المغرب في ترتيب المعرب - ج ٢

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي

المغرب في ترتيب المعرب - ج ٢

المؤلف:

أبي الفتح ناصر الدين المطرّزي


المحقق: محمود فاخوري و عبد الحميد مختار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة اسامة بن زيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٣
الجزء ١ الجزء ٢

ذيل الكتاب (١)

* رسالة في النحو*

ذيَّلتُ بها كتابي هذا ؛ مضمِّنا إياها ما تشتَّت في أصل المُعرب من الأدوات وشيءٍ من مسائل الإعراب ، وجعلتُها أربعة أبواب مفصَّلة :

الأوّل : في المقدّمات.

الثاني (٢) : في شيء من تصريف الأسماء.

الثالث : فيما لا يتصرَّف من الأفعال ، وما يجري مجرى الأدوات.

الرابع : في الحروف.

وربما ذكرتُ في أثناء ذلك ما لم يقع في الأصل (٣) ، كما قد يُذكر الشيءُ بالشيء تأنيسا بالسابق أو تأسيسا للّاحق ، واللهَ أستعين.

__________________

(١) ط : ذيل المغرب.

(٢) في الأصل : «والثاني» والمثبت من ع.

(٣) أي في «المعرب».

٤٠١

الباب الأوّل : في المقدمات (الكلمة) : لفظةٌ دالّة على معنىً بالوضع ، وهي اسمٌ : كرجلٍ ، وفعلٌ : كنصَر ، وحرف : كَهلْ.

و (الكلام) : هو المفيد فائدةً مستقلّة ، (٢٩٩ / ب) وأدناه (١) مسندٌ ومسند إليه. وللمتكلّمين والفقهاء في تحديده كلماتٌ لا تخلو عن نظرٍ فيها.

(ومما يُعرَف به الاسم): أن يصحّ الحديث عنه نحو : نَصر بن زيدٌ ، وزيدٌ ناصِرٌ ؛ وأن يدخله التنوين وحرف التعريف ، نحو : غلامٌ ، والغلام ؛ وحرْف الجر نحو : بِزَيْدٍ.

وهو (٢) نوعان : مُظْهَر ، ومُضْمَر.

فالمُظهر : هو الاسم الصريح. وله أنواع ، منها : (الجنس) وهو اسم عينٍ : كرجل وفرس ، أو اسم معنىً : كعِلْم وجهل.

ومنها : (العَلَم) وهو إما منقول : كزيد وعَمرو وثور (٣) والعبّاس ، وإما مرتجل : كسُفيان وعِمران.

ومنها : (المبهم) وهو نوعان : أسماء الإشارة ك «ذا» ، وتَا ، وهؤلاء ؛ والموصولات : كالذي ، والتي ، وما ، ومَنْ.

والمضمر : هو الكناية. وهو نوعان : متَّصل ، ومنفصل.

فالمتصل : ما لا يَستغني عن اتصاله بشيء ، وهو مرفوع ومنصوب ومجرور. وكلٌّ من هذه يكون بارزا فحسب ، إلا مرفُوعه فإنه يجيءُ بارزا ومستكنّا : فالبارز : ما لُفِظ به ، كقولك في المرفوع : نَصرتُ ،

__________________

(١) ط : وطرفاه.

(٢) أي الاسم.

(٣) قوله : «وثور» ساقط من ع.

٤٠٢

نصرْنا ؛ ونَصرتَ ، إلى : نصرتُنّ. ونصَر ، إلى : نَصْرنَ. وفي المنصوب : نصرَني ، ونصرَنا ؛ ونصرَك ، إلى : نصرَكُنَّ ، ونصرَه ، إلى : نصرَهُنَّ. وفي المجرور : غلامي ، غلامُنا ؛ وغلامُك ، إلى : غلامكنَّ. وغلامُه ، إلى : غلامهنّ. والمستكنّ : ما نُوِي ، نحو : زيد نصَر ، وهند نصرَتْ ، وأنا أنصُر ، ونحن ننصر ، وتنصر أنت أيها الرجل.

والمنفصل : ما يَستغني عن اتصاله بشيء كالمُظْهر. وهو مرفوع ومنصوب ، ولا مجرور له. فالمرفوع : أنا ، نحن ؛ وأنت ، إلى : أنتن ، وهو ، إلى : هنَّ. والمنصوب (٣٠٠ / أ) : إيّاي ، إيانا ؛ وإيّاك إلى : إياكنَّ ؛ وإياه ، إلى : إياهنّ.

(ومما يُعرَف به الفعل): أن يَدخُلَه قدْ ، وحرفا الاستقبال ؛ نحو : قد قام ، وسيقوم ، وسوف يقوم ؛ وأن يتصل (١) به ضميرُ المرفوع نحو : نصَر ، أو نصَروا ، وتاء التأنيث الساكنة نحو : نِعمَتْ وبئسَتْ. وله ثلاثة أمثلة : ماضٍ ، ومضارعٌ ، وأمر :

فالماضي : ما دلَّ على حدثٍ في زمان قبل زمانِ الإخْبار ، وهو مبنيّ للفاعل ومَبنيّ للمفعول ، ويقال للأوّل : ما سُمّي فاعلُه ، وللثاني : ما لم يُسمَّ فاعلُه ، والمجهول. فالمبنيّ للفاعل : ما أوله مفتوح : كفَعل وفَعْلَل ، وأَفعلَ ؛ أو أوّل متحرّكاتِه : كافْتَعل ، أول متحرّكاتِه التاء. وكذا كل ما في أوّلِه همزةُ الوصل ولا يُعتدّ بها. والمبنيّ للمفعول : ما أوله مضموم ضمّةً أصلية (٢) : كفُعِل ، وفُعْلِل ،

__________________

(١) في الأصلين : «واتصل» وفي هامش النسخة الأم : «ويتصل». والمثبت من ط.

