد طبعة أخرى لهذا الكتاب ، وقد أشرف على طباعتها الشيخ جعفر فقيه ، سنة ١٣٦٧ ه‍ وقامت دار إحياء الكتب العربية بنشره ، كما قام الشيخ جعفر نفسه

٨٤

بنشر الكتاب للمرة الثانية في عام ١٤٠٣ / ١٩٨٣ م. وهذه الطبعة بتعليقات والده الشيخ إبراهيم الفقيه ـ رحمه‌الله.

ولا بد من الإشارة إلى طبعة أخرى للكتاب نفسه قام بها المرحوم الشيخ محمد سلطان النمنكاني في دمشق ، سنة ١٣٩٢ ه‍ / ١٩٧٢ م وكتب الشيخ حمد الجاسر مقدمة قصيرة لها ، كما يذكر الشيخ الجاسر أن كتاب الخلاصة ترجم إلى اللغتين الفارسية والتركية. (٦)

ذكريات طيبة :

** كما نشر الشيخ جعفر ، في عام ١٣٧٠ ه‍ / ١٩٥١ م ، كتابا للأستاذ هاشم دفتردار ، عن أسرار الحج والزيارة ، وتضمن عدة مباحث هامة ، منها :

* عن عوالم المادة ، وعوالم الروح.

* عبادة الخالق ، وعبادة المخلوقات.

* لا وثنية ولا إشراك في الإسلام.

* لا خلاف بين العلماء في أصول العقائد والتشريع.

* خلاصة السيرة النبوية.

* أركان الإسلام.

* الحج.

* العمرة.

* الانساك الثلاثة : الإفراد والتمتع والقران.

* دار الهجرة.

* فضل دار الهجرة.

* أثر المسجد النبوي في أنفس الزوار.

* آداب دخول المسجد النبوي.

* مساجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في طيبة ، كمسجد قباء ، والجمعة ، والقبلتين والإجابة ، والراية ، والسقيا ، ومسجد بني ظفر ، ومسجد المصلى ، ومسجد الفضيخ.

٨٥

الاحالات :

__________________

(١) عبد الله مرداد أبو الخير : المختصر من كتاب «نشر النور والزهر في تراجم أفاضل مكة من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر» ـ اختصار وترتيب محمد سعيد العامودي ، وأحمد علي ، مكة ، ط ١ ، ١٣٩٨ ه‍ ـ ١٩٧٨ م ، ج ١ ، ص ١٦٨ ـ ١٦٩.

(٢) يذكر الأستاذ محمد العروسي المطوي ، محقق كتاب «التحفة» أن وفاة الأنصاري كانت في عام ١١٩٥ ه‍ ، انظر : تحفة المحبين والأصحاب فيما للمدنيين من أنساب. تونس ، ط ١ ، ١٣٩٠ ه‍ ـ ١٩٧٠ م (المقدمة).

(٣) ينطقه عامة أهل المدينة «بضروان» وقد هدم هذا الحي لصالح التوسعة السعودية الأخيرة.

(٤) محمد بن يعقوب الفيروزآبادي : المغانم المطابة في معالم طابة ، تحقيق حمد الجاسر ، الرياض ط ١ ، ١٣٨٩ ه‍ ـ ١٩٦٩ م (المقدمة).

(٥) رسائل في تاريخ المدينة ، بتقديم حمد الجاسر ، الرياض ، ط ١ ، ١٣٩٢ ه‍ ١٩٧٢ م ، ص ٣٥.

(٦) نفس المصدر السابق.

٨٦

القسم الثانى

الدّراسات التاريخية

٨٧
٨٨

«ابن شبه» بين الدكتور الغنام

والأستاذ فهيم شلتوت

** بجهود السيد حبيب محمود أحمد ، وتحقيق الأستاذ فهيم محمد شلتوت تم مؤخرا إخراج كتاب «تاريخ المدينة المنورة» لأبي زيد عمر بن شبه النميري ، البصيري ، محققا في أربعة أجزاء ، وتم طبعه في دار الأصفهاني للطباعة بجدة.

