المدينة المنوّرة بين الأدب والتاريخ

الدكتور عاصم حمدان علي حمدان

المدينة المنوّرة بين الأدب والتاريخ

المؤلف:

الدكتور عاصم حمدان علي حمدان


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: نادي المدينة المنوّرة الأدبي
الطبعة: ١
الصفحات: ١٤٢

الجزء الرابع (طب) ويشمل ١٠ مخطوطات منها :

* الأزرقي اليمني الزبيدي : كتاب الطب ـ ٤٣٤.

* أحمد الدمنهوري : منتهى التصريح بمضمون القول الصريح في علم التشريح ـ ٤٣٦.

الجزء الخامس (فلك) ويشمل ١٦ مخطوطا منها :

* أبو القاسم الصوفي : كتاب الزيج في علم الفلك ـ ٤٤١.

الجزء السادس (علوم) ويشمل ٧ مخطوطات منها :

* أبو العباس أحمد بن عبد الله المعروف بابن البنا كتاب الجبر والمقابلة ـ ٤٥٧.

* عثمان بن محمد المرعي : شرح القواعد الوضاحة في علم المساحة ـ ٤٥٨.

الجزء السابع (العلوم الروحانية) ويشمل ١٥ مخطوطا منها :

* كامل الدين أبو سالم محمد بن طلحة البسطاني : الدرر المنظم في السّر الأعظم ـ ٤٧٢.

الجزء الثامن (الكيمياء) ويشمل ٨ مخطوطات منها :

* أبو نصر محمد بن طرخان الفارابي الفيلسوف : كتاب في علم المزاج ـ ٤٨٤.

الجزء التاسع (الدارسات القرآنية) ويشمل ١٩ مخطوطا منها :

* السيوطي : الإتقان في علوم القرآن ـ ٤٨٨.

* أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعالبي النيسابوري : الكشف والبيان في تفسير القرآن ـ ٤٨٩.

* محمد بن أحمد على الوليد القرشي : البرهان في علوم القرآن من الغريب والإعراب والتفسير والأحكام والناسخ والمنسوخ والاشتقاق من ... ، والوقف وأعداد الآي ـ ٤٩٣.

٦١

الجزء العاشر (لغة) ويشمل ٢٧ مخطوطا منها :

* سيبويه : الكتاب ـ ٥٦.

* يحيى بن حمزة اليمني : الأزهار الصافية شرح المقدمة الكافية ـ ٥١١.

* عبد القادر بن أحمد بن علي الفخري المصري : مجيب الندا إلى شرح الندى ـ ٥١٢.

* أبو الحسن المزني : معاني الحروف ـ ٥٢١.

* تقي الدين الاسفارييني : اللباب في علم النحو ـ ٥٢٤.

* صلاح الدين اليمني : نزهة الطرف في الجار والمجرور والظرف ، وأحكامها ، وتقسيمها ـ ٥٢٩.

* للمؤلف نفسه : كتاب الألغاز ـ ٥٣١.

الجزء الحادي عشر (بلاغة) ويشمل ٢٢ مخطوطا منها :

* سراج الدين أبو يعقوب السكاكي : القسم الثالث من كتاب المفتاح ـ ٥٣٤.

* الشيخ ياسين الحمصي : شرح حاشية التلخيص ، المسمى بالمختصر ـ ٥٣٩.

* حسن شلبي الرومي : حاشية المطول ـ ٥٤٥.

* لطف الله الأرزني : شرح نهاية الإيجاز في الحقيقة والمجاز ـ ٥٥٢.

الجزي الثاني عشر (منطق) ويشمل ٣٨ مخطوطا منها :

* فخر الدين الرازي : الآيات البينات في علم المنطق ـ ٥٥٧.

* أحمد بن سليمان كمال باشا : رسالة في الروح ـ ٥٧٦.

الجزء الثالث عشر (شريعة) ويشمل ٦٣ مخطوطا منها :

* الشيخ محمد عابد السندي المدني الأنصاري : طوالع الأنوار على الدر المختار ـ ٥٩٦.

* الحافظ الذهبي : مختصر تهذيب الكمال ـ ٦٠٢.

* أحمد الخلال اليمني : رسالة التحسين والتقبيح ـ ٦٠٦.

* شيخ الإسلام أحمد بن تيمية الحراني الحنبلي : السياسة الشرعية في

٦٢

صلاح الراعي والرعية ـ ٦٢٤.

* للمؤلف نفسه : مناظرة ابن تيمية مع البطايحية ـ ٦٢٦.

* للمؤلف نفسه : رسالة تتضمن الحديث في سؤال النبي عن الإسلام والإحسان وجوابه عن ذلك ـ ٦٢٧.

* للمؤلف نفسه : قاعدة في رد على الغزالي في مسألة التوكل ـ ٦٢٨.

* للمؤلف نفسه : قاعدة في أفعال الحج ـ ٦٢٩.

* للمؤلف نفسه : قاعدة في الصبر ـ ٦٣٠.

* محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي : مناقب ابن تيمية الحرّاني ـ ٦٣٣.

* سراج الدين أبو حافظ عمر بن علي بن موسى البزار : الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية ـ ٢١٥.

* مرعي بن يوسف الحنبلي الدمشقي : الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية ـ ٦٣٦.

* ابن قيم الجوزية : الكلم الطيب والعمل الصالح ـ ٦٣٧.

* للمؤلف نفسه : زاد المعاد في هدى خير العباد ـ ٦٣٨.

* للمؤلف نفسه : جلاء الأفهام في فضل الصلاة على خير الانام ـ ٢١٦.

* للمؤلف نفسه : تحفة المودود في أحكام المولود ـ ٦٤٠.

* للمؤلف نفسه : كتاب الروح ـ ٦٤١.

* للمؤلف نفسه : سفر الهجرتين وطريق السعادتين ـ ٦٤٢.

* الشوكاني اليمني : جواب الموحدين في دفع الشبه عن المجتهدين ـ ٦٤٤.

* للمؤلف نفسه : الدرر البهية في المسائل الفقهية ـ ١٤٥.

* الملحق ويشمل ست مخطوطات ، منها :

* الإمام محمد بن الحسن الشيباني : رسالة في قرية تميم الداري ـ ٦٥٩.

٦٣

خاتمة البحث ووفاة الحلواني

بعد أن تعّرض هذا البحث لشخصية هذا المفكّر الرّحالة. الذي بدأ حياته طالب علم ، ثم مدرسا بالحرم النبوي الشريف بالمدينة. نجد أن رحلته العلمية لم تتوقف عند ذلك ، فإذا هو طالب علم ثانية في رحاب الجامع الأزهر الشريف. يلتقي بعلماء عصره كعبد الرحمن بن محمد بن عبد الوهاب ومحمد محمود التركزي الشنقيطي ـ رحمهما‌الله ـ وتطورت أواصر العلاقة العلمية بين الحلواني والشنقيطي ، فإذا هما يأخذان خطوات فعالة في مجالات البحث عن تراثنا العربي والإسلامي ، يبحثان عن كنوزه وينشران منه ما تسمح به ظروفهما وظروف العصر نفسه.

