تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٤

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٤

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٤

الشافعي حدّثنا ابن ياسين حدّثنا نصر بن على حدّثنا عيسى بن يونس قال الشافعي ، وحدّثنا أحمد بن خون الفرغاني حدّثنا أبو عبد الله قال حدّثنا عمى حدّثنا عيسى بن خالد بن إلياس عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن عن القاسم عن عائشة. أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أظهروا النكاح واضربوا عليه بالغربال» (١).

أخبرنا الأزهرى أخبرنا على بن عمر الحافظ. قال : أحمد بن خون الفرغاني روى عن الربيع بن سليمان كتب الشافعي كلها ، كان ببغداد وكان ثقة ، سمع الكتب منه أبو بكر الشافعي الصيرفي المعروف بالفقيه ، وسمعها منه أيضا شيخنا أبو بكر الشافعي المحدث ، وكتبها عنه.

حدّثني القاضي أبو عبد الله الصّيمريّ عن محمّد بن عمران بن موسى قال حدّثني عبد الباقي بن قانع : أن ابن خون الفرغاني مات سنة إحدى وتسعين ومائتين.

٢١٣٦ ـ أحمد بن الخضر بن محمّد بن أبي عمرو ، أبو العبّاس المروزيّ (٢) :

قدم بغداد وحدّث بها عن محمّد بن عبدة المروزيّ. روى عنه سعيد بن أحمد بن العراد ، وأبو بكر النّقّاش المقرئ ، وأبو القاسم الطبرانيّ ، وغيرهم. روايات أحمد بن الخضر هذا عند أهل خراسان كثيرة منتشرة.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار أخبرنا سليمان بن أحمد الطبرانيّ حدّثنا أحمد بن الخضر المروزيّ ـ ببغداد ـ حدّثنا محمّد بن عبدة المروزيّ حدّثنا أبو معاذ النحوي الفضل بن خالد حدّثنا أبو عمرة السكرى عن رقبة عن سالم بن بشير عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : «تسحروا فإن في السحور بركة» (٣). قال سليمان : لم يروه عن سالم إلا رقبة ، واسم أبي عمرة محمّد بن ميمون.

وذكر الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين المروزيّ فيما بلغني : أن أحمد بن الخضر مات في سنة خمس عشرة وثلاثمائة.

* * *

__________________

(١) انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ٧ / ٢٩٠. وكشف الخفا ١ / ١٥٩. والعلل المتناهية ٢ / ١٣٨.

(٢) ٢١٣٦ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٢٠ في المطبوعة.

(٣) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٣٦١

حرف الدال [من آباء الأحمدين]

٢١٣٧ ـ أحمد بن داود ، أبو سعيد الحداد الواسطيّ (١) :

نزل بغداد وحدّث بها عن حمّاد بن زيد ، وخالد بن عبد الله ، ومحمّد بن يزيد الكلاعى ، وعبد الرّحمن بن عدى. روى عنه أحمد بن سنان ، ومشرف بن سعيد ، ومحمّد بن عبد الملك بن مروان الواسطيّون ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، والحسن ابن على بن المتوكل وغيرهم.

أخبرني على بن أحمد الرّزّاز حدّثنا عبد الصّمد بن على الطستيّ حدّثني أبو محمّد الحسن بن على الحداد حدّثنا أبو سعيد ـ يعنى أحمد بن داود الحداد ـ حدّثنا حمّاد عن ثابت عن أنس بن مالك : أن غلاما من اليهود كان يخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فمرض ، فأتاه يعوده فدخل عليه وهو بالموت ، فدعاه إلى الإسلام وأبوه عند رأسه ، قال فنظر الغلام إلى أبيه. فقال : أطع أبا القاسم. فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمّدا رسول الله. ثم مات ، وخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يقول : «الحمد لله الذي أنقذه [بى] (٢) من النار» (٣).

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على إسحاق النعالى حدثكم عبد الله بن إسحاق المدائني حدّثنا أحمد بن سنان قال سمعت أبا سعيد الحداد يقول : استفهمت عبد الرّحمن بن مهدى يوما وقال لي : كم تستفهم. فقلت له : إن لكل شيء رجحانا ، ورجحان الحديث الاستفهام. فضحك عبد الرّحمن. أو كما قال.

وقال حدّثنا أحمد بن سنان القطّان قال سمعت أبا سعيد الحداد يقول قال لي عبد الرّحمن بن مهدى ـ وقد ذكرت شيئا ـ أخطأت. فقلت له : أخطأت أنت ، إذ ظننت أنى لا أخطئ.

حدّثني الحسن بن أبي طالب حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز حدّثنا أبو بكر بن أبي داود حدّثنا محمّد بن عبد الملك الدقيقي قال : قيل لأبى سعيد أحمد بن داود الحداد : إلى كم تكتب الحديث؟ قال : أخرج من جرعاء وأدخل ساجة.

__________________

(١) ٢١٣٧ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٢١ في المطبوعة.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ١١٨. وسنن أبي داود ، كتاب الجنائز باب ٥. ومسند أحمد ٣ / ٢٢٧.

٣٦٢

أخبرنا ابن الفضل القطّان أخبرنا على بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حدّثنا البخاري. قال : أحمد بن داود أبو سعيد الحداد واسطى سكن بغداد.

قرأت على البرقاني عن محمّد بن العبّاس قال حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة حدّثنا جعفر بن درستويه حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : وسألت يحيى بن معين عن أبي سعيد أحمد بن داود الحداد. فقال : ثقة لا بأس به.

أخبرنا على بن الحسين صاحب العبّاسى أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسي حدّثنا بكر بن سهل قال حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال : وسئل يحيى بن معين عن أبي سعيد الحداد. فقال [كان] (١) ثقة صدوقا.

أخبرنا الأزهرى حدّثنا محمّد بن العبّاس أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب حدّثنا الحسين بن فهم حدّثنا محمّد بن سعد. قال : أحمد بن داود ويكنى أبا سعيد الحداد الواسطيّ ، كان قد نزل بغداد وكان ثقة.

أخبرنا على بن أبي على قال قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي سعيد قال سمعت إبراهيم بن محمّد البصريّ يقول : مات أبو سعيد الحداد سنة إحدى وعشرين ومائتين.

أخبرنا ابن الفضل أخبرنا على بن إبراهيم حدّثنا ابن فارس حدّثنا البخاري. قال : مات أبو سعيد الحداد سنة إحدى ، أو اثنتين وعشرين ومائتين.

٢١٣٨ ـ أحمد بن داود بن جابر بن توبة ، أبو جعفر السّرّاج (٢) :

حدّث عن عبّاد بن موسى الختلي ، ويحيى بن أيّوب المقابرى ، وشجاع بن مخلد. روى عنه عبد الباقي بن قانع.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطان حدّثنا عبد الباقي بن قانع القاضي حدّثنا أحمد ابن داود بن توبة حدّثنا عبّاد بن موسى حدّثنا إسماعيل بن جعفر حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هبيرة عن على. قال : لما خرجنا من مكة تلقتنا ابنة حمزة تنادى : يا عم يا عم فتناولها على وأخذ بيدها وقال لفاطمة : دونك. فحملتها حتى

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ٢١٣٨ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٢٢ في المطبوعة.

٣٦٣

قدمت بها المدينة ، فاختصموا فيها : على ، وزيد ، وجعفر ، فقال على : أنا آخذها وهي بنت عمى. وقال جعفر : ابنة عمى وخالتها تحتي. وقال زيد : ابنة أخى ، فقضى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بها لخالتها وقال : «الخالة بمنزلة الأم». ثم قال لعلى : «أنت منى وأنا منك» وقال لجعفر : «أشبهت خلقي وخلقي» وقال لزيد : «أنت أخونا ومولانا» فقال : يا رسول الله تزوجها ، فقال : «إنها ابنة أخى من الرضاعة» (١).

أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع : أن أحمد بن داود السّرّاج مات في سنة ست وثمانين ومائتين.

٢١٣٩ ـ أحمد بن داود بن يزيد بن ماهان ، أبو يزيد السّجستانيّ (٢) :

سكن بغداد وحدّث بها عن الحسن بن سوار البغوي ، وإبراهيم بن يوسف أخى عصام البلخي روى عنه عبد الصّمد بن على الطستيّ ، وأبو بكر الشافعي ، ودعلج بن أحمد ، وأبو القاسم الطبرانيّ.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا دعلج بن أحمد بن دعلج حدّثنا أحمد بن داود السّجستانيّ ـ أبو يزيد ببغداد ـ حدّثنا الحسن بن سوار حدّثنا عكرمة بن عمّار عن ضمضم بن جوش عن عبد الله بن حنظلة بن الراهب. قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يطوف بالبيت على ناقة ، لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك.

قرأت بخط أبي الحسن الدّارقطنيّ. وحدّثنيه أحمد بن محمّد العتيقى عنه. قال : أحمد بن داود بن يزيد أبو يزيد السّجستانيّ ليس بقوى ، يعتبر به. قلت : وذكر الحاكم أبو عبد الله بن البيّع أنه سمع الدّارقطنيّ ذكره فقال : لا بأس به.

٢١٤٠ ـ أحمد بن داود بن أبي نصر ، أبو بكر القومسيّ (٣) :

وهو أخو محمّد ، سكن بغداد وحدّث بها عن هدبة بن خالد ، وشيبان بن فرّوخ ، وعبد الله بن عمر الخطّابي وأبى بكر بن أبي شيبة ، وإبراهيم بن إسماعيل الكهيلى ، وهشام بن عمّار ، وعبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم ومحمّد بن مصفى ، وحرملة بن يحيى ، ومحمّد بن حميد الرازي. روى عنه محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي ، وأبو العبّاس بن عبدة.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٢٤٢ ، ٥ / ١٨٠. وفتح الباري ٥ / ٣٠٤ ، ٧ / ٤٩٩

(٢) ٢١٣٩ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٢٣ في المطبوعة.

انظر : ميزان الاعتدال ١ / ٩٧. وسؤالات الحاكم للدارقطني برقم ٢٢. ولسان الميزان ١ / ١٧٠.

(٣) ٢١٤٠ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٢٤ في المطبوعة.

٣٦٤

أخبرنا على بن أبي على قال قرأنا على حسين بن هارون عن ابن سعيد. قال : أحمد بن داود بن أبي نصر القومسى صاحب حديث فهم. سمعت محمّد بن عبد الله بن سليمان يثنى عليه وعلى أخيه ، توفى سنة خمس وتسعين ومائتين.

٢١٤١ ـ أحمد بن أبي دؤاد بن جرير ، أبو عبد الله القاضي الإيادي ، يقال إن اسم أبي دؤاد الفرج (١) :

كذلك أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن على الصّيمريّ حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عمران المرزباني قال حدّثني أبو عبد الله إبراهيم بن محمّد بن عرفة النحوي. قال : اسم أبي دؤاد فرج.

وقرأت بخط محمّد بن يحيى الصولي حدّثني محمّد بن زياد أبو عبد الله الزيادي ، وزعم لي أن أباه كان منقطعا إلى ابن أبي دؤاد. قال اسم أبي دؤاد : دعمي.

وقرأت في كتاب طلحة بن محمّد بن جعفر الشّاهد بخطه : حدّثني محمّد بن أحمد القاضي عن وكيع عن جرير ـ يعنى ابن أحمد بن أبي دؤاد ـ قال : قال المأمونى لأبى : ما اسم أبيك؟ قال : هو اسمه ـ يعنى الكنية ـ قال طلحة : والصحيح أن اسمه كنيته.

كذلك أخبرني أبو بكر محمّد بن على بن أبي دؤاد بن أبي عبد الله أحمد بن أبي دؤاد ، اسمه كنيته.

قلت : وقد سقنا نسبه في أخبار ابنه أبي الوليد. ولى ابن أبي دؤاد قضاء القضاة للمعتصم ، ثم للواثق ، وكان موصوفا بالجود والسخاء ، وحسن الخلق ووفور الأدب ، غير أنه أعلن بمذهب الجهمية ، وحمل السلطان على الامتحان بخلق القرآن.

أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح أخبرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ. قال : أحمد بن أبي دؤاد قاضى القضاة للمعتصم والواثق هو الذي كان يمتحن العلماء في أيامهما ويدعو إلى القول بخلق القرآن.

أخبرني الصّيمريّ حدّثنا المرزباني أخبرني محمّد بن يحيى. قال : كان يقال أكرم من كان في دولة بنى العبّاس البرامكة ، ثم ابن أبي دؤاد ، لو لا ما وضع به نفسه من محبة المحنة لاجتمعت الألسن عليه ، ولم يضف إلى كرمه كرم أحد.

__________________

(١) ٢١٤١ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٢٥ في المطبوعة.

انظر : وفيات الأعيان ١ / ٢٢. والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٠٠ ، ٣٠٢. ولسان الميزان ١ / ١٧١. وثمار ـ

٣٦٥

أخبرني الصّيمريّ أخبرنا المرزباني أخبرني الصولي حدّثنا الحسين بن فهم قال : سمعت ابن النّطّاح يقول : أحمد بن أبي دؤاد من قبيلة يقال لهم بنو زهر ، إخوة قوم يعرفون بحذاق ، وسمعت ذلك من أبي اليقظان.

قال الصولي : وذكر أبو تمام الطّائيّ هذا في خطابه لابن أبي دؤاد فقال :

فالغيث من زهر سحابة رأفة

والرّكن من شيبان طود حديد

لأن ابن أبي دؤاد كان غضب عليه ، فشفع فيه خالد بن يزيد الشّيبانى ، فلذلك قال : والركن من شيبان.