(٢) في هامش الأصل : «إنما قال : أصلية» ، احترازا عن «قلت» و «قمت» ، فان الضمة فيهما بدل عن الواو منقولةً».

٤٠٣

وأُفْعِل ، وفُوعِل ؛ أو أوّل متحرّكاتِه : كافتُعِل وأخواته. وهمزةُ الوصل تتبع المضمومَ في الضمّة.

والمضارع : ما تتَعاقبُ على أوله الزوائدُ الأربع ، نحو : يفعل هو ، وتفعل أنت أو هي ، وأفعلُ أنا ، ونفعل نحن. وهو مشترك بين الحاضر والمستقبل. تقول : هو يفعل ، وهو مُشْتغِلٌ بالفعل ، ويَفعل غدا. فإذا أدخلتَ عليه السينَ أو «سوف» خلَص للمستقبل. وهو أيضا على ضربيْن :

مبنيٌّ للفاعل : وهو ما أوله مفتوح ؛ إلا أربعةَ أبواب فإن أوائلها مضمومة ، وعلامة بنائها للفاعل انكسارُ الحرف الرابع ، وهو اللام الأولى في يُفعْلِل ، والعينُ في يُفاعِل ، والعين الثانية في يُفَعِّل ، والعينُ في يُفعِل ، وهي في التقدير رابعةٌ لأن الأصل : يُؤَفْعِل.

ومبني (٣٠٠ / ب) للمفعول : وهو ما أوله مضموم ، إلا في الأبواب الأربعة : فإن علامةَ بنائها للمفعول انفتاحُ الحرف المكسور.

والأمر (١) : وهو افْعَل ، وكلُ (٢) ما اشتُقَّ من المضارع على طريقته ، وذلك أن تحذف الزّائد وتُسكّن الآخر ولا تُغيّر من البناء شيئا ، كقولك في «يَعِد» : عِدْ ، وفي «يضع» : ضَعْ ، وفي «يُدحرج» : دَحرِجْ. وأما «يُكْرم» فأصله «يُؤكْرِم» فجاء «أكرِمْ» على قياس الأصل. هذا إذا كان ما بعد الزائد متحركا ؛ فأما إذا كان ساكنا كضاد «يَضْربُ» وحاء «يحْمدُ» فزِدْ همزةً مكسورة في جميع المواضع إلا فيما انضمَّتْ منه العين : كصادِ «ينصُر» ، ورَاء «يقرُب» ، فإنك تضمُّ الهمزةَ إتْباعا لضمَّة العين.

__________________

(١) في الأصلين : «ومثال الأمر». وأثبت ما في ط.

(٢) ط : وهو كل.

٤٠٤

والأفعال الحقيقية : على ضربين : (لازم): وهو ما تخصَّص بالفاعل ، نحو : قمتُ ، وقعدتُ. (ومتعدٍّ): وهو ما تَجاوزَ الفاعلَ فنصب المفعول به أو شبْهه (١) ، نحو : نصرْتُ زيدا ، وأحدثْتُ الأمر ، لأنه لا يحدث بالأمر فعل ؛ بل يحدُث هو بنفسه (٢). وهو يتعدّى إلى مفعول واحدٍ كما مرّ آنفا ؛ وإلى اثنين ، نحو : أعطيتُ زيدا درهما ، وعَلمْته فاضلاً ؛ وإلى ثلاثة ، نحو : أعلَمَ اللهُ زيدا عَمْرا فاضلاً.

وأسباب التعدية ثلاثة : الهمزة في : «أجلَسْتُه» ، وتضعيف العين في : «فرَّحتُه» ، وحرف الجرّ في : «ذهَب به» أو «إليه». وكلُّ من اللازم والمتعدّي يكون علاجا (٣) ، نحو : قمتُ ، وقعدتُ ، وقطعْتُه ، ورأيتُه ؛ وغيرَ علاجٍ ، نحو : حسُن ، وقَبُح ، وعَدِمتُه وفقدْته. وأما أفعال الحواسّ فكلُّها متعدية.

(والحرف): ما دلَّ على معنىً في غيره.

(فصل)

(الإعراب): اختلاف آخِر الكلمة باختلاف العوامل (٣٠١ / أ). وألقابُ حركاته : الرفع ، والنصب ، والجرُّ. ويُسمّى السكون فيه جَزْما.

والمعرب من الكلام شيئان : الاسم المتمكّن ، والفعل المضارع. وما أُعرب من الأسماء ضربان : مُنْصرف : وهو ما تدخله الحركاتُ

__________________

(١) تحتها في الأصل : «أي الموجود وغير الموجود».

