تاريخ مدينة دمشق - ج ٤١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٤٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

وتوفي ... (١) من سنة أربع عشرة وخمسمائة ، ودفن في مقبرة باب الصغير.

٤٨٣٩ ـ علي بن الحسن بن رجاء بن طعان

أبو القاسم المحتسب

روى عن أبوي بكر : بن خريم والخرائطي ، وأبي الحسن محمّد بن أحمد بن عمارة ، وأبي يحيى زكريا بن أحمد البلخي ، وإبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان ، وأبي الحسين عثمان بن محمّد الذهبي ، والحسن بن حبيب الحصائري (٢) ، وأبي نصر قيس بن بشير بن السندي (٣) ، وأبي الدحداح ، وأبي الحسن بن جوصا ، وأبي يعقوب الأذرعي ، وطاهر بن محمّد الإمام ، ومحمّد بن جعفر بن هشام بن ملّاس ، وأبي علي بن شعيب الأنصاري [ومكحول](٤) البيروتي.

روى عنه : تمام بن محمّد ، وأبو الحسن (٥) الميداني ، وأبو الحسين بن السمسار ، ومكي بن محمّد بن الغمر ، وسعيد بن عبيد الله [بن محمد بن فطيس ، وأبو القاسم الحسين بن ذكر بن محمّد العكاوي ، وأبو المعمر مسدد بن علي بن عبد الله](٦) الأملوكي ، وأبو نصر بن الجبّان ، وأبو العباس أحمد بن محمّد بن زكريا الفسوي (٧) ، وأبو بكر محمّد بن عبد الله بن الحسين المقرئ ، وعبد الغني بن سعيد المصري ، وأبو علي الحسين بن سعيد بن المهند الشيرازي ، وأبو العباس الوليد بن بكر بن مخلد الأندلسي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبي أبو الحسين ، أنا أبو الحسن بن السمسار ، أنا أبو القاسم علي بن الحسن بن رجاء بن طعّان ، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عمارة (٨) ، نا سعيد بن يحيى الأموي ، نا أبو معاوية الضرير عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن أنس قال :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كثيرا ممّا يقول : «يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك» ، قال :

__________________

(١) الكلام في الأصل متصل ، ويبدو الاضطراب في العبارة ، وفي م بياض ، وفي «ز» : بياض وكتب على هامشها : بياض بالأصل. والذي في سير أعلام النبلاء عن ابن عساكر أنه مات سنة ٥١٤.

(٢) في «ز» : الحضائري ، تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٨٣.

(٣) الأصل وم ، وفي «ز» : السماك.

(٤) سقطت من الأصل واستدركت عن م و «ز».

(٥) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م و «ز» ، وهو علي بن موسى بن الحسين ، أبو الحسن الدمشقي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٠٦.

(٦) ما بين معقوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن م و «ز».

(٧) في «ز» : البسوي ، وفي م : النسوي.

(٨) الأصل : عباده ، والمثبت عن «ز» ، وم.

٣٢١

فقلنا : يا رسول الله ، وقد آمنا بك ، وصدّقنا بما جئت به ، أتخاف علينا؟ قال : «نعم ، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله عزوجل يقلبها» [٨٢٨٢].

أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن محمّد بن أبي منصور الرماني الدّامغاني ـ بالدّامغان ـ نا أبو بكر بن خلف ـ إملاء ـ قال : سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن السلمي يقول : سمعت أبا العباس أحمد بن محمّد بن زكريا يقول : سمعت علي بن الحسن بن طعّان يقول : أنشدني بعض أصحابنا لسمنون.

وأنشدنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنشدنا القاضي أبو الحسن كامل بن ديسم بن مجاهد العسقلاني ـ ببيت المقدس ـ أنشدنا محمّد بن الحسين بن علي بن التّرجمان ، أنشدنا أبو العبّاس النسوي ، أنشدني أبو القاسم علي بن الحسن بن رجاء بدمشق ، أنشدنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب لسمنون :

أمسى بخدّي للدموع رسوم

أسفا عليك ، وفي الفؤاد كلوم

والصبر يحسن في المصائب كلها

إلّا عليك فإنّه مذموم

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، حدّثني (١) أبو الحسن مكي بن محمّد بن الغمر (٢) ، حدّثني أبو القاسم علي بن الحسن بن رجاء بن طعّان قال :

بعت ملكا لي بسبعين دينارا لحاجة لي ، وقبضت المال ، وأشهدت وعدت إلى داري والمال في كفي ، فلقيني أبو بكر بن فطيس ، فقال لي : يا أبا القاسم قد اشتريت ملكا وعازني في ثمنه خمسون دينارا فسلّفني إياها على أنسخ لك على حساب مائتي ورقة بدينار ، وكان ينسخ مائة بدينار ، ففتحت كيسي (٣) ، ودفعت (٤) إليه الدنانير كلها ، وبعت ملكا آخر لحاجتي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني قال : وجدت على ظهر كتاب تاريخ أبي زرعة ، مات أبو القاسم علي بن الحسن بن رجاء بن طعّان المحتسب ليلة الاثنين لاثنتي عشرة (٥) خلون من شوّال ، سنة ست وسبعين وثلاثمائة ، وصلّى عليه أبو الحسن بن

__________________

(١) ما بين الرقمين سقط من «ز».

(٢) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «كمي».

(٣) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «كمي».

(٤) بالأصل وم : «ففتحت كيس» والمثبت «ودفعت إليه» عن «ز».

(٥) بالأصل : «لاثني عشرة» وفي «ز» : «لاثني عشر» والتصويب عن م.

٣٢٢

بلاغ ، إمام الجامع بدمشق ، وكفّن ببردة ، قال عبد العزيز : حدث عن ابن خريم ، وابن جوصا ، ومحمّد بن أحمد بن عمارة (١) ، ومحمّد بن جعفر (٢) الخرائطي وغيرهم.

٤٨٤٠ ـ علي بن الحسن بن طاوس بن سكر

أبو الحسن العاقولي (٣) المقرئ المعروف بتاج القرّاء

سكن دمشق ، وسمع ببغداد : أبا القاسم عبد الملك (٤) بن محمّد بن بشران ، وأبا طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه ، وأبا علي بن المذهب ، وأبا القاسم التّنوخي ، وأبا عبد الله محمّد بن علي الصّوري ، والقاضي أبا عبد الله الحسين بن علي بن محمّد الصيمري (٥) ، وأبا الحسين أحمد بن علي بن الحسين التّوّزي ، وأبا القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري ، وبدمشق : أبا عبد الله بن سلوان ، وأبا الحسن بن أبي نصر ، وأبا الحسن علي بن الحسين بن صدقة بن الشرابي ، وأبا بكر الخطيب (٦) ، وأبا الحسين (٧) بن الترجمان الرملي.