** يذكر الأستاذ شلتوت ، في مقدمة الكتاب «أن هذا الكتاب ظل مجهولا ، لا نعرف عنه إلا اسمه ، ولم يذكر ـ بروكلمان ـ أن مكتبة ، في العالم تحوي نسخة منه ، وكان جل اعتقادتنا (١) فيما ينسب إلى هذا الكتاب على نقول السمهودي». (٢)

** وإثباتا للحقيقة العلمية ـ فلقد قام الدكتور سليمان محمد الغنام ، الأستاذ المشارك بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ، بتحقيق الجزء الأول من المتبقى من كتابه «أخبار المدينة المنورة» تحت إشراف البروفسور «بوزورث» رئيس قسم الدراسات الشرقية بجامعة مانشستر بالمملكة المتحدة ، ونال عليه درجة (الدكتوراه) من الجامعة نفسها ، سنة ١٩٧٣ م. (٣)

وقد قدم الدكتور الغنام رسالته في جزءين : الأول : نص الجزء الذي حققه من المخطوطة ، وينتهي بذكر فصل بني هاشم وغيرهم من قريش ، وقبائل العرب ، في أربعمائة وسبع وستين صفحة ـ باللغة العربية.

والثاني : دراسة علمية ـ باللغة الإنجليزية ـ تتضمن : حياة المؤلف ومؤلفاته.

دراسة مختصرة عن مؤرخي المدينة المنورة المتقدمين : تبتدىء بعبد العزيز بن عمران الزهري المدني (ت ١٩٧ ه‍) وتنتهي بهارون بن زكريا الهجري (من أهل القرن الثالث والرابع الهجري).

٨٩

* وصف المخطوطة وتأليفها.

* تاريخ نسخ المخطوطة وناسخها.

* جداول مختلفة للآيات القرآنية ، والأحاديث الشريفة ، المصطلحات العلمية الواردة في نص المخطوطة.

* مختصر لمحتويات الكتاب.

* فهارس لشيوخ المؤلف ، ورجال السند ، والشخصيات وأسماء المواضيع.

مخطوطة الكتاب

** يشير الشيخ «حمد الجاسر» ـ إلى أنه لم يصل إلينا من كتاب «ابن شبة» إلا قطعة اطلع عليها السمهودي ، ونقل عنها كثيرا ، وهي ـ الآن ـ في مكتبة رباط مظهر في المدينة. (٤)

ولعل الشيخ حمد كتب دراسته عما أسماه بقطعة من كتاب «ابن شبة» في مجلة (العرب) في سنتها الرابعة. (٥)

ولقد أشار الدكتور الغنام ـ إلى أن رشيد ملحس هو أول من أشار إلى وجود مخطوطة الكتاب ، في جريدة (أم القرى) الأسبوعية التي كانت تصدر بمكة المكرمة ١٧ ـ ٢٤ شوال ، ٢ ذو القعدة ١٣٥٢ ه‍ ، ٢ / ٩ و ١٦ فبراير ١٩٣٤ م ـ في دراسة قدمها عن تاريخ «المدينة المنورة وولاتها».

ولقد تضمنت مقالته ، عن هذه المخطوطة ، الإشارة إلى المكتبة الخاصة ، التي توجد بها ، مع إعطاء وصف مختصر لها ، وقائمة بمحتوياتها ، مع توثيق نسبتها إلى عمر بن شبة.

