الإحاطة في أخبار غرناطة - ج ١

أبي عبد الله محمّد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد السلماني [ لسان الدين بن الخطيب ]

الإحاطة في أخبار غرناطة - ج ١

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد السلماني [ لسان الدين بن الخطيب ]


المحقق: الدكتور يوسف علي طويل
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-3319-5
ISBN الدورة:
2-7451-3319-5

الصفحات: ٣٤١

أخيه أبي الربيع سليمان تمام مدّة (١) ملكه وصدرا من دولة أخيه نصر (٢) ، حسبما يذكر في موضعه إن شاء الله.

وبتلمسان الأمير أبو سعيد عثمان بن يغمراسن ، ثم أخوه أبو عمران (٣) موسى ، ثم ولده أبو تاشفين عبد الرحمن إلى آخر مدة أخيه (٤).

وبتونس (٥) السلطان الفاضل ، الميمون النّقيبة ، المشهور الفضيلة ، أبو عبد الله محمد بن الواثق يحيى بن المستنصر أبي عبد الله بن الأمير أبي زكريا بن أبي حفص ، من أولي (٦) العفّة ، والنزاهة (٧) ، والتؤدة ، والحشمة ، والعقل ، عني بالصالحين (٨) ، واختصّ بأبي محمد المرجاني ، [فأشار بتقويمه](٩) ، وظهرت (١٠) عليه بركته ، [وكان يرتبط إليه ، ويقف في الأمور عنده ، فلم تعدم الرعيّة بركة ولا صلاحا في أيامه](١١) ، إلى أن هلك في ربيع الآخر عام تسعة وسبعمائة ، ووقعت بينه وبين هذا الأمير المترجم به (١٢) المراسلة والمهاداة.

وبقشتالة (١٣) هراندة بن شانجه بن أدفونش (١٤) بن هراندة ، [المستولي على إشبيليّة وقرطبة ، ومرسية ، وجيّان ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله](١٥). هلك أبوه وتركه صغيرا ، مكفولا على عادتهم ، فتنفّس المخنّق وانعقدت السلم ، واتصل الأمان مدة أيامه ، وهلك في دولة أخيه.

وبرغون ؛ جايمش (١٦) بن ألفنش بن بطره.

__________________

(١) كلمة «مدة» ساقطة في اللمحة.

(٢) في اللمحة البدرية : «نصر بعده حسبما يذكر».

(٣) في اللمحة البدرية : «أخوه أبو زيان ثم أبوه الأمير أبو حمو. ثم ولده الأمير أبو تاشفين».

(٤) في اللمحة البدرية : «آخر مدته».

(٥) في اللمحة البدرية : «وبتونس : كان أميرا بتونس على عهده السلطان الفاضل أبو عبد الله ...».

(٦) في اللمحة البدرية : «ألي».

(٧) كلمة «والنزاهة» ساقطة في اللمحة.

(٨) في اللمحة البدرية : «والتؤدة والفضل والحشمة والعقل والعناية بالصالحين ، اختصّ منهم بأبي ...».

(٩) ما بين قوسين ساقط في اللمحة البدرية.

(١٠) في اللمحة البدرية : «فظهرت».

(١١) ما بين قوسين ساقط في اللمحة البدرية.

(١٢) في اللمحة البدرية : «به من بني نصر المراسلة ...».

(١٣) في اللمحة البدرية (ص ٦٦): «وبقشتالة : كان على عهده من ملوك قشتالة هراندة ...».

(١٤) في اللمحة البدرية : «ألفونش».

(١٥) ما بين قوسين ساقط في اللمحة البدرية.

(١٦) في اللمحة البدرية : «الطاغية جايمش بن الهونشة ...».

٣٢١

الأحداث (١) : في عام ثلاثة وسبعمائة ، نقم (٢) على قريبه الرئيس أبي الحجاج بن نصر الوالي (٣) بمدينة وادي آش ، [أمرا أوجب عزله عنها ، وكان مقيما بحضرته فاتخذ الليل جملا ، وكان أملك بأمرها ؛ وذاع الخبر ، فاستركب الجيش ، وقد حدّ ما ينزل في استصلابه ، وجدّد الصكوك بولايته خوفا من اشتعال الفتنة ، وقد أخذ على يديه ، وأغرى أهل المدينة بحربه ، فتداعوا لحين شعورهم باستعداده وأحاطوا به ، فدهموه وعاجلوه ، فتغلبوا عليه ، وقيد إلى بابه أسيرا مصفّدا ، فأمر أحد أبناء عمّه فقتله صبرا ، وتملّا فتحا كبيرا ، وأمن فتنة عظيمة](٤). وفي شهر (٥) شوّال من عام خمسة وسبعمائة قرع الأسماع النبأ العظم (٦) ، الغريب ، من تملّك (٧) سبتة وحصولها في قبضته (٨) ، وانتزاعها من يد (٩) رئيسها أبي طالب عبد الله بن أبي القاسم ، الرئيس الفقيه ، ابن الإمام المحدّث أبي العباس العزفي حسبما يتقرّر في اسم الرئيس الفقيه أبي طالب إن بلّغنا الله ذلك ؛ واستأصل ما كان لأهلها (١٠) من الذخائر والأموال ، ونقل رؤساءها ، وهم عدّة ، إلى حضرته غرناطة في غرّة المحرم من العام ، فدخلوا عليه ، وقد احتفل بالملك ، واستركب في الأبّهة الجند ، فلثموا أطرافه ، واستعطفه (١١) شعراؤهم بالمنظوم من القول ، وخطباؤهم بالمنثور منه ، فطمأن روعهم وسكّن جأشهم ، وأسكنهم في جواره ، وأجرى عليهم الأرزاق الهلالية ، وتفقّدهم في الفصول إلى أن كان من أمرهم ما هو معلوم.

اختلاعه : في يوم عيد الفطر من عام ثمانية وسبعمائة أحيط بهذا السلطان ، وأتت (١٢) الحيلة عليه ، وهو مصاب بعينيه ، مقعد في كنّه ، فداخلت طائفة من وجوه (١٣) الدولة أخاه ، وفتكت بوزيره الفقيه أبي عبد الله بن الحكيم ، ونصبت للناس الأمير أبا الجيوش نصرا أخاه ، وكبست (١٤) منزل السلطان ، فأحيط به ، وجعل الحرس عليه (١٥) ، وتسومع بالكائنة فكان (١٦) البهت ، وسال من الغوغاء البحر ، فتعلّقوا

__________________

(١) في اللمحة البدرية : «بعض الأحداث ...».

(٢) في اللمحة البدرية : «ثار عليه قريبه الرئيس أبو ...».

(٣) كلمة «الوالي» ساقطة في اللمحة.

(٤) ما بين قوسين ساقط في اللمحة البدرية.

(٥) كلمة : «شهر» ساقطة في اللمحة البدرية.

(٦) كلمة : «العظم» ساقطة في اللمحة البدرية.

(٧) في اللمحة البدرية : «من تملكه مدينة سبتة».

(٨) في اللمحة البدرية : «قبضة ملكه».

(٩) في اللمحة البدرية : «يدي».

(١٠) في اللمحة البدرية : «لرؤسائها من الخزائن والذخائر ، ونقلهم وهم عدّة ...».

