تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٤

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٤

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٤

والصواب ما :

أخبرنا أبو بكر البرقاني حدّثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلى أخبرنا الحضرمي ـ يعنى مطينا ـ حدّثنا على بن حرب الموصلي حدّثنا حفص بن عمرو بن حكيم بن عمرو بن قيس الملائى عن عطاء عن ابن عبّاس. قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن في الجنة غرفا ، إذا كان صاحبها فيها لم يخف عليه ما خلفها ، وإذا خرج منها لم يخف عليه ما فيها» قيل : لمن هي يا رسول؟ قال : «لمن أطاب الكلام ، وأفشى السلام ، وصلى بالليل والناس نيام». قيل : وما طيب الكلام قال : «سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر (١)».

قال الإسماعيلى : وفيه كلام حذفه أبو جعفر مطين. قال لنا محمّد بن رزق سمعت العبادانيّ يقول : ولدت أول يوم من رجب سنة ثمان وأربعين ومائتين ، وحملني غلام لأبى إلى الحسن بن عرفة سنة ست وخمسين ومائتين بسامرا ، وعنده جماعة من أصحاب الحديث وهو قاعد في المحفة ، فحول وجهه إلى أصحاب الحديث فقال : خذوا عنى : حدّثنا المحاربي. ونسيت الباقي.

سمعت محمّد بن يوسف القطّان النيسابوري يقول : أحمد بن سليمان العبادانيّ صدوق ، غير أنه سمع وهو صغير.

٢١٧٨ ـ (٢) أحمد بن سليمان بن أحمد بن سليمان بن محمّد بن عمرو ، أبو الطّيّب الجريري (٣) :

كان عمرو الذي انتهى نسبه إليه روميا جلب إلى هارون الرشيد ، وإليه ينسب شارع عمرو الرومي ببغداد. وكان أبو الطّيّب فقيها على مذهب محمّد بن جرير الطبري ، انتقل إلى مصر فسكنها ، وحدّث بها عن أحمد بن الحسن بن أحمد الكرخي. روى عنه أبو الفتح عبد الواحد بن محمّد [بن] (٤) مسرور ، ذكر أنه سمع منه في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.

__________________

(١) انظر السابق.

(٢) ٢١٧٨ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٦٢ في المطبوعة.

انظر : الأنساب للسمعاني ٣ / ٢٤٢.

(٣) قال السمعاني في الأنساب : ويقال له الحريري بالحاء ، اجتمع فيه النسبتان ، فمن قال له الحريري فينسبه إلى بيع الحرير ، ومن قال له الجريري بالجيم فلأجل تفقهه على مذهب محمد ابن جرير الطبري. (الأنساب ٣ / ٢٤٣ ، ٢٤٤).

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٤٠١

٢١٧٩ ـ أحمد بن سليمان بن داود بن سليمان ، أبو علي التّمّار الفارض (١) :

كان ينزل بنهر طابق ، وحدّث عن أبي القاسم البغوي ، ومحمّد بن مخلد الدوري. روى عنه أبو بكر بن البقال. وحدّثني عنه أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه.

أخبرني أبو طالب الفقيه أخبرنا أبو على أحمد بن سليمان بن داود التّمّار حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز أبو القاسم البغوي ـ حدّثنا كامل بن طلحة حدّثنا أبو هشام القناد البصريّ. قال : كنت أحمل المتاع من البصرة إلى الحسين بن على بن أبي طالب ، فكان ربما يماكسنى فيه ، فلعلي لا أقوم من عنده حتى يهب عامته ، قلت يا ابن رسول الله ، أجيئك بالمتاع من البصرة تماكسنى فيه ـ فلعلي لا أقوم حتى تهب عامته؟ فقال : إن أبي حدّثني يرفع الحديث إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «المغبون لا محمود ولا مأجور» (٢).

قال أبو القاسم : هكذا حدّثنا كامل بهذا الحديث عن أبي هشام القناد : قال غيره عن هذا الشيخ قال : كنت أحمل المتاع إلى الحسين بن على بن أبي طالب ، ويقال أنه وهم من كامل. ورواه غيره عن هذا الشيخ قال : كنت أحمل المتاع إلى على بن الحسين. والله أعلم.

سألت أبا طالب الفقيه عن حال أحمد بن سليمان التّمّار فقال : ما علمت إلا خيرا.

أخبرنا البرقاني حدّثني أحمد بن عمر البقال. قال : أحمد بن سليمان بن داود بن سليمان الفارض ثقة.

٢١٨٠ ـ أحمد بن سليمان بن علي بن عمران ، أبو بكر المقرئ الواسطيّ (٣) :

قدم بغداد في حداثته ، فسمع من على بن عمر السكرى ، وأبى الحسن الدّارقطنيّ ، وأبى طاهر المخلّص ، والمعافى بن زكريا ، وأبى القاسم بن حبابة ، وأبى الحسين بن حمة الخلّال وأحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي ، وأبى القاسم بن الصيدلاني ، ومن كان في هذه الطبقة. وقرأ القرآن على شيوخ ذلك الوقت ، وسكن بغداد وحدّث بها.

__________________

(١) ٢١٧٩ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٦٣ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٩ / ٢١٧.

(٢) انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ٣ / ٨٤. ومجمع الزوائد ٤ / ٧٥ ، ٧٦. والأسرار المرفوعة ١٧٥ ، ١٧٦. وتذكرة الموضوعات ١٣٥. والأحاديث الضعيفة ١٣٥. والمطالب العالية ١٢٧١.

(٣) ٢١٨٠ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٦٤ في المطبوعة.

٤٠٢

كتبت عنه وقرأت عليه القرآن. وكان صدوقا يسكن بدار القطن ، ويقرئ في مسجد الدّارقطنيّ ، وهو أوسط المساجد الثلاثة ، وسألته عن مولده فقال : ولدت ليلة النصف من شعبان سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.

خرج أبو بكر الواسطيّ عن بغداد بآخرة إلى ميافارقين فنزلها حتى مات بها ، وبلغنا وفاته في رجب من سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.

