تاريخ مدينة دمشق - ج ٤١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٤٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أي عيش يلذ بعدك للنفس

أطار السهاد نومي فطارا

حسن الوجه [والخلائق](١) والخلق

مع الاسم كان ذاك اقتدارا

في دمشق بعضي وبعضي .... (٢)

بنوا فوقه من الترب دارا

في فؤادي عليه لذع مقيم

كلما شقه (٣) التّذكّر فارا

يا بعيد المزار ليت (٤) خيالا (٥)

منك في النوم لو ألم فرارا

إن تكن ذقت مرّة غصّة الموت

فقد ذقتها عليك مرارا

جعل الله ظلمة القبر نورا

لك والجنة الفسيحة دارا

توفي أبو الحسن العثماني لأربع بقين من شوال سنة تسع وخمسين وأربعمائة على ما ذكره أخوه.

٤٨٩٩ ـ علي بن الخضر بن سليمان بن سعيد

أبو الحسن السّلمي الصّوفي الورّاق (٦)

سمع الكثير (٧) ، وجمع ما لو لم يجمعه كان خيرا له.

روى عن عبد الرّحمن بن عمر بن نصر ، وتمام بن محمّد ، وأبي (٨) محمّد بن أبي نصر ، وأبي عبد الله الحسين بن عبد الله بن أبي كامل ، وصدقة بن محمّد بن أحمد بن الدّلم القرشي ، وعبد الوهاب الميداني ، وأبي المقدام عبد الواحد بن محمّد المعيوفي ، وأبي الحسين عبد الله بن أحمد بن عمرو بن معاذ الدّاراني ، وأبي نصر بن الجبّان ، والقاضي أبي محمّد عبد الوهاب بن علي بن نصر المالكي ، وصدقة بن المظفّر الأنصاري ، وعبد القاهر بن عبد العزيز الصائغ ، وعبد الواحد بن أحمد بن مشاش (٩) ، وأبي العبّاس أحمد بن علي بن أحمد بن البصري ، وأبي القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين بن الشام ، وأبي الحسن بن جهضم ، وأبي الحسن أحمد بن محمّد بن سلامة ، وعبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي العقب ، وعبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر ، وأبي بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطان ، وأبي الحسن عبيد الله بن

__________________

(١) زيادة عن م.

(٢) كلمة غير مقروءة بالأصل وم.

(٣) في م : شفه.

(٤) في م : لست.

(٥) الأصل : حالا ، والمثبت عن م.

(٦) ترجمته في ميزان الاعتدال ٣ / ١٢٦.

(٧ و ٨) ما بين الرقمين بياض مكانه في م ، واستدرك على هامشها وكتب بعد العبارة : صح.

(٩) في م : مشماش.

٤٦١

أحمد بن الحسن المقرئ الورّاق ، ومحمّد بن الحسن بن محمّد بن درستويه ، وأبي الحسن بن السمسار ، وأبي القاسم بن الطّبيز وغيرهم.

روى عنه : علي بن أحمد بن زهير المالكي ، وأبو عبد الرّحمن وجلان بن جعفر بن الحسن البرباى (١) المعري ، وأبو الحسن بن طاهر النحوي ، وأبو المعالي الشرف بن مرجا بن إبراهيم المقدسي ، وأبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع بن أبي الهول ، وسهل بن بشر ، وابنه أبو عبد الله محمّد بن علي بن الخضر السّلمي ، وأبو يعلى حمزة بن هبة الله بن سلامة بن أحمد القرشي ، وأبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني ، وأبو البركات المؤمّل بن أحمد بن المؤمّل المصّيصي ، وأبو محمّد عبد الله بن عبد الرزاق بن عبد الله بن الفضيل ، وعبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر.

وسمع منه شيخنا أبو الحسن بن قبيس ، ولم يقع إلينا من حديثه عنه شيء إلّا بعد موت ابن قبيس.

وكان جدي أبو المفضّل يذكر أنه سمع منه ، ولم يجر سماعه منه.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر (٢) الكلابي ، نا أبو الحسن علي بن الخضر بن سليمان بن سعيد السلمي ، أنا الشيخ أبو نصر حديد بن جعفر بن محمّد الأنباري ، نا خيثمة بن سليمان ، نا هلال بن العلاء نا سعيد بن عبد الملك ، نا محمّد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم ، عن زيد ، عن عمرو بن مرّة ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود قال :

قيل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين نزلت هذه الآية : (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ)(٣) ، قال : «إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح» ، قالوا : فهل لذلك من آية يعرف بها؟ قال : «الإنابة إلى دار الخلود ، والتنحّي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت» [٨٣٣٢].

أخبرنا أبو الحسن الشافعي ، أنا أبو العبّاس بن قبيس ، وأبو القاسم بن أبي العلاء.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو القاسم بن [أبي](٤) العلاء.

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل وم.

(٢) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن م والمشيخة ١٢٩ / أ.

(٣) سورة الأنعام ، الآية : ١٢٥.

(٤) سقطت من الأصل وم.

٤٦٢

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، فذكره بإسناده إلّا أنه قال : للموت قبل لقى الموت.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن طاهر النحوي ، أخبرني أبو الحسن علي بن الخضر السّلمي الشيخ الصّالح.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني قال :

توفي أبو الحسن علي بن الخضر بن سليمان المعروف بالصّوفي في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، حدّث عن تمام بن محمّد ، وعبد الرّحمن بن عثمان ابن أبي نصر ، وعبد الرّحمن بن عمر بن نصر ، وصنّف كتبا (١) كثيرة ، لم يكن هذا الشأن من صنعته ، وخلط تخليطا عظيما ، كان يروي أشياء ليست له سماع ولا إجازة ، عفا الله عنّا وعنه (٢).

أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن بن أحمد الكلابي ، حدّثني أخي أبو الحسن علي بن الخضر بن الحسن العثماني قال : علي بن الخضر بن سليمان الصّوفي السلمي ، توفي ليلة الجمعة الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين ، تكلموا عليه ، وكان غثّ الحديث.

٤٩٠٠ ـ علي بن الخضر بن عبدان بن أحمد

ابن عبدان بن أحمد بن زياد بن ورد أزاد

ابن عبد بن شبّة بن أحمد بن عبد الله المعدل

حدّث عن أبي محمّد بن أبي نصر ، وأبي نصر منصور بن رامش.