وفي مصر التقى الحلواني ـ أيضا ـ بالمستشرق كارلو لاندبرج ولا يستبعد أن الشنقيطي قد فعل ذلك ، وذلك ما نستنتجه من محاولات «لاندبرج» في أن يقوم الشنقيطي برحلته إلى استكهولم لحضور مؤتمر المستشرقين الثامن المنعقد في تلك المدينة الأوروبية سنة ١٨٨٨ م التي رحل إليها الحلواني من قبل في سنة ١٨٨٣ م. عارضا للبيع ـ تحت ظروف مالية قاسية ـ تلك المجموعة الثمينة من المخطوطات العربية ، التي أحرزت مؤسسة «بريل» بشرائها رصيدا علميا في مجال اقتناء ونشر التّراث العربي ، وهو ما عرفت به من قبل وما زالت محافظة عليها حتى الآن.

إلا أن ما صادفه الحلواني من مصاعب مالية أدت به إلى أن يتخلّص من التراث العزيز على نفسه. الذي قضى في نسخه وجمعه عدة سنوات من حياته العلمية في المدينة ، تلك المصاعب لم تتسبب في أن يفقد الحلواني صلته القوية بهذا التراث ، فإذا هو يستقر في الهند يتابع في موطن إقامته الجديد نشره ، ولا نعلم إذا ما كانت الهند هي المحطة الأخيرة في رحلة مفكرنا الحلواني ، فبعض من ترجموا له مثل محب الدين الخطيب. يرون أن وفاته كانت بالهند (٤٥) ويرى الزركلي (٤٦) أن تاريخ الوفاة كان في سنة ١٣١٦ ه‍ / ١٨٦٨ م وتفصّل مقالة نشرت في مجلة المنهل الظروف التي أحاطت بوفاته كما يلي :

٦٤

«أنه عند ما تاق أمين حسن الحلواني إلى زيارة البلدان العربية في أواخر العهد العثماني ، بارح المدينة المنورة وتوجه إلى طرابلس حاملا معه «الربع العجيب» الذي كان يستخدمه لمعرفة اتجاه القبلة وأوقات الصلاة ، وسير النجوم وحركاتها ، فقد كان المذكور من أحذق علماء الفلك في وقته ، مشغوفا بالبحث في هذا العلم ، وقد قرأ عدة مؤلفات في علم الفلك قراءة درس وتمحيص. وكان أبيض اللون ، ضعيف النّظر ، وكان يستعمل نظارة طبية للاستعانة بها في المطالعة والدرس ، وعند ما توغل فيه داخل البلاد اشتبه في الأعراب الطرابلسيون هناك وظنوه غربيا لبياض بشرته ، ووجود نظارة طبية على عينيه ، فاتفقوا فيما بينهم على قتله ليلا ، وبالرغم من أن كثيرا من أهل طرابلس تدخلوا في الأمر وأفهموا الأعراب أن الرحالة عربي مسلم جاء من البلاد المقدسة ، إلا أنهم لم يقتنعوا بذلك ، بل قتلوه في آخر الأمر لاعتقادهم أنّه غربي جاء يتجسس عليهم». (٤٧)

ويستنتج كاتب المقالة أنّ وفاة الحلواني لم تكن في (بومباي) بالهند ، ذاكرا أنه استقى معلوماته من محمد نصيف (٤٨) ـ رحمه‌الله ـ الذي كان على صلة كبيرة بعلماء عصره في العالم الإسلامي.

٦٥

الهوامش

__________________

(*) سبق أن نشرت جزءا من هذا البحث في مجلة الطالب السعودي الصادرة عن نادى الطلاب السعوديين في المملكة البريطانية المتحدة ، العدد الأول من السنة الخامسة في المحرم ١٤٠٦ ه‍ ص ٣٠ ـ ٣٨.

(١) انظر على سبيل المثال : عبد الله عبد الجبار : التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية ، ط ، ص ١٩٣ ، معهد الدراسات العربية العالية بالقاهرة ـ ١٩٥٩ م.

(٢) عبد الرحمن الأنصاري : (تحفة المحبين والأصحاب فيما للمدنيين من أنساب» تحقيق محمد العروسي المطوي ، ط ، ص ١٩٧. تونس ١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م.

(٣) داود باشا : أصله من الكرج ومولده في حدود ١١٩٠ ه‍ ، كان عالما فاضلا أنشأ المدارس العظيمة ، ودور الخير والإحسان ، وقد تولى حكم العراق سنة ١٩٣٤ ه‍ ثم ذهب إلى الأستانة بعد استسلامه لجيش السلطان محمود الثاني ، وظل فيها إلى سنة ١٢٦٠ ه‍ حيث أرسله السلطان عبد المجيد خان شيخا على الحرم النبوي ، وبقي بالمدينة مشتغلا بالعلم والتدريس إلى أن توفى سنة ١٢٦٧ ه‍.

انظر خليل مردم بك «أعيان القرن الثالث عشر في الفكر والسياسة والاجتماع» ط ٢ ، ص ١٨٠ ـ ١٨٢ بيروت ١٩٧٧.

(٤) عثمان بن سند البصري الوائلي : أصله من نجد ، ثم سكن البصرة ، واشتغل بفنون لسان العرب ، ومن تآليفه منظومة في علم الحساب ونظم قواعد الأعراب والأزهرية ، ومغنى اللبيب. توفى سنة ١٢٥٠ انظر المصدر السابق ٥ / ١٦٤.

(٥) عبد الله (باشا) ابن محمد بن عبد المعين بن عون ، من أمراء مكة ، ولد فيها سنة ١٢٣٧ ه‍ / ١٨٢١.

وأقام بالآستانة فأحرز رتبة الوزارة ، ثم ولي إمارة مكة بعد وفاة أبيه سنة ١٢٧٤ ه‍ فجاءها ، وتسلم أمورها واستمر فيها إلى أن توفى بالطائف سنة ١٢٤٦ / ١٨٧٧ م.

انظر خير الدين الزركلي «الأعلام» ط ٣ ، ٤ / ١٣٢ / ١٩٥٥.

(٦) فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود إمام شجاع حازم أقام في مصر معتقلا بين ١٢٥٥ ـ ١٢٥٩ ه‍ ثم عاد إلى نجد ودانت له الأحساء والقصيم والعارض حتى أطراف الحجاز وعسير ، وتوفى بالرياض سنة ١٢٨٢ ه‍ / ١٨٦٥ م انظر المصدر السابق ٥ / ١٦٤.

(٧) عثمان بن سند البصري الوائلي «مطالع السعود بأخبار الوالي داود» ـ اختصار أمين حسن الحلواني المدني ، تحقيق محب الدين الخطيب ، المقدمة ، القاهرة ١٣٧١ ه‍.