* * *

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه سعد

٢١٨١ ـ أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف ، أبو إبراهيم الزّهريّ (١) :

سمع على بن الجعد الجوهري ، وعلى بن يحيى بن برى ، ومحمّد بن سلّام الجمحي ، وإسحاق بن موسى الأنصاريّ ، وعبيد بن إسحاق العطّار ، ويحيى بن سليمان الجعفي ، ويحيى بن بكير. وعبد العزيز بن عمران بن مقلاص المصريين. روى عنه عبد الله بن محمّد البغوي ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، والقاضي المحاملي ، ومحمّد بن مخلد ، وأبو الحسين بن المنادى ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وغيرهم. وكان مذكورا بالعلم والفضل ، موصوفا بالصلاح والزهد ، ومن أهل بيت كلهم علماء ومحدثون ، وله أخوان أكبر منه ، وهما عبيد الله وعبد الله ابنا سعد ، نذكرهما في موضعهما من كتابنا إن شاء الله.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدى [الزّاهد] (٢) أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي حدّثنا أحمد بن سعد الزهري حدّثنا عبد العزيز بن عمران بن مقلاص حدّثنا ابن وهب حدّثني أسامة بن زيد عن حفص بن عبيد الله بن أنس أنه سمع أنس بن مالك يقول : جاء أعرابى إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الجمعة وهو على المنبر فقال : يا رسول الله هلكت الماشية ادع الله أن يسقينا. قال أنس : فأنشأت سحابة مثل رجل الطائر وأنا أنظر إليها ، ثم انتشرت في السماء فأمطرت ، فما زلنا نمطر حتى جاء ذلك الأعرابى في الجمعة الأخرى فقال : يا

__________________

(١) ٢١٨١ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٦٥ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٥٥.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٤٠٣

رسول الله هلكت الماشية ، سقطت البيوت. ادع الله أن يكشفها عنا. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهم حوالينا ولا علينا» فرأيت السحاب يتمزق. كأنه الملاء حين يطوى (١)».

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن القرشيّ حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم حدّثنا أبو إبراهيم الزهري ـ ببغداد ـ حدّثنا عبيد بن إسحاق حدّثنا هريم بن سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ساجدا ويداه عند أذنيه.

حدّثنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني حدّثنا على بن عبد الله بن الحسن الهمذاني ـ بمكة ـ حدّثنا عثمان بن الحسين حدّثنا أبو القاسم الحربي الحذّاء حدّثني أبو إبراهيم الزهري. قال : كنت جائيا من المصيصة فمررت باللكام ، فأحببت أن أراهم يعنى المتعبدين هناك ـ فقصدتهم ، ووافت صلاة الظهر ، قال وأحسب رآني منهم إنسان عرفني ، فقلت له منكم رجل تدلوني عليه ، فقالوا : هذا الشيخ الذي يصلى بنا ، فحضرت معهم صلاة الظهر ، فقال له ذلك الرجل : هذا من ولد عبد الرّحمن بن عوف ، وجده أبو أمه سعد بن معاذ : قال فبشر بى وسلم على كأنه مذ كان يعرفني. قال فقلت له أنا : بالحنبلية من أين تأكل؟ فقال لي : أنت مقيم عندنا؟ قلت : أما الليلة فأنا مقيم عندكم. قال : ثم مضيت معه فجعل يحدثني ويؤانسنى حتى جاء إلى كهف في جبل ، فقعدت ودخل ، فأخرج قعبا يسع رطلا ونصفا قد أتى عليه الدهور ، ثم وضعه وقعد يحدثني حتى إذا كادت الشمس أن تغرب اجتمعت حواليه ظباء. فاعتقل منها ظبية فحلبها حتى ملأ ذلك القدح ثم أرسلها. فلما سقط القرص حساه ، ثم قال : ما هو غير ما ترى. ربما احتجت إلى الشيء من هذا فتجتمع حولي هذه الظباء وآخذ حاجتي وأرسلها.

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني أخبرنا عبيد الله بن عبد الرّحمن الزهري قال سمعت أبا يقول : مضى عمى أبو إبراهيم الزهري إلى أحمد بن حنبل فسلم عليه فلما رآه وثب إليه وقام إليه قائما وأكرمه ، فلما أن مضى قال له ابنه عبد الله : يا أبت أبو إبراهيم شاب وتعمل به هذا العمل وتقوم إليه! فقال له : يا بنى لا تعارضني في مثل هذا. ألا أقوم إلى ابن عبد الرّحمن بن عوف؟

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ١٥ ، ٣٥ ، ٣٦ ، ٣٧ ، ٣٨ ، ٤٠ ، ٨ / ٩٢. وصحيح مسلم ، كتاب الاستسقاء ٨ ، ٩.

٤٠٤

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج حدّثنا أبو إبراهيم أحمد بن سعد الرضا أخبرني الأزهرى حدّثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزهري حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد حدّثنا أحمد بن سعد الزهري وكان ثقة.

أخبرنا الحسن بن على الجوهري أخبرنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أبو الحسن بن المنادى. قال : وأبو إبراهيم أحمد بن سعد بن إبراهيم القرشيّ ثم الزهري ، كان معروفا بالخير والصلاح والعفاف إلى أن مات.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر أخبرنا محمّد بن المظفر قال قال عبد الله بن محمّد البغوي : سنة ثلاث وسبعين ـ يعنى ومائتين ـ فيها مات أبو إبراهيم الزهري.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد حدّثنا محمّد بن العبّاس قال قرئ على ابن المنادى ـ وأنا أسمع. قال : أبو إبراهيم أحمد بن سعد بن إبراهيم الزهري توفى يوم السبت ودفن يوم الأحد لخمس خلون من المحرم سنة ثلاث وسبعين وقد بلغ خمسا وسبعين سنة. كان ميلاده سنة ثمان وتسعين ومائة. ودفن في مقبرة التبانين.

٢١٨٢ ـ أحمد بن سعد ، أبو الحسن البغداديّ (١) :

سكن مصر وحدّث بها عن أبي مسلم الكجي ، ومحمّد بن نصر الصّائغ ، ومحمّد ابن عبدوس بن كامل ، وإبراهيم بن هاشم البغوي. روى عنه أبو محمّد عبد الرّحمن ابن عمر النحاس وذكر أنه سمع منه في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ، وكان حافظا صادقا.

بلغني أنه مات بتنيس في يوم الثلاثاء لأربع خلون من صفر سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.

٢١٨٣ ـ أحمد بن سعد بن نصر بن بكّار بن إسماعيل ، أبو بكر الفقيه البخاريّ(٢) :

قدم بغداد وحدّث بها عن صالح بن محمّد المعروف بجزرة ، الحافظ ، وعن نصر ابن زكريا المروزيّ ، وعلى بن موسى القمي ، وحامد بن سهل ، وأحمد بن يونس بن

__________________

(١) ٢١٨٢ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٦٦ في المطبوعة.

(٢) ٢١٨٣ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٦٧ في المطبوعة.