روى عنه غيث ، وحدّثنا عنه أبو الفتح الفقيه ، وتمّام الظني (٨) ، وأبو إسحاق الخشوعي ، وأبو القاسم بن السّوسي.

أخبرنا (٩) أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، وأبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات ، وأبو القاسم تمام بن عبد الله بن المظفر الظني (١٠) ، قالوا : أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن طاوس المقرئ ، ـ قال نصر الله : بصور ، وقالا : ـ بدمشق ، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، أنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن النّجاد ، نا الحارث بن محمّد ، نا عبد الوهاب بن عطاء ، أنا داود بن أبي (١١) هند ، عن الشعبي ، عن

__________________

(١) الأصل : عبادة ، والمثبت عن م و «ز».

(٢) الأصل : سعد ، والتصويب عن م و «ز».

(٣) العاقولي هذه النسبة إلى دير العاقول وهي بليدة على خمسة عشر فرسخا من بغداد ، وقد ينسب إليها : الدير عاقولي (الأنساب).

(٤) الأصل : عبد الله ، تصحيف ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٥) بالأصل : «الص» فقط ورد حرف الصاد من الكلمة ، وفي «ز» : الصميري ، وفي م بياض ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦١٥.

(٦) أقحم بعدها بالأصل وم : وأبا الخطيب.

(٧) الأصل : الحسن ، والمثبت عن م ، و «ز».

(٨) كذا رسمها بالأصل ، وفي م و «ز» : «الطبي» قارن مع المشيخة ٣٥ / أ.

(٩) فوقها في «ز» ، كتب : «س» بحرف صغير.

(١٠) في «ز» : «الغنى» وسقطت اللفظة من م.

(١١) «أبي» سقطت من «ز».

٣٢٣

جرير قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يصدر المصدّق ، إذا جاءكم (١) المصدّق فلا يصدر إلّا وهو عنكم راض» [٨٢٨٣].

ذكره أبو الفرج غيث بن علي قال : كان فكها ، حسن المحادثة ، لا بأس به ، وكتب شيئا كثيرا ، ذكر لي غير مرة : أنه نسخ إحدى وثمانين أو ثلاثا وثمانين ختمة ، ونحوا من ثلاثين ألف ورقة مثل صحيح البخاري ، ومسلم ، وسنن (٢) أبي داود وغير ذلك ، ورأيته بدمشق يكتب تعليقه القاضي أبي الطيب ، وتفسير النقاش ، ومسند أحمد بن حنبل ، وتفسير مقاتل ، وتاريخ شيخنا الخطيب ، وكان يكتب في كلّ يوم إذا أملى عليه نحوا من أربع (٣) كراريس.

وذكر أبو عبد الله محمّد بن علي بن قبيس أنه مات سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة ، وقال لنا أبو محمّد بن الأكفاني : سنة أربع وثمانين وأربعمائة ، فيها توفي أبو الحسن علي بن الحسن بن طاوس المقرئ الدّير عاقولي (٤) يوم الأحد التاسع عشر من شعبان بصور.

وذكر ابن الأكفاني في موضع آخر : أنه مات يوم الاثنين ، والأول أصح.

وكذلك ذكر غيث بن علي وذكر أنه كان قد بلغ السبعين أو نيّف عليها.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، ونقلته من خطه ، قال : رأيت ليلة يوم السبت الحادي وعشرين من شهر رمضان سنة أربع وثمانين ، جمال القرّاء هذا رحمه‌الله في المنام وحاله وزيّه صالح فسألته عن حاله ، فذكر خيرا ، فقلت : أليس قد متّ؟ قال : بلى ، قلت : فكيف رأيت الموت؟ قال : حسن ، أو جيد ، وهو مستبشر ، قلت : غفر لك ودخلت الجنة؟ قال : نعم ، قلت : فأي الأعمال أنفع؟ قال : ما ثم شيء أنفع من الاستغفار ، أكثر منه.

٤٨٤١ ـ علي بن الحسن بن عبد السّلام

ابن عبد العزيز بن المظفر

ابن أبي الحزوّر

أبو الحسن الأزدي

سمع أبا الحسن بن عوف ، والعتيقي ، وابن السمسار ، وعلي بن الحسن بن ميمون ، وأبا عبد الله محمّد بن عبد السّلام بن سعدان ، وأبا علي ، وأبا الحسين ابني أبي نصر ، وأبا

__________________

(١) «إذا جاءكم» بياض مكانها في «ز» ، وعلى هامشها كتب : كشط بالأصل.

(٢) في «ز» : ومسند.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : أربعة.

(٤) في «ز» : «العاقولي» وفي م : «الديعاقولي» وفي الثانية تصحيف.

٣٢٤

عثمان الصّابوني ، وأبا علي الأهوازي ، وأبا عبد الله محمّد بن عبد الله بن بندار بن محمّد بن كاكا المرندي ، وأبا علي الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد المكي المقرئ ، وأبا القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز القزويني.

حدّثنا عنه أبو محمّد بن صابر السّلمي ، وأبو القاسم بن عبدان ، ونصر بن السّوسي ، وأبو الحسن النابلسي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن علي ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزوّر الأزدي ـ بقراءتي عليه ـ سنة سبع وثمانين وأربعمائة ، وأبو محمّد عبد الله (١) بن الحسن بن الفضيل (٢) ، قالا : أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي ، نا الحسين (٣) بن جعفر بن الوضاح ، نا محمّد بن جعفر القرشي القتات ، نا أبو نعيم الفضل بن دكين ، نا سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن يزيد بن الأصم ، عن ابن عباس ، قال : قال رجل للنبي (٤) صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما شاء الله وشئت ، فقال : «جعلتني لله ندا ، بل ما شاء الله وحده» [٨٢٨٤].

ذكر أبو محمّد بن صابر أنه سأله عن مولده ، فقال : في شهر ربيع الأول ـ أو (٥) الآخر ـ من سنة أربع وعشرين وأربع مائة ، وتوفي ليلة السبت ودفن يوم السبت الثالث وعشرين من شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وأربعمائة في مقابر باب الصغير ، ثقة ، لم يكن الحديث من شأنه.

وذكر أبو محمّد بن الأكفاني أن أبا الحسن بن أبي الحزوّر الأزدي توفي في يوم السبت الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وأربعمائة ، وبلغني أنه كان يقرأ على القبور.

٤٨٤٢ ـ علي بن الحسن بن عبد المؤمن بن يحيى بن زيد

أبو الحسن الخولاني القزّاز المكفوف

حدّث عن محمّد بن سليمان المقرئ البصري.