(١١) في اللمحة البدرية : «واستعطفته».

(١٢) في اللمحة البدرية (ص ٦٧): «تمّت».

(١٣) في اللمحة البدرية : «كبار».

(١٤) في اللمحة البدرية : «وكبس».

(١٥) في اللمحة البدرية : «وجعل عليه الحرس».

(١٦) في اللمحة البدرية : «فوقع».

٣٢٢

بالحمراء ، يسألون عن الحادثة ، فشغلوا بانتهاب (١) دار الوزير ، وبها من مال الله ما يفوت الوصف ، وكان الفجع في إضاعته على المسلمين ، وإطلاق الأيدي الخبيثة عليه عظيما. وفي آخر اليوم عند الفراغ من الأمر ، دخل (٢) على السلطان المخلوع ، الشهداء عليه بخلعه ، بعد نقله من دار ملكه إلى دار أخرى ، فأملى ، رحمه الله ، زعموا ، وثيقة خلعه ، مع شغب الفكر ، وعظم الداهية ، وانتقل ، رحمه الله ، بعد ، إلى القصر المنسوب إلى السيد بخارج الحضرة ؛ أقام به يسيرا ، ثم نقل إلى مدينة المنكّب. وكان من أمره ما يذكر إن شاء الله.

[ومما يؤثر من ظرفه ؛ حدّث من كان منوطا به من خاصّته ، مدة أيام إقامته بقصر نجد ، قبل خلعه ، قال : أرسل الله الأغربة على سقف القصر ، وكان شديد التطيّر والقلق لذلك حسبما تقدّم من الإشارة إلى ذلك بحديث العشر ؛ وكان من جملتها غراب ، شديد الإلحاح ، حادّ النّعيب والصياح ، فأغرى به الرّماة من مماليكه بأنواع القسيّ ؛ فأبادوا من الغربان أمّة ؛ وتخطّأ الحتف ذلك الغراب الخبيث العبقان ؛ فلمّا انتقل إلى سكنى الحمراء ظهر ذلك الغراب على سقفه ؛ ثم لما أهبط مخلوعا إلى قصر شنيل تبعه ، وقام في بعض السّقف أمامه ، فقال يخاطبه رحمه الله : يا مشؤوم ، يا محروم بين الغربان ، قد خلّصت أمرنا ، ولم يبق لك علينا طلب ، ولا بيننا وبينك كلام ؛ ارجع إلى هؤلاء المحارم فاشتغل بهم ؛ قال : فأضحكنا على حال الكآبة بعذوبة منطقه ، وخفّة روحه](٣).

وفاته : قد تقدّم ذكر استقراره بالمنكّب. وفي أخريات شهر جمادى الآخرة عام (٤) عشرة وسبعمائة ، أصابت السلطان نصرا (٥) سكتة ، توقّع منها موته ، بل شكّ في حياته ؛ فوقع التفاوض الذي تمخّض إلى (٦) التوجيه عن السلطان المخلوع الذي بالمنكّب ليعود إلى (٧) الأمر ، فكان ذلك ، وأسرع إلى إيصاله (٨) إلى غرناطة في محفّة ، فكان حلوله بها في رجب (٩) من العام المذكور. وكان من قدر الله ، أن أفاق

__________________

(١) في اللمحة البدرية : «بأنهاب دور الوزير الكائنة بالربض وبها ...».

(٢) في اللمحة : «أدخل على السلطان قوم من الفقهاء أشهدهم بخلع نفسه ، ونقل إلى القصر المنسوب إلى السيد ...».

(٣) ما بين قوسين ساقط في اللمحة البدرية.

(٤) في اللمحة البدرية : «من عام».

(٥) كلمة «نصرا» ساقطة في اللمحة البدرية.

(٦) في اللمحة البدرية : «عن».

(٧) في اللمحة البدرية : «له».

(٨) في اللمحة البدرية : «وأسرع به إلى».

(٩) في اللمحة البدرية (ص ٦٨): «في غرّة شهر رجب».

٣٢٣

أخوه من مرضه ، ولم يتمّ للمخلوع الأمر ، فنقل من الدار التي كان بها إلى دار أخيه الكبرى ، فكان آخر العهد به. ثم شاعت وفاته أوائل شوّال من العام المذكور ، فذكر أنه اغتيل غريقا في البركة في الدار المذكورة لما توقع من عادية جواره ؛ ودفن بمقبرة السّبيكة ، مدفن قومه ، بجوار (١) الغالب بالله جدّه ، ونوّه بجدثه ، وعليه مكتوب ما نصّه (٢) :

«هذا قبر السلطان الفاضل ، الإمام العادل ، علم الأتقياء ، أحد الملوك الصلحاء ، المخبت (٣) الأوّاه ، المجاهد في سبيل الله ، الرّضيّ الأورع ، الأخشى لله الأخشع ، المراقب (٤) في السرّ والإعلان ، المعمور الجنان بذكره واللسان ، السالك في سياسة الخلق وإقامة الحقّ ، منهاج (٥) التقوى والرّضوان ، كافل الأمّة بالرأفة (٦) والحنان ، الفاتح لها بفضل سيرته ، وصدق سريرته ، ونور بصيرته ، أبواب اليمن والأمان ، المنيب الأوّاب ، العامل بكلّ (٧) ما يجده نورا مبينا يوم الحساب ، ذي الآثار السّنيّة ، والأعمال الطاهرة العليّة (٨) ، القائم في جهاد الكفّار بماضي العزم وخالص النيّة ، المقيم (٩) قسطاس العدل ، المنير (١٠) منهاج الحلم والفضل ، حامي الذّمار ، وناصر دين المصطفى المختار ، المقتدي بأجداده الأنصار ، المتوسّل بفضل (١١) ما أسلفوه من أعمال البرّ والجهاد ، ورعاية العباد والبلاد ، إلى الملك القهّار ، أمير المسلمين ، وقامع المعتدين ، المنصور بفضل الله ، أبي عبد الله ابن أمير المسلمين الغالب بالله ؛ السلطان الأعلى ، إمام الهدى ، وغمام (١٢) النّدى ، محيي السّنّة ، حسن الأمّة (١٣) ، المجاهد في سبيل الله ، الناصر لدين الله ، أبي عبد الله ابن أمير المسلمين الغالب بالله أبي عبد الله بن يوسف بن نصر ، كرّم الله وجهه ومثواه ، ونعّمه برضاه. ولد رضي الله عنه يوم (١٤) الأربعاء الثالث لشعبان المكرم من عام خمسة وخمسين وستمائة. وتوفي ، قدّس الله روحه ، وبرّد ضريحه ، ضحوة يوم الاثنين الثالث لشوّال عام ثلاثة عشر وسبعمائة ، رفعه الله إلى منازل أوليائه الأبرار ،

__________________

(١) في اللمحة البدرية : «وبجوار».

(٢) في اللمحة البدرية : «ما نصّه من جانب».

(٣) المخبت : المطيع. لسان العرب (خبت).

(٤) في اللمحة البدرية : «المراقب لله في السّرّ ...».

(٥) في اللمحة البدرية : «منهج».

(٦) في اللمحة البدرية : «بالكرامة».

(٧) كلمة «بكل» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها من اللمحة.

(٨) كلمة «العلية» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها من اللمحة.