(٢) من قوله : «لأنه لا يحدث» إلى هنا : ساقط من ع ، ط.

(٣) أي يحتاج الفاعل معه إلى تحريك آلةٍ واستعمالها في شيء.

٤٠٥

والتنوين ؛ وغيرُ منصرفٍ : وهو ما مُنع التنوينَ والجرَّ ، وكان في موضع الجرّ مفتوحا.

(وأسباب منْع الصرف تسعةٌ) : العلمية ، التأنيث ، وَزْن الفعل ، الوصف ، العدل ، الجمع ، التركيب ، العجمة في الأعلام خاصة ، الألف والنون المضارِعتان لألفي التأنيث. متى اجتمع في الاسم اثنان منها ، أو تكرَّر واحد ، لم ينصرف ؛ وذلك في أحد عشر اسما : خمسةٌ حالةَ التنكير ، وهي «أفعلُ» صفةً ، نحو : أحمر ، وأصفر ، ومَثْنى وثلاث ورباع ، في قوله تعالى : (أُولِي أَجْنِحَةٍ ، مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) (١) ، فيها العَدْل والوصف ، وقيل : العَدْل المكرَّر لأنها عُدِلتْ عن صِيَغها وعن التكرير ، لأن الأصل : أولي أجنحةٍ اثنين اثنين ، وثلاثةٍ ثلاثةٍ ، وأربعةٍ أربعة. وتمام التقرير في المعرِب. و «فَعْلان» الذي مؤنثه «فعلَى» كعطشان وريّان ، وما فيه ألف التأنيث ، مقصورةً نحو : حبلى ، وبُشرى ، والدّعوى ، والفَتوى ، والفُتيا. أو ممدودةً نحو : حمراء ، وصحراء. والجمع الذي ليس على زِنَته واحدٌ : كمساجدَ ، ومصابيح ، ودَعاوى ، وفتاوَى ، وسَرارِيَّ ، وعواريَّ. ونحو : جوارٍ ، ومواشٍ ـ مما في آخره ياء ـ تُحذف ياؤه في الرفع والجر ، ويُنوَّن الاسم لخروجه عن حَدّ : مساجد. وأما في النصب فلا يُنوَّن لثبات الياء فيه.

(وأما الستة التي لا تَنْصرف في العلميّة) فهي : الأعجمي : كإبراهيم وإسماعيل. وما فيه وزن الفعل : كيزيد وأحمد. والتأنيث ، لفظا : كطلحةَ ، وحمزة ؛ أو معنىً : (٣٠١ / ب) كسعاد وزينب (٢). والمعدول : كعُمَر وزُفَر ، عُدلا عن عامر وزافر. والتركيب : كمعدِيْ كَرِبَ ، وبعْلَبَكَّ. والألف والنون : كمروانَ وسُفيانَ. وهذه الستة إذا نُكِّرت انصرفتْ.

__________________

(١) فاطر : ١.

(٢) زينب : زيادة من ع.

٤٠٦

وفي نحو : نوحٍ ، ولوطٍ ، وهندٍ ، ودعدٍ : يجوز الصرف فيه استحسانا ، وتركُه قياسا. وكلّ ما لا ينصرف : إذا أُضيف ، أو دخله حرف التعريفِ ؛ انْجرَّ. تقول : مررتُ بالأحمرِ ، والحمراءِ ، وبعُمَرِكم ، وبعثمانِنا.

(فصل)

وما لا يظهر فيه الإعراب : قُدّر في محلِّه ، وذلك في نحو : العَصا ، وسُعْدى ـ مما حرفُ إعرابه ألف مقصورة ـ والقاضي ، والعَمِي : في حالتي الرفع والجر.

(فصل)

والإعراب كما يكون بالحركات قد يكون بالحروف : وذلك في (الأسماء الستة) مضافةً ، وهي : أبوه ، وأخوه ، وفُوه ، وحَمُوها (١) ، وهَنُوه ، وذو مالٍ. تقول : جاءَني أبوه ، ورأيت أباه ، ومررت بأبيه.

وفي (كلا) مضافا إلى مُضمر. تقول جاءني كلاهما ، ورأَيتُ كليهما ، ومررتُ بكليهما. وأما إذا أُضيف إلى مُظْهر فحكمه حكْم الرَّحى والعصا. تقول : جاءني كلا الرجلين ، ورأيت كلا الرجلين ، ومررت بكلا الرجلين ، بالألف في الاحوال الثلاثة (٢).

(وفي التثنية ، والجمع بالواو والنون) ، تقول : جاءني مسلمان ومسلمون ، ومررت بمسلمَيْن ومسلِمِين ، ورأيتُ مسلِمَيْن ومسلمِين.

__________________

(١) ع : وحموه.

(٢) من قوله : «تقول جاءني» إلى هنا ، زيادة من ع.

