تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٤

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٤

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٤

والحسين بن محمّد بن سعيد المطبقى. حدّثنا عنه على بن المحسن التنوخي القاضي ، ويوسف بن رباح البصريّ.

حدّثنا على بن المحسن حدّثنا أبو غانم محمّد بن يوسف الأزرق حدّثنا الحسين بن محمّد بن سعيد المطبقى حدّثنا على بن مسلم الطوسي حدّثنا سيّار بن حاتم حدّثنا جعفر حدّثنا أبو سينان القسملى حدّثنا جبلة بن أبيّ الأنصاريّ قال حدثتنا أم سليم الأنصارية. قالت : مرضت فعادني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «يا أم سليم أتعرفين النار ، والحديد ، وخبث الحديد؟» قلت : نعم يا رسول الله. قال : «فأبشرى يا أم سليم ، فإنك إن تخلصى من وجعك هذا تخلصين من الذنوب كما يخلص الحديد من خبثه» (١).

قال لي على بن المحسن : ولد أبو غانم محمّد بن يوسف الأزرق في سنة أربع عشرة وثلاثمائة.

وذكر أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن على الآبنوسي فيما قرأت بخطه : أن أبا غانم محمّد بن يوسف توفى بالأنبار في شعبان من سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.

١٨٦٠ ـ محمّد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن عبد الرّحمن ، أبو عبد الرّحمن القطّان الأعرج النّيسابوريّ (٢) :

قدم بغداد أيام أبي أحمد الفرضي ، فكتب عنه ، وعن شيوخ ذلك الوقت ، ودخل إلى البصرة ، فسمع بها من القاضي أبي عمر بن عبد الواحد ، ونحوه.

ثم خرج إلى مصر ، فسمع من أبي محمّد بن النحاس ، وجماعة معه. وسمع بدمشق من أبي محمّد بن نصر وغيره.

وعاد إلى بغداد فأقام بها مدة وخرج إلى نيسابور ، وكان قد سمع بها من الحاكم أبي عبد الله بن البيّع ، وعبد الرّحمن ويحيى ابني أبي إسحاق المزكى ، وأمثالهم.

ثم رحل إلى أصبهان ، فسمع من أبي بكر بن أبي على ، وأبى نعيم الحافظ.

وعاد إلى بغداد. فمكث بها ، وحدّث ، وكتبت عنه شيئا يسيرا.

وأدركته الوفاة ، فمات في يوم السبت الثالث والعشرين من ذى الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب وكان صدوقا ، له معرفة بالحديث ، وقد درس شيئا من فقه الشافعي ، وله مذهب مستقيم وطريقة جميلة.

* * *

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٦٧٢٦.

(٢) ١٨٦٠ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٤٤ في المطبوعة.

١٨١

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه يحيى

١٨٦١ ـ محمّد بن أبي محمّد اليزيدي ، واسم أبي محمّد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي ، وكنية محمّد : أبو عبد الله (١) :

وهو من أهل البصرة ، سكن بغداد ، وكان من أهل الأدب والعلم بالقرآن ، واللغة ، شاعرا مجيدا ، مدح الرشيد ، والمأمون ، والفضل بن سهل ، وغيرهم. ولم يزل فيما مضى له ببغداد عقب ، منهم عبيد الله بن محمّد راوي قراءة أبي عمرو بن العلاء عن عمه إبراهيم بن يحيى اليزيدي ، وعن أخيه أبي جعفر أحمد بن محمّد ، كليهما عن أبي محمّد يحيى بن المبارك ، وآخر من روى العلم من اليزيديين ببغداد محمّد بن العبّاس.