(٩) في اللمحة البدرية : «مقيم».

(١٠) في اللمحة البدرية : «منير».

(١١) في اللمحة البدرية : «بما».

(١٢) في اللمحة البدرية : «غمام».

(١٣) في اللمحة البدرية : «ومعزّ الملّة».

(١٤) في اللمحة البدرية : «في يوم».

٣٢٤

وألحقه بأئمّة الدين (١) ، لهم عقبى الدّار ، وصلّى الله على سيّدنا (٢) محمد المختار ، وعلى آله ، وسلّم تسليما».

ومن الجانب الآخر : [الطويل]

رضى الملك الأعلى يروح ويغتدي

على قبر مولانا الإمام المؤيّد

مقرّ العلى والملك والبأس والنّدى

فقدّس من مغنى كريم ومشهد

ومثوى الهدى والفضل والعدل والتّقى

فبورك من مثوى زكي وملحد

فيا عجبا طود الوقار جلالة

ثوى تحت أطباق الصفيح المنضّد

وواسطة العقد الكريم الذي له

مآثر فخر (٣) بين مثنى وموحد

محمد الرّضيّ سليل محمد

إمام النّدى (٤) نجل الإمام محمد

فيا نخبة الأملاك غير منازع

ويا علم الأعلام غير مفنّد

بكتك بلاد كنت تحمي ذمارها (٥)

بعزم أصيل أو برأي مسدّد

وكم معلم للدين أوضحت رسمه

بنى لك في الفردوس أرفع مصعد

كأنّك ما سست البلاد وأهلها

بسيرة ميمون النّقيبة مهتد

كأنك ما قدت الجيوش إلى العدا

فصيّرتهم نهب القنا المتقصّد

وفتحت من أقطارهم كلّ مبهم

فتحت به باب النّعيم المخلّد

كأنك ما أنفقت عمرك في الرّضى

بتجديد غزوات (٦) وتشييد مسجد

وإنصاف مظلوم وتأمين خائف

وإصراخ مذعور وإسعاف مجتد

كأنّك ما أحييت للخلق (٧) سنّة

تجادل عنها باللسان (٨) وباليد

كأنّك ما أمضيت في الله عزمة

تدافع فيها بالحسام المهنّد

فإن تجهل الدنيا عليك وأهلها

بذاك (٩) ثواب (١٠) الله يلقاك في غد

تعوّضت ذخرا من مقام خلافة

مقيم (١١) منيب خاشع متعبّد

__________________

(١) في اللمحة البدرية (ص ٦٩): «بأئمة الحق الذين لهم ...».

(٢) في اللمحة البدرية : «سيدنا ومولانا وآله وصحبه وسلم تسليما».

(٣) في اللمحة البدرية : «مجد».

(٤) في اللمحة البدرية : «الهدى».

(٥) في اللمحة البدرية : «ثغورها».

(٦) في اللمحة البدرية : «غزو أو بتشييد ...».

(٧) في اللمحة البدرية : «للحقّ».

(٨) في اللمحة البدرية : «بالحسام المهنّد».

(٩) في اللمحة البدرية : «فذاك».

(١٠) في الأصل : «ثوب» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من اللمحة.

(١١) في اللمحة البدرية : «مقام».

٣٢٥

وكلّ الورى من كان أو هو كائن

صريع الرّدى إن لم (١) يكن (٢) فكأن قد

فلا زال جارا للرسول محمد

بدار نعيم في رضى الله سرمد

وهذي القوافي قد وفيت بنظمها

فيا ليت شعري هل يصيخ (٣) لمنشد

محمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد

ابن خميس بن نصر الأنصاري الخزرجي (٤)

ثاني الملوك الغالبين (٥) من بني نصر ، وأساس (٦) أمرهم ، وفحل جماعتهم.

أوّليّته : تقرّر بحول الله في اسم أبيه الآتي بعد حسب الترتيب المشترط.

حاله : من كتاب «طرفة العصر» من تأليفنا ؛ كان هذا السلطان أوحد الملوك جلالة ، وصرامة ، وحزما. مهّد (٧) الدولة ، ووضع ألقاب خدمتها ، وقرّر (٨) مراتبها ، واستجاد أبطالها. وأقام رسوم الملك فيها ، واستدرّ جباياتها ، مستظهرا على ذلك بسعة الذّرع ، وأصالة السياسة ، ورصانة العقل ، وشدّة الأسر ، ووفور الدّهاء ، وطول الحنكة ، وتملأ التجربة ، مليح الصورة ، تامّ الخلق ، بعيد الهمّة ، كريم الخلق ، كثير الأناة. قام بالأمر بعد أبيه ، وباشره مباشرة الوزير أيام حياته ، فجرى على سنن أبيه ، من اصطناع أجناسه ، ومداراة عدوّه ، وأجرى (٩) صدقاته ، وأربى عليه بخلال ، منها براعة الخطّ ، وحسن التوقيع ، وإيثار العلماء ، والأطباء (١٠) ، والعدلين ، والحكماء ، والكتّاب ، والشعراء ، وقرض الأبيات الحسنة (١١) ، وكثرة الملح ، وحرارة النّادرة. وطما بحر من الفتنة لأول استقرار (١٢) أمره ، وكثر (١٣) عليه المنتزون والثّوّار ، وارتجّت الأندلس ، وسط أكلب الكفّار ، فصبر (١٤) لزلزالها رابط الجأش ثابت المركز ، وبذل من الاحتيال والدّهاء المكنوفين بجميل الصبر ، ما أظفره بخلوّ الجوّ (١٥). وطال

__________________

(١) كلمة «لم» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها من اللمحة.

(٢) في اللمحة البدرية : «يجز».

(٣) في اللمحة البدرية : «تصيخ».

(٤) هذه الترجمة وردت كاملة في اللمحة البدرية (ص ٥٠ ـ ٥٨).

(٥) كلمة «الغالبين» ساقطة في اللمحة البدرية (ص ٥٠).

(٦) في اللمحة البدرية : «وعظيمهم وأساس ...».

(٧) في اللمحة البدرية (ص ٥٠): «ممهّد الدولة الذي وضع ...».

(٨) في اللمحة البدرية : «وقدّر».

(٩) في اللمحة البدرية : «وإجراء».

(١٠) في اللمحة البدرية : «من الأطباء والمنجمين والحكماء ...».

(١١) في اللمحة البدرية : «الأبيات من الشعر».

(١٢) كلمة «استقرار» ساقطة في اللمحة البدرية.

(١٣) في اللمحة البدرية : «وتكاثر المنتزون عليه والثوار».

(١٤) في اللمحة البدرية : «فثبت».

(١٥) في اللمحة البدرية : «جوّه».

٣٢٦

عمره ، وجدّ (١) صيته ، واشتهر في البلاد (٢) ذكره ، وعظمت غزواته ، وسيمرّ (٣) من ذكره ما يدلّ على أجلّ من ذلك إن شاء الله.

