تاريخ مدينة دمشق - ج ٤١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٤٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

في كفّه خيزران ريحها عبق

من كفّ أروع في عرنينه شمم

يغضي حياء ويغضى من مهابته

فما يكلّم إلّا حين يبتسم

فليس قولك من هذا بضائره

العرب تعرف من أنكرت والعجم

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا القاضي (١) ، حدّثني أبو النضر العقيلي ، أنا محمّد بن زكريا ، نا عبيد الله (٢) بن محمّد بن عائشة ، حدّثني أبي.

أن هشام بن عبد الله حجّ في خلافة عبد الملك أو الوليد ، فطاف بالبيت ، وأراد أن يستلم الحجر ، فلم يقدر عليه من الزحام ، فنصب له منبر ، فجلس عليه ، وأطاف به أهل الشام ، فبينا هو كذلك إذ أقبل عليّ بن حسين عليه إزار ورداء ، أحسن الناس وجها ، وأطيبهم رائحة ، بين يديه (٣) سجادة كأنها ركبة عنز (٤) فجعل يطوف بالبيت ، فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحّى الناس له عنه حتى يستلمه هيبة له وإجلالا ، فغاظ ذلك هشاما ، فقال رجل من أهل الشام لهشام : من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فأفرجوا له عن الحجر؟ فقال هشام : لا أعرفه ، لئلا يرغب فيه أهل الشام ، فقال الفرزدق وكان حاضرا : لكني أعرفه ، فقال الشامي : من هو يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحلّ والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلّهم

هذا التقيّ النقيّ الطاهر العلم

إذا رأته قريش قال قائلها :

إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

ينمى إلى ذروة العزّ التي قصرت

عن نيلها عرب الإسلام والعجم

يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

يغضي حياء ويغضى من مهابته

فما يكلم إلّا حين يبتسم

بكفّه خيزران ريحها عبق

من كفّ أروع في عرنينه شمم

قال (٥) أبو عبد الرّحمن : سرق الفرزدق هذا البيت من الحرّ بن الديلي.

قال القاضي : ويروى : في كفه جيهن ، وهو الخيزران (٦).

__________________

(١) الخبر والشعر في الجليس الصالح الكافي ٤ / ١٠٧ وما بعدها وتهذيب الكمال ١٣ / ٢٤٨ و ٢٤٩.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وتهذيب الكمال ، وفي الجليس الصالح : عبد الله.

(٣) في «ز» ، وم ، والمصدرين : عينيه.

(٤) كذا بالأصل و «ز» ، وتهذيب الكمال ، وغير مقروءة في م ، وفي الجليس الصالح : غير.

(٥) ما بين الرقمين كذا بالأصل وم و «ز» ، وليس في الجليس الصالح.

(٦) ما بين الرقمين كذا بالأصل وم و «ز» ، وليس في الجليس الصالح.

٤٠١

مشتقّة من رسول الله نبعته

طابت عناصرها والخيم والشّمم (١)

ينجاب نور الهدى عن نور غرّته

كالشمس تنجاب عن إشراقها القتم (٢)

حمّال أثقال أقوام إذا قدحوا (٣)

حلو الشمائل تحلو عنده نعم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله

بجدّه أنبياء الله قد ختموا

الله فضله قدما وشرفه (٤)

جرى بذاك له في لوحه القلم

من جده دان فضل الأنبياء له

وفضل أمته دانت له الأمم

عمّ البرية بالإحسان فانقشعت

عنها الغياية والإملاق والظلم (٥)

كلتا يديه غياث عمّ نفعهما

يستوكفان ولا يعروهما العدم (٦)

سهل الخليقة لا تخشى بوادره

يزينه اثنتان : الحلم والكرم (٧)

لا يخلف الوعد ميمون نقيبته

رحب الفناء أريب حين يعتزم (٨)

من معشر حبّهم دين وبغضهم

كفر وقربهم منجّى ومعتصم

يستدفع السوء والبلوى بحبهم

ويسترب به الإحسان والنعم (٩)

مقدم بعد ذكر الله ذكرهم

في كل يوم (١٠) ومختوم به الكلم

إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم

أو قيل من خير أهل الأرض قيل : هم

لا يستطيع جواد بعد غايتهم

ولا يدانيهم قوم وإن كرموا

هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت

والأسد أسد الشرى والبأس محتدم (١١)

يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم

خيم كريم وأيد بالندى هضم

__________________

(١) النبعة : شجرة تصنع منها القسي وهي أجود الشجر ، والخيم : الطبيعة والسجية.

(٢) كذا بالأصل ، وفي الديوان ، والجليس الصالح : الظلم ، وفي م : القسم ، والبيت سقط من «ز».

(٣) الأصل : فرحوا ، وفي م و «ز» : فدحوا ، والمثبت عن الجليس الصالح وتهذيب الكمال ١٣ / ٢٤٩ ، وفي الديوان : افتدحوا.

(٤) الديوان : وعظمه.

(٥) الديوان : الغياهب والإملاق والعدم.

(٦) يستوكفان : يستمطران. يعروهما : يلم بهما.

(٧) عجزه في الديوان :

يزينه اثنان حسن الخلق والشيم

والخليقة : الطبيعة ، وبوادره جمع بادرة وهي الحدة.

(٨) ليس في ديوانه.

(٩) في الجليس الصالح : يسترق. ويسترب : يستزاد.

(١٠) على هامش «ز» : في كل ذكر.

(١١) أزمت : اشتدت. والشرى : مأسدة جانب الفرات يضرب بها المثل.

٤٠٢

لا ينقص العسر بسطا من أكفهم

سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا

أي الخلائق ليست في رقابهم

لأوليّة هذا ، أوله نعم

من يعرف الله يعرف أولية ذا

فالدين من بيت هذا ناله الأمم

قال : فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق ، فحبس بعسفان بين مكة والمدينة ، فبلغ ذلك علي بن الحسين ، فبعث إلى الفرزدق باثني عشر ألف درهم ، وقال : عذرا أبا فراس ، لو كان عندنا أكثر منها لوصلناك بها ، فردّها وقال : يا ابن رسول الله ، ما قلت الذي قلت إلّا غضبا لله ولرسوله ، ما كنت لأرزأ عليها شيئا فردّها إليه وقال : بحقّي عليك لمّا قبلتها ، فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك ، فقبلها ، وجعل يهجو هشاما ، فكان مما هجاه به (١) :

بحبسي بين المدينة والتي

إليها قلوب الناس تهوى منيبها

يقلّب رأسا لم يكن رأس سيّد

وعينين حولاوين باد عيوبها (٢)

(آخر الجزء الرابع والثمانين بعد الأربعمائة من الفرع.)

