أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٤٤
ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم فخطب الناس فقال : «أيها الناس (١) ، الناس معادن كبارهم في الجاهلية ، كبارهم في الإسلام إذا فقهوا ، لا يؤذينّ مسلم بكافر» [٨٢١١].
أخبرنا أبو غالب (٢) بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ إبراهيم بن محمّد بن الفتح الجلي المصّيصي ، نا محمّد بن سفيان بن موسى الصفار ، نا سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي ، نا ابن المبارك ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث.
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «رأيت في المنام كأنّ أبا جهل أتاني فبايعني» ، فلمّا أسلم خالد بن الوليد رحمهالله قيل : صدّق الله رؤياك يا رسول الله هذا كان لإسلام خالد ، قال : ليكوننّ غيره حتى أسلم عكرمة بن أبي جهل كان ذلك تصديق رؤياه.
حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم ـ لفظا ـ وأبو القاسم بن عبدان ـ قراءة ـ قالا (٣) : أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا علي بن يعقوب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن عائذ قال : قال الوليد : وثنا محمّد بن محمّد بن زيد بن عبد الله بن عمر وغيره.
أن عكرمة هرب يوم فتح مكة من الإسلام ، فجاءت امرأته أم حكيم الحولاء ابنة الحارث بن هشام فسألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمانا له ، فكتب له أمانا ، فانطلقت به ، فأدركته وقد ركب سفينة فنادته : يا ابن عمّ ، هذا أمان معي من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فإن تسلم وتقبل أمان رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأنا زوجتك ، وإلّا انقطعت العصمة فيما بيني وبينك ، فلم يلتفت إليها وتهيأ نوتي (٤) السفينة ليدفع سفينته ، فتكلم عكرمة بشركه باللّات والعزّى فقال النوتي (٥) : أخلص ، فإنه لن ينجيك (٦) إلّا الإخلاص ، قال عكرمة : ما أراني أفرّ إلّا من الحق ، فنزل من السفينة ، وقبل أمان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ورجع مع امرأته ، فلما قدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «مرحبا بالمهاجر أعكرمة؟ قال : نعم ، قال : «مهيم» قال : أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمّدا عبده ورسوله ، استغفر لي يا رسول الله ، فاستغفر له [٨٢١٢].
__________________
(١) كتبت الكلمة بالأصل فوق الكلام بين السطرين ، وقوله : «الناس معادن» مكانهما بياض في م.
(٢) استدركت عن هامش الأصل.
(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل وم ، ولعل الصواب ما أثبتناه.
(٤) كلمة غير مقروءة بالأصل وم ، ولعل الصواب ما أثبتناه.
(٥) رسمها بالأصل «اكبرى» واللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير. فلعل الصواب ما أثبت.
(٦) غير واضحة بالأصل وم ورسمها بالأصل : «يتحيل» وفي م : «يتحيل» ولعل الصواب ما أثبت.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (١).
قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد بن عتّاب العبدي ، ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ، نا ابن أبي أويس ، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن عمه موسى بن عقبة.
ح وأخبرنا أبو عبد الله أنبأ البيهقي (٢) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا إسماعيل بن محمّد بن الفضل الشعراني ، نا جدي ، نا إبراهيم بن المنذر ، نا محمّد بن فليح عن موسى (٣) بن عقبة ، عن ابن شهاب ، قال :
وأقبلت أم حكيم بنت الحارث بن هشام وهي (٤) مسلمة يومئذ ، وكانت تحت عكرمة بن أبي جهل إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاستأذنته في طلب زوجها فأذن لها وأمّنه ، فخرجت بعبد لها رومي ، فأرادها عن نفسها ، فلم [تزل](٥) تمنّيه وتقرّب له حتى قدمت على ناس من عكّ فاستعانت بهم عليه ، فأوثقوه لها وأدركت زوجها ، فلمّا رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عكرمة وثب إليه فرحا وما عليه ردأ حتى بايعه ، وأدركته امرأته بتهامة ، فأقبل معها وأسلم ، ودخل رجل من هذيل حين هزمت بنو بكر على امرأته ، فارّا فلامته وعجزته وعيّرته بالفرار فقال :
وأنت لو رأيتنا بالخندمة |
|
إذ فرّ صفوان وفرّ عكرمة |
ولحقتنا بالسيوف المسلمة |
|
يقطعن كلّ ساعد وجمجمة |
لم تنطقي في اللوم أدنى كلمة |
قال ابن شهاب : قالها حماس أخو بني سعد بن ليث.
واللفظ لحديث الفراوي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، أنبأ محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر الواقدي (٦) ، حدّثني ابن أبي سبرة ، عن موسى بن عقبة ، عن أبي (٧) حبيبة مولى الزبير ، عن عبد الله بن الزبير قال :
__________________
(١) انظر دلائل النبوة للبيهقي ٥ / ٣٩ و ٤٧.
(٢) انظر دلائل النبوة للبيهقي ٥ / ٣٩ و ٤٧.
(٣) اللفظة مطموسة بالأصل والمثبت عن دلائل النبوة.
(٤) الأصل : هي ، والمثبت عن دلائل النبوة.
(٥) الزيادة عن م والبيهقي.
(٦) الخبر في مغازي الواقدي ٢ / ٨٥٠ وما بعدها.
(٧) الأصل : ابن أبي حبيبة ، والمثبت عن م والواقدي.
لما كان يوم الفتح أسلمت أمّ حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة عكرمة بن أبي جهل ، ثم قالت أم حكيم : يا رسول الله قد هرب عكرمة منك إلى اليمن ، وخاف أن تقتله ، فأمّنه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هو آمن» ، فخرجت في طلبه ، ومعها غلام لها رومي فراودها عن نفسها ، فجعلت تمنّيه حتى قدمت به على حي من عكّ (١) فاستغاثتهم عليه ، فأوثقوه رباطا ، وأدركت عكرمة وقد انتهى إلى ساحل من سواحل تهامة ، فركب البحر ، فجعل نوتيّ السفينة يقول له : أخلص ، قال : أي شيء أقول؟ قالوا : قل لا إله إلّا الله ، قال عكرمة : ما هربت إلّا من هذا ، فجاءت أم حكيم على هذا من (٢) الأمر فجعلت تلحّ (٣) إليه وتقول : يا ابن عم جئتك من عند أوصل الناس ، وأبرّ الناس ، وخير الناس ، لا تهلك نفسك ، فوقف لها حتى أدركته فقالت : إنّي قد استأمنت لك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : أنت فعلت؟ قالت : نعم ، أنا كلمته فأمّنك ، فرجع معها وقال : ما لقيت من غلامك الرومي؟ وخبّرته خبره ، فقتله عكرمة وهو يومئذ لم يسلم ، فلما دنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم من مكة قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأصحابه : «يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا ، فلا تسبّوا أباه ، فإنّ سب الميت يؤذي الحيّ ولا تبلغ الميّت».