٤٠٧

(فصل)

واعلم أن الرفع عَلَمُ الفاعلية ، والنصب علَمُ المفعوليّة ، والجرّ علَمُ الإضافة (فالفاعل): ما أُسند الفعل إليه مقدَّما عليه ، ويكون مُظهرا : نحو : نصَر زيدٌ ؛ ومُضمرا ، نحو : نَصرتُ ، وزيدٌ نَصَر. ومما أُلحق به : «المبتدأ والخبر» ، وهما الاسمان المرفوعان المجرَّدان من العوامل اللفظية للإسناد ، ورافعُهما الابتداء ، وهو جعل الاسم أولاً لثانٍ ؛ ذلك الثاني حديث (٣٠٢ / أ) عنه ، نحو : زيدٌ منطلق ، واللهُ إلهُنا ، ومحمدٌ نبيُّنا.

و (المفعول): ما أحدثه الفاعل ، أو فَعل به ، أو فيه ، أوْله ، أوْ معه. تقول : قمت قياما ، وضربتُ زيدا ، وخرجتُ يومَ الجمعة ، وصلّيتُ أمام المسجد ، وضربتُه تأديبا. وكنتُ وزيدا. ويُسمى المنصوبُ في المثال الأوّل : (المفعول المطلق) ، لكونه غير مقيدٍ بالجار. وفي الثاني : (المفعولَ به). وفي الثالث والرابع : (المفعول فيه) : وهو الظرف الزمانيّ والمكانيّ. وفي الخامس : (المفعولَ له). وفي السادس : (المفعول معه).

و (المفعولُ به) : هو الفارق بين اللازم والمتعدي ، ومما أُلحق به : (الحالُ): وهي هيئه بيان الفاعل أو المفعول ، و (التمييزُ) (١) ، نحو : طاب زيدٌ نفْسا ، و (اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً).

و (الإضافة): نسبة شيء إلى شيء ، وذلك على ضربين ، إضافةُ

__________________

(١) بعدها في ط : «رفع الابهام عن الجملة».

٤٠٨

فعلٍ أو معناه إلى اسم ، وذلك لا يكون إلا بواسطة حرف الجر ، نحو : مررتُ بزيدٍ ، وزيدٌ في الدار.

والثاني : إضافة اسم إلى اسم ، وذلك أن تجمع بينهما فتجُرَّ الثانيَ منهما بالأوّل ، وتُسقط التنوين ونوني (١) التثنية والجمع من الأوّل ، فتقول : غلامُ زيدٍ ، وصاحباك ، وصالحوا قومِك. ويُسمى الأوّل مضافا ، والثاني مضافا إليه ، وهو لا يكون إلا مجرورا.

وهذه الإضافة تُسمّى (معنوية) (٢) وحكمها تعرُّف (٣) المضاف ، ولهذا لا يجوز فيه الألف واللام ، فلا يقال : الغلامُ زيدٍ.

وأما (اللفظية) : فهي إضافة الصفة إلى فاعلها أو مفعولها.

وحكمُها التخفيفُ لا التعريف ، ولهذا يجوز الجمع بينها وبين الألف واللام ، نحو : الحسَنُ الوجهِ ، والضاربُ الرجُلِ. وفي التنزيل : (وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ)(٤).

(فصل)

وللمعرب توابع وهي خمسة : (التوكيد) ، نحو (٣٠٢ / ب) (٥) : جاءني (٦) زيدٌ زيدٌ ، وزيدٌ نفسُه ، والقومُ كلُّهم ، وأجمعون. ولا تُؤكَّد النكرات.

والثاني : (البدل) ، وهي (٧) أربعة : «بدل الكل من الكل» ، نحو قوله عزوجل : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ، ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ)(٨).

__________________

(١) ع ، وهامش الأصل : نون.

(٢) بعدها في ط : «وهي التي بمعنى اللام أو بمعنى من».

(٣) ط : «تعريف».

(٤) الحج ٣٥ : (وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ)

(٥) هذه الكلمة ساقطة من ع.

(٦) ع : جاء.

(٧) ع ، ط : وهو.

(٨) سورة العلق : ١٥.

٤٠٩

و «بدل البعض من الكل» ، نحو : مررتُ بالقومِ ثلثَيْهم.

و «بدل الاشتمال» ، نحو : سُلب زيدٌ ثوبُه. وفي التنزيل : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ ، قِتالٍ فِيهِ)(١).

و «بدل الغلط» ، نحو : مررتُ برجلٍ حمارٍ.

وتُبدل النكرةُ من المعرفة وعلى العكس. وشرط النكرة المبْدَلة أن تكون موصوفةً.

والثالث : (عطف البيان) ، وهو أن يُتبَع المذكورُ (٢) بأشهرِ اسميْه ، كقوله «أقسمَ بالله أبو حفْصٍ عُمَرْ (٣)»

والرابع : (العطف بالحرف) ، نحو : جاءني زيدٌ وعَمْرو.

وحروفه تُذكر في بابها.

والخامس : (الصفة) ، وهي الاسم الدال على بعض أحوال الذات ، وهي تتبع الموصوف في إعرابه وإفراده وتثنيته وجمعه وتعريفه وتنكيره وتذكيره وتأنيثه ، إذا كانت فعلاً له. تقول : رجلٌ صالحٌ ، ورجلان صالحان ، ورجال صالحون ، والرجلُ الصالح ، والمرأة الصالحة ، والنساء الصالحات.

وقوله : «إذا كانت فعلاً له» احتراز عن وصف الشيء بفعلٍ

__________________

(١) البقرة : ٢١٧.