روى عنه : عمر بن عبد الكريم الدّهستاني ، وطاهر الخشوعي ، وأبو محمّد بن الأكفاني ، وحدّثنا عنه أبو الحسن السّلمي الفقيه.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه ، أنا أبو الحسن علي بن الخضر بن عبدان بن أحمد بن عبدان الصّفّار الشاهد ، وأبو القاسم غنائم بن أحمد بن عبيد الله الخياط ، وأبو نصر الحسين بن محمّد بن أحمد بن طلّاب ـ قراءة عليهم ـ وعبد العزيز بن أحمد ، وعلي بن محمد ـ لفظا ـ قالوا : أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت ، نا يحيى بن أبي طالب ، نا زيد بن الحباب ، نا حسين بن واقد ، عن

__________________

(١) في م : كتابا.

(٢) ميزان الاعتدال ٣ / ١٢٦.

٤٦٣

عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال :

لما كان يوم خيبر أخذ أبو بكر اللواء ، فلما كان من الغد أخذه عمر ـ وقيل محمود بن مسلمة ـ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لأدفعنّ لوائي إلى رجل لم يرجع حتى يفتح عليه» ، فصلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاة الغداة ، ثم دعا بالدعاء (١) ، فدعا عليا ، وهو يشتكي عينيه ، فمسحهما ثم دفع إليه اللواء ، فافتتح.

قال : فسمعت عبد الله بن بريدة يقول : حدّثني أبي : أنه كان صاحب مرحب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قال : سنة سبعين وأربعمائة فيها توفي أبو الحسن علي بن الخضر بن عبدان بن أحمد بن عبدان ، حدّث عن أبي محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر ، وأبي نصر منصور بن رامش النيسابوري ، قدم دمشق ـ زاد غيره : ليلة الخميس ـ ودفن الغد الثاني من جمادى الأولى ، ودفن بباب الصغير.

٤٩٠١ ـ علي بن الخضر بن محمّد بن سعيد

أبو الحسن الحلبي المؤدّب

إمام مسجد سوق الخشابين بدمشق.

حدّث عن أبي الحسن علي بن إبراهيم المعروف بابن النجاد (٢) الحلبي ، والقاضي أبي الطاهر محمّد بن أحمد الذّهلي ، وأبي محمّد الحسن بن رشيق العسكري ، وأبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد النحاس المعروف بابن الخبّازة بمصر ، وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن سليمان الطّبراني ، وأبي الحسن علي بن جعفر المطرّز ، وأبي الحسن علي بن الحسن البغدادي.

روى عنه : أبو الحسن علي بن محمّد الحنّائي (٣) ، وعلي بن الخضر السلمي ، وعبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز ، أنا أبو الحسن علي بن الخضر الحلبي المؤدب قراءة عليه ، نا أبو الحسن علي بن إبراهيم المعروف بابن النّجّاد بحلب ـ إملاء ـ نا حامد بن شعيب ، نا عبيد الله بن عمر القواريري ، نا يزيد بن زريع ، نا محمّد بن إسحاق بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر : «فدعا باللواء» وهو أشبه.

(٢) تقرأ في م : النجار.

(٣) بالأصل : الخشابي ، تصحيف ، والمثبت عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٦٥.

٤٦٤

يسار ، حدّثني عبد الواحد بن حمزة ، عن عبّاد بن عبد الله بن الزبير ، عن عائشة قالت :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «اللهمّ حاسبني حسابا يسيرا» ، قالت : قلت : يا رسول الله فما الحساب اليسير؟ قال : «أن ينظر في كتابه أنه من نوقش الحساب ـ يا عائشة ـ هلك ، وكلّما يصيب المؤمن يكفّر به من سيئاته ، حتى الشوكة تشوكه» [٨٣٣٣].

قال : وأنا أبو الحسن علي بن الخضر بن محمّد المؤدب ، نا القاضي أبو طاهر محمّد بن أحمد ، نا أحمد بن محمّد بن السّلم ، نا محمّد بن عبّاد ، نا يزيد بن هارون ، عن الجريري قال :

كنت أطوف مع أبي الطفيل فقال : ما بقي أحد رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غيري ، قلت : رأيته؟ قال : نعم ، قلت : وكيف صفته؟ قال : أبيض ، مليحا ، مقصّدا (١).

قال القاضي : عاش أبو الطفيل بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثمانيا وتسعين سنة ، وتوفي سنة ثمان ومائة بعد مولد سفيان بن عيينة بسنة.

٤٩٠٢ ـ علي بن خليد

أبو الحسن [الدمشقي](٢)(٣)

حدّث ببغداد عن أحمد بن مسكين أبي الحسن ، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي ، وبشر بن الحارث الحافي.

روى عنه : العبّاس بن يوسف الشّكلي ، ومحمّد بن مخلد العطار ، وأبو أحمد محمّد بن عبيد الله بن زياد المعروف بابن زبور (٤) البغداديون.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو عمر الحسن بن عثمان [بن](٥) الفلو الحافظ الواعظ ، نا أحمد بن جعفر بن حمدان ، نا العبّاس ـ هو ابن يوسف الشكلي ـ ، حدّثني علي بن خليد الدمشقي ، حدّثني أحمد بن مسكين قال :

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر : مقصرا. تصحيف.

وفي تاج العروس بتحقيقنا : قصد : وذكر حديث الجريري ، وقال : أراد بالمقصّد أنه كان ربعة ، وقال الليث :

المقصّد من الرجال : الذي ليس بجسيم ولا قصير. وانظر النهاية لابن الأثير : قصد.

(٢) زيادة عن المختصر وتاريخ بغداد.

(٣) ترجمته في تاريخ بغداد ١١ / ٤٢٣.

(٤) في تاريخ بغداد : «ابن زبورا» وفي م كالأصل.

(٥) زيادة عن م.