قال : وجعل عكرمة يطلب امرأته يجامعها ، فتأبى عليه وتقول إنّك كافر وأنا مسلمة ، فيقول : إنّ أمرا منعك مني لأمر كبير ، فلما رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عكرمة وثب إليه ـ وما على النبي صلىاللهعليهوسلم رداء ـ فرحا بعكرمة ، ثم جلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم فوقف بين يديه ، ومعه زوجته منتقبة ، فقال : يا محمّد إنّ هذه أخبرتني أنك أمنتني فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «صدقت ، فأنت آمن» قال عكرمة : فإلى ما تدعو يا محمّد؟ قال : «أدعوك إلى أن تشهد أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله ، وأن تقيم الصلاة ، وتؤتى الزكاة ، وتفعل وتفعل ، حتى عدّ خصال الإسلام» ، فقال عكرمة : والله ما دعوت إلّا إلى الحق وأمر حسن جميل ، قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت (٤) إليه وأنت أصدقنا حديثا وأبرّنا برا ، ثم قال عكرمة : فإنّي أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله ، فسرّ بذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم قال : يا رسول الله علّمني خير شيء أقوله ، فقال : «تقول أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله» ، فقال عكرمة :
__________________
(١) الأصل وم والمغازي ، وفي المختصر : عكل.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي مغازي الواقدي : «هذا الكلام» وفي المختصر : على هدى من الأمر.
(٣) الأصل وم : «تلتح» والمثبت عن الواقدي.
(٤) الأصل : «دعيت» والمثبت عن م ومغازي الواقدي.
ثم ما ذا؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تقول : أشهد الله وأشهد من حضر أنّي مسلم مهاجر مجاهد» ، فقال عكرمة ذلك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تسألني اليوم شيئا أعطيه أحدا إلّا أعطيتكه» ، قال عكرمة : فإنّي أسألك أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها ، أو مسير أوضعت (١) فيه أو مقام لقيتك فيه ، أو كلام قلته في وجهك ، أو أنت غائب [عنه](٢) ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اللهمّ اغفر له كل عداوة عادانيها (٣) ، وكلّ مسير سار فيه إلى موضع يريد بذلك المسير إطفاء نورك ، واغفر له ما نال مني من عرض ، في وجهي أو أنا غائب عنه» ، فقال عكرمة : رضيت يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم قال عكرمة : أما والله يا رسول الله لا أدع نفقة كنت أنفقتها في صدّ عن سبيل الله إلّا أنفقت ضعفها في سبيل الله ، ولا قتالا كنت أقاتل في صدّ عن سبيل الله إلّا أبليت ضعفه في سبيل الله ، ثم اجتهد في القتال حتى قتل شهيدا ، فردّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم امرأته بذلك النكاح الأول.
قال الواقدي عن رجاله (٤) : وقال سهيل بن عمرو ـ يعني يوم حنين ـ لا يجتبرها (٥) محمّد وأصحابه قال : يقول له عكرمة : إن هذا ليس بقول ، إنّ الأمر بيد الله ، وليس إلى محمّد من الأمر شيء ، إن أديل عليه اليوم فإنّ له العاقبة غدا ، قال : يقول سهيل : والله إنّ عهدك بخلافه لحديث ، قال : يا أبا يزيد ، إنّا كنا والله نوضع في غير شيء وعقولنا عقولنا ، نعبد حجرا لا يضرّ ولا ينفع.
قال : وأنا ابن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن موسى بن عقبة ، عن أبي حبيبة مولى الزبير ، عن عبد الله بن الزبير فذكر الحديث سوى قصة سهيل نحوه ورواته الثلجي أتمّ :
وقال ابن سعد بعد تلفظه بكلمة الشهادة ، وقلت : أنت أبرّ الناس وأصدق الناس ، وأوفى الناس أقول ذلك وإنّي لمطأطئ الرأس استحياء منه ، وقلت : يا رسول الله ، استغفر لي كل عداوة عاديتكها ، أو مركب أوضعت فيه أريد به إظهار الشرك فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اللهمّ اغفر لعكرمة كلّ عداوة عادانيها ، أو منطق تكلّم به ، أو مركب أوضع فيه يريد أن يصدّ عن سبيلك» ، فقلت : يا رسول الله مرني بخير ما تعلم فأعلمه قال : «قل : أشهد أن لا إله إلّا الله ،
__________________
(١) الأصل وم : أوضعت ، وفي مغازي الواقدي : وضعت.
(٢) زيادة عن الواقدي.
(٣) الأصل وم : عدانيها ، والمثبت عن الواقدي.
(٤) مغازي الواقدي ٣ / ٩١٠ ـ ٩١١.
(٥) أي لا مجبر منها (انظر اللسان : جبر).
وأنّ محمّدا عبده ورسوله» وجاهد في سبيله ـ وزاد ابن سعد بعد قوله ـ قتل شهيدا يوم أجنادين في خلافة أبي بكر الصديق ، وقد كان (١) رسول الله صلىاللهعليهوسلم عام الحج استعمله على هوازن يصدّقها ، فتوفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعكرمة يومئذ بتبالة (٢).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، أنا أبو الربيع الزهراني ، نا حمّاد بن زيد ، عن أيوب ، عن ابن أبي مليكة قال :
لما كان يوم الفتح هرب عكرمة ابن أبي جهل فركب البحر ، فجعلت الصواري ومن في السفينة يدعون الله ويستغيثون به ، فقال : ما هذا؟ قيل : هذا مكان لا ينفع فيه إلّا الله عزوجل ، فقال عكرمة : فهذا إله محمّد الذي كان يدعو إليه ، ارجعوا بنا ، فرجع ، فأسلم ، وكانت امرأته قد أسلمت قبله ، فكانا على نكاحهما.
