المغرب في ترتيب المعرب - ج ٢

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ٢

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٣
الجزء ١ الجزء ٢

«اللامات» : «لام التعريف للجنس» ، نحو : الرجل خير من المرأة.

«وللعهد» ، نحو : ما فعل الرجلُ؟.

و «لام جواب القسم» ، نحو : واللهِ لأفعلنَّ.

و «اللام الموطئة للقسم» ، أي المؤكدة له ، نحو : لئن أكرمتَني لأُكرِمنَّكَ.

و «لام جواب لو ، ولو لا» ، ويجوز حذفها.

و «اللام الفارقة» بين إنْ المخفَّفة والنافية ، نحو : إنْ زيدٌ لمنطلق ، (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ)(١) ، (وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ)(٢).

«ما» المصدرية : في قوله تعالى : (ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ)(٣) أي برُحْبها.

و «الكافّة» في «إنما» وأخواتها ، وفي : ربّما ، وكَمَا ، وبعدَ ما ، وبينَما.

[الحروف] (المختلف فيه) (٤) : نوعان «الأوّل» : «ما» و «لا» بمعنى «ليس» عند أهل الحجاز ؛ ترفعان الاسم وتنصبان الخبر ؛ نحو : ما زيدٌ منطلقا ، وما رجلٌ ، ولا رجلٌ ، أفضلَ منك. وعند بني تميم لا تعملان.

وإذا تقدَّم الخبرُ أو انتقض النفي ب «إلا» لم تعملا بالاتفاق.

«والثاني» : «إنْ» و «أنْ» و «كأنْ» المخففة : لا تعمل ؛ وعند بعضهم تعمل. تقول : إنْ زيدٌ لذاهبٌ ، وإنْ زيدا ذاهبٌ

__________________

(١) الإسراء ٧٣.

(٢) المؤمنون ٣٠ : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ ، وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ)

(٣) تعالى : زيادة من ع ، ط. والآية هي ١١٨ من التوبة. وفي النسخ : «وضاقت» خطأ. ولكن الآية ٢٥ من التوبة أيضا هي : (وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ)

(٤) في هامش الأصل : عامل من وجه وغير عامل من وجه.

٤٤١

[الحروف] (المنظور فيه): هو ما تعارض فيه أقوال النحويين ؛ وهو تسعة أحرفٍ.

ثمانية منها تُختصّ بالاسم وهي «حروف النداء» : «يا» ، و «وأَيا» ، (٣١٢ / ب) و «هَيا» ، و «أيْ» ، و «الهمزة» ، و «وَا» للندبة. والمنادى يَنْتصب بعدها إذا كان مضافا ، نحو : يا عبدَ الله. أو مضارِعا له ، نحو : يا خيرا من زيدٍ ، ويا حَسنا وجهَ (١) الأخ. أو نكرةً ، كقول الأعمى : يا رجلاً خُذْ بيدي. وأمّا المفرد المعرفة فمضموم ؛ ولكن محله النصب ، نحو : يا زيدُ ، ويا رجلُ.

وكذا المندوب ، نحو : وا زيدُ ، أو يا زيدُ. ويجوز حذف حرف النداء عن العلَم ، كقوله تعالى : (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا)(٢). وفي الحديث : «اسكُنْ حِراءُ».

و «الواو» ، بمعنى «مع» : ينتَصب بعدها الاسم إذا كان قبلها فِعْل ، نحو : استوى الماءُ والساحلَ ، أو معنى فعلٍ ، نحو : ما شأنُك وزيدا ، لأن المعنى : ما تصنع؟ وما تُلابِس؟.

و «إلّا» في الاستثناء : وهو إخراج الشيء من حُكْمٍ دخل فيه غيره. والمستثنى بإلا على ثلاثة أضرب : «منصوب» أبدا ، وهو ما استُثني من كلامٍ موجَب ، نحو : جاءني القومُ إلا زيدا.

وما قُدِّم على المستثنى منه ، نحو : ما جاءني إلا زيدا أحدٌ. وما كان استثناؤه منقطعا ، نحو : ما جاءني أحدٌ إلا حمارا. «والثاني» : جائز فيه البدل والنّصب ، وهو المستثنى من كلامٍ غير موجَب ، نحو : ما جاءني أحدٌ إلا زيدٌ ، وإلا زيدا. و «الثالث» : جارٍ على

__________________

(١) وجه : نصب على التمييز ـ هامش الأصل.

(٢) يوسف : ٢٩.

٤٤٢

إعرابه قبل دخول إلا ، نحو : ما جاءني إلا زيدٌ ، وما رأيتُ إلا زيدا ، وما مررتُ إلا بزيد.