أخبرنا أبو السّعادات أحمد بن أحمد المتوكلي ، أنا ـ وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا ـ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ، أنا محمّد بن أبي علي الأصبهاني التاجر ، نا أحمد بن محمود القاضي بالأهواز ، نا محمّد بن زكريا ، نا ابن عائشة قال : سئل علي بن الحسين عن صفة الزاهد في الدنيا فقال : يتبلغ بدون قوته ، ويستعد ليوم موته ، ويتبرم (٣) [بحياته](٤).

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد ، نا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبد العزيز العكبري ، نا أبو محمّد عبد الله بن مجالد بن بشر البجلي ـ بالكوفة ـ أنا أبو الحسن محمّد بن عمران ، أنا محمّد بن عبد الله المقرئ ، حدّثني سفيان بن عيينة ، عن الزهري قال :

__________________

(١) البيتان في ديوانه ١ / ٥١ ولفظهما :

يرددني بين المدينة والتي

إليها قلوب الناس يهوى منيبها

يقلب عينا لم تكن لخليفة

مشوهة حولاء باد عيوبها

(٢) زيد في الجليس الصالح : فبعث وأخرجه.

(٣) غير مقروءة بالأصل ورسمها : «ويتيوى» والمثبت عن م ، و «ز».

(٤) مكانها بياض في الأصل ، والمستدرك عن م و «ز».

٤٠٣

سمعت علي بن الحسين ـ سيد العابدين ـ يحتسب نفسه ويناجي ربه ويقول :

يا نفس حتام إلى الدنيا غرورك؟ وإلى عمارتها ركونك؟

أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك؟ ومن وارته الأرض من ألّافك ومن فجعت به من إخوانك؟ ونقل البلى من أقرانك؟

فهم في بطون الأرض بعد ظهورها

محاسنهم فيها بوال دواثر

خلت دورهم منها وأقوت عراصهم (١)

وساقتهم نحو المنايا المقادر

وخلّوا عن الدنيا وما جمعوا لها

وضمتهم تحت التراب الحفائر

كم تخرّمت أيدي المنون من قرون بعد قرون؟ وكم غيرت الأرض ببلاها؟ وغيبت في ثراها ممن عاشرت من صنوف الناس وشيعتهم إلى الأرماس؟

وأنت على الدنيا مكبّ منافس

لخطائها فيها حريص مكاثر

على خطر تمسي وتصبح لاهيا

أتدري بما ذا لو عقلت تخاطر

وإن امرأ يسعى لدنياه دائبا

ويذهل عن أخراه لا شكّ خاسر

فحتام على الدنيا اقبالك؟ وبشهواتها اشتغالك؟ وقد وخطك القتير (٢) ، وأتاك النذير ، وأنت عما يراد بك ساه؟ وبلذة نومك لاه؟

وفي ذكر هول الموت والقبر والبلا

عن اللهو واللّذات للمرء زاجر

أبعد اقتراب الأربعين تربّص

وشيب قذال منذر لك كاسر

كأنّك تعنّي بالذي هو صائر

لنفسك (٣) عمدا أو عن الرشد حائر

انظر إلى الأمم الماضية ، والملوك الفانية ، كيف أفنتهم الأيام ، ووفاهم الحمام ، فانمحت من الدنيا آثارهم ، وبقيت فيها أخبارهم.

وأضحوا رميما في التراب وعطّلت

مجالس منهم أقفرت ومقاصر

وخلّوا بدار لا تزاور بينهم

وأنّى لسكان القبور تزاور

فما أن ترى إلّا جثّى قد ثووا بها

مسطّحة تسفي (٤) عليها الأعاصر

كم ذى منعة وسلطان ، وجنود وأعوان ، تمكن من دنياه ، ونال فيها ما تمناه ، وبنى

__________________

(١) الأصل : عياصهم ، والمثبت عن م و «ز».

(٢) القتير : الشيب ، أو أوله (القاموس المحيط).

(٣) الأصل : «لسعيك عقدا» والمثبت عن «ز».

(٤) بالأصل وم و «ز» : تسقى ، والمثبت عن المختصر.

٤٠٤

القصور والدساكر (١) ، وجمع الأعلاق (٢) والذخائر :

فما صرفت كفّ المنية إذ أتت

مبادرة تهوى عليه الذخائر

ولا دفعت عنه الحصون التي بنى

وحفّ بها أنهاره والدّساكر

ولا قارعت عنه المنية حيلة

ولا طمعت في الذبّ عنه العساكر

أتاه من الله ما لا يرد ، ونزل به من قضائه ما لا يصدّ ، فتعالى الله الملك الجبار المتكبر القهار ، قاصم الجبارين ومبير (٣) المتكبرين :

مليك عزيز لا يردّ قضاؤه

حكيم عليم نافذ الأمر قاهر

عنا كلّ ذي عزّ لعزّة وجهه

فكلّ (٤) عزيز للمهيمن صاغر

لقد خضعت واستسلمت وتضاءلت

لعزّة (٥) ذي العرش الملوك الجبابر

فالبدار البدار ، والحذار الحذار من الدنيا ومكائدها ، وما نصبت لك من مصائدها ، وتحلت لك من زينتها ، وأظهرت لك من بهجتها :

وفي دون ما عاينت (٦) من فجعاتها

إلى رفضها داع ، وبالزهد امر

فجدّ ولا تغفل فعيشك زائل

وأنت إلى دار الإقامة (٧) صائر

ولا تطلب الدنيا فإنّ طلابها

وإن نلت منها غبّة لك صائر

وهل يحرص عليها اللبيب؟ أو يسر بها أريب؟ وهو على ثقة من فنائها ، وغير طامع في بقائها؟ أم كيف تنام عينا من يخشى البيات؟ وتسكن نفس من يتوقع الممات؟

ألا لا ولكنا نغر نفوسنا

وتشغلنا اللذات عما نحاذر

وكيف يلذ العيش من هو موقن

بموقف عدل يوم تبلى السرائر

كأنما نرى أن لا نشور أو أننا

سدى ما لنا بعد الممات مصائر

وما عسى أن ينال صاحب الدنيا من لذتها ، ويتمتع به من بهجتها مع صنوف عجائبها ،

__________________

(١) الدساكر ، هي أبنية كالقصور حولها بيوت ، واحدتها دسكرة ، (انظر القاموس).

(٢) الأعلاق جمع علق ، وهو النفيس من كل شيء (انظر القاموس).

(٣) بالأصل وم : ومبيد ، والمثبت عن «ز».

(٤) الأصل : «بكل» والمثبت عن م و «ز».

(٥) الأصل : بعزة ، والمثبت عن م ، و «ز».

(٦) كذا الأصل وم و «ز» : «عاينت» وفي المختصر : «عانيت» وهو أشبه.

(٧) في «ز» : دار المنية ، وكتب على هامشها : الإقامة.

٤٠٥

وكثرة تعبه في طلبها ، وما يكابد من أسقامها وأوصابها (١) وآلامها.

وما قد نرى في كل يوم وليلة

يروح علينا صرفها ويباكر

تعاورنا آفاتها وهمومها

وكم قد ترى يبقى لها المتعاور

فلا هو مغبوط بدنياه آمن

ولا هو عن بطلانها النفس قاصر

كم قد (٢) غرت الدنيا من مخلد إليها ، وصرعت من مكب عليها ، فلم تنعشه من غرته ، ولم تقمه من صرعته ، ولم تشفه من ألمه ، ولم تبره من سقمه؟

بلى أوردته بعد عزّ ومنعة

موارد سوء ما لهنّ مصادر

فلما رأى أن لا نجاة وأنه

هو الموت لا ينجيه منه التحاذر

تندم إذ لم تغن عنه ندامة

عليه وأبكته الذنوب الكبائر

بكى على ما سلف من خطاياه ، وتحسر على ما خلف من دنياه ، حين لا ينفعه الاستعبار ، ولا ينجيه الاعتذار ، عند هول المنية ونزول البلية.

أحاطت به أحزانه وهمومه

وأبلس لما أعجزته المعاذر

فليس له من كربة الموت فارج

وليس له مما يحاذر ناصر

وقد جشأت خوف المنية نفسه

ترددها منه اللها والحناجر

هنالك خف عن عواده ، وأسلمه أهله وأولاده ، فارتفعت الرنة (٣) بالعويل ، وأيسوا من برء العليل ، فغمضوا بأيديهم عينيه ، ومدّوا عند خروج نفسه رجليه.

فكم موجع يبكي عليه ومفجع

ومستنجد صبرا وما هو صابر

ومسترجع داع له الله مخلصا

يعدد منه خير ما هو ذاكر

وكم شامت مستبشر بوفاته

وعما قليل كالذي صار صائر

فشق جيوبها نساؤه ، ولطم خدودها إماؤه ، وأعول لفقده جيرانه ، وتوجع لرزئه إخوانه ، ثم أقبلوا على جهازه ، وشمروا لإبرازه.

وظل أحب القوم كان لقربه

يحث على تجهيزه ويبادر

وشمّر من قد أحضروه لغسله

ووجه لما قام للقبر حافر

وكفّن في ثوبين واجتمعت له

مشيعة إخوانه والعشائر

__________________

(١) الأوصاب جمع وصب ، المرض.

(٢) «قد» ليست في «ز».

(٣) الرنة ، الصوت ، رنّ يرن رنينا : صاح (القاموس).

٤٠٦

فلو رأيت الأصغر من أولاده ، وقد غلب الحزن على فؤاده ، وغشي من الجزع عليه ، وخضبت الدموع خديه ، وهو يندب أباه ويقول : يا ويلاه.

لعاينت من قبح المنية منظرا

يهال لمرآه ويرتاع ناظر

أكابر أولاد يهيج اكتئابهم

إذا ما تناساه البنون الأصاغر

ورنة نسوان عليه جوازع

مدامعهم فوق الخدود غوازر

ثم أخرج من سعة قصره إلى ضيق قبره ، فلما استقر في اللحد وهى (١) عليه اللبن ، وقد حثوا بأيديهم التراب ، وأكثروا التلدد (٢) عليه والانتحاب ، ووقفوا ساعة عليه ، وآيسوا من النظر إليه.

فولوا عليه معولين وكلهم

لمثل الذي لاقى أخوه محاذر

كشاء رتاع آمنات بدا لها

بمذننة (٣) بادي الذراعين حاسر

فربعت ولم ترتع قليلا وأجفلت

فلما نأى عنها الذي هو جازر

عادت إلى مرعاها ، ونسيت ما في أختها [دهاها ، أفبأ](٤) فعال البهائم [اقتدينا؟](٥) أم على عادتها جرينا؟ عد إلى ذكر المنقول إلى دار البلى والثرى ، المدفوع إلى هول ما ترى.

ثوى مفردا في لحده وتوزعت

مواريثه أرحامه والأواصر

وأخنوا على أمواله يقسمونها

بلا حامد منهم عليها وشاكر (٦)

فيا عامر الدنيا ويا ساعيا لها

ويا آمنا من أن تدور الدوائر

كيف أمنت هذه الحالة ، وأنت صائر إليها لا محالة؟ أم كيف تهنأ بحياتك ، وهي مطيتك إلى مماتك؟ أم كيف تسيغ طعامك ، وأنت منتظر حمامك؟

ولم تتزود للرحيل وقد دنا

وأنت على حال وشيكا مسافر

فيا لهف نفسي كم أسوف توبتي

وعمري فان والردى لي ناظر

وكل الذي أسلفت في الصحف مثبت

يجازي عليه عادل الحكم قادر

__________________

(١) الوهي : الشق في الشيء ، وهى : تخرق وانشقّ واسترخى رباطه (القاموس).

(٢) التلدد : تلدد تلفت يمينا وشمالا ، وتحيّر متبلدا ، وتلبث (القاموس).

(٣) رسمها بالأصل : بمدينة وفي «ز» : بمديته والمثبت عن المختصر.

(٤) بياض بالأصل والمثبت عن المختصر ، وفي م : دهاما أفعال وفي «ز» : «دها أساء فقال».

(٥) بياض بالأصل وم ، وفي «ز» : «افتدينا» والمثبت عن المختصر.

(٦) في البيت إقواء.

٤٠٧

فكم ترقع بآخرتك دنياك؟ وتركب في ذلك هواك؟ أراك ضعيف اليقين يا مؤثر الدنيا على الدين. أبهذا أمرك الرحمن؟ أم على هذا نزل القرآن؟

تخرب ما يبقى وتعمر فانيا

فلا ذاك موفور ولا ذاك عامر

وهل لك إن وافاك (١) حتفك بغتة

ولم تكتسب خيرا لدى الله عاذر

أترضى بأن تفنى الحياة وتنقضي

ودينك منقوص ومالك وافر

أخبرنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٢) ، نا سليمان بن أحمد ، نا محمّد بن زكريا الغلّابي ، نا العتبي ، نا أبي قال : قال علي بن الحسين ـ وكان من أفضل بني هاشم ـ لابنه : يا بني اصبر على النوائب ، ولا تتعرض للحقوق ، ولا تجب أخاك إلى الأمر الذي مضرته عليك أكثر من منفعته له.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا علي بن عبد العزيز ، نا علي بن المديني ، نا سفيان بن عيينة قال : قيل لعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : [من] أعظم الناس خطرا (٣)؟ قال : من لم يرض الدنيا خطرا (٤) لنفسه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن سعيد ، نا أبو القاسم السّميساطي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السّلمي ، نا أبو هاشم وزيرة بن محمّد الغسّاني ، نا إسماعيل بن محمّد بن إسحاق ، نا الحسين (٥) بن زيد ، عن عمر بن علي بن الحسين ، قال : سمعت علي بن الحسين يقول : الفكرة مرآة تري (٦) المؤمن حسناته وسيئاته.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش فيما قرأ عليّ إسناده وناولني إياه وقال اروه عني ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا ، نا أبي ، نا أبو أحمد الختلي ، نا محمّد بن يزيد مولى بني هاشم ، نا محمّد بن عبد الله القرشي ، حدّثني محمّد بن عبد الله الأسدي ، عن

__________________

(١) الأصل : «وفاك» والمثبت عن م و «ز».

(٢) الخبر في حلية الأولياء ٣ / ١٣٨ وتهذيب الكمال ١٣ / ٢٤٧.

(٣) الخطر بالتحريك ، هنا القدر والمنزلة. يقال : أخطر فلان فلانا صار مثله في الخطر (تاج العروس بتحقيقنا : خطر).

(٤) الخطر هنا محركة أيضا العوض والحظ والنصيب (تاج العروس : خطر).

(٥) الأصل : الحسن ، والمثبت عن م ، و «ز».

(٦) الأصل وم و «ز» : توري ، والمثبت عن المختصر.

٤٠٨

أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي ، قال : قال لي أبي :

[يا بني انظر خمسة لا تحادثهم ولا تصاحبهم ، ولا ترافقهم في طريق ، قلت : يا أبة ، جعلت فداك فمن هؤلاء الخمسة؟ قال : إيّاك ومصاحبة الفاسق ، فإنّه بائعك بأكلة ، وأقل منها ، قلت : يا أبة وما أقلّ منها؟ قال : الطمع (١) فيها ثم لا ينالها ، قلت : يا أبة ومن الثالث؟ قال : إيّاك ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه ، قلت : يا أبة ومن الثالث؟ قال : إيّاك ومصاحبة الكذاب ، فإنه بمنزلة السّراب يقرب منك البعيد ويباعد منك القريب ، قلت : يا أبة ومن الرابع؟ قال : إيّاك ومصاحبة الأحمق فإنه [يحضرك](٢) يريد أن ينفعك فيضرك ، قلت : يا أبة ومن الخامس؟ قال : إيّاك ومصاحبة القاطع لرحمه ، فإنه وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع : في الذين كفروا : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ)(٣) إلى آخر الآية ، وفي الرعد (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ)(٤) الآية ، وفي البقرة : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً)(٥) إلى آخر الآيتين (٦).

أخبرنا (٧) أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عمروية العبد الذليل ـ بمرو ـ نا أحمد بن الصلت الحماني ، نا ثابت الزاهد قال : سمعت سفيان الثوري يقول : سمعت منصورا يقول : سمعت علي بن الحسين يقول : لقد استرقك بالودّ من سبقك إلى الشكر.

أنبأنا أبو علي الحداد ، نا أبو نعيم (٨) ، نا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن عبيد الله (٩) ، نا أبو بكر بن الأنباري ، نا أحمد بن الصّلت ، نا قاسم بن إبراهيم العلوي ، نا أبي عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه قال :

قال علي بن الحسين : فقد الأحبّة غربة.

وكان يقول : اللهمّ إنّي أعوذ بك أن تحسّن في لوامع (١٠) العيون علانيتي ، وتقبح في خفيات العيون سريرتي ، اللهمّ كما أسأت وأحسنت إليّ فإذا عدت فعد عليّ.

__________________

(١) الأصل : «أيطمع» والمثبت عن م ، و «ز».

(٢) بياض بالأصل ، والمستدرك عن م ، و «ز».

(٣) سورة محمد ، الآية : ٢٢.

(٤) سورة الرعد ، الآية : ٢٥.

(٥) سورة البقرة ، الآيتان ٢٦ ـ ٢٧.

(٦) سورة البقرة ، الآيتان ٢٦ ـ ٢٧.

(٧) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٨) الخبر في حلية الأولياء ٣ / ١٣٤ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٣٩٦.

(٩) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي حلية الأولياء : عبد الله.

(١٠) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الحلية : «لوائع» وفي سير أعلام النبلاء : لوائج.

٤٠٩

وكان يقول : إن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار ، وقوما عبدوا الله شكرا ، فتلك عبادة الأحرار.

أخبرنا (١) أبو عبد الله محمّد بن غانم بن أحمد الحداد ، وأبو (٢) بكر محمّد بن عبد الواحد بن محمّد ، وأبو (٣) الوفاء المفضل (٤) بن المطهّر بن الفضل بن بحر ، قالوا : أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبي ، أنا عمر بن الحسن البغدادي ، أنا أحمد بن الحسن بن سعيد ، حدّثني أبي ، نا حصين بن مخارق ، عن عبد الله بن الحسن العنبري ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال :

إنّ للحمق (٥) دولة على العقل وللمنكر دولة على المعروف ، وللشرّ دولة على الخير ، وللجهل دولة على الحلم ، وللجزع دولة على الصبر ، وللخوف (٦) دولة على الرفق ، وللبؤس دولة على الخصب ، وللشدة دولة على الرخاء ، وللرغبة دولة على الزهد ، وللبيوتات الخبيثة دولة على بيوتات الشرف ، وللأرض السبخة دولة على الأرض العذبة ، وما من شيء إلّا وله دولة حتى تنقضي (٧) دولته ، فتعوذوا بالله من تلك الدول ، ومن الحيّات في النقمات (٨).