شعره وتوقيعه : وقفت على كثير من شعره ، وهو نمط منحطّ بالنسبة إلى أعلام الشعراء ، ومستظرف (٤) من الملوك والأمراء. من (٥) ذلك ، يخاطب وزيره (٦) : [المتقارب]

تذكّر عزيز ليال مضت

وإعطاءنا المال بالرّاحتين

وقد قصدتنا ملوك الجهات

ومالوا إلينا من العدوتين

وإذ (٧) سأل السّلم منّا اللّعين

فلم يحظ إلّا بخفّي حنين

وتوقيعه يشذّ عن الإحصاء (٨) ، وبأيدي الناس إلى هذا العهد كثير من ذلك ؛ فمما كتب به على رقعة كان رافعها يسأل التصرّف في بعض الشهادات ويلحّ عليها : [الوافر]

يموت على الشّهادة وهو حيّ

إلهي لا تمته على الشهاده

وأطال الخطّ عند إلهي إشعارا بالضّراعة عند الدعاء والجدّ. ويذكر أنه وقع بظهر رقعة لآخر اشتكى ضرر أحد الجند المنزلين في الدّور ، ونبزه بالتّعرّض لزوجه : «يخرج هذا النّازل (٩) ، ولا يعوّض بشيء من المنازل».

بنوه : ثلاثة ؛ وليّ عهده أبو عبد الله المتقدّم الذّكر ، وفرج المغتال أيام أخيه ، ونصر الأمير بعد أخيه (١٠).

بناته : أربع ، عقد لهنّ ، جمع أبرزهنّ إلى أزواجهنّ ، من قرابتهنّ ، تحت أحوال ملوكية ، ودنيا عريضة ، وهنّ : فاطمة ، ومؤمنة ، وشمس ، وعائشة ، منهنّ أمّ حفيدة إسماعيل الذي ابتزّ ملك بنيه عام ثلاثة عشر وسبعمائة.

__________________

(١) في اللمحة البدرية : «وبعد».

(٢) في اللمحة البدرية : «في الآفاق».

(٣) في اللمحة البدرية : «وسيمرّ ما يدلّ على جلالة قدره وعلوّ سلطانه».

(٤) في اللمحة البدرية (ص ٥١): «ومستطرف».

(٥) في اللمحة البدرية : «فمن ذلك قوله يخاطب ...».

(٦) وزيره هو أبو سلطان عزيز بن علي بن عبد المنعم الداني ، كما ورد في اللمحة البدرية (ص ٥٢).

(٧) في الأصل : «وإذا» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من اللمحة البدرية.

(٨) في اللمحة البدرية : «الإحصاء كثرة».

(٩) في اللمحة البدرية : «النازل النازل».

(١٠) في اللمحة البدرية (ص ٥٢): «أخيه المخلوع على يده».

٣٢٧

وزيره (١) : كان وزيره ، الوزير الجليل الفاضل ، أبو سلطان (٢) ، لتقارب الشّبه ، زعموا في السّن والصورة ، وفضل الذّات ، ومتانة (٣) الدين ، وصحّة الطبع ، وجمال الرّواء ، أغنى وحسنت واسطته ، ورفعت إليه الوسائل (٤) ، وطرّزت باسمه الأوضاع ، واتصلت (٥) إلى أيامه أيام مستوزره ، ثم صدرا من أيام وليّ عهده.

كتّابه : ولّي (٦) له خطّة الكتابة والرياسة العليا في الإنشاء (٧) جملة ، منهم كاتب أبيه أبو بكر (٨) بن أبي عمرو اللّوشي ، ثم الأخوان أبوا (٩) علي الحسن والحسين ، ابنا محمد بن يوسف بن سعيد اللّوشي ؛ سبق الحسن وتلاه الحسين ، وكانا توأمين ؛ ووفاتهما متقاربة. ثم كتب له الفقيه (١٠) أبو القاسم محمد بن محمد بن العابد الأنصاري ، آخر الشيوخ ، وبقية الصّدور والأدباء (١١) ، أقام كاتبا مدة (١٢) إلى أن أبرمه انحطاطه في هوى نفسه ، وإيثاره المعاقرة ، حتى زعموا (١٣) أنه قاء ذات يوم بين يديه. فأخّره عن الرّتبة (١٤) ، وأقامه في عداد كتّابه (١٥) إلى أن توفي تحت رفده (١٦). وتولّى الكتابة الوزير أبو عبد الله بن الحكيم (١٧) ، فاضطلع بها إلى آخر دولته.

قضاته : تولّى له خطّة القضاء قاضي أبيه الفقيه العدل (١٨) أبو بكر (١٩) بن محمد بن فتح الإشبيلي الملقّب بالأشبرون. تولّى قبل ذلك خطة السّوق ، فلقي

__________________

(١) في اللمحة البدرية : «وزراؤه».

(٢) في اللمحة البدرية : «أبو سلطان عزيز بن علي بن عبد المنعم الداني».

(٣) في اللمحة البدرية : «إلى متانة ...».

(٤) في اللمحة البدرية : «الممادح».

(٥) في اللمحة البدرية : «واتصلت أيامه إلى تمام أيام ...».

(٦) في اللمحة البدرية : «تولّى».

(٧) في اللمحة البدرية : «العليا لقلم الإنشاء ...».

(٨) في اللمحة البدرية : «أبيه وابن كاتبه أبو بكر بن يوسف اللوشي اليحصبي ثم الإخوان ...».

(٩) في الأصل : «أبو» والتصويب من اللمحة البدرية.

(١٠) في اللمحة البدرية (ص ٥٣): «له أبو القاسم محمد بن عابد الأنصاري أحد الشيوخ ...».

(١١) في اللمحة البدرية : «الأدباء».

(١٢) في اللمحة البدرية : «عنه مدة».

(١٣) في اللمحة البدرية : «لزعموا أنه قاء يوما ...».

(١٤) في اللمحة البدرية : «عن رتبته».

(١٥) في اللمحة البدرية : «كتّابه وتحت رفده».

(١٦) تحت رفده : تحت كنفه وعطائه.

(١٧) في اللمحة البدرية : «أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن الحكيم الرندي الوزير لولده ، فاضطلع ...».

(١٨) قوله : «الفقيه العدل» ساقط في اللمحة البدرية.

(١٩) في اللمحة البدرية : «أبو بكر محمد بن فتح بن علي الإشبيلي».

٣٢٨

سكران (١) أفرط في قحته ، واشتدّ في عربدته (٢) ، وحمل على الناس ، فأفرجوا عنه ؛ فاعترضه واشتدّ عليه حتى تمكّن منه بنفسه ، واستنصر (٣) في حدّه ، وبالغ في نكاله ؛ واشتهر ذلك عنه ، فجمع له أمر الشرطة وخطّة السوق ، ثم ولّي القضاء ، فذهب أقصى مذاهب الصّرامة ، إلى أن هلك ؛ فولي (٤) خطّة القضاء بعده الفقيه العدل أبو عبد الله محمد (٥) بن هشام من أهل ألش ، لحكاية (٦) غبطت السلطان بدينه (٧) ، ودلّته على محلّه من العدل والفضل ، فاتّصلت أيام قضائه إلى أيام (٨) مستقضيه ، رحمه الله.