وقال الصولي حدّثنا أبو العيناء قال سمعت أحمد بن أبي دؤاد يقول : ولدت سنة ستين ومائة بالبصرة. قال وكان أسن من يحيى بن أكثم بنحو من عشرين سنة.

أخبرني الصّيمريّ قال حدّثنا المرزباني حدّثني إسماعيل بن محمّد عن محمّد بن يزيد النحوي. قال قال أبو الهذيل : دخلت على ابن أبي دؤاد فوجدت ابن أبي حفصة ينشده :

فقل للفاخرين على نزار

ومنها خندف وبنو إياد

رسول الله والخلفاء منّا

ومنا أحمد بن أبي دؤاد

فقال لي أبو عبد الله : كيف تسمع يا أبا الهذيل؟ فقلت : هذا يضع الهناء مواضع النقب.

وقال المرزباني أخبرني على بن يحيى قال قال أبو هفان : لما قال مروان بن أبي الجنوب في ابن أبي دؤاد :

رسول الله والخلفاء منّا

ومنا أحمد بن أبي دؤاد

قلت أنقض عليه :

فقل للفاخرين على نزار

وهم في الأرض سادات العباد

رسول الله والخلفاء منّا

ونبرأ من دعاة بني إياد

وما منّا إياد إذ أقرّت

بدعوة أحمد بن أبي دؤاد

__________________

ـ القلوب ١٦٣. والأعلام ١ / ١٢٤. والبداية والنهاية ١٠ / ٣١٩. وميزان الاعتدال ١ / ٩٧.

وشذرات الذهب ٢ / ٩٣. وسير أعلام النبلاء ١١ / ١٦٩. والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢٧٣ ـ ٣٧٥.

٣٦٦

قال : فقال ابن أبي دؤاد : ما بلغ هذا الغلام المزني ـ لو لا أنى أكره أن أنبه عليه لعاقبته عقابا لم يعاقب أحد بمثله ، جاء إلى منقبة كانت لي ينقضها عروة عروة؟

حدّثني الأزهرى حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا عمر بن الحسن بن على بن مالك حدّثني جرير بن أحمد أبو مالك. قال : كان أبي إذا صلى رفع يده إلى السماء وخاطب ربه وأنشأ يقول :

ما أنت بالسّبب الضّعيف وإنّما

نجح الأمور بقوّة الأسباب

فاليوم حاجتنا إليك وإنّما

يدعى الطّبيب لساعة الأوصاب

أخبرني الحسين بن على الحنفي حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى الكاتب حدّثني الحليمي حدّثنا أبو العيناء. قال : كان أبو عبد الله أحمد بن أبي دؤاد شاعرا مجيدا ، فصيحا بليغا. قال محمّد بن عمران : وقد ذكره دعبل بن على الخزاعي في كتابه الذي فيه أسماء الشعراء ، وروى له أبياتا حسانا.

وأخبرني الحسين بن على حدّثنا محمّد بن عمران حدّثني محمّد بن أحمد الكاتب حدّثنا أبو العيناء. قال : لما قدم بأبى عثمان المازني من البصرة إلى سر من رأى ، قال له ابن أبي دؤاد : يا أبا عثمان ، حدّثني عن البصرة. فقال له أبو عثمان : عن أيها؟ قال : من فيضها إلى صحرائها. قال أبو العيناء : وما رأيت رئيسا قط أفصح ولا أنطق من ابن أبي دؤاد.

أخبرني محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان أخبرنا محمّد بن الحسن بن زياد النّقّاش أن محمّد بن بوكرد أخبرهم بمرو. قال : لم يكن لقاضى القضاة أحمد بن [أبي] (١) دؤاد أخ من الإخوان إلا بنى له دارا على قدر كفايته ، ثم وقف على ولد الإخوان ما يغنيهم أبدا ، ولم يكن لأحد من إخوانه ولد إلا من جارية هو وهبها له.

أخبرني الصّيمريّ حدّثنا المرزباني أخبرني الصولي حدّثني أحمد بن إسماعيل حدّثني سعيد بن حميد. قال : دخل أبو تمام الطّائيّ على أحمد بن أبي دؤاد فقال له : أحسبك عاتبا يا أبا تمام؟ قال : إنما يعتب على واحد وأنت الناس جميعا ، فكيف يعتب عليك؟ فقال : من أين هذه يا أبا تمام؟ قال من قول الحاذق ـ يعنى أبا نواس ـ في الفضل بن الربيع :

ليس على الله بمستنكر

أن يجمع العالم في واحد

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٣٦٧

أخبرني على بن أيوب القمي أخبرنا محمّد بن عمران الكاتب أخبرني محمّد بن يحيى الصولي. قال : دخل أبو تمام على أحمد بن أبي دؤاد وقد شرب الدواء فأنشده :

أعقبك الله صحّة البدن

ما هتف الهاتفات في الغصن

كيف وجدت الدّواء أوجدك

الله شفاء به مدى الزّمن

لا نزع الله عنك صالحة

أبليتها من بلائك الحسن

لا زلت تزهي بكلّ عافية

مجنّبا من معارض الفتن

إنّ بقاء الجواد أحمد في

أعناقنا منة من المنن

لو أنّ أعمارنا تطاوعنا

شاطره العمر سادة اليمن

أخبرنا الحسين بن على الحنفي حدّثنا محمّد بن عمران أخبرني محمّد بن يحيى حدّثنا محمّد بن على الخراساني حدّثنا على الرازي. قال : رأيت أبا تمام عند ابن أبي دؤاد ومعه رجل ينشد عنه :

لقد أنست مساوئ كلّ دهر

محاسن أحمد بن أبي دؤاد

وما سافرت في الآفاق إلّا

ومن جدواك راحلتي وزادي

مقيم الظّنّ عندك والأماني

وإن قلقت ركابي في البلاد

فقال له ابن أبي دؤاد : هذا المعنى تفردت به أو أخذته؟ قال : هو لي وقد ألممت فيه بقول أبي نواس :

وإن جرت الألفاظ يوما بمدحة

لغيرك إنسانا فأنت الّذي نعني

وقال محمّد بن يحيى : من مختار مدائح أبي تمام لأحمد بن أبي دؤاد قوله :

أأحمد إنّ الحاشدين كثير

ومالك إن عدّ الكرام نظير

حللت محلا فاضلا متقادما

من المجد والفخر القديم فخور

فكلّ غنيّ أو فقير فإنّه

إليك وإن نال السّماء فقير

إليك تناهى المجد من كلّ وجهة

يصير فما يعدوك حيث يصير

وبدر إياد أنت لا ينكرونه

كذاك إياد للأنام بدور

تجنّبت أن تدعى الأمير تواضعا

وأنت لمن يدعى الأمير أمير

فما من ندى إلّا إليك محلّه

ولا رفعة إلّا إليك تشير

أخبرني محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا محمّد بن الحسن النّقّاش ، أن مسبح بن

٣٦٨

حاتم أخبرهم فقال : لقيني قاضى القضاة أحمد بن أبي دؤاد. فقال ـ بعد أن سلم على : ما يمنعك أن تسألنى؟ فقلت له : إذا سألتك فقد أعطيتك ثمن ما أعطيتنى ، فقال لي : صدقت ، وأنفذ إلى خمسة آلاف درهم.

أخبرني الصّيمريّ حدّثنا المرزباني أخبرني محمّد بن يحيى حدّثنا أبو خليفة الفضل ابن الحباب. قال : كان في جوارنا رجل حداد ، فاحتاج في أمر له أن يتظلم أيام الواثق ، فشخص إلى سر من رأى ثم عاد ، فحدّثنا أنه رفع قصته إلى الواثق ، فأمر برد أمره إلى ابن أبي دؤاد ، وأمر جماعة المتظلمين. قال : فحضرت فنظر في أمور الناس ، وتشوفت لينظر في أمرى ـ ورقعتي بين يديه ـ فأومأ إلى بالانتظار ، فانتظرت حتى لم يبق أحد فدعاني فقال : أتعرفني؟ قلت : ولا أنكر القاضي أعزه الله [فقال] (١) ولكني أعرفك مضيت يوما في الكلإ فانقطعت نعلى ، وأعطيتنى شسعا لها ، فقلت لك إنى أحبوك بثواب ذلك ، فتكرهت قولي ، وقلت وما مقدار ما فعلت؟ امض في حفظ الله [ثم قال لي (٢)] : والله لأصلحن زمانك كما أصلحت نعلى ، ثم وقع لي في ظلامتي ، ووهب لي خمسمائة دينار ، وقال : زرنى في كل وقت ، قال فرأيناه متسع الحال بعد أن رأيناه مضيقا.

أخبرنا على بن الحسين صاحب العبّاسى أخبرنا إسماعيل بن سعيد العدل حدّثنا أبو على الحسين بن القاسم الكوكبي حدّثني أبو مالك جرير بن أحمد بن أبي دؤاد. قال قال الواثق يوما لأبى ـ ضجرا بكثرة حوائجه ـ حدثنا يا أحمد قد اختلت بيوت الأموال بطلبائك اللائذين بك ، والمتوسلين إليك. فقال : يا أمير المؤمنين ، نتائج شكرها متصلة بك ، وذخائر أجرها مكتوبة لك ، وما لي من ذلك إلا عشق اتصال الألسن بحلو المدح فيك. فقال : يا أبا عبد الله لا منعناك ما يزيد في عشقك ، ويقوى من همتك ، فتناولنا بما أحببت.

أخبرني الحسين بن على الحنفي حدّثنا محمّد بن عمران الكاتب حدّثنا الصولي حدّثنا الحارث بن أبي أسامة. قال : أمر الواثق لعشرة من بنى هاشم بعشرة آلاف درهم على يد ابن أبي دؤاد ، ودفعها إليهم فكلمه نظراؤهم ، ففرق فيهم عشرة آلاف درهم لعشرة مثل أولئك من عنده على أنها من عند الواثق ، فبلغه ذلك فقال له : يا

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٣٦٩

أبا عبد الله مالنا أكثر من مالك ، فلم تغرم وتضيف ذلك إلينا؟ فقال : والله يا أمير المؤمنين لو أمكننى أن أجعل ثواب حسناتي لك ، وأجهد في عمل غيرها لفعلت ، فكيف أبخل بمال أنت ملكتنيه ، على أهلك الذين يكثرون الشكر ويتضاعف فيهم الأجر؟ قال فوصله بمائة ألف درهم ففرق جميعها في بنى هاشم.

أخبرني الصّيمريّ حدّثنا المرزباني أخبرني محمّد بن يحيى حدّثني الحسين بن يحيى الكاتب حدّثني محمّد بن عمرو الرومي. قال : ما رأيت قط أجمع رأيا من ابن أبي دؤاد ولا أحضر حجة ، قال له الواثق : يا أبا عبد الله رفعت إلينا رقعة وفيها كذب كثير. قال : ليس بعجب أن أحسد على منزلتي من أمير المؤمنين فيكذب على. قال : زعموا فيها أنك وليت القضاء رجلا ضريرا؟ قال : قد كان ذاك ، وأمرته أن يستخلف ، ولست عازما على عزله حين أصيب ببصره ، فبلغني أنه عمى من بكائه على أمير المؤمنين المعتصم. قال : ما كان ذلك ، ولكني أعطيته دونها وقد أناب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كعب بن زهير الشّاعر ، وقال في آخر : «اقطع عنى لسانه». وهذا شاعر طائى مداح لأمير المؤمنين ، يصيب بحسن ، لو لم أرع له إلا قوله للمعتصم صلوات الله عليه في أمير المؤمنين أعزه الله :

واشدد بهارون الخلافة إنّه

سكن لوحشتها ودار قرار

ولقد علمت بأنّ ذلك معصم

ما كنت تتركه بغير سوار

قال : فوصل أبي تمام بخمسمائة دينار.

أخبرنا محمّد بن الحسن أحمد الأهوازى أخبرنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري عن أبي بكر محمّد بن يحيى الصولي. قال قال أبو تمام حبيب بن أوس :

أيسليني ثراء المال ربي

وأطلب ذاك من كفّ جماد

زعمت إذن بأنّ الجود أمسى

له ربّ سوى ابن أبي دؤاد

أخبرني محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا محمّد بن الحسن النّقّاش أن أحمد بن يحيى ثعلبا أخبرهم قال أخبرنا ابن الأعرابى. قال : سأل رجل قاضى القضاة أحمد ابن أبي دؤاد أن يحمله على عير. فقال : يا غلام! أعطه عيرا ، وبغلا ، وبرذونا ، وفرسا ، وجارية ، ثم قال : أما والله لو عرفت مركوبا غير هذا لأعطيتك. فشكر له الرجل ، وقاد ذلك كله ومضى.

٣٧٠

أخبرني على بن أيّوب القمي أخبرنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران الكاتب أخبرنا أبو بكر الجرجاني. قال سمعت أبا العيناء يقول : ما رأيت في الدّنيا أحدا أحرص على أدب من ابن أبي دؤاد ، ولا أقوم على أدب منه ، وذلك أنى ما خرجت من عنده يوما قط فقال يا غلام خذ بيده ، بل كان يقول : يا غلام اخرج معه ، وكنت أفتقد هذه الكلمة عليه فلا يخل بها ولا أسمعها من غيره.

أخبرني محمّد بن على الصوري أخبرنا الحسن بن حامد الأديب حدّثنا على بن محمّد بن سعيد الموصلي حدّثنا الحسن بن عليل حدّثنا يحيى بن السّري الكاتب حدّثني محمّد بن عبد الملك الزيّات قال. كان رجل من دار عمر بن الخطّاب لا يلقى ابن أبي دؤاد في محفل ولا وحده إلا لعنه ودعا عليه ، وابن أبي دؤاد لا يرد عليه شيئا ، قال محمّد : فعرضت لذلك الرجل حاجة إلى المعتصم فسألنى أن أرفع قصته إليه ، فمطلته وأتيت ابن أبي دؤاد ، فلما ألح على أن أوصل قصته إليه وندمت من مطلى ، فدخلت ذات يوم على أمير المؤمنين وقصته معى واغتنمت غيبة ابن أبي دؤاد رفعت قصته إليه فهو يقرأها إذ دخل ابن أبي دؤاد والقصة في يد أمير المؤمنين يقرأها ، فلما قرأها دفعها إلى ابن أبي دؤاد. فلما نظر إليها واسم الرجل في أولها قال : يا أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب ، يا أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب ، يا أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب ، يا أمير المؤمنين ينبغي أن تقضى لولده كل حاجة له ، فوقع له أمير المؤمنين بقضاء الحاجة.

قال محمّد بن عبد الملك : فخرجت والرجل جالس فدفعت إليه القصة وقلت : تشكر لأبى عبد الله القاضي فهو الذي أعتق قصتك ، وسأل أمير المؤمنين في قضاء حاجتك ، قال فوقف ذلك الرجل حتى خرج ابن أبي دؤاد فجعل يدعو له ويتشكر له. فقال له : اذهب عافاك الله ، فإنى إنما فعلت ذلك لعمر بن الخطّاب لا لك.

أخبرني الصّيمريّ حدّثنا المرزباني أخبرني محمّد بن يحيى. قال سمعت عون بن محمّد الكندي يقول : لعهدي بالكرخ ببغداد وإن رجلا لو قال ابن أبي دؤاد مسلم لقتل في مكانه ، ثم وقع الحريق في الكرخ وهو الذي ما كان مثله قط ، كان الرجل يقوم في صينية شارع الكرخ فيرى السفن في دجلة ، فكلم ابن أبي دؤاد المعتصم في الناس وقال : يا أمير المؤمنين رعيتك في بلد آبائك ودار ملكهم ، نزل بهم هذا الأمر فاعطف عليهم بشيء يفرق فيهم يمسك أرماقهم ، ويبنون به ما انهدم عليهم ،

٣٧١

ويصلحون به أحوالهم ، فلم يزل ينازله حتى أطلق لهم خمسة آلاف [ألف] (١) درهم. فقال : يا أمير المؤمنين إن فرقها عليهم غيرى خفت أن لا يقسم بالسوية ، فائذن لي في تولى أمرها ليكون الأجر أوفر والثناء أكثر. قال : ذلك إليك. فقسمها على مقادير الناس ، وما ذهب منهم بنهاية ما يقدر عليه من الاحتياط ، واحتاج إلى زيادة فازدادها من المعتصم ، وغرم من ماله في ذلك غرما كثيرا. فكانت هذه من فضائله التي لم يكن لأحد مثلها. قال عون : فلعهدى بالكرخ بعد ذلك وإن إنسانا لو قال زر ابن دؤاد وسخ لقتل.

وقال محمّد بن يحيى : حدّثني جرير بن أحمد بن أبي دؤاد حدّثني على بن الحسين الإسكافي. قال : اعتل أبوك فعاده المعتصم وكان معه بغا ، وكنت معه ، لأنى كنت أكتب لبغا ، فقام فتلقاه وقال له : قد شفاني الله بالنظر إلى أمير المؤمنين ، فدعا له بالعافية فقال له : قد تمم الله شفائى ومحق دائى بدعاء أمير المؤمنين ، فقال له المعتصم : إنى نذرت إن عافاك الله أن أتصدق بعشرة آلاف دينار. فقال له : يا أمير المؤمنين فاجعلها لأهل الحرمين فقد لقوا من غلاء الأسعار عنفا. فقال : نويت أن أتصدق بها هاهنا ، وأنا أطلق لأهل الحرمين مثلها. ثم نهض فقال له : أمتع الله الإسلام وأهله ببقائك يا أمير المؤمنين. فإنك كما قال النمري لأبيك الرشيد :

إنّ المكارم والمعروف أودية

أحلّك الله منها حيث تجتمع

من لم يكن بأمين الله معتصما

فليس بالصّلوات الخمس ينتفع

فقيل للمعتصم في ذلك ، لأنه عاده وليس يعود إخوته وأجلاء أهله ، فقال المعتصم : وكيف لا أعود رجلا ما وقعت عيني عليه قط إلا ساق إلى أجرا أو أوجب لي شكرا ، أو أفادنى فائدة تنفعني في ديني ودنياى ، وما سألنى حاجة لنفسه قط.

أخبرنا أبو على محمّد بن الحسين الخارزمى حدّثنا المعافى بن زكريا الجريري حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدّثنا إسحاق بن محمّد بن أبان النخعي قال أنشدنى منشد لمروان بن أبي حفصة في ابن أبي دؤاد ـ لما نالته العلة الباردة :

لسان أحمد سيف مسّه طبع

من علّة فجلاها عنه جاليها

ما ضرّ أحمد باقي علّة درست

والله يذهب عنه رسم باقيها

موسى بن عمران لم ينقص نبوّته

ضعف اللّسان به قد كان يمضيها

قد كان موسى على علّات منطقه

رسائل الله تأتيه يؤدّيها

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٣٧٢

أخبرني الحسين بن على النخعي حدّثنا محمّد بن عمران أخبرني ابن دريد أخبرنا الحسن بن خضر. قال : كان ابن أبي دؤاد مألفا لأهل الأدب من أى بلد كانوا ، وكان قد ضم إليه جماعة يعولهم ويمونهم ، فلما مات اجتمع ببابه جماعة منهم. فقالوا : يدفن من كان على ساقة الكرم وتاريخ الأدب ولا يتكلم فيه؟ إن هذا لوهن وتقصير فلما طلع سريره قام ثلاثة نفر منهم فقال أحدهم :

اليوم مات نظام الفهم واللّسن

ومات من كان يستدعى على الزّمن

وأظلمت سبل الآداب إذ حجبت

شمس المعارف في غيم من الكفن

وتقدم الثاني فقال :

ترك المنابر والسّرير تواضعا

وله منابر لو يشاء وسرير

ولغيره يجبي الخراج وإنّما

تجبي إليه محامد وأجور

وقام الثالث فقال :

وليس نسيم المسك ريح حنوطه

ولكنّه ذاك الثّناء المخلّف

وليس صرير النّعش ما يسمعونه

ولكنّها أصلاب قوم تقصّف

حدّثني محمّد بن على الصوري أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع الغساني أخبرنا أبو ورق الهزانى قال : حكى لي ابن ثعلبة الحنفي عن أحمد بن المعدّل أنه. قال : كتب ابن أبي دؤاد إلى رجل من أهل المدينة ـ يتوهم أنه عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمّد ـ : إن بايعت أمير المؤمنين في مقالته استوجبت منه حسن المكافأة ، وإن امتنعت لم تأمن مكروهه. فكتب إليه : عصمنا الله وإياك من الفتنة ، وكأنه إن يفعل فأعظم بها نعمة وإلا فهي الهلكة ، نحن نرى الكلام في القرآن بدعة ، يشترك فيها السائل والمجيب ، فتعاطى السائل ما ليس له ، وتكلف المجيب ما ليس عليه ، ولا يعلم خالقا إلا الله ، وما سواه مخلوق ، والقرآن كلام الله ، فانته بنفسك ومخافتك إلى اسمه الذي سماه الله به ، وذر الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ، ولا تسم القرآن باسم من عندك فتكون من الضالين. فلما وقف على جوابه أعرض عنه فلم يذكره.

أخبرنا محمّد بن الفرج بن على البزّار أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن ماسى حدّثنا جعفر بن شعيب الشاشي حدّثني محمّد بن يوسف الشاشي حدّثني إبراهيم بن منبه. قال : سمعت طاهر بن خلف يقول سمعت محمّد بن الواثق ـ الذي يقال له المهتدى

٣٧٣

بالله ـ يقول : كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلا أحضرنا ذلك المجلس ، فأتى بشيخ مخضوب مقيد. فقال أبي : ائذنوا لأبى عبد الله وأصحابه يعنى ابن أبي دؤاد قال فأدخل الشيخ [والواثق] (١) في مصلاه فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال له : لا سلم الله عليك. فقال : يا أمير المؤمنين بئس ما أدبك مؤدبك. قال الله تعالى : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها) [النساء ٨٦]. والله ما حييتنى بها ولا بأحسن منها. فقال ابن أبي دؤاد : يا أمير المؤمنين ، الرجل متكلم. فقال له : كلمه : فقال : يا شيخ ، ما تقول في القرآن؟ قال الشيخ : لم تنصفني ـ يعنى ولى السؤال ـ فقال له : سل فقال له الشيخ : ما تقول في القرآن؟ فقال : مخلوق ، فقال : هذا شيء علمه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، والخلفاء الراشدون ، أم شيء لم يعلموه؟ فقال : شيء لم يعلموه فقال : سبحان الله شيء لم يعلمه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا على ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت؟ قال فخجل فقال : أقلنى والمسألة بحالها ، قال نعم! قال : ما تقول في القرآن؟ فقال : مخلوق. فقال : هذا شيء علمه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى والخلفاء الرّاشدون أم لم يعلموه؟ فقال : علموه ، ولم يدعوا الناس إليه. قال : أفلا وسعك ما وسعهم؟ قال : ثم قام أبي ، فدخل مجلس الخلوة واستلقى على قفاه ووضع إحدى وجليه على الأخرى. وهو يقول : هذا شيء لم يعلمه النبي ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا على ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت؟ سبحان الله! شيء علمه النبي صلّى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى والخلفاء الراشدون ولم يدعوا الناس إليه؟ أفلا وسعك ما وسعهم؟. ثم دعا عمّارا الحاجب فأمر أن يرفع عنه القيود ويعطيه أربعمائة دينار ويأذن له في الرجوع ، وسقط من عينه ابن أبي دؤاد. ولم يمتحن بعد ذلك أحدا (٢).

أخبرنا على بن المحسن التنوخي حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى حدّثنا على بن سليمان الأخفش قال أنشدنى أبو العبّاس ثعلب قال أنشدنى أبو الحجّاج الأعرابى :

نكست الدّين يا ابن أبي دؤاد

فأصبح من أطاعك في ارتداد

زعمت كلام ربّك كان خلقا

أما لك عند ربّك من معاد؟

كلام الله أنزله بعلم

وأنزله على خير العباد

ومن أمسى ببابك مستضيفا

كمن حلّ الفلاة بغير زاد

لقد أظفرت يا ابن أبي دؤاد

بقولك أنّني رجل إيادي

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر الخبر في : مناقب الإمام أحمد ، لابن الجوزي ص ٣٥٠ ـ ٣٥٢.

٣٧٤

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطبري قال أنشدنا المعافى بن زكريا الجريري عن محمّد بن يحيى الصولي لبعضهم ـ يهجو أحمد بن أبي دؤاد ـ :

لو كنت في الرّأي منسوبا إلى رشد

أو كان عزمك عزما فيه توفيق

لكان في الفقه شغل لو قنعت به

عن أن تقول كتاب الله مخلوق

ما ذا عليك وأصل الدّين يجمعهم

ما كان في الفرع لو لا الجهل والموق

حدّثنا أبو سعد الحسين بن عثمان الشّيرازيّ لفظا أخبرنا أبو على حميد بن عبد الله ـ بالري ـ حدّثنا محمّد بن الحسين بن الحسين القاضي حدّثني الحسن بن منصور حدّثنا الحسن بن ثواب. قال : سألت أحمد بن حنبل عمن يقول القرآن مخلوق؟ قال : كافر. قلت : فابن أبي دؤاد؟ قال : كافر بالله العظيم : قلت : بما ذا كفر؟ قال بكتاب الله تعالى قال الله تعالى : (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) [البقرة ١٢٠]. فالقرآن من علم الله ، فمن زعم أن علم الله مخلوق فهو كافر بالله العظيم (١).

أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن سليمان المقرئ حدّثني خالي محمّد بن أحمد حدّثنا هارون بن موسى بن زياد ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن أبي الورد قال سمعت يحيى الجلا أو على بن الموفق ـ قال : ناظرت قوما من الواقفيّة أيام المحنة ، قال فنالونى بما أكره ، فصرت إلى منزلي وأنا مغموم بذلك ، فقدمت إلى امرأتى عشاء ، فقلت لها لست آكل فرفعته. ونمت فرأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم داخل المسجد وفي المسجد حلقتان ـ يعنى إحداهما فيها أحمد بن حنبل وأصحابه ، والأخرى فيها ابن أبي دؤاد وأصحابه ـ فوقف بين الحلقتين وأشار بيده. فقال : (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ) ـ وأشار إلى حلقة ابن أبي دؤاد ـ (فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ) [الأنعام ٨٩]. وأشار إلى الحلقة التي فيها أحمد بن حنبل.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران المعدّل حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا إبراهيم الختلي حدّثنا أبو يوسف يعقوب ـ يعنى ابن أخى معروف الكرخي ـ قال أخبرني من أثق به من إخواننا. قال : رأيت في المنام كأن أبي التقم يدي اليمنى فقال لي : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ. إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ. الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ. وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ. وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ. الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ. فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ. فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ) [الفجر ٦ ـ ١٣] منهم ابن أبي دؤاد (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) [الفجر ١٤].

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : المنتظم ١١ / ٢٧٤.

