الأزهر في ألف عام - ج ٣

الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي

الأزهر في ألف عام - ج ٣

المؤلف:

الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٦٧

٢٨ ـ كتاب الأمثال والحكم المنظومة لنافع.

٢٩ ـ الكواكب الدرية في المسائل الفقهية لنافع الخفاجي.

ومعظم هذه الكتب فقد مع مكتبته الكبيرة التي فقد الكثير منها بعد وفاته في حريق نكبت به البلدة. والباقي منها لا يزال غير معروف لي إلى هذا الوقت ، وتوجد بقايا منها في مكتبة ابنه الأستاذ الكبير المرحوم الشيخ عبد اللطيف نافع خفاجي ولم أطلع عليها للآن.

أما الكتب الموجودة لدى من مؤلفاته فهي :

١ ـ رسالة تنوير الأذهان في علم البيان تأليف نافع الخفاجي بن الجوهري ابن سليمان التلباني الشافعي وهي دراسة واسعة للتشبيه والمجاز والاستعارة والكناية ، وستتهيأ في المستقبل القريب أسباب طبعها إن شاء الله.

٢ ـ مطالع الأفكار وتنوير الأبصار في علم المنطق لمؤلفه نافع الخفاجي التلباني.

٣ ـ السر المكتوم والدر المنظوم في علوم المنطوق والمفهوم وهو كتاب في شرح جميع أنواع العلوم من فقه وأصول الدين وتوحيد وتفسير وتجويد وقراءات وعلم رواية الحديث وعلم دراية الحديث وأصول الفقه الخ.

والكتاب ليس كاملا كله ومن محتوياته أرجوزة في النكاح على مذهب أبي حنيفة وقد طبعها بعد في كتاب مستقل وسماها : «نصيحة الإخوان».

وهذا الكتاب فذ في نوعه فقد كتب في أسلوب مقامة أدبية ، وكتابة العلوم بأسلوب أدبي يشرحها ويضيء جوانبها ويجعلها قريبة إلى العقل حبيبة إلى النفس مما لم يكن مألوفا قبل هذا الكتاب.

٥٢١

ويقول في مقدمته : لما رأيت العلوم في يد الامتهان ، وميدانها قد عطل من الرهان ، وبواترها قد صدئت في أغمادها ، وشعلها قد خمدت برمادها ، عن لي أن أجمع هذه المقامة تحفة لكل أديب. وجعلتها ذكرى حبيب ، وهي وإن كانت جزءا صغيرا وشيئا يسيرا ، إلا أنه يرى على ما رواه تحت برديه ، ويروي ظمأ كل وارد عليه ، قطف من أزاهير الفنون كل مشموم بهي ، وجمع من ثمار العلوم كل مطعوم شهي ، وتحلى بفرائد العلوم الأدبية ، وتجلى بنفائس الفنون الشرعية والعقلية ، مع التحيل بأجمل حيلة على جمع فرائد الفوائد الجليلة في الأوراق القليلة ، بشيء يحسن فيه جمع المتفرقات وإن كانت غير متناسبات ، وتتألف به العلوم الشاردات وإن كانت متنافرات غير متوافقات .. وقد افتتحته بالعلوم الشرعية ؛ وثنيته بالفنون العددية ، وثلثته بالعلوم العربية ثم الفنون العقلية حتى فاقت على السبعين».

والجزء الموجود عندي يحتوي على ثلاثة عشر فنا من الفنون الشرعية ، وسأوالي البحث عن باقي هذا الأثر الثمين ، ولعلي أجده بفضل الله.

٤ ـ كتاب «جواهر الكلم في منظوم الأمثال والحكم» من جمع وتأليف نافع الخفاجي التلباني» ، وهو كتاب ضخم جدا ويقول فيه في مقدمته :

«قد جمعت في هذا الكتاب فصولا جامعة لحكم منظومة ونوادر مأثورة معلومة صدرت من كلام من تقدم من العلماء والخطباء وسلف من البلغاء والحكماء ممن أشرقت بأسمائهم صفحات الزمان وطلعت من أقمار سماء الإحسان ، فأخذت بمجامع الأفكار وعمرت بها مشاهد التذكار ، فصارت أنسا للسمار ونزعة للأسماع والأبصار وقد أثبت منها في هذا الكتاب مارق وراق وشحنت به الصحائف والأوراق من حكم مرفوعة وأمثال موضوعة» ،

٥٢٢

ثم يتحدث في هذه المقدمة عن الشعر ومكانته وأثره ، وحكمة رسول الله وبلاغتها ما روي منها ، ثم يسرد بعد هذه المقدمة الطويلة ما روي من رائع الشعر في الحكمة والمثل عن كثير من الشعراء مرتبا لها على حروف المعجم في عدد ضخم من الصفحات ، وألم فيه ببعض من شعره هو ، والكتاب ذخيرة أدبية ثمينة وسنشرع في طبعه بإذن الله في أقرب فرصة ممكنة.

٥ ـ المقامة الخفاجية (أو التلبانية) المسماة بمروج الذهب ورياض الأدب لمؤلفها نافع الخفاجي التلباني وهو مقامة ساحرة الأسلوب رائعة الديباجة ذكر فيها المناظرة التي كانت بينه وبين بعض الفقهاء أمام قاضي مركز السمبلاوين الشرعي ، وصدرها بإهداء لهذا القاضي وكان صديقا حميما له ثم ترجم لنفسه فيها ترجمة وافية ثم ذكر المناظرة في بسط ومزيد تطويل وكيف انتصر على منافسيه جميعا وتجلت للناس كافة سعة ثقافته وقوة عقليته وقد ألفت بعد وفاة والده سنة ١٢٩٤ ولا ندري السنة التي ألفت فيها بالتحديد ويقول في أولها فيما يقول :

«قد كنت وأدهم الشبيبة طرب العنان ، وورقها أخضر مائس الأفنان ، أتجر في بضاعة الأدب ، فوردت سهل بحره الصافي وطالعت منه هامي العروض والقوافي ، وكنت مغرما بصيد الشوارد ، وقيد الأوابد ، واستنبات الفضائل ، واستنساخ أقوال الأمائل. ثم اتفق لي أن أشار إلى وأومأ لدى صدر المدرسين ومفيد الطالبين مولانا الشيخ محمد سيف الدين قاضي مركز السنبلاوين ، أن أشنف سمعه الثاقب ، بحلية أدب من الغرائب ، وكان كثيرا ما يجاملني بحسن المجاملة ، ويعاملني بلطف المؤانسة ، فالتمس مني كتابا في الأدب يعذب وردا ومنهلا ، قاصدا بذلك تنويه ذكرى ، فأجبته مطيعا ، ثم اتفق لي في هذا الأوان أن سألني من أمره مطاع لدى أن أملي جميع ما جرى لي بالمحكمة الشرعية الكبرى من المناظرات وما حصل لدى من المحاورات ، فتلقيت أمره بالامتثال ، وسلكت فيها طريقا لم تسلك قبلي لوارد ، وبسطت فيها نمطا لم ينسجه ناسج ، ولا نحا نحوه قاصد ، ورسمتها

٥٢٣

مقامة تعرب بحسن معانيها عن لطائف المعاني ، وتفصح عن عذوبة السجع بما يفوق رنات المثاني ، قد احتوت على جد القول وهزله ، ورقيق اللفظ وجزله وملح الآداب ونوادره ، إلى ما وشحتها به من الآيات ومحاسن الكنايات ، ورصفته فيها من الأمثال اللغوية واللطائف الأدبية والأهاجي النحوية والفتاوي اللغوية والرسائل المبتكرة والخطب المحبرة ، فهي حقيقة أن تكتب بسواد للعيون ، وأن تشتري بنفائس الأرواح لا بنقد العيون» إلى آخر ما يقول. وهذا الوصف لهذه المقامة أقل في الواقع مما تستحقه من إعجاب وتقدير ، ومن ميزاتها :

أولا : تحتوي على تاريخ للأسرة حتى عصر مؤلفها.

ثانيا : تحتوي على تاريخ لحياة هذا الرجل العظيم الذي ألفها.

ثالثا : وهي بأسلوبها الأدبي الممتاز مثل في البلاغة والبيان.

رابعا : ثم هي بهذا الأسلوب الساحر تبسط قواعد العلوم الشرعية واللغوية والأدبية وتعرض كل ما عرضت له منها عرضا يقبله الذوق وترتاح له النفس وتهش له المشاعر والوجدانات.

خامسا : احتواؤها على كثير من شعر المؤلف الخالد.

٦ ـ المقامة السعفانية لمؤلفها نافع الجوهري الخفاجي وهي أقل بكثير جدا من حجم المقامة السابقة ، وكلها هزل ممتع ، وفكاهة بارعة ، يقول في أولها :

«حدثنا عجلان ، عن أبي عطوان ، عن أبي عيسى الهتان ، عن ناظر الوسنان ، عن أبي سعفان ، عن أبي عيسى جوهري الزمان ، عن راح الروح والريحان ، عن أبي ثعلبة بن ثعلبان ، قال مررت يوما على بلدة وريقة ، خضراه نضرة أنيقة ، يقال لها تلبانة عدي بن مضر ، وإذا بها أربعة من الشبان ، قد تحلى بألفاظهم فم الزمان ، وتجلى بوجوهم ناظر الإنسان ،

٥٢٤

وهم قيام على منابر الافتخار ، بين من بها من الأقمار ، فقلت لبعض من حضر : ما الخبر؟ فقال : إن بعض أصحاب المكاتب الأهلية ، قد حضرت ، وإن نواطق الألسنة التلبانية قد نظرت لما نضرت ، واتفقت على عقد مجلس حافل ، لاختيار من هو بآذان المسجد الجامع أحق وكافل ، وها هي ذي أكابر المؤذنين قد صعدت المنابر ، ليبدي كل إنسان حجته للناظر.

٧ ـ رسالة في التحليل وطلاق الثلاث والحرام وغير ذلك تأليف نافع الخفاجي التلباني وتقع في أكثر من خمسمائة صفحة.

٨ ـ تهييج الأشواق في حكم الخلع والطلاق تأليف نافع بن الجوهري الخفاجي التلباني. وهو غير كامل ، والذي لدى منه أكثر من مائة صفحة.

٩ ـ خطبة عبد الفطر لنافع الخفاجي وهي خطبة كبيرة.

١٠ ـ مواعظ شعرية مجموعة ومرتبة على حروف المعجم جمع نافع الخفاجي.

١١ ـ قصة الإسراء والمعراج لنافع الخفاجي.

١٢ ـ قصة الإسراء المولد النبوي لنافع الخفاجي.

وهذه هي كل الكتب الموجودة عندي من مؤلفاته ويضاف إليها :

١٣ ـ ديوان شعر نافع خفاجي وموجود لدى جزء كبير منه بعضه مجموع في كراسة والبعض الآخر في مسودات كثيرة.

١٤ ـ كما يضاف إليها فتاواه الكثيرة الهائلة العدد ولدى العائلة كثير من الأوراق القديمة التي كتبت فيها هذه الفتاوي وهي في حاجة إلى الجمع ولكن ربما لا يتسنى ذلك وستضيع هذه الفتاوي الثمينة كما ضاع الكثير من كتبه ، فيكون مجموع الكتب المفقودة والموجودة ثلاثة وأربعين كتابا ، وفي اعتقادي أن مؤلفاته لا تقل عن السبعين وهي ثروة علمية ضخمة تضع

٥٢٥

صاحبها في الرعيل الأول من جلة العلماء الخالدين.

وقد وصلني بعد ذلك مخطوطات أخرى من تأليفه.

جملة مؤلفات الخفاجي المخطوطة الموجودة في مكتبتي :

١ ـ رسالة تنوير الأذهان في علم البيان.

٢ ـ مطالع الأفكار وتنوير الأبصار في علم المنطق.

٣ ـ السر المكتوم والدر المنظوم في علوم المنطوق والمفهوم.

٤ ـ جواهر الكلم في منظوم الأمثال والحكم.

٥ ـ المقامة الخفاجية أو التلبانية المسماة بمروج الذهب ورياض الأدب.

٦ ـ المقامة السعفانية.

٧ ـ رسالة في التحليل وطلاق الثلاث والحرام.

٨ ـ تهييج الأشواق في حكم الخلع والطلاق.

٩ ـ خطبة عيد الفطر ، وخطبة عيد النحر.

١٠ ـ مواعظ شعرية.

١١ ـ قصة الإسراء والمعراج.

١٢ ـ قصة المولد النبوي.

١٣ ـ أجزاء من ديوان نافع الخفاجي الشعري ، ومنها : الأجزاء ١ و ٢ و ٦ و ٩ و ١٠ و ١٥.

١٤ ـ بعض فتاويه.

١٥ ـ رسالة في علم المنطق.

١٦ ـ رسالة الإعجاز في شيء من المسائل والألغاز. الجزء الأول والثاني والثالث.

١٧ ـ مجموع المراثي الجزء الأول والثاني والثالث.

٥٢٦

١٨ ـ ديوان خطب نافع الخفاجي.

١٩ ـ مجموع في الميراث.

٢٠ ـ الدر الثمين بشرح كنز الطالبين.

٢١ ـ عنوان المكاتبة.

٢٢ ـ جزء صغير من كتاب في العروض.

كتب مفقودة لنافع الخفاجي :

فضائل شهر رمضان لنافع

سيرة الأنبياء لنافع

ألغاز التاريخ لنافع

مسائل التوحيد لنافع

السيرة النبوية

قواعد الحديث لنافع

مناسك الحج لنافع

الزهور الندية في الدروس النحوية

الإنشاء لنافع

خواص الحيوان والنبات لنافع

الجزء ٣ و ٤ و ٥ من أشعار نافع

أشعار نافع

الغزل لنافع

جواهر الكلم في الحكم لنافع

رسالة الطلاق لنافع

مسائل الميراث لنافع

رسالة صوم يوم الشك لنافع

الحكم المبرم في الفقه ومختصر الحكم

الكواكب الدرية في المسائل الفقهية لنافع

٥٢٧

نفحات العطر في زكاة الفطر

الفواكه الجنية في القواعد النحوية لنافع في النحو

مجموع العلوم لنافع

المسائل اللغوية لنافع

ألغاز القراءات لنافع

التحفة البهية في القواعد النحوية

رسالة في البيان لنافع

العقد الفريد لنافع

الرمل لنافع

لوامع الاشراق في الأوفاق لنافع

إغاثة الملهوف في علم الحروف لنافع

كشف الأحوال في ترتيب الأعمال لنافع

البدر النوراني في الطب الجسماني لنافع

الدرة المنتجة في الأدعية المجربة لنافع

إغاثة اللهفان في تسخير الجان لنافع

كفاية المهمات إلى قضاء الحاجات لنافع

الفيض الرباني في علم الروحاني لنافع

الكيمياء لنافع

لوامع الإشراق في جلب الأرزاق لنافع

رسالة في الميقات لنافع

فضائل رمضان لنافع

شرح الستين بخط أحمد نافع

السر المكتوم في علم النجوم

كنز الطالبين ومعدن الراغبين في علمي الفقه والتوحيد.

تحفة الأدعية والأذكار

٥٢٨

التاريخ لنافع

حكم وأمثال بخط نافع

المفاكهات لنافع

الحكايات لنافع

الجغرافيا لنافع

المسامرات لنافع

الإفادات لنافع

الإعراضات لنافع

الفتاوي لنافع

عنوان المكاتبة لنافع

قواعد الحديث لنافع

رسالة البسملة لنافع

الهجاء لنافع

وأما مكتبة العلامة نافع الخفاجي فقد كانت مكتبة حافلة عامرة بالمخطوطات النفيسة ، وكانت تبلغ ١٠٦٩٨ كتابا ولكن أغلبها فقد في حريقين متتاليين في القرية والباقي بدد ولم يحافظ عليه ، وكانت في حوزة خالي المرحوم العلامة الشيخ عبد اللطيف نافع الخفاجي.

شعره : نجد شعر هذا العالم الكبير في ثلاثة مصادر :

الأول : في ثنايا مؤلفاته الأدبية والعلمية.

الثاني : في أوراق كثيرة مهملة كانت محفوظة في مكتبته.

الثالث : في كراسة خاصة جمعها الفقيد الخالد من شعره بيده.

وشعره قسمان :

(أ) الشعر العلمي ونرى الكثير منه في مقامته «السر المكتوم والدر

٥٢٩

المنظوم» في علوم المنطوق والمفهوم» ومن هذا الشعر أرجوزته المطبوعة «نصيحة الإخوان في أحكام النكاح على مذهب النعمان».

(ب) الشعر الأدبي الوجداني وهو كثير.

صور من شعره

قال : من قصيدة طويلة مذكورة في صدر المقامة الخفاجية :

مالي وللأيام ويح صروفها

أبدا تلاحظني بعين عناد

وا حسرتا نال الزمان مراده

مني ولم أظفر بنيل مرادي

لا مسعد يرجى ولا متوجع

نشكو إليه حرارة الأكباد

سل مخبرات الشعر عني هل رأت

في قدح نار الفهم مثل زنادي

لم تبق حلبة منطق إلا وقد

سبقت سوابقها إليك جيادي

لله در خفاجة أبرزتها

من خدر فكرك في حلى الإنشاد

حظ من النظم البديع أفادني

حظ الكرام وخطة الأمجاد

وقال :

خليلي في تلبان هل أنتما ليا

على العهد أم غدا العهد باليا

وهل ذرفت يوم النوى مقلتاكما

على كما أمسى وأصبح باكيا

وهل أنا مذكور بخير لديكما

إذا ما جرى ذكر من كان نائيا

ودون الذي رام العواذل صبوة

رمت بي في شعب الغرام المراميا

وقلب إذا ما البرق أومض موهنا

قدحت به زندا من الشوق واريا

خليلي إني يوم طارقة النوى

شقيت بمن لو شاء أنعم باليا

ولا تيأسا أن يجمع الله بيننا

كأحسن ما كنا عليه تصافيا

أعد الليالي ليلة بعد ليلة

وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا

خليلي لا والله لا أملك الذي

قضى الله في ليلي ولا ما قضى ليا

٥٣٠

وما لهم لا أحسن الله حالهم

من الحظ في تصريم ليلى حباليا

وبعد فشعر نافع الخفاجي كثير جيد رائع وهو في الصف الأول من شعراء عصره ، وإنما لم تسر شاعريته ولا فضله لأنه آثر الحياة في هذه القرية النائية بعيدا عن القاهرة الصاخبة ، ولو أقام في العاصمة لكان العلم المفرد في عصره في كل ناحية من نواحي حياته العظيمة.

وبعد فهذا هو نافع الخفاجي في شبابه وطموحه ، في دراسته الطويلة المستقصية ، وفي تآليفه الجيدة الممتعة ، وفي أدبه الساحر وشعره الرائع.

وقد رثاه ابنه العالم الكبير نافع الخفاجي بمرثية طويلة جدا قال منها :

لو دام عيش بدنيا لما ذهبت

منها مصابيح جود قد جلت ظلما

أو كان شهم بها يبقى لما حزنت

لفقد شهم تناهى جوده وسما

المحسن العارف البحر الذي اغتزفت

منه العفاة وعادت لا تخاف ظما

من كان في ذروة الإحسان ذا شرف

وكم حوى من كمال واحتوى كرما

وكان ركنا له يهدي المقال إذا

ما الأمر من مشكلات الدهر قد عظما

ومجلس الحكم منه فوقه هتفت

هواتف البين إذ سر الندى هدما

ما للزمان أراع المجد أجمعه

وبدل الدمع من تلك العيون دما

ما للزمان نراعي حسن معهده

وما رعى قط في أحسابنا ذمما

استل من غمده بالقهر سيف علا

ماضي الغرارين مرهوبا إذا انتقما

هو اللبيب الذي طابت مآثره

كالروض حياه نوء المزن منسجما

وذو عزة لو بأيدي الناس مقودها

ما زال فيه كريم النفس واهتضما

مضى وأبقى لنا الذكر الجميل على

أيدي الزمان كتابا طاهرا رقما

ولي شريفا عفيف النفس طاهرها

مهذب الخلق من عيب الورى سلما

يا ويح تلبانة من بعد ما وخدت

به المنون تقل الفضل والكرما

لو كنت شاهده والنعش يحمله

رأيت رضوي على أيدي الرجال سما

٥٣١

من للسياسة فينا بعد ما خسفت

بدور رأي تنير الظلم والظلما

من للألي شيدوا من عزمه نعما

واستوطنوا من علاه الصدر والقمما

إلى آخر هذه المرثية الخالدة الطويلة البليغة (١).

__________________

(١) المقامة الخفاجية.

٥٣٢

هو نافع الخفاجي (١)

حفيد العلامة نافع الخفاجي الكبير

العالم الشاعر الأديب نافع بن محمد بن نافع الخفاجي بن سليمان الخفاجي حفيد العالم الكبير الشيخ نافع الخفاجي الذي مرت ترجمته ، وابن خالي الشيخ محمد بن نافع الخفاجي من أعيان الأسرة وأظهر شخصياتها ، والدته آمنة طرباي من أقاربنا أسرة الطرباهية.

ولد في يوم الجمعة ٢ شوال سنة ١٣٢٢ ، الموافق ٩ ديسمبر سنة ١٦٠٤.

ثم تعلم الكتابة وحفظ القرآن الكريم وعكف على قراءة سير الأبطال كأبي زيد الهلال وعنترة وغيرها فنشأ بطبعه شاعرا ناضج ملكات القريض.

وذهب إلى المعهد الأحمدي بطنا سنة ١٩١٩ ليتعلم فيه وأخذ منه

__________________

(١) ولد يوم الجمعة ٢ شوال ١٣٢٢ ه‍ ـ ٩ ديسمبر سنة ١٩٠٤.

وطلب للقرعة عام ١٩٢٣ وأعفى لأنه طالب علم ، وفي عام ١٣٤٤ ه‍ ـ ١٩٢٦ ، نجح في امتحان النقل من السنة الأولى إلى الثانية الثانوية بمعهد الزقازيق وترتيبه ٣٠ من ٥٩.

وفي عام ١٩٣٠ م ـ ١٣٤٩ ه‍ نجح في امتحان النقل من الثانية إلى الثالثة بالقسم العالي وترتيبه ٨٩ من ٢٢٢ ، وفي عام ١٩٣١ ـ ١٣٥٠ ه‍ نجح في امتحان النقل من الثالثة إلى الرابعة بالقسم العالي وترتيبه ٥٤ من ١٣٨ ـ وفي صيف عام ١٩٣٢ نال العالمية من الأزهر.

وشيعت جنازته يوم الثلاثاء ٩ رجب ١٣٥٩ ه‍ ١٣ أغسطس ١٩٤٠.

٥٣٣

الابتدائية عام ١٩٣٢ ، ثم كان قد أنشىء في ذلك الحين معهد الزقازيق فالتحق به واستمر في دراسته إلى أن أصيب بمرض عصبي عضال كان يحول بينه وبين المشي وحده فأخذ يعالج نفسه منه ولكن العلاج لم يجد شيئا ، اللهم إلا في تأخير زحف المرض على صحته ، ثم أخذ الثانوية من الخارج من معهد الزقازيق عام سنة ١٩٢٨ الموافق سنة ١٣٤٦ ه‍ ثم التحق بالقسم العالي بالأزهر ونال منه شهادة العالمية في يونيو سنة ١٩٣٢ الموافق سنة ١٣٥١ ه‍.

وعاد العالم بعد ذلك فأقام بالقرية يطالع في أسفار الأدب وينظم القريض ويعالج نفسه من مرضه العضال ، ثم تزوج في سبتمبر سنة ١٩٣٩ ووافاه أجله المحتوم في ١٣ أغسطس سنة ١٩٤٠ ـ الثلاثاء ٩ رجب سنة ١٣٥٩ ه‍ ، فعليه رحمة الله ورضوانه.

شاعريته :

إذا تركنا الجانب العلمي لشخصية المغفور له الخالد نافع الخفاجي ، وجدنا أهم مظهر في شخصيته هو الشاعرية الفذة الناضجة القوية الأسباب الوطيدة الملكات.

نماها في نفسه أثر الوراثة عن جده نافع الخفاجي الكبير ، وقراءته وهو صغير لهذه القصص الحماسية الكبيرة كسيرة أبو زيد وعنترة ، ثم عكوفه على كتب الأدب ومصادره الأولى ودواوين فحول الشعراء ، نظم الشعر طفلا ، وكانت كل حياته مظهرا لهذه الشاعرية الناضجة. كان مرضه يحول بينه وبين كل شيء إلا الشعر ، رسم فيه صورة لحياته التي كان يحياها ، وعواطفه التي كانت تجيش بها نفسه ، عبراته التي كان يسكبها على آماله المحطمة ، وصحته المكدودة. وسنتحدث عن شعره في تفصيل بعد قليل.

٥٣٤

شخصيته :

كان الفقيد المغفور له قوي الملكات ، ناضج العقلية ، واسع الثقافة ، لا يغلب على رأي ، ولا تتلعثم في لسانه حجة ، وكان قوي الحجاج شديد الجدل ، كما كان جذاب الشخصية ، وديع النفس ، بعيد التفكير ، معتدا بنفسه ورأيه ، يأبى أن تهأن كرامته ، ويقف في سبيل ذلك مواقف العناد واللجاج.

وكانت حياته كلها آلاما وأحزانا ، بكى لمرضه ، وبكى لآماله الذاوية ، وبكى لجسده المحطم ، ويئس من الحياة ، وأخذت أشباح الموت ترتسم في ذهنه وأمام بصره ، حتى هدت قوته وحطمت كيان صحته ، وخر صريعا بيد الأمل.

شعره :

جمعت معه شعره الضخم كله في ديوان ، ثم عرض عليه ناظر المدرسة تلبانة الإلزامية ـ وكان اسمه الشيخ عبد الباسط ـ أن يأخذ ديوانه لطبعه فأعطاه له ، وظل لديه أكثر من ثلاث سنين ، ثم مات الفقيد ، فأنكره وادعى أنه فقد من المطبعة التي سلمه إليها.

وعلى أية حال ففقدان هذا الديوان الثمين لم يحل بيني وبين جمع كثير من أصول قصائده الشعرية ، مما نشرته في كتابي «بنو خفاجة» .. ومن شعره قوله يهنىء ابن عمه محمود عصر خفاجي بالليسانس :

أهلا وسهلا طالع ميمون

فليهنأ التشريع والقانون

فخر لمدرسة الحقوق وعزة

وفخارها بنجاحه مقرون

أوتيت سؤلك والعدالة ترتجى

قسا بشخصك للحقوق يبين

يا عبقريا للطروس يساره

ترجى وللأقلام منه يمين

فخر لأصل أنت بعض فروعه

دنياك وافت واطمأن الدين

٥٣٥

شيدت مجدا في ذرا الأهرام لم

يدركه رمسيس ولا أخناتون

لسواهم الأهرام والذكرى لهم

لكن جهدك بالخلود قمين

سر في سبيل المجد فالتاريخ في

صفحاته لك موضع مرهون

إن رمت تهنئة فإني عاجز

من ذا أهنىء لا أكاد أبين

أأهنىء الليسانس أن فازت به

أم رب حق حقه مكنون

ومن شعره كذلك هذه القصيدة :

إلى الله شكواي لا للبشر

فمنه له المبتدأ والخبر

هو المرسل الضر وهو الذي

بقدرته أن يميط الضرر

وما الناس؟ والناس كل له

لهيب شكاة تذيب الحجر

وما بلغ الناس ما أملوا

من الدهر والدهر جم الغير

يموت الفتى دون آماله

وكم أمل في ثنايا الحفر

وما الأدباء وما الأغنياء

وكل له أمل ينتظر

ولكن أولئك قد صرحوا

وعي سواهم لهم قد ستر

وفرقهما أن آمال ذا

عظام وآمال ذا تحتقر

فذاك يرى الشمس من تحته

وذا لا يجاوز سطح النهر

وليس مصابي سوى أنني

فقدت السعادة حتى الأثر

مصابي شبابي وعهد الصبا

وقد كان لي باسما فاكفهر

شباب يضيع كزهر الربيع

هوى حين يبسم غض الزهر

كأن المحلق أصاب الهلال

ولم يكتمل ليلة اثنى عشر

وقد كان مستقبلي زاهرا

فجف ولم يؤت بعض الثمر

وما بي سوى مرض في الفقار

تغلغل في الجسم حتى انفطر

فأفقدني كل مستمتع

من السير فالجسم إن قام جر

مناطق مخي منهوكة

من الداء والنطق قد خور

سألت الطبيب فلم يغنني

وعى وقد نال منه الحصر

وقال (انكسيك) موروثة

وقد ينقل الداء ممن غبر

٥٣٦

فقلت العلاج فقال الدواء

إلى الآن عند القضا والقدر

فلو شاء ربك تم الشفاء

وعند المشيئة ليس خطر

فيا رب لم يبق لي ملجأ

سوى لطف رحمتك المدخر

سئمت المحاقن والكهرباء

ومر الدواء ووخز الأبر

وعفت التجارب والفحص في

دمي ونخاعي وقاع النظر

وها وقف الداء عن سيره

ففي كل يوم عن الأمس ظهر

ومن شعره قصيدته في شكوى الزمان ، وها هي ذي :

أواه من عثرات الحظ أواه

والحظ ما شاءه قد شاءه الله

لا الحزن يجدي ولا حظي يساعفني

ولا الزمان رفيق في سجاياه

أرزاء شتى إذا ما خلت أصغرها

مضى أرى ضعفه يحتل مأواه

تترى دراكا كطير طاب موردها

فزاد وارده شوقا لمرعاه

يلج صرف الليالي في معاكستي

كأنما أنا وحدي كل أعداه

خطوب دهري لا تتفك تذكرني

بعطفها ذكر مجنون لليلاه

فالحزن والسهل في سيري سواسية

والليل والبوم في الظلماء أشباه

كلما قلت لما استحكمت فرجت

أرى قشيب شقاء كنت أنساه

إن غاب عني شقاء جاء مصطحبا

إخوانه ليقيموا في رعاياه

ما حيلتي وهي الدنيا وسلطتها

أي امري نال منها ما تمناه

نصيب كل امرىء في عكس همته

ورفع كفة وزن خفض أخراه

ورب ذي عزمة تنبو مضاربه

وطائش السهم أصمى الحظ مرماه

ونابه النفس سوء الحظ أخمده

وخامل القدر حسن الحظ رقاه

وكم حريص له من علمه صفة

وكم كسول له من جهله جاه

هي المقادير لا سعي ولا كسل

وكل ذي قدر لا بد يلقاه

انظر إلى قطع الشطرنج إذ نحتت

ماذا أتى الشاه حتى إنه شاه

كم بيدق مات لم يذنب وصاحبه

سما مسوقا ولم يعمل لمرقاه

كذلك الكون لم تعلم عواقبه

وليس يعلم ساع غب مسعاه

٥٣٧

الدهر علمني الشكوى فقمت بها

طوعا وكرها وخير العلم أفشاه

أشكو الزمان وفي الشكوى رفاهية

وما علاج شقي غير شكواه

تنفس الصعد تفريج ذي حرج

والضيق يفتح من ذي ضيقة فاه

القدر منفجر لو لا تبخره

والقلب منفطر لو لا شكاواه

فالقلب من حطب والبؤس من لهب

وفي الشكاة لنار الهم أمواه

الهم يثقل والشكوى تخففه

فقد ترى سامعا يؤتيك جدواه

إن لم أجد صاحبا فالليل يؤنسني

نجومه ودياجيه وإصغاه

ورب سامع شكوى شامت فرح

وذي ملال يريني غير نجواه

ولا أرى مخلصا في الضيق يسعدني

ولا غنى لي عمن لست أهواه

طبائع الناس شر لا يفارقهم

والخير كسب لبان الفكر غذاه

لو نالني الشر منهم كنت عاذرهم

وإن أتى الخير قلت للطرف هياه

إن يجهلوا خاصموا أو يعلموا نقدوا

ويبطنون بلؤم ضد ما فاهوا

فالكل للكل أعداء وعنصرهم

به أنانية في بدء مبناه

مهما أحبوا فحب الذات رائدهم

وعبرة الحب برهان بمغزاه

وهكذا الناس عباد لأنفسهم

كل يرى الغير عبدا وهو مولاه

لو لا حوائجهم ما ألهوا أحدا

أدنى الأنام من الإلحاد أغناه

هم والوحوش سواء لا يميزهم

إلا عقول وتقديم وأفواه

مع التمدين والقانون أنفسهم

شتى وكل له في العيش أهواه

كل له غرض تحفيه طينته

ولو درى خلد ما فيه جافاه

الخير يخدع في معسول منطقه

والشر يكمن في داجي حناياه

لو شف صدر جميل عن دخائله

لشوهت نفسه ما في محياه

لو أخطأ الشر إنسانا ولم يره

فسله وحيا فما جبريل إلا هو

وما أبرىء نفسي إنني بشر

النفس تأمره والروح تنهاه

صدري لضدين من جيشين معترض

ما يرض هذا فهذا ليس يرضاه

لكن نفسي صفت من طول ما رزقت

حتى رأت كل ما يسطاع مرآه

٥٣٨

وما رأيت كمثل الصبر عاقبة

فالمر أوله والحلو عقباه

لسوف أصبر حتى لا أعي أملا

وليبق لي أملي وليرحم الله

كلمة أخيرة :