جهاده : وباشر (٩) هذا السلطان الوقائع ، فانجلت ظلماتها عن صبح نصره ، وطرّزت مواقعها (١٠) بطراز جلادته وصبره ؛ فمنها وقيعة المطران وغيرها ، مما يضيق التأليف عن استقصائه. وفي (١١) شهر المحرّم من عام خمسة وتسعين وستمائة ، على تفئة (١٢) هلاك طاغية الروم ، شانجه بن أذفونش ، عاجل الكفّار (١٣) لحين دهشهم ، فحشد أهل الأندلس ، واستنفر المسلمين ، فاغتنم الداعية ، وتحرّك في جيش يجرّ الشّوك والشجر (١٤) ، ونازل مدينة قيجاطة وأخذ بكظمها ، ففتحها الله على يديه ، وتملّك بسببها جملة من الحصون التي (١٥) ترجع إليها ؛ وكان الفتح في ذلك (١٦) عظيما ، وأسكنها جيشا من المسلمين ، وطائفة من الحامية ، فأشرقت العدوّ بريقه. وفي صائفة عام تسعة وتسعين وستمائة ، نازل مدينة القبذاق (١٧) فدخل جفنها ، واعتصم من تأخّر أجله بقصبتها ، ذات القاهرة العظيمة الشأن ، الشهيرة في البلدان ، فأحيط بهم ، فخذلوا وزلزل الله أقدامهم ؛ فألقوا باليد ، وكانوا أمنع من عقاب الجو ؛ وتملّكها على حكمه ، وهي من جلالة الوضع ، وشهرة المنعة ، وخصب السّاحة ،

__________________

(١) في اللمحة البدرية : «سكرانا من الجند قد أفرط في القحة ...».

(٢) في اللمحة البدرية : «العربدة».

(٣) في اللمحة البدرية : «واستبصر».

(٤) في اللمحة البدرية : «فتولّى».

(٥) في اللمحة البدرية : «محمد بن محمد بن هشام».

(٦) في اللمحة البدرية : «بحكاية».

(٧) في اللمحة البدرية : «به».

(٨) في اللمحة البدرية : «إلى تمام أيام مستقضيه ، رحمهما الله تعالى».

(٩) في اللمحة البدرية : «باشر ، رحمه الله ، الوقائع».

(١٠) في اللمحة البدرية : «مواقفها بطرر».

(١١) في اللمحة البدرية (ص ٥٤): «ففي شهر محرم».

(١٢) أي على حين موته وبلا إضاعة وقت.

(١٣) في اللمحة البدرية : «الكفر لحين الدهشة».

(١٤) في اللمحة البدرية : «والمدر».

(١٥) في اللمحة البدرية : «الحصون الراجعة إليها».

(١٦) في اللمحة البدرية : «بذلك».

(١٧) مدينة القبذاق من نواحي قرطبة.

٣٢٩

وطيب الماء ، والوصول إلى أفلاذ (١) الكفر ، والاطّلاع على عوراته ، بحيث شهر. فكان تيسّر (٢) فتحها من غرائب الوجود ، وشواهد اللّطف ، وذلك في صلاة الظهر من يوم الأحد الثامن لشهر شوّال عام تسعة وتسعين وستمائة ؛ وأسكن بها رابطة المسلمين (٣) ، وباشر العمل في خندقها بيده ، رحمه الله ، [فتساقط الناس ، من ظهور دوابّهم إلى العمل ، فتمّ ما أريد منه سريعا.

وأنشدني شيخنا أبو الحسن الجيّاب يهنّئه بهذا الفتح : [الطويل]

عدوّك مقهور وحزبك غالب

وأمرك منصور وسهمك صائب

وشخصك مهما لاح للخلق أذعنت

لهيبته عجم الورى والأعارب

وهي طويلة](٤).

من كان على عهده من الملوك :

كان على عهده بالمغرب ، السلطان الجليل ، أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق ، الملقّب بالمنصور ؛ وكان ملكا صالحا ، ظاهر السذاجة ، سليم الصدر ، مخفوض الجناح ، شارعا أبواب الدّالّة عليه منهم ؛ أشبه بالشيوخ منه بالملوك ، في إخمال (٥) اللّفظ ، والإغضاء عن الجفوة ، والنداء بالكنية. وهو الذي استولى على ملك الموحّدين ، واجتثّ شجرتهم من فوق الأرض ، وورث سلطانهم ، واجتاز إلى الأندلس ، كما تقدّم مرّات ثلاثا (٦) أو أزيد منها ، وغزا العدوّ ، وجرت بينه وبين السلطان المترجم به أمور ، من سلم ومناقضة (٧) ، وإعتاب ، وعتب ، [حسبما تدلّ على ذلك القصائد الشّهيرة المتداولة ؛ وأولها ما كتب به على عهده ، الفقيه الكاتب الصّدر ، أبو عمرو بن المرابط ، في غرض استنفاد للجهاد : [السريع]

هل من معيني في الهوى أو منجدي

من متهم في الأرض أو منجد؟]

 (٨) وتوفي السلطان المذكور بالجزيرة الخضراء في عنفوان وحشة بينه وبين هذا السلطان في محرم (٩) خمسة وثمانين وستمائة ؛ وولي بعده

__________________

(١) في اللمحة البدرية : «أفلاذ فؤاد الكفر».

(٢) في اللمحة البدرية : «تيسير».

(٣) في اللمحة : «من المسلمين».

(٤) ما بين قوسين ساقط في اللمحة البدرية.

(٥) في اللمحة البدرية (ص ٥٥): «في احتمال اللغط».

(٦) في الأصل : «ثلاث» وهو خطأ نحوي.

(٧) في اللمحة البدرية : «ومناصبة وعتب وإعتاب».

(٨) ما بين القوسين ساقط في اللمحة البدرية.

(٩) في اللمحة البدرية (ص ٥٥): «محرم من عام ...».

٣٣٠

ولده (١) ، العظيم الهمّة ، القوي العزيمة (٢) ، أبو يعقوب يوسف ، وجاز إلى الأندلس على عهده ، واجتمع به بظاهر مربلّة (٣) ، وتجدّد العهد ، وتأكّد الودّ ؛ ثم عادت الوحشة المفضية إلى تغلب العدوّ على مدينة (٤) طريف ، فرضة المجاز الأدنى ، واستمرّت أيام السلطان أبي يعقوب إلى آخر مدة السلطان المترجم (٥) به ، ومدة ولده بعده.

وبوطن تلمسان ، أبو يحيى يغمور (٦) ، وهو يغمراسن بن زيّان بن ثابت بن محمد بن بندوس بن طاع الله بن علي بن يمل ، وهو أوحد أهل (٧) زمانه جرأة وشهامة ، ودهاء ، وجزالة ، وحزما. مواقفه في الحروب (٨) شهيرة ، وكانت بينه وبين بني مرين وقائع ، كان عليه فيها الظهور ، وربما ندرت الممانعة ؛ وعلى ذلك فقويّ الشكيمة ، ظاهر المنعة. ثم ولّي بعده ولده عثمان إلى تمام مدة السلطان المترجم به ، وبعضا من دولة ولده.