أخبرنا أبو غالب (٣) محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أبو القاسم علي بن الحسين الشافعي ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خشنام المالكي ، نا أبو خالد يزيد بن النصر القرشي ، نا محمّد بن عبد الأعلى ، نا معتمر بن سليمان ، نا أبي قال :
وأما عكرمة بن أبي جهل ففرّ إلى البحر ليلحق بالحبشة ، فلما رأى أصحاب السفن أعطاهم خرجا فحملوه في سفينة فلما جلس فيها ادّعى (٤) باللّات والعزّى ، قال أهل السفينة : إنّ سفينتنا لا تجري في البحر إلّا بالله وحده لا شريك له ، فادع وإلّا فاخرج من سفينتنا ، فقال عكرمة : لئن كان الله وحده لا شريك له في البحر إنّه لكذلك في البرّ ، وما أسمعني إذن فررت إلّا من الحق ، فرجع فوضع يده في يد النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : هذا مكان العائذ ، إن قتلت قتلت مذنبا مخطئا ، وإن عفوت عفوت عن ذي رحم ، فشهد شهادة الحق ، وبسط رسول الله صلىاللهعليهوسلم يده فبايعه.
أخبرنا أبو غالب أيضا ، أنا أبو الحسن ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٥) قال : سنة ثمان فيها أسلم عكرمة بن أبي جهل.
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن
__________________
(١) الأصل : قال ، والتصويب عن م.
(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٤٤ ـ ٤٤٥.
(٣) استدركت عن هامش م.
(٤) بياض في م.
(٥) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٩٢.
المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكار ، قال : وحدّثني محمّد بن الضحاك بن عثمان الجزامي ، عن أبيه قال :
لما أسلم عكرمة بن أبي جهل قال : يا رسول الله علّمني خير شيء تعلمه حتى أقوله ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «شهادة أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله» ، فشهد عكرمة بذلك وقال : ما ذا أقول يا رسول الله؟ قال : «تقول : أشهد ، وأشهد من حضرني أنّي مسلم مهاجر مجاهد» ، فقال ذلك عكرمة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا عكرمة لا تسألني اليوم شيئا كنت أعطيه أحدا إلّا أعطيتكه» ، قال عكرمة : فإني أسألك أن تستغفر لي يا رسول الله ، فاستغفر له النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال عكرمة : والله لا أدع نفقة كنت أنفقتها في صدّ عن سبيل الله إلّا أنفقت ضعفها في سبيل الله ، ولا قتالا قاتلته إلّا قاتلت ضعفه ، ثم اجتهد في العبادة حتى قتل زمان (١) عمر بالشام شهيدا [٨٢١٣].
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.
[ح](٢) وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأ أبو الحسين (٣) بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا : أنا أبو أسامة عن الأعمش عن أبي إسحاق قال :
لما أسلم عكرمة بن أبي جهل أتى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ، والله لا أترك مقاما قمته لأصدّ به عن سبيل الله إلّا قمت مثله في سبيله ، ولا أترك نفقة أنفقتها لأصدّ بها عن سبيل الله إلّا أنفقت مثلها في سبيل الله ، فلما كان يوم اليرموك نزل وترجّل يقاتل قتالا شديدا ، فقتل ، فوجدوا به بعضا (٤) وسبعين ما بين ضربة وطعنة ورمية (٥).
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنا علي بن عبد العزيز بن مردك ، أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم ، أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال : وجدت في كتاب أبي بخط في هذه يعني عن الشافعي قال : عكرمة بن أبي جهل بن هشام كان محمود البلاء في الإسلام (٦) ، محمود الإسلام حين دخل فيه (٧).
__________________
(١) بالأصل : ومات ، تصحيف ، والتصويب عن م.
(٢) «ح» حرف التحويل أضيف عن م.
(٣) الأصل : الحسن ، تصحيف ، والتصويب عن م.
(٤) الأصل : بضعة ، والتصويب عن م.
(٥) سير أعلام النبلاء ١ / ٣٢٤ والاستيعاب ٣ / ١٥١ وتاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص ١٠٠.
(٦) إلى هنا في سير أعلام النبلاء ١ / ٣٢٤ وتاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص ١٠٠.
(٧) الخبر في تهذيب الكمال ١٣ / ١٥٤.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا محمّد بن يحيى بن عمر بن علي ، نا علي بن حارث ، نا سفيان ، عن عمرو قال : لما قدم عكرمة بن أبي جهل المدينة اجتمع الناس ، فجعلوا يقولون : هذا ابن أبي جهل ، هذا ابن أبي جهل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تؤذوا الأحياء بسبّ الأموات» [٨٢١٤].
أخبرنا أبو محمّد بن عبد الباقي ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنبأ أبو سهل ، نا داود ، عن هشام بن يحيى المخزومي ، قال : قال شيخ لنا.
لما قدم عكرمة بن أبي جهل المخزومي المدينة جعل الناس يتنادون : هذا ابن أبي جهل ، هذا ابن أبي جهل ، فانطلق هو أولا حتى دخل على أم سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقالت له أم سلمة : ما لك وما شأنك؟ قال : ما شأني؟ ، قال : لا أخرج في طريق ولا في سوق إلّا تنادوا بي : هذا ابن أبي جهل ، هذا ابن أبي جهل ، قال : ودخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم في خلال ذاك ، فذكرت ذلك له أم سلمة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم في مقالته : «ما بال أقوام يؤذون الأحياء بشتم الأموات ، ألا تؤذوا الأحياء بشتم الأموات» [٨٢١٥].
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ المقري ، أنا أبو محمّد المصري ، أنا أبو بكر المالكي ، نا إسحاق (١) بن إسماعيل ، ثنا سليمان بن حرب (٢) ، نا حمّاد بن زيد ، عن أيوب ، عن ابن أبي مليكة قال :
كان عكرمة بن أبي جهل إذا اجتهد في اليمين قال : لا والذي نجّاني يوم بدر (٣).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، أنا أبو الربيع ، نا حمّاد بن زيد ، نا أيوب ، عن ابن أبي مليكة قال :
كان عكرمة بن أبي جهل إذا اجتهد في اليمين قال : والذي نجاني يوم بدر.
قال : وكان يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ويقول : كتاب ربي ، كتاب ربي.
قال البغوي : حدّثت بهذا الحديث عن خالد بن خداش ، عن حمّاد ، عن أيوب ، عن
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وسيرد في الخبر الذي يلي الخبر التالي : إسماعيل بن إسحاق ، راجع ترجمة سليمان بن حرب في تهذيب الكمال ٨ / ٢٥ وذكر فيها من الرواة عنه : إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد القاضي.
(٢) بالأصل : حرث ، والمثبت عن م ، انظر الحاشية السابقة.
(٣) سير أعلام النبلاء ١ / ٣٢٣ وتاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص ٩٩.
ابن أبي مليكة قال : كان عكرمة بن أبي جهل يضع المصحف على وجهه ويقول : كلام ربي عزوجل.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر أحمد بن إسحاق ، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، نا سليمان بن حرب (١) ، نا حمّاد بن زيد ، عن أيوب.
ح وأخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح الجلي المصّيصي ، نا أبو يوسف محمّد بن سفيان بن موسى ، نا سعيد بن زحمة بن نعيم بن زحمة بن نعيم قال : سمعت عبد الله بن المبارك ، عن حمّاد بن زيد ، عن أيوب ، عن ابن أبي مليكة قال :
كان عكرمة بن أبي جهل يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ويبكي ويقول : كتاب ربي ، وكلام ربي.
وفي رواية : كتاب ربي ، كتاب ربي مرتين ، ولم يقل : كلام ربي.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٢) :
ووجه أبو بكر عكرمة بن أبي جهل إلى عمان حين ارتدوا ، فظهر عليهم ثم وجهه أبو بكر إلى اليمن ، وولّى عمان حذيفة العلقاني (٣) ، فلم يزل بها حتى توفي أبو بكر.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا (٤) البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار قال (٥) :
ولما ندب أبو بكر الصديق الناس لغزو الروم وقدم الناس فعسكروا بالجرف (٦) على
__________________
(١) بالأصل : الحارث ، تصحيف ، والمثبت عن م.
(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٢٣ تحت عنوان : تسمية عمال أبي بكر.
(٣) كذا بالأصل وم ، وفي ترجمته في أسد الغابة ١ / ٤٦٧ القلعاني ، وقال ابن الأثير : أخرجه أبو عمر ، وضبطه فيما رأينا من النسخ ، وهو في غاية الصحة بالقاف واللام والعين ، وأنا أشك فيه ، وذكره الطبري فقال : حذيفة بن محصن الغلفاني بالغين المعجمة واللام والفاء.
(٤) في م : أنبأنا ، تصحيف.
(٥) انظر الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٣١١ ، فكثيرا ما كان الزبير يأخذ عن عمه المصعب ، وانظر أسد الغابة ٣ / ٥٦٩.
(٦) الأصل : بالحرب ، والمثبت عن م ، والمصدرين السابقين. ومعجم البلدان وفيه : أنه موضع على ميلين أو ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام.
ميلين من المدينة خرج أبو بكر يطوف في معسكرهم ، ويقوّي الضعيف منهم ، فبصر بخباء عظيم حوله ترابط (١) ثمانية أفراس ورماح وعدّة ظاهرة ، فانتهى إلى الخباء ، فإذا خباء عكرمة ، فسلّم عليه ، وجزاه أبو بكر خيرا ، وعرض عليه المعونة فقال له عكرمة : أنا غنيّ عنها معي ألفا دينار ، فأصرف معونتك إلى غيري ، فدعا له أبو بكر بخير ، ثم استشهد يوم أجنادين ، وأمه : أم مجالد بنت يربوع إحدى نساء بني هلال [بن عامر].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، أنا يعقوب بن سفيان ، نا ابن عثمان ، أنا عبد الله ، أنبأ جعفر بن سليمان.
ح وأخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا ، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا إبراهيم بن محمّد ، نا محمّد بن سفيان ، نا سعيد بن رحمة قال : سمعت ابن المبارك عن جعفر بن سليمان ، عن ثابت البناني.
أن عكرمة بن أبي جهل ترجّل يوم كذا وكذا فقال له خالد بن الوليد : لا تفعل فإن قتلك على المسلمين شديد ، فقال : خلّ عني يا خالد فإنه قد كان لك مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم سابقة ، وإنّي [وأبي](٢) كنا من أشد الناس على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فمشى حتى قتل ـ رحمهالله ـ.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، أنا السّري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، ثنا سيف بن عمر ، عن أبي عثمان الغساني وهو يزيد بن أسيد ، عن أبيه قال (٣) : قال عكرمة بن أبي جهل يومئذ ـ يعني يوم اليرموك ـ قاتلت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في كل موطن ، وأفرّ منكم اليوم ، ثم نادى : من يبايع على الموت ، فبايعه الحارث بن هشام ، وضرار بن الأزور ، في أربع مائة من وجوه المسلمين وفرسانهم ، فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعا جراحة (٤) ، وقتلوا إلّا من برأ (٥) منهم : ضرّار بن الأزور.
قال (٦) : ونا سيف ، عن أبي عثمان ، وخالد قالا : وكان ممن أصيب في الثلاثة آلاف
__________________
(١) الأصل وم : المرابط ، والتصويب عن نسب قريش.
(٢) الزيادة عن م للإيضاح.
(٣) الخبر في تاريخ الطبري ٣ / ٤٠١ حوادث سنة ١٣ (خبر اليرموك) وأسد الغابة ٣ / ٥٦٩.
(٤) في الطبري : جراجا.
(٥) رسمها غير واضح تماما في م وصورتها : «يب» وفوقها ضبة.
(٦) تاريخ الطبري ٣ / ٤٠٢.
الذين أصيبوا يوم اليرموك : عكرمة ، وذكر جماعة.
أخبرنا أبو القاسم أيضا (١) ، أنا أبو علي بن المسلمة ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنبأ أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى العطار (٢) ، أنا إسحاق بن بشر قال : وأخبرني محمّد بن إسحاق ، عن الزهري ـ وأخبرني ابن سمعان أيضا عن الزهري.
أن عكرمة بن أبي جهل كان يومئذ ـ يعني يوم فحل (٣) ـ أعظم الناس بلاء ، وأنه كان يركب الأسنة حتى جرحت صدره ووجهه ، فقيل له : اتّق الله ، وارفق بنفسك ، قال : كنت أجاهد بنفسي عن اللّات والعزّى ، فأبذلها لها ، فأستبقيها الآن عن الله ورسوله؟ لا والله أبدا ، قالوا : فلم يزدد إلّا إقداما حتى قتل يومئذ ـ رحمهالله ـ.
قالوا : قال الزهري :
فوقف عليه خالد بن الوليد فقال : ليت ابن حنتمة ـ يعني عمر ـ نظر إلى ابن عمي وركوبه الأسنة حتى يعلم أنّا إذا لقينا العدو ركبنا الأسنة ركوبا.
قالوا : وقال الزهري :
كان الذي كان بينهما كالمتجانبين حتى أذهب الله ذلك منهم بعد ، رحمة الله عليهما.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي (٤) ، أنبأ أحمد بن إسحاق نا أحمد بن عمران (٥) ، أنا موسى ، نا خليفة (٦) ، حدّثني الوليد بن هشام ، عن أبيه ، عن جده قال : استشهد يوم مرج الصّفّر (٧) عكرمة بن أبي جهل.
ونا بكر بن سليمان ، عن ابن إسحاق قال : واستشهد يوم اليرموك عكرمة بن أبي جهل.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري.
__________________
(١) الخبر رواه ابن الأثير في أسد الغابة ٣ / ٥٦٩ ـ ٥٧٠ من هذا الطريق.
(٢) عن م وأسد الغابة ، وبالأصل : القطان.
(٣) تقدم التعريف بها ، راجع معجم البلدان.
(٤) الأصل : العراقي ، تصحيف ، والتصويب عن م ، والسند معروف.
(٥) بالأصل : «أنبا أحمد بن إسحاق بن عمر» قومنا السند عن م ، وقياسا إلى أسانيد مماثلة.
(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٣٠ و ١٣١.
(٧) مرج الصفر : موضع بين دمشق والجولان صحراء ، كانت بها وقعة مشهورة في أيام بني مروان (معجم البلدان).
قالا : نا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب ، نا إبراهيم بن المنذر ، حدّثني محمّد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب.
وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا إبراهيم بن المنذر ، حدّثني محمّد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب قال : وقتل يوم أجنادين من بني مخزوم : عكرمة بن أبي جهل.
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها ، وابنه أبو الحسن علي ، قالا : أنا أبو الفضل الفرات ، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا ابن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن عائذ ، نا الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : وقتل من المسلمين يوم أجنادين من قريش من بني مخزوم : عكرمة بن أبي جهل.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال : وقتل بها ـ يعني بأجنادين ـ عكرمة بن أبي جهل عن أحمد.
قال : وأنا ابن أبي نصر ، أنبأ أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (١) : وكانت أجنادين في خلافة أبي بكر ، قتل بها من بني مخزوم : عكرمة بن أبي جهل.
قال : ونا أبو زرعة (٢) ، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم ، حدّثني الوليد بن مسلم ، حدّثني ابن الأموي عن أبيه ، قال : وكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى من سنة ثلاث عشرة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري ، أنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ نا عبد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد قال : وفيها يعني سنة ثلاث عشرة أصيب من استشهد من المسلمين بأجنادين ومرج الصّفّر منهم : عكرمة بن أبي جهل.
أخبرنا : أبو محمّد [بن](٣) الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين ، أنا محمّد بن عبد الله بن عتاب ، أنبأ القاسم بن عبد الله بن المغيرة ، نا
__________________
(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢١٦ ـ ٢١٧.
(٢) تاريخ أبي زرعة ١ / ١٧١.
(٣) زيادة عن م.
إسماعيل بن أبي بشر ، نا إسماعيل بن إبراهيم ، عن عمه موسى بن عقبة قال : وقتل يوم أجنادين من المسلمين من قريش ، ثم من بني مخزوم : عكرمة بن أبي جهل.
[أخبرنا (١) أبو البركات بن الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا محمّد بن علي بن يعقوب ، نا محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا الأحوص بن المفضل ، نا أبي ، قال : قال مصعب : قتل عكرمة بن أبي جهل في خلافة أبي بكر ، بأجنادين ، وقاله الواقدي].
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنبأ أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد نا عمي ، نا أبي ، عن ابن (٢) إسحاق قال : وكان فتح دمشق في سنة أربع عشرة في رجب ، فقتل من المسلمين يوم دمشق : عكرمة بن أبي جهل.
قرأت : على أبي محمّد السلمي عن عبد العزيز التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : واستشهد بأجنادين سنة ثلاث عشرة عكرمة بن أبي جهل.
قال : وقال المدائني : وفيها ـ يعني سنة أربع عشرة ـ استشهد عكرمة بن أبي جهل بالشام ، وذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني بذلك.
٤٧٤٣ ـ عكرمة
أبو عبد الله
مولى ابن عباس الهاشمي (٣)(٤)
أصله من البربر.
حدّث عن ابن عباس ، وأبي هريرة ، وابن عمر ، وأبي سعيد الخدري ، وعائشة ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، والحجاج بن عمرو ، ومعاوية بن أبي سفيان ، والحسن بن علي.
__________________
(١) الخبر التالي بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م.
(٢) بالأصل : أبي ، والمثبت عن م.
(٣) كان بالأصل وم : عكرمة الهاشمي أصله من البربر ، عكرمة أبو عبد الله مولى ابن عباس.
صوبنا الاسم والكنية ، عن مصادر ترجمته ، فقدمنا وأخّرنا.
(٤) انظر أخباره في :
تهذيب الكمال ١٣ / ١٦٣ وتهذيب التهذيب ٤ / ١٦٧ حلية الأولياء ٣ / ٣٢٦ تذكرة الحفاظ ١ / ٩٥ ميزان الاعتدال ٣ / ٩٣ الجرح والتعديل ٧ / ٧ العبر ١ / ١٣١ شذرات الذهب ١ / ١٣٠ سير أعلام النبلاء ٥ / ١٢ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠) ص ١٧٤ وانظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
روى عنه أبو الشّعثاء جابر بن زيد ، وعمرو بن دينار ، والشعبي ، وقتادة بن دعامة ، وعاصم الأحول ، ويحيى بن أبي كثير ، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشيّة ، وأبو إسحاق سليمان بن فيروز الشيباني ، وأيوب (١) السختياني ، وخالد الحذاء (٢) ويحيى بن سعيد الأنصاري ـ والعلاء بن عبد الرّحمن ، وأبو الأسود محمّد بن عبد الرّحمن الأسدي ، ومحمّد بن طلحة بن يزيد بن ركانة ، وسلمة بن بخت المدنيون ، وثور بن زيد الدّيلي (٣) ، وداود بن الحصين ، والقاسم بن أبي بزة ، وحميد بن قيس الأعرج ، وعبد الله بن أبي نجيح ، وعبد الله بن كثير المقرئ ، وعبد العزيز بن أبي روّاد المكيون ، وأبو إسحاق الهمداني ، وحمّاد بن أبي سليمان ، وسلمة بن كهيل ، وحبيب بن أبي ثابت ، والأعمش ، والحكم بن عتيبة ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وأبو حصين ، وسماك بن حرب ، وسعيد بن مسروق ، ومغيرة بن مقسم الضّبّي ، وعطاء بن السائب.
وليث بن أبي سليم الكوفيون ، ويونس بن عبيد ، وداود بن أبي هند ، وحميد الطويل ، وعمران بن حدير البصريون ، وصفوان بن عمرو ، وثور بن يزيد الحمصيان ، وخلق كثير.
وقدم عكرمة للشام ، واشتراه خالد بن يزيد بن معاوية بدمشق من علي بن عبد الله بن عباس ثم استقاله ، فأقاله البيع وأعتقه ، وقد كان قدم مع عبد الله بن عباس غازيا بلاد الروم.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني ، أنبأ أبو سعيد عبد الله بن محمّد بن عبد الوهاب الرازي ، نا محمّد بن أيوب بن يحيى بن الضّريس (٤) الرازي ، أنبأ مسلم بن إبراهيم ، أنا هشام ، نا يحيى بن أبي كثير ، عن عكرمة ، عن أبي هريرة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا صلّى أحدكم في الثوب الواحد ، فليخالف من طرفيه على عاتقيه» [٨٢١٦].
أخبرنا أبو الحسن عبيد الله بن محمّد بن أحمد البيهقي ، أنا الشريف أبو بكر محمّد بن عبد الله بن [عمر بن محمّد العمري.
ح وأخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد الله المصري الواعظ ، أنا أبو عبد الله
__________________
(١) بالأصل : «وأبو» تصحيف ، والتصويب عن م وتهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.
(٢) بالأصل : «خالد الحداد يعني ابن سعيد الأنصاري» صوبنا الاسمين عن م وتهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.
(٣) بالأصل وتهذيب الكمال : الديلمي ، والمثبت عن م وسير أعلام النبلاء وتهذيب التهذيب وتاريخ الإسلام.
(٤) تقرأ بالأصل : «من البصريين» تصحيف والصواب ما أثبت عن م. ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٤٩.
محمّد بن](١) عبد العزيز الفقيه.
ح وأخبرنا أبو الفتح محمّد بن الموفق بن مبارك (٢) الوكيل ، وعبد الجبار بن أبي سعيد بن أبي القاسم الطيب ، وأبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي (٣) عثمان الماليني.
قالوا : أخبرتنا أم الفضل بيبي بنت عبد الصمد بن علي بن محمّد الهرثمية (٤) ، قالوا : أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد بن أبي شريح ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا إسحاق بن شاهين ، نا خالد بن عبد الله ، نا خالد ـ يعني الحذاء ـ عن عكرمة ، عن عائشة.
أن النبي صلىاللهعليهوسلم [اعتكف](٥) واعتكف معه بعض نسائه وهي مستحاضة ترى الدم ، فربّما وضعت تحتها [الطّست](٦) من الدم ، وزعم أن عائشة رأت مثل ماء العصفر ، قالت : كأنّ هذا شيء كانت فلانة تجده.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين (٧) ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا أبو عمران موسى بن سهل الوشّاء ، نا يزيد بن هارون ، أنا عبّاد بن منصور ، عن عكرمة ، عن ابن عباس.
عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «خير يوم يحتجم فيه يوم سبع عشرة ، وتسع عشرة ، وإحدى وعشرين وما مررت بملإ من الملائكة ليلة أسري بي إلّا قالوا : عليك بالحجامة يا محمّد» [٨٢١٧].
هذا حديث له علة :
أخبرنا بها أبو البركات الأنماطي ، أنا محمّد بن المظفّر ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي (٨) ، نا محمّد بن موسى ، نا محمّد بن سليمان ، قال : سمعت أحمد بن داود الحراز (٩) يقول : سمعت علي بن المديني يقول : سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول : قلت لعبّاد بن منصور الناجي عن سمعت : «ما مررت بملإ من الملائكة ،
__________________
(١) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل ، وبعده كتب صح ، انظر م.
(٢) مطموس في م.
(٣) «بن أبي» مطموس في م.
(٤) ترجمتها في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٠٣.
(٥) زيادة عن م للإيضاح.
(٦) زيادة عن م للإيضاح.
(٧) أقحم بعدها بالأصل : «أنبا أبو طاهر» قبل : أنا أبو طالب ، قومنا السند وفقا لما ورد في م ، وأسانيد مماثلة.
(٨) الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي ٣ / ١٣٦ ضمن أخبار عباد بن منصور الناجي.
(٩) كذا بالأصل ، وفي م : الحرار ، وفي الضعفاء الكبير : الحداد.
وأن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يكتحل ثلاثا؟ فقال : حدّثني ابن أبي يحيى عن داود حصين عن عكرمة ، عن ابن عباس.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب أخبرنا أحمد بن إبراهيم البسري ، نا ابن عائذ ، قال : قال الوليد : فحدّثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن عكرمة : أنه غزا مع ابن عباس أرض الروم وعلى الناس حبيب بن مسلمة حتى بلغنا مدينة الفتية (١) الذين ذكرهم الله في كتابه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ محمّد بن أحمد بن محمّد اللّخمي ، أنا محمّد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني ، نا محمّد بن أحمد بن عبد الله النقوي ، نا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الدّبري ، أنبأ عبد الرزاق بن همّام ، عن ابن جريج ، أخبرني عتبة بن محمّد بن الحارث.
أنّ عكرمة مولى ابن عبّاس أخبره قال : وفد ابن عباس على معاوية بالشام ، وكانا يسمران حتى شطر الليل أو أكثر ، قال : فشهد ابن عبّاس مع معاوية العشاء ذات (٢) ليلة في المقصورة ، فلما فرغ معاوية ركع ركعة واحدة ، ثم لم يزد عليها ، قال : وأنا أنظر إليه ، قال : فجئت ابن عبّاس فقلت له : ألا أضحكك من معاوية؟ صلى العشاء ثم أوتر بركعة لم يزد عليها ، قال : أصاب أي بني ، ليس أحد منا أعلم من معاوية ، إنّما هي واحدة أو خمس أو سبع أو أكثر من ذلك ، يوتر.
فأخبرت عطاء خبر عتبة هذا فقال : إنما سمعنا أنه قال : قد أصاب ، أو ليس المغرب ـ عطاء القائل ـ ثلاث ركعات.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا لنا : أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله السكري ، نا زكريا المنقري ، نا الأصمعي ، قال : قال يزيد بن زريع : كان عكرمة بربريا وكان لحصين بن أبي الحرّ العنبري فوهبه لابن عباس حين ولي البصرة (٣).
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنبأ نصر بن إبراهيم ، أنبأ سليم بن أيوب ، أنا
__________________
(١) يعني بهم أهل الكهف ، وهم الفتية الذين ذكروا في القرآن الكريم.
(٢) الأصل : كان ، والمثبت عن م.