٤٠٥

الجنيد ، ومحمّد بن عبد الله بن سهل ، وأبى يحيى يوسف بن يعقوب البخاريين. حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق حدّثنا أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر بن بكّار بن إسماعيل البخاري الفقيه حدّثنا أبو يحيى يوسف بن يعقوب البخاري أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الكريم المروزيّ أخبرنا على بن الحسن بن شقيق أخبرنا الحسين بن واقد عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء. قال : إياكم ودعوات المظلوم فإنهن يصعدن إلى السماء كأنهن [...] (١) حتى يفتح لهن أبواب السماء.

قرأت بخط أبي عبد الله محمّد بن أحمد الغنجار البخاري سمعت أبا بكر أحمد ابن سعيد يقول : ولدت ليلة السابع عشر من جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين ومائتين ، وتوفى ليلة الأربعاء لخمس بقين من ذى الحجة سنة ستين وثلاثمائة.

* * *

ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه سهل

٢١٨٤ ـ أحمد بن سهل ، التّميميّ (٢) :

صاحب أبي عبيد القاسم بن سلّام. حدّث عن أبي عبيد ، وعن عبد الصّمد بن يزيد مردويه. روى عنه هارون بن يوسف المعروف بابن مقراض وغيره.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي حدّثنا أبو الحسن على بن محمّد بن سعيد الرّزّاز حدّثنا أبو أحمد هارون بن يوسف حدّثنا أحمد بن سهل التّميمى ـ صاحب أبي عبيد ـ حدّثنا عبد الصّمد بن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول : المؤمن يحاسب نفسه ويعلم أن له موقفا بين يدي الله تعالى ، والمنافق يغفل نفسه ، فرحم الله. عبدا نظر لنفسه قبل نزول ملك الموت به.

٢١٨٥ ـ (٣) أحمد بن سهل بن الفيرزان ، أبو العبّاس الأشناني (٤) :

كان ينزل بين السورين ، وهو أحد القراء المجودين. قرأ على عبيد بن الصّبّاح روايته عن حفص بن سليمان حرف عاصم بن أبي النجود ، واشتهر بهذه القراءة ،

__________________

(١) بياض بالأصل.

(٢) ٢١٨٤ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٦٨ في المطبوعة.

(٣) ٢١٨٥ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٦٩ في المطبوعة.

(٤) الأشناني : هذه النسبة إلى بيع الأشنان وشرائه (الأنساب ١ / ٢٨٠).

٤٠٦

وحدّث عن بشر بن الوليد وأبى بكر بن أبي شيبة ، وعبد الأعلى بن حمّاد ، وعبد الله ابن عمر بن أبان الجعفي ، والحسين بن على بن الأسود العجليّ. روى عنه إبراهيم بن أحمد البزوريّ ، وعبد العزيز بن جعفر الحرقى ، وعثمان بن أحمد المجاشعي ، ومحمّد ابن خلف بن جيان ، ومحمّد بن على بن سويد المؤدّب ، وغيرهم.

حدّثني الحسن بن أبي طالب عن أبي الحسن الدّارقطنيّ. قال : أحمد بن سهل الأشناني ثقة.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال سمعت القاضي أبا الحسن على بن الحسن الجرّاحى يقول : أحمد بن سهل بن الفيرزان الأشنانى المقرئ ثقة صدوق.

مات يوم الأربعاء لأربع عشرة خلت من المحرم سنة سبع وثلاثمائة.

٢١٨٦ ـ (١) أحمد بن سهل بن نوح ، أبو حاتم الشّطويّ (٢) :

ذكر ابن الثلاج أنه حدثه في بركة زلزل عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، وقال : توفى سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.

* * *

ذكر مثاني الأسماء ومفاريدها في هذا الحرف

٢١٨٧ ـ أحمد بن سلمة المدائني ، صاحب المظالم : (٣)

أخبرني الحسين بن على الطناجيرى ـ من أصل سماعه ـ أخبرنا محمّد بن زيد ابن على الأنصاري حدّثني عبيد الله بن سهل أبو سيّار ـ من حفظه ـ حدّثنا أبو موسى عيسى بن خشنام المدائني برحبة ـ حدّثنا أحمد بن سلمة المدائني ـ صاحب المظالم ـ حدّثنا منصور بن عمّار أخبرنا أبو حفص الأبار عن ليث عن مجاهد عن ابن عبّاس. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اطلبوا الخير عند صباح الوجوه (٤)».

كذا. وفي أصل المدائني أحمد بن محمويه بن أبي سلمة ، وما أظن هذا الحديث إلا عنه فإنه يروى عن منصور بن عمّار وسنورد حديثه بعد في موضعه.

__________________

(١) ٢١٨٦ ـ هذه الأنساب برقم ١٨٧٠ في المطبوعة.

(٢) الشطوي : هذه النسبة إلى جنس من الثياب التي يقال لها الشطوية وبيعها وهي منسوبة إلى «شطا» من أرض مصر (الأنساب ٧ / ٣٣٥).

(٣) ٢١٨٧ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٧١ في المطبوعة.

(٤) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٨ / ١٩٤. واللآلئ المصنوعة ٢ / ٤١. والموضوعات ٢ / ١٥٩ ـ ١٦٢. والدرر المنتثرة ٣٩. والكامل ٣ / ١١٣٨.

٤٠٧

٢١٨٨ ـ أحمد بن سلمة بن عبد الله ، أبو الفضل البزّار المعدّل النيسابوري (١):

أحد الحفاظ المتقنين ، وافق مسلم بن الحجّاج في رحلته إلى قتيبة بن سعيد ، وفي رحلته الثانية إلى البصرة. وكتب بانتخابه على الشيوخ ، ثم جمع له مسلم الصحيح في كتابه. سمع قتيبة. وإسحاق بن راهويه ، ومحمّد بن أسلم الطوسي ، ومحمّد بن رافع القشيري ، ومحمّد بن مهران ، ومحمّد بن مقاتل. ومحمّد بن حميد الرازيين ، وأحمد ابن منيع البغوي ، وعلى بن مسلم الطوسي ، وعبد الله بن معاوية الجمحي ، وأحمد بن عبدة الضبي ، ونصر بن على ، وهنّاد بن السّري ، وعثمان ، وأبا كريب ، وسلمة بن شبيب. سمع منه أبو زرعة ، وأبو حاتم ، ومحمّد بن مسلم بن وارة الرّازيّون وروى عنه عامة النّيسابوريّين ، وورد بغداد غير مرة ، وحدّث بها ، ولم يقع إلى أصحابنا عنه رواية.

أخبرني محمّد بن على بن أحمد المقرئ أخبرنا محمّد بن عبد الله النيسابوري الحافظ أبو بكر محمّد بن أحمد بن بالويه أملانا أبو الفضل أحمد بن سلمة البزّار النيسابوري ـ ببغداد في سنة ثلاث وثمانين ومائتين ـ حدّثنا أحمد بن عبدة حدّثنا فضيل بن سليمان حدّثنا بكير بن مسمار عن الزهري قال قلت لضمرة بن عبد الله بن أنيس : ما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا شك في ليلة القدر؟ قال : كان أتى صاحب بادية فقال : يا رسول الله مرني بليلة أنزل فيها. قال «أنزل ليلة ثلاث وعشرين» فلما ولى قال : «اطلبها في العشر الأواخر» (٢) لفظ حديث أحمد بن سلمة.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمّد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا عبد الله محمّد بن يعقوب يقول سمعت أحمد بن سلمة يقول : كتب عنى أبو زرعة ، وابن وارة ، وأبو حاتم.

وقال ابن نعيم : سمعت أبا القاسم إبراهيم بن محمّد الواعظ الصّوفيّ يقول : رأيت أبا على الثقفي في المنام فقلت له : فما أنظر؟ قال : عليك بهذا الكتاب ، وأشار إلى المسند الصحيح لأحمد بن سلمة.

وقال ابن نعيم : سمعت أبا الفضل محمّد بن إبراهيم يقول : توفى أحمد بن سلمة غرة جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومائتين.

__________________

(١) ٢١٨٨ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٧٢ في المطبوعة.

انظر : شذرات الذهب ٢ / ١٩٢. والرسالة المستطرفة ٢٣. والأعلام ١ / ١٣٢.

(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٤٠٨

٢١٨٩ ـ أحمد بن سندي بن فرّوخ ، المطرز البغداديّ (١) :

حدّث عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي. روى عنه عبد الله بن عدى الجرجاني. وذكر أنه سمع عنه بالبصرة.

٢١٩٠ ـ أحمد بن سندي بن الحسن بن بحر ، أبو بكر الحداد (٢) :

سمع محمّد بن العبّاس المؤدّب ، والحسن بن علويه القطّان ، وموسى بن هارون الحافظ. [حدّث] (٣) عنه ابن رزقويه بكتاب «المبتدأ» تصنيف أبي حذيفة البخاري وبغيره. وأبو على بن شاذان ، وأبو نعيم الأصبهانى. وكان ثقة صادقا خيرا فاضلا. يسكن قطيعة بنى حداد.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو بكر أحمد بن سندي الحداد حدّثنا محمّد بن العبّاس المؤدّب حدّثنا سريج بن النّعمان حدّثنا محمّد بن طلحة عن زبيد عن مجاهد عن عائشة. قالت قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى طننت أنه سيورثه»(٤).

أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدّثنا أحمد بن سندي بن الحسن بن بحر الحداد. وكان يعد من الأبدال.

سألت أبا نعيم عن أحمد بن سندي فقال : ثقة ، انتخب عليه الدّارقطنيّ. وكان يقال إنه مجاب الدعوة.

سمعت أبا بكر البرقاني ذكر ابن سندي ، فوثقه. قال محمّد بن أبي الفوارس : توفى أبو بكر بن سندي الحداد ـ وكان شيخا ثقة ـ في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.

٢١٩١ ـ أحمد بن سيّار بن أيّوب ، أبو الحسن الفقيه المروزيّ (٥) :

إمام أهل الحديث في بلده علما وأدبا ، وزهدا وورعا. وكان يقاس بعبد الله بن

__________________

(١) ٢١٨٩ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٧٣ في المطبوعة.

(٢) ٢١٩٠ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٧٤ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٤ / ٧٣.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ١٢. وصحيح مسلم ، كتاب البر والصلة باب ٤٢. وفتح الباري ١٠ / ٤٤١.

(٥) ٢١٩١ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٧٥ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٧ / ٣٣٠. وتهذيب الكمال ٤٦ (١ / ٣٢٣). وإكمال مغلطاي ١ / ورقة ١٤. وتهذيب التهذيب ١ / ٣٥ ـ ٣٦.

٤٠٩

المبارك في عصره سمع عبدان بن عثمان ، وعفّان بن مسلم ، وسليمان بن حرب ، ومحمّد بن كثير العبدى ، وأبا معمر المقعد ، وإسحاق بن راهويه ، وصفوان بن صالح الدمشقي ، وغيرهم. روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاري. وعامة الخراسانيين. وكان ورد بغداد وحدّث بها. فروى عنه من أهلها عبد الله بن محمّد بن ناجية ، ويحيى بن محمّد بن صاعد.

أخبرنا الحسن بن نصر الختلي أخبرنا محمّد بن عبد الله بن الحسين الدّقّاق حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد حدّثنا أحمد بن سيّار المروزيّ ـ قدم علينا الحج سنة خمس وأربعين ـ أخبرنا عبد الله بن عثمان ـ يعنى عبدان ـ حدّثنا أبي عن شعبة عن سماك بن حرب. قال : كنا مع مدرك بن المهلّب بسجستان في سرادقه ، فسمعت رجلا يحدّث عن أبي سفيان بن الحارث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : «إن الله لا يقدس أمة لا يأخذ الضعيف حقه من القوى وهو غير متعتع» (١).

وأخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمّد بن نعيم قال سمعت أبا الفضل نصر بن المعدّل ـ بالطابران ـ يقول سمعت عمر بن علك (٢) يقول سألت إبراهيم بن إسحاق عن أحمد بن سيّار وقلت له : مشايخك مشايخه ، فهل كانت بينكما معرفة؟ فقال : ذاك الرجل الفاضل ، كنا نعرفه حينئذ بالفضل والورع.

وقال ابن نعيم : سمعت أبا العبّاس أحمد بن محمّد الأديب البستي وكان في الوفد الذين خرجوا مع أبي بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة إلى بخارى لزيارة الأمير إسماعيل بن أحمد ـ قال دخل أبو بكر بن خزيمة على عبد الله بن محمود بمرو ، فقال له بعض مشايخهم : يا أبا عبد الرّحمن قد دخل أبو بكر محمّد بن إسحاق منزلك ولم يدخله مثله فقال : لا ، قد دخله أحمد بن سيّار.

أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا على بن عمر الحافظ حدّثنا الحسن بن رشيق حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي عن أبيه.

ثم حدّثني الصوري أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال ناولني عبد الكريم ـ وكتب لي بخطه ـ قال سمعت أبا يقول : أحمد بن سيّار بن أيّوب مروذى ثقة.

__________________

(١) انظر الحديث في : المستدرك ٣ / ٢٥٦. والسنن الكبرى للبيهقي ٦ / ١٤٥ ، ١٠ / ٩٣.

والمعجم الكبير للطبراني ١٠ / ٢٧٤. والمطالب العالية ٣٢٩٠. وطبقات ابن سعد ٣ / ١ / ١٨٠.

(٢) في المطبوعة : «بن عليك» تحريف.

٤١٠

أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح أخبرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ قال : أحمد بن سيّار المروزيّ يروى عن عبدان بن عثمان وغيره ، رحل إلى الشام ومصر ، وصنف ، وله كتاب في أخبار مرو ، وهو ثقة في الحديث.

أخبرني محمّد بن على المقرئ أخبرنا محمّد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال سمعت أبا العبّاس القاسم بن القاسم السّيّارى ابن بنت أحمد بن سيّار يقول : توفى جدي أحمد بن سيّار سنة ثمان وستين ومائتين.

٢١٩٢ ـ أحمد بن السّري بن سنان ، أبو بكر الأطروش (١) :

من أهل سر من رأى ، حدّث عن مسلم بن أبي مسلم الحربي ، ومحمّد بن يحيى القطيعي ، وعبد الله بن عمر بن أبان الجعفي. روى عنه أبو الحسين بن المنادى ، وعبد الباقي بن قانع ، وغيرهما وكان ثقة.

أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقرئ حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحجّاج الموصلي حدّثنا أحمد بن السّري السّامرى حدّثنا عبد الله بن عمر حدّثنا أبو يحيى التيمي إسماعيل بن إبراهيم عن الأعمش عن إسماعيل ـ يعنى ابن مسلم ـ عن الحسن عن عبد الرّحمن بن سمرة : قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا عبد الرّحمن لا تسأل الإمارة (٢)». الحديث. تفرد به أبو يحيى عن الأعمش.

٢١٩٣ ـ أحمد بن السمت بن عتّاب ، أبو سعيد الدّوريّ (٣) :

حدّث عن عبد الله بن محمّد بن سلّام. روى عنه عبد الصّمد الطستيّ.

٢١٩٤ ـ أحمد بن سيف بن هاشم ، أبو حامد البستي (٤) :

قدم بغداد وحدّث بها عن عبد الغنى بن رفاعة المصري. روى عنه أبو محمّد بن ماسى.

أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن أيّوب بن ماسى البزّار أبو حامد أحمد بن سيف بن هاشم البستي حدّثنا عبد الغنى بن رفاعة بن

__________________

(١) ٢١٩٢ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٧٦ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ١٥٩ ، ٩ / ٧٩. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان ١٩ ، والإمارة ١٣. وفتح الباري ١١ / ٥١٧ ، ١٣ / ١٢٣ ، ١٢٤.

(٣) ٢١٩٣ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٧٧ في المطبوعة.

(٤) ٢١٩٤ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٧٨ في المطبوعة.

٤١١

عبد الملك بن أبي عقيل حدّثنا أيّوب بن سليمان ـ أبو محمّد الأعور ـ حدّثنا بشر ابن المفضل عن عبد الله بن محمّد بن عقيل عن جابر بن عبد الله : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جعل للمرأة الثمن ، وللبنتين الثلثين ، وما بقي للأخ للأب والأم.

٢١٩٥ ـ (١) أحمد بن سلمان (٢) بن الحسن بن إسرائيل بن يونس ، أبو بكر الفقيه الحنبلي المعروف بالنّجّاد :

وكان له في جامع المنصور يوم الجمعة حلقتان ، قبل الصلاة وبعدها : إحداهما للفتوى في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل ، والأخرى لإملاء الحديث ، وهو ممن اتسعت رواياته ، وانتشرت أحاديثه ، سمع الحسن بن مكرم البزّار ، ويحيى بن أبي طالب ، وأحمد بن ملاعب المخرمى ، وأبا داود السّجستانيّ وأبا قلابة الرقاشي ، وأحمد بن محمّد البرقي ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وأبا الأحوص العكبري ، ومحمّد بن سليمان الباغنديّ ، وأبا إسماعيل الترمذيّ ، وجعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ ، وأحمد بن أبي خيثمة ، والحارث بن أبي أسامة ، ومحمّد بن غالب التمتام ، وأبا بكر بن أبي الدّنيا ، وهلال بن العلاء الرقى ، وإبراهيم بن إسحاق بن الحسن الحربيين ، وبشر بن موسى ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، ومحمّد عبدوس السّرّاج ، وخلقا سوى هؤلاء من هذه الطبقة.

وكان صدوقا عارفا ، جمع المسند وصنف في السنن كتابا كبيرا. روى عنه أبو بكر بن مالك القطيعي ، والدارقطني ، وابن شاهين ، وغيرهم من المتقدمين. وحدّثنا عنه ابن رزقويه ، وابن الفضل القطّان ، وأبو القاسم بن المنذر القاضي ، ومحمّد بن فارس [بن] (٣) الغورى ، وعلى وعبد الملك ابنا بشران ، والحسين بن عمر بن برهان العزال ، وخلق يطول ذكرهم.

حدّثني أحمد بن سليمان بن على المقرئ قال سمعت أبا الحسن بن رزقويه غير مرة يقول : أبو بكر النّجّاد ابن صاعدنا.

قلت : عنى بذلك أن النّجّاد في كثرة حديثه ، واتساع طرقه ، وعظم رواياته ،

__________________

(١) ٢١٩٥ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٧٩ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١١٨. وميزان الاعتدال ١ / ١٠١. وسير أعلام النبلاء ٥ / ٥٠٢. وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨٦٨. وسؤالات حمزة السهمي للدارقطني برقم ١٧٧.

(٢) في اللسان ، والتذكرة : «بن سليمان».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٤١٢

وأصناف فوائده لمن سمع منه ، كيحيى بن صاعد لأصحابه ، إذ كل واحد من الرجلين كان واحد وقته في كثرة الحديث.

أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقرئ قال سمعت أبا على بن الصواف يقول : كان أبو بكر بن النّجّاد يجيء معنا إلى المحدثين ـ إلى بشر بن موسى وغيره ـ ونعله في يده ، فقيل له لم لا تلبس نعلك؟ قال : أحب أن أمشى في طلب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا حاف.

قلت : لعل أبا بكر النّجّاد تأول بفعل ذلك حديثا.