أخبرنا (٩) أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني أبو محمّد علي بن أحمد الموسائي ، حدّثني أبي أحمد بن موسى بن إبراهيم ، حدّثني أبي إبراهيم بن موسى ، حدّثني أبي موسى بن جعفر ، حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، حدّثني أبي محمّد بن علي ، قال : كان أبي علي بن الحسين إذا مرت به جنازة يقول :

نزاع إذا الجنائز قابلتنا

ونلهو حتى تمضي (١٠) ذاهبات

كروعة ثلّة لمغار سبع

فلما [غاب عادت](١١) راتعات

أخبرنا (١٢) أبو بكر محمّد بن شجاع ، نا أبو عمرو (١٣) بن منده ، نا الحسن بن محمّد بن أحمد،نا أحمد بن محمّد بن عمر،نا ابن أبي الدنيا ، نا إسحاق بن إسماعيل ، ثنا وكيع ، نا

__________________

(١ و ٢ و ٣) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٤) الأصل : الفضل ، والمثبت عن م و «ز».

(٥) الأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : للحق.

(٦) في «ز» : «وللخرف» وفي المختصر : وللخرق.

(٧) الأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : تنتضي.

(٨) الأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : النعمات.

(٩) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(١٠) الأصل : «تنقضي» ومكانها بياض في م ، والمثبت عن «ز» ، لإقامة الوزن.

(١١) بياض بالأصل وم ، والمستدرك عن «ز».

(١٢) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(١٣) بالأصل : «نا عمرو بن إسحاق» ومكانها بياض في م ، والمثبت عن «ز».

٤١٠

إسرائيل (١) ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن أبي جعفر قال : أوصى علي بن حسين : لا تؤذنوا بي أحد ، وأن يكفن [في قطن](٢) ولا يجعلوا في حنوطه مسكا.

أخبرنا (٣) أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن [الحسن](٤) بن خيرون ، نا أبو القاسم بن بشران ، نا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن إسحاق (٥) بن أبي شيبة ، نا إبراهيم بن يعقوب (٦) ، نا محمّد بن جعفر بن محمّد ، عن أبيه وقال : وعلي بن الحسين ابن سبع وخمسين سنة ـ يعني توفي ـ.

أخبرنا (٧) أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العبّاس النهاوندي ، أنا أبو [العباس النهاوندي ، أنبأ أبو القاسم بن الأشقر](٨) عن أحمد بن إسماعيل ، حدّثني عبد الله بن محمّد ، ومحمّد بن الصّلت ، قالا : أنا سفيان عن جعفر.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، نا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو [زرعة](٩) عن شيبان ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه قال : مات علي بن الحسين ، وهو ابن ثمان وخمسين.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، أنا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا (١٠) أبو القاسم [بن السمرقندي ، أنبأ أبو بكر بن الطبري](١١).

قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب نا (١٢) محمّد بن يحيى ، نا سفيان عن جعفر بن (١٣) محمّد ، عن أبيه قال : مات علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين.

أنبأنا [أبو القاسم أيضا](١٤) ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا

__________________

(١) «ثنا وكيع ، ثنا إسرائيل» مكانها بياض في م.

(٢) بياض بالأصل ، والمستدرك عن م و «ز».

(٣) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٤ و ١١) بياض بالأصل وم ، والمستدرك عن «ز».

(٥) كذا بالأصل ، وفي م : «علي» وفي «ز» : «عثمان» وهو الصواب ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٢١.

(٦) مكانها بياض في م ، وفي «ز» : «نا إسماعيل بن إبراهيم» بدل : نا إبراهيم بن يعقوب.

(٧ و ١٠) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٨) بياض بالأصل و، والمستدرك بين معقوفتين عن «ز» ، والسند معروف.

(٩) بياض بالأصل ، والمثبت عن م و «ز» ، وبالأصل : «ابن» بدل «أبو».

(١٢) الأصل : «بن» والمثبت عن م ، و «ز».

(١٣) بالأصل : «نا الحسن عن علي بن محمد عن أبيه» وفي م : «نا سفيان عن الحسين بن أحمد» والتصويب عن «ز».

(١٤) بياض بالأصل ، والمستدرك لتقويم السند عن م ، و «ز».

٤١١

[عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا الحميدي](١) ، نا سفيان ، نا جعفر بن محمّد ، عن أبيه قال : مات علي بن الحسين ، وهو ابن ثمان وخمسين.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، و [أبو عبد الله](٢) ابنا البنّا ، [قالوا : أنا أبو جعفر المعدل ، أنا أبو طاهر المخلص](٣) أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني [سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد قال](٤) توفي علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة.

أخبرنا [أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا](٥) ، نا أبو الحسن بن مخلد ـ إجازة ـ عن أبي الحسن بن [خزفة](٦) ، نا محمّد بن الحسين (٧) [نا](٨) ابن أبي خيثمة ، أخبرني [مصعب بن عبد الله](٩) قال : مات علي بن حسين وهو [ابن ثمان وخمسين](١٠).

أخبرنا ... (١١) نا أبو الحسن علي بن محمّد بن إسماعيل الخطيب ، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد ، نا [أحمد بن الحسين بن رسل](١٢) قال : أنا عبد الله بن محمّد ، نا عبد الرّحمن ، نا محمّد بن إسماعيل ، نا أبو نعيم.

ح وأخبرنا أبو يعلى [حمزة](١٣) بن الحسن بن المفرج (١٤) ، أنا أبو الفرج سهل بن بشر ، وأبو نصر أحمد بن محمد بن سعيد ، قالا : أنا محمد بن أحمد بن عيسى ، أنا منير بن أحمد ، نا جعفر بن أحمد ، نا أحمد بن الهيثم قال : قال أبو نعيم.

ح وأخبرنا أبو [الحسن](١٥) علي بن المسلم [نا عبد العزيز](١٦) بن أحمد [أنبأ أب](١٧) وخازم (١٨) بن الفراء ، أنا [يوسف](١٩) بن عمر ، نا محمد بن [مخلد](٢٠) نا عبد الله (٢١) بن محمد ، نا.

__________________

(١ و ٢ و ٣ و ٤ و ٥) بياض بالأصل ، والعبارة مطموسة في م لسوء التصوير ، والمثبت عن «ز».