٣٧٥

قال إسحاق : وحدّثني أبو عبد الله البرائى ـ صديقنا وكان من الأبدال ـ قال رأيت قبل دخول الناس بغداد كأن قائلا يقول لي : ما علمت ما فعل الله بابن أبي دؤاد؟ حسر لسانه فأخرسه ، وجعله للناس آية.

قرأت على محمّد بن الحسين القطّان عن دعلج بن أحمد بن على الأبار حدّثنا الحسن بن الصّبّاح قال سمعت خالد بن خداش. قال : رأيت في المنام كأن آتيا أتانى بطبق فقال : اقرأه فقرأت ، بسم الله الرّحمن الرّحيم ، ابن أبي دؤاد يريد أن يمتحن الناس فمن قال القرآن كلام الله كسي خاتما من ذهب فصه ياقوت حمراء ، وأدخله الله الجنة وغفر له أو قال غفر له ، ومن قال القرآن مخلوق جعلت يمينه يمين قرد ، فعاش بعد ذلك يوما أو يومين ثم يصير إلى النار.

قال خالد : ورأيت في المنام قائلا يقول : مسخ ابن أبي دؤاد ، ومسخ شعيب ، وأصاب ابن سماعة فالج ، وأصاب آخر الذبحة ـ ولم يسم.

قلت : شعيب هو ابن سهل القاضي المعروف بشعبويه وكان جهميا معلنا.

أخبرنا أبو الحسن على بن يحيى بن جعفر الإمام بأصبهان ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله : هذا شعر قاله بن بندار المديني ، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل الصائغ ، قال :

أفلت سعود نجومك ابن أبي دؤاد

وبدت نحوسك في جميع إياد

فرحت بمصرعك البريّة كلّها

من كان منها موقنا بمعاد

لم يبق منك سوى خيال لامع

فوق الفراش ممهّدا بوساد

أطغاك يا ابن أبي دؤاد ربّنا

فجريت في ميدان إخوة عاد

لم تخش من ربّ السّماء عقوبة

فسننت كلّ ضلالة وفساد

كم من كريمة معشر أرملتها

ومحدّث أوثقت بالأقياد

كم من مساجد قد منعت قضاتها

من أن يعدّل شاهد برشاد

كم من مصابيح لها أطفأتها

كيما تزلّ عن الطّريق الهادي

إنّ الأسارى في السّجون تفرّجوا

لما أتتك مراكب العوّاد

وغدا لمصرعك الطّبيب فلم يجد

لعلاج ما بك حيلة المرتاد

لا زال فالجك الّذي بك دائما

ومحقت قبل الموت بالأولاد

ورأيت رأسك في الجسور منوّطا

فوق الرّءوس معلّما بسواد

٣٧٦

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمّد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا الحسين بن أبي القاسم يقول سمعت أبا يقول سمعت أبا الحسين بن الفضل يقول سمعت عبد العزيز بن يحيى المكي يقول : دخلت على أحمد بن أبي دؤاد وهو مفلوج فقلت : إنى لم آتك عائدا ، ولكن جئت لأحمد الله على أنه سجنك في جلدك (١).

أخبرنا أبو الحسين بين بشران المعدّل حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم الختلي حدّثنا [أبو] (٢) يوسف يعقوب بن موسى بن فيروز ابن أخى معروف الكرخي. قال : رأيت في المنام كأنى وأخا لي نمر على نهر عيسى على الشط وطرف عمامتي بيد أخى هذا ، فبينما نحن نمشي إذا امرأة تقول لصديقى هذا : ما تدرى ما حدث الليلة؟ أهلك الله ابن أبي دؤاد. فقلت أنا لها : وما كان سبب هلاكه؟ قالت : أغضب الله عليه فغضب عليه [الله] (٣) من فوق سبع سماوات (٤). قال إسحاق وحدّثني يعقوب قال أخبرني بعض أصحابنا. قال : كنت عند سفيان بن وكيع فقال : تدرون ما رأيت الليلة؟ ـ وكانت الليلة التي رأوا فيها النار ببغداد وغيرها ـ رأيت كأن جهنم زفرت فخرج منها اللهب ، أو نحو هذا الكلام. فقلت : ما هذا؟ قال : أعدت لابن أبي دؤاد.

أخبرنا أبو القاسم الأزهرى أخبرنا أحمد بن إبراهيم حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة الأزديّ. قال : سنة أربعين ومائتين فيها مات أحمد بن أبي دؤاد.

أخبرني الصّيمريّ حدّثنا المرزباني أخبرنا محمّد بن يحيى الصولي حدّثنا المغيرة بن محمّد المهلّبى. قال : مات أبو الوليد محمّد بن أحمد بن أبي دؤاد ـ وهو وأبوه منكوبان ـ في ذى الحجة سنة تسع وثلاثين ومائتين ومات أبوه في المحرم سنة أربعين ومائتين ـ يوم السبت لسبع بقين منه ـ فكان بينه وبين أبيه أبي الوليد شهر أو نحوه.

قال الصولي : ودفن في داره ببغداد وصلى عليه ابنه العبّاس.

٢١٤٢ ـ أحمد بن دلويه : أبو حامد النّيسابوريّ (٥) :

قدم بغداد ، وحدّث بها عن أبي رميح الترمذيّ. روى عنه على بن عمر السكرى.

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : المنتظم ١١ / ٢٧٥.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) ـ انظر الخبر في : المنتظم ١١ / ٢٧٥.

(٥) ٢١٤٢ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٢٦ في المطبوعة.

٣٧٧

حدّثنا عبد العزيز بن على ـ الورّاق لفظا ـ حدّثنا على بن عمر بن محمّد بن الحسن السكرى حدّثنا أبو حامد أحمد بن دلويه النيسابوري حدّثنا أبو رميح الترمذيّ محمّد بن رميح حدّثنا محمّد بن صوران حدّثنا ميمون بن زيد ـ أبو إبراهيم ـ حدّثنا زياد بن ميمون عن أنس بن مالك. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طلب العلم فريضة على كل مسلم». (١)

٢١٤٣ ـ أحمد بن دينار بن موسى ، المؤدّب (٢) :

حدّث عن على بن حرب الموصلي ، ـ وعمر بن مدرك الرازي. روى عنه أبو حفص بن شاهين.

أخبرنا أبو الفرج الطناجيرى. ومحمّد بن عبد الملك القرشيّ. قالا : أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا أحمد بن دينار المعلم حدّثنا على بن حرب.

وأخبرنا محمّد بن رزق والحسن بن أبي بكر. قالا : أخبرنا أحمد بن سليمان العبادانيّ حدّثنا على بن حرب حدّثنا أبو عاصم حدّثنا بكّار بن عبد العزيز عن أبي بكرة. قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا جاءه الشيء يسره خر ساجدا شكرا لله تعالى. لفظ حديث المعلم.