(٨) عالم مشهور : ولد في بلاد نجد ، وعند ما انتقلت عائلة آل الشيخ إلى مصر ، بعد أن حارب إبراهيم باشا عبد الله بن سعود أمير نجد التفت الشيخ عبد الرحمن إلى طلب التعلم والتعليم والإفادة إلى أن صار في الأزهر شيخ رواق الحنابلة ، وكان ظاهر التقوى والصلاح والزهادة والعبادة إلى أن توفي سنة ١٢٧٤ ه‍ ، انظر عبد الرزاق البيطار «حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر» ـ تحقيق محمد بهجة البيطار ، ٢ / ٨٣٩ المجمع العلمي العربي بدمشق ١٣٨٢ ه‍ / ١٩٦٣ م.

(٩) مختصر مطالع السعود : ١١٧.

(١٠) أحمد أسعد بن السيد بن محمد أسعد المدني الحسيني ، ولد في المدينة المنورة ١٢٤٥ ه‍ وتلقى العلم على عدد من علماء وقته «الشيخ يوسف الصادق والشيخ عبد الغني الدمياطي والشيخ حبيب المغربي»

٦٦

__________________

وتولى إفتاء المذهب الحنفي في المدينة ، وتوفى في السابع من رمضان من عام ١٣١٤ ه‍ في الآستانة ، انظر المصدر السابق ١ / ٢٠١ ـ ٢٠٦ ، ونقلا عن جعفر إبراهيم فقيه أن أحمد سعد ، وأسعد العابد وأبا الهدى الصيادي كانوا من مستشاري السلطان عبد الحميد الثاني ، ولهذا كانت إقامتهم في الأستانة.

(١١) أبو الهدى الصيادي : محمد بن حسن على خزام الصيادي الرفاعي الحسيني ، ولد في خان شيخون «من أعمال حلب» سنة ١٢٦٦ / ١٨٤٩ ، وتعلم بحلب وولى نقابة الأشراف فيها ، ثم سكن الآستانة ، واتصل بالسلطان عبد الحميد الثاني ، فقلده مشيخة المشايخ ، توفى في جزيرة الأمراء فى «رينكيبو» سنة ١٣٢٨ ه‍ / ١٩٠٩ م الأعلام ٦ / ٣٢٤ ـ ٣٢٥.

(١٢) مختصر مطالع السعود ـ المقدمة. (١٣) المصدر السابق.

(١٤) على الخاقاني «مخطوطات المكتبة العباسية في البصرة» القسم الأول / ٥٠ مطبعة المجمع العلمي ، العراق ١٣٨٠ ه‍ / ١٩٦١ م.

(١٥) مصطفى عبد الغني : «مؤرخو الجزيرة العربية في العصر الحديث» ص ٦٤ ، القاهرة ١٩٨٠ م.

(١٦) على الخاقاني ص ٥٠ ، ويذكر الخطيب أن الحلواني اختصر تاريخ ابن سند قبل قيامه برحلاته من المدينة للشرق وأوربا.

(١٧) ولد في بيروت سنة ١٨٦١ م ، ودرس في الكلية الأمريكية ، وسافر إلى مصر ، واشتغل بالصحافة ، وأصدر مجلة الهلال ، ووضع تآليف كثيرة في التاريخ والقصص ، واللغة ، والعلوم ، توفى في مصر سنة ١٩١٤ ، انظر : بطرس البستاني ، أدباء العرب ٣ / ٤٣٣ ، دار مارون عبود ـ بيروت.

(١٨) إلياس سركيس «معجم المطبوعات العربية والمعربة» ٢ / ١٧٥ القاهرة ١٣٤٦ / ١٩٢٨.

(١٩) مختصر مطالع السعود : المقدمة.

(٢٠) School of Oriental and Ifrican Studles of London, Library Catalque. A. ١٣ oe. ٣٦٩١ Vol. ١. P. ٧٤٣

(٢١) مختصر مطالع السعود : المقدمة.

(٢٢) حمد الجاسر «رحلات» ط ١ ، ص ٢١٣ الرياض (١٤٠٠ ه‍ / ١٩٨٠ م).

(٢٣) محمد بن محمود بن أحمد بن محمد التركزي الشنقيطي ، ولد في شنقيط (موريتانيا) وانتقل إلى المشرق فأقام بمصر ورحل إلى مكة فاتصل بأميرها الشريف عبد الله ، وانتدبته حكومة الآستانة أيام السلطان عبد الحميد الثاني للسفر إلى أسبانيا ، والاطلاع على ما فيها من المخطوطات العربية وإعلامها بما ليس منه في مكتباتها بالآستانة فقام بذلك ، سافر إلى المدينة فلم يكن على وفاق مع علمائها فطلبوا إخراجه ، فرحل إلى مصر حيث اتصل بالشيخ محمد عبده ، من أهم أعماله العلمية تصحيحه لبعض الأوهام الواقعة في الطبعة البولاقية من الأغاني فنشرت تصحيحاته بكتاب سمى تصحيح الأغاني ، توفى (سنة ١٣٢٢ ه‍ / ١٩٠٤) انظر «الأعلام» ٧ / ٣١١ ـ ٣١٢.

(٢٤) مختصر مطالع السعود : المقدمة.

(٢٥) Carlo Landberg cataloque de manuscrlpts arabes provent dune blblotheque, el ـ median leide. e. j. brill, ٣٨٨١ P ٠٩

(٢٦) رحلات : ٢١٣

(٢٧) السلطان عبد الحميد الثاني تولى خلافة الدولة العثمانية في الفترة ما بين ١٨٧٦ م ـ ١٩٠٩ م. انظر أحمد عبد الرحيم مصطفى «أصول التاريخ العثماني» ط ١ ٣٢٠ دار الشروق ١٤٠٢ ه‍ / ١٩٨٢ م.

٦٧

__________________

(٢٨) كان عدد الأعضاء الذين اشتركوا في تلك الدورة من مؤتمر المستشرقين ٦٤٦ عضوا ، من بينهم «الشيخ ابن عبد الله» قاضي تلمسان والشيخ «محمد محمود الشنقيطي» والبارون دى كريمر النمساوي ، وبروكش باشا الألماني الذي كان ناظرا لمدرسة اللغات القديمة بمصر ، وأمكس موللر من أساتذة أكسفورد وكونوال الروسي مدير كتبخانة دار المعارف بقازان. ومن البحوث التي ألقيت في المؤتمر : تاريخ الحكماء لابن القفطى ، ومعجم الأدباء لياقوت ، وفهرست للمخطوطات العربية ، وأصول الحديث وكيفية الكلمات المركبة في اللغة العربية ، وكتاب عجائب الهند وفلاسفة العرب الذين كانوا مع فردريك الثاني في صقلية ، وكيفية النطق بالكلمات المصرية القديمة واستكشاف طرق المقاييس عند قدماء المصريين. ولقد أخرج محمد أمين فكري «بك» كتابا عن هذا المؤتمر حيث كان والده «عبد الله فكري» رئيسا للوفد العلمي المصري في هذا المؤتمر وقد سمى كتابه هذا «إرشاد الألبا إلى محاسن أوروبا» مطبعة المقتطف بمصر ١٨٦١.