ولقد تنبهت إلى وجود ملاحظة كتبت في حاشية رسالة الدكتور الغنام ـ تعنى بتصحيح اسم كاتب المقالة : حيث إن اسمه الكامل هو : رشدي الصالح ملحس ، ولعل كاتب الملاحظة هو الدكتور إبراهيم الزيد : الأستاذ بقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز. (٦)

** إنه مما يدعو إلى التساؤل أن مؤرخا : كالسخاوي ، لا يشير إلى اسم كتابه «ابن شبة» مع عنايته الخاصة بتاريخ المدينة المنورة ، بل هو يكتفي بالقول : «المدينة النبوية لعمر بن شبة كما في ترجمته ، وهو عند صاحبنا ابن فهد نقله من نسخة بخط شيخنا كانت عند ابن السيد عفيف الدين. (٧)

٩٠

ولقد عني الشيخ الجاسر بشرح عبارة السخاوي : «وأقول : يقصد ابن فهد : عمر بن محمد ، وشيخه هو ابن حجر ، وعفيف الدين هو المطري عبد الله ابن محمد بن أحمد ـ ٦٩٨ ـ ٦٧٥ ـ (٨) ولم يناقش الأستاذ فهيم شلتوت ، في مقدمته لتاريخ ابن شبة ، قضية اسم هذا الكتاب ، ولكنه اكتفى بوضع اسمه الكامل «كتاب تاريخ المدينة المنورة» إلا أن الدكتور الغنام يناقش قضية عنوان الكتاب ، اعتمادا على أن «ابن النديم» في «الفهرست» يذكره باسم «كتاب المدينة» و «ابن النديم» يعد مصدرا أوليا.

أما المصادر الأخرى : مثل ابن عبد البر ، وابن حجر ، والسمهودي فتذكره باسم «كتاب تاريخ المدينة المنورة» وهو يستنتج على أنه من المؤكد قد توفرت لهؤلاء المؤلفين نسخ متعددة ، من هذا الكتاب ، قد اطلعوا عليها ، وأفادوا منها في أماكنهم وأوقاتهم ، كما يرجح أن «ابن النديم» لم يطلع على نسخة منه. (٩)

وبينما يرجح الأستاذ شلتوت على أن نسخة مكتبة مظهر الفاروقي ـ هي نسخة الحافظ ابن حجر اعتمادا على مشابهة خطها ، لما نسخه بيده من الكتب المحفوظة بدار الكتب المصرية ، مستبعدا أن تكون من خط السخاوي ، كما ذكر في هامش المخطوطة (١٠) يؤكد الدكتور الغنام أن هذه النسخة من الكتاب ، هي التي اطلع عليها السمهودي ، وأفاد منها في الوفاء. (١١)

** يفترض الأستاذ شلتوت ـ عند تعرضه لمؤلفات ابن شبة أن كتاب (أمراء المدينة) هو نفسه (تاريخ المدينة) الذي بين أيدينا.

ولعل الذي دعا الأستاذ الكريم إلى افتراض ذلك هو أن الجزءين الثاني والثالث ، من الكتاب ، يشتملان على وصف تاريخي لحياة أميري المؤمنين عمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ـ رضي‌الله‌عنهما ـ بينما ركز الجزء الأول على حياة الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وسيرته. (١٢)

لم يجزم الدكتور الغنام برأي ، في هذا الموضوع ، عند تعرضه لقضية الكتابين المذكورين ، بل يفترض أن ما يسمى بأمراء المدينة هو جزء من كتاب «أخبار المدينة» ولا يستبعد أن الجزءين الثاني والثالث وضعا معا بيد متأخرة. (١٣)

** يعضد الدكتور الغنام ـ رأي الشيخ حمد الجاسر في أن أول من

٩١

دون تاريخا منفصلا للمدينة المنورة هو عبد العزيز بن عمران الزهري المدني ، المعروف بابن أبي ثابت الأعرج ، حيث يفيد الشيخ الجاسر : «أن صاحب الفهرست ذكر له مؤلفات ، وتدل النصوص ، التي أوردها صاحب كتاب : المناسك ، على عنايته بتاريخ المدينة. كما تدل على ذلك نصوص أخرى نقلها السمهودي من كتاب : تاريخ المدينة ، لأن شبة ، وقد توفى ابن عمران هذا سنة ١٩٧ ه‍. (١٤)