* * *

حرف الراء [من أباء الأحمدين]

٢١٤٤ ـ (٣) أحمد بن رجاء بن سعيد ، أبو جعفر الفريابي (٤) :

سكن بغداد وحدّث بها عن محمّد بن عمر الواقديّ : روى عنه محمّد بن مخلد الدوري.

أخبرنا عمر بن رجاء أبو جعفر الفريابي حدّثنا الواقديّ حدّثنا أبو حزرة عن عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن أبي عتيق عن عائشة. عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال «لا يصلى أحدكم بحضرة الطعام ولا وهو يعالج الأخبثين (٥)».

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٢٢٤. والمعجم الكبير للطبراني ١٠ / ٢٤٠. والصغير ١ / ١٦. ومجمع الزوائد ١ / ١١٩ ، ١٢٠. وكشف الخفا ٢ / ٥٦ ، ٤٦٦ ، ٥٨٤. واللآلئ المصنوعة ١ / ١٠٨. وتنزيه الشريعة ١ / ٢٧٨ ، ٢٧٩.

(٢) ٢١٤٣ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٢٧ في المطبوعة.

(٣) ٢١٤٤ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٢٨ في المطبوعة.

(٤) الفريابي : هذه النسبة إلى فارياب ، بليدة بنواحي بلخ (الأنساب ٩ / ٢٩٠).

(٥) انظر الحديث في : مصنف ابن أبي شيبة ٢ / ٤٢٣. والإتحاف ٣ / ٩٣.

٣٧٨

قرأت في كتاب محمّد بن مخلد بخطه : سنة خمس وستين ومائتين ، فيها مات أحمد بن رجاء الفريابي أبو جعفر في جمادى الآخرة.

٢١٤٥ ـ أحمد بن رجاء بن عبيدة ، أبو حامد (١) :

أظنه خراسانيا. قدم بغداد حاجّا وحدّث بها عن محمّد بن إسحاق البصريّ. روى عنه أحمد بن جعفر بن الخلّال المقرئ.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن على بن يعقوب الواسطيّ حدّثنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد بن الفرج الخلّال المقرئ حدّثنا أبو حامد أحمد بن رجاء ابن عبيدة ـ قدم علينا الحج سنة عشر وثلاثمائة ـ حدّثنا محمّد بن محمّد بن إسحاق البصريّ حدّثنا سويد بن نصر البلخي بن المبارك حدّثنا سفيان الثوري عن حمّاد عن إبراهيم عن علقمة. قال عبد الله قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ثلاثة أملاك : ملك موكل بالكعبة ، وملك موكل بمسجدى هذا ، وملك موكل بالمسجد الأقصى. فأما الموكل بالكعبة فينادى كل يوم من ترك فرائض الله خرج من أمان الله ، وأما الموكل بمسجدى هذا فينادى كل يوم من ترك سنة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يرد الحوض ولم تدركه شفاعة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأما الملك الموكل بالمسجد الأقصى فينادى في كل يوم من كان طعمته حراما كان عمله مضروبا به وجهه».

هذا حديث منكر. ورجال إسناده كلهم ثقات معروفون ، سوى البصريّ وأحمد ابن رجاء فإنهما مجهولان.

٢١٤٦ ـ أحمد بن أبي روح ، القرشيّ (٢) :

سكن جرجان وحدّث بها عن يزيد بن هارون ، ومحمّد بن مصعب القرقسانى ، أحاديث منكرة. روى عنه أحمد بن حفص السّعدى.

أخبرنا أبو سعد [أحمد بن محمّد (٣)] المالينى فيما أذن أن نرويه عنه أخبرنا عبد الله بن عدى الحافظ حدّثنا أحمد بن حفص حدّثنا أحمد بن أبي روح حدّثنا يزيد بن

__________________

(١) ٢١٤٥ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٢٩ في المطبوعة.

انظر : ميزان الاعتدال ١ / ٩٨.

(٢) ٢١٤٦ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٣٠ في المطبوعة.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٣٧٩

هارون أخبرنا حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس. قال قيل : يا رسول الله عمن نكتب العلم؟ قال : «عن على وسلمان (١)».

قال ابن عدى : أحمد بن أبي روح بغدادى قرشي كان بجرجان ليس بذاك.

٢١٤٧ ـ أحمد بن روح ، أبو يزيد البزّازى (٢) :

حدّث عن عمرو بن العاص مرزوق ، وعبد الله بن يحيى الثقفي ، وإبراهيم بن محمّد الفريابي المقدسي ، وغيرهم. روى عنه أحمد بن كامل القاضي.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي حدّثنا أحمد بن روح أبو يزيد حدّثنا عمرو بن مرزوق الباهلي حدّثنا عمران عن قتادة عن أنس. قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا مات مبتدع فإنه قد فتح على الإسلام فتح (٣)».

الإسناد صحيح ، والمتن منكر. وكتبه عنى أبو عبد الله الصوري وكنت أظن أحمد ابن روح هذا تفرد بروايته حتى :

أخبرني محمّد بن على بن أحمد بن الحارث النسائي أخبرنا أبو بكر محمّد بن عمر بن خلف الورّاق حدّثنا محمّد بن السّري عن قتادة عن أنس. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا مات صاحب بدعة فقد فتح في الإسلام فتح» (٤).

٢١٤٨ ـ (٥) أحمد بن روح بن زياد بن أيّوب ، أبو الطّيّب الشعراني (٦) :

حدّث عن عبد الله بن خبيق الأنطاكى ، ومحمّد بن حرب النسائي ، والحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزعفراني. روى عنه القاضي أبو أحمد محمّد بن حمد بن إبراهيم العسال ، وأحمد بن بندار بن إسحاق الشعار الأصبهانيان ، وأبو القاسم الطبرانيّ.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار أخبرنا سليمان بن أحمد الطبرانيّ حدّثنا أحمد بن روح الشعراني ببغداد حدّثنا عبد الله بن خبيق الأنطاكى حدّثنا يوسف بن أسباط حدّثنا سفيان عن محمّد بن جحادة عن أنس. أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كان يطوف على نسائه في غسل واحد (٧).

__________________

(١) انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ٢٨٣. وتاريخ جرجان ٦٤.

(٢) ٢١٤٧ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٣١ في المطبوعة.

انظر : ميزان الاعتدال ١ / ٩٨.

(٣) انظر الحديث في : كشف الخفا ١ / ١٠٥. وتذكرة الموضوعات ١٦. وكنز العمال ١١٠٤ والعلل المتناهية ١ / ١٣٩.

(٤) انظر التخريج السابق.

(٥) ٢١٤٨ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٣٢ في المطبوعة.

(٦) الشعراني : هذه النسبة إلى «الشّعر» على الرأس وإرساله (الأنساب ٧ / ٣٤٣).

(٧) انظر الخبر في : صحيح مسلم ، كتاب الحيض باب ٦. ومسند أحمد ٣ / ٢٢٥.

٣٨٠