انظر محمد خلف الله أحمد «معالم التطور الحديث في اللغة العربية وآدابها ص ٥٥ ـ ٥٦ القاهرة ١٩٦١.

(٢٩) مستشرق سويدي ولد سنة ١٨٤٨ أمضى في الشرق سنوات عديدة ، بدأ انتاجه بكتاب عن الأمثال والأقوال الشائعة في ولاية سوريا ، قضاء صيدا الذي صدر بالفرنسية ١٨٨٣ م في ليدن ، وتلاه بتحقيق ديوان «أبي محجن الثقفي» ١٨٨٦ وديوان «زهير بن أبي سلمى» ١٨٨٩ م في مجموعة بعنوان طرف عربية وقد اتجه لاندبرج كذلك إلى دراسة لهجات جنوب الجزيرة العربية ـ ليدن ، بريل ، ١٩٠١ ـ ١٩١٣ ، وفي السنوات الأخيرة من عمره كرس نفسه للعمل في «قاموس وطني» أي قاموس للهجة وطنية في جنوب الجزيرة العربية ، وقد أصدر منه الجزء الأول في ١٩٢٠ والثاني في ١٩٢٣ م وتوفى قبل أن يصدر الجزء الثالث وهو الأخير وكان قد أعده للطبع فقام «زترسين» بطبع هذا الجزء الذي خلفه «لاندبرج» بعد وفاته كذلك توفي «لاندبرج» قبل أن يطبع كتابا في معجم لغة بدو عنزة.

فتولّى «زترستين» طبعه في عام ١٩٤٠ م.

وفي ميدان التاريخ الإسلامي ، نشر لاندبرج كتاب «الفتح القسي في الفتح القدسي» عماد الدين الأصفهاني ـ ١٨٨٨ م ، وقد توفى «لاندبرج» سنة ١٩٤٢ م ، انظر عبد الرحمن بدوي «موسوعة المستشرقين» ط ١ ، ٣٥٠ ـ ٣٥١ ، بيروت ١٩٨٤ م.

وفي الأعلام ٦ / ٦٦ ، أنه نشر «رسالة التنبيه على غلط الجاهل والنبيه» لابن كمال باشا.

(٣٠) ويؤكد عدم حضور التركزي لذلك المؤتمر ، أحمد الأمين الشنقيطي حيث ذكر «أن السلطان بعث إليه بأن يتهيأ للسفر فقال : لا حتى تعطوني مكافأة اتعابي فغضب عليه السلطان ، وأمره بالسفر إلى المدينة» انظر «الوسيط في تراجم أدباء شنقيط» ط ٣ ، ٣٩٣ القاهرة ١٣٨٠ ه‍ : ١٩٦١ م ، بينما يدرج محمد خلف الله أحمد اسمه ضمن قائمة من حضر ذلك المؤتمر من العلماء والمفكرين : انظر «معالم التطور» ٥٥.

(٣١) انظر : محمد محمود بن التلاميذ التركزي الشنقيطي «الحماسة السنية الكاملة المزية في الرحلة العلمية الشنقيطية التركزية» ١ / ٦ القاهرة ١٣١٩ ه‍.

(٣٢) محمد عبده بن حسين خير الله من آل التركماني ، مفتى الديار المصرية ، ومن كبار رجال الإصلاح في الإسلام ، ولد في شبرا من قرى الغربية بمصر سنة ١٢٦٦ ه‍ / ١٨٤٩ وتوفى بالإسكندرية سنة ١٣٢٣ / ١٩٠٥ م ودفن في القاهرة ، انظر «الأعلام» ٧ / ١٣١.

(٣٣) الحماسة السنية : ١ / ٢١ ـ ٢٢.

(٣٤) مختصر مطالع السعود : المقدمة.

(٣٥) NUMBER : NE B ٢٩٨ ـ ٧ ,B ٩١

٦٨

__________________

(٣٦) لقد تكرم الزميل إبراهيم ولد وله الطالب بقسم الدراسات الشرقية بجامعة مانشستر بترجمة هذه المقدمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة الإنجليزية ، وقد قمت ـ بتوفيق الله ـ بترجمتها إلى اللغة العربية.

(٣٧) أبو محمد عبد الله الطيب بن عبد الله بن أحمد بن علي بامخرمة ، مولده سنة ٨٧٠ ه‍ / ١٤٦٥ م وتوفى سنة ٩٤٧ ه‍ / ١٥٤٠ م.

انظر : أيمن فؤاد سيد «مصادر تاريخ اليمن في العصر الإسلامي» ص ٢٠٥ ـ ٢٠٨ المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية القاهرة ١٩٧٤ ، وقد أثبت لاندبرج له من المؤلفات في فهرسة «قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر» رقم ٢٣٢ ، و «رحلة لبعض اليمنيين إلى داخل أفريقيا» رقم ٢٣٥.

(٣٨) ورد في الفهرس ذكر ديوان الأعشى الكبير رقم ٣٠٢.

(٣٩) لقد أثبت «لاندبرج» في فهرسه نسختين من كتاب «جمهرة أشعار العرب» لابن أبي الخطاب القرشي وهما تحت رقم ٣١٠ ، ٣١١.

(٤٠) من المخطوطات التي تضمنها الفهرس في تاريخ مكة ، «شفاء الغرام في أخبار البلد الحرام» للفاسي ، رقم : ٢٨٩. وكتاب «أخبار مكة» لأبي الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي رقم ٢٩٩ ، وكتاب «الإعلام بأعلام بيت الله الحرام» لقطب الدين النهروالى ، رقم ٢٩٠ ، والجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها ، وبناء البيت الشريف» لمحمد جار الله بن ظهيرة المكي رقم ٢٩٦.

(٤١) ورد في الفهرس ذكر «الجزء الثالث من تاريخ الحافظ الذهبي» رقم : ١.

(٤٢) كتاب يوسف الحافظ المزي ، المسمى «تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف» وهو معجم مفهرس لمسانيد الصحابة والرواة عنهم ، وموسوعة علمية لجميع أحاديث الكتب الستة الصحاح ، تعليقات ابن حجر العسقلاني :

Gustav Melse Is Reference Literature To Arabi Studles, ٨٧٩١, P ٤٢١

(٤٣) مصطفى بن عبد الله جلبى المعروف بحاجي خليفة المتوفى سنة ١٠٦٧ / ١٦٥٧ ، وكتابه «كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون» انظر المصدر السابق : ٤٤.

(٤٤) C.Landberg Preface.VI ـ VIII

(٤٥) مختصر مطالع السعود ، المقدمة.

(٤٦) الأعلام : ١ / ٣٥٧.