(٦) بياض بالأصل ، والعبارة مطموسة في م لسوء التصوير ، والمثبت عن «ز».

(٧) الأصل : الحسن ، تصحيف ، والمثبت عن «ز» ، والسند معروف.

(٨) سقطت من الأصل ، والزيادة عن «ز».

(٩ و ١٠) بياض بالأصل ، والعبارة مطموسة في م لسوء التصوير ، والمثبت عن «ز».

(١١) بياض بالأصل ، وم ، والكلام متصل في «ز» ، وفيها : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب ...

(١٢) بياض بالأصل وم ، والمستدرك عن «ز» ، وكذا فيها : «رسل».

(١٣) بياض بالأصل وم ، والمستدرك عن «ز».

(١٤) الأصل : المقرئ ، والمثبت عن م ، و «ز».

(١٥) بياض بالأصل ، والمستدرك عن م و «ز» ، وبعدها بالأصل : «بن».

(١٦ و ١٧) بياض بالأصل والمستدرك عن م و «ز».

(١٨) بالأصل وم : حازم ، تصحيف ، والتصويب عن «ز».

(١٩) بياض بالأصل وم ، والمستدرك عن «ز».

(٢٠) بياض بالأصل ، والمستدرك عن م و «ز» ، وبعدها بالأصل : «بن».

(٢١) في «ز» : عباس.

٤١٢

ح وأخبرنا أبو سعد المطرز ، وأبو علي الحداد ، وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله في كتبهم](١).

ح وأخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو علي [الحداد](٢) قالوا : أنا أبو نعيم ، نا أبو بكر ، عن مالك ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، حدّثني أبو نعيم.

ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا [أبو الفضل](٣) ابن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن علي (٤) بن أبي [شيبة](٥) سمعت أبا نعيم.

ح وأخبرنا أبو البركات أنا أبو [الفضل نا](٦) أبو العلاء ، أنا أبو [بكر البابسيري](٧) أنا الا [حوص](٨) بن المفضّل [أنا أبي] أنا أبو نعيم.

ح وقرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا أبي ، نا الحسن بن إسحاق ، نا النضر قال : سمعت أبا نعيم.

ح وأخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الصفار ، أنا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل السّلمي قال : سمعت أبا نعيم يقول : مات علي بن الحسين سنة اثنتين وتسعين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط (٩) قال : وقال أبو نعيم : فيها ـ يعني سنة اثنتين وتسعين ـ مات علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ويقال : أربع وتسعين.

أخبرنا (١٠) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنا علي بن محمّد بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، أنا محمّد بن أحمد بن البراء (١١) ، قال : قال علي بن المديني : مات علي بن حسين بن علي بن أبي طالب سنة ثنتين وتسعين.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م و «ز».

(٢) بياض بالأصل ، والمستدرك عن م و «ز» ، وبعدها بالأصل : «بن».

(٣) بياض بالأصل وم ، والمستدرك عن «ز».

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «عثمان» وهو الصواب. مرّ التعريف به قريبا.

(٥) بياض بالأصل وم والمستدرك عن «ز».

(٦) بياض بالأصل وم والمستدرك عن «ز».

(٧) بياض بالأصل وم والمستدرك عن «ز».

(٨) بياض بالأصل وم والمستدرك عن «ز».

(٩) تاريخ خليفة بن خياط ص ٣٠٤ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٤٠٠ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠ ص ٤٣٩).

(١٠) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(١١) الأصل وم : الفراء ، والمثبت عن «ز».

٤١٣

أخبرنا (١) أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا محمّد بن علي بن يعقوب ، أنا علي بن الحسن بن علي الجرّاحي.

ح قال : وأنا ابن خيرون ، أنا الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما ، أنا جدي لأمي إسحاق بن محمّد النّعالي ، قالا : أنا عبد الله بن إسحاق المدائني ، نا قعنب بن المحرّر (٢) الباهلي ، قال : ومات علي بن الحسين بالمدينة سنة اثنتين وتسعين.

أخبرنا (٣) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، حدّثني إبراهيم بن المنذر ، حدّثني معن قال : توفي أنس بن مالك ، وعلي بن حسين ، وأبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث ، وعروة بن الزبير سنة ثلاث وتسعين ، وقال بعضهم : سنة أربع ، وقيل : خمس وتسعين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، نا الحسين بن النضر ، ويحيى بن المغيرة ، عن سليمان بن بلال ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه : أن علي بن حسين مات سنة أربع وتسعين ، ودفن بالبقيع في أول السنة.

قال النضر : وحدّثني إسحاق الفروي عن عبد الحكيم بن أبي فروة مثله.

قال أبو سليمان : وفيه اختلاف ، وهذا أثبت من الأوّل.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر ـ إجازة ـ أنا سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (٤) ، نا محمّد بن عمر ، حدّثني حسين بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب قال : مات أبي علي بن حسين سنة أربع وتسعين ، وصلينا عليه بالبقيع.

قال محمّد بن سعد : أهل بيته (٥) وأهل بلده أعلم بذلك.

قال : ونا ابن سعد (٦) ، أنا عبد الرّحمن بن يونس ، عن سفيان ، عن جعفر بن محمّد

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٢) الأصل وم و «ز» : المحرز ، تصحيف ، والتصويب عن تهذيب الكمال ، ضبطت اللفظة بمهملتين ، بوزن محمّد ، عن تبصير المنتبه ٤ / ١٢٦١.

(٣) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٤) طبقات ابن سعد ٥ / ٢٢١.

(٥) «وأهل بيته» مكررة بالأصل وم ، والمثبت يوافق «ز» ، وطبقات ابن سعد ، والعبارة فيها :

قال : وسمعت الفضل بن دكين يقول : مات سنة اثنتين ولم يصنع شيئا ، أهل بيته وأهل بلده أعلم بذلك منه.

(٦) المصدر السابق.

٤١٤

قال : مات علي بن حسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة.

قال محمّد بن عمر : فهذا يدلّك على أن علي بن حسين كان مع أبيه وهو ابن ثلاث أو أربع وعشرين سنة ، وليس قول من قال : إنه كان صغيرا ولم يكن أنبت بشيء ، ولكنه كان يومئذ مريضا ، فلم يقاتل ، وكيف يكون يومئذ لم ينبت ، وقد ولد له أبو جعفر محمّد بن علي؟ ولقي أبو جعفر جابر بن عبد الله ، وروى عنه ، وإنما (١) مات جابر سنة ثمان وتسعين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، نا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العباس ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا محمّد بن إسماعيل ، حدّثني هارون ، نا علي بن جعفر بن محمّد أن جده علي بن حسين مات سنة أربع وسبعين.