وبوطن إفريقية ، الأمير الخليفة ، أبو عبد الله بن أبي زكريا بن أبي حفص ، الملقّب بالمستنصر ، المثل المضروب ، في البأس (٩) والأنفة ، وعظم الجبروت (١٠) ، وبعد الصّيت ، إلى أن هلك سنة أربع (١١) وسبعين وستمائة ؛ ثم ولده الواثق بعده ، ثم الأمير أبو إسحاق وقد تقدّم ذكره. ثم كانت دولة الدّعيّ (١٢) ابن أبي عمارة المتوثّب على ملكهم ؛ ثم دولة أبي حفص مستنقذها من يده ، وهو عمر بن أبي زكريا بن (١٣) عبد الواحد ، ثم السلطان الخليفة الفاضل ، الميمون النّقيبة ، أبو عبد الله محمد بن الواثق يحيى بن المستنصر (١٤) أبي عبد الله بن الأمير زكريا(١٥).

وبوطن النّصارى ، بقشتالة ، ألفنش (١٦) بن هراندة ، إلى أن ثار عليه ولده شانجه ، واقتضت الحال إجازة سلطان المغرب ، واستجار به ؛ وكان من لقائه بأحواز الصّخرة من كورة تاكرنّا ما هو معلوم. ثم ملك (١٧) بعده ولده شانجه ، واتّصلت

__________________

(١) في اللمحة البدرية : «بعده السلطان المعظم البعيد الهمّة ...».

(٢) في اللمحة البدرية : «العزمة».

(٣) مربلة : ناحية من أعمال قبرة بالأندلس.

(٤) في اللمحة البدرية : «جزيرة».

(٥) في اللمحة البدرية : «المذكور ومدة ولده من بعد».

(٦) في اللمحة البدرية : «يعمور بن زيان ...»

(٧) كلمة «أهل» ساقطة في اللمحة البدرية.

(٨) في اللمحة البدرية : «الحرب».

(٩) في اللمحة البدرية : «البأو».

(١٠) في اللمحة البدرية (ص ٥٦): «الجبروتية».

(١١) في الأصل : «أربعة» وهو خطأ نحوي.

(١٢) في اللمحة البدرية : «الداعي».

(١٣) في اللمحة البدرية : «زكريا يحيى بن ...».

(١٤) في اللمحة البدرية : «المستنصر بالله».

(١٥) في اللمحة البدرية : «أبي زكريا».

(١٦) في اللمحة البدرية : «ألفنش فرانده».

(١٧) في اللمحة البدرية : «وملك».

٣٣١

ولايته مدة أيام السلطان ، وجرت بينهما خطوب إلى أن هلك عام أربعة (١) وسبعين (٢) وستمائة. وولّي بعده ولده هراندة سبعة عشر (٣) عاما ، وصار الملك إليه ، وهو صبيّ صغير ، فتنفّس مخنّق أهل الأندلس ، وغزا سلطانهم (٤) وظهر إلى آخر مدته.

وبرغون ، ألفنش بن جايمش بن بطره بن جايمش ، المستولي على بلنسية. ثم هلك وولّي بعده جايمش (٥) ولده ، وهو الذي نازل مدينة ألمرية على عهد نصر ولده ، واستمرّت أيام حياته إلى آخر مدته. وكان لا نظير له في الدّهاء (٦) والحزم والقوة.

ومن الأحداث في أيامه :

على عهده تفاقم الشّر (٧) ، وأعيا داء الفتنة ، ولقحت حرب الرؤساء الأصهار من بني إشقيلولة ، فمن دونهم ، وطنب سرادق الخلاف ، وأصاب الأسر وفحول الثروة الرؤساء ، فكان بوادي آش الرئيسان أبو محمد وأبو الحسن (٨) ، وبمالقة وقمارش الرئيس أبو محمد عبد الله ، وبقمارش رئيس آخر هو الرئيس أبو إسحاق. فأما الرئيس أبو محمد فهلك ، وقام بأمره بمالقة ، ولده ، وابن أخت السلطان المترجم به. ثم خرج عنها في سبيل الانحراف والمنابذة إلى ملك (٩) المغرب ، ثم تصيّر أمرها إلى السلطان ، على يد واليها من بني علي (١٠). وأما الرئيسان ، فصابرا المضايقة ، وعزما (١١) على النطاق والمقاطعة بوادي آش زمانا طويلا ؛ وكان آخر أمرهما الخروج عن وادي آش إلى ملك المغرب ؛ معوّضين بقصر كتامة ؛ حسبما يذكر في أسمائهم ؛ إن بلّغنا الله إليه.

وفي أيامه كان (١٢) جواز السلطان المجاهد أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق ؛ إلى الأندلس ؛ مغازيا (١٣) ومجاهدا في سبيل الله ؛ في أوائل عام اثنين وسبعين وستمائة ، وقد فسد ما بين سلطان النصارى وبين ابنه (١٤). واغتنم المسلمون الغرّة ،

__________________

(١) في الأصل : «أربع» وهو خطأ نحوي.

(٢) في اللمحة البدرية : «وتسعين».

(٣) في اللمحة البدرية : «سبع عشرة سنة».

(٤) في اللمحة البدرية : «سلطانها».

(٥) في اللمحة البدرية : «ولده جايمش الذي نازل ألمرية ...».

(٦) في اللمحة البدرية : «في الحزم والدهاء ...».

(٧) في اللمحة البدرية (ص ٥٦): «تفاقم على عهده الشرّ ...».

(٨) في اللمحة البدرية : «فكان بمدينة وادي آش ... وأبو حسن».

(٩) في اللمحة البدرية : «إلى ملكة ملك ...».

(١٠) في اللمحة البدرية : «محلى».

(١١) في اللمحة البدرية : «ومرنا على المقاطعة».

(١٢) في اللمحة البدرية : «جاز السلطان أمير المسلمين أبو يوسف ...».

(١٣) في اللمحة البدرية : «غازيا».

(١٤) في اللمحة البدرية : «ما بين ابن سلطان الروم وبين الملك أبيه».

٣٣٢

واستدعي سلطان المغرب إلى الجواز ؛ ولحق به السلطان المترجم به ؛ وجمع مجلسه بين المنتزين عليه وبينه ؛ وأجلت الحال عن وحشة. وقضيت الغزاة ؛ وآب السلطان إلى مستقرّه.

وفي العام بعده ، كان (١) إيقاع السلطان ملك المغرب بالزعيم «ذنّونه» ، واستئصال شأفته ، وحصد شوكته. ثم عبر البحر ثانية بعد رجوعه إلى العدوة ؛ واحتلّ بمدينة طريف في أوائل ربيع الأول عام سبعة وسبعين وستمائة ؛ ونازل إشبيلية ؛ وكان اجتماع السلطانين بظاهر قرطبة ؛ فاتصلت اليد ؛ وصلحت الضمائر ؛ ثم لم تلبث الحال أن استحالت إلى فساد ، فاستولى ملك المغرب على مالقة ، بخروج المنتزي بها إليه ، يوم (٢) الأربعاء التاسع والعشرين لرمضان عام سبعة وسبعين (٣) وستمائة. ثم رجعت إلى ملك (٤) الأندلس بمداخلة من كانت بيده ولنظره ، حسبما يأتي بعد إن شاء الله.

وعلى عهده نازل طاغية الروم الجزيرة (٥) الخضراء ، وأخذ بمخنّقها ، وأشرف على افتتاحها ، فدافع (٦) الله عنها ، ونفّس حصارها (٧) ، وأجاز الرّوم بحرها على يد الفئة القليلة من المسلمين ، فعظم المنح (٨) ، وأسفر الليل ، وانجلت الشّدة ، في وسط ربيع (٩) الأول من عام ثمانية وسبعين وستمائة (١٠).