أخبرناه محمّد بن على المقرئ أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ حدّثنا أبو على محمّد بن على بن عمر المذكر حدّثنا سهل بن عمران العتكي حدّثنا سليمان بن عيسى حدّثنا سفيان بن سعيد عن ليث عن مجاهد عن ابن عبّاس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا أنبئكم بأخف الناس ـ يعنى حسابا ، يوم القيامة بين يدي الملك الجبار ـ المسارع إلى الخيرات ماشيا على قدميه حافيا» قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أخبرني جبريل أن الله ناظر إلى عبد يمشى حافيا في طلب الخير».

حدّثني الحسين بن على بن محمّد الفقيه الحنفي قال سمعت أبا إسحاق الطبري يقول : كان أحمد بن سلمان النّجّاد يصوم الدهر ، ويفطر كل ليلة على رغيف ، ويترك منه لقمة ، فإذا كان ليلة الجمعة تصدق بذلك الرغيف وأكل تلك اللقم التي استفضلها.

أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصّيمريّ حدّثنا الرئيس أبو الحسن على بن عبد العزيز في مجلسه في دار الخلافة. قال حضرت مجلس أبي بكر أحمد بن سلمان النّجّاد وهو يملى ، فغلط في شيء من العربية ، فرد عليه بعض الحاضرين ، فاشتد عليه ، فلما فرغ من المجلس. قال : خذوا ، ثم قال : أنشدنا هلال بن العلاء الرقى :

سيبلي لسان كان يعرب لفظه

فيا ليته في موقف العرض يسلم

وما ينفع الإعراب إن لم يكن تقى

وما ضرّ ذا تقوى لسان معجّم

حدّثني على بن محمّد بن نصر قال سمعت حمزة بن يوسف يقول سأل أبو سعد الإسماعيلى أبا الدارقطني عن أحمد بن سلمان النّجّاد فقال : قد حدّث أحمد بن سلمان من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله.

٤١٣

قلت : كان قد كف بصره في آخر عمره ، فلعل بعض طلبة الحديث قرأ عليه ما ذكره الدّارقطنيّ. والله أعلم.

قال ابن أبي الفوارس : أحمد بن سلمان يقال مولده سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

سمعت محمّد بن أحمد بن رزقويه يقول مات أبو بكر النّجّاد في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.

حدّثنا ابن الفضل القطّان ـ إملاء ـ قال توفى أحمد بن سلمان النّجّاد لعشر بقين من ذى الحجة سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.

أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن يوسف العلاف وأبو عبد الله بن الحسين المحاملي. قالا : توفى أحمد بن سلمان الفقيه النّجّاد يوم الثلاثاء.

وقال ابن المحاملي ليلة الثلاثاء ، لعشر بقين من ذى الحجة سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة ، ودفن في مقبرة باب حرب.

قال ابن المحاملي : صبيحة تلك الليلة.

قال ابن العلاف : وأحسب أنه عاش خمسا وسبعين سنة.

حدثت عن أبي الفرات أن النّجّاد دفن في مقابر الحربية عند قبر بشر بن الحارث.

٢١٩٦ ـ (١) أحمد بن سهلان ، أبو بكر الجواليقي (٢) :

حدّث عن محمّد بن النّضر الأزديّ. روى عنه عبيد الله بن عثمان الدّقّاق.

* * *

حرف الشين [من آباء الأحمدين]

٢١٩٧ ـ أحمد بن شاكر ، أبو جعفر البلخيّ (٣) :

حدّث ببغداد عن يحيى بن عبد الله أن بكيرا المصري. روى عنه محمّد بن مخلد.أخبرنا القاضي أبو حامد أحمد بن محمّد بن أبي عمرو الاستوائى أخبرنا على بن عمر الحافظ حدّثنا محمّد بن مخلد حدّثنا أبو جعفر أحمد بن شاكر البلخي قال حدّثني يحيى بن بكير.

__________________

(١) ٢١٩٦ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٨٠ في المطبوعة.

(٢) الجواليقي : هذه النسبة إلى الجواليق وهي جمع جوالق ، ولعل بعض أجداد المنتسب إليها كان يبيعها أو يعملها (الأنساب ٣ / ٣٣٥).

(٣) ٢١٩٧ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٨١ في المطبوعة.

٤١٤

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ـ واللفظ له ـ أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمى حدّثنا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل حدّثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال حدّثني ابن أبي معاوية الخضرمي عن سليمان بن زياد الخضرمي عن عبد الله الحارثي أن ابن جزء الزبيدي قال : كان يرسل إلى فأمسك عليه المصحف وهو يقرأ ، وكان أعمى ، فعرض له حقن من بول فدعا جارية له فجعل بيننا وبينه ثوبا ثم قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يتغوط أحدكم لبوله ولا لغيره مستقبل القبلة ، ولا مستدبرها ، شرقوا أو غربوا».

٢١٩٨ ـ أحمد بن شعيب ، أبو بكر الصّيرفيّ :

حدّث عن حميد بن مسعدة. روى عنه عبد الله بن عدى الجرجاني ، وذكر أنه سمع منه ببغداد.

٢١٩٩ ـ أحمد بن شعيب بن صالح بن الحسين ، أبو منصور الورّاق (١) :

من أهل بخارى سمع صالح بن محمّد جزرة الحافظ ، وحامد بن سهل ، وسهل بن شاذويه ، ومحمّد بن حريث البخاريين ، وأبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، وزكريا بن يحيى الساجي ، ومحمّد بن إبراهيم بن أبان السّرّاج ، ومحمّد بن جرير الطبري ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصّوفيّ ، وعمر بن أبي غيلان الثقفي ، وحامد بن شعيب البلخي. حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، ومحمّد بن طلحة النعالى ، وعبد الغفار بن محمّد بن جعفر المؤدّب. وكان قد استوطن بغداد ، وحدّث بها إلى حين وفاته.

حدّثنا محمّد بن أحمد بن رزق ـ إملاء في سنة ست وأربعمائة ـ حدّثنا أبو منصور أحمد بن شعيب بن صالح البخاري الورّاق حدّثنا صالح بن محمّد البغداديّ ـ يعرف بجزرة ـ حدّثنا هارون بن إسحاق ـ أبو الشعثاء الواسطيّ ـ وهنّاد بن السّري التّميمى. قالوا : حدّثنا عبدة بن سليمان الكلابي عن سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عبّاس.