و «التاسع» (١) : غير مختص بالاسم ، وهو : «كي» ومعناها التعليل. يقول الرجلُ : قصدتُك ، فتقول له : كَيْمَهْ؟ مثلُ : لِمَهْ؟ فيقول في الجواب : كي تُحسنَ إليّ. والفعل بعدها منصوبٌ لا محالة ؛ إلا أن الكلام في انتصابه : أَبِها نفسِها أم بإضمار أَنْ؟

(فصل)

وعلى ذكر حروف المعاني ، تُذكر (الحروف المُقطَّعة) ، لافتقار الفقيه إلى معرفتها في بابي زلّة القارئ والجنايات ، ثم ما يُزاد منها ويُبدل (٣١٣ / أ). وهي في الأصل تسعة وعشرون حرفا ، وترتيبُها الهمزة ، والألف ، والهاء ، والعين ، والحاء ، والغين ، والخاء ، والقاف ، والكاف ، والجيم ، والشين ، والياء ، والضّاد ، والّلام ، والرّاء ، والنّون ، والطاء ، والدّال ، والتاء ، والصاد ، والزاي ، والسين ، والظاء ، والذال ، والثاء ، والفاء ، والباء ، والميم ، والواو.

ولها ستةَ عشرَ مَخْرجا ، وبعضُها أرفعُ من بعضٍ في حَيِّزه وأمْكنُ ، فبذلك مُيّز بعضُ الحروف من بعض وللحلْقِ ثلاثةُ مخارجَ (٢) : من أقصَى الصَدْرِ : الهمزة ، ثم الألف ثم الهاء ، ومن وسطه : العينُ والحاء ، ومن آخره : الغين والخاء.

__________________

(١) من الحروف المنظور فيها ، بعد حروف النداء الستة ، والواو التي بمعنى مع ، و «إلّا» في الاستثناء.

(٢) ع ، ط وهامش الأصل : «مدارج».

٤٤٣

ومن أقصى اللسان وما فوقه من الحنك : القاف ثم الكاف.

ومن وسط اللسان وما يُحاذبه من الحنك الأعلى : الجيم والشين والياء.

ومن أوّل حافَة اللسان وما يليها من الأضراس : الضاد. ومن حافَة اللسان ، من أدناها إلى منتهى طرفه ، وما يُحاذي ذلك من الحنك الأعلى ، مما فُوَيْق الضاحك والناب والرَّباعِيَة والثنيّة : اللامُ. ومن طرف اللسان ، بينه وبين ما فُوَيْق الثنايا : النون (١). ومن مخرج النون ـ غيرَ أنه أدخَلُ في ظهر اللسان قليلاً ـ : الراءُ.

ومن بين طرف اللسان وأصول الثنايا العُلى (٢) : الطاءُ ، والدال ، والتاء. ومن بين الثنايا وطرف اللسان : الصادُ ، والزاي ، والسين.

ومما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العُلى : الظاءُ ، والذال ، والثاء.

ومن باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العُلى : الفاءُ. ومن بين الشفتين : الباءُ ، والميم ، والواو.

وعن الخليل أنه كان ينسبها الى أَحْيَازها ، وهي ثمانية : فيُسمّى أخوات العين ، سوى الهَمزة والألف : «حَلْقية». والقاف والكاف (٣١٣ / ب) : «لَهَويّتين». والجيم والشين والضاد : «شَجْريّة» لأن مَبْدأها من شَجْر الفم ، وهو مَفْرَجُه. والصاد والسين والزّاي : «أَسَلييّة» لأن مبدأها من أَسَلة اللسان ، وهي مُستدَقُّ طرَفه.

والطاء والدال والثاء : «نَطْعيّة» لأن مبدأها من النَّطْع ، وهو الغار الأعلى الذي هو سقف الفم. والظاء والذال والثاء : «لِثَويّة». والراء واللام والنون : «ذَوْلقيّة» لأن مبدأها من ذَوْلق اللسان ، وهو تحديدُ طرفه. والفاء والباء والميم : «شَفَويّة» أو «شَفهيّة» ،

__________________

(١) ذكر المصنف النون في ترتيب الحروف بعد الراء ، ولكنه قدّمها على الراء هنا.

(٢) ط : العليا.

٤٤٤

وشَفتيَّة : خطأ (١). والهمزة والألف والواو والياء : «جُوفا» (٢) و «هوائية» ، على معنى أنها تخرج من الجَوْف ، أو تذهب في هواءٍ ولا تقع في حيّز.

(فصل)

ويتفرع منها أربعة عشر حرفا :

«ستةٌ منها مستحسنةٌ» ، يؤخذ بها في التنزيل وكلّ كلام فصيح ، «أولها» : ألف الإمالة ، نحو : عالم ، عابد ، وتُسمّى أيضا ألف الترخيم. «والثاني» : ألف التفخيم (٣) ، نحو : الصلاة ، والزكاة. «والثالث» : الصاد التي كالزاي في صَدَرَ : (حَتَّى يُصْدِرَ)(٤). «والرابع» : الشين التي كالجيم (٥) ، في نحو : أشْدَق. «والخامس» : الهمزة المخفّفة الكائنة بين بين (٦) ، أي بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها. «والسادس» : النون الخفيَّة التي هي غُنَّة في الخيشوم ، نحو : منك ، وعنك.