(٢) في هامش الأصل : «أن تتبع المذكور» بنصب الاسم مفعولاً به.

(٣) المخصص ١ / ١١٣ واللسان «تقب» والخزانة ٢ / ٣٥١ والعيني ١ / ٣٩٢. والبيت لعبد الله بن كيسبة. وينسب إلى رؤبة خطأً ، وبعده

ما إن بها من نقبٍ ولا دبْر

فاغفر له اللهم إن كان فجر

٤١٠

سبَبَه (١) ، كقولك : رجلٌ حسنٌ وجهُه ، وكريمٌ آباؤه ، ومؤدَّبٌ خُدّامُه. فإن ذلك يتبعه في الإعراب والتعريف والتنكير فحسب. ومنه قوله تعالى : (الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها)(٢).

(فصل)

(وإعراب الفعل) : على الرفع ، والنصب ، والجزم. فارتفاعه : بالمعنى ، وهو وقوعه موقع الاسم ، نحو : زيد يَضرب. وانتصابه وانجزامه : بالحروف ، وستُذكر. وأما نحو : تفعلان وتفعلون وتفعلين : فعلامة الرفع فيه ثبات النون ، وسقوطها علامة الجزم والنصب.

(والمبني): ما لزم وجها واحدا ، وهو جميع الحروف وأكثر الأفعال ، وهو الماضي ، وأمرُ المخاطب ، وبعضُ (٣٠٣ / أ) الأسماء ؛ نحو : مَنْ ، وكيف ، وأين ، وما (٣) أشبه الحرف : كالذي ، والتي ، ومَنْ ، وما ، في معنى الذي ؛ أو تضمن معناه.

والبناء لازم وعارض ، فاللازم : ما ذُكر. والعارض ، في نحو : غلامي ، ولا رجلَ في الدار ، ويا زيدُ ، وخمسة عشَر ، من الأسماء.

ومن الأفعال : المضارعُ إذا اتصل به ضمير جماعة المؤنث ، نحو : هُنَّ بفعلْنَ ، ونون التأكيد (٤) ، نحو : هل يفعلَنَّ.

(فصل)

«الساكنان لا يجتمعان» (٥). والساكن إذا حُرّك حُرّك إلى

__________________

(١) في هامش الأصل : أي بفعل ما هو متصل به بالإضافة.

(٢) النساء ٧٥ : (رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها)

(٣) ع ، وهامش الأصل : مما.

(٤) ط ، وهامش الأصل : التوكيد.

(٥) تحتها في الأصل : «أي في الوصل».

٤١١

الكسر (١) أو حُذِف : (قُلِ الْحَقُ) ، ومررتُ بغلامي الحسَنِ ، وجاءني غلاما القاضي ، وصالحو القوم ، وبصالحي (٢) القوم ، بإسقاط الألف والواو والياء لفظا لا خطأ.

(فصل)

كل (٣) كلمة إذا وقفْتَ عليها أسكنْتَ آخرها ؛ إلا ما كان مُنوّنا فإنك تُبدِل من تنوينه ألفا حالة النَّصْب ، نحو : رأيتُ زيدا.

__________________

(١) ط ، وهامش الأصل : بالكسر.

(٢) ع : وصالحي.

(٣) ع : «وكل» بإسقاط كلمة : «فصل» قبلها.

٤١٢

الباب الثاني : فيما يختص بالأسماء

(التثنية)

إذا ثني الاسم (١) أُلحق بآخره ألف ، أو ياءٌ مفتوحٌ ما قبلها ، ونون مكسورة : الألفُ حالةَ الرفع علامةُ التثنية ، والياءُ حالةَ الجرّ والنصب كذلك ، والنون عوضٌ عن الحركة والتنوين.

ولا تَسقُط تاء التأنيث إلا في كلمتين : «خُصْيان» ، و «أليان» (٢).

وقد جاءَتا على الأصل ، وهو القياس ؛ لأن حق المثنّى أن تكون صيغةُ المفرد فيه محفوظةً ، إلا ما في آخره ألف. وذلك أنها إن كانت ثالثةً رُدّت إلى أصلها ، نحو : عصَوان ، ورحيَان. وإن كانت رابعةً فصاعدا لم تُقلب إلا ياءً ، نحو : أعْشيَان ، وحُبْلَيان ، والأُوليَان.

وعلى ذا قولهم : «الأخراوان» لحنٌ ، وإنما الصواب : «الأُخْريَان».

(٣٠٣ / ب). وإن كانت ممدودةً للتأنيث : كحمراء ، وصحراء ، قُلبت واوا ، نحو : حمراوان ، وصحراوان. وما عداها باقٍ على حاله.

ويُثنّى الجمع على تأويل الجماعتين والفرقتين. ومنها الحديث : «مَثَل المنافق كالشاة العائرة بين الغنمين» (٣). وقال أبو النجم :

__________________

(١) الاسم : زيادة من ع ، ط.

(٢) في هامش الأصل : «أبو حاتم ، في تثنية الألية والخصية : أليان وأليتان ، وخصيان وخصيتان ، بالهاء وغير الهاء».

(٣) في هامش الأصل : «العائرة : المترددة. ومنه الحديث : مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين الغنمين ، تَعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة ، لا تدري أيهما تتبع».