قال صالح : وحدّثنا محمّد بن عبد الله ـ بياع الأرز ـ حدّثنا عبيد الله بن تمام الطفاوي عن خالد الحذّاء عن عكرمة عن ابن عبّاس. قال أبو على صالح : وهذا

__________________

(١) ٢١٩٩ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٨٣ في المطبوعة.

٤١٥

حديث عبدة بن سليمان. قال : لما زوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة عليّا ، قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أعطها شيئا». قال : ما عندي شيء. قال : «فأين درعك الحطمية» (١).

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن طلحة بن محمّد النعالى حدّثنا أبو منصور أحمد بن شعيب بن صالح البخاري ـ وما كتبت عنه غير هذا الحديث ـ قال حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي حدّثنا عبد الله بن رجاء الغدانى أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء. قال : اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما ، فقال أبو بكر لعازب : مر البراء فليحمله إلى أهلى ، فقال له عازب : لا ، حتى تحدّثنا كيف صنعت أنت ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين خرجتما من مكة ، وذكر الحديث بطوله.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقى حدّثنا أبو الحسن على بن محمّد بن على الضّرير المقرئ حدّثنا أبو منصور أحمد بن شعيب بن صالح البخاري. قال : كنت عند أبي خليفة فاستجزت منه كتبا ، فقلت له : أجزت لي ولفلان ولفلان وهم لفلان مال. فقال لي : هم ، ليس في الكلام المعرب. ثم قال : أنشدنى أبو الفضل العبّاس بن الفرج الرياشي لنفسه :

شفاء العيا حسن السّؤال وإنّما

يطيل العيا طول السّكوت على الجهل

فكن سائلا عمّا عناك فإنّما

خلقت أخا عقل لتسأل بالعقل

قال محمّد بن أبي الفوارس : توفى أبو منصور أحمد بن شعيب البخاري الورّاق يوم السبت في ذى القعدة سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ، ومولده سنة ثمانين ومائتين. كان يحدّث عن صالح جزرة ، وما رأيت من حدّث عن صالح غيره ، وكان شيخا صالحا ثقة ثبتا.

٢٢٠٠ ـ أحمد بن شبيب ، أبو زرعة الصّوريّ (٢) :

حدّث عن أحمد بن خليد الحلبي. روى عنه عبد الله بن عدى الجرجاني ، وذكر أنه سمع منه ببغداد.

٢٢٠١ ـ أحمد بن شبويه بن معين بن بشار بن حميد ، أبو العبّاس الموصليّ (٣):

ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه ببغداد عن محمّد بن سلمة الواسطيّ.

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٢١٢٥. وسنن النسائي ٦ / ١٢٩ ، ١٣٠. والسنن الكبرى ٧ / ٢٥٢ ، ١٠ / ٢٦٩.

(٢) ٢٢٠٠ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٨٤ في المطبوعة.

(٣) ٢٢٠١ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٨٥ في المطبوعة.

٤١٦

أخبرني أحمد بن أبي جعفر القطيعي حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد الله المعدّل حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن شبويه بن معين بن بشار بن حميد الموصلي ـ في سنة ست عشرة وثلاثمائة ـ وما عندي عنه غير هذا الحديث.

قال حدّثنا محمّد بن سلمة الواسطيّ حدّثنا يزيد بن هارون حدّثنا حمّاد بن سلمة عن أيّوب عن عطاء عن ابن عبّاس. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حب على بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب» (١).

رجال إسناده الذين بعد محمّد بن سلمة كلهم معروفون ثقات ، والحديث باطل مركب على هذا الإسناد.

* * *

حرف الصاد [من آباء الأحمدين]

٢٢٠٢ ـ (٢) أحمد بن صالح ، أبو جعفر المصري (٣) :

طبرى الأصل. سمع عبد الله بن وهب ، وعنبسة بن خالد ، وعبد الله بن نافع ، وإسماعيل بن أبي أويس. وكان أحد حفاظ الأثر ، عالما بعلل الحديث ، بصيرا باختلافه. وورد بغداد قديما وجالس بها الحفاظ ، وجرى بينه وبين أبي عبد الله أحمد ابن حنبل مذاكرات ، وكان أبو عبد الله يذكره ويثنى عليه ، وقيل إن كل واحد منهما كتب عن صاحبه في المذاكرة حديثا ، ثم رجع أحمد إلى مصر فأقام بها. وانتشر عند أهلها علمه ، وحدّث عنه الأئمة ، منهم محمّد بن يحيى الذهلي ، ومحمّد بن إسماعيل البخاري ، ويعقوب بن سفيان الفسوي ، وأبو زرعة الدمشقي ، وأبو إسماعيل الترمذيّ ، وأبو داود السّجستانيّ ، وابنه أبو بكر ، وصالح جزرة. ومن الشيوخ المتقدمين محمّد بن عبد الله بن نمير ، ومحمّد بن غيلان ، وغيرهما.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد شاده المؤدّب ـ بأصبهان ـ وأخته

__________________

(١) انظر الحديث في : الفوائد المجموعة ٣٦٧. وتنزيه الشريعة ١ / ٣٥٥. واللآلئ المصنوعة ١ / ١٩٧.

(٢) ٢٢٠٢ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٨٦ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٩. وميزان الاعتدال ١ / ١٠٤. والتاريخ الكبير ١ / ٢ / ٦.

والجرح والتعديل ١ / ١ / ٥٦.

(٣) في المطبوعة : «المقرئ» وهو صحيح أيضا ، فهو مقرئ ، مصري.

٤١٧

أم سلمة أسماء. قالا : حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حبّان ـ إملاء ـ حدّثنا أبو يحيى عبد الرّحمن بن سلم الرازي حدّثنا محمّد بن غيلان حدّثنا أحمد ابن صالح المقرئ عن إبراهيم بن الحجّاج عن عبد الرّزّاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس. قال : لما زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة من على قالت فاطمة : يا رسول الله زوجتني من رجل فقير ليس له شيء! فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما ترضين أن الله اختار من أهل الأرض رجلين ، أحدهما أبوك ، والآخر زوجك» (١).

هذا حديث غريب من رواية عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس ، وغريب من حديث معمر بن راشد عن ابن أبي نجيح ، تفرد بروايته عنه عبد الرّزّاق وقد رواه عن عبد الرّزّاق غير واحد.

أخبرنا محمّد بن الحسين الأزرق حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان حدّثنا الحسن بن العبّاس الرازي حدّثنا عبد السلام بن صالح ـ أبو الصّلت ـ حدّثنا عبد الرّزّاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس. أن فاطمة قالت : يا رسول الله زوجتني من رجل ليس له شيء! قال : «أما ترضين أن الله اختار من أهل الأرض رجلين ، أحدهما أبوك ، والآخر بعلك».