«والثمانية المستقبَحة» التي لا يُؤخذُ بها في التنزيل (٧) ، ولا في كلامٍ فصيح «الكافُ» التي كالجيم. و «الجيمُ» التي كالكاف. و «الجيمُ» التي كالشين. و «الضادُ» الضعيفةُ. و «الصّادُ» التي كالسين.

و «الطاءُ» التي كالتاء. و «الظاءُ» التي كالثاء. و «الياءُ» التي كالفاء.

__________________

(١) قوله : «وشفتية خطأ» ساقط من ع ، ط.

(٢) ط : جوفية.

(٣) بين الألف والواو.

(٤) القصص ٢٣ : «قالَ : ما خَطْبُكُما؟ قالَتا : لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ ، وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ».

(٥) أثبتت كلمة : «هي» ـ عن نسخة أخرى ـ بين كلمتي : «التي» و «كالجيم» من تحت.

(٦) في نحو : «أئمة» بإشمام الياء والهمزة ـ هامش الأصل.

(٧) ط : في القرآن.

٤٤٥

(فصل)

ولها انقسامات كثيرةُ. وأنا لا أذكر ههنا (١) إلا ما هو الأشهر والأكثر ، وهو انقسامها إلى : المجْهورة ، والمهموسة (٣١٤ / أ) ، والشديدة ، والرِّخْوة ، وما بين الشديدة والرِّخوة ، والمُطْبَقة ، والمنفتِحة ، والمُسْتَعلية ، والمنخفضة.

«فالمجهورة» [والمهموسة] : ما عدا المجموعة في قوله : «حثَّه شخصٌ فسكت».

والجَهْر : إشباعُ الاعتماد في مَخْرَج الحرف ، ومَنْعُ النَّفَس أن يجري معه. و «الهَمْس» : بخلافه.

و «الشديدة» : ما في قولك : «أجِدُكَ قَطَبْتَ».

و «الرِّخْوة» : ما عداها.

و «التي بين الشديدة والرخوة» : ما في قولك : «لَم تَرُوعُنا». والشَّدّة : أن ينحصر صوت الحرف في مَخرجه فلا يَجري ، والرَّخاوة : بخلافها. والكَوْن بين الشدة والرخاوة : أن لا يتمّ لصوته الانحصار ولا الجرْي ، كوقْفك على «العين» وإحساسك في صوتها بشبه انسلالٍ من (٢) مخرجها إلى مخرج الحاء.

و «المُطْبَقة» : الصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء.

و «المنفتحة» : ما عداها. والإطباق : أن تُطبِقَ (٣) على مخرج الحرف من اللسان ما حاذاه من الحنَك. و «الانفتاح» بخلافه.

و «المُسْتَعلية» : الأربعة المُطْبَقة ، والخاء ، والغين ، والقاف.

و «المنخفصة» : ما عداها. والاستعلاء : ارتفاع اللسان إلى الحنك.

__________________

(١) ع : هنا.

(٢) ط : في.

(٣) في ع : «يطبق» بضم الياء وفتح الباء.

٤٤٦

(فصل)

و (حروف الزيادة) : من جملة ذلك ، عشرةٌ ، يجمعها قولك : «اليومَ تَنْساهُ» أو «سألتُمونيها».

ومعنى كونها زوائد (١) : أن كلَّ حرف وقع زائدا في بعض الكلم يكون منها ، لا أنها أبدا تقع (٢) زوائد. ألا ترى أنه ما من حرف منها إلا ويكون أصلاً في الكلام : [الهمزة] «كالهمزة» في : أخذ ، وسأل (٣). و «الألف» في : هاتِ ، وذا. و «الياء» في : اليُسْر ، والسَّيْر ، والسَّبْي (٤). و «الواو» في : الولد ، والدَّوْلة ، والدلْو. و «النون» في : نطَق ، وقَنِط ، وقَطَن. و «التاء» في : تَفَل ، وقَتَل ، ولفَت. و «الهاء» في : هرب ، وبَهَرَ ، وأَبْرَهَ. و «السين» في : سالبٍ ، وباسلٍ (٣١٤ / ب) ، ولابسٍ.

فلا يُراد (٥) بذلك ما زيد للتكرير : كالراء في جرَّب ، والباء في جَلْبب ، فإن ذلك عامّ في الحروف كلّها غيرُ مختصّ بشيءٍ من هذه العشرة. ومعرفة الزائد من الأصل : طريقها الاشتقاق. وميزان ذلك حروف «فَعَلَ» ، فكلّ ما وقع بإزاء الفاء والعين واللام يُحكم بأصالته ، وما لا فلا. وربما صَعُب الحكم على المرتاضِ فكيف على على الرَّيِّض؟ ومما ليس فيه صعوبةٌ : «الهمزة» إذا وقعت بعدها ثلاثة أحرفِ أصولٍ يُحكم بزيادتها : كأرنبٍ وأجْدلٍ ، في الأسماء. وأكْرَمَ في الأفعال.

__________________

(١) ط : زائدة.

(٢) ع ، ط : وهامش الأصل : تقع أبدا.

(٣) بعدها في ع ، ط : «وسلأ».

(٤) قوله : «والسبي» ساقط من ع.

(٥) ع ، ط : ولا يراد.

٤٤٧

وزيادتها على ضربين : للقطع ـ كما ذكرت ـ وللوصل ، في أحد عشر اسما : اسمٌ ، اسْتٌ ، ابن ، ابنةٌ ، ابْنُم ، اثنان ، اثنتان ، امرؤ ، امرأة ، ايْمُ الله ، ايمُن الله. وفي هذين الأخيرين قول آخر.

ومن الأفعال : في «انفعل» وأخواته (١) ، وفي مصادرها ، والأمر منها.

وكذا في الأمر من الثلاثي المجرّد ، نحو : اضربْ ، واذهبْ ، والبَسْ ، واطلُبْ.

و «الألف» : لا تُزاد أوّلاً ، لسكونها ؛ ولكن تُزاد غيرَ أولٍ : كخاتَم ، وكتاب ، وحُبْلى.

و «الياء» : إذا كانت معها ثلاثةُ أصولٍ فهي زائدة أينما وقعتْ : كيَلْمَعٌ (٢) : ويضربُ ، وعِثْيرٌ ، وزِبْنِيَة.

و «الواو» : كالألف لا تُزاد أوّلاً ، ولكنْ غيرَ أوّلٍ : كعوْسَجٍ ، وتَرْقُوة.

و «الميم» : كالهمزة إذا وقعت أوّلاً ، وبعدها ثلاثة أصول : كمُقْبلٍ (٣) ، ومُكْرِم. ومن ذلك : مُوسى الحديد ، على أحد القولين. وأما «مَلَك» فالميم فيه زائدة لأن الأصل «مَلأك» بدليل : الملائكة (٤) في الجمع. أنشد سيبويه

فلسْتَ لإنْسيٍّ ولكنْ لِمَلأَكٍ

تنزَّلَ من جوّ السماءِ يَصُوبُ (٥)

__________________

(١) ع ، ط : وأخواتها.

(٢) بتنوين آخره رفعا وجرا ، كما في الأصل ، وكتب فوقه : «معا» ، ومثله : «عثير» الآتي.

(٣) ع : «كمقتل» بفتح التاء.

(٤) في هامش الأصل : والملائك.

(٥) كتاب سيبويه ٢ / ٣٧٩. والبيت لعلقمة بن عبدة في زيادات ديوانه ١١٨ ، وينسب إلى غيره. الملأك : لغة في الملك ، بفتحتين ، حذفت همزته.

٤٤٨

والميم في مَنْجنون ومَنجنيق أصل. وقولهم : «جَنَقُونا» بمعنى رَمَوْنا بالمَنْجنيق نظير الَّلأل من اللُّؤلؤ ، ولا تُزاد في الفعل.

وأما نحو : تمسكنَ وتَمدرعَ ، وتَمنْدَل ؛ فشاذّ.

و «النون» ؛ في : نفعل (٣١٥ / أ) نحن ، و «انفعَل» ، وسكران ، وعطشان.

و «التاء» : تُزاد أوّلاً في المضارع ، نحو : تَفْعل ، وفي «تفعيل» مصدر فعَّل ، و «تفعَّل» ، و «تفاعل» ؛ وحشوا نحو : «افتعَل» ؛ وآخرا للتأنيثِ والجمع : كمُسلمةٍ ومسلمات ، وفي نحو : جَبَروتٍ وعنكبوت وحانوت.

و «الهاء» : زيدت زيادة مطردة في الوقف ، نحو : (كِتابِيَهْ) ، وثَمَّةَ ، ووا زَيْداه. ومنه : وا ثُكْلَ أُمّيَاهْ ، وتحريكها لحنٌ.

وأما ثمَّت بالتاء فمن غلطِ العامة. وغير مطَّرِدة ، في : أمهاتٍ جمع أمّ.

وقد جاءَ أُمَّاتٌ بغير هاءٍ ، وقيل : غلبت الأمّهات في الأناسيّ والأمّات في البهائم.

و «السين» : اطَّردَتْ زيادتُها في «استفعل» ، نحو : استفتَح واستخرج.

و «اللام» : جاءت مزيدة في : هنالك ، وذلك ؛ وفي : عَبْدلٍ وزَيْدلٍ.

والزيادة بهذه الحروف ضربان : ما يُفيد معنىً في المزيد فيه : كألف ضارِب ، وميم مضروب. والآخر لمجرد البناءِ : كألِف كتابٍ ، وواوِ عجوزٍ ، وياء نَصيبٍ.

٤٤٩

وأما «الزيادة الإلحاقية» : فإنها تضرب بعرْق في كلا الضربين ؛ على ما قال الإمام المحقق عبد القاهر الجرجاني رحمه‌الله (١).

(فصل)

و (حروف البدل) أربعة عشر : حروف الزيادة ـ ما خلا السّينَ ـ والجيمُ ، والدالُ ، والطاءُ ، والصادُ ، والزاي. ويجمعها قولك : «أنجدْته يومَ صالَ زُطٌّ» (٢). والمراد بالبدل أن يوضع لفظ موضعَ لفظ ، كوَضْعك الواوَ موضع الياء (٣) في مُوقِن ، والياء موضع الهمزة في ذيب ، لا ما يُبدل لأجل الإدغام أو للتعويض من إعلال (٤).

وأكثر هذه الحروف تصرفا في البدل حروف اللين ، وهي تُبدل بعضُها من بعض ، وتُبدل من غيرها أما «الألف» : فتُبدل من أختيها ، ومن الهمزة والنون.

فإبدالها من أختيها ، في نحو : قال ، وباع ، ودعا ، ورمى.

ومن الهمزة في نحو (٥) : آدم ، لأن أصله أادَمُ «أَفْعَلُ» من الأدْمة.

ومن النون : في الوقف خاصة ، في نحو : (لَنَسْفَعاً)(٦) ، واللهَ ربَّك (٧) فاعبُدَا (٣١٥ / ب). وكذا المنصوبُ المنوّن نحو : رأيتُ زيدَا.

__________________

(١) ع : «الضربين ، كما قال المحقق عبد القاهر الجرجاني». ط : «الضربين ، على ما قال الامام عبد القاهر المحقق رحمه‌الله».

(٢) ع : «أنجدته بوصال ز ط».

(٣) في هامش الأصل : «كالواو موضع الياء». وفيه أيضا : «كوضع الواو موضع الياء».

(٤) مثال الادغام : (ادَّكَرَ) بتشديد الدال. ومثال التعويض : «إقامة».

(٥) نحو : زيادة من ع ، ط.

(٦) العلق ١٥ : (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ)

(٧) قوله : «ربك» ليس في ع ، ط. فيكون عندئذ من قول الأعشى : «ديوانه ١٣٧»

وذا النصب المنصوب لا تنسكنه

ولا تعبد الأوثان ، والله فاعبدا

٤٥٠

و «الياء» : تُبدل من أختيها ، ومن الهمزة ، وأحدِ حرفَيْ التضعيف ، والنون والباء والعين والسين والثاء.

فإبدالها من الألف في نحو : مُصَيْبِيح ومصابيح. ومن الواو في نحو : ميقاتٍ وميعاد ، «مفعال» من الوقت والوعد. ومن الهمزة في نحو : «إيْذَنْ» ، أمرٍ من أَذِنَ يأذَن. الأصل : «اأْذَنَ» بهمزتين ، الأولى للوصل والثانية فاء الفعل.

ومن أحد حرفي التضعيف في نحو : أمليتُ الكتابَ ؛ لأن الأصل أَمْللتُ. ومنه : (وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ)(١) ، وتَقضِّي البازي ، أو التسرّي (٢) ؛ في أحد القولين.

ومن النون في : أَناسِيَّ وظَرابِيَّ ، جمع (٣) إنسان وظَرِبانٍ.

ومن العين في قوله

«ولِضَفادي جَمِّهِ نقانقُ» (٤)

ومن الباء في قوله

«من الثَّعالي ووخزٌ من أرانِيها» (٥)

أراد الثعالبَ والأرانب.

__________________

(١) البقرة ٢٨٢. وفي النسخ : (فَلْيُمْلِلْ) بالفاء ، والصواب ما أثبتناه.

(٢) ع : والتسري.

(٣) ع ، وهامش الأصل : «جمعيْ».

(٤) كتاب سيبويه ١ / ٣٤٤ والمقتضب ١ / ٢٤٧ واللسان «ضفدع». وهو لخلف الأحمر ، وقبله : «ونهلٍ ليس له حوازق». الحوازق : الجماعات.