قال : ونا البخاري ، حدّثني هارون بن محمّد قال : سمعت بعض أصحابنا قال : مات سليمان بن يسار ، وسعيد بن المسيّب ، وعلي بن الحسين ، وأبو بكر بن عبد الرّحمن ، يقال : سنة الفقهاء سنة أربع وتسعين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ أن عبد العزيز بن أحمد حدثه ، أنا محمّد بن عبيد الله المنيني (٢) ، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان القرشي ، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، أنا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا علي بن عبد الله التميمي (٣) ، قال علي بن الحسين بن علي : يكنى أبا الحسين ، مات سنة أربع وتسعين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ (٤) ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين (٥) بن شهريار ، نا أبو حفص الفلّاس قال : ومات سعيد بن المسيّب ، وعلي بن الحسين ، وعروة بن الزبير ، وأبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام سنة أربع وتسعين.

أخبرنا (٦) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا الحسن بن محمّد بن

__________________

(١) الأصل : وانه ، والمثبت عن م ، و «ز» ، وابن سعد.

(٢) كذا بالأصل ، واللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير ، وفي «ز» : المثنى.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : السلمي.

(٤) بياض مكانها في «ز» ، وعلى هامشها كتب : طمس بالأصل.

(٥) الأصل : الحسن ، تصحيف ، والتصويب عن م ، و «ز» ، والسند معروف.

(٦) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

٤١٥

الحسن ، نا محمّد بن عبد الله بن سليمان ، نا ابن نمير ، قال : مات علي بن الحسين سنة أربع وتسعين.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو (١) غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، قال : وكان علي بن الحسين يكنى أبا الحسن ، وتوفي سنة أربع وتسعين.

قال الزبير : قال عمّي مصعب بن عبد الله (٢) : وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات فيها منهم.

قال الزبير : ودفن علي بن الحسين بالبقيع ، وقد لقي علي بن الحسين جابر بن عبد الله ، وروى عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري (٣) ، أنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ نا عبد الله بن عبد الرّحمن السكري ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلّام قال : سنة أربع وتسعين فيها توفي علي بن حسين ، أبو محمّد.

أخبرنا (٤) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : وقال ابن بكير : مات علي بن الحسين سنة خمس وتسعين.

قرأت على أبي غالب ، وأبي (٥) عبد الله ابني البنّا ، عن أبي الحسن بن مخلد ، أنا أبو الحسن بن خزفة (٦) ، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، أنا ابن أبي خيثمة قال : قال علي بن محمّد المدائني : توفي علي بن الحسين سنة مائة ، ويقال : سنة تسع وتسعين.

٤٨٧٦ ـ علي بن الحسين (٧) بن علي

أبو الحسن السّميساطي الثغري (٨) المقرئ

قرأ على أبي الحسن محمّد بن النّضر بن الأخرم الدمشقي (٩).

__________________

(١) فوقها في ز : «ح» بحرف صغير.

(٢) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٥٨ و ٥٩.

(٣) في «ز» : السوسي. تصحيف ، والسند معروف.

(٤) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٥) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٦) الأصل و «ز» ، وفي م : خرمه ، تصحيف.

(٧) في «ز» : الحسن ، تصحيف.

(٨) إعجامها مضطرب بالأصل ، وتقرأ في «ز» : البغوي ، والمثبت عن م.

(٩) ترجمته في معرفة القراء الكبار ١ / ٢٩٠ رقم ٢٠٦.

٤١٦

قرأ عليه أبو علي الأهوازي بحرف ابن عامر.

٤٨٧٧ ـ علي بن الحسين (١) بن علي بن المظفر

أبو تراب الرّبعي المقرئ

المعروف بالأمير سعيد الدولة ابن السّيوري

سمع بدمشق رشأ بن نظيف ، وأبا عبد الله محمّد بن علي بن (٢) الحسين الكوفي المعروف بابن الحافظ ، وأبا القاسم السّميساطي.

وقرأ القرآن بعدة روايات ، وكتب له بخط حسن أشياء من علوم القرآن ، وكان يقول الشعر.

كتب عنه : غيث بن علي بصور ، وأنشدنا عنه أبو الحسن (٣).

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنشدنا الأمير سعيد الدولة أبو تراب علي بن الحسين الرّبعي على باب [داره](٤) بصور ، أنشدنا أبو الحسن رشأ بن نظيف عند سماعنا منه كتاب المجالسة في سنة خمس وثلاثين وأربعمائة بدمشق في داره ، أنشدنا أبا هشام (٥) ، أنشدنا أبو القاسم الزّجّاجي ، أنشدني أبو إسحاق الزّجّاج قال : من أحسن ما قيل في الشيب قول ابن (٦) الرومي ، قال : وأنشدنيه لنفسه :

كما لو أردنا أن نحيل شبابنا

مشيبا ولم يأن المشيب تعذّرا

كذلك يعنّينا إعادة شيبنا

شبابا إذا ثوب الشباب تحمّرا

أبى الله تدبير ابن آدم نفسه

وأنّى يكون العبد إلّا مدبرا

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي : سألت الأمير سعيد الدولة أبا تراب علي بن الحسين عن مولده؟ فقال : لليلة بقيت من رجب سنة أربع وعشرين وأربعمائة بدمشق ، وأبي من البصرة.

قال لي أبو عبد الله محمّد بن الحسن بن أحمد بن الملحي ، وكتبه لي بخطه ابن

__________________

(١) في «ز» : الحسن ، تصحيف.

(٢) «علي بن» استدرك على هامش «ز» ، وبعدها صح.

(٣) في «ز» : الفقيه أبو الحسن.

(٤) بياض بالأصل ، واللفظة غير مقروءة في م لسوء التصوير ، والمستدرك عن «ز».

(٥) كذا بالأصل ، وفي م : «براء» وفي «ز» : ابن بزار.

(٦) الأصل : «قيل الرومي» واللفظة غير واضحة في م ، والمثبت عن «ز».

٤١٧

السيوري سعيد الدولة الرّبعي ، رأيته بدمشق يعرج إذا مشى ، له شعر مأثور ، وصيت مذكور.