٤٦٥

خرجت في طلب بشر بن الحارث من باب حرب ، فإذا به جالس وحده ، فأقبلت نحوه ، فلما رآني مقبلا خطّ بيده على الجدار وولّى ، فأتيت موضعه ، فإذا هو قد خطّ بيده :

الحمد لله لا شريك له

في صبحه دائما وفي غلسه

لم يبق لي مؤنس فيؤنسني

إلّا أنيس أخاف من أنسه

فاعتزل الناس يا أخيّ ولا

تركن إلى من تخاف من دنسه

أنبأنا أبو محمّد بن صابر ، أنا علي بن الحسن بن أبي الحزوّر ، أنا أبو الحسن بن السّمسار ، أنا أبو يعلى عبد العزيز بن عبد القريب الحرّاني ، حدّثني ابن عمي إسحاق بن عبد الخالق الحرّاني ، حدّثني العباس بن يوسف ، حدّثني علي بن خالد الدمشقي ، نا عباس العنبري قال : سمعت بشر بن الحارث يقول :

أقسم بالله لرضخ النّوى

وشرب ماء القلب (١) المالحة

أعزّ للإنسان من حرصه

ومن سؤال الأوجه الكالحة

فاستغن بالناس (٢) تكن ذا غنّى

مغتبطا بالصفقة الرابحة

اليأس عزّ والتّقى سؤدد

ورغبة النفس لها فاضحة

من كانت الدنيا به برّة

فإنّها يوما له ذابحة

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، قالا : أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب ، قال (٣) :

علي بن خليد أبو الحسن الدمشقي حدّث ببغداد عن عبد الله بن خبيق الأنطاكي ، وأبي الحسن أحمد بن مسكين ، روى عنه عبّاس بن يوسف الشّكلي ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، ومحمّد بن عبيد الله بن زبورا ـ زاد هبة الله : البغدادي ـ.

__________________

(١) القلب بضم الأول والثاني جمع الكثير لقليب ، وهو البئر ما كانت ، وهي البئر قبل أن تطوى ، يعني قبل أن تبنى بالحجارة ونحوها (انظر تاج العروس بتحقيقنا : قلب).

(٢) تقرأ بالأصل : «بالناس» ، وتقرأ : «بالياس» وفي م : «بالياس» وفي المختصر : بالله.

(٣) تاريخ بغداد ١١ / ٤٢٣.

٤٦٦

حرف الدّال

[في آباء من اسمه علي](١)

٤٩٠٣ ـ علي بن داود بن أحمد

أبو الحسن الورثاني (٢) الأذربيجاني المعلّم

سكن المزّة (٣).

وحدّث عن ابن أبي الدنيا ، وأبي جعفر محمّد بن الأزهر الكاتب ، وعبد الله بن حاضر الرازي ، ومحمّد بن إسرائيل الجوهري ، ومحمّد بن غالب تمتام (٤) ، وأحمد بن محمّد بن غالب غلام خليل ، وحامد بن سهل الثّغري ، وأحمد بن محمّد بن الحسن بن السكن العامري ، وأحمد بن نصر الترمذي ، وأبي العبّاس الثقفي السراج.

كتب عنه : أبو الحسين الرازي ، وأبو الفرج عمران بن الحسن بن يوسف الخفّاف ، وأبو الفتح المظفّر بن أحمد بن إبراهيم بن برهان المقرئ ، وأبو هاشم المؤدب ، وأبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر الشيباني ، وأبو الفتح عبد المنعم بن الخضر بن العبّاس الغسّاني.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، نا نصر بن إبراهيم ـ إملاء ـ نا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمّد الواسطي ، نا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي ، حدّثني أبي ، نا علي بن داود الورثاني ، نا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن عبيد بن

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) هذه النسبة إلى ورثان ـ بالفتح ثم السكون ـ والسلفي يحرك الراء : بلد هو آخر حدود أذربيجان بينه وبين وادي الرس فرسخان. (معجم البلدان : ورثان ، وانظر الأنساب : الورثاني).

(٣) المزة : قرية كبيرة غناء في وسط بساتين دمشق ، بينها وبين دمشق نصف فرسخ (معجم البلدان).

(٤) الأصل : تمام ، والمثبت عن م ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٣٩٠.

٤٦٧

أبي الدنيا ، نا القاسم بن هاشم ، نا عتبة بن السكن الفزاري ، نا الأوزاعي ، أخبرني ربيعة بن يزيد ، أخبرني أبو إدريس الخولاني ، نا أبو ذرّ.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «معلّم الخير ، والعامل به شريكان ، يصلي عليهما كلّ شيء ، حتى الدوابّ في الأرض ، وطير السماء ، ونون (١) البحر» [٨٣٣٤].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا جدي أبو محمّد ، نا أبو علي الأهوازي ، أنا عمران بن الحسن ، نا علي بن داود بن أحمد ، نا الحسن بن سلام السواق ، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ ، نا سعيد بن أبي أيوب ، حدّثني محمّد بن عجلان ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «من أتت عليه ستون سنة فقد أعذر الله إليه في العمر» [٨٣٣٥].

قرأت بخط أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد.

وأخبرنا أبو القاسم بن عبدان عنه ، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر بن محمّد البزاز ـ قراءة عليه في داره ـ نا علي بن داود بن أحمد الورثاني ـ بالنّيرب (٢) ـ في شوّال سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ، نا حامد بن سهل ، نا قرّة بن حبيب ، نا شعبة ، عن فرات (٣) القزاز ، عن أبي الطّفيل ، عن علي قال : خير بئر : بئر زمزم ، وشرّ بئر : بئر بحضر موت برهوت ، فيها أرواح الكفّار.

أخبرنا أبو (٤) القاسم بن السّوسي ، أنا أبو محمّد جدي ، نا أبو علي الأهوازي ، أنا عمران بن الحسين بن يوسف ، نا علي (٥) بن داود بن أحمد ، نا أبو الحسن القرشي ، أنشدني عبد الله بن محمّد الخراساني :

أتعمى عن الدّنيا وأنت بصير

وتجهل ما فيها وأنت خبير

وتصبح تبنيها كأنّك خالد

وأنت غدا عما بنيت تسير

فلو كان ينهاك الذي أنت عارف

لقد كان فيما قد بلوت نذير

فدونك فاصنع كلّما أنت صانع

فإنّ بيوت المترفين (٦) قبور

__________________

(١) يعني به : الحوت.