مولده : بغرناطة عام ثلاثة وثلاثين وستمائة. وأيام دولته ثلاثون سنة وشهر واحد ، وستة أيام.

وفاته : من كتاب «طرفة العصر» من تأليفنا في التاريخ ، قال : واستمرّت الحال إلى أحد وسبعمائة ، فكانت في ليلة الأحد الثامن من شهر شعبان في صلاة العصر ، وكان السلطان ، رحمه الله في مصلّاه ، متوجّها إلى القبلة لأداء فريضته ، على أتمّ ما يكون عليه المسلم من الخشية والتأهّب ، زعموا أن شرقا كان يعتاده لمادة كانت تنزل من دماغه ، وقد رجمت الظنون في غير ذلك لتناوله عشيّة يومه كعكا اتخذت له بدار

__________________

(١) في اللمحة البدرية : «كانت الوقيعة بالزعيم الكبير من زعماء الروم المسمى ذنونه ...».

(٢) في الأصل : «إلى يوم» والتصويب من اللمحة البدرية (ص ٥٨).

(٣) في اللمحة البدرية : «وتسعين».

(٤) في اللمحة البدرية : «ملكة السلطان بمداخلة من كانت لنظره إياه».

(٥) كلمة «الجزيرة» ساقطة في اللمحة البدرية.

(٦) في اللمحة البدرية : «فدفع».

(٧) في اللمحة البدرية : «حصرها وأحان أجفان الروم لبحرها وعلى أيدي الفئة ...».

(٨) في اللمحة البدرية : «الفتح».

(٩) في اللمحة البدرية : «شهر ربيع ...».

(١٠) في الأصل : «ثمانية وسبعة وسبعين وستمائة» ، والتصويب من اللمحة البدرية.

٣٣٣

وليّ عهده ، والله أعلم بحقيقة ذلك. ودفن منفردا ، عن مدفن سلفه ، شرقيّ المسجد الأعظم ، في الجنان المتّصل بداره (١). ثم ثني بحافده السلطان أبي الوليد ، وعزّز (٢) بثالث كريم من سلالته ، وهو السلطان أبو الحجاج بن أبي الوليد ، تغمّد الله جميعهم برحمته (٣) ، وشملهم بواسع مغفرته وفضله.

__________________

(١) في اللمحة البدرية : «بدارهم».

(٢) في اللمحة البدرية : «ثم عزّز».

(٣) في اللمحة البدرية : «بعفوه».

٣٣٤

فهرس المحتويات

إهداء........................................................................ ١

مقدمة المحقّق.................................................................. ٣

أولا ـ مؤلّفاته التاريخية......................................................... ١٤

ثانيا ـ مؤلّفاته في الجغرافيا والرحلات............................................. ١٥

ثالثا ـ مؤلّفاته في التراجم...................................................... ١٦

رابعا ـ المؤلّفات الأدبية (شعرا ونثرا)............................................. ١٧

خامسا ـ مؤلّفاته في الشريعة والتّصوّف والحثّ على جهاد النفس.................... ٢٠

سادسا ـ مؤلّفاته في السياسة................................................... ٢٢

سابعا ـ مؤلّفاته في الطّبّ والأغذية.............................................. ٢٤

ثبت بأسماء مصادر ومراجع الدراسة والتحقيق.................................... ٢٧

مقدمة المؤلّف................................................................. ٣

القسم الأوّل

في حلى المعاهد والأماكن والمنازل والمساكن

فصل في اسم هذه المدينة ووضعها على إجمال واختصار........................... ١٣

فصل في فتح هذه المدينة ونزول العرب الشاميين من جند دمشق بها وما كانت عليه أحوالهم ، وما تعلق بذلك من تاريخ       ١٨

ذكر ما آل إليه حال من ساكن المسلمين بهذه الكورة من النصارى المعاهدين على الإيجاز والاختصار       ٢١

٣٣٥

ذكر ما ينسب إلى هذه الكورة من الأقاليم التي نزلتها العرب بخارج غرناطة ، وما يتصل بها من العمالة      ٢٥

فصل فيما اشتمل عليه خارج المدينة من القرى والجنّات والجهات................... ٢٥

فصل....................................................................... ٢٨

فصل....................................................................... ٣١

فصل....................................................................... ٣٦

فصل فيمن تداول هذه المدينة من لدن أصبحت دار إمارة باختصار واقتصار......... ٤٠

القسم الثاني

في حلى الزّائر والقاطن والمتحرّك والسّاكن

أحمد بن خلف بن عبد الملك الغساني القليعي.................................... ٤٥

أحمد بن محمد بن أحمد بن يزيد الهمداني اللخمي................................. ٤٧

أحمد بن محمد بن أضحى بن عبد اللطيف بن غريب ابن يزيد بن الشّمر بن عبد شمس بن غريب الهمداني الإلبيري  ٤٧

أحمد بن محمد بن أحمد بن هشام القرشي....................................... ٤٩

أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن جزيّ الكلبي  ٥٢

أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن سعدة بن سعيد بن مسعدة بن ربيعة بن صخر بن شراحيل بن عامر بن الفضل بن بكر بن بكّار بن البدر بن سعيد بن عبد الله العامري.......................... ٥٦

أحمد بن محمد بن أحمد بن قعنب الأزدي....................................... ٥٨

أحمد بن محمد بن سعيد بن زيد الغافقي......................................... ٥٩

أحمد بن أبي سهل بن سعيد بن أبي سهل الخزرجي................................ ٥٩

أحمد بن عمر بن يوسف بن إدريس بن عبد الله بن ورد التميمي.................... ٦٠

أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن علي الأموي................................. ٦٠

أحمد بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن عميرة المخزومي.......................... ٦٢

أحمد بن عبد الحق بن محمد بن يحيى بن عبد الحق الجدلي.......................... ٦٦

٣٣٦

أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الصقر الأنصاري الخزرجي.. ٦٨

أحمد بن أبي القاسم بن عبد الرحمن............................................. ٧١

أحمد بن إبراهيم بن الزّبير بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن الحسين بن الزبير بن عاصم بن مسلم بن كعب الثّقفي  ٧٢

أحمد بن عبد الولي بن أحمد الرعيني............................................. ٧٥

أحمد بن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري...................................... ٧٦

أحمد بن عبد النور بن أحمد بن راشد رحمه الله.................................... ٧٧

أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن محمد بن مصادف بن عبد الله.......... ٨٠

أحمد بن حسن بن باصة الأسلمي المؤقّت بالمسجد الأعظم بغرناطة................. ٨١

أحمد بن محمد بن يوسف الأنصاري............................................ ٨٢

أحمد بن محمد الكرني......................................................... ٨٣

أحمد بن محمد بن أبي الخليل ، مفرّج الأموي..................................... ٨٣

أحمد بن عبد الملك بن سعيد بن خلف بن سعيد بن خلف بن سعيد بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن الحسن بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن عمّار بن ياسر صاحب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم........... ٨٨

غريبة في أمره مع حفصة...................................................... ٩٢

أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد القرشي ، المعروف بابن فركون.......... ٩٢

أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن صفوان............................................ ٩٣