(٣) سير أعلام النبلاء ٥ / ١٣ وتهذيب الكمال ١٣ / ١٦٣ وتاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ١٧٤.
طاهر بن محمّد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمّد بن إياس ، قال : سمعت أبا عبد الله المقدّمي يقول : عكرمة مولى ابن عباس ، يكنى أبا عبد الله ، كان لحصين بن أبي الحرّ العنبري جد عبيد الله بن الحسن العنبري ، قاضي البصرة ، فوهبه لابن عباس حين حلّ واليا على البصرة لعلي بن أبي طالب.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن ، أنا يوسف بن علي بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم : عكرمة مولى ابن عباس.
قرأت على أبي (١) غالب ، وأبي عبد الله ابني (٢) البنّا ، عن محمّد بن محمّد بن مخلد ، أنا أبو الحسن بن خزفة (٣) ، نا محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا ابن أبي خيثمة ، سمعت أبي يقول : عكرمة مولى ابن عبّاس أبو عبد الله.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن (٤) بن محمّد بن أحمد ، أنا أبو الحسن (٥) اللنباني أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد قال : عكرمة مولى ابن عبّاس ويكنى أبا عبد الله.
قال الواقدي : حدثتني ابنته : أنه توفي سنة خمس ومائة ، وهو ابن ثمانين سنة.
وقال الهيثم : توفي سنة ست ومائة.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ـ إجازة ـ أنبأ سليمان بن أيوب الجلّاب ، نا حارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال (٦) :
في الطبقة الثانية من أهل المدينة : عكرمة مولى عبد الله بن عباس بن عبد المطّلب بن هاشم ، ويكنى أبا عبد الله ، وقد روى عكرمة عن ابن عباس ، وأبي هريرة ، والحسن (٧) بن علي ، وعائشة ، وكان عكرمة كثير الحديث والعلم ، بحرا من البحور ، وليس يحتج بحديثه ، ويتكلم الناس فيه.
__________________
(١) بالأصل : ابن أبي غالب ، تصحيف ، والتصويب عن م ، والسند معروف.
(٢) في م : بن البنا.
(٣) الأصل : حرفه ، وبدون إعجام في م ، كلاهما تصحيف ، والصواب ما أثبت وضبط. والسند معروف.
(٤) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م وتبصير المنتبه ٤ / ١٥٠١.
(٥) بالأصل : أبو الحسين الكتاني ، تصحيف ، والتصويب عن م.
(٦) طبقات ابن سعد ٥ / ٢٨٧ و ٢٩٢ و ٢٩٣.
(٧) في ابن سعد : الحسين بن علي.
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (١) :
عكرمة مولى ابن عبّاس أبو عبد الله الهاشمي ، سمع ابن عباس ، وأبا سعيد ، وعائشة ، روى عنه جابر بن زيد ، وعمرو بن دينار.
قال أبو نعيم : مات سنة سبع ومائة.
وقال ابن عيينة عن عمرو : أعطاني جابر بن زيد صحيفة فيها مسائل ، قال : سل عكرمة فجعلت كأنّي أتباطأ فانتزعها من يدي ، فقال : هذا عكرمة مولى ابن عبّاس هذا أعلم الناس.
وقال عبد الله بن محمّد ، عن ابن عيينة عن عمرو قال : سمعت جابر بن زيد يقول : هذا عكرمة مولى ابن عبّاس ، هذا أعلم الناس.
أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب (٢) شفاها قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٣) : عكرمة مولى ابن عبّاس ، سمع ابن عباس ، وابن عمر ، وأبا سعيد الخدري ، وأبا هريرة ، وعائشة ، روى عنه عمرو بن دينار ، وقتادة وأبو إسحاق ، وأيوب السّختياني ، سمعت أبي يقول ذلك.
وسمعته يقول : روى عن عكرمة من أهل المدينة : يحيى بن سعيد الأنصاري ، والعلاء بن عبد الرّحمن الحرقيّ ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن نوفل أبو الأسود ، وسعيد بن عبد الرّحمن بن حسان بن ثابت ، ومحمّد بن طلحة بن يزيد بن ركانة ، وسلمة بن بخت ، وثور بن زيد الدّيلي ، وداود بن حصين ، والحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس ، ومن أهل مكة : عمرو بن دينار ، وأبو صالح باذان ، والقاسم بن أبي بزّة ، وحميد بن قيس الأعرج ، وابن أبي نجيح ، وعبد الله بن كثير ، وعبد العزيز بن أبي رواد ، ومن أهل اليمن :
__________________
(١) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٤٩.
(٢) كتب فوقها بالأصل : ذكرناه (؟؟).
(٣) الجرح والتعديل ٧ / ٧.
عمرو بن مسلم ، والحكم بن أبان ، وهمّام بن نافع ، وإسحاق بن (١) جابر العدني ، ويعلى بن حكيم ، وكان بصري الأصل ، ووهب بن نافع عمّ عبد الرزاق وسلمة (٢) بن وهرام ، وإسماعيل بن شروس. ومن أهل الكوفة : أبو إسحاق الهمداني ، والشعبي ، وحمّاد بن أبي سليمان ، وسلمة بن كهيل ، وحبيب بن أبي ثابت ، والأعمش ، وإسماعيل بن أبي خالد ، والحكم بن عتيبة ، وأبو الزعراء عمرو [بن عمرو](٣) وميسرة ، وأبو حصين ، وسماك بن حرب ، والسّدّي ، وعلي بن الأقمر ، وسعيد بن مسروق ، ومغيرة بن مقسم ، وحصين بن عبد الرّحمن ، وعطاء بن السائب ، وليث بن أبي سليم ، والحارث بن حصيرة ، والوليد بن العيزار ، وزياد بن فياض ، ويزيد بن أبي زياد ، وعبد الرّحمن بن الأصبهاني ، وأبو إسحاق الشيباني ، وعطية العوفي ، وأشعث بن سوّار ، والعلاء بن المسيّب ، وفضيل بن غزوان ، وهلال بن خباب ، وبدر بن عثمان ، وفطر بن خليفة ، وأبو بكير (٤) ، وعمران بن سليمان ، ومحمّد بن عبد الرّحمن مولى آل طلحة ، وسفيان بن زياد العصفري ، وعصام بن قدامة ، وزيد الحجّام ، ومن أهل البصرة : جابر بن زيد ، وعاصم الأحول ، وأيوب السختياني ، وقتادة ، ويونس بن عبيد ، وداود بن أبي هند ، وخالد الحذاء ، وحميد الطويل ، والزبير بن خرّيت ، وحنظلة السدوسي ، وهشام بن حسان ، وعمرو بن أبي حكيم ، وأبو يزيد المديني ، وسعيد بن عبيد الله (٥) الثقفي ، وأبو مكين (٦) وعمران بن حدير ، ويزيد بن حازم ، وعبد الكريم أبو أمية وشبيب بن بشر ، وأبان بن صمعة ، وأبو الأشهب ، ومطر الوراق ، وفضل (٧) بن ميمون ، وعبّاد بن منصور ، ومهدي الهجري ، وأبو بكر الهذلي ، ومن أهل واسط : أبو بشر جعفر بن أبي وحشية ، وحسين بن قيس هو أبو علي الرحبي ، وهو حنش ، ومن أهل مصر : يزيد بن [أبي](٨) حبيب ، وبشر بن أبي عمرو (٩) ، وجعفر بن ربيعة. ومن
__________________
(١) في تهذيب الكمال : إسحاق بن عبد الله بن جابر العدني.