__________________

(١) في م و «ز» : عبد الله بن عبد الرزّاق بن عبد الله بن الحسن.

(٢) بعدها في «ز» فقط :

وأخبرنا القاضي أبو الفضل يحيى بن علي نا عبد الرزّاق بن عبد الله قالوا.

(٣) الأصل وم ، وفي «ز» : الحسن.

(٤) في «ز» : إلى النبي.

(٥) بالأصل وم : «أوله آخر» والتصويب عن «ز».

٣٢٥

روى عنه أبو الحسين الرازي ، وأبو هاشم المؤدب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو الحسن بن صصرى ، أنا تمّام بن محمّد نا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد ، ثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد المؤمن الخولاني ، نا محمّد بن سليمان المنقري (١) ، نا محمّد بن يحيى النيسابوري ، نا عبد الرّزّاق ، عن معمر ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أترعوون عن ذكر الفاسق؟ اذكروه بما فيه يحذره الناس» [٨٢٨٥].

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي ، أنا علي بن الخضر ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو هاشم المؤدب ، نا علي بن الحسن بن عبد المؤمن بن يحيى الخولاني ، نا أبو جعفر محمّد بن سليمان بن داود بن عيسى المنقري البصري ، نا معاذ بن أسد بن المبارك ، نا ابن المبارك ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي عبد الرّحمن المعافري ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طوبى للغرباء» ، قيل : يا رسول الله ، ومن الغرباء؟ قال : «أناس صالحون قليل في ناس كثير ، من يبغضهم أكثر ممّن (٢) يحبّهم ، ومن يعصيهم أكثر من يطيعهم» [٨٢٨٦].

قرأت بخط أبي الحسن (٣) نجا بن أحمد ، فيما ذكره أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق : أبو الحسين (٤) علي بن الحسن بن عبد المؤمن بن يحيى بن زيد الخولاني ، ويعرف بالقزّاز ، شيخ مكفوف البصر ، مات في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.

٤٨٤٣ ـ علي بن الحسن بن علي بن ميمون

ابن بكر بن قيصر

أبو الحسن الرّبعي المعروف بابن أبي زروان (٥)(٦)

[الحافظ المقرئ ، وقرأ القرآن العظيم](٧).

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م : «المقري».

(٢) الأصل وم : «من» والتصويب عن «ز».

(٣) الأصل وم ، وفي «ز» : الحسين ، تصحيف.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : الحسن ، وفوقها ضبة ، وقد مرّ في أول الترجمة كنيته : أبا الحسن.

(٥) ضبطت بفتح الزاي وسكون الراء عن الاكمال ٤ / ١٩٣ وتبصير المنتبه ٢ / ٦٤٦ وفي م : ابن أبي مروان.

(٦) ترجمته في تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٠٨ وغاية النهاية ٢ / ٥٣٢ وسير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٨٠.

(٧) الزيادة عن «ز» ، وفي م : الحافظ الجوزي.

٣٢٦

وسمع أحمد بن عتبة بن مكين ، وأبا الفرج العباس بن محمّد (١) بن حبان ، وأبا الحسين علي بن أحمد بن عبيد الحضرمي ، وعبد الوهاب الكلابي ، وأبا الحسن محمّد بن علي بن أحمد بن أبي فروة الملطي ، وأبا القاسم عبد الله بن أحمد بن طالب البغدادي ، وعبد الرّحمن بن عثمان (٢) بن أبي نصر ، وأحمد بن عتبة السلامي ، وبكر بن محمّد بن بكر الطرائفي ، وأبا بكر محمّد بن مسلم بن السمط.

روى عنه : أبو سعد إسماعيل بن علي السمّان ، وعبد العزيز بن أحمد الصّوفي ، وأبو عبد الله بن أبي الحديد ، وأبا الحسن دحيم بن عبد الجبار بن دحيم الدّاراني ، وعلي بن الحسن بن أبي الحزوّر ، ونجا بن أحمد العطار.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ بقراءتي عليه ـ نا عبد العزيز الكتّاني ، نا أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي ، نا أبو العباس أحمد بن عتبة بن مكين ـ لفظا ـ نا محمّد بن عبد الله البيروتي مكحول ، نا سليمان بن عبد الله بن محمّد بن سليمان ، نا جدي ، عن أبيه ، حدّثني الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قال لا إله إلّا الله كتب له عشرون حسنة ، [ومن قال : الله أكبر كتب له عشرون حسنة ، ومن قال : سبحان الله كتب له عشرون حسنة](٣) ومن قال : الحمد لله كتب له ثلاثون حسنة» [٨٢٨٧].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز ، نا أبو الحسن علي بن الحسن الحافظ ـ لفظا ـ أنا أبو علي الحسن بن عبد الله بن سعيد بن عبيد الله الكندي الحمصي ، أنا أحمد بن (٤) محمّد بن خلي ، نا أبي ، نا محمّد بن آدم ، نا روح بن أسلم ، نا حمّاد ، عن ثابت ، عن أنس.

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ في الجنّة سوقا فيها كثبان المسك ، يأتونها كل جمعة ، فتهبّ الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم ، فيزدادون (٥) حسنا وجمالا ، [فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا ، فيقول لهم أهلوهم : لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا ،](٦) فيقولون :

__________________

(١) الأصل : «وأبا الفرج العباس أبو محمّد بن القصار» والمثبت عن م و «ز».

(٢) في «ز» : عبد الرحمن بن أحمد بن عثمان بن أبي نصر.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م و «ز».

(٤) في «ز» : محمّد بن أحمد ، وفوق اللفظتين علامتا تقديم وتأخير.

(٥) الأصل وم : «فيزدادوا» والمثبت عن «ز».

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.

٣٢٧

وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا» [٨٢٨٨].

قال : ونا الكتاني ، حدّثني أبو علي الحسن بن علي المقرئ وغيره ، قالوا :

توفي أبو الحسن علي بن الحسن بن ميمون بن بكر الرّبعي شيخنا ، ويعرف بابن أبي زروان يوم الجمعة الخامس والعشرين من صفر سنة ست وثلاثين وأربعمائة ، وذكر أن مولده سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ، كان حافظا للحديث ، ذكر لي أنه حفظ من حديث أحمد بن عمير (١) بن جوصا وحده [ألف](٢) حديث بأسانيدها ، وكان يحفظ غريب الحديث لأبي عبيد ، وكان يحفظ حديثا كثيرا من غير حديث ابن جوصا ألوف ، انتهت إليه الرئاسة في وقته في قراءة الشاميين (٣).