حدّثنا أبو على الحسن بن عبد الله بن محمّد المقرئ الصّفّار حدّثنا عمر بن محمّد ابن سيف الكاتب ـ بالبصرة ـ حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي حدّثنا عمى حدّثني أبو صالح بن محمّد بن يزداد حدّثني أبي. قال : كنت بباب المأمون فجاء محمّد بن أبي محمّد اليزيدي ، فاستأذن. فقال له الحاجب : إن أمير المؤمنين قد أخذ دواء وأمرنى أن أحجب الناس عنه ، قال : فأمرك أن لا تدخل إليه رقعة؟ قال : فدعا بدواة كانت مع غلامه وقرطاس وكتب إليه:

هديّتي التّحيّة للإمام

إمام العدل والملك الهمام

لأنّي لو بذلت له حياتي

وما أحوى لقلّا للإمام

أراك من الدّواء الله نفعا

وعافية تكون إلى تمام

وأعقبك السّلامة منه ربّ

يريك سلامة في كلّ عام

أتأذن في الدّخول بلا كلام

سوى تقبيل كفّك والسّلام؟

قال : فأدخل الرقعة وخرج مسرعا وأذن لي. فدخلت مسرعا فسلمت وخرجت وأتبعنى بألف دينار.

أخبرني على بن أيّوب القمي حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى قال : وجدت بخط أبي عبد الله اليزيدي عن عمه أبي جعفر أحمد بن محمّد لأبيه محمّد بن أبي محمّد :

__________________

(١) ١٨٦١ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٤٥ في المطبوعة.

١٨٢

الهوى أمر عجيب شأنه

تارة يأس ، وأحيانا رجا

ليس فيمن مات منه عجب

إنما يعجب ممن قد نجا

وقال أيضا :

كيف يطيق الناس وصف الهوى

وهو جليل ماله قدر؟

بل كيف يصفو لحليف الهوى

عيش وفيه البين والهجر

بلغني أن محمّد بن أبي محمّد اليزيدي خرج إلى مصر مع المعتصم فمات بها.

١٨٦٢ ـ محمّد بن يحيى بن أبي سمينة ، واسم أبي سمينة مهران ، وكنيته أبو جعفر التّمّار (١) :

سمع يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، وهشيما ، وعباد بن العوّام ، والمعافى بن عمران وسعيد بن عامر ، وغيرهم. روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاري ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وجعفر بن محمّد بن كزال ، وعبد الله بن محمّد ابن ناجية ، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص الثقفي ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصّوفيّ ، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصّوفيّ ، وأبو القاسم البغوي.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر حدّثنا عبد الله بن إسحاق البغوي حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدّثنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن أبي سمينة حدّثني أبو الفضل العبّاس بن الفضل بن عمر بن عامر عن مطر الورّاق عن أبي نضرة عن الحزامي عن على. قال : إن طلقها وهي حائض لم تعتد بتلك الحيضة. قال عبد الله : سمعت أبي يقول : هذا حديث غريب.

حدّثنا محمّد بن الفرج البزّاز وعلى بن المحسن المعدّل. قالا : حدّثنا عبد العزيز أبو جعفر الحرقى حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدّثنا محمّد بن أبي سمينة التّمّار حدّثنا سعيد بن عامر حدّثنا شعبة عن الأعمش عن ذكوان عن أبي هريرة. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تنصرف حتى تسمع صوتا أو تجد ريحا» (٢).

__________________

(١) ١٨٦٢ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٤٦ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٦٨٥ (٢٦ / ٦١٤). والجرح والتعديل ٨ / ت ٥٥٧. والكاشف ٣ / ت ٥٢٩٣. والعبر ١ / ٤٣٠. وتذهيب التهذيب ٤ / ورقة ٩. ونهاية السئول ، ورقة ٣٥٧. وتهذيب التهذيب ٩ / ٢١٠. وخلاصة الخزرجي ٢ / ت ٦٧٤٠.

(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

١٨٣

غريب من حديث شعبة عن سليمان الأعمش ، تفرد بروايته ابن أبي سمينة عن سعيد بن عامر عنه ، وهو محفوظ عن شعبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة.

حدّثنا محمّد بن على المقرئ قال : قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قال سمعت إبراهيم بن إسحاق الصواف يقول : حدّثنا محمّد بن يحيى بن أبي سمينة ـ وقد كانوا يغمزونه.

حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن هارون الخلّال حدّثنا أبو محمّد المروذى قال : قيل لأبى عبد الله : وهو أحمد بن حنبل ـ أيما أحب إليك ابن أبي سمينة ، أو محفوظ؟ ـ يعنى ابن أبي توبة ـ قال : لا ، ابن أبي سمينة قد كتب الحديث وكتب ، لو لا أن فيه تلك الخلة ـ يعنى الشرب.

أنبأنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي أخبرنا عمر بن محمّد بن على النّاقد حدّثنا أحمد بن الحسين بن إسحاق الصّوفيّ حدّثنا محمّد بن أبي سمينة التّمّار أبو جعفر ـ وكان ثقة.

حدّثنا محمّد بن الحسين القطّان حدّثنا جعفر بن محمّد الخلدى حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قال : سنة تسع وثلاثين ومائتين فيها مات محمّد بن يحيى بن أبي سمينة البغداديّ وكان لا يخضب.

حدّثنا أحمد بن أبي جعفر حدّثنا محمّد بن المظفر. قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي : مات محمّد بن أبي سمينة ببغداد سنة تسع وثلاثين ، وقد كتبت عنه.

١٨٦٣ ـ محمّد بن يحيى بن عبد الكريم بن نافع ، أبو عبد الله الأزديّ ، ويعرف بابن أبي حاتم (١) :

من أهل البصرة ، سكن بغداد ، وحدّث بها عن : يزيد بن هارون ، وعبد الله بن داود الخريبي ، وأبي عاصم النبيل ، وداود بن المحبر ، وخلف بن تميم ، وهريم بن عثمان. روى عنه : إبراهيم الحربي ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وأبو أحمد محمّد بن محمّد الشطويّ ، ومحمّد بن هارون الخضرمي ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، والحسين بن إسماعيل المحامليّ.

__________________

(١) ١٨٦٣ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٤٧ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٦٨٩ (٢٦ / ٦٣٣). وثقات ابن حبان ٩ / ١٢١. وتسمية شيوخ أبي ـ

١٨٤

حدّثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدي ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن يحيى الأزديّ ، حدّثنا ابن داود ـ يعنى عبد الله بن داود ـ قال : سمعت هشام بن عروة عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب» (١).

حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عمر البجلي قال : قال لنا أبو الحسن الدّارقطنيّ : محمّد بن يحيى بن عبد الكريم الأزديّ ، بصري سكن بغداد.

حدّثني بن أبي طالب عن الدّارقطنيّ. قال : محمّد بن يحيى الأزديّ بصري ثقة.

حدّثنا أبو القاسم الأزهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال : قال لنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الكندي : ومات محمّد بن يحيى الأزديّ سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

١٨٦٤ ـ محمّد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب ، أبو عبد الله النّيسابوريّ الذهلي مولاهم (٢) :

سمع عبد الرّحمن بن مهدي ، ومحمّد بن بكر البرساني ، وعبيد الله بن موسى ، ويعلى ، ومحمّدا ابني عبيد ، وروح بن عبادة ، وأبا النّضر هاشم بن القاسم ، وأسود بن عامر ، وسليمان بن داود الهاشمي ، ومحمّد بن عمر الواقديّ ، وعفّان بن مسلم ، وعبد الرّزّاق بن مسلم ، وعبد الرّزّاق بن همّام ، وسلم بن قتيبة ، ويزيد بن هارون ، وغيرهم من أهل العراق ، والحجاز ، والشام ، ومصر ، والجزيرة.

__________________

ـ داود ، الورقة ٩٣. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٩٩٧. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٢٩٦. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٠. وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥١١. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٨٣ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). ونهاية السئول ، الورقة ٣٥٧. وتهذيب التهذيب ٩ / ٥١٧. والتقريب ٢ / ٢١٧. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٦٧٤٤.

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٢٢٢. وصحيح مسلم ، كتاب الرضاع ٢ ، ٩ ، ١٢ ، ١٣.