(٢) الأصل : «بن سلمة» والمثبت عن م والجرح والتعديل وتهذيب الكمال.
(٣) الزيادة عن م والجرح والتعديل وتهذيب الكمال.
(٤) الأصل : أبو بكر ، والمثبت عن م والجرح والتعديل.
(٥) الأصل وم : عبد الله ، والتصويب عن الجرح والتعديل وتهذيب الكمال.
(٦) الأصل : بكير ، والمثبت عن م والجرح والتعديل.
(٧) كذا بالأصل وم وتهذيب الكمال ، وفي الجرح والتعديل : فضيل.
(٨) الزيادة عن م والجرح والتعديل.
(٩) في الجرح والتعديل : «وبشير بن أبي عمر» وفي م وتهذيب الكمال كالأصل.
أهل الشام : صفوان بن عمرو ، وثور بن يزيد (١) ، ومن أهل أيلة : عقيل بن خالد ، ويونس بن يزيد ، ومن أهل الجزيرة : عبد الكريم بن مالك ، وخصيف ، وعلي بن بذيمة ، وعثمان المشاهد ؛ ومن أهل اليمامة : يحيى بن أبي كثير ، وأبو يزيد. ومن أهل خراسان : عطاء الخراساني ، وأبو المنيب العتكي ، وعلباء بن أحمر ، ويزيد النحوي ، والحسين بن واقد ، ونعيم بن ميسرة النحوي ، ومن أهل سجستان : قاضيها عبد الله بن الحسين (٢).
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنبأ عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله قال : نا أبو سعيد بن يونس ، قال :
عكرمة مولى عبد الله بن عباس ، يكنى أبا (٣) عبد الله من سكان المدينة ، وقد كان سكن مكة ، قدم مصر ، ونزول على عبد الرّحمن بن الجساس الغافقي ، وصار إلى إفريقية (٤) ، يروي عن ابن عباس ، وأبي هريرة ، والحسن بن علي ، وعائشة ، روى عنه من أهل مصر : عبد الرّحمن بن الجسّاس ، وخالد بن أبي عمران ، ويزيد بن أبي حبيب ، وقباث بن رزين ، وجعفر بن ربيعة ، والحسن بن ثوبان ، وبكر بن عمرو ، وابن لهيعة ، وغيرهم ، توفي عكرمة بالمدينة سنة خمس ومائة ، وقد بلغت سنة ثمانين سنة ، وبالمغرب إلى وقتنا هذا قوم على مذهب الإباضية يعرفون بالصّفرية يزعمون أنهم أخذوا مذهبهم عن عكرمة مولى ابن عبّاس.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنبأ عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري ، قال :
عكرمة ، أبو عبد الله مولى عبد الله بن العباس الهاشمي المدني ، سمع ابن عباس ، وأبا سعيد ، وأبا هريرة ، وعبد الله بن عمرو ، وعائشة ، وابن عمر ، روى عنه عمرو بن دينار ، والشعبي ، وقتادة ، وعاصم الأحول ، ويحيى بن أبي كثير ، وأبو بشر ، وأبو إسحاق الشيباني ، وأبو الأسود ، وأيوب ، وخالد الحذاء ، وهشام بن حسان ، وحصين بن عبد الرّحمن في العلم ، وغير موضع.
قال البخاري : قال أبو نعيم : مات سنة تسع ومائة.
__________________
(١) بعدها بياض في الجرح والتعديل ، والكلام بالأصل وم متصل.
(٢) في م : الحسن ، تصحيف ، والمثبت يوافق الجرح والتعديل ، وتهذيب الكمال ؛ وهو أبو حريز عبد الله بن الحسين الأزدي البصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٠ / ٨٧ طبعة دار الفكر.
(٣) الأصل : أبي ، والمثبت عن م.
(٤) إلى هنا في تهذيب الكمال ١٣ / ١٦٧ وسير أعلام النبلاء ٥ / ١٥.
وقال ابن أبي شيبة مثله.
وقال الذهلي : وفيما كتب إليّ أبو نعيم : مثله.
وقال البخاري : قال علي بن المديني : مات بالمدينة سنة أربع ومائة ، وقال عمرو بن علي : مات سنة خمس ومائة ، وقال الواقدي : حدثتني ابنته أم داود : أنه توفي سنة خمس ومائة ، وهو ابن ثمانين سنة.
وقال ابن سعد : قال الهيثم : توفي سنة ست ومائة.
وقال ابن نمير : سنة خمس ومائة (١).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجاج يقول :
أبو عبد الله عكرمة مولى ابن عبّاس سمع ابن عباس ، وأبا هريرة ، روى عنه قتادة ، وأيوب ، وداود بن أبي هند.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الله عكرمة مولى ابن عبّاس.
قرأنا على أبي الفضل أيضا ، عن محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر ، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف ، نا أبو بكر بن المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، قال (٢) : أبو عبد الله عكرمة مولى ابن عبّاس.
أنبأنا أبو جعفر الهمداني ، أنبأ أبو بكر الصفار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد قال :
أبو عبد الله عكرمة مولى ابن عبّاس القرشي أصله بربري من أهل المغرب ، سمع ابن عباس ، وأبا سعيد الخدري وعائشة أم المؤمنين ، روى عنه جابر بن زيد الجرمي ، والشعبي ، ومحمّد بن مسلم الزهري ، احتج بحديثه عامة الأئمة القدماء ، لكن بعض المتأخرين أخرج حديثه من خبر الصحاح.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن
__________________
(١) انظر سير أعلام النبلاء ٥ / ٣٤ وتهذيب الكمال ١٣ / ١٨٠ و ١٨١.
(٢) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٥٨.