بينما يعتبر الأستاذ فهيم شلتوت ـ أن أول مؤلف في تاريخ المدينة هو كتاب محمد بن الحسن بن زبالة. (١٥) ولقد اعتمد الأستاذ شلتوت ـ في رأيه هذا ـ على ـ بروكلمان. الذي أشار إلى أن أول من ألف في تاريخ المدينة المنورة بصورة خاصة هو محمد بن الحسن بن زبالة ، من تلاميذ مالك بن أنس ، ولقد أتم كتابه في صفر سنة ١٩٩ ه‍ ، سبتمبر ، أكتوبر سنة ٨١٤ م ، ولكن لم يبق منه شيء ، ولقد قام المستشرق «فستنفلد» باستخراج كتاب «ابن زبالة» من كتاب السمهودي ، ونشره سنة ١٨٦٤ م. (١٦)

ولقد حدد الأستاذ فؤاد سزكين ـ موقفه ، من هذه القضية ، قائلا : «ولا نستطيع أن نحدد الكتب ، التي ألفت في تاريخ المدينة المنورة ، ومع هذا يبدو أن محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي ـ كان أحد المؤلفين الأوائل (١٧).

ولم يتوسع كثيرا في الحديث عن كتاب «ابن شبة» بل أورده تحت اسم «أخبار المدينة» معتمدا على أن «الزركلي» في كتابه «الأعلام» قد ذكر قسما منه قد وصل إلينا ، كما أن هناك قطعا منه في «الإصابة». (١٨)

** في ختام هذه الكلمة الموجزة عن أحد المصادر الهامة في تاريخ مدينة الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وتسجيل أحداث سيرته المباركة ، والعناية بوصف أحوال المجتمع المدني ، في عهدي الخليفتين عمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ـ رضي‌الله‌عنهما ـ تجدر الإشارة لجهد السيد حبيب محمود أحمد ، الذي قام بطبع الكتاب ونشره على نفقته ، والإشادة بالجهد العلمي المثمر ، الذي بذله الأستاذ الفاضل فهيم محمد شلتوت ، في تحقيقه ، كما تجدر الإشارة إلى جهد الدكتور بكري شيخ أمين ، الذي قام بوضع فهارس الكتاب المتنوعة ، مما يسهل الرجوع إلى موضوعاته وإعلامه ، كما أنه لا بد من الإشارة لمشاركة الأستاذ أحمد هاشم مجاهد ، الذي عمل على تقديم مخطوطة الكتاب للأستاذ المحقق ، والله ولي التوفيق.

٩٢

الاشارات والمراجع :

__________________

(١) هكذا وردت ، ولعل الصحيح اعتمادنا.

(٢) مقدمة الكتاب : م.

(٣) انظر : فهرست الرسائل العلمية بالمملكة المتحدة لعام ١٩٧٣ ـ ١٩٧٤ م ، فصل اللغات الأخرى ص ٤٦٧ ، لندن ـ ١٩٧٥ م.

(٤) المغانم المطابة في معالم طابة ، لمحمد بن يعقوب الفيروزآبادي ـ قسم المواضع ـ تحقيق حمد الجاسر ، المقدمة ـ ز ـ ط ٢ ، ٨٩ ـ ٦٩.

(٥) رسائل تاريخ المدينة ، تقديم حمد الجاسر ، ص ٤١ ، ط ١ ، ٩٣ ـ ٧٢.

(٦) ابن شبه ـ د. الغنام ، النص الإنجليزي ، ص ٤٦.

(٧) الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ، للحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي ، حققه وعلق عليه بالإنجليزية : فرانز روزنثال ، ترجمة د. صالح أحمد العلي : ص ٩٠٢ بغداد ٨٢ ـ ٦٣ ، وانظر كذلك علم التاريخ عند المسلمين ـ ترجمة د. صالح أحمد العلي ، ٦٤١ ، بغداد ـ نيويورك ١٩٦٣ م.

(٨) المغانم المطابة : المقدمة : ز.

(٩) الغنام ـ النص الإنجليزي : ص ٥٠.

(١٠) شلتوت ـ المقدمة : م.