(٢) ١٨٦٤ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٤٨ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٦٨٦ (٢٦ / ٦١٧). والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٥٦١. وثقات ابن حبان ٩ / ١١٥. وموضح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ٣٣٧. ورجال البخاري للباجي ٢ / ٦٨٨. وتسمية شيوخ أبي داود ، الورقة ٩٣. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٤٦٥. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٩٩٥. والكامل في التاريخ ٧ / ٢٥٨. وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٢٧٣. وتذكرة الحفاظ ٢ / ٣٠. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٢٩٤. والعبر ١ / ٤٣٧ ، و ٢ / ١٧ ، ٢٠١ ، ٢٠٥ ، ٢٤٢ ، ـ

١٨٥

وكان أحد الأئمة العارفين (١) ، والحفاظ المتقنين ، والثقات المأمونين ، صنف حديث الزّهريّ وحده ، وقدم بغداد ، وجالس شيوخها وحدّث بها ، وكان أحمد بن حنبل يثني عليه وينشر فضله ، وقد حدّث عنه جماعة من الكبراء ، كسعيد بن أبي مريم المصري ، وأبي صالح كاتب اللّيث بن سعد ، وعبد الله بن محمّد بن [علي بن] نفيل [النّفيليّ] (٢) ، وسعيد بن منصور ، ومحمود بن غيلان ، ومحمّد بن المثنّى ، ومحمّد ابن إسماعيل الصغاني ، ويعقوب بن شيبة السّدوسيّ ، وعبّاس بن محمّد الدّوريّ ، وأبي داود السّجستانيّ ، ومن بعدهم.

حدّثنا أبو منصور علي بن محمّد بن الحسين الدّقّاق ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس ، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوريّ ، حدّثنا محمّد بن يحيى قال : حدّثنا سلم بن قتيبة ، عن عبد الله بن المثنّى ، عن ثمامة بن عبد الله ، عن أنس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعيد الكلمة ثلاثا لتعقل عنه (٣).

قال أبو بكر : حدّثنا العبّاس بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن يحيى فذكر هذا الحديث.

حدّثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي ، أنبأنا أبو محمّد حاجب بن أحمد الطوسي ، حدّثنا محمّد بن يحيى الذهلي ، حدّثنا علي بن عبد الله ، حدّثنا سفيان ، حدّثنا يحيى بن سعيد ، عن أبي بكر بن محمّد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن ، عن أبي هريرة قال : سجدنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) قال أبو عبد الله محمّد بن يحيى : لا أعلم روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد غير ابن عيينة ، وهو وهم ، إنما روى الناس عن يحيى في هذا الإسناد حديث الإفلاس.

حدّثنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرني محمّد بن عبد الله الضّبّيّ في كتابه قال : سمعت

__________________

ـ ٢٦٥. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٨٣ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). وشرح علل الترمذي لابن رجب ١٠٦. ونهاية السئول ، الورقة ٣٥٧. وتهذيب التهذيب ٩ / ٥١١ ـ ٥١٦. والتقريب ٢ / ٢١٧. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٦٧٤١. وشذرات الذهب ٢ / ١٣٨. والمنتظم لابن الجوزي ١٢ / ١٤٧ ـ ١٤٨.

(١) في المطبوعة : «الأئمة العراقيين» تحريف.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) انظر الخبر في : سنن الترمذي ٣٦٤٠. وفتح الباري ٢ / ١٩٧.

١٨٦

يحيى بن منصور القاضي يقول : سمعت خالي عبد الله بن علي بن الجارود يقول : سمعت محمّد بن سهل بن عسكر يقول : كنا عند أحمد بن حنبل فدخل محمّد بن يحيى ـ يعني الذهلي ـ فقام إليه أحمد ، وتعجب منه الناس ، ثم قال لبنيه وأصحابه : اذهبوا إلى أبي عبد الله واكتبوا عنه (١).

حدّثنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا دعلج بن أحمد ، حدّثنا أبو محمّد بن الجارود ، حدّثني أبو عامر النّسائيّ الحافظ قال : سمعت محمّد بن داود المصيصي يقول : كنا عند أحمد بن حنبل ـ وهم يذكرون الحديث ، فذكر محمّد بن يحيى النّيسابوريّ حديثا فيه ضعف ، فقال له أحمد بن حنبل : لا تذكر مثل هذا الحديث! فكأن محمّد بن يحيى دخله خجلة ، فقال له أحمد : إنما قلت هذا إجلالا يا أبا عبد الله (٢).

وأنبأنا ابن رزق ، حدّثنا دعلج ، حدّثنا أبو محمّد بن الجارود قال : سمعت أبا عبد الرّحمن محمّد بن أحمد بن الجرّاح الجوزجاني يقول : دخلت على أحمد بن حنبل فقال لي : تريد البصرة؟ قلت : نعم! قال : فإذا أتيتها فالزم محمّد بن يحيى فليكن سماعك معه ، فإنى ما رأيت خراسانيا ـ أو قال : ما رأيت أحدا ـ أعلم بحديث الزّهريّ منه ، ولا أصح كتابا منه (٣).

أخبرني حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل ـ قال حمزة : أخبرنا ، وقال أحمد : حدّثنا ـ علي بن عمر الحافظ قال : سمعت أبا بكر النيسابوري يقول : سمعت إبراهيم بن هانئ يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ـ وذكر حديثا من حديث الزّهريّ ـ فقال : ما قدم علينا رجل أعلم بحديث الزّهريّ من محمّد بن يحيى. زاد أحمد قال : قال لنا علي بن عمر : قال لنا أبو بكر النّيسابوريّ : وهو عندي إمام في الحديث (٤).

أخبرني حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا علي بن عمر الحافظ قال : سمعت أبا بكر النّيسابوريّ يقول : سمعت محمّد بن يحيى يقول : قال لي علي بن المدينيّ : أنت وارث الزّهريّ.

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٢٣.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٢٣.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٢٣.

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٢٤.

١٨٧

حدّثنا محمّد بن علي المقرئ قال : قرأنا على الحسين بن هارون الضّبّيّ ، عن أبي العبّاس بن سعيد قال حدّثني أحمد بن محمود بن مقاتل الهرويّ أبو الحسن قال : سمعت رجلا قال لمحمّد بن يحيى : جودت في الزّهريّ؟ فقال : وأي شيء لم أجود؟.

حدثت عن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي قال : سمعت أبا العبّاس الدغولي يقول : سمعت صالحا جزرة يقول : لما خرجت من الري قلت لفضلك : عمن أكتب بنيسابور؟ قال : إذا قدمت نيسابور فانظر إلى شيخ بهي حسن الوجه ، حسن الثياب ، راكبا حمارا ، وهو محمّد بن يحيى فاكتب عنه ، فإنه من قرنه إلى قدمه فائدة. قال : فلما قدمت نيسابور استقبلني محمّد بن يحيى فعرفته بهذه الصفة ، فذهبت معه وانتخبت عليه مجلسا ، وقرأته عليه ، فلما فرغت قلت له : أفادنى الفضل بن العبّاس الرّازيّ حديثا عنك عند الوداع لأسمعه من الشيخ. فقال : هات ، فقلت : حدثكم سعيد بن عامر ، حدّثنا شعبة عن عبد الله بن صبيح ، عن محمّد بن سيرين ، عن أنس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «هذا خالي فليرني امرؤ خاله» (١) فقال محمّد بن يحيى : من ينتخب مثل هذا الانتخاب ويقرأ مثل هذه القراءة يعلم أن سعيد بن عامر لا يحدّث بمثل هذا الحديث؟ فقال صالح : نعم ، حدثكم سعيد بن واصل (٢).

قلت : قصد صالح امتحان محمّد بن يحيى في هذا الحديث لينظر أيقبل التلقين أم لا ، فوجده ضابطا لروايته ، حافظا لأحاديثه ، محترزا من الوهم ، بصيرا بالعلم (٣).