وبعد فهذا بعض من نتاج شاعرية هذا العالم الفذ والشاعر المبدع ، وإنتاجه الشعري كله سحر وروعة وإبداع ، وفيه عاطفة وقوة إلهام وحسن تصوير وعمق فكرة ، وهو بين الأدب العربي أدب خالد سائر ، وسيجيء اليوم الذي ينشر فيه ديوان الشاعر كاملا ليضعه شعره في مكانته الخليق بها بين شعراء العربية الخالدين.

لقد نقلت من شعره بعضا مما يصور لنا جوانب حياته ونواحي شخصيته ، ومما يرسم لنا صورة واضحة عن شاعريته وفنه الأدبي.

وأكتفي بهذا على أن أعود في المستقبل القريب للكتابة عن هذا الشاعر الفذ في كتاب مستقل بعد أن ننشر على جمهور العربية ما بقي لدينا من شعره ومحاسن قريضه.

ولقد كان الفقيد زميل الشاعر البليغ الأستاذ محمد الأسمر في الدراسة ، واطلعت على عدة خطابات أرسلها الأستاذ الأسمر له توضح ما كان بينهما من صداقة وزمالة (١).

فرحمه الله وخلد ذكره ، ولقاه في الآخرة من الثواب وحسن الجزاء ما هو أهل له ، وفي الدنيا من الذكر والخلود ما هو به جدير.

__________________

(١) من هذه الخطابات خطاب من الأستاذ الأسمر يقول له : عزيزي الأستاذ الشاعر الشيخ نافع الخفاجي.

«يسرني أن يكون في الأزهر بين أديب مثلك ، لست أهلا لهذا الثناء الذي صنعته قلائد لا أرى جيدي جديرا بها ، متعك الله بكل ما تحب وترضى ومهد لك سهيل سعادتك» ، الأسمر.

٥٣٩

وهذه هي نص كلمة الرثاء التي ألقيتها على قبره يوم وفاته.

عقد الخطب اللسان ، وعيّ لهول المصاب البيان ، وارتاع لهذا الرزء الفادح الجنان ، وأي رزء هو!!

لقد انطفأ المصباح الهادي ، وخبا النبراس المنير ، وذهب بالرجل أجله ، ولقد كان يسير به أمله ، إلى ضيق القبر ، وفسحة الأجر والنعيم.

ذهبنا به في ربيع الحياة إلى أرض حافلة بالعبر والعبرات ، آهلة بالعظات والذكريات ، فأودعناه في حمى آمن ، يستبشر به المتقون ، وييأس فيه من رحمة الله القانطون ، ثم عدنا بالدموع والذكرى ، فاجتمعنا في هذا الجمع نحيي ذكرى الفقيد ، وبأي شيء نحيي ذكراه؟

لقد كان شاعرا وأديبا وشاعرا ، فحرى بنا أن نستمد من ذكراه العظة البالغة ، وخليق بنا أن نذكره لعلمه وأدبه إن لم نذكره لحسبه ونسبه.

لقد عاش الفقيد مجاهدا فشقى بعذاب الجهاد في حياته ، جاهد أول شبابه في سبيل آماله الواسعة ، وأمانيه الكبيرة ، ثم جاهد بعد ذلك آلام الحياة التي لاحقته وحالفته وسارت به إلى أجله المحتوم ، فما أروعه جهادا وما أعظمه مجاهدا ، وما أسعده بأجر الجهاد.

لقد كان الفقيد يستمد علمه وأدبه من عقلية واسعة ، وذهن ثاقب ، أكثر مما كان يستمده من اطلاع واسع ، ودراسة مضينة ، وكان ينظم الشعر بملكة صناع ، وروح مبدعة ، ويعرضه في أسلوب جميل وديباجة مشرقة ، ظلت تلازم أدبه. حتى وهنت صحته ، ووهى أمله ، فدبت إليها روح الضعف ، كما دبت في نفسه روح اليأس والقنوط ، وعلى حين غفلة سكت الشاعر البليغ ، وذهب العالم العبقري إلى عالم الأبدية ، ودنيا الخلود. فسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.

وهذه قصيدة من غر قصائده نثبتها هنا ، قال :

٥٤٠