(٤٧) محمود عبد الوهاب الرحالة أمين الحلواني / مجلة المنهل ، ج ١ ، ١٨٦ ـ ١٨٧ ، السنة الثالثة عشر ، ربيع الثاني ١٣٧٢ ه‍ ، يناير ١٩٥٢ م.

(٤٨) محمد بن حسن نصيف ، ولد بجدة سنة ١٣٠٠ ه‍ ، عنى بنشر مفيد الكتب وتوزيعها مجانا على طلاب العلم ، كما شارك بمقالاته الدينية والتاريخية والأدبية في صحافة المملكة العربية السعودية ، وصحافة العالم العربي والإسلامي ، وكانت مكتبته التي انتقلت فيما بعد إلى ملكية جامعة الملك عبد العزيز بجدة مرجعا للمستنيرين والباحثين ، وقد توفى ـ رحمه‌الله ـ في مدينة الطائف سنة ١٣٩١ / ١٩٧١ ودفن في جدة.

انظر : عبد القدوس الأنصاري «موسوعة تاريخ مدينة جدة» ط ٢ ، ٣٤٩ ـ ٣٥٠ ، جدة ١٤٠١ ه‍ / ١٩٠ م.

٦٩

أمين بن حسين الحلواني

بين الأسطورة والواقع

** لا شك أن «الحلواني» عاش في المدينة ، وتنقل بين مصر ، والهند ، وهولندا ، ثم بلاد الشام التي يقال إنه توفى بها ، ولكن السؤال الذي ظل يبحث عن إجابة جازمة لها أهمية كبرى في معرفة هذه الشخصية ، هو صلته بأسرة «الحلواني» التي يعيش بعض أفرادها ـ إلى الوقت الحاضر ـ في المدينة المنورة ، وإذا كان الشيخ حمد الجاسر ، يذكر أن «الحلواني» كان يسكن في دار مطلة على حديقة العينية (١) ، فإن لهذه المعلومة دلالتها الهامة ، حيث إن أسرة من آل الحلواني ، وهي أسرة الشيخ عمر محمود حسن حلواني ـ رحمه‌الله ـ التي عرفت أخيرا ، أنه ابن أخي الشيخ أمين ، الذي نحن بصدد دراسة شخصيته.

هذه الأسرة كانت تسكن في دار تقع في منتصف شارع العينية ، والذي أزيل لصالح توسعة المسجد النبوي قبل حوالي عقد من الزمن ، وبالتحديد خلف مكتبة ضياء المعروفة لبيع الكتب والصحف والمجلات ، وكنت ألحظ في تلك الناحية أثرا لبستان قديم يدل عليه وجود بقايا من النخل ، والشيخ عمر حلواني الذي عرفته ـ شخصيا ـ في مطلع حياتي ، كان من أعيان المدينة ، كما كان والده الشيخ محمود ـ رحمه‌الله ـ رئيسا لبلدية المدينة ـ في أواخر العصر العثماني ـ كما أخبرني بذلك فضيلة الشيخ جعفر فقيه ، ثم أصبح ابنه الأستاذ «محمود» والمسمى باسم جده ، مساعدا لرئيس بلدية المدينة لفترة من الزمن ، وهذا يدفعنا إلى القول إن «أمين الحلواني» الذي كان يدرس بالروضة الشريفة ، في مطلع القرن الرابع عشر الهجري من أسرة لها مكانتها في بلد رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ خصوصا إذا ما علمنا ، أيضا ، أن والده كان من الشخصيات البارزة في عصره ، فقد أوفده الشريف «عبد الله ابن عون» أمير مكة سنة ١٢٧٩ ه‍ ، في مهمة رسمية إلى أمير نجد ـ آنذاك ـ المرحوم فيصل بن تركي ، ولقد دون حسن الحلواني ، حسب رواية ابنه «أمين» انطباعاته عن هذه الرحلة في كتاب خاص. (٢)

٧٠

هذا الانتساب إلى أسرة عرفت بالعلم ، والفضل ، والمكانة ، يدفع عن «الحلواني» تهمة الحصول على الكتب التي ابتاعتها منه مكتبة «ليدن» سنة ١٣٠٠ ه‍ ـ ١٨٨٣ م بطريقة غير مشروعة ، ولقد ضمني لقاء كريم في منتصف العام الماضي بمعالي الأستاذ عبد العزيز الرفاعي ، فذكر لي أن فضيلة الشيخ حمد الجاسر يميل إلى هذا الرأي ، وإنني آمل أن يوضح أستاذنا الجاسر كل ما يتصل بهذه القضية ، وخصوصا أنه زار ليدن ، عام ١٣٩٤ ه‍ ، مما يعكس اهتمامه الخاص ـ حفظه الله ـ بالمخطوطات التي نقلها «الحلواني» من المدينة إلى القاهرة ، ثم إلى هولندا.

** على أنني أود أن أضيف ـ أيضا ـ أنه في حالة افتراض حصول «الحلواني» على هذه الثروة العلمية من إحدى مكتبات المدينة فإنه يتعين بالتالي أن يكون «الحلواني» قد أسند إليه عمل يتصل بنسخ المخطوطات ، أو مراجعتها ، مدة إقامته بالمدينة ، وهو أمر لم تشر إليه المصادر التي عنيت بالحلواني ، وحياته العلمية ، أما القضية الأخرى التي وقف عندها بعض الباحثين فهي صلة الحلواني بالمستشرقين الهولنديين ، وعلى وجه خاص «بكارلو لندبرج» و «سنوك هورخرنيه».

أما الأول منهما ، والذي أقام مدة بمصر لاضطلاعه بمهام سفارة دولة السويد ، فلقد كان على صلة بالعلماء المسلمين ، ومن بينهم العلامة محمد بن محمود بن التلاميد الشنقيطي (١٢٤٥ ـ ١٣٢٢) الذي عاش فترة من حياته في المدينة المنورة ، كان فيها على صلة وثيقة بأمين الحلواني ، ولا يستبعد أن تمثل شخصية «التركزي» حلقة الوصل التي ربطت بين الحلواني و «لندبرج» في صداقة علمية امتد أثرها إلى تصنيف «لندبرج» لمكتبة «الحلواني» التي اشترتها منه مؤسسة «بريل» في فهرس وضعه المستشرق المذكور باللغة الفرنسية ، سنة ١٨٨٣ م في مدة زمنية تقل عن شهر واحد ، مما تسبب في ورود أخطاء عديدة وصفتها رسالة القيم (CURATOR) على القسم الشرقي بمكتبة «بريل» الباحث (J.J.WITKAM) والموجه لي بتاريخ ٦ يناير ١٩٨٦ م ، بأنها أخطاء تصعب على الحصر ، وكان هذا التصنيف غير الدقيق ، وراء لجوء المؤسسة إلى تصنيف جديد لأسماء مخطوطات مكتبة «الحلواني» بصورة أدق ضمن فهرس عام صدر سنة ١٨٨٨ م بإشراف الباحثين (M.J.DEGPEJE) و (M.TH.HOUTSMA).