حدّثنا محمّد بن على الصّوريّ حدّثنا أحمد بن الحسن الرّازيّ قال : سمعت عبد الله بن عدي يقول : سمعت الحسين بن الحسن بن سفيان الفارسي ببخارى يقول : سمعت عبد الله بن عبد الوهّاب الخوارزمي يقول : سألت أحمد بن حنبل : عن محمّد ابن يحيى ، ومحمّد بن رافع. فقال : محمّد بن يحيى أحفظ ، ومحمّد بن رافع أورع (٤).

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال : سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ ـ وسأله أبو عمر الأصبهاني : عن محمّد بن يحيى ، وعبّاس بن عبد العظيم العنبريّ أيهما أحفظ؟ ـ فقال أبو على : عبّاس بن عبد العظيم

__________________

(١) ٨ في الأصل والمطبوعة : «فليبر» والتصحيح من تهذيب الكمال.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٢٦.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٢٧.

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٢٤.

١٨٨

حافظ إلا أن محمّد بن يحيى أجل ، حدثوني عن فضلك الرّازيّ أنه قال : حدّثني من لم يخطئ في حديث قط ـ محمّد بن يحيى الذهلي النّيسابوريّ. وقال علي بن المدينيّ : كفى محمّد بن يحيى جمع حديث الزّهريّ (١).

حدّثنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري قال : سمعت العلاء بن محمّد الروياني ، ومحمّد بن الحسين الرّازيّ يقولان : سمعنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم يقول : سمعت أبي يقول : محمّد بن يحيى الذهلي إمام أهل زمانه (٢).

أخبرني محمّد بن أبي الحسن ، حدّثنا عبيد الله بن القاسم الهمذاني بأطرابلس ، حدّثنا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي بمصر ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النّسائيّ ـ إملاء ـ قال : محمّد بن يحيى بن عبد الله النّيسابوريّ ثقة مأمون (٣).

حدّثنا محمّد بن على المقرئ قال : قرأنا على الحسين بن هارون ، عن ابن سعيد قال : سمعت عبد الرّحمن بن يوسف ـ يعنى ابن حراش ـ يقول : كان محمّد بن يحيى من أئمة العلم (٤).

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا عبد الله بن سليمان ، حدّثنا محمّد بن يحيى النيسابوري ـ وكان أمير المؤمنين في الحديث.

حدّثنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا دعلج بن أحمد قال : سمعت أحمد بن محمّد الأزهرى يقول : لمحمّد بن يحيى ثماني عشرة رحلة إلى البصرة ، وله رحلتان إلى اليمن (٥).

حدّثنا هنّاد بن إبراهيم النسفي ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ـ ببخارى ـ.

حدّثنا محمّد بن عبد الله بن يوسف الشّافعيّ قال : سمعت الحسين بن الحسن بن سفيان ـ يعنى النسوي ـ يقول : سمعت محمّد بن يحيى الذهلي يقول : لو لم أبدأ

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٢٥ عن ابن معين.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٢٨.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٢٨.

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٢٨.

(٥) ١٦ ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٢٩.

١٨٩

بالبصرة لم يفتني حسين الجعفيّ ، وأبو أسامة ، وشبابة ، ولما دخلت البصرة استقبلتني جنازة يحيى بن سعيد القطّان على باب البصرة (١).

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا محمّد بن نعيم قال : سمعت أبا علي محمّد بن أحمد بن زيد المعدّل يقول : سمعت أبا زكريا يحيى بن محمّد بن يحيى يقول : دخلت على أبي في الصيف الصائف وقت القائلة ، وهو في بيت كتبه وبين يديه السّرّاج ، وهو يصنف. فقلت : يا أبة ، هذا وقت الصلاة ، ودخان هذا السراج بالنهار ، فلو نفست عن نفسك؟ فقال لي : يا بني تقول هذا وأنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأصحابه ، والتابعين؟ (٢).

قال ابن نعيم : أخبرني أبو محمّد بن زياد المعدّل حدّثنا أبو العبّاس الأزهرى قال : سمعت خادمