إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء - ج ١

محمد راغب بن محمود بن هاشم الطبّاخ الحلبي

إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء - ج ١

المؤلف:

محمد راغب بن محمود بن هاشم الطبّاخ الحلبي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: منشورات دار القلم العربي ـ حلب
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٠

هي أخت النجم إلا أنها

منه كالنجم لرأي المبصرين

منيت منه بليث قائد

بعران الذل آساد العرين

زارها يزأر في أسد وغى

تبدل الأسد من الزأر الأنين

وهي طويلة اقتصرنا منها على هذا المقدار.

قال في الروضتين : ولما فرغ الشهيد من أخذ الرها وإصلاح حالها والاستيلاء على ما وراءها من البلاد والولايات سار إلى قلعة البيرة وهي حصن حصين مطل على الفرات وهو لجوسلين أيضا فحصره وضايقه ، فأتاه الخبر بقتل نائبه بالموصل والبلاد الشرقية نصير الدين جقر بن يعقوب ، فرحل عنها خوفا من أن يحدث في البلاد فتن يحتاج إلى المسير إليها ، فلما رحل عنها سير إليها حسام الدين تمرتاش بن إيلغازي صاحب ماردين عسكرا فسلمها الفرنج إليهم خوفا من الشهيد أن يعود إليهم فيأخذها. ثم ساق السبب في قتل نصير الدين وتوجه أتابك إلى الموصل لإصلاح شؤونها إلى أن قال : ولما رأى الشهيد صلاح أمر الموصل سار إلى حلب فجهز منها جيشا إلى قلعة شيزر وبينها وبين حماة نحو أربعة فراسخ فحصرها. ولم يذكر هل أنه ملكها أو رحل عنها.

سنة ٥٤١

حصر عماد الدين زنكي قلعة جعبر ثم خبر قتله وترجمته

قال ابن العديم : ثم شرع زنكي في الجمع والاحتشاد والاستكثار من عمل المجانيق وآلة الحرب في أوائل سنة أربعين وخمسمائة ، ويظهر للناس أن ذلك لقصد الجهاد وبعض الناس يقول إنه لقصد دمشق ومنازلتها ، وكان ببعلبك مجانيق فحملت إلى حمص في شعبان من هذه السنة. وقيل إن عزمه انثنى عن الجهاد في هذه السنة وإن جماعة من الأرمن بالرها عاملوا عليها وأرادوا الإيقاع بمن كان فيها من المسلمين ، واطلع على حالهم وتوجه أتابك من الموصل نحوها وقوبل من عزم على الفساد بالقتل والصلب ، وسار ونزل على قلعة جعبر بالبرج الشرقي تحت القلعة يوم الثلاثاء ثالث ذي الحجة فأقام عليها إلى ليلة الأحد سادس شهر ربيع الآخر نصف الليل من سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ، فقتله برتقش الخادم ، كان يهدده في النهار فخاف منه فقتله في الليل في فراشه ، وقيل إنه شرب ونام فانتبه فوجد

٤٤١

برتقش الخادم وجماعة من غلمانه يشربون فضل شرابه ، فتوعدهم ونام فأجمعوا على قتله ، وجاء برتقش إلى تحت القلعة فنادى أهل : القلعة شيلوني فقد قتلت أتابك ، فقالوا له : اذهب إلى لعنة الله فقد قتلت المسلمين كلهم بقتله.

وقد كان أتابك ضايق القلعة فقل الماء فيها جدا ، والرسل من صاحبها علي بن مالك تتردد بينه وبين أتابك ، فبذل علي بن مالك له ثلاثين ألف دينار ليرحل عنها ، فأجابه إلى ذلك ، ونزل الرسول وقد جمع الذهب حتى قلع الحلق من آذان أخواته وأحضر الرسول وقال لبعض خواصه : امض بفرسه وقربه إلى قدر اليخني فإن شرب منه فأعلمني ، ففعل ذلك فشرب الفرس مرقة اليخني فعلم أن الماء قد قل عندهم ، فغالط الرسول ودافعه ولم يجبه إلى ملتمسه فأسقط في يد علي بن مالك ، وكان في القلعة عنده بقرة وحش وقد أجهدها العطش فصعدت في درجة المئذنة حتى علت عليها ورفعت رأسها إلى السماء وصاحت صيحة عظيمة ، فأرسل الله سحابة ظللت القلعة وأمطروا حتى رووا ، فتقدم حسان البعلبكي صاحب منبج إلى تحت القلعة ونادى علي بن مالك وقال : يا أمير على أيش بقى يخلصك من أتابك ، فقال له : يا غافل يخلصني الذي خلصك من حبس بلك ، يعني حين نزل بلك على منبج وخلص حسان ، فصدق فأله وكان ما ذكرناه.

وأخبرني والدي رحمه‌الله أن حارس أتابك كان يحرسه في الليلة التي قتل فيها بهذين البيتين :

يا راقد الليل مسرورا بأوله

إن الحوادث قد يطرقن أسحارا

لا تأمنن بليل طاب أوله

فرب آخر ليل أجج النارا

قال ابن الأثير : في هذه السنة سار أتابك زنكي إلى حصن جعبر وهو مطل على الفرات ، وكان بيد سالم بن مالك العقيلي سلمه السلطان ملكشاه إلى أبيه لما أخذ منه حلب وقد ذكرناه ، فحصره وسير جيشا إلى قلعة فنك وهي تجاور جزيرة ابن عمر بينهما فرسخان ، فحصرها أيضا وصاحبها حينئذ الأمير حسام الدين الكردي البشتوي ، وكان سبب ذلك أنه كان لا يريد أن يكون في وسط بلاده ما هو ملك غيره حزما واحتياطا ، فنازل قلعة جعبر وحصرها وقاتله من بها.

٤٤٢

قال في الروضتين نقلا عن يحيى بن أبي طي في كتاب السيرة الصلاحية : ومن أعجب ما حكي أنه لما اشتد حصار قلعة جعبر جاء في الليل ابن حسان المنبجي ووقف تحت القلعة ونادى صاحبها فأجابه ، فقال له : هذا المولى أتابك صاحب البلاد قد نزل عليك بعساكر الدنيا وأنت بلا وزير ولا معين وأنا أرى أن أدخل في قضيتك وآخذ لك من المولى أتابك مكانا عوض هذا المكان ، وإن لم يفعل فأي شيء تنتظر ، فقال له صاحب القلعة : أنتظر الذي انتظر أبوك ، وكان بلك بن بهرام صاحب حلب قد نزل على أبيه حسان وحاصره في منبج أشد حصار ونصب عليه عدة مجانيق ، وقال يوما لحسان وقد أحرقه بحجارة المنجنيق : أي شيء تنتظر ؟ أما تسلم الحصن ؟ فقال له حسان : أنتظر سهما من سهام الله ، فلما كان من الغد بينا بلك يرتب المنجنيق إذ أصابه سهم غرب وقع في لبته فخر ميتا ، ولم يكن من جسده شيء ظاهر إلا ذلك المكان لأنه كان قد لبس الدرع ولم يزرها على صدره ، فلما سمع ابن حسان ذلك من مقالة صاحب قلعة جعبر رجع عنه ، وفي تلك الليلة قتل أتابك زنكي فكان هذا من الاتفاقات العجيبة والعبر الغريبة اه.

قال ابن الأثير : ولما قتل أتابك زنكي رحل العسكر الذين كانوا يحاصرون قلعة فنك عنها وهي بيد عقب صاحبها إلى الآن ، وسمعتهم يذكرون أن لهم بها نحو ثلثمائة سنة ولهم مقصد حسن وفيهم وفاء وعصبية يأخذون بيد كل من يلتجي إليهم ويقصدهم ولا يسلمونه إلى طالبه كائنا من كان قريبا أم غريبا اه.

ذكر خبر قتله :

قال في الروضتين : قصد زنكي حصار قلعة جعبر فنازلها ، وكان إذا نام ينام حوله عدة من خدامه الصباح وهو يحبهم ويحبونه ، ولكنهم مع الوفاء منه يجفونه وهم أبناء الفحول القروم من الترك والروم ، وكان من دأبه أنه إذا نقم على كبير أرداه وأقصاه واستبقى ولده عنده وأخصاه ، فنام ليلة موته وهو سكران فشرع الخدم في اللعب فزجرهم وزبرهم وتوعدهم فخافوا من سطوته ، فلما نام ركبه كبيرهم واسمه برتقش فذبحه ولم يجهز عليه ، وخرج فركب فرس النوبة موهما أنه يمضي في مهم وهو لا يرتاب به لأنه خاص زنكي ، ولم يشعر أصحابه بقتله ، فأتى الخادم أهل القلعة فأعلم من بها من أهلها بقتله فبادر أصحابه

٤٤٣

إليه فأدركه أوائلهم وبه رمق ، ثم ختم الله له بالشهادة أعماله ، وكان ذلك لخمس مضين من ربيع الآخر.

لاقي الحمام ولم أكن مستيقنا

أن الحمام سيبتلى بحمام

قال ابن الأثير : حدثني والدي عن بعض خواصه قال : دخلت إليه في الحال وهو حي ، فحين رآني ظن أني أريد قتله فأشار إلي بأصبعه السبابة يستعطفني فوقعت من هيبته ، فقلت : يا مولاي من فعل هذا ؟ فلم يقدر على الكلام وفاضت نفسه رحمه‌الله.

قال : وكان حسن الصورة أسمر اللون مليح العينين قد وخطه الشيب ، وكان قد زاد عمره على ستين سنة لأنه كان لما قتل والده صغيرا. ولما قتل دفن بالرقة وكان شديد الهيبة على عسكره ورعيته عظيم السياسة لا يقدر القوي على ظلم الضعيف ، وكانت البلاد قبل أن يملكها خرابا من الظلم وتنقل الولاة ومجاورة الفرنج فعمرها وامتلأت أهلا وسكانا.

قال في المختار من الكواكب المضية : لما قتل بقي وحده فخرج إليه أهل الرافقة فغسلوه بقحف جرة ودفنوه على باب مشهد علي في جوار الشهداء من الصحابة ، وبنوا عليه قبة ، وكان بالمشهد قيم أعجمي وكان رجلا صالحا ، فاتفق أنه رأى ليلة النصف من شعبان كأنه خرج من البلد وجاء للمشهد فرأى على بابه ثلاثة أفراس يمسكها عبد أسود قال : فدخلت المشهد فرأيت ثلاثة رجال فقلت : من أنتم ؟ فقال أحدهم : أنا علي وهذا الحسن والحسين ، ثم سألني عن القبر فقلت : هذا قبر سلطان عظيم ، فقال : مه ، السلطان العظيم هو الله ، فقلت : هذا قبر زنكي الشهيد ، فقال لي : امض إلى ولده محمود وقل له : نحن جعلنا هذا المكان معبدا فلم يجعله مدفنا ، فقل له ينقله من هنا ، [ ثم ] مشوا إلى المكان الذي يقال فيه الكف ودعوا ثم قال : أنت ما تقول له نحن نقول له ، قال : فأصبح الرائي ودخل إلى مدبر المدينة أبي مسلم فحكى له ما رأى وعنده جماعة فكتب كتابا إلى نور الدين يخبره بالمنام فلم يصل إليه الكتاب حتى سير نور الدين كتابا إلى المذكور يقول له : رأيت ليلة نصف شعبان عليا وولديه وقالوا لي : تنقل أباك من المشهد فنحن جعلناه معبدا لم نجعله مدفنا ، وقد سيرت إليك أربعة آلاف قرطيس تبني له تربة مثل تربة الفقراء لا مثل تربة الملوك وتنقله إليها. فبنى له حظيرة بالقرب من المشهد ونقله إليها اه.

٤٤٤

وفي الروضتين : في ثامن عشر جمادى الآخرة وصل الخادم برتقش القاتل لعماد الدين زنكي وانفصل من قلعة جعبر لخوف صاحبها من طلبه منه ، فوصل دمشق موقنا أنه قد أمن بها ومدلا بما فعله وظنا منه أن الحال على ما توهمه ، فقبض عليه وأنفذ إلى حلب من صحبه من حفظته وأوصله ، فأقام بها أياما ثم حمل إلى الموصل وذكر أنه قتل بها.

ترجمته وشيء من سيرته :

قال ابن خلكان : هو أبو الجود عماد الدين زنكي بن آقسنقر بن عبد الله الملقب بالملك المنصور المعروف والده بالحاجب ، كان صاحب الموصل ، وكان من الأمراء المقدمين ، وفوض إليه السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه السلجوقي ولاية بغداد في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ، وكان لما قتل آقسنقر البرسقي وتوفي ولده مسعود ورد مرسوم السلطان محمود من خراسان بتسليم الموصل إلى دبيس بن صدقة الأسدي صاحب الحلة ، فتجهز دبيس للمسير ، وكان بالموصل أمير كبير المنزلة يعرف بالجاولي وهو مستحفظ قلعة الموصل ومتولي أمورها من جهة البرسقي ، فطمع في البلاد وحدثته نفسه بتملكها ، فأرسل إلى بغداد بهاء الدين أبا الحسن علي بن القاسم الشهرزوري وصلاح الدين محمد الباغيسياني لتقرير قاعدته ، فلما وصلا إليها وجدا الإمام المسترشد قد أنكر توليته دبيس وقال لا سبيل إلى هذا ، وترددت الرسائل بينه وبين السلطان محمود في ذلك ، وآخر ما وقع اختيار المسترشد عليه تولية زنكي ، فاستدعى الرسولين الواصلين من الموصل وقرر معهما أن يكون الحديث في البلاد لزنكي ، ففعلا ذلك وضمنا للسلطان مالا وبذل له على ذلك المسترشد من ماله مائة ألف دينار ، فبطل أمر دبيس وتوجه زنكي إلى الموصل وتسلمها ودخلها في عاشر رمضان سنة إحدى وعشرين وخمسمائة.

ولما تقلد زنكي الموصل سلم إليه السلطان محمود ولديه آلب أرسلان وفروخ شاه المعروف بالخفاجي ليربيهما ، فلهذا قيل له أتابك ، لأن الأتابك هو الذي يربي أولاد الملوك ، فالأتابك بالتركية هو الأب وبك هو الأمير ، فأتابك مركب من هذين المعنيين ، ثم استولى زنكي على ما والى الموصل من البلاد وفتح الرها سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ، وكانت لجوسلين الأرمني ، ثم ساق خبر قتله.

٤٤٥

قال ابن العديم : وكان أتابك جبارا عظيما ذا هيبة وسطوة ، وقيل إن الشاووش كان يصيح خارج باب العراق وهو نازل من القلعة ، وكان إذا ركب مشى العسكر خلفه كأنه بين خيطين مخافة أن يدوس العسكر شيئا من الزرع ولا يجسر أحد من هيبته أن يدوس عرقا منه ولا يمشي فرسه فيه ، ولا يجسر أحد من أجناده أن يأخذ لفلاح علاقة تبن إلا بثمنها أو بخط من الديوان إلى رئيس القرية ، وإن تعدى أحد صلبه ، وكان يقول : ما يتفق أن يكون أكثر من ظالم واحد ، يعني نفسه ، فعمرت البلاد في أيامه بعد خرابها وأمنت بعد خوفها ، وكان لا يبقي على مفسد وأوصى ولاته وعماله بأهل حران ، ونهى عن الكلف والسخر والتثقيل على الرعية ، هذا ما حكاه أهل حران عنه. وأما فلاحو حلب فإنهم يذكرون عنه ضد ذلك ، وكانت الأسعار في السنة التي توفي فيها رخية جدا ، الحنطة ست مكايك بدينار ، والشعير اثنا عشر مكوكا بدينار ، والعدس أربع مكايك بدينار ، والجلبان خمسة مكايك بدينار ، والقطن ستون رطلا بدينار ، والدينار هو الذي جعله أتابك دينار الغلة ، وقدره خمسون قرطيسا برسا ( برشا ) وذلك لقلة العالم.

ولما قتل افترقت عساكره ، فأخذ عسكر حلب ولده نور الدين أبا القاسم محمود بن زنكي وطلبوه إلى حلب فملكوه إياها ، وأخذ نور الدين خاتمه من إصبعه قبل مسيره إلى حلب ، وسار أجناد الموصل بسيف الدين غازي إلى الموصل وملكها وبقي أتابك وحده ، فخرج أهل الرافقة فغسلوه بقحف جرة ودفنوه على باب مشهد علي عليه‌السلام في جوار الشهداء من الصحابة رضوان الله عليهم وبنى بنوه قبة فهي باقية إلى الآن (١).

قال في الروضتين : ( فصل ) في بعض سيرة الشهيد أتابك زنكي ، وكانت من أحسن سير الملوك ، وكانت رعيته في أمن شامل يعجز القوي عن التعدي على الضعيف.

قال ابن الأثير : حدثني والدي قال : قدم الشهيد إلينا بجزيرة ابن عمر في بعض السنين وكان زمن الشتاء ، فنزل بالقلعة ونزل العسكر في الخيام ، وكان في جملة أمرائه الأمير عز الدين أبو بكر الدبيسي وهو من أكابر أمرائه ومن ذوي الرأي عنده ، فدخل الدبيسي البلد ونزل بدار إنسان يهودي وأخرجه منها ، فاستغاث اليهودي إلى الشهيد وهو راكب

__________________

(١) إلى هنا آخر المنتخبات من بغية الطلب في تاريخ حلب للصاحب كمال الدين عمر بن أحمد المشهور بابن العديم الحلبي المطبوعة في باريس مع ترجمتها بالإفرنسية.

٤٤٦

فسأل عن حاله فأخبره به ، وكان الشهيد واقفا والدبيسي إلى جانبه ليس فوقه أحد ، فلما سمع أتابك الخبر نظر إلى الدبيسي نظر مغضب ولم يكلمه كلمة واحدة ، فتأخر القهقرى ودخل البلد وأخرج خيامه وأمر بنصبها خارج البلد ، ولم تكن الأرض تحتمل وضع الخيام عليها لكثرة الوحل والطين ، قال : فلقد رأيت الفراشين وهم ينقلون الطين لينصبوا خيمته ، فلما رأوا كثرته جعلوا على الأرض تبنا ليقيموها ونصبوا الخيام وخرج إليها من سناعته.

قال : وكان ينهى أصحابه عن اقتناء الأملاك ويقول : مهما كانت البلاد لنا فأي حاجة لكم إلى الأملاك ، فإن الإقطاعات تغني عنها ، وإن خرجت البلاد عن أيدينا فإن الأملاك تذهب معها ، ومتى صارت الأملاك لأصحاب السلطان ظلموا الرعية وتعدوا عليهم وغصبوهم أملاكهم.

قال : ومن أحسن آرائه أنه كان شديد العناية بأخبار الأطراف وما يجري لأصحابها حتى في خلواتهم لا سيما دركات السلطان ، وكان يغرم على ذلك المال الجزيل ، فكان يطالع ويكتب إليه بكل ما يفعله السلطان في ليله ونهاره من حرب وسلم وهزل وجد وغير ذلك ، فكان يصل إليه كل يوم من عيونه عدة قاصدين.

وكان مع اشتغاله بالأمور الكبار لا يهمل الاطلاع على الصغير وكان يقول : إذا لم يعرف الصغير ليمنع صار كبيرا. وكان لا يمكن رسول ملك يعبر في بلاده بغير أمره ، وإذا استأذنه رسول في العبور في بلاده أذن له وأرسل إليه من يسيره ولا يتركه يجتمع بأحد من الرعية ولا غيرهم ، فكان الرسول يدخل بلاده ويخرج منها ولم يعلم من أحوالها شيئا. وكان يتعهد أصحابه ويمتحنهم. سلم يوما خشكنانكة إلى طشت دار له وقال له : احفظ هذه ، فبقي نحو سنة لا يفارق الخشكنانكة خوفا أن يطلبها منه ، فلما كان بعد ذلك قال له : أين الخشكنانكة ، فأخرجها في منديل وقدمها بين يديه ، فاستحسن ذلك منه وقال : مثلك ينبغي أن يكون مستحفظا لحصن ، وأمر له بدزدارية قلعة كواشي ، فبقي فيها إلى أن قتل أتابك.

٤٤٧

وكان لا يمكن أحدا من خدمه من مفارقة بلاده ويقول : إن البلاد كبستان عليه سياج فمن هو خارج السياج يهاب الدخول ، فإذا خرج منها من يدل على عورتها ويطمع العدو فيها زالت الهيبة وتطرق الخصوم إليها.

قال : ومن صائب رأيه وجيده أن سير طائفة من التركمان الأيوانية مع الأمير اليارق إلى الشام وأسكنهم بولاية حلب وأمرهم بجهاد الفرنج وملكهم كل ما استنقذوه من البلاد للفرنج وجعله ملكا لهم ، فكانوا يغادون الفرنج بالقتال ويراوحونهم ، وأخذوا كثيرا من السواد وسدوا ذلك الثغر العظيم ، ولم يزل جميع ما فتحوه في أيديهم إلى نحو سنة ستمائة.

قال : ومن آرائه أنه لما اجتمع له الأموال الكثيرة أودع بعضها بالموصل وبعضها بسنجار وبعضها بحلب وقال : إن جرى على بعض هذه الجهات خرق أو حيل بيني وبينه استعنت على سد الخرق بالمال في غيره.

قال : وأما شجاعته وإقدامه فإليه النهاية فيهما وبه كانت تضرب الأمثال ، ويكفي في معرفة ذلك جملة أن ولايته أحدق بها الأعداء والمنازعون من كل جانب : الخليفة المسترشد والسلطان مسعود وأصحاب أرمينية وأعمالها بيت سكمان وركن الدولة داود صاحب حصن كيفا وابن عمه صاحب ماردين ثم الفرنج ثم صاحب دمشق ، وكان ينتصف منهم ويغزو كلا منهم في عقر داره ويفتح بلادهم ما عدا السلطان مسعودا فإنه كان لا يباشر قصده بل يحمل أصحاب الأطراف على الخروج عليه ، فإذا فعلوا عاد السلطان محتاجا إليه وطلب منه أن يجمعهم على طاعته فيصير كالحاكم على الجميع ، وكل يداريه ويخضع له ويطلب منه ما تستقر القواعد على يده.

قال : وأما غيرته فكانت شديدة ولا سيما على نساء الأجناد فإن التعرض إليهن كان من الذنوب التي لا يغفرها ، وكان يقول : إن جندي لا يفارقونني في أسفاري وقلما يقيمون عند أهلهم فإن نحن لم نمنع من التعرض إلى حرمهم هلكن وفسدن. قال ابن الأثير : وكان قد أقام بقلعة الجزيرة دزدارا اسمه نور الدين حسن البربطي وكان من خواصه وأقرب الناس إليه ، وكان غير مرضي السيرة ، فبلغه عنه أنه يتعرض للحرم ، فأمر حاجبه صلاح الدين الباغيسياني أن يسير مجدا ويدخل الجزيرة فإذا دخلها أخذ البربطي وقطع ذكره وقلع عينيه عقوبة لنظره بهما إلى الحريم ثم يصلبه ، فسار الصلاح مجدا فلم يشعر البربطي إلا وقد

٤٤٨

وصل إلى البلد فخرج إلى لقائه فأكرمه ودخل معه البلد وقال : المولى أتابك يسلم عليك ويريد أن يعلي قدرك ويرفع منزلتك ويسلم إليك قلعة حلب ويوليك جميع البلاد الشامية لتكون هناك مثل نصير الدين فتجهز وتحدر مالك في الماء إلى الموصل وتسير إلى خدمته ، ففرح ذلك المسكين فلم يترك له قليلا ولا كثيرا إلا نقله إلى السفن ليحدرها إلى الموصل في دجلة ، فحين فرغ من جميع ذلك أخذه الصلاح وأمضى فيه ما أمر به وأخذ جميع ماله ، فلم يتجاسر بعده أحد على سلوك شيء من أفعاله.

قال : وأما صدقاته فقد كان يتصدق كل جمعة بمائة دينار أميري ظاهرا ويتصدق فيما عداه من الأيام سرا مع من يثق به. وركب يوما فعثرت به دابته فكاد يسقط عنها فاستدعى أميرا كان معه فقال له كلاما لم يفهمه ولم يتجاسر على أن يستفهمه منه ، فعاد عنه إلى بيته وودع أهله عازما على الهرب ، فقالت له زوجته : ما ذنبك وما حملك على هذا الهرب ؟ فذكر لها الحال فقالت له : إن نصير الدين له بك عناية فاذكر له قصتك وافعل ما يأمرك به ، فقال : أخاف أن يمنعني من الهرب فأهلك ، فلم تزل زوجته تراجعه وتقوي عزمه فعرّف النصير حاله ، فضحك منه وقال له : خذ هذه الصرة الدنانير واحملها إليه فهي التي أراد فقال : الله الله في دمي ونفسي ، فقال : لا بأس عليك فإنه ما أراد غير هذه الصرة ، فحملها إليه ، فحين رآه قال : أمعك شيء ؟ قال : نعم ، فأمره أن يتصدق به ، فلما فرغ من الصدقة قصد النصير وشكره وقال : من أين علمت أنه أراد الصرة ؟ فقال : إنه يتصدق في هذا اليوم بمثل هذا القدر يرسل إلى من يأخذه من الليل وفي يومنا هذا لم يأخذه ، ثم بلغني أن دابته عثرت به حتى كاد يسقط إلى الأرض وأرسلك إلي فعلمت أنه ذكر الصدقة.

قال : وحكي لي من شدة هيبته ما هو أشد من هذا ، قال والدي : خرج يوما الشهيد من القلعة بالجزيرة من السر خلوة وملاح له نائم فأيقظه بعض الجاندارية وقال له : اقعد ، فحين رأى الشهيد سقط إلى الأرض فحركوه فوجدوه ميتا.

قال : وكان الشهيد قليل التلون والتنقل بطيء الملل والتغير شديد العزم ، لم يتغير على أحد من أصحابه مذ ملك إلى أن قتل إلا بذنب يوجب التغير ، والأمراء والمقدمون الذين كانوا معه أولاهم الذين بقوا أخيرا من سلم منهم من الموت ، فلذا كانوا ينصحونه

٤٤٩

ويبذلون نفوسهم له ، وكان الإنسان إذا قدم عسكره لم يكن غريبا إن كان جنديا اشتمل عليه الأجناد وأضافوه ، وإن كان صاحب ديوان قصد أهل الديوان ، وإن كان عالما قصد القضاة بني الشهرزوري فيحسنون إليه ويؤنسون غربته فيعود كأنه أهل ، وسبب ذلك جميعه أنه كان يخطب الرجال ذوي الهمم العلية والآراء الصائبة والأنفس الأبية ويوسع عليهم في الأرزاق فيسهل عليهم فعل الجميل واصطناع المعروف.

قلت : وما أحسن ما وصفه به أحمد بن منير ( الطرابلسي ) من قوله في قصيدة :

في ذرا ملك هو الده

ر عطاء واستلابا

من له كف تبذ ال

غيث سحا وانسكابا

فاتح في وجه كل

أمة للنصر بابا

ترجف الدنيا إذا حر

ك للسير الركابا

و تحز المشمخرا

ت اختلالا واضطرابا

و ترى الأعداء من هيب

ته تأوي الشعابا

و إذا ما لفحتهم

ناره صاروا كبابا

يا عماد الدين لا زل

ت على الدين سحابا

جاعلا من دونه

سيفك إن ريع حجابا

فالبس النعماء في الأم

ن الذي طبت وطابا

و اصف عيشا إن أعدا

ءك قد صاروا ترابا

تم بتوفيقه تعالى الجزء الأول من « إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء » ويليه الجزء الثاني أوله ولاية نور الدين محمود الشهيد على حلب سنة ٥٤١.

٤٥٠
٤٥١

الفهرس

٧

 كلمة الناشر

٩

تصدير

٢٤

مقدمة المؤلف

٣١

المقدمة وفيها فصلان الفصل الأول فيما وضعه فضلاء الشهباء من التواريخ الخاصة بها وهي ٢٠ تاريخا والكلام عليها

٥٥

الفصل الثاني في بيان ما وضعوه من التواريخ العامة وهي ٥٥ تاريخا والكلام عليها

٧٧

الكلام على حدود سورية ومساحتها

٧٧

سكان سورية الأقدمون

٧٩

لغة سكان سورية وأديانهم وعدد نفوسهم الآن

٧٩

عدد ولايات سورية

٧٩

موقع حلب من الكرة الأرضية وحدودها

٨٠

بناء حلب وسبب تسميتها بحلب

٨٣

ذكر بناء حلب للمرة الثانية

٨٤

إلزام اليهود بسكنى حلب وبناء القلعة

٨٥

تتمة لهذه الفصول وذكر الحجر الموجودة في حلب المرسومة بالقلم الهيروكليفي وإثبات أن العمالقة هم الذين بنوا حلب

٨٧

أقوال اليهود في بانيها والأمم التي استولت عليها إلى أن أتى الإسلام

٨٩

ذكر الصنم الذي كان يعبده أهل منبج وأهل حلب وتاريخ دخول النصرانية إلى حلب

٩٠

ذكر ملوك الروم في البلاد السورية عند ظهور الإسلام

٩١

ذكر وضع التاريخ في الإسلام

٩٢

ذكر فتح الديار الحلبية

٩٤

فتح حلب وأنطاكية وغيرهما

٩٨

فتح الرقة وحران والرها وسروج

١٠٠

ذكر عزل خالد بن الوليد

١٠٢

ترجمة فاتحي الشهباء وقنسرين : أبو عبيدة بن الجراح. خالد بن الوليد. عياض بن غنم. شرحبيل ابن السمط رضي‌الله‌عنهم

١٠٥

ولاية حلب وقنسرين من سنة ١٦إلى ٢٠

١٠٥

ترجمة حبيب بن مسلمة بن مالك

١٠٦

ترجمة سعيد بن عامر

٤٥٢

١٠٦

ولاية عمير بن سعد سنة ٢٠

١٠٦

ترجمة عمير بن سعد

١٠٨

ولاية حبيب بن مسلمة بن مالك من سنة ٢٦إلى ٤٢

١٠٨

ولاية عبد الرحمن بن خالد بن الوليد من سنة ٤٣ إلى ٤٦ وترجمته

١٠٩

ولاية مالك بن عبد الله الخثعمي من سنة ٤٧ إلى ٥٠ وترجمته

١١٠

ولاية بسر بن أرطاه من سنة ٥٠ إلى ٥١ وفضالة بن عبيد في هذه السنة وترجمتهما

١١١

ولاية سفيان بن عوف سنة ٥٢ ولاية محمد بن عبد الله الثقفي من سنة ٥٢ إلى ٥٣

١١٢

ولاية عبد الرحمن بن أم الحكم من سنة ٥٣إلى ٥٤ وولاية محمد بن مالك ومعن بن يزيد السلمي من سنة ٥٤ إلى ٥٥ وترجمته

١١٣

ولاية سفيان أيضا سنة ٥٥

١١٤

ولاية جنادة بن أمية سنة ٥٦

١١٤

ولاية عبد الله بن قيس سنة ٥٧ وترجمته

١١٥

ولاية مالك الخثعمي أيضا سنة ٥٨

١١٥

ولاية عبد الملك بن مروان سنة ٦٦

١١٥

ترجمة عبد الملك بن مروان

١١٦

ولاية محمد بن مروان سنة ٧٣

١١٦

ترجمة محمد بن مروان

١١٦

ولاية الوليد بن عبد الملك ثم محمد بن مروان من سنة ٧٧إلى ٩٠

١١٧

ذكر بناء حصن سلوقية

١١٧

ولاية مسلمة بن عبد الملك وعبد العزيز بن الوليد والعباس بن الوليد من سنة ٩٠ إلى ٩٩ وترجمتهم

١١٩

ولاية هلال بن عبد الأعلى والوليد بن هشام المعيطي من سنة ٩٩ إلى سنة ١٠١ ووفاة سليمان بن عبد الملك بمرج دابق وتولية عمر بن عبد العزيز ووفاته وشيء من أحواله

١٢٣

ترجمة الوليد بن هشام المعيطي

١٢٤

خلافة هشام بن عبد الملك سنة ١٠٥ وقصته مع إسماعيل بن يسار الشاعر التي تبين لك عصبية بني أمية واحتفاظهم بدولتهم والكلام على رصافة هشام