٧١

ثم أخيرا ضمن عمل الباحث (P.VOORHOEVE) والذي صدر سنة ١٩٨٠ م ، تحت عنوان (THE HAND LIST ,OF ,ARABIC MANUSCRIPTS) قائمة المخطوطات العربية.

وبإمكان الراغب في معرفة جميع المعلومات الجديدة الخاصة بمخطوطات «الحلواني» الرجوع إلى الصفحات ٧٠٨ ـ ٧٢٧ من الفهرس الأخير.

** أما العلاقة الأخرى التي أقامها الشيخ الحلواني ـ خلال حضوره مؤتمر المستشرقين (ORIENTALIST CONGRESS) سنة ١٨٨٣ م ، فهي مع المستشرق والرحالة الهولندي المعروف «سنوك هوخرونيه (١٨٥٧ ـ ١٩٣٦ م) وتشير رسالة أمين القسم الشرقي بمكتبة بريل (MITKAM) التي أشرت إليها ـ آنفا ـ أن المكتبة تحتفظ بصورة للشيخ «الحلواني» وعليها إهداؤه الخاص للمستشرق «سنوك» ولقد قام هذا الأخير بترجمة انطباعات MEMOIR صديقه «الحلواني» عن مؤتمر المستشرقين السادس من اللغة العربية إلى اللغة الهولندية ، كما أن هذه الصورة القلمية تحتوى ـ أيضا ـ على رسم للشيخ «الحلواني» نفسه ، ويذكر الأستاذ المطبقاني أن «سنوك» قام بكتابة ترجمة الشيخ «الحلواني» لدائرة المعارف الإسلامية ، ولكنني لم أعثر على هذه الترجمة رغم أني بحثت عنها ضمن عدد من المواد التي تم وفقها تصنيف الدائرة.

ولقد كانت العلاقة بين «الحلواني» و «سنوك» مثار تساؤل من بعض الباحثين ، وخصوصا أن رحلة «سنوك» إلى مكة تمت بعد سنة من لقائهما في «ليدن» فلقد وصل الرحالة الهولندي إلى جدة في أغسطس ١٨٨٤ م ، وأقام بها إلى فبراير ١٨٨٥ م ، تحت اسم مستعار ، هو عبد الغفار (٣) ، وأقام بمكة طوال ستة أشهر كانت ثمرتها كتابه الرئيسي عن مكة :(MEKKA)

IN THE LATTER, PART OF THE ٩١ th CENTURY, DAILY LIFER, CUSTOMS, AND, LEARNING

«مكة في الحقبة الأخيرة من القرن التاسع عشر» الحياة اليومية ، العادات المعرفة ، وبين يدي طبعة الكتاب الإنجليزية ، والتي قام بترجمتهاJ.H.MONAHAN السفير السابق بجدة ، والتي صدرت عن مؤسسة «بريل» في ليدن ، ومؤسسة «لوزاك» في لندن سنة ١٩٣١ م.

٧٢

** وكتاب «سنوك» هذا ربما كان له ما يميزه عن كتب الرحالة الغربيين الأخرى ، وهو اهتمامه بحلقات التدريس في الحرم المكي الشريف ، التي يذكر أنها كانت في فترة إقامته بمكة تتراوح بين خمسين إلى ستين حلقة ، وأنه كان يتم فيها تدريس السيرة النبوية بصورة علمية متميزة تعتمد على مقارنة الروايات ونقدها ، واعتماد القوي منها ، كما دون مشاهداته عن المناسبات العلمية التي كانت تعقد خاصة لإجازة الطلاب القادمين من العالم الإسلامي ، في علوم الشريعة. (٤)

ولعل أستاذنا الفاضل الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان ، الذي أخبرني قبل فترة ، بأن كتاب «سنوك» تتم ترجمته في جامعة أم القرى ، تحت إشراف الدكتور محمد إبراهيم أحمد علي ، لعله يزودنا نتيجة لاهتمامه الخاص بدور الحرم المكي الشريف في نشر التعليم ، في كثير من أرجاء العالم الإسلامي ، بمعلومات أخرى تخص «سنوك» وغيره من الرحالة الغربيين ، الذين تمكنوا من زيارة المناطق المقدسة في مكة والمدينة ، مثل الرحالتين الإنجليزيين سير ريتشارد بيرتن وايلدون روتير.

وكما اختلف الباحثون حول جوانب عديدة من حياة «الحلواني» العلمية ، والتي تدل على مثابرته ، وطموحه ، فإنهم اختلفوا كذلك حول الظروف التي تمت فيها وفاته ، فبينما يرى بعض الباحثين أن وفاته كانت طبيعية في بلاد الهند سنة ١٣١٦ ه‍ يذكر باحث آخر أنه توفي مقتولا على يد أهالي مدينة طرابلس بالشام. (٥) ويذكر مرجح هذا الرأي الأخير أنه استقى معلومات من فضيلة الشيخ محمد نصيف ـ رحمه‌الله ـ الذي كان على صلة كبيرة بعلماء عصره في العالم الإسلامي.

٧٣

الاحالات :

__________________

(١) رحلات ، حمد الجاسر ، ط ، الرياض ، ١٤٠٠ ـ ١٩٨٠ ، ص ٢٠٣.

(٢) مختصر كتاب «مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داوود» ، لأمين بن حسن الحلواني ، «تحقيق محب الدين الخطيب» ، القاهرة ، ١٣٧١ ه‍ ، ص ١٠٥ ـ ١٠٦.

(٣) موسوعة المستشرقين ، لعبد الرحمن بدوي ، ط ١ ، ١٩٨٤ م ، بيروت ، ص ٢٤٥ ـ ٢٤٧.

(٤) MEKKA, in, the, Latter, Part of, the, ٩١ th Century, P. P. ٤٦١, K ٧٨. ٧٣٢

(٥) الرحالة أمين الحلواني ، محمود عبد الوهاب ، مجلة المنهل ، ج ١٨٦ ـ ١٨٧ ، السنة الثالثة عشر ، ربيع الثاني ١٣٧٢ ه‍ يناير ١٩٥٢ م.

٧٤

رائد الكلمة ومبدع القصيد

السيد عبيد عبد الله مدني

(١)

إن صدور ديوان المدنيات لشاعر المدينة المنورة السيد عبيد مدني ـ رحمه‌الله ـ هو تكريم لذلك الرائد الذي كان إبداع الشعر أحد مواهبه المتعددة ولعل الناظر في هذا الديوان يستطيع أن يجزم بأن صاحبه لم يكن ناظما ولكنه الشاعر الذي غنى لسكون الليل وبكى لفقد الحبيب وتشوق لمرابع الصبا التي يزيدها بهاء ذلك التاريخ الحافل الذي شهدته في العصور الإسلامية الغابرة.