حدّث عن أحمد بن عتبة بن مكين الأطروش ، وعن أبي الحسين علي (٤) بن أحمد بن عبد الله الحضرمي البيت لهياني (٥) ويعرف بحضرمي ، والعباس بن محمّد بن حبّان وغيرهم ، وكان ثقة ، مأمونا ، صاحب أصول حسنة ، بخط تمام بن محمّد الرازى الحافظ ـ رحمه‌الله ـ.

وذكر غيره أنه توفي يوم الجمعة آخر النهار ، ودفن يوم السبت ، ودفن بباب توما ، وحضر جنازته أمة من الناس.

وذكر الأهوازي : أنه مات يوم الخميس ، ودفن يوم الجمعة بباب توما.

٤٨٤٤ ـ علي بن الحسن بن علي

أبو الحسن الشيرازي الصوفي

سمع أبا محمّد ابن جميع بصيدا.

سمع منه غيث بن علي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو حفص عمر بن الحسين بن عيسى الدّوني ، وأبو الحسن علي بن الحسن بن علي الشيرازي الصّوفيان ـ بقراءتي عليهما ـ بصور ، قالا : أنا أبو

__________________

(١) الأصل وم : عمر ، تصحيف والتصويب عن «ز».

(٢) سقطت من الأصل وم واستدركت للإيضاح عن «ز» ، وسير أعلام النبلاء.

(٣) الخبر في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٨١ من طريق الكتاني. وانظر تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٠٨.

(٤) في «ز» : أحمد بن علي ، وفوق اللفظتين علامتا تقديم وتأخير.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، والنسبة إلى بيت لهيا : البتلهي. وبيت لهيا من قرى غوطة دمشق.

٣٢٨

محمّد الحسن بن محمّد بن جميع بصيدا ، أنا جدي أحمد بن محمّد بن عبدان ، هو القزّاز ، بمكة ، نا أبو مصعب.

ح وأخبرناه (١) عاليا أبو المظفّر بن القشيري [وأبو محمّد السيدي قالا : أنا](٢) ، أبو عثمان البحيري ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد ، نا أبو مصعب.

نا مالك ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل» [٨٢٨٩] سمع غيث من أبي الحسن في شعبان سنة إحدى وستين وأربعمائة.

٤٨٤٥ ـ علي بن الحسن بن علي بن أبي الفضل

أبو الحسن بن الكفرطابي (٣)

حدّث عن أبي بكر عبد الله بن محمّد الحنّائي.

روى عنه : أبو الفضائل الحسن بن الحسن المؤدب.

أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أبي الفضل الكفرطابي بدمشق سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة ، أنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن هلال الحنائي البغدادي (٤) سنة تسع وتسعين وثلاثمائة :

نا أبو يوسف يعقوب بن عبد الرّحمن بن أحمد بن يعقوب الجصاص في سنة ثلاثين (٥) وثلاثمائة ، نا عبد الله بن محمّد بن أيوب ، نا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن مروان بن سالم ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ أوّل ما يجازى به المؤمن أن يغفر لجميع من اتّبع جنازته» [٨٢٩٠].

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة السّلمي ، نا أبو القاسم الحنّائي ، نا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن هلال الحنّائي ، فذكره بإسناده مثله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، قال : قال محمّد (٦) بن علي الحداد : كان علي بن

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير. وبالأصل وم : «وأخبرنا أبو» والمثبت : وأخبرناه عن «ز».

(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن «ز» ، ومكانها بالأصل :«بن بلال» وفي م : «وابن محمّد ... قالا ، أنا».

(٣) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى كفرطاب ، بلدة من بلاد الشام ، عند معرة النعمان بين حلب وحماه (الأنساب).

(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٤٩.

(٥) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م : ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.

(٦) «محمّد بن» استدرك على هامش «ز» ، وبعده صح.

٣٢٩

الحسن الكفرطابي قليل الدين على ما ذكر لي ، ومات بعلة الفالج.

وأخبرنا أبو محمّد أيضا ، نا عبد العزيز قال : توفي أبو الحسن علي بن الحسن الكفرطابي يوم الجمعة الرابع من شهر ربيع الآخر سنة ست وخمسين وأربعمائة ، حدّث عن أبي بكر عبد الله بن محمّد بن هلال الحنّائي بشيء يسير.

٤٨٤٦ ـ علي بن الحسن بن علي بن سعيد بن محمّد بن سعيد

أبو الحسن بن أبي علي العطّار

كان أبوه مقدم الشهود بدمشق ، وسمّعه الحديث الكثير من أبوي القاسم السّميساطي والحنّائي ، وأبي بكر الخطيب وغيرهم.

كان أبوه مقرئا ، فاشترى له جارية مغنية ، فتعلم منها الغناء ، ثم افتقر فكان يغني في مجالس الشرب ، ويشرب الخمر إلى أن كبر وضعف ، وساءت حاله ، فرغبناه في التوبة ، فتاب ، وترك الغناء مدة ، وسمعنا منه قطعة من تاريخ بغداد ، وأدب الكاتب لابن قتيبة ، ومشكل القرآن له عن الخطيب ، وأجزاء منشورة ، وخرجت إلى بغداد سنة عشرين وخمسمائة وتركته حيا.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، أنا أبو القاسم السّميساطي ، نا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي ـ بدمشق ـ سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة ، نا سعيد بن عبد العزيز الحلبي ، نا أبو نعيم عبيد بن هشام ، نا مالك ، عن عبد الله بن يزيد ، عن ابن (١) عيّاش الزّرقي ، عن سعد بن أبي وقّاص : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى أن يباع الرّطب بالتمر [٨٢٩١].

سئل أبو الحسن بن سعيد عن مولده فقال : في رجب سنة خمس وأربعين.

وتوفي أبو الحسن في صفر سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة ودفن بباب الصّغير.

٤٨٤٧ ـ علي بن الحسن بن علي بن عبد الواحد

ابن موحّد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلامة

أبو الحسن السّلمي المعروف بابن المقرئ (٢)

سمع أبا الفضل عبد الوهاب بن علي.

__________________

(١) الأصل : «عن» تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «ابن البري» وفي المختصر : ابن البري.

٣٣٠

قرأت عليه جزء ابن أبي ثابت ، ولم تكن طريقته في أوّل عمره مرضية.

أخبرنا (١) أبو الحسن بن البرّي ، أنا عمّي أبو الفضل عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن البرّي ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت ، نا محمّد بن حمّاد الظّهراني ، أنا عبد الرّزّاق ، أنا معمر ، عن همّام بن منبّه (٢) ، عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خفّف على داود القرآن ، وكان يأمر بدوابّه فتسرح ، فيقرأ القرآن قبل أن تسرح ، وكان لا يأكل إلّا من عمل يديه».