(٢) النيرب : بالفتح ثم السكون وفتح الراء : قرية مشهورة بدمشق على نصف فرسخ (معجم البلدان).

(٣) بالأصل : «قراه» وفي م : «فرانا» كلاهما تصحيف ، والصواب ما أثبت فقد ذكره المزي في مشايخ شعبة بن الحجاج ، تهذيب الكمال ٨ / ٣٤٧.

(٤) ما بين الرقمين سقط من م.

(٥) ما بين الرقمين سقط من م.

(٦) الأصل : المتوفين ، والمثبت عن م والمختصر.

٤٦٨

قرأت بخط نجا بن أحمد ، وذكر أنه وجد ذلك بخط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق :

أبو الحسن علي بن داود بن أحمد الورثاني ، من أهل أذربيجان ، سكن في قرية من قرى دمشق ، يقال لها المزّة (١) ، وكان يعلّم بها.

٤٩٠٤ ـ علي بن داود بن عبد الله

أبو (٢) الحسن الدّاراني المقرئ القطان (٣)

إمام جامع دمشق.

قرأ على أبي الحسن محمّد بن النّضر بن الحرّ (٤) بن الأخرم ، وأبي بكر أحمد بن عثمان غلام السّبّاك (٥) ، وأبي سهل صالح بن إدريس ، وأبي الأسود محمّد بن بيهس.

وروى عن الحسن بن حبيب ، وخيثمة بن سليمان ، وأبي الفضل محمّد بن جعفر بن محمّد الجرجاني ، وأبي الميمون بن راشد ، وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي ، وأبي القاسم بن أبي العقب ، وأبي الحسن بن حذلم.

قرأ عليه : أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي ، ورشأ بن نظيف ، وأبو العباس أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة الأصبهاني ورويا عنه.

وروى عنه أيضا : عبد الرّحمن بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن سعيد البخاري.

أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلّم بن قيراط ، أنا رشأ بن نظيف قال :

أمّا قراءة ابن عامر فإنّي قرأت بها على جماعة قرءوها على أصحاب الأخفش راويها عن ابن ذكوان ، والذي أورده في هذا الخلف ما قرأت به القرآن من أوله إلى خاتمته على شيخنا أبي الحسن علي بن داود بن عبد الله المقرئ المعروف بالدّاراني ، رحمه‌الله ، ولم ألق فيها

__________________

(١) الأصل وم : المرة بالراء المهملة ، تصحيف ، تقدم التعريف بها.

(٢) في م : «ابن» تصحيف.

(٣) ترجمته في تبيين كذب المفتري ص ٢١٤ ، وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٦٢ ومعرفة القراء الكبار ١ / ٣٦٦ رقم ٢٩٥ وغاية النهاية ١ / ٥٤١ وشذرات الذهب ٣ / ١٦٤.

(٤) رسمها مضطرب بالأصل ، وفي م : أبجر ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٦٤ ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٩٠ رقم ٢٠٦.

(٥) تقرأ بالأصل : «السباط» وفي م : «السساط» كلاهما تحريف ، ترجمته في معرفة القراء الكبار ١ / ٣١١ وتاريخ بغداد ٤ / ٢٩٩.

٤٦٩

مثله إتقانا وحذقا ، وأخبرني أنه قرأ بها كذلك على أبي الحسن محمّد بن النضر بن الحرّ ، ويعرف بابن الأخرم ، وأنه أخبره أنه قرأ بها على أبي عبد الله هارون بن موسى بن شريك الأخفش الدمشقي ، وقرأ على أبي عمرو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي ، وقرأ على أبي سليمان أيوب بن تميم التميمي ، وقرأ على أبي عمر يحيى بن الحارث الذّماري ، وقرأ على عبد الله بن عامر اليحصبي ، وقرأ على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي ، وقرأ على عثمان بن عفّان الأموي ، وقرأ عثمان على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ذكر عبد المنعم بن علي بن النحوي قال (١) :

خرج القاضي أبو محمّد بن أبي الجنّ العلوي وجماعة من الشيوخ إلى داريّا ، فأخذوا ابن داود الإمام ليصلّي في الجامع (٢) في يوم الخميس لأربع بقين من شوال سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة ، وجاءوا به ونصبوه في المحراب في هذا اليوم ، بعد أن منعهم أهل داريّا من ذلك ، وجرى بينهم كلام فيه جفاء.

ومات يوم الثلاثاء لسبع خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة ، وصلّي عليه في الجامع ، وكان له مشهد حسن ، ودفن في مقابر باب الصّغير.

فسمعت أبا محمّد بن الأكفاني يحكي من حفظه عن بعض مشايخه الذين أدركوا ذلك.

أن أبا الحسن بن داود كان يؤم أهل داريا فمات إمام جامع دمشق ، فخرج أهل دمشق إلى داريّا ليأتوا به للصّلاة بالناس في جامع دمشق ، وكان فيمن خرج معهم القاضي أبو عبد الله بن النّصيبي (٣) الحسيني وجلة شيوخ البلد ، كأبي محمّد بن أبي نصر ، وقال : يا أهل داريا أما ترضون أن يسمع (٤) في البلاد أنّ أهل دمشق احتاجوا إلى إمام أهل داريا يصلّي بهم؟ فقالوا : إنّا رضينا وألقوا السلاح ، فقدّمت له بغلة القاضي ليركبها ، فلم يفعل ، وركب حمارة كنت له ، فلما ركب التفت إلى ابن النّصيبي فقال : أيها القاضي الشريف مثلي يصلح أن يكون إمام الجامع ، وأنا علي بن داود كان أبي نصرانيا فأسلم ، وليس لي جد في الإسلام؟ فقال له القاضي : قد رضي بك المسلمون.

__________________

(١) الخبر من طريقه في معرفة القراء الكبار ١ / ٣٦٦.

(٢) يعني في الجامع الأموي بدمشق ، كما يفهم من عبارة الذهبي.

(٣) رسمها غير واضح بالأصل وم ، والمثبت عن المختصر.

(٤) تقرأ بالأصل : «يشيع» والمثبت عن م والمختصر ومعرفة القراء الكبار.