(١١) الغنام ـ النص الإنجليزي ـ ص ٤٨.

(١٢) شلتوت ـ المقدمة : ى.

(١٣) الغنام ـ النص الإنجليزي : ص ٥٠.

(١٤) المغانم المطابة : المقدمة : و.

(١٥) شلتوت ـ المقدمة : ل.

(١٦) تاريخ الأدب العربي ـ بروكلمان ـ ت عبد الحليم النجار : ج ٣ ، ص ٢٤ ، ط ٢ ، ١٩٦٩ م.

(١٧) تاريخ التراث العربي ـ فؤاد سزكين ـ ترجمة : د. محمود حجازي ، د. فهمي أبو الفضل ، المجلد الأول ، ص ٥٥٢ الهيئة المصرية العامة للكتاب : ١٩٧٧ م.

(١٨) نفس المصدر السابق : ص ٥٥٦.

٩٣

أبو بكر المراغي وكتابه (تحقيق النصرة)

** المؤلف : أبو بكر بن الحسين بن عمر القرشي العبشمي ، الأموي ، العثماني ، المراغي ، المصري ، الشافعي ، ولد في (القاهرة) ٧٢٧ ه‍ ـ ١٣٢٧ م. وهاجر إلى «المدينة» واستقر بها لحوالي خمسين عاما ، ولقد تقلد ـ خلال حياته بالمدينة ـ عدة مناصب دينية : منها : القضاء ، والوعظ ، والإمامة ، وكانت وفاته بها في عام ٨١٦ ه‍ ـ ١٥١٤ م» (١)

** الكتاب : عنوانه بالكامل هو : «تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة ، وقد اعتمد عليه الإمام «السمهودي» في كتابه المعروف «الوفاء» واقتبس نصوصا منه في تسعة وعشرين موضعا ، ولقد ذكر الزركلي «أن المستشرق بوشر» BUSHAR قام بنشر الكتاب في القاهرة ، إلا أن النسخة الوحيدة المطبوعة التي اطلعت عليها ، هي التي قام بنشرها المرحوم الشيخ «محمد النمنكاني» في سنة ١٣٧٤ ه‍ ـ ١٩٥٥ م ، زاعما أنها الطبعة الأولى للكتاب.

وقد قام بتحقيق هذه الطبعة الأستاذ «محمد جواد الأصمعي» اعتمادا على نسختين خطيتين مخفوظتين بدار الكتب المصرية ، (٢) إلا أن المحقق لم يتمكن من الاطلاع على النسخ الخطية الأخرى الموجودة في الدور العلمية التالية :

* نسختان خطيتان في مكتبة الحرم المكي ، الأولى منهما محفوظة تحت رقم ١٢١ ، «مجموعة الدهلوي» وتاريخ نسخها هو ١٢٤١ ه‍ ـ ١٨٢٥ م ، أما النسخة الثانية فتحت رقم ١١٠ ، وتاريخ نسخها هو ١٠٩٢ ه‍ ـ ١٦٨١ م.

* نسختان خطيتان في مكتبة «بودليان» BODLEIAN بجامعة كيمبردج البريطانية ، محفوظتان تحت الرقمين التاليين : ٤٥١ ، ٥٢٧.

* نسخة مكتبة طوبقبو سراي بتركيا : المحفوظة تحت رقم ٦٠٦٦. (٣)

* نسخة مكتبة المتحف البريطاني المحفوظة تحت رقم ٣٦١٥ ، ويبدو أنها

٩٤

النسخة الأصلية للكتاب : حيث يذكر المؤلف ـ في خاتمتها ـ أنه انتهى من نسخها في ١٢ رجب ٧٦٦ ه‍ ـ ١٣٦٤ م.

وصف الكتاب اعتمادا على نسخة المتحف البريطاني :

** في المقدمة يذكر «المراغي» أن كتابه هو صياغة لكتاب «الدرة الثمينة في أخبار المدينة» للحافظ محب الدين النجار (٤) «نشره الأستاذ الفاضل صالح جمال في عام ١٣٦٦ ه‍ : وهي الطبعة الأولى للكتاب ، وبين يدي الطبعة الثالثة ، التي صدرت عن مكتبة الثقافة بمكة المكرمة سنة ١٤٠١ ه‍».