** فالشاعر الذي يطيل الوقوف أمام قصر «سعيد بن العاص» بوادي العقيق ويرى في أطلاله روعة وجلالا وفي حصباء الوادي الذي يحتضنه نضارة وجمالا إنما ينفذ من ذلك الجلال الذي استجمعه قلبه وتلك النضارة التي تضوعت بها روحه إلى أعماق التاريخ تمثل أولئك الرواد. الذين صنعوا أحداثه ويريد أن يستنطقهم فلا يحظى بما يريد ، ولكأن نفسه الشاعرة تبحث في ذلك الاستنطاق عن السر الأبدي لهذه الحياة الذي تفردت بمعرفته القدرة الإلهية العظيمة.

** ولئن استطاع الشاعر أن يقف عند تلك المآثر الإسلامية فيصور لنا مدى إحساس نفسه بها وشغفه بتاريخها المجيد الذي هو تاريخ لكل فرد من أفراد أمة الإسلام والعروبة ، فإن شاعرنا استجاب لتلك الأحداث التي عاصرها منذ حلول الحرب العالمية الأولى حتى تاريخ وفاته في نهاية عام ١٣٩٦ ه‍ وهذا دليل على أن السيد عبيد ـ رحمه‌الله ـ لم يكن يعيش في صومعة فكرية كما يظن البعض وهذه قصائده التي دعيت بالوطنيات في الجزء الأول من الديوان ترينا تلك النفس الكبيرة التي كان يحملها الشاعر بين جنبيه فهي التي تفرحها تلك المواقف الإيجابية التي تتوق لأدائها كما يؤلمها تلك الصور السلبية التي تقع الأمة ضحيتها بسبب بعض الاجتهادات الفردية الخاطئة ومع هذا فإن الشاعر ينحو في معالجته لهذه المواقف منحى

٧٥

الحكيم الذي صقلته تجارب الأيام ولا يتردد في أن يستثمر تجربته تلك استثمارا تلمح من خلاله تلك المعاني القوية التي كان الشاعر يؤمن بها .. فلنستمع إليه مخاطبا شيخه محمد العمري ـ رحمه‌الله ـ في شأن الأمة الإسلامية ، وهي أبيات من قصيدة نظمها في عام ١٣٤٣ ه‍.

فيا شاعر الشرق المجيد ومن سمت

به الضاد مجدا واستوت منه في كهف

تدارك رعاك الله شعبا مضيعا

تعمق فيه الجهل وانحط في الخسف

تدارك رعاك الله شعبك إنه

يهيم به التضليل في المهمه القف

يجوب فيافي الجهل في حالك الدجى

ورائده الأهواء في المظلم العسف

يخبط فيها خبط عشواء هائما

فمن سبسب سهل إلى هضبة زلف

ويسبح في بحر الغواية عائما

يقلبه التيار بالزفزف العصف

فثر فيه واترك لليراع سبيله

فقد بات حينا لا يبين ولا يخفي

وأمطر به في القوم نارا وإن هم

أثابوا إلى الحسنى فويلا من العطف

وبيّن لهم معنى الحياة فإنها

نأت عنهم لكن يطل من السجف

فذاك (هيجو) قد أهاب بنهضة

أقام بها الشعب الفرنسي من الضعف

نهوضا فقد طال السكوت وهذه

أعاصيره تسفى على الشعب ما تسفي

وثابر ولا يثبط نهوضك دونه

فقد يسلم المفؤود من حافة الحتف

** رحم الله أبا عدنان فما أجدرنا اليوم بعد انقضاء أكثر من ستين عاما

٧٦

على إنشاء بعض قصائده أن نصغي لصوته الشعري المتجدد والذي يلتزم بقضايا أمته ويعيش همومها وأحداثها ، وذلك الفرق بين قصيد يموت بعد ولادته وآخر يردده ـ بدون ملل ـ فم الزمان لأبنائه.

(٢)

تطرقت في الموضوع السابق لشاعرية السيد عبيد ، ومدى التزامه بقضايا أمته المصيرية والتي عبر عنها بوضوح وصدق في تلك القصائد التي دعاها ناشرو الديوان من أبناء السيد عبيد نفسه بالوطنيات ولقد عرفت بيئة المدينة المنورة منذ العصر الجاهلي حتى وقتنا الحاضر بكثرة الشعراء ، إلا أن الدارس للإنتاج الشعري الذي أبدعه شعراء المدينة المنورة منذ القرن الثاني عشر الهجري بإمكانه أن يقف على عدد من تلك القصائد التي تسعى للتعبير عن القضايا التي تهم الأمة الإسلامية والعربية .. ويعتبر السيد جعفر محمد البيتي (١١١٠ / ١١٨٢ ه‍) الذي نظم ملاحمه الشعرية في وصف أحوال المجتمع المدني وتحذير الخلافة العثمانية من مغبة التساهل تجاه الأراضي المقدسة ، أول رائد لهذا الفن الشعري القوي .. ولعل الشاعر إبراهيم الأسكوبي (١٢٦٤ / ١٣٣١ ه‍) قد تأثر بسلفه البيتي وربما وجدنا آثارا لذلك الشاعر في قصيدته المشهورة التي نظمها قبل الحرب العالمية الأولى ووجهها إلى حلفاء الدولة العثمانية صيحة إرشاد وتنبيه من الأعداء الذين لا يكفون عن السعي للنيل من الإسلام وأهله .. ثم كانت قصائد الشيخ محمد العمري (١٢٨٢ / ١٣٦٥ ه‍) التي يخاطب فيها بعض دول الاستعمار الأوروبية التي عانت من ظلمها وتعسفها كثير من الشعوب الإسلامية لزمن غير قصير .. ولقد كان الشاعر العمري ـ رحمه‌الله ـ رافدا فكريا مؤثرا في حياة السيد عبيد ـ رحمه‌الله ـ كما يذكر الأستاذ عبد القدوس الأنصاري ـ رحمه‌الله ـ في المقدمة التي كتبها للديوان في عام ١٣٧٧ ه‍ .. فلا غرابة إذن أن نجد عند محاولتنا لقراءة وطنيات السيد عبيد ملامح من ذلك الموروث الشعري القديم ابتداء من البيتي وانتهاء بالعمري.

وربما أدى إلى ذلك التأثر قراءة السيد عبيد لذلك الموروث حيث اشتملت مكتبته على عدد من الدواوين الشعرية المخطوطة ومن بينها مخطوطة ديوان السيد البيتي والتي تمكنت من الاطلاع عليها بعد وفاة السيد عبيد كما اطلع

٧٧

عليها الأستاذ الناقد عبد الرحيم أبو بكر ـ رحمه‌الله ـ ولعله أفاد منها فيما كتبه عن البيتي في كتابه (الشعر الحديث في الحجاز) ولقد علمت أخيرا من السيد عدنان مدني أنه عثر في مكتبة والده على النسخة الأصلية لديوان الشاعر إبراهيم الأسكوبي وهي النسخة التي اعتمد عليها السيد عبيد في جمع شعر الأسكوبي وتدوينه .. أما النسخة التي يحتفظ بها السيد على حافظ في مكتبته بجدة فلقد اعتمد في تدوينها على نسخة السيد عبيد كما علمت من أخيه الفاضل السيد عثمان.