توفي أبو الحسن (٣) سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.

٤٨٤٨ ـ علي بن الحسن بن عمر أبو

الحسن القرشي الزهري المعروف بالثّمانيني

سمع بدمشق أبا القاسم الحسين بن محمّد الجنّابي ، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني ، وبغيرها : أبا بكر محمّد بن علي بن محمّد بن عمر النيسابوري الغازي ، وأبا الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد بن يوسف الحوفي ، وأبا خازم (٤) بن الفراء.

روى عنه أبو بكر الخطيب ، والفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، نا نصر بن إبراهيم ـ إملاء ـ أنا أبو الحسن علي بن الحسن القرشي ـ رحمه‌الله ـ أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد النيسابوري ، قال : قرأت على أبي سعد عبد الملك (٥) بن محمّد الواعظ ، حدّثكم أبو عمرو محمّد بن جعفر بن مطر ، نا أبو العبّاس أحمد بن عبد الله الشّجاعي ـ بالبصرة ـ أنا عثمان بن صالح ، نا أصرم بن حوشب ، نا قرّة ابن خالد عن الضحاك بن مزاحم ، عن ابن عباس قال :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اليوم الرّهان وغدا السباق ، والغاية الجنة ، والهالك من دخل النار ، وأنا الأول ، وأبو بكر المصلّي (٦) يعني الثاني ، وعمر الثالث ، والناس بعدنا على الأول فالأول» [٨٢٩٢].

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : «س» بحرف صغير.

(٢) الأصل : «قتيبة» تصحيف ، والتصويب عن م ، و «ز».

(٣) بعدها في م و «ز» بياض ، وكتب بهامش «ز» : بياض بالأصل ، والكلام متصل بالأصل والعبارة سليمة ولا يبدو فيها أي اضطراب.

(٤) الأصل وم و «ز» : حازم ، بالحاء المهملة تصحيف ، مرّ التعريف به.

(٥) الأصل : «عبد الله» والمثبت عن م و «ز».

(٦) صلّى الفرس : تلا السابق.

٣٣١

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي ، توفي أبو الحسن بن عمر الثّمانيني القرشي بصور يوم الاثنين الحادي عشر من رجب سنة تسع وخمسين وأربعمائة.

حدّث عن القاضي أبي الفضل محمّد بن أحمد السّعدي والمطوّعي وطبقته ، وكان رجلا صالحا.

حدّث عنه نصر الفقيه وجماعة ، ولم أسمع منه شيئا.

٤٨٤٩ ـ علي بن الحسن بن علّان بن عبد الرّحمن

أبو الحسن الحرّاني الحافظ (١)

قدم دمشق سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة من حلب ، وصنّف تاريخ الجزيرة.

وروى عن أبي يعلى الموصلي ، وأبوي بكر : محمّد بن أحمد بن أبي شيبة البغدادي ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وأبي يحيى عباد بن علي بن مرزوق السيريني البصري ، ومحمّد بن هارون بن حميد ، ومحمّد بن أحمد بن عبد الله بن محمّد بن سليمان بن أبي داود الحرّاني ، ومحمّد بن جعفر بن أحمد بن عوسجة البغدادي ، وأبي طالب أحمد بن نصر بن طالب ، وجعفر بن محمّد الوزّان ، ومحمّد بن القاسم بن سيّار الدقاق ، ومحمّد بن سفيان المصّيصي ، والفضل بن محمّد الباهلي الأنطاكي ، وأبي بكر بن أبي داود ، والعباس بن محمّد بن أبي شحمة ، وأحمد بن موسى بن معدان الحرّاني ، وأبي سعيد أحمد بن طاهر الحرّاني ، ومحمّد بن أحمد بن السلم (٢) الضّرّاب ، وسعيد بن هاشم الطّبراني ، وأبي بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح الحرّاني ، والمفضّل بن محمّد الجندي ، وأبي عبد الرّحمن القاسم بن يحيى بن نصر بن أخي سعدان ، والحسن بن عبد الله الرّقّي ، وعبد الله بن أبي سفيان الموصلي ، ومحمّد بن علي بن الحسن بن حرب ، ومحمّد بن جرير الطّبري ، وأبي القاسم البغوي ، وأحمد بن عبد الله بن عبد الرّحمن القرشي ، والخضر بن أحمد بن أمية ، وعبد الله بن زيدان بن بريد (٣) البجلي ، وأبي عروبة الحرّاني ، وأبي الطّيّب محمّد بن أحمد بن حمدان بن عيسى الرّسعني ، وعبد الله بن عتّاب الزّفتي (٤) الدمشقي.

__________________

(١) انظر ترجمته في : النجوم الزاهرة ٤ / ١٣ وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٠ وتذكرة الحفاظ ٣ / ٩٢٤ وشذرات الذهب ٣ / ١٧.

(٢) في «ز» : السالم.

(٣) الأصل و «ز» : «يزيد» تصحيف ، والصواب عن م. ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٣٦.

(٤) بالأصل وم و «ز» : الرقي ، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٦٤.

٣٣٢

روى عنه : تمام بن محمّد ، وأبو العباس أحمد بن محمّد بن الحاج بن يحيى ، وعبد الرّحمن بن عمر بن نصر ، وأبو عبد الله بن مندة ، وأبو العباس محمّد بن موسى بن السمسار ، وأبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن الطّبيز ، وسمع منه بحلب (١).

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، نا أبو الحسن علي بن الحسن بن علّان الحرّاني الحافظ ، نا محمّد بن علي بن الحسن بن حرب ، نا سليمان بن عمر بن خالد قال : سمعت مسلمة بن سعيد بن عبد الملك يحدث ـ أي في دكانه ـ عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يوتر بخمس ركعات لا يفصل في شيء منهن إلّا الخامسة [٨٢٩٣].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى ، أنا تمّام بن محمّد ، أخبرني أبو الحسن علي بن الحسن بن علّان الحرّاني بدمشق ، وكان فهما ، بحديث ذكره.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ قراءة ـ نا عبد العزيز الكتاني ، حدّثني ابن الميداني ، قال : توفي أبو الحسن علي بن الحسن بن علّان الحرّاني يوم الثلاثاء يوم الأضحى سنة خمس وخمسين (٢) ، وصلّى عليه أبو العباس بن النّجّاد.

قال عبد العزيز : يروي عن أبي يعلى الموصلي ، وأبي عروبة وغيرهما ، حدّثنا عنه تمام بن محمّد ، وكان ثقة حافظا نبيلا.

٤٨٥٠ ـ علي بن الحسن بن الفتح

أبو الحسن الأنصاري (٣) الكتاني

سمع سهل بن بشر الإسفرايني.