ويذكر «المراغي» أيضا ـ اعتماده على كتاب آخر لجمال الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد المطري (٥) وهو «التعريف بما آنست الهجرة من معالم دار الهجرة» «نشره أسعد طرابزوني في سنة ١٣٧٢ ه‍ ، بتحقيق الشيخ محمد بن عبد المحسن الخيال» وهذا نص عبارة المؤلف التي يذكر فيها اعتماده على هذين المؤلفين :

«ولما كان من أحسن الموضوعات وأجمعها ، وأكثرها تحقيقا ، وأمتعها في الإعلام بمعالمها ، وتحصيل دلايلها : تاريخ الشيخ الإمام الحافظ محب الدين النجار : الموسوم بالدرة الثمينة في أخبار المدينة ، وما ذيله الشيخ الامام الحافظ جمال الدين محمد بن أحمد المطري ـ تغمدهما الله وإيانا بفضل رحمته ـ فهو وإن حرر «أي المطري» بسبب تأخره مما أهمله ابن النجار من معاهده. قد أخل بكثير من مقاصده : فاستخرت الله تعالى في جمع مقاصدهما بحذف الإسناد ، مقربا بذلك طريق الإبعاد. تابعا ـ في الغالب ـ لفظ من ذيل : مع تحرير عبارة وتنقيح إشارة».

** لقد رتب المؤلف كتابه على مقدمة ، وأربعة أبواب وخاتمة ؛

أما المقدمة فتشمل ثلاثة فصول :

* الفصل الأول في فضل المدينة وسكانها.

* الفصل الثاني في أسماء المدينة.

* الفصل الثالث في فضل المسجد الشريف.

** وتحدث ـ في الباب الأول ـ في بعض مقدمات الهجرة ، ووروده ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ المدينة ، وتأسيس مسجد قباء ، وذكر مسجد الجمعة ،

٩٥

ثم مسجد المدينة ، وما يتعلق به «ويشتمل الباب الأول على ستة فصول».

** الباب الثاني في ذكر وفاة النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ووفاة صاحبيه ـ رضي‌الله‌عنهما ـ ثم ذكر الزيارة وآدابها ، وذكر البقيع ، أي مقبرة المدينة ـ ومقبرة بني سلمة.

** الباب الثالث : في فضل جبل «أحد» وذكر الشهداء به ، وذكر بقية المساجد ، وذكر الآبار.

** الباب الرابع : في ذكر أودية المدينة ، وحفر الخندق ، وحدود حرمها ، وجبالها ، وجهاتها ، وما خصت به من الفضائل ، وما يؤول إليه أمرها.

** أما الخاتمة فتشتمل على فصلين ، أحدهما : في فضل الموت بالمدينة ، والثاني : في ذكر ما يشوق إليها من الأشعار ، ومن هذه الأشعار ما قرأه «المراغي» علء شيخه «عبد الله عفيف الدين بن محمد بن أحمد المطري» شيخ المحدثين بالحرم الشريف ـ ما أنشده الشيخ الإمام أبو محمد عبد الله بن عمر بن موسى اليشكري». وهو قوله :

دار الحبيب أحق أن تهواها

وتحن من طرب إلى ذكراها

وعلى الجفون متى هممت بزورة

يا ابن الكرام عليك أن تغشاها

** قيمة الكتاب العلمية :

* من مصادر الإمام «السمهودي» الرئيسية في كتابه «الوفاء».

* تأثر به مؤرخو المدينة في طريقة عرض معلوماتهم التاريخية عنها.

* يذكر السيد «إسماعيل البرزنجي» في كتابه «نزهة الناظرين في مسجد سيد الأولين والآخرين» أن «المراغي» يعتبر أستاذا للسمهودي ، ولعله أراد بذلك اعتماده عليه في تحقيق بعض المسائل المتعلقة بتاريخ المدينة.