ولئن أدت العوامل المكونة للاتجاه الفكري للشاعر إلى تأثره بأولئك الشعراء المشهورين من شعراء المدينة المنورة وما نتج عن ذلك من توجيه للإبداع الشعري عنده تجاه بعض المسارات التي تميزت بها الحركة الشعرية في المدينة المنورة لعدة عصور متلاحقة فإن إسهاماته النقدية المحدودة تعطينا بعض الدلائل على مدى إعجابه بأولئك الشعراء .. ولقد كان لذلك الإعجاب إيجابياته التي تمثلت في الحفاظ على جزء من التراث الأدبي ثم فيما أفادته الحركة الأدبية في بلادنا من هذا التراث .. فلقد كانت كتابات السيد عبيد النقدية مرجعا لأولئك الذين اهتموا بدراسة أدب الجزيرة العربية في العصر العثماني .. ولعل لنا عودة أخرى إلى هذا الأديب الذي وصفه الأستاذ عبد العزيز الربيع ـ رحمه‌الله ـ يوما بأنه (أديب متعدد المواهب) ..

٧٨

أديب أهمله بنو قومه

الأستاذ عبد السلام هاشم حافظ

ليس غريبا أن يولد الناس شعراء في بلد المصطفى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فلقد كانت المدينة موطنا للشعر منذ العصر الجاهلي فبالإنشاد الذي عرف بأنه سابق للكلمة الموزونة أو رديف لها ولا حق لبدايتها بذلك الإنشاد أرشد بنو النجار النابغة إلى موضع الإقواء في شعره وبالإنشاد ـ أيضا ـ استقبلوا فرحين هادي الأمة ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في قباء وكان منهم هتاف الروح الذي تجاوبت معه كل ذرات الوجود وفي كلماتهم تجسد الحب الذي صنع المجتمع الإسلامي فكان كالبنيان المرصوص والجسد الواحد الذي لا يصيبه وهن ولا يعتريه باطل ولا تخترقه الأكاذيب والتخرصات.

وحتى عند ما خفت صوت الكلمة الشاعرة إلى حين في بعض المواطن من العالم العربي كانت المدينة تمثل الموطن الذي يحتمي به الشعر من عوائد الدهر ونوائبه وتتحصن موسيقى الكلمة بجباله الشاهقة وأطمه المنيعة ويولد بين ظلال نخيله الصوت الحسن والوجدان الصادق وما علينا إلا أن نعود إلى حقبة القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين حيث كان الأدب يتجافى عن التجربة الحية والكلمة تثقلها قيود البديع ويحد من حركتها جفاف المصطلح حيث توارت الفصحى التي نزلت بها آيات القرآن وتحدث بها بلغاء العرب وبلّغوا بها رسالة الإسلام ودعوة الحق ، في تلك الحقبة التي كان يبحث فيها الناس عن شعر يجسد واقع الأمة ويبعث في أبنائها تلك الروح التي اعتراها الخمول وذهب بانطلاقتها التخلف والجمود في الحقبة نفسها عرفت المدينة من يجلس للدرس بين سواري مسجدها صباحا وينشد الكلمة الشاعرة في منتديات الأدب فيها ليلا ولقد خلدت «أبارية» برادة و «أنورية» العشقى روائع الشعر ونفائسه وإذا ما عاد الدارسون اليوم إلى نماذج من شعر عبد الجليل برادة وإبراهيم الأسكوبي ومحمد العمري فإنهم لن يترددوا في القول إن التجديد في الشعر في العصر الحديث عرفته جزيرة العرب كما عرفته ديار مصر والشام وغيرها من أقطار الإسلام والعروبة.

٧٩

وكان الوريث لهؤلاء الثلاثة الذي ذكرنا هو السيد عبيد عبد الله مدني ـ رحمه‌الله ـ وباستثناء الومضات النقدية التي دونها الأستاذ عبد الله عبد الجبار في دراسته القيمة عن الأدب السعودي حول إنتاج هذا الرائد إلا أن صاحب المثنيات المعروفة يظل ينتظر الفارس المرتقب الذي يكشف عن قيمة إنتاجه الشعري وخصوصياته ودوره في دعم مسيرة الأدب السعودي ثم جاء من بعده جيل ساهم في دفع حركة الشعر في العالم العربي نحو آفاق الإبداع ومجالات التجديد وهو جيل لم يتوقف عند آثار الماضي مجترا تجارب الآخرين ومحاكيا لأساليبهم ولكنه أيضا لم يتنكر لتراثه وينقطع عن جذوره كان من هؤلاء عبد السلام حافظ ومحمد هاشم رشيد وماجد الحسيني وعبد الرحمن رفه ومحمد العامر الرميح ومحمد العيد الخطراوي وحسن الصيرفي وخالد رجب وكان هذا الأخير عبقرية شعرية فذة إلا أن شعلة الحياة انطفأت فيه فجأة كما أخبرني بذلك أستاذنا الفاضل «محمد حميدة» والذي كان زميلا لهذا الشاعر في المرحلة الابتدائية ولعل في كتاب المرحوم الأستاذ عبد العزيز الربيع «ذكريات طفل وديع» ما يشير إلى آثار هذه العبقرية التي ربما كانت في بروزها واختفائها المفاجىء تتشابه في جوانبها مع عبقرية القاص «محمد عالم أفغاني» أحد أعضاء الأسرة الأدبية بالمدينة والذي كان ـ رحمه‌الله ـ له مع زميله الآخر على رضا حوحو دور متميز وجدير بالدراسة في نشأة فن القصة في بلادنا كما أشار إلى ذلك معالي الأستاذ عبد العزيز الرفاعي في إحدى دراساته النقدية التي سبق له أن نشرها بمجلة المنهل الغراء.

ولكن عبد السلام حافظ لم يتوقف إبداعه عند فن الشعر فلقد أخذه طموحه إلى عوالم أخرى من الكتابة منها التاريخ والسيرة النبوية والدراسة الأدبية والقصة أيضا ففي التاريخ توجهت جهوده للكتابة عن جوانب من تاريخ المدينة وفي السيرة نجده يسبر أعماق الماضي ويتجول بين آثار عظمائه ليخرج لنا مصدرا علميا في سيرة سيد العظماء صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يكن غريبا على هذا الرائد وهو الذي حلقت روحه في أجواء ذلك المقام البهي وتنسمت الشذى العبق بين مرابع الخير ومنازل الوحي أن يشارك بإحساسه وقلمه في تصوير هذا الماضي العظيم.

لم تحل الظروف بينه وبين المشاركة والتفاعل الإيجابيين فلقد كان قلمه

٨٠