سمع منه ابني أبو محمّد (٤) ، ولم يتفق لي السماع منه ، وكان يمشي مع متولي الجامع ، ويتصرّف في بعض أمور الجامع ، توفي في العشر الأول من رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة ، وهو أخو فضائل الذي سمعت منه.

__________________

(١) بياض في «ز» مكان «بحلب» وكتب على هامشها : كشط بالأصل.

(٢) يعني وثلاثمائة ، وانظر سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢١.

(٣) بياض في «ز».

(٤) من قوله : سهل إلى هنا بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.

٣٣٣

[أخبرنا (١) أبو الحسن علي بن الحسن بن الفتح ـ بقراءتي عليه ـ أنا سهل بن بشر ، أنا محمد بن الحسين ، أنبأ أبو طاهر الذهلي ، نا يوسف بن يعقوب ، نا سليمان بن حرب ، نا حماد عن أيوب قال : قال أنس بن مالك : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أرحم الناس بالصبيان وكان .... (٢) [٨٢٩٤].

٤٨٥١ ـ علي بن الحسن بن القاسم

ابن عبد الله بن محمّد بن الحسن بن المترفق (٣)

أبو الحسن البغدادي ثم الطّرسوسي الصوفي (٤)

حدّث بدمشق ومصر عن أبي الفضل العباس بن أحمد الخواتيمي الطّرسوسي ، وسليمان بن أحمد بن أبي صلاية الرقي ، وسليمان بن أحمد بن أيوب الطّبراني ، وأبي القاسم عبد الله بن محمّد الموصلي الخطيب ، وأبي بكر محمّد بن أحمد بن الحسن المصيصي الفراء ، وأبي علي محمّد بن علي الإسفرايني ـ بأسفراين ـ وعبد الله بن عدي الجرجاني الحافظ ، وأبي بكر أحمد بن محمود المروزي القاضي ، وأبي العبّاس أحمد بن محمّد الدامغاني ، وأبي الحسين أحمد بن محمّد المالكي.

روى عنه أبو نصر بن الجبّان ، وأبو الحسن بن السّمسار ، وعبد الوهاب الميداني ، وأبو الحسن العتيقي ، وتمّام بن محمّد ، وأبو محمّد عبد الله بن علي بن أبي عقيل الصّوري ، وأبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن (٥) عمر الصّوّاف الخولاني المصري ، وأبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الرّبعي ، وأبو علي الأهوازي ، ورشأ بن نظيف ، وشعيب بن عبد الرّحمن بن عمر بن نصر ، وأبو القاسم بن الحنّائي.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي ، أنا أبو علي الأهوازي ـ قراءة ـ نا أبو الحسن علي بن الحسن بن القاسم الصوفي الطّرسوسي بدمشق ، نا أبو أحمد عبد الله [بن عدي](٦) الحافظ ـ بجرجان ـ نا محمّد بن أحمد بن أبي مقاتل ، نا بحر بن نصر ، نا أسد بن موسى ، نا إبراهيم بن محمّد نا صفوان بن سليم ، عن أبي الحباب ، عن أبي هريرة قال :

__________________

(١) الخبر التالي سقط من الأصل وم ، نستدركه هنا عن «ز».

(٢) بياض في «ز» عدة أسطر ، وكتب على هامشها : مكشوط بالأصل.

(٣) في «ز» : الموفق.

(٤) ميزان الاعتدال ٣ / ١٢٢.

(٥) الأصل : عن ، والتصويب عن م و «ز».

(٦) الزيادة عن «ز» ، وبالأصل : «أبو أحمد بن عبد الله الحافظ» وفي م : «أبو أحمد عبد الله بن عبد الله الحافظ».

٣٣٤

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ العبد ليتصدّق بمثل التمرة ، ولا يقبل الله ذلك إلّا طيّبا ، فيجعلها في يمينه وكلتا يديه يمين ، فيربّيها كما يربي أحدهم فلوه (١) أو فصيله (٢) ، حتى إنها لتكون في يد الله كالجبل العظيم» [٨٢٩٥].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، نا أبو نصر المرّي ، نا أبو الحسن علي بن الحسن الطّرسوسي ، نا أبو الفضل العبّاس بن أحمد الخواتيمي بطرسوس ، نا الحسين بن إدريس التستري ، نا أبو عثمان الجحدري ، نا طالوت بن عبّاد عن فضالة بن جبير ، عن أبي أمامة الباهلي قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شتى ، وخلقني وعليا من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعليّ فرعها ، والحسن والحسين ثمارها ، وأشياعها أوراقها ، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا ، ومن زاغ هوى ، ولو أنّ عبدا عبد الله عزوجل بين الصّفا والمروة ألف عام ، ثم ألف عام ، ثم ألف عام ، ولم يدرك محبتنا لأكبّه الله على منخريه في النار» ، ثم تلا (٣) : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)(٤).

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل ، أنا أبو القاسم الحنّائي ، أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسين بن المترفق (٥) الطّرسوسي قال : وأنشدونا في المعنى ـ يعني معنى حديث قد سبق ـ :

واصبر عن زيارتكم لأني

إذا ما زرتكم زاد اشتياقي

ينغصني السرور بكم همومي

لما ألقاه من مضض (٦) الفراق

فما لي راحة في البعد منكم

ولا لي سلوة عند التلاقي

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي ، ونقلته من خطه ، أنا سهل بن بشر.

ح وقرأت (٧) على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، عن سهل بن بشر.

قال : سمعت القاضي أبا الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي ، قال : توفي أبو الحسن علي بن الحسن المعروف بابن المترفق (٨) في شعبان سنة سبع وأربعمائة ، وكان يلقب المعكوك (٩) ، وكان يتظاهر بالتصوف.

__________________

(١) الفلو بالكسر وكعدو وسمو : الجحش والمهر فطما أو بلغا السنة ، جمع أفلاء وفلاوى (القاموس المحيط).

(٢) الفصيل : ولد الناقة إذا فصل عن أمه جمع فصلان (القاموس المحيط).

(٣) الأصل : قال ، والمثبت عن «ز» ، وم.

(٤) سورة الشورى ، الآية : ٢٣.

(٥) الأصل وم و «ز» هنا : المرفق.

(٦) في «ز» : ألم الفراق.

(٧) كتب فوقها في «ز» : «ح أو» بحرف صغير.

(٨) في «ز» : الموفق.

(٩) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «الهرك» وفي م : «المتكوك».

٣٣٥

٤٨٥٢ ـ علي بن الحسن بن قحطبة (١)

أمير دمشق في خلافة هارون الرشيد.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، أخبرني أحمد بن عيسى ، نا مساور بن شهاب قال : [قال](٢) إسحاق بن سليمان : ثم دخلت سنة اثنتين وسبعين ومائة وعلى كور دمشق علي بن الحسن بن قحطبة ، ثم دخلت سنة ثلاث وتسعين ومائة وفيها توفي أمير المؤمنين هارون الرشيد بطوس ، وعلى كور دمشق علي بن الحسن بن قحطبة.

٤٨٥٣ ـ علي بن الحسن بن كيسان

وقيل : حسان الشروي (٣)

مولى بني هاشم.

حدّث بدمشق عن يحيى بن أبي بكير الكرماني.

كتب عنه أبو حاتم الرازي.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلال ـ مشافهة ـ قالا : نا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

[ح](٤) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٥).

علي بن الحسن بن كيسان (٦) الشروي مولى بني هاشم ، روى عن يحيى بن أبي بكير ، سمع منه أبي بدمشق.

٤٨٥٤ ـ علي بن الحسن بن محمّد بن أبي مرة (٧)

أبو الحسن [المري](٨)

حدث عن (٩) من لم تسم لي روايته عنه.

__________________

(١) تحفة ذوي الألباب للصفدي ١ / ٢٣٩ وأمراء دمشق للصفدي ص ٧٧.

(٢) زيادة عن م و «ز».

(٣) الجرح والتعديل ٦ / ١٨١.

(٤) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل وأضيف عن «ز» ، وم.

(٥) الجرح والتعديل ٦ / ١٨١.

(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الجرح والتعديل : حسان.

(٧) بياض في م مكان «مرة».

(٨) زيادة عن «ز» ، ومكانها بياض في م.

(٩) «حدث عن» من «ز» ، ومكانها في الأصل : «نا» ومكانها بياض في م.

٣٣٦

كتب عنه أبو الحسين الرازي.

قرأت بخط ابن أبي الحسن نجا ابن أحمد ، وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية : أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد بن أبي مرة المري (١) ، مات سنة ثلاثين وثلاثمائة بسوق أمّ حكيم.

٤٨٥٥ ـ علي بن الحسن بن محمّد

أبو الحسن الصيقلي (٢)(٣)

سمع بدمشق : أبا عتاب ياسين بن عبد الصّمد بن عبد العزيز ، وأبا يعقوب إسحاق بن (٤) يعقوب بن زياد الدّاراني ، وببغداد : أبا جعفر محمّد بن الحسن بن علي الأصم ، وأبا الصيداء ناجية بن حبان بن بشر الصّيداوي ، وأبا بكر أحمد بن محمّد بن هارون المقرئ الرازي ، وبالكوفة : أبا عبد الله محمّد بن مطر بن سيد القرشي الكوفي ، وبواسط ـ أبا بكر بن المارستاني ، وأبا بكر محمّد بن علي الطّبراني.

روى عنه : القاضي أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ـ ونقلته من خطه ـ نا أبو اليسر المؤمّل بن الحسن بن أحمد بن أبي سلامة الطائي بلفظه ـ أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن أحمد القزويني ـ بصور ـ نا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد الصيقلي (٥) ـ إملاء ـ نا ياسين بن عبد الصّمد بن عبد العزيز أبو عتاب الدمشقي ـ بدمشق ـ نا أبو عبد الملك محمّد بن أحمد الصّوري ، نا صفوان بن صالح ، نا الوليد بن المهاجر الأنصاري (٦) ، عن سليمان بن موسى ، حدّثني كريب مولى ابن عباس ، حدّثني أسامة بن زيد قال :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكر الجنّة فقال : «ألا مشمّر لها؟ هي وربّ الكعبة نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، ونهر مطرد ، وزوجة حسناء جميلة في حياة (٧) ونعمة في إقامة أبدا» [٨٢٩٦].

__________________

(١) الأصل : المدني ، والمثبت عن م و «ز».

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «الصقلي» وفي ميزان الاعتدال : «الصقلي» وبهامشه عن إحدى نسخه : الصيقلي.

(٣) ترجمته في ميزان الاعتدال ٣ / ١٢٢.

(٤) في «ز» : إسحاق بن أيوب بن زياد الداراني.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «الصنعاني» تصحيف.

(٦) في «ز» : نا الوليد ، نا محمد بن أبي المهاجر الأنصاري.

(٧) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «خيرة» وفي المختصر : حبرة.

٣٣٧

٤٨٥٦ ـ علي بن الحسن بن محمّد

ابن أحمد بن محمّد بن أحمد بن جميع

أبو الحسن الغسّاني الصّيداوي

حدّث عن أبيه.

وروى عنه : أبو بكر الخطيب.

قرأت (١) على أبي الحسين محمّد بن كامل ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني ـ بقراءتي عليه ـ بصيدا ، نا أبي ، نا جدي أحمد بن جميع ، نا محمّد بن المعافي الصدوق ، نا محمّد بن خلف ، نا محمّد بن يوسف ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو (٢) ، عن أبي أراكة قال : سأل رجل عبد الله بن عمرو : ممّ خلق الخلق؟ قال : من النور والظلمة والماء والثرى ، فقال : ائت ابن عباس فسله ، فأتاه فسأله ، فقال له مثل ذلك ، فقال : ارجع إليه فسله : ممّ خلق ذلك كله ، فرجع إليه فسأله فتلا : (وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ)(٣).

قال : قال لي يحيى بن معين : لم يرو الفريابي حديثا أغرب من هذا [إذ هذا](٤) من أغرب ما روى.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن (٦) أحمد بن جميع الغسّاني ـ بصيدا ـ أنا أبي ، أنا جدي أحمد بن محمّد ، نا أبو كريمة عبد العزيز بن محمّد بن عبد العزيز الصيداوي المؤذن ، نا أبو هاشم إسماعيل بن عبد الله بن مهرجان البغدادي ، نا محمّد بن حمّاد المقرئ ، نا محمّد بن مصعب القرقساني ، عن الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي قال :

أردت بيت المقدس ، فرافقت (٧) يهوديا ، فلما صرنا إلى طبرية نزل ، فاستخرج ضفدعا ، فشدّ في عنقه خيطا فصار خنزيرا ، فقال : حتى أذهب أبيعه من هؤلاء النصارى ، فذهب فباعه

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : «س» بحرف صغير.

(٢) في م و «ز» : «عمر» تصحيف ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ٥ / ١٨٤.

(٣) سورة الجائية ، الآية : ١٣.

(٤) زيادة عن «ز» للإيضاح.

(٥) الخبر في تاريخ بغداد ٦ / ٢٩٥ ضمن ترجمة إسماعيل بن عبد الله بن مهرجان.