١٢٦

ولاية الوليد بن القعقاع من سنة ١٠١ إلى ١٢٥

١٢٧

ولاية يزيد بن هبيرة ثم مسرور بن الوليد ثم عبد الملك بن كوثر من سنة ١٢٥ إلى ١٢٧

١٢٩

ترجمة يزيد بن هبيرة

١٣١

ابتداء الدولة العباسية سنة ١٣٢

١٣١

انتقاض أبي الورد مجزأة بن الكوثر

١٣٣

ولاية زفر بن عاصم وأبي مسلم الخراساني سنة ١٣٧

١٣٨

ترجمة عبد الله بن علي بن عباس

١٣٩

ترجمة أبي مسلم الخراساني

٤٥٣

١٤١

ولاية صالح بن علي سنة ١٣٧

١٤٢

ولاية ولده الفضل سنة ١٥٢

١٤٣

ولاية موسى الخراساني سنة ١٥٤

١٤٣

بناء المنصور للرافقة أمام الرقة

١٤٤

ولاية الهيثم بن علي سنة ١٥٨

١٤٤

ولاية الفضل بن صالح سنة ١٦٠

١٤٥

ولاية عبد الصمد بن علي سنة ١٦٢

١٤٥

ولاية زفر بن عاصم سنة ١٦٣

١٤٧

غزو الرشيد بلاد الروم وبلوغه القسطنطينية

١٤٨

ولاية علي بن سليمان سنة ١٦٨

١٤٩

ولاية عبد الملك بن صالح بن علي من سنة ١٧٣إلى ١٧٥

١٥٠

ولاية موسى بن عيسى. وموسى بن يحيى بن خالد البرمكي. وجعفر بن يحيى البرمكي. وعيسى العكي من سنة ١٧٦إلى ١٨٠

١٥١

ترجمة جعفر البرمكي

١٥٤

ولاية إسماعيل بن صالح بن علي سنة ١٨٢

١٥٤

ولاية عبد الملك بن صالح أيضا من سنة ١٨٢ إلى ١٨٧

١٥٤

ذكر بناء الهارونية

١٥٥

ولاية القاسم بن الرشيد

١٥٦

ولاية عبد الله المأمون بن الرشيد سنة ١٩٠

١٥٧

ولاية القاسم بن الرشيد وخزيمة بن خازم سنة ١٩٢ وترجمتهما

١٥٩

ولاية عبد الملك بن صالح سنة ١٩٦للمرة الثالثة وترجمته وما جرى له مع الرشيد

١٦٧

ولاية طاهر بن الحسين سنة ١٩٨

١٦٨

ترجمة طاهر بن الحسين

١٦٩

ولاية عبد الله بن طاهر سنة ٢٠٤ وولاية يحيى بن معاذ سنة ٢٠٥

١٦٩

ولاية عبد الله بن طاهر أيضا من سنة ٢٠٦ إلى ٢١٣ والكتاب الذي كتبه له أبوه حين ولاه على هذه البلاد وهو الكتاب الجامع لمكارم الأخلاق والآداب والسياسة

١٧٧

محاصرة عبد الله بن طاهر نصر بن شبث سنة ٢٠٩

١٧٧

مسير عبد الله بن طاهر إلى مصر وافتتاحها

١٧٨

إخلاص عبد الله بن طاهر للمأمون

١٧٩

ترجمة عبد الله بن طاهر بن الحسين

١٨١

ولاية العباس بن المأمون سنة ٢١٣

١٨٢

ولاية إسحق بن إبراهيم زريق سنة ٢١٤

١٨٣

ترجمة إسحق بن إبراهيم بن مصعب

٤٥٤

١٨٤

ولاية عيسى بن علي الهاشمي سنة ٢١٥

١٨٤

ولاية عبيد الله بن عبد العزيز بن الفضل سنة ٢١٨

١٨٤

ولاية أشناس التركي سنة ٢٢٥

١٨٥

ولاية محمد بن صالح بن عبد الله بن صالح سنة ٢٣٠

١٨٦

الزلازل بأنطاكية في هذه السنين

١٨٦

ولاية أحمد بن سعد ونصر الخزاعي سنة ٢٣١

١٨٧

ولاية علي بن إسماعيل بن صالح وولاية عيسى بن عبيد الله الهاشمي وولاية طاهر بن محمد وولاية المنتصر بن المتوكل من سنة ٢٣٢ إلى ٢٣٥

١٨٨

ولاية بغا الكبير سنة ٢٣٥

١٨٨

نقل مركز الخلافة من بغداد إلى الشام مدة شهرين سنة ٢٤٢

١٨٩

حصول الزلازل في بالس والرقة

١٩٠

ولاية وصيف التركي سنة ٢٤٥

١٩٠

وموسى بن بغا سنة ٢٥٠

١٩١

ترجمة موسى بن بغا

١٩١

ولاية ميمون بن سليمان وأحمد المولد والحسين بن محمد الهاشمي سنة ٢٥١

١٩٢

ولاية ميمون أيضا ثم صالح بن عبيد الله سنة ٢٥٣ ثم ديوداد سنة ٢٥٤

١٩٢

ذكر مبدأ حال أحمد بن طولون

١٩٣

ولاية أحمد بن موسى سنة ٢٥٥

الدولة الطولونية

١٩٣

ولاية أحمد بن طولون سنة ٢٥٦

١٩٤

ولاية أبي أحمد أخي المعتمد سنة ٢٥٨

١٩٤

ولاية سيما الطويل سنة ٢٥٨

١٩٧

ولاية لؤلؤ غلام أحمد بن طولون سنة ٢٦٤

٢٠٠

ولاية عبد الله بن الفتح سنة ٢٦٩

٢٠٠

ترجمة أحمد بن طولون

٢٠١

ولاية محمد بن عباس الكلابي وولاية أحمد بن دغباش سنة ٢٧١

٢٠٢

ولاية إسحق بن كنداجيق من طرف العباسيين وذكر وقعة الطواحين

٢٠٣

ولاية محمد بن ديوداد سنة ٢٧٣ من طرف خمارويه صاحب مصر

٢٠٦

ذكر الحرب بين إسحق بن كنداج بين محمد بن أبي الساج

٤٥٥

٢٠٧

ولاية طغج بن جف من طرف خمارويه سنة ٢٧٦

٢٠٩

ترجمة طغج بن جف الفرغاني

٢١٠

ولاية المكتفي بالله

٢١٠

ولاية إسحق الخراساني سنة ٢٨٦

٢١١

ولاية أحمد بن سهل سنة ٢٨٩ وولاية خليفة بن المبارك سنة ٢٩٠ ومحاربته للقرامطة

٢١٢

ولاية عيسى غلام النوشري سنة ٢٩٠

٢١٣

ولاية ذكا الأعور سنة ٢٩٢

٢١٥

ولاية أحمد بن كيغلغ سنة ٣٠٢

٢١٦

ولاية محمود بن جك سنة ٣٠٢

٢١٦

ولاية وصيف البكتمري وهلال بن بدر من سنة ٣١٢ إلى ٣١٦

٢١٧

ولاية أحمد بن كيغلغ وطريف بن عبد الله وبشرى الخادم من ٣١٨ إلى ٣٢٠

٢١٨

ولاية محمد بن طغج وطريف البكري وبدر الخرشني وطريف للمرة الثانية من ٣٢٢ إلى ٣٢٤

٢١٩

ولاية محمد بن طغج بن جف وأحمد بن سعيد الكلابي ومحمد بن رايق من سنة ٣٢٥ إلى سنة ٣٢٧