* يشير «المراغي» في مقدمة كتابه إلى النقص الذي يوجد ببعض المؤلفات التاريخية عن المدينة ، ومحاولته تلافي هذا النقص ، والابتعاد عن التطويل ، الذي لا يخدم النص التاريخي ، مشيرا إلى إضافاته في موضوع التأليف عن المدينة.

* ينقل عن بعض المؤلفات التاريخية المفقودة ـ في تاريخ المدينة ـ

٩٦

كتاريخ «ابن زبالة» إلا أنه يعارضه ـ أحيانا ـ وعن «المراغي» نقل هذه الآراء كثير من مؤرخي المدينة ، الذين أتوا بعده.

* تأريخه للحوادث ، التي تعرض لها المسجد النبوي الشريف : كالحرائق التي حدثت في سنة ٦٥٤ ه‍ ، كما أنه لا يغفل الحوادث التاريخية التي تعرضت لها الدولة الإسلامية عند عرضه لبعض مواد تاريخ المدينة.

* يحاول أن يربط بين وجود المعالم التاريخية التي يتحدث عنها بالفترة التاريخية ، إبان كتاباته ، فيقول ـ مثلا ـ عند ذكره سور المسجد القبلي : «وهو باق إلى تاريخ هذا الكتاب».

* يحاول الابتعاد عن أسلوب الجزم في تحديد المواضع إذا لم يكن متأكدا من ذلك ، فهو يقول عن بني وائل : «ومنازلهم لا يعرف مكانها اليوم ، إلا أن الظاهر أنهم كانوا بالعوالي شرقي مسجد الشمس».

* عند تغير اسم الموضع القديم أو المسجد ـ يحاول أن يذكر الاسم الذي حل محله فيقول : عن وادي الروحاء : «ويعرف اليوم بوادي بني سالم».

وعن مسجد الروحاء يقول : «ويعرف الآن بمسجد الغزالة».

* يحاول التأكد من مكانة الموضع ـ دينيا وتاريخيا ـ بربطه بما تم فيه من حوادث فيقول مثلا : «وبمسجد الروحاء موضع كان عبد الله بن عمر ـ رضي‌الله‌عنهما ـ ينزل فيه ، ويقول : هذا منزل النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم».

* يحاول أن يقارن بين رأيه والآراء الأخرى في تحديد المواضع : فهو يذكر آراء «ياقوت» و «ابن الأثير» و «ابن مزروع البصري».

* تحديده لمسار البراكين ، التي ثارت بالمدينة ، والمدة التي استغرقتها ، والآثار التي نجمت عنها.

* تسجيل المؤلف لحوادث السيول وهو ما عرفت به المدينة قديما وحديثا ، وما يتسبب عنها من أضرار.

* إشارته إلى النواحي التعليمية ، في المدينة كإشاراته إلى بعض مدارسها كالمدرسة الشهابية.

* يعطينا الكتاب إشارات هامة من بداية إنشاء الأربطة والأوقاف بالمدينة.

* إشارته للأولويات التي حدثت بالمدينة ، كأول من اتخذ القضاء ، وأول من جلب إليها العمال من أقطار أخرى ، ومتى عرفت تخطيط البناء.

٩٧

* تحقيقه للمواضع التاريخية الهامة كوادي العقيق ، ووادي مذينب ، ووادي مهزور.

* من النواحي العامة في الكتاب وصف المؤلف الشخصي لطريق النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من المدينة إلى مكة.

* استعانته ـ عند الحديث عن الحجرة النبوية وقبور أصحابه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بمصور مبسط لها.

* تتميز نسخة المتحف البريطاني (٦) الخطية لهذا الكتاب بالشروحات التي أضافها المؤلف في الهامش.