٤٧٠

فدخل (١) معهم ، وسكن في أحد بيوت المنارة الشرقية ، وكان يصلّي بالناس ويقرئهم (٢) في شرقي الرواق الأوسط من الجامع ، ولا يأخذ على صلاته أجرا ، ولا يقبل ممن يقرأ عليه برا ، ويقتات من غلة أرض له بداريا ، ويحمل من الحنطة ما يكفيه من الجمعة إلى الجمعة ، ويخرج بنفسه إلى طاحونة كسملين خارج باب السلامة ، فيطحنه ويعجنه ويخبزه ويقتاته طول الأسبوع ، أو كما قال.

وسمعت غير أبي محمّد بن الأكفاني يذكر.

أنه كان يقرأ عليه رجل مبخّل ، له أولاد ، كانوا يشتهون عليه القطائف مدة وهو يمطلهم ، فألقى في روع أبي الحسن بن داود أمرهم ، فسأله أن يتخذ له قطائف فبادر الرجل إلى ذلك ، لأن أبا الحسن لم يكن له عادة بطلب شيء ممن يقرأ عليه ، ولا بقبوله ، واشترى سكرا ولوزا واتّخذها في إناء واسع ، ثم أكل منها ، فوجد لوزها مرا ، فمنعه بخله من عمل غيرها ، وحملها إلى ابن داود متغافلا ، فأكل منها واحدة ثم قال له : احملها إلى صبيانك ، فجاء بها إلى بيته ، فوجدها حلوة ، فأطعمها أولاده ، أو كما قال.

سمعت أبا الحسن علي بن المسلّم الفقيه يحكي عن بعض شيوخه.

أن أبا الحسن بن داود لما كان يصلّي في جامع دمشق تكلّم فيه بعض الحشوية ، فكتب إلى القاضي أبي بكر محمّد بن الطّيّب ابن الباقلاني إلى بغداد ، يعرفه ذلك ، ويسأله أن يرسل إلى دمشق من أصحابه من يوضح لهم الحق بالحجة ، فبعث القاضي تلميذه أبا عبد الله الحسين بن حاتم الأذري فعقد مجلس التذكير في جامع دمشق في حلقة أبي الحسن بن داود ، وذكر التوحيد ونزّه المعبود ، ونفى عليه التشبيه والتحديد ، فخرج أهل دمشق من مجلسه وهم يقولون : أحد أحد. هذا معنى ما ذكره لي ، وأقام أبو عبد الله الأزدي (٣) بدمشق مدة ثم توجه إلى المغرب ، فنشر (٤) العلم بتلك الناحية واستوطن القيروان إلى أن مات بها ، رحمه‌الله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني قال :

__________________

(١) كذا بالأصل وم ومعرفة القراء الكبار ، وفي المختصر : ورحل معهم.

(٢) بالأصل وم والمختصر : ويفرقهم ، ولعل الصواب ما أثبت ، فالعبارة في معرفة القراء الكبار : وكان يقرئ بشرقي الرواق الأوسط.

(٣) كذا بالأصل هنا ، وفي م : الأذري.

(٤) في م : «فنثر».

٤٧١

وسمعت جماعة من شيوخنا يقولون : توفي أبو الحسن علي بن داود المقرئ الدّاراني يوم الأربعاء بعد العصر لست خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة.

قرأ على ابن الأخرم وانتهت الرئاسة إليه في قراءة الشاميين ، حدّث عن الحسن بن حبيب ، وخيثمة بن سليمان وغيرهما ، لم أسمع منه ، وحضرت جنازته ، وكان ثقة ، مأمونا ، مضى على سداد وأمر جميل ، وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري (١) ـ رحمه‌الله ـ وكان يصلي بالناس في جامع دمشق.

وقرأت بخط عبد المنعم بن علي.

أنه مات يوم الثلاثاء لسبع خلون من جمادى الأولى ، وكان له مشهد حسن ، ودفن في مقابر باب الصغير.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قال :

علي بن داود بن عبد الله المقرئ إمام المسجد الجامع بدمشق ، وإليه انتهت الرئاسة في القراءة بدمشق ، توفي لست خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعمائة ، روى عن خيثمة بن سليمان ، والحسن بن حبيب وغيرهما.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ.

أن ابن داود توفي ليلة الثلاثاء من جمادى الأولى ، وصلّي عليه في المصلّى ، وصلّى عليه خلق عظيم ، وحضر جنازته القاضي الشريف أبو عبد الله النّصيبي وأولاده ، وأبو الحسين بن الزيدي ، وأشراف البلد والشيوخ ، ودفن عند قبر أبي الدّرداء.

وذكر أبو علي الأهوازي : أنه مات ليلة الأربعاء ، ودفن يوم الأربعاء بعد العصر في باب الصغير (٢).

٤٩٠٥ ـ علي بن داود (٣)

حدّث عن محمّد بن زياد الميموني الجندي (٤).

__________________

(١) معرفة القراء الكبار ١ / ٣٦٧.

(٢) قال الجزري في غاية النهاية ١ / ٥٤٢ أنه مات وهو في عشر التسعين.

وانظر معرفة القراء الكبار للذهبي ١ / ٣٦٧.

(٣) ترجمته في ميزان الاعتدال ٣ / ١٢٦.

(٤) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل وم وتقرأ : «الجزري» ولعل الصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٢٨٢ والميموني نسبة إلى ميمون ، سمي بالميموني لأنه صاحب ميمون بن مهران والراوي عنه.

٤٧٢

روى عنه جعفر بن أبي عثمان الطيالسي.

أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن شيبان بن محمّد المرتب الدمشقي ، وأبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمّد بن يوسف ، قالا : أنا أبو نصر محمّد بن محمّد بن علي الزينبي ، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف الوراق ، أنا أبو بكر محمّد بن السّري بن عثمان التمار ، نا جعفر الطّيالسي ، نا علي بن داود الدّمشقي ، عن محمّد بن زياد ، عن ميمون (١) ، عن المسيّب بن عبد الرّحمن ، عن حذيفة بن اليمان قال :

صلى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاة الفجر ، فلما انفتل من صلاته قال : «أين الصّديق أبو بكر؟» ، فلم يجبه أحد ، فقام قائما على قدميه فقال : «أين الصّدّيق أبو بكر؟» فأجابه من آخر الصّفوف : يا لبّيك ، يا لبّيك يا رسول الله ، قال : «أفرجوا لأبي بكر الصّدّيق ، ادن مني يا أبا بكر» ، فدنا أبو بكر من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «يا أبا بكر لحقت معي الركعة الأولى؟» قال : يا رسول الله كنت معك في الصّف الأول ، فكبّرت وكبّرت ، واستفتحت الحمد وقرأتها ، فوسوس إليّ شيء من الطهور ، فجزت إلى باب المسجد ، فإذا أنا بهاتف يهتف ويقول : وراءك ، فالتفتّ فإذا بغرس (٢) من ذهب مملوء ماء أبيض من اللبن ، وأعذب من الشهد ، وألين من الزبد ، عليه منديل أحضر مكتوب عليه : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله ، الصّدّيق أبو بكر ، فأخذت المنديل ، فوضعته على منكبي ، فتوضّأت للصّلاة ، وأسبغت الوضوء ، ورددت المنديل على الغرس ، فلحقتك وأنت راكع ركعة الأولى ، فتمّمت صلاتي معك يا رسول الله ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أبا بكر أبشر ، إنّ الذي وضّأك للصّلاة جبريل ، والذي مندلك ميكائيل ، والذي أمسك بركبتي حتى لحقت الركوع إسرافيل ـ عليهم‌السلام ـ» [٨٣٣٦].

حرف الذال فارغ

__________________

(١) يعني ميمون بن مهران الجزري ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٥٤٥.

(٢) كذا رسمها بالأصل ، وغير واضحة في م ، وفي المختصر : بقدير.

٤٧٣

حرف الراء

[في آباء من اسمه علي](١)

٤٩٠٦ ـ علي بن رباح بن قصير (٢) بن القشب (٣)

ابن يينع (٤) بن أردة (٥) بن حجر بن جزيلة بن لخم

أبو عبد الله ـ ويقال : أبو موسى ـ اللّخمي المصري (٦)

والد موسى بن عليّ الذي يقال في اسمه : عليّ بالضم.

حدّث عن معاوية ، وعمرو بن العاص ، وعبد الله بن عمرو ، وفضالة بن عبيد ، وعقبة بن عامر ، وأبي قتادة الأنصاري ، وابن عباس ، وأبي هريرة ، ومسلمة بن مخلّد.

روى عنه : ابنه موسى بن عليّ ، والحارث بن يزيد الحضرمي ، ويزيد بن أبي حبيب ، وقباث بن رزين اللّخمي ، ويزيد بن محمّد القرشي.

ووفد على معاوية ، ووفد على عبد الملك غير مرة ، وكان بدمشق حين قتل عبد الملك عمرو بن سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو القاسم التّنوخي ، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن سعيد الرّزّاز ، نا جعفر بن محمّد الفريابي ، نا مزاحم بن سعيد ، أنا عبد الله بن

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) الأصل : نصير ، والمثبت عن م وتهذيب الكمال.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي تهذيب الكمال : القشيب.

(٤) الأصل : «ييبع» وفي م : «سع» والمثبت عن تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.

(٥) الأصل : أردل ، والمثبت عن م وتهذيب الكمال.

(٦) ترجم له في تهذيب الكمال ١٣ / ٢٦٤ وتهذيب التهذيب ٤ / ٢٠١ وسير أعلام النبلاء ٥ / ١٠١ و ٧ / ٤١٢ والتاريخ الكبير ٦ / ٢٧٤ والجرح والتعديل ٦ / ١٨٦ ونفح الطيب ٣ / ٨ وشذرات الذهب ١ / ١٤٩ العبر ١ / ١٤٢ وطبقات ابن سعد ٧ / ٥١٢.

٤٧٤

المبارك ، أنا موسى بن عليّ بن رباح قال : سمعت أبي يقول : سمعت عقبة بن عامر يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تعلّموا كتاب الله وتعاهدوه ، وتغنّوا به ، فو الذي نفس محمّد بيده لهو أشدّ تفلّتا من المخاض من العقل» [٨٣٣٧].

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ، وأبو محمّد حمزة بن العبّاس بن علي ، وحدّثني (١) أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو الفضل أحمد بن محمّد ، قالا : أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن مندة.

وحدّثني أبو بكر أيضا ، أنا أبو عمرو بن مندة ، عن أبيه ، نا أبو سعيد بن يونس ، حدّثني عاصم بن زارح بن رجب الخولاني ، نا أبو قرّة الرّعيني ، حدّثني أبي ، عن الحسين بن معاوية النّصيري ، عن موسى بن عليّ بن رباح ، عن أبيه أنه قال :

وفدنا مع معاوية بن حديج (٢) على معاوية بن أبي سفيان من أفريقية ، فجعل معاوية يسأل ابن حديج عن أهل مصر ، ويخبره عنهم ، فقال معاوية بن أبي سفيان : يا ابن حديج ، إني وجدت أهل مصر على ثلاثة أصناف : فثلث ناس ، وثلث أشبه الناس بالناس ، وثلث لا ناس ، فقال معاوية بن حديج : فسّر لنا يا أمير المؤمنين هذا ، قال : أمّا الثلث الذين هم الناس : فالعرب ، والثلث الذين يشبهون الناس : الموالي ، والثلث الذين لا ناس فالمسالمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، حدّثني إبراهيم بن المنذر ، حدّثني ابن وهب ، أخبرني عبد الرّحمن بن شريح أنه سمع الحارث بن يزيد يحدّث عن علي بن رباح قال :

خرجت مع عبد العزيز بن مروان إلى الشام يوم انتفض بهم عمرو بن سعيد ، فلما فرغوا منه انصرف عبد العزيز قافلا لا يترك منزلا إلّا غشيه جماعة من الناس يسألونه ، ويذكرون بلاءهم ..... (٣) ، فأنكرت ذلك من صنيعهم ، فقلت لعبد العزيز : لقد أظهر الناس من المسألة وأجازوها فيما بينهم ، وما كان الناس يرضون بذلك لأنفسهم ، ولا يجيزونها فيما بينهم ، فقال عبد العزيز : إنه كان للناس أبواب من المعاش مفتّحة لهم ، كانت تغنيهم عن المسألة ، فلما أغلقت عليهم تلك الأبواب اضطرهم ذلك إلى المسألة ، فقلت : وما يمنع أمير

__________________

(١) في م : ثم حدثني.