(٦) في تاريخ بغداد : علي بن الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع.

(٧) الأصل : فوافقت ، والمثبت عن م و «ز» ، وتاريخ بغداد.

٣٣٨

وجاء بطعام ، فركبنا فما سرنا غير بعيد حتى جاء القوم في الطلب ، فقال لي : أحسبه صار في أيديهم ضفدعا ، قال : فحانت مني التفاتة فإذا بدنه ناحية ورأسه ناحية ، قال : فوقفت ، وجاء القوم ، فلما نظروا إليه فزعوا من السلطان ، ورجعوا عنه ، قال : يقول لي الرأس : رجعوا؟ قال : قلت : نعم ، قال : فالتأم الرأس إلى البدن ، فركب وركبنا ، قال : فقلت : لا صحبتك (١) أبدا ، اذهب عني.

قرأت بخط غيث بن علي الصوري : أبو الحسن علي بن الحسن بن جميع ، حدّثنا عنه الخطيب ، وكان له يد جيّدة في العربية ، قتل في وادي الحريق بعد سنة خمسين ـ يعني وأربعمائة ـ ووادي الحريق على ما حدّثني به عبد الله بن تغلب بن جماعة من أعمال صيدا ، [كثير الليمون](٢) والأترج.

آخر الجزء الثاني والثمانين بعد أربعمائة من الفرع.

٤٨٥٧ ـ علي بن الحسن بن محمّد (٣)

أبو الحسن البلخي الحنفي الفقيه (٤)

سمع الحديث بها وراء النهر من جماعة ، وسمع بمكة من رزين العبدي (٥) ، وتفقّه [على جماعة ، وجل](٦) علمه (٧) ، أخذه عن البرهان بن مازة ببخارى ، وقدم دمشق سنة بضع (٨) عشرة وخمسمائة [ونزل بالمدرسة](٩) الصادرية (١٠) ومدرسها إذ ذاك علي بن مكي الكاساني ، وناظر في الخلافيات ، وعقد مجلس التذكير ، وحصل له قبول على نزارة إيراده في الوعظ للصدق فيه ، فحسده الكاساني وتعصبت عليه الحنابلة لأنه أظهر خلافهم ، فعزفت نفسه عن المقام بدمشق ، ومضى إلى مكة ، وجاورها ، وكان إمام الحنفية بالمسجد الحرام ، ثم إنّ

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي م ، و «ز» ، وتاريخ بغداد : لا رافقتك.

(٢) زيادة عن «ز».

(٣) بعدها بياض في م و «ز» ، وقد كتب على هامش «ز» : بياض بالأصل ، والكلام متصل في الأصل.

(٤) ترجمته في العبر ٤ / ١٣١ ومرآة الجنان ٣ / ٢٢٨ وشذرات الذهب ٤ / ١٤٨ وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٧٦ والدارس للنعيمي ١ / ٤٨١.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : العبدري.

(٦) ما بين معكوفتين زيادة عن «ز» ، ومكانه بياض في م.

(٧) «علمه» عن م و «ز» ، وفي الأصل : عليه.

(٨) الأصل وم ، وفي «ز» : تسع.

(٩) بالأصل : وخمسين وأربعمائة ، والمثبت «وخمسمائة» عن م و «ز» ، والزيادة عن «ز» ، ومكانها في م بياض.

(١٠) المدرسة الصادرية أنشئت بدمشق سنة ٤٩١ ، وهي أول مدرسة أنشئت بها.

٣٣٩

عليا الكاساني ندم على خروجه فقال لجماعة من أصحابه ، فكاتبوه إلى مكة ، ورغّبوه في الرجوع إلى دمشق ، وذكروا له أن عليا يسلّم المدرسة إليه ، وكانت الكتب على يدي ، فأوصلتها إليه بالمسجد الحرام سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ، فذكر لي أنّ عوده في ذلك العام متعذّر ، فلما كان بعد ذلك مضى إليه الفقيه سعيد بن علي بن عبد الله البوزكندي وحمله إلى بغداد ، وتوجه به إلى دمشق ، فقدمها ، وتسلّم المدرسة ، واشتغل بالتدريس والتذكير ، فحصل له أصحاب كثير ، ووجاهة عند الخاصة والعامة ، وكان صحيح الاعتقاد ، حسن السمت ، محبا لنشر العلم ، مراعيا للأصحاب ، سخي النفس ، وعقد مجلس الإملاء ، وكان يحضره جمع كثير ، وكانت كتبه بخراسان ، فوجه من جاءه بها ، وجعله له دار طرخان مدرسة ، ودرّس بمسجد الخاتون (١) ، وقفت عليه أوقاف ، وفتحت عليه فتوح لم يكن يدّخر منها شيئا ولا يمسه ويتصرف (٢) فيها من جعل قيما لذلك ، وكان قد تزوج بنت الشريف القاضي أبي الفضل إسماعيل بن إبراهيم ، فادّعى أخوها (٣) عدم الكفاءة فذكر أنه جعفري ، فأنشدني أبو القاسم بن الوأواء لأبيه أبي الفرج الوأواء فيه :

قل لعلّي أخي المكارم سبحان

إله على العلى وفّقك

كم قد رأينا من مدّع شرفا

وأنت في الخلق كاتم شرفك

تستّر فضلا تحوي كأنك

لا تعرفه ساعة وقد عرفك

علم وحلم ونائل وحجّى

يقارن العي كلّ من وصفك

تجود بالقوت لليتيم وللمسكين

جودا تقفو به سلفك

ثم أنه ندب للخروج (٤) إلى حلب ليفقه أهلها ، وينشر السنّة بها ، فخرج وانتفع به هناك ، وأزال البدعة التي كانت في التأذين ، ثم عاد بعد ذلك إلى دمشق محمودا ، مشكورا ، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، فثقل مكانه على والي دمشق أبي (٥) محمّد بن بوري ، فتقدم بخروجه عنها ، فخرج إلى بصرى ، فأقام بها مدة فأكرم واليها شرخط مقدمه وأحسن بره ، واحترمه ، ثم أعيد إلى دمشق ، وكان شديد الاحترام لمن ينتسب إلى العلم ، متألفا

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : بمسجد أبي أيوب.

ومسجد خاتون ، أوقفته زمرد خاتون أم شمس الملوك وأخت الملك دقاق ، وهو ما سمي بعد بالمدرسة الخاتونية البرانية.

(٢) «ولا يمسه ويتصرف» مكانها بياض في «ز».

(٣) في م : أبوها.

(٤) سقطت من «ز».

(٥) غير واضحة بالأصل ، وفي م : «ليفي» وفي «ز» : «أبو».

٣٤٠