وأخبرنيه أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد أخبرنا على بن عمر الحافظ حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب حدّثنا أحمد بن عبد الله بن زيد الهشيمى حدّثنا عبد الرّزّاق أخبرنا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس. قال : لما زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا فاطمة قالت : يا رسول الله زوجتني من عائل لا مال له : فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أوما ترضين أن يكون الله اطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين ، فجعل أحدهما أباك ، والآخر بعلك». أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي أخبرنا محمّد بن عدى بن زحر البصريّ ـ في كتابه إلينا ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن على الآجرى. قال سمعت أبا داود يقول : كتب أحمد بن صالح عن سلامة بن روح ـ وكان لا يحدث عنه ـ وكتب عن أبي زبالة خمسين ألف حديث ـ وكان لا يحدث عنه ـ وحدّث أحمد بن صالح ولم يبلغ الأربعين ، وكتب عبّاس العنبريّ عن رجل عنه.

كتب إلىّ عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم ،

__________________

(١) انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ٢٢٠ ، ٢٢١. ولسان الميزان ١ / ٩٦. والميزان ٦٥.

وكنز العمال ٣٦٣٥٥.

٤١٨

ثم أخبرنا أبو بكر البرقاني ـ قراءة ـ أخبرنا محمّد بن عثمان القاضي حدّثنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الله البجلي ـ بدمشق ـ حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو البصريّ. قال : سألنى أحمد بن حنبل ـ قديما ـ من بمصر؟ قلت : بها أحمد بن صالح ، فسر بذكره ودعا له.

أخبرني أحمد بن سليمان بن على المقرئ أخبرنا أحمد بن محمّد بن الخليل أخبرنا أبو أحمد بن عدى قال : سمعت عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز يقول سمعت أبا بكر بن زنجويه يقول : قدمت مصر وأتيت أحمد بن صالح ، فسألنى من أين أنت؟ قلت : من بغداد. قال : منزلك من منزل أحمد بن حنبل؟ قلت. أنا من أصحابه. قال : تكتب لي موضع منزلك فإنى أريد أن أوافى العراق حتى تجمع بيني وبين أحمد بن حنبل : فكتبت له فوافى أحمد بن صالح سنة اثنتي عشرة إلى عفّان فسأل عنى ، فلقيني. فقال : الموعد الذي بيني وبينك؟ فذهبت به إلى أحمد بن حنبل واستأذنت له فقلت : أحمد بن صالح بالباب ، فأذن له ، فقام إليه ورحب به وقربه وقال له : بلغني أنك جمعت حديث الزهري ، فتعال نذاكر ما روى الزهري عن أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجعلا يتذاكران ولا يغرب أحدهما عن الآخر حتى فرغا ، قال : وما رأيت أحسن من مذاكرتهما.

ثم قال أحمد بن حنبل لأحمد بن صالح : تعالى حتى نذاكر ما روى الزهري عن أولاد أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجعلا يتذاكران أحدهما على الآخر إلى أن قال أحمد ابن حنبل لأحمد بن صالح. عند الزهري عن محمّد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن عبد الرّحمن بن عوف قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما يسرني أن لي حمر النعم وأن لي حلف المطيبين» (١).

فقال أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل : أنت الأستاذ وتذكر مثل هذا؟ فجعل أحمد بن حنبل يبتسم ويقول : رواه عن الزهري رجل مقبول ، أو صالح ـ عبد الرّحمن بن إسحاق ـ فقال : من رواه عن عبد الرّحمن؟ فقال : حدّثناه رجلان تقيان ـ إسماعيل بن علية ، وبشر بن الفضل ـ فقال أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل : سألتك بالله إلا أمليته على ، فقال أحمد من الكتاب ، فقام ودخل وأخرج الكتاب

__________________

(١) انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ١١ / ٢٩٣. ومجمع الزوائد ٨ / ١٧٢. وكنز العمال ٤٦٤٥٧ ، ٤٦٤٥٨.

٤١٩

وأملى عليه ، فقال أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل : لو لم أستفد بالعراق إلا هذا الحديث كان كثيرا. ثم ودعه وخرج.

كتب إليّ عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم. ثم حدّثني البرقاني أخبرنا محمّد بن عثمان القاضي حدّثنا أبو الميمون حدّثنا أبو زرعة حدّثني أحمد بن صالح. قال : حدثت أحمد بن حنبل بحديث زيد بن ثابت في بيع الثمار فأعجبه واستزادنى مثله : ومن أين مثله؟!

قلت : وهو الحديث الذي أنبأناه القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة حدّثنا أبو على محمّد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث حدّثنا أحمد بن صالح حدّثنا عنبسة بن خالد قال حدّثني يونس قال : سألت أبا الزّنّاد عن بيع الثمر قبل أن يبدو صلاحه وما ذكر فقال : كان عروة بن الزّبير يحدّث عن سهل بن أبي حثمة عن زيد بن ثابت قال : كان الناس يتبايعون الثمار قبل أن يبدو صلاحها ، فإذا جذ الناس وحضر تقاضيهم قال المبتاع قد أصاب الثمر الدمان وأصابه قشام ، وأصابه مراض : عاهات يحتجون بها. فلما كثرت خصومتهم عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال رسول الله ـ كالمشورة يشير بها : «فإما لا فلا تبتاعوا الثمر حتى يبدو صلاحه» لكثرة خصومتهم.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم الشناني بنيسابور أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفى حدّثنا عثمان بن سعيد الدارمي.

وأخبرنا أبو على الحسن بن عبد الله المعتز بأصبهان ـ واللفظ له ـ حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الرّحمن بن سهل بن مخلد العزال ـ إملاء ـ حدّثنا أبو بكر بن أبي داود. قالا : حدّثنا أحمد بن صالح حدّثنا ابن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون أن وداعة الحميدي حدثه أنه كان بجنب مالك بن عبادة أبي موسى الغافقي وعقبة بن عامر فقص فقال : إن صاحبكم عاقل ، أو هالك ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عهد إلينا في حجة الوداع فقال : «إنكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عنى فمن عقل عني شيئا فليحدث به ، ومن كذب على متعمدا فليتبوأ بيتا ، أو مقعده من جهنم» (١) لا ندري أيتهما قال؟.

قال أبو عبد الله العزال : ومالك بن عبادة روى عنه ثعلبة بن أبي الكنود ، ووداعة

__________________

(١) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٤٢٠