(٢) ورد بالأصل وم في كل مواضع الخبر : خديج ، بالخاء المعجمة ، تصحيف والصواب بالحاء المهملة ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٧.

(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل وم.

٤٧٥

المؤمنين وأنت أيها الأمير إذ عرفتم (١) أنه كان للناس أبواب من المعاش مفتّحة لهم تغنيهم عن المسألة أن يفتحوها فيكفيهم ذلك عن المسألة ، قال : إنّك أحمق ، إنّ الناس صاروا تجارا بدينهم ، ألا ترى أن عمرو بن سعيد أغلق (٢) على دمشق باثني عشر ألفا على زيادة عشرة عشرة؟

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا محمّد بن علي بن يعقوب ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلّابي ، نا أبي ، نا أبو زكريا السّيلحيني ، أنا موسى بن علي بن رباح قال : سمعت أبي يحدث القوم وأنا فيهم ، وزعم أن أباه أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يسلم ، وأسلم في زمن أبي بكر ، إلى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين (٣) ، أنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا (٤) محمّد بن إسماعيل ، قال : قال أبو زكريا السّيلحيني (٥) اسمه يحيى بن إسحاق : أنا موسى بن علي بن رباح قال : سمعت أبي (٦) يحدّث القوم وأنا فيهم ، فزعم أن أباه أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يسلم ، وأسلم في زمن أبي بكر الصّدّيق.

وروى بعضهم عن موسى عن أبيه عن جده عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا لم يصح.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن صصرى (٧) ، أنا نصر بن أحمد الهمذاني ، أنا الخليل بن هبة الله بن الخليل ، أنا الحسن بن محمّد بن القاسم ، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا إبراهيم بن يعقوب ، نا المقرئ ، نا موسى بن علي قال : سمعت أبي قال : كنت خلف معلمي ، فسمعته يبكي ، فقلت له : ما لك؟ قال : قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو البركات (٨) الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن

__________________

(١) الأصل : «عرفتي» واللفظة غير مقروءة في م لسوء التصوير ، والمثبت عن المختصر.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر : أغار.

(٣) الأصل : الحسن ، تصحيف ، والتصويب عن م.

(٤) ما بين الرقمين سقط من م.

(٥) الأصل : السالحيني ، تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٩ / ٥٠٥.

(٦) ما بين الرقمين سقط من م.

(٧) مشيخة ابن عساكر ٢٣٤ / ب.

(٨) استدرك الخبر التالي على هامش م.

٤٧٦

أحمد بن إسحاق ، أنا عمر (١) بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط (٢) قال : في الطبقة الأولى من أهل مصر : علي بن رباح عمّر (٣).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا يوسف بن رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح قال في تسمية أهل مصر : علي بن رباح اللّخمي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، قالا :

نا محمّد بن سعد (٤) ، قال : في الطبقة الثانية من أهل مصر : علي بن رباح اللّخمي ، روى عن عمرو بن العاص وغيره ، ـ زاد ابن الفهم : أما أهل مصر فيقولون : علي بن ربّاح (٥) ، وأمّا أهل العراق فيقولون : علي بن رباح (٦) ، وكان ثقة.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل : ومحمّد بن الحسين قالا : ـ أنا أبو بكر الشيرازي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، نا أبو عبد الله البخاري (٧) قال :

علي بن رباح أبو موسى اللّخمي المصري ، ويقال : عليّ ، والصحيح : علي ، سمع أبا هريرة ، وعمرو بن العاص ، وعقبة بن عامر.

وقال قتيبة : عن عبد الله بن يزيد ، عن موسى ، عن أبيه : ذهبت مع أبي إلى معاوية ، نبايعه (٨) ، فناولني معاوية يده ، فبايعته.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلّال ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي.

__________________

(١) الأصل : عمرو ، تصحيف ، والمثبت عن م ، والسند معروف.

(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٣٧ رقم ٢٧٥١.

(٣) «عمر» ليس في طبقات خليفة.

(٤) طبقات ابن سعد ٧ / ٥١٢.

(٥) ضبطت بالقلم في ابن سعد : رباح الأولى بتشديد الباء ، ورباح الثانية الباء الموحدة خفيفة.

(٦) ضبطت بالقلم في ابن سعد : رباح الأولى بتشديد الباء ، ورباح الثانية الباء الموحدة خفيفة.

(٧) التاريخ الكبير ٦ / ٢٧٤.

(٨) بالأصل وم : «فبايعه» والمثبت عن التاريخ الكبير.

٤٧٧

ح وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (١) قال :

علي بن رباح أبو موسى (٢) ، مصري ، روى عن عقبة بن عامر ، وفضالة بن عبيد ، وعمرو بن العاص ، وعبد الله بن عمرو ، وأبي قتادة الأنصاري ، ومسلمة بن مخلّد ، ومعاوية ، روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي ، ويزيد بن أبي حبيب ، وقباث (٣) بن رزين اللّخمي ، وابنه (٤) موسى بن علي ، سمعت أبي يقول ذلك.

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، قال : أنا أبو سعيد بن يونس (٥) قال :

علي بن رباح بن قصير اللّخمي بن أردة ، ثم من بني القشب ، يكنى أبا عبد الله ، ولد سنة خمس عشرة ، عام اليرموك ، وكان أعور ، ذهبت عينه يوم ذي (٦) الصّواري (٧) في البحر ، مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، سنة أربع (٨) وثلاثين ، وكان يفد لليمانية من أهل مصر على عبد الملك بن مروان ، وكانت له من عبد العزيز بن مروان منزلة ، وهو الذي زفّ أم البنين ابنة عبد العزيز بن مروان إلى الوليد بن عبد الملك ، ثم عتب عليه عبد العزيز فأغزاه أفريقية ، فلم يزل بأفريقية إلى أن توفي بها ، ويقال : إن وفاته كانت في سنة أربع عشرة ومائة ، وقال يحيى بن بكير : توفي علي بن رباح في ولاية ابن الحبحاب ، وقال علي بن رباح : كنت مع عمّي مسلم بالشام ، فبكى ، فقلت : ما يبكيك؟ فقال : قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا ابن سعيد بن حمدان ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجاج يقول : أبو موسى علي بن رباح

__________________

(١) الجرح والتعديل ٦ / ١٨٦.