٤١٣

«بينَ رِماحَيْ مالكٍ ونَهْشلِ» (١)

وعليه قول محمد رحمه‌الله : «فإن كانت إحدى البلادَيْن خيرا من الأخرى».

[الجمع]

(الجمع) على ضربين : مصحَّح : وهو ما صحَّ بناءُ واحِده ، و (مُكسَّر) : وهو خلاف ذلك. والأوّل على ضربين : مذكر ومؤنث (فالمذكَّر) : يلحق آخرَه واو مضمومٌ ما قبلها ، أو ياء مكسورٌ ما قبلها ، ونون مفتوحة. فالواو حالة الرفع علامةُ الجمع ، والياء حالةَ الجر والنصب كذلك ، والنون عوضٌ من الحركة والتنوين.

والاسم الذي في آخره ألفٌ : إذا جُمع بالواو والنون حُذفت ألفُه وتُرك ما قبلها على الفتح ، كقولك : همُ الأعلَوْن ، ومررت بالأعلَيْن ، ورأيت الأَعلَيْن ، وكذلك : المصطفَوْن ، والمُرْضَوْن ، والمصطَفَيْن والمُرضَيْن. وعلى ذا قولهم : «هذا ما شهِد عليه الشهودُ المسمَّوْن» بفتح الميم.

وإذا كان في آخره ياء مكسورٌ ما قبلها : كالقاضي والغازي ، حُذفت ياؤه وضُمّ ما قبل الواو ، وكُسر ما قبل الياء ، فقيل : هم قاضُون وغازُون ، ومررتُ بقاضِين وغازِين. وكذا المصطفُوْنَ والمُرضُون ، والمُصطفِين والمُرضِين.

__________________

(١) الطرائف الأدبية ص ٥٧ من أرجوزة طويلة.

٤١٤

(وأما المؤنث) : فتلحق آخرَه ألف وتاء. وهذه التاء مرفوعةٌ حالةَ الرفع ، مكسورةٌ حالةَ الجرّ والنصب.

والألف الثالثة ، لاما ، تُردُّ إلى أصلها : كصلوات ، وزكَوات ، وحَصيات. وأما حَصايات كما في السِّيَر ، فخطأ. والرابعة فصاعدا ـ لاما كانت أو زائدةً ـ لا تُقلب إلا ياءً : كمَوْلَياتٍ ، وحُبليَات ، والفُضْلَيات (٣٠٤ / أ). والممدودة : إذا كانت زائدةً للتأنيث قُلبت واوا : كصحراوات ، وبَيْداواتٍ. وأما في الصفات فالتكسير لا غيرُ : كحُمْرٍ ، وصُفْر. وأما الخَضْراوات ، في الحديث ، فلجرْيها مَجرى الأسماء.

«والأوّل» : مُختصٌّ بأولي العِلْم في أسمائهم وصفاتِهم : كالمسلمين والزيدين ؛ إلا ما جاء من نحو : أرضين وسنين. «والثاني» : عامٌّ فيهم وفي غيرهم : كالمسلمات ، والهِنْدات ، والحمَّامات ، والراياتِ.

وكذا المكسَّرُ ، كرجالٍ ، وجِمالٍ ، وظِراف ، وأشراف. والجمع المصحَّحُ ، وما كان من المكسّر : على أفعُلٍ كأفلُسٍ ، وأفعال كأفراخٍ ، وأفعِلة كألسِنة ، وفِعْلة كغِلْمة : جمعُ قلّة ؛ وما عدا ذلك جمعُ كثرة. والمراد بجمع القِّلة العشَرةُ فما دونها.

وكل اسمٍ على فَعْلة : إذا جُمع بالألف والتاء حُرّكتْ عينُه بالفتح : كتَمَراتٍ ، ونَخَلات ، ورَكَعات ، وسجَدات. وما كان صفةً ، أو مضافا ، أو معتلَّ العين : باقٍ على السكون : كَعْبلات ، وضَخْمات ، وجدَّات ، وجوْزات وبَيْضات.

ويُجمع الجمع ، فيقال : أكلُبٌ وأكالِبُ ، وأَعرابٌ وأعاريب ، وأَسْوِرة وأساوِر ، وآنِيةٌ وأوانٍ. وقالوا : جِمالات ، ورجالات ، وبُيوتات ، وطُرُقات ؛ في جمع : جِمالٍ ، ورجال ، وبيوت ،

٤١٥

وطُرُق. وليس ذلك بقياس. وأما المَوالِياتُ فخطأ ، والأربعينات ، والخمسينات : إن كان استعمالُها عن عِلْمٍ خُرِّج لها وجْه. وأما رُكوعات ، وسجودات : فللفرق بينها وبين الرَّكعات (١) العُرْفيّة.

(فصل)

الاسم المفرد الذي يقع على الجمع فيُميَّز بينه وبين واحِده بالتاء : غالبٌ في الأشياء المخلوقة دون المصنوعة (٢) (٣٠٤ / ب) ، وذلك نحو : تَمْرةٍ وتمْر ، ونَخْلةٍ ونخْل ، وبقَرة وبقَر ، وحمامة وحمَام ، ودجاجة ودجاج. ونحوُ : سَفينةٍ وسَفين ، ولَبِنةٍ ولَبِن ؛ قليلٌ.