٩٨

الاحالات :

__________________

(١) انظر ترجمة المراغي في : شذور الذهب ٧ / ١٢٠ ، الضوء اللامع ٧ / ١٦٧ ، كشف الظنون ، ٣٧٨ ، الأعلام ٦ / ٢٨٣ ، بروكلمان (الطبعة العربية) ٦ / ٢١١.

(٢) دار الكتب المصرية ، تاريخ ، رقم ٥٩ ، ١٦١٤.

(٣) انظر :

Arapca Yazmalar Kataogu. C. lll (Istanbul, ٦٩٩١) P. ٩٤٤, No. ٦٦٠٦, k, ٤٩٨.

(٤) محمد بن محمود بن حسن بن هبة الله بن محاسن البغدادي. ولد في بغداد سنة ٥٧٨ ه‍ ـ ١١٨٣ م ، وتوفى سنة ٦٤٣ ه‍ ـ ١٢٤٥ م.

انظر : ترجمته في «الموسوعة الإسلامية» (الطبعة الإنجليزية) الجزء الثالث ، ص ٨٩٦ ، وكذلك في «الأعلام» ج ٧ ، ص ٣٠٧.

(٥) جمال الدين محمد المطري ، الأنصاري ، الخزرجي ولد سنة ٦٧١ ه‍ ـ ١٢٧٢ م وتوفى سنة ٧٤١ ه‍ ـ ١٣٤٠ ه‍.

انظر ترجمته في «نصيحة المشاور وتعزية المجاور» لعبد الله بن محمد بن فرحون ، ص ١٣٨ ـ ١٤١ «مخطوط» عارف حكمت بالمدينة ، تاريخ رقم ٧٦٧.

(٦) Title : Tuhklk Al ـ NusraH ,Cataloge : Or.٥١٦٣

٩٩

ذيل الانتصار لسيد الأبرار

لعمر ابن السيد علي السمهودي

* المؤلف : السيد عمر ابن السيد علي السمهودي المدني (١٠٨٥ ـ ١١٥٨) (١) ترجم له «الأنصاري» في «تحفة المحبين» عند تعرضه لنسب بيت «السمهودي» قائلا :

* «نشأ نشأة صالحة ، واشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم ودرس بالروضة النبوية ، وصار مفتي الشافعية ، وخطب وأمّ وألف وصنف ونثر ونظم». (٢)

* وزاد في «سلك الدرر» (٣) أنه «أخذ عن أشهر علماء المدينة المنورة ، في القرن الثاني عشر الهجري ، الشيخ أبي الطاهر ابن الملا إبراهيم الكوراني». (٤)

* فالمؤلف من نسل السيد علي بن عبد الله بن أحمد الحسني السمهودي (٥) ، مؤرخ المدينة المعروف ، إلا أن أسرته لم تهاجر من «سمهود» إلى المدينة ، إلا بعد وفاة السيد «علي» المذكور.

* المخطوط : هو «ذيل الانتصار لسيد الأبرار» وهو مخطوط لم تشر إليه كتب التراجم ، التي تصدت لترجمة المؤلف ، ولم يتعرض له أحد من مؤرخي المدينة ، في العصر الحديث ، ولا يتجاوز حجم هذا المخطوط خمس عشرة صفحة ، وذكر ـ في خاتمته ـ أنه فرغ من تحريره في النصف الثاني من ذي الحجة الحرام ، عام ألف ومائة وأربعة وثلاثين ، واقتصر فيه على التاريخ للفتنة الواقعة بين سكان المدينة المنورة والأغوات ومن ناصرهم من الأعراب ، سنة ١١٣٤ ه‍.

* فتنة العهد : هكذا أطلق عليها المؤرخ «عبد الرحمن بن حسين الأنصارى» مكتفيا بعبارة موجزة عنها ، ووصف مقتضب ، عند قوله : «وفي زمن شيخ الحرم أيوب أغا ، سنة ١١٣٤ ه‍ ، أربع وثلاثين ومائة وألف ، وقعت قصة العهد ، وفعلوا ما فعلوا ، وخبرها طويل عريض». (٦)

١٠٠