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي الجرح والتعديل : علي بن رباح اللخمي ، والدموسى.

(٣) بالأصل : وغياث ، وفي م : «وعتاب» وكلاهما تصحيف والتصويب عن الجرح والتعديل.

(٤) بالأصل : وأبيه ، تصحيف ، والتصويب عن م والجرح والتعديل.

(٥) راجع الخبر في تهذيب الكمال ١٣ / ٢٦٦ وسير أعلام النبلاء ٥ / ١٠٢ و ٧ / ٤١٣.

(٦) في سير أعلام النبلاء : ذات.

(٧) ذات الصواري ، معركة بحرية كبيرة وهامة جرت بين أسطولي المسلمين والروم ، وكثرت فيها الصواري حيث فاقت الألف ، فسميت بذات الصواري لكثرة ما رفع فيها يومئذ من الصواري ، وقد انتصر فيها المسلمون.

(٨) كذا بالأصل وم والمصدرين ، وقيل في تأريخها غير ذلك ، فقد ذكرها الطبري في حوادث سنة ٣١ راجع تاريخ الطبري ٤ / ٢٨٨ ومثله ابن الأثير وابن كثير في تاريخيهما.

٤٧٨

اللّخمي ، سمع أبا هريرة ، وعمرو بن العاص ، وعقبة بن عامر ، روى عنه ابنه موسى.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، قال : أبو موسى علي بن رباح ، ويقال عليّ.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو محمّد الحاكم قال :

أبو موسى علي بن رباح اللخمي المصري ، ويقال : عليّ ، سمع أبا هريرة عبد الرّحمن بن صخر الدّوسي ، وأبا عبد الله عمرو بن العاص ، وأبا حماد (١) عقبة بن عامر الجهني ، روى عنه ابنه موسى بن علي اللخمي ، وأبو رجاء يزيد بن أبي حبيب التّجيبي ، ومعروف بن سويد الجذامي ، كنّاه لنا محمّد بن سليمان ، نا محمّد ـ يعني ابن إسماعيل ـ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر ، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه ، أنا أبو أحمد العسكري قال :

أما رباح : الراء مفتوحة ، وتحت الباء نقطة واحدة ، علي بن رباح اللّخمي ، ويقال : عليّ ، روى عن عقبة بن عامر ، وعمرو بن العاص ، وأبي قتادة ، روى عنه ابنه موسى بن علي بن رباح ، ويزيد بن أبي حبيب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، قال :

علي بن رباح اللخمي من تابعي أهل مصر ، يروي عن أبي هريرة ، وعمرو بن العاص ، وابنه عبد الله ، وعقبة بن عامر ، وأبي رافع (٢) ، وفضالة بن عبيد ، وأبي قتادة ، وابن عباس ، ورافع بن خديج ، ومسلمة بن مخلّد ، وزيد بن ثابت ، ذكر ذلك أبو عمر الكندي محمّد بن يوسف بن يعقوب المصري ، روى عنه ابنه موسى بن علي ، ويزيد بن أبي حبيب.

قال الدارقطني : كان يلقّب عليّ ، وكان اسمه عليا ، وكان يحرّج على من سمّاه عليا بالتصغير.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي زكريا البخاري.

__________________

(١) الأصل : أحمد ، تصحيف ، والتصويب عن م ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٣ / ١٢٦.

(٢) أبو رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، انظر تهذيب الكمال ١٣ / ٢٦٥.

٤٧٩

ح وحدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنا أبو زكريا ، نا عبد الغني بن سعيد ، قال :

عليّ : بضم العين ، وتشديد الياء ، هو عليّ بن رباح والد موسى بن عليّ.

قال : ونا عبد الغني ، قال : رباح بن قصير والد علي بن رباح الذي يروي عن عقبة بن عامر ، وهو جد موسى بن علي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (١) ، قال :

وأمّا عليّ بضم العين وفتح اللام فهو : علي بن رباح بن قصير اللّخمي بن (٢) أردة (٣) بن القشيب (٤) أبو عبد الله ، وكان أعور (٥) ، كان اسمه عليا فصغّر ، وكان يحرّج (٦) على من سمّاه بالتصغير ، روى عن عقبة بن عامر ، وعبد الله بن عمرو ، وأبي قيس مولى عمرو بن العاص ، روى عنه ابنه موسى ويزيد (٧) بن أبي حبيب.

قال (٨) : وأمّا رباح بفتح الراء والباء المعجمة بواحدة : علي بن رباح اللّخمي ، من تابعي أهل مصر ، روى عن ابن عباس ، وزيد بن ثابت ، وأبي رافع ، وعمرو بن العاص ، وابنه (٩) ، وعقبة بن عامر ، وفضالة بن عبيد ، ومسلمة بن مخلّد ، روى عنه ابنه موسى ، ويزيد بن أبي حبيب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو علي الحسن بن حبيب ، نا أبو بكر جعفر بن محمّد ، قال : سمعت قتيبة بن سعيد (١٠) يقول : سمعت الليث بن سعد يقول : قال علي بن رباح : لا أجعل في حلّ من سمّاني عليّا (١١) ، فإنّ اسمي عليّ.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان ، عن أبي عبد الله محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي ، أنا محمّد بن محمّد ، نا عبد الرّحمن بن سويد بن سعيد ، نا سلمة بن شبيب قال : سمعت أبا عبد الرّحمن المقرئ

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ٢٥٠ ـ ٢٥١.

(٢) بالأصل والاكمال : من ، والمثبت عن م.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي الاكمال : أزده.

(٤) كذا بالأصل والاكمال ، وفي م : بن القشب.

(٥) في الاكمال : وكان أحول أعور.

(٦) الأصل وم : يخرج ، والمثبت عن الاكمال.

(٧) بالأصل وم : بن يزيد.

(٨) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٧ و ١٢.

(٩) يعني ابن عمرو بن العاص ، عبد الله.

(١٠) الخبر من طريقه في تهذيب الكمال ١٣ / ٢٦٦.

(١١) بالأصل وم وتهذيب الكمال : علي.

٤٨٠