أنشدنا أبو الحسن الفقيه الشافعي ، أنشدني أبو تراب علي بن الحسين المقرئ لبعض الشعراء في قاضيين كان أحدهما يعزل ويولّى الآخر في كل وقت :

عندي حديث ظريف بمثله يتغنّا

من قاضيين يعزّى هذا وهذا يهنّا

هذا يقول اكرهونا وذا يقول استرحنا

ويكذبان ونهدى فمن تصدق منّا

قرأت بخط أبي الفرج الخطيب ، أنشدنا الأمير أبو تراب علي بن الحسين الربعي لنفسه من قصيدة :

حلفت بحسن رمان النّهود

إذا ما حملته أغصان القدود

وحسن القرب من بعد التنائي

وطيب الوصل من بعد الصّدود

وما زرع الحياء إذا التقينا

بأوجهن من ورد الخدود

وما نظمت دموعي يوم بانوا

عليّ لياتهن من العقود

وما حملت حمائلهم وحازت

قبابهم من الحسن الفريد

وما أبقوه من جزع مقيم

أكابده ومن صبر بعيد

فلقد فقد الندى والجود حتّى

أعادهما ندى كفّ السديد

قرأت بخط أبي الفرج أيضا ، حدّثني فهيد المقدسي أنّ صديقنا ابن السيوري الشاعر توفي بدمشق في آخر شوّال من السنة يعني سنة إحدى وثمانين.

قرأت عليه وأجازني ، وكتب لي شيئا من شعره.

وذكر أبو محمّد بن [الأكفاني قال : وفيها يعني سنة اثنتين](١) وثمانين (٢) وأربعمائة [توفي](٣) علي بن الحسين الربعي في ذي القعدة.

وذكر لي أبو محمّد [في موضع آخر :](٤) أنه توفي في سنة إحدى وثمانين (٥) وأربعمائة (٦).

__________________

(١) ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل ، واستدرك عن «ز».

(٢) بالأصل : وثلاثين والمثبت عن «ز».

(٣) بياض بالأصل والمستدرك عن «ز».

(٤) بياض في الأصل ، والمستدرك عن «ز».

(٥) بالأصل : وثلاثين والمثبت عن «ز».

(٦) من قوله : وفيها يعني إلى هنا بياض في م.

٤١٨

٤٨٧٨ ـ علي (١) بن الحسين بن علي بن كردي الأنباري

قدم دمشق مع أبيه في صحبة بدر الجرشي في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وكان أبوه كاتبا لناصر الدولة بن حمدان علي الحاج له ذكر.]

٤٨٧٩ ـ علي بن الحسين [بن علي](٢)

أبو الحسن العجمي البزّار

كتب عنه رشأ بن نظيف (٣).

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش المقرئ [عنه](٤) أنشدني أبو الحسن علي بن الحسين بن علي العجمي البزار قال : قرأت في بعض الكتب :

[تبارك من](٥) لو شاء ملكته (٦) رمسي

وأنس بالإيحاش من خلقه أنسي

[وباعد](٧) ما بيني وبين داره (٨) كبعد

مغيب الشمس من مطلع الشمس

٤٨٨٠ ـ علي بن الحسين (٩) بن علي بن الحسين

ابن أحمد بن جعفر بن الفضل

أبو الحسن بن أبي علي المصري (١٠)

يعرف بابن أشليها

سمعه أبوه صغيرا من أبي القاسم بن أبي العلاء ، والفقيه أبي الفتح المقدسي ، وأبي

__________________

(١) الترجمة التالية سقطت من الأصل وم ، واستدركت بتمامها عن «ز».

(٢) بياض بالأصل وم ، والمستدرك عن «ز».

(٣) بالأصل : كتب شيبان بن محمد (وبعدها بياض). وفي م : كتب عنه (ثم بياض) والمثبت عن «ز».

(٤) بياض بالأصل وم ، والمستدرك عن «ز».

(٥) ما بين معقوفتين زيادة عن «ز».

(٦) في «ز» : «ملكني نفسي» والرجز سقط من م.

(٧) زيادة عن «ز».

(٨) كذا بالأصل ، وفي م : «ذلك» وفي «ز» : ديارهم.

(٩) في «ز» : الحسن ، تصحيف.

(١٠) غير مقروءة بالأصل ، ومكانها بياض في م ، والمثبت عن «ز».

٤١٩

الفضل أحمد بن (١) علي بن الفرات.

سمعت منه شيئا.

أخبرنا (٢) أبو الحسن علي بن الحسين بن (٣) علي المصري ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، قال : قرئ على أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي المقرئ ، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان النّجّاد ، نا يحيى بن جعفر ، نا عبد الوهاب ، نا سعيد ، عن أبي معشر ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة أنها قالت :

كنت أفرك بيدي فركا من ثوب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا رأيته فأغسله ، فإن خفي عليك فرششته أو أنضح حياله [أو نحوه](٤).

شك (٥) سعيد.

ولد أبو الحسين ابن أشليها سنة تسع وسبعين وأربعمائة ، وتوفي يوم الأحد ، ودفن من يومه العشرين أو السابع والعشرين من شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.

٤٨٨١ ـ علي بن الحسين بن عمرو بن شعيب بن عمر

ويقال : علي بن شعيب بن عمرو بن شعيب

أبو الحسن الضّبعي (٦)

حكى عن أبي الحسن موسى بن محمّد المعروف بالديلمي ، ولقيه بأنطاكية.

حكى عنه أبو الحسين (٧) الرازي.

٤٨٨٢ ـ علي بن الحسين بن محمّد بن هاشم

أبو الحسن البغدادي الوراق (٨)

حدّث بدمشق عن أبي العبّاس أحمد بن عمر بن زنجويه القطّان ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، والقاسم بن زكريا المطرّز ، ومحمّد بن هارون بن حميد ، وأحمد بن الحسين بن علي صاحب الكسائي ، وأبي إسحاق إبراهيم بن موسى الجوزي ،

__________________

(١) ما بين الرقمين استدرك على هامش م.

(٢) كتب فوقها في «ز» : «س» بحرف صغير.

(٣) ما بين الرقمين استدرك على هامش م.

(٤) بياض بالأصل وم ، والمستدرك عن «ز».

(٥) مكانها بياض في م.

(٦) مكانها بياض في م.

(٧) في «ز» : الحسن ، تصحيف.

(٨) ترجمته في تاريخ بغداد ١١ / ٤٠٠.

٤٢٠