(٥) لأبي كاهل اليشكري ، بصف عقابا في وكرها. وصدره : «لها أشارير من لحم تتمره». الأشارير : قطع اللحم المقدد. وتتمره : تجففه. والوخز : الشيء القليل. انظر سيبويه ١ / ٣٤٤ والمقتضب ١ / ٢٤٧ ومجالس ثعلب ١ / ١٩٠ واللسان : «رنب ، تمر ، شرر ، وخز» ، وشواهد الشوافية ٤٤٣.»

٤٥١

ومن السين في قوله

إذا ما عُدّ أربعةٌ فِسالٌ

فزوجُكِ خامسٌ وأبوكِ سادي (١)

ومن الثاء في قوله

«قد مرَّ يومان وهذا الثالي» (٢)

أراد : الثالث. وهذه الأربعة شاذَّة.

و «الواو» : تُبدل من أُخْتَيْها ومن الهمزة. فإبدالها من الألف في نحو : حوائض وطوالق. ومن الياء في : موقن ومُوسر ، «مُفْعِلٌ» من أيقن وأيسر. ومن الهمزة في : أنا أُومِنُ «أُفعِلُ» من الأمن ، وأُؤمِّنُ «أُفعِّل» منه أيضا.

و «الهمزة» : تُبدل من حروف اللين ، ومن الهاء ، والعين.

فإبدالها من الألف في نحو : حمراء وصحراء ، وفي نحو : رسائل وشأبّة ودأبّة. وعلى ذا قُرئ : «ولا الضألّين» (٣) بالهمز. ومن الواو والياء ، في نحو : قائل وبائع. ومن الهاء في : ماء ، الأصل : «ماهٌ» بدليل قولهم في تصغيره : مُوَيْهٌ ، وفي جمعه : أمواه. ومن العين في : «أُبابٍ» ، الأصل (٤) : عُبابٌ.

و «التاء» : تُبدل من الواو في اتَّعد (٣١٦ / أ) ، «افتعل» من الوعد.

وفي : تُجاهٍ وتُراثٍ ، من الوَجْه والوراثة. ومن الياء في : اتَّسر

__________________

(١) ينسب هذا البيت إلى النابغة الجعدي يهجو فيه ليلى الأخيلية وليس في ديوانه. الفسال : جمع فسل وهو الرديء من الرجال. سادي : سادس. انظر شواهد الشافية ٤٤٦ واللسان : «فسل ، سدا».

(٢) اللسان «ثلث» وشواهد الشافية ٤٤٨. وقائله مجهول. وقبله : «يفديك ، يا زرع ، أبي وخالي» ، وبعده : «وأنت بالهجران لا تبالي».

(٣) الفاتحة ٧.

(٤) ع : والأصل.

٤٥٢

من المَيْسِر. ومن السين في : سِتٍّ وطَسْتٍ ، والأصل : سِدْسٌ وطَسٌّ ، بدليل : طُسَيْسَة وطُسوسٍ ، في التصغير والجمع.

و «الهاء» : تُبدل من التاءِ ، والهمزة ، وحروف اللين.

فإبدالها من التاء : في كل تاء تأنيث وقفْتَ عليها في اسمٍ مفرد نحو : طلحَهْ وحمزَهْ ، في : طَلْحَةَ وحمزةَ (١). ومن الهمزة في : هِيَّاك ، وهَنرْتُ الثوب. الأصل : إيّاك ، وأنرْتُ الثوبَ ، من النِّيرِ : العَلَمِ. ومن ذلك قوله

«لَهُنَّكِ من عَبْسِيّةٍ لكريمةٌ» (٢)

يعني : «لإنَّكِ» في أحد الأوجه. ومن الياء في : هذه أَمَةُ الله. الأصلُ : هذي.

و «الميم» : تُبدل من النون والواو واللام والباء. فإبدالها من النون في نحو : «عَمْبَر» ، ممّا وقعت فيه ساكنةً قبل الباء. ومن ذلك : «مَنْ زنَى مِمْ بكرٍ». ومن الواو في : «فمٍ» وَحْدَه.

ومن اللام في لغة طيٍ (٣) ، في نحو ما رَوى النَّمر بن تَوْلَبٍ عن النبي عليه‌السلام : «ليس من امْبِرِّ امْصِيامُ في امْسَفَر» (٤).

ومن الباء في قوله (٥) : رماه من كثَمٍ ، وكَثَبٍ ؛ أي قُرْبٍ.

__________________

(١) ع : «نحو : طلحه وحمده ، من طلحة وحمدة».

(٢) عجزه : «على كاذبِ من وعدها ضوء صادق» ، أو : «على هنواتٍ كاذبٍ من يقولها» ، كما في اللسان : «لهن». وقائله مجهول. وانظر الإنصاف ١ / ٢٠٩ والهمع ١ / ١٤١. وروايته في المصادر : «لوسيمة» بدل : «لكريمة».

(٣) ع : طيىء.

(٤) حديث صحيح رواه الشيخان وغيرهما. انظر فيض القدير ٥ / ٣٨١ ومغني اللبيب ١ / ٤٨.

(٥) ع ، ط : قولهم.

٤٥٣

و «النون» : تُبدل من اللام والواو. فإبدالها من اللام في قولهم (١) : لعنَّ ، في «لعلَّ». ومن الواو في : صَنْعانيٍّ وبَهْرانيٍّ ، في النسبة إلى : صنعاء وبَهراء ، والأصل : صَنْعاويّ وبَهْراويّ.

و «اللام» : تُبدل من النون شاذّا ، وذلك قولُهم : أُصَيْلال ، في : «أُصَيْلانٍ» تصغير «أُصْلانٍ» (٢) ، جمعِ أصيلٍ وهو المساء.

و «الطاء» و «الدال» : تُبدلان من تاءِ الافتعال ، في نحو : (اصْطَبِرْ) و (ازْدُجِرَ) ، ومن تاء الضمير في : فَحَصْطُ برجْلي. وقرئ : «فرّطط في جنب الله» (٣).

و «الجيم» : تُبدل من الياء المشدّدة في الوقف ، نحو : سَعْدِجٍّ ، في : «سَعْدِيٍّ» ، وقد أَجْرى الوصلَ مُجرى الوقف مَنْ قال

خالي عُوَيْفٌ وأبو عَلجٍ

المُطْعِمَان اللَّحمَ بالعَشِجِ

وبالغداة كُتَلَ البَرْنِجِ (٤)

أراد : أبو عليّ ، والعشيّ ، والبَرْنيّ ، وهو نوع من أجود التمر (٥).

__________________

(١) في قولهم : زيادة من ع ، ط.

(٢) قوله : «تصغير أصلان» ساقط من ع ، ط ، وقد أثبت في هامش الأصل مصححا وتحته : «م : رحمه‌الله». يعني عن المطرزي نفسه.

(٣) الزمر ٥٦ : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ : يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ). وفي ع : «فرط» بتشديد الراء والطاء المضمومة.

(٤) كتاب سيبويه ٢ / ٢٨٨ وشواهد الشافية ٢١٢ والمنصف ٢ / ١٧٨ ، ٣ / ٧٩ ، والأمالي ٢ / ٧٥.

(٥) ...........

٤٥٤

(٣١٦ / ب) وقد أُبدلتْ من غير المشدّدة فيما أنشد أبو زيد (١)

لا هُمَّ إن كنتَ قَبِلتَ حِجَّتِجْ

فلا يزالُ شاحِجٌ يأتيك بِجْ

و «الصاد» : قد تُبدل من السين ، إذا وقعت قبل قافٍ أو غَين أو خاء أو ظاء. يقولون في : سُقْتُ ، وسَويق : صُقتُ وصَويق.

وفي سالغٍ ، وسالخٍ : صالغٌ وصالخٌ. وفي سراط : صراطٌ.

و «الزاي» : تُبدل من الصاد ، إذا وقعتْ قبل الدال ساكنةً.

يقولون : «يَزْدُر» في «يَصْدُر» ، و «لم يُحْرَم مَنْ فُزْدَ له» (٢) في «فُصْدَ» ، من الفَصيد. ولم يَعُدّ أبو عليّ الفارسيّ الصاد ، والزاي ، في حروف البدل. وقالوا (٣) : إنما أُبْدلتا في هذه الكَلِم تحسينا للّفظ ، والسينُ لم يُعَدَّ (٤).

وأما ما يُروى من إبدال الشين سينا في بيت عبد بني الحسحاس

فلو كنتُ وَرْدا لونُه لعسِقْنَني

ولكنَّ ربّي شانني بسواديا (٥)

ففيه نظر.

ومن الشواذ المذمومة : إبدال الشين في الوقف من كاف الضمير المكسورة في : أَعْطيتُش (٦). وتُسمى كشْكَشةَ ربيعة. وكذا

__________________

(١) قوله : «فيما أنشد أبو زيد» زيادة من ع ، ط. والرجز في نوادر أبي زيد ١٦٤ والأمالي ٢ / ٧٦ والمصنف ٣ / ٧٩ والممتع ١ / ٣٥٣ ومجالس ثعلب ١١٧ وشواهد الشافية ٢١٥. وهو لبعض أهالي اليمن. يريد : «حجتي» و «يأتيك بي». والشاحج : البغل.

(٢) مجمع الأمثال ٢ / ١٩٢ وشرح المفصل ١٠ / ٥٢.

(٣) ع ، ط : وقال.

(٤) ع : لم تعد.

(٥) ديوان سحيم ٢٦ وسر الصناعة ١ / ٢١٤ واللسان والتاج : «عسق» والممتع ١ / ٤١٠.

(٦) ع : «أعظش» بكسر العين وضم الظاء ، من الوعظ.

٤٥٥

إبدالُ العين من الهمزة في : «أعَنْ تَرسَّمْت» (١) ، ولله عَنْ يَشْفيَك.

وتُسمّى عنَعنةَ تميم. وهذا الفصل له شرحٌ فيه طولٌ ، وفيما ذكرت ههنا (٢) مَقْنَعٌ. ومن الله التوفيق.

قلتُ (٣) : قد أنجزتُ الموعود ، وبذلتُ المجهود ، في إتقان ألفاظ هذا الكتاب وتصحيحها ، وتهذيبها بعد الترتيب وتنقيحها ، وبالغتُ في تلخيصها وتخليصها ، وتسهيل ما استَصعَب من عَويصها ، بتفسيرٍ كاشفٍ عن أسرارها ، رافعٍ لحجُبها وأستارها ، وتعمَّدتُ في حذف الزوائد ، مع استكثار الفوائد ، مُناصحةً لمن قصد صحّةَ المعنى فأتقن ، وتحرّى الصوابَ كي لا يَلْحَن ، إذْ لا صحّة للمعنى مع فساد البيان ، كما لا مُروّة (٤) للعالِم (٣١٧ / أ) اللّحّان. قال يونس بن حبيب : «ليس للّاحن مُروّة (٥) ، ولا لتارِك الإعراب بَهاء ، وإن حَكَّ بيافُوِخه عَنان السماء». وقيل للحسن : «إنّ إمامنا يَلْحَن» ، فقال : «أَخِّرُوه». وكثيرٌ من اللَّحْن يقطع الصلاة ، وإن تعمَّده قارئُه (٦) ـ والعياذُ بالله ـ كفر.

اللهم كما وفَّقْتنا لإصلاح الأقوال فوفّقنا لإصلاح الأعمال ؛ وكما هَديْتنا للتمييز بين الصحيح والسقيم من الكلام ، فاهدِنا لتمييز الحلال من الحرام ؛ فإنّ الخطأ في العلْم عند ذوي اليقين أهْونُ من الخِطْءِ

__________________

(١) في قول ذي الرمة

أعن ترسمت من خرقاء منزلةً

ماء الصبابة من عينيك مسجوم

(٢) ع : هنا.

(٣) ط : «قال المصنف أطال الله بقاءه ، وحرس من المكاره»

(٤) ...

(٤) ...

(٥) ...

٤٥٦

في باب الدِّين. اللهم إني لم أتعقَّبْ عثراتِ العلماء ليُقال (١) ، ولكن لأستقيل في تداركها عثَراتي فتُقال ، وقد علمتَ ما عانيتُ في التقويم والتثقيف ، لِما وقع في الكُتب من التحريف والتصحيف ، فأقِلْني عثْرتي ، واستُر عَوْرتي ، وآمنْ رَوْعتي ، برحمتك يا رحيم ، وبفضلك يا كريم.

«والحمد لله حقَّ حمدِه وكفى ، والصلاة على محمدٍ رسوله المصطفى.

تم الكتاب بتاريخ سَلْخ شهر رمضان سنة ثمان وتسعين وخمسمائة» (٢).

__________________

(١) كتبت في الأصل بالياء والتاء معا : «ليقال» ، «لتقال».

(٢) هذا ما جاء في خاتمة نسخة الأصل. أما نسخة «ع» فقد كتب في آخرها ما يلي : «تم تعليق الكتاب والحمد لله رب العالمين ، وصلواته على سيدنا محمدٍ خاتم النبيين ، وآله الطاهرين ، وأصحابه وأزواجه أجمعين ، وسلامه. بلغ العراض بأصله ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ».

٤٥٧

جاء في هامش الصفحة الأخيرة من نسخة الأصل ما يلي «قوبل ، وعورض ، وصحح بنسختين : قد قرئ إحداهما على مؤلف الكتاب ، والأخرى كان مصححا (كذا) بخط يده. وقد كُتب على ظهر تلك النسخة هذه النسخة عن آخرها بتصحيح المصنف رحمه‌الله ونظرِه فيها ، وهذا خطُّ يده. وما أُعلِم بحرف الميم في المتن والحواشي إشارة إلى أنه كتب من خط المصنف رحمه‌الله».

وجاء في أوّل الصفحة الأخيرة من «ع» العبارة الآتية «وكتَب الفقير إلى الله تعالى علي بن محمد بن صدقة الخفاجي الحنفِيُّ ، من أصل المصنّف الذي على مشهد الإمام أبي حنيفة رحمة الله عليه ، في شهور سنة اثنتين وعشرين وستمائة ، حامدا ومصلّيا».

٤٥٨

٤٥٩
٤٦٠