(التصغير)

الاسم المعرب إذا صُغّر ضُم أوّله وفُتح ثانيه ، وأُلحِق ياءً ثالثةً ساكنةً ، نحو : فُعَيل كفُلَيس ، وفُعيْلِلٌ (٣) كدُريْهم ، وفُعيليل (٤) كدُنَيْنير.

وقالوا : أُجَيمال ، وحُبيلى ، وحُميراء وسُكيران ؛ للمحافظة على الألِفات (٥). وتقول في ميزانٍ ، وبابٍ ، ونابٍ : مُوَيزينٌ ، وبُوَيب ، ونُيَيب. وفي عِدة ، وزِنة : وُعيدةٌ ، ووُزَينة. وفي أخٍ ، وابنٍ : أُخَيٌّ ، وبُنيّ ؛ يُرجَع (٦) بها إلى الأصل.

__________________

(١) بعدها في ط : والسجدات.

(٢) في هامش الأصل : «أي المكسوبة».

(٣) كتب تحتها في الأصل : «صح : م» أي في نسخة المصنف ، كما كتب في هامش الأصل : «وفعيعل : صح عن سيبويه». وفي ط : وفعيعل.

(٤) ع ، ط ، وهامش الأصل : وفعيعل.

(٥) ع : الألفاظ.

(٦) ع : «ترجع» بفتح التاء.

٤١٦

«وتاء التأنيث المقدَّرة» ، في الثلاثي ، تثبت في التصغير : كيُديَّة وعُيينة ونُويرة ودُويرة ، في : يدٍ وعَينٍ ونارٍ ودارٍ ؛ إلا ما شذَّ من نحو : عُرَيْس (١) وعُريْب. ولا تثبُت في الرباعي : كعُقَيربٍ ؛ إلا ما شذَّ من نحو : قُدَيْدِيمةٍ ووُريّئةٍ ، في تصغير : قُدّام ، ووراء (٢).

«وجمع القلّة» : يُصغر على بنائه ، كأُجَيْمالٍ وأُلَيْسِنة.

«وجمع الكثرة» : يُرد إلى واحده ، ثم يُجمع جمع السلامة ، نحو : شُوَيْعِرون ومُسَيْجِدات ، ودُرَيْهمات ، في : شُعراء ومساجد ودراهم. وعلى ذا : دُفَيْتِرات وحُمَيِّرات ، في : دفاتر وحَمير.

وإن كان له جمع قلّة رُدَّ إليه ، نحو : غُلَيْمة ، في : غلمان ، وإن شئت : غُلَيّمون.

و «تصغير الترخيم» : أن تَحْذِف (٣) الزائدةَ ، نحو زُهَيرٍ في : أَزْهَر ؛ وحُرَيْثٍ في : حارث.

(التذكير والتأنيث)

«علامة التأنيث» في الأسماء المتمكّنة شيئان : التاء التي تنقلب هاء في الوقف ، والألف الزائدة المقصورة في : حُبلى وبُشرى ، أو الممدودة في : حمراء وصحراء.

__________________

(١) ع : «فريس». وفي ط وهامش الأصل : «قريش».

(٢) قوله : «في تصغير قدام ووراء» زيادة من ع.

(٣) الفعل في ع مبني للمجهول رفع ما بعده نائب فاعلٍ.

٤١٧

والمذكر والمؤنث كلاهما : حقيقي ولفظي. والأوّل هو الخِلْقي : كالرجل والمرأة ، والثاني نحو : الثوب (٣٠٥ / أ) والعمامة. والحقيقي أقوى ولهذا أُنِّث فعلُه ، تقدَّم أو تأخّر ؛ نحو : حَسُنت المرأةُ ، والمرأة حسنت. ولم يجز : حَسُن المرأةُ. وجاز : حَسُن العِمامةُ (١).

ولحاق العلامة ـ للفرق بين المذكّر والمؤنث في الصفات ـ هو الأصل ، نحو : صالحٍ وصالحةٍ ، وكريم وكريمةٍ ، وسَكرانَ وسكرى ، وعطشان وعطشى ، وأحمرَ وحمراء ، وأبيض وبيضاء. وأما حائض ، وطالقٌ ، ومرضع ، وامرأة عاشق ، وناقةٌ بازل (٢) : فعلى تأويل شخصٍ أو شيء.

(فصل)

ومن الأسماء المؤنثة ما لا علامة فيه. وهي أنواع ، منها : النفس والسنُ (٣) ، والناب من الإبل ، واليد ، والرجْل ، والقدَم ، والساق ، والعَقِب ، والعَضُد ، والكفّ ، واليمين ، والشِّمال ، والذراع ، والكُراع ، والإصبع ؛ والبِنْصِر ، والخِنْصر ، والإبهام ، والضِّلَع ، والكَبد ، والكَرِش ، والوَرِك ، والفخِذ ، والاسْتُ ، والسَّهُ (٤).