أحمد بن أيوب اللّمائي...................................................... ١٠١

أحمد بن محمد بن طلحة.................................................... ١٠٤

أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن خاتمة الأنصاري..................... ١٠٨

أحمد بن عباس بن أبي زكريا.................................................. ١٢٥

أحمد بن أبي جعفر بن محمد بن عطيّة القضاعي................................ ١٢٧

أحمد بن محمد بن شعيب الكرياني............................................ ١٣٤

٣٣٧

أحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسين بن علي بن سليمان بن عرفة اللخمي     ١٣٨

أحمد بن علي الملياني........................................................ ١٤٣

أحمد بن محمد بن عيسى الأموي............................................. ١٤٤

أحمد بن الحسن بن علي بن الزيّات الكلاعي................................... ١٤٥

إبراهيم بن محمد بن مفرّج بن همشك.......................................... ١٥١

انخلاعه للموحدين عمّا بيده وجوازه للعدوة ، ووفاته بها............................ ٥٥

إبراهيم بن أمير المسلمين أبي الحسن بن أمير المسلمين أبي سعيد عثمان بن أمير المسلمين أبي يوسف يعقوب بن عبد الحقّ     ١٥٥

إبراهيم بن يحيى بن عبد الواحد بن أبي حفص عمر بن يحيى الهنتاني ، أبو إسحاق... ١٥٩

إدبار أمره بهلاكه على يد الدّعيّ الذي قيّضه الله لهلاك حينه..................... ١٦٣

إبراهيم بن محمد بن أبي القاسم بن أحمد بن محمد بن سهل بن مالك بن أحمد بن إبراهيم بن مالك الأزدي ١٦٥

إبراهيم بن فرج بن عبد البر الخولاني........................................... ١٦٦

إبراهيم بن يوسف بن محمد بن دهاق الأوسي................................. ١٦٨

إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله بن موسى الأنصاري............................ ١٦٨

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأنصاري الساحلي................................ ١٧٠

إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أسد بن موسى بن إبراهيم بن عبد العزيز بن إسحاق بن أسد بن قاسم النميري   ١٧٨

إبراهيم بن خلف بن محمد بن الحبيب بن عبد الله بن عمر بن فرقد القرشي العامري. ١٩١

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبيدس بن محمود النفزي........................ ١٩٣

إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي بكر التّسوليّ.................................... ١٩٦

إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد بن أبي العاصي التّنوخي....................... ١٩٧

إسماعيل بن فرج بن إسماعيل بن يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد بن خميس بن نصر بن قيس الأنصاري الخزرجي  ٢٠٠

إسماعيل بن يوسف بن إسماعيل بن فرج بن نصر................................ ٢١٤

٣٣٨

الملوك على عهده........................................................... ٢١٨

أبو بكر بن إبراهيم ، الأمير أبو يحيى المسوفي الصحراوي......................... ٢١٨

إدريس بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي ، أمير المؤمنين ، الملقب بالمأمون ، مأمون الموحدين    ٢٢٢

تصيّر الأمر إليه ، وجوازه إلى العدوة........................................... ٢٢٣

أسباط بن جعفر بن سليمان بن أيوب بن سعد السعدي سعد بن بكر بن عفان الإلبيري ٢٢٨

أسلم بن عبد العزيز بن هشام بن خالد بن عبد الله بن خالد بن حسين بن جعفر بن أسلم بن أبان         ٢٢٩

أسد بن الفرات بن بشر بن أسد المرّي........................................ ٢٣١

أبو بكر المخزومي الأعمى الموروري المدوّري.................................... ٢٣١

أصبغ بن محمد بن الشيخ المهدي............................................. ٢٣٥

أبو علي بن هدية.......................................................... ٢٣٦

أم الحسن بنت القاضي أبي جعفر الطّنجالي.................................... ٢٣٧

بلكّين بن باديس بن حبّوس بن ماكسن بن زيري بن مناد الصّنهاجي.............. ٢٣٨

باديس بن حبّوس بن ماكسن بن زيري بن مناد الصّنهاجي....................... ٢٤٠

ذكر مقتل اليهودي يوسف بن إسماعيل بن نغرالة الإسرائيلي...................... ٢٤٣

مكان باديس من الذكاء وتولّعه بالقضايا الآتية................................. ٢٤٤

بكرون بن أبي بكر بن الأشقر الحضرمي....................................... ٢٤٦

بدر مولى عبد الرّحمن بن معاوية الداخل....................................... ٢٤٦

تاشفين بن علي بن يوسف أمير المسلمين بعد أبيه بالعدوة....................... ٢٤٧

ثابت بن محمد الجرجاني ثم الأسترآباذي....................................... ٢٥٣

جعفر بن أحمد بن علي الخزاعي.............................................. ٢٥٥

جعفر بن عبد الله بن محمد بن سيدبونة الخزاعي................................ ٢٥٧

الحسين بن عبد العزيز بن محمد بن أبي الأحوص القرشي الفهري.................. ٢٥٩

الحسن بن محمد بن الحسن النباهي الجذامي.................................... ٢٦٠

حسن بن محمد بن حسن القيسي............................................ ٢٦١

حسن بن محمد بن باصة.................................................... ٢٦١

٣٣٩

الحسن بن محمد بن علي الأنصاري........................................... ٢٦٢

الحسين بن عتيق بن الحسين بن رشيق التغلبي................................... ٢٦٤

حبّوس بن ماكسن بن زيري بن مناد الصّنهاجي................................ ٢٦٧

الحكم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية   ٢٦٨

الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن أمية ٢٦٩

حكم بن أحمد بن رجا الأنصاري............................................. ٢٧١

حاتم بن سعيد بن خلف بن سعيد بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن الحسين بن عثمان بن سعيد بن عبد الملك بن سعيد بن عمّار بن ياسر......................................................................... ٢٧٢

حباسة بن ماكسن بن زيري بن مناد الصّنهاجي................................ ٢٧٣

حبيب بن محمد بن حبيب.................................................. ٢٧٤

حمدة بنت زياد المكتّب...................................................... ٢٧٥

حفصة بنت الحاج الرّكوني................................................... ٢٧٧

الخضر بن أحمد بن الخضر بن أبي العافية...................................... ٢٨١

خالد بن عيسى بن إبراهيم بن أبي خالد البلوي................................ ٢٨٦

داود بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن سليمان بن عمر بن حوط الله الأنصاري الحارثي الأندي       ٢٨٧

رضوان النّصري الحاجب المعظّم............................................... ٢٨٩

ترتيب خدمته وما تخلّل عن ذلك من محنته..................................... ٢٩١

زاوي بن زيري بن مناد الصّنهاجي............................................ ٢٩٣

منصرفه عن الأندلس....................................................... ٢٩٦

زهير العامريّ ، فتى المنصور بن أبي عامر....................................... ٢٩٦

طلحة بن عبد العزيز بن سعيد البطليوسي وأخواه أبو بكر وأبو الحسن بنو القبطرنة.. ٢٩٨

محمد بن إسماعيل بن فرج بن إسماعيل بن نصر................................. ٣٠١

محمد بن إسماعيل بن فرج بن إسماعيل بن يوسف بن محمد بن أحمد بن خميس بن نصر الخزرجي   ٣٠٦

٣٤٠