٢٢٠

ولاية محمد بن يزداذ سنة ٣٢٨

٢٢١

قتل ابن رايق وولاية ناصر الدولة بن حمدان وابتداء أمر سيف الدولة علي بن حمدان

٢٢١

ولاية مساور بن محمد سنة ٣٢٩ من طرف الأخشيد صاحب مصر

٢٢٢

ولاية أحمد بن مقاتل سنة ٣٣٠ على ديار مضر من طرف ابن رايق وولاية يانس المونسي في هذه السنة

٢٢٣

فداء الأسرى بمنديل المسيح عليه‌السلام سنة ٣٣١

٢٢٤

ولاية محمد بن مقاتل سنة ٣٣٢ وولاية عبد الله الحسين بن حمدان

٢٢٦

ولاية أبي الفتح عثمان الكلابي

٢٢٦

ترجمة محمد بن طغج الملقب بالأخشيد

دولة بني حمدان

٢٢٩

استيلاء سيف الدولة على حلب سنة ٣٣٣

٢٣١

استيلاؤه على الشام سنة ٣٣٥ وإخراجه منها

٢٣٣

غزوات سيف الدولة من سنة ٣٣٥ إلى سنة ٣٥١

٢٣٨

نزول الروم مع الدمستق على عين زربة سنة ٣٥١ وما أجراه فيها

٢٣٩

استيلاء الروم على حلب سنة ٣٥١ وما أخربه فيها ثم عودهم عنها

٢٤٢

غزو أهل طرسوس بلاد الروم ودخول نجا غلام سيف الدولة معهم وعصيان حران

٢٤٤

عصيان نجا وقتل سيف الدولة له

٤٥٦

٢٤٥

مخالفة أهل أنطاكية على سيف الدولة

٢٤٦

الفداء بن سيف الدولة وبين الروم سنة ٣٥٥

٢٤٧

نزول الروم على أنطاكية وما كان بينهم وبين سيف الدولة سنة ٣٥٥

٢٤٨

ذكر خراب قنسرين سنة ٣٥٥

٢٤٩

ترجمة سيف الدولة بن حمدان وآثاره وعنايته بالعلماء والأدباء

٢٥٨

دولة الأدب في حلب على عهد سيف الدولة

٢٦٥

ولاية سعد الدولة شريف سنة ٣٥٦

٢٦٧

ولاية قرعويه غلام سيف الدولة سنة ٣٥٨

٢٦٨

استيلاء الروم على أنطاكية وحلب وعودهم عنها سنة ٣٥٩

٢٦٩

ولاية بكجور غلام قرعويه سنة ٣٦٠

٢٦٩

ولاية سعد الدولة أيضا سنة ٣٦٦

٢٧١

وفاة سعد الدولة شريف سنة ٣٨١

٢٧٦

ما جرى عليه أمر سلامة الرشيقي وأولاد بكجور في خروجهم من الرقة وغدر سعد الدولة

٢٧٧

ما جرى بين صاحب مصر وسعد الدولة بشأن أولاد بكجور

٢٧٨

قيام أبي الفضائل سعد وما جرى له مع العساكر المصرية

٢٨٠

تدبير لطيف دبره لؤلؤ في صرف العساكر المصرية عن حلب

٢٨٠

ما دبره المتلقب بالعزيز في إمداد العسكر بالميرة وإعادتهم إلى حلب

٢٨١

ذكر مسير بسيل لقتال العساكر المصرية

٢٨١

ما دبره لؤلؤ من رعاية حرمة الإسلام وإنذار منجوتكين بخبر هجوم الروم

٢٨٢

ولاية أبي الحسن علي وأبي المعالي شريف ابني أبي الفضايل من سنة ٣٩١ إلى ٣٩٤ وإخراج لؤلؤلهما وانقراض دولة بني حمدان

٢٨٢

ولاية لؤلؤ سنة ٣٩٤

٢٨٣

ولاية مرتضي الدولة منصور بن لؤلؤ من سنة ٣٩٩ إلى ٤٠٦

٢٨٣

ابتداء حال صالح بن مرداس

٢٨٦

عصيان فتح غلام مرتضى الدولة واستيلاؤه على حلب سنة ٤٠٦

دولة بني مرداس

٢٨٨

استيلاء صالح بن مرداس الكلابي على حلب سنة ٤١٤

٢٨٩

قتل صالح بن مرداس سنة ٤٢٠ وولاية ولده نصر

٢٩٠

خروج ملك الروم من القسطنطينية إلى حلب وانهزامه سنة ٤٢١

٢٩١

ملك الروم قلعة أفامية وملك نصر الدولة بن مروان صاحب ديار بكر الرها سنة ٤١٦ وملك الروم لها سنة ٤٢٢ ثم استعادتها سنة ٤٢٧

٤٥٧

٢٩٤

ولاية الدزبري سنة ٤٢٩

٢٩٥

ذكر الحرب بين الدزبري والروم سنة ٤٣٢

٢٩٧

ترجمة أنوشتكين الدزبري

٢٩٨

ولاية ثمال بن مرداس سنة ٤٣٣

٢٩٨

إحضار رأس يحيى عليه‌السلام إلى قلعة حلب سنة ٤٣٥

٢٩٩

وصف ابن بطلان الطبيب لحلب سنة ٤٤٠

٣٠٠

ولاية الحسن بن ملهم سنة ٤٤٩

٣٠١

ولاية محمود بن صالح المرداسي سنة ٤٥٢

٣٠١

ولاية ثمال بن صالح سنة ٤٥٣

٣٠٢

ترجمة ثمال بن صالح المرداسي

٣٠٣

ولاية عطية بن صالح المرداسي سنة ٤٥٤

٣٠٣

ولاية محمود بن نصر سنة ٤٥٤

٣٠٤

مجيء الروم إلى منبج

٣٠٥

استيلاء السلطان ألب أرسلان السلجوقي على حلب سنة ٤٦٣

٣٠٦

وفاة محمود بن نصر سنة ٤٦٨

٣٠٧

ولاية نصر بن محمود ووفاته سنة ٤٦٨

٣٠٨

ولاية سابق بن محمود وانقراض الدولة المرداسية سنة ٤٧٢

٣٠٩

استيلاء شرف الدولة مسلم بن قريش على حلب سنة ٤٧٣

٣١٠

حصر شرف الدولة دمشق وعوده منها

٣١٣

فتح سليمان بن قتلمش صاحب قونية أنطاكية

٣١٤

الحرب بين سليمان بن قتلمش وبين شرف الدولة وقتل هذا سنة ٤٧٨

٣١٥

ترجمة الأمير شرف الدولة وذكر شيء من شعره وعلو نفسه

٣١٩

ولاية إبراهيم بن قريش وولاية الشريف الحبيبي سنة ٤٧٨

الدولة السلجوقية بحلب

٣٢٢

استيلاء ملكشاه السلجوقي على حلب وتوليته عليها آقسنقر سنة ٤٧٩

٣٢٥

عمارة منارة الجامع الأعظم سنة ٤٨٢

٣٢٦

حصول الزلازل في الشام وانهدام أبراج أنطاكية سنة ٤٨٤

٣٢٧

التحاق آقسنقر بتتش بن ألب أرسلان سنة ٤٨٦

٣٢٨

قتل آقسنقر وملك تتش حلب والجزيرة وولاية الحسن بن علي الخوارزمي على حلب سنة ٤٨٧

٣٢٩

ترجمة آقسنقر المعروف بقسيم الدولة وعمران حلب في زمنه

٣٣٤

قتل تتش بن آلب أرسلان سنة ٤٨٨ وولاية رضوان بن تتش سنة ٤٨٨

٤٥٨

٣٣٤

ترجمة تاج الدولة تتش

٣٣٦

قتل يوسف بن آبق والمجن الحلبي سنة ٤٨٩

٣٣٧

الحرب بين رضوان ملك حلب وأخيه دقاق ملك الشام سنة ٤٩٠

٣٣٩

ملك الإفرنج أنطاكية سنة ٤٩٢

٣٤٣

مسير المسلمين إلى الفرنج وما كان منهم

٣٤٤

ملك الفرنج معرة النعمان سنة ٤٩٢

٣٤٧

ملك الفرنج مدينة سروج ٤٩٤

٣٤٩

غارتهم على الرقة وجعبر سنة ٤٩٦

٣٤٩

غزو سقمان وجكرمش الفرنج

٣٥١

خروج طنكريد صاحب أنطاكية لاستعادة أرتاح وقصده حلب

٣٥٣

ملك الفرنج حصن أفامية سنة ٤٩٩

٣٥٥

إطلاق القمص ومسيره إلى أنطاكية سنة ٥٠٢

٣٥٦

ما جرى بين القمص وبين صاحب أنطاكية

٣٥٧

حال الجاولي بعد إطلاق القمص واستيلاؤه على بالس

٣٥٨

الحرب بين جاولي وبين طنكريد صاحب أنطاكية

٣٥٩

ملك الفرنج الأثارب سنة ٥٠٤

٣٦١

سير العساكر الإسلامية من بغداد وغيرها لقتال الفرنج في هذه البلاد سنة ٥٠٥

٣٦٦

وصول مودود إلى الشام واتفاقه مع طغتكين سنة ٥٠٧ ووفاة الملك رضوان وولاية ابنه آلب أرسلان

٣٦٦

ذكر نبذة من معتقدات الباطنية

٣٦٩

ذكر قتل آلب أرسلان وولاية أخيه سلطان شاه سنة ٥٠٨

٣٧٠

إطاعة صاحب مرعش للبرسقي

٣٧١

إرسال السلطان محمد بن ملكشاه العساكر إلى حلب سنة ٥٠٩

٣٧٤

قتل لؤلؤ الخادم واستيلاء إيلغازي بن أرتق على حلب وتولية ابنه حسام الدين سنة ٥١٠

٣٧٨

استنجاد إيلغازي بملوك بغداد للغزو وتولية ولده سليمان على حلب سنة ٥١٣

٣٨٦

هجوم الفرنج على الأثارب وحلب أيام سليمان بن إيلغازي وعصيان سليمان على أبيه واستنابته ابن أخيه عبد الجبار على حلب سنة ٥١٥

٣٨٩

حصر بلك بن بهرام الرها

٣٨٩

محاصرة إيلغازي لزردنا ونوار

٣٩١

بناء المدرسة الزجاجية سنة (٥١٧) وهي أول مدرسة بنيت بحلب

٣٩٣

ملك الفرنج حصن الأثارب

٣٩٣

استيلاء بلك بن بهرام على حلب ورحيله عنها ومحاصرة جوسلين لحلب والفظايع التي أجراها وقت ذلك

٤٥٩

٣٩٦

محاصرة بلك منبج وقتله واستيلاء تمرتاش ثم آقسنقر البرسقي على حلب

٤٠٣

فتح البرسقي كفرطاب وانهزامه من الفرنج وتولية البرسقي بابك ثم كافورا ثم ولده مسعودا على حلب

٤١٥

ترجمة آقسنقر البرسقي وخبر قتله على إثر عوده إلى الموصل

٤١١

استيلاء عز الدين مسعود بن آقسنقر على حلب وتوليته عليها تومان ثم توجهه إلى الرحبة وموته أمامها وتوليته حلب لختلغ أبه ثم لسليمان بن عبد الجبار

٤١٢

ولاية عماد الدين زنكي على الموصل وأعمالها واستيلاؤه على سروج وغيرها

٤١٣

ملك عماد الدين زنكي حلب سنة ٥٢٢

٤١٤

زيادة بيان في استيلائه على حلب وتوليته لسوار بن إيتكين سنة ٥٢٤

٤١٧

فتح زنكي الأثارب وهزيمة الفرنج

٤١٩

ذكر الحرب بين صاحب البيت المقدس وبين أسوار نائب حلب

٤١٩

ذكر غزاة العسكر الأتابكي بلاد الفرنج ومحاصرة زنكي لحمص وبارين

٤٢٠

زيادة بيان لهذه الحوادث واستيلاء زنكي على المعرة وكفرطاب

٤٢٣

وصول ملك الروم إلى الشام وملكه بزاعة

٤٣٠

الزلازل العظيمة سنة ٥٣٣

٤٣٢

إغارة الفرنج على سرمين سنة ٥٣٦

٤٣٣

فتح زنكي قلعتي أبزون وحيزان

٤٣٣

فتح زنكي طنزه وأسعرد

٤٣٤

فتح الرها وغيرها من البلاد الجزرية سنة ٥٣٩

٤٤١

حصر عماد الدين زنكي قلعة جعبر

٤٤٣

خبر قتله سنة ٥٤١

٤٤٥

ترجمته وشيء من سيرته

٤٤٦

فصل آخر في سيرته أيضا رحمه‌الله

٤٦٠