ومنها : القِدْر ، والطباع ، والنار ، والدار ، والفأس (٥) ، والكأس ، والنَّعْل ، والفِهْر : والسُّوق ، والبئر ، والعِير ، والحال ، والأرض ، والشمس ، والسماء ، والريح ، وأسماؤها ـ إلا الإعصار ـ

__________________

(١) بعدها في ط : وطلع الشمس.

(٢) ط : ضامر.

(٣) ط : والعين.

(٤) هو الاست. انظر «سته».

(٥) ع ، ط : «والسّه والطباع. ومنها : القدر والدار والنار والفأس». ومعنى الطباع : الطبع ، كما في هامش الأصل.

٤١٨

والحربُ ، والقوسُ ، والسراويل ، والعَروض (١) ، والذَّنوب ، وموسى الحديد ، والمنجنُون ، والعقرب ، والأرنب ، والعُقاب ، والمنجنيق ، والعَناق ، والرَّحْل ، والضبُع ، والأفعى ، والعنكبوت (٢).

ومن محاسن هذا الباب مسألة الشروط في تذكير الدار (٣).

ومما يُذكر ويؤنث : الهُدى ، والنَّوى ، والسُّرى ، والقَفا ، والعُنق ، والعاتق ، والإبط ، واللسان ، والسلطان بمعنى الحُجّة ، والسِّلْم ، والسُّلَّم ، والسِلاح ، ودِرْع الحديد ، والسكّين ، والصاع ، والدلو (٤) ، والسَّبيل ، والطريق ، والمَنون ، والفُلك (٣٠٥ / ب) ، والمِسْك ، والحانوت ، وسِقط النّار.

(فصل)

وممّا ذُكّر ، لكونه مخصوصا بالرجال دون النساء : أميرٌ ، ووكيل ، ووَصيّ ، وشاهِدٌ ، ومؤذِّن. و «الألْفُ» : مُذكّر (٥) من عدد المؤنث وغيره ؛ بدليل «ثلاثة آلاف» (٦). ومن أَنَّثَ جاز على تأويل الدراهم.

(فصل)

وكلُّ جمعِ مؤنَّثٌ ، إلا ما صحَّ بالواو والنون فيمن يَعْلَم (٧).

__________________

(١) أي عروض الشعر.

(٢) من قوله : «والمنجنون» إلى هنا : ساقط من ع.

(٣) بعدها في ع : قال الصكاك : إذا ذكّر ضمير الدار فصكه باطل». وفي هامش الأصل : «قال في الشروط : إذا ذكر ضمائر الدار بطل الصك».

(٤) والدلو : ساقط من ع.

(٥) في هامش الأصل : «يذكر». وقوله بعده : «من» : كذا في الأصلين ، وفي ط : في.

(٦) في هامش الأصل : «ثلاثة آلاف تقرة». والنقرة : القطعة المذابة من الذهب أو الفضة.

(٧) في هامش الأصل : يعقل.

٤١٩

تقول : جاء الرجال والنساء ، وجاءت الرجال والنساء. وفي التنزيل : (إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ)(١). وأسماء الجموع مؤنَّثة ، نحو : الإبل ، والذَّوْد ، والخيل ، والوحش ، والغنم ، والعَرب ، والعجَم. وكذا كلُّ ما بينه وبين واحده التاءُ ، أو ياء النسب : كتمْرٍ ، ونخلٍ ، ورُمّان ، في : تمْرةٍ ، ونخلة ، ورمّانة ؛ وروميّ ورومٍ ، وبُخْتيّ وبُخْت.

(فصل)

الأعداد تأنيثها على عكس تأنيث ما عليه أكثر الكلام ، فالتاء فيها علامة التذكير ، وسُقوطها علامة التأنيث ، وذلك من الثلاثة إلى العشرة.

تقول : ثلاثةُ رجالٍ وثلاثُ نسوة. وفي التنزيل : (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ)(٢) و (ثَلاثَ لَيالٍ)(٣). وفي الشعر

أرمي إليها وهي فرعٌ أجمعُ

وهي ثلاث أذرعٍ وإصبعُ (٤)

وما قبل الثلاثة : باقٍ على القياس. تقول : واحد وواحدة ، واثنان واثنتان. وإذا جاوزت العشرة أسقطتَ التاء من العشَرة في المذكّر وأثبتَّها في المؤنث ، وكسرتَ الشين أو سكَّنتها ، وما ضمَمْت إلى العشَرة باقٍ على حاله إلا الواحدةَ. تقول في المذكر : أحدَ عشَر ، واثنا عشَر ، وثلاثةَ عشر ؛ إلى : تسعةَ عشَر. وفي المؤنث : إحدى عَشْرة ،

__________________

(١) الممتحنة ١٢ : (إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً)

(٢) فصلت ١٠ : (وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ)

(٣) مريم ١٠ : (قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا) ولم ترد الآيتان في ع ، وإنما ذكر بدلاً منهما قوله تعالى : (سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ) : من الآية ٧ من سورة الحاقَّة.

(٤) سقط البيت الأوّل من ع. والرجز في العيني ٤ / ٥٠٤ لحميد الأرقط ، في وصف قوس. وهو أيضا في الخصائص ٢ / ٣٠٧ ، واللسان «ذرع ، فرع» ، والشنتمري على سيبويه ٢ / ٣٠٨ بلا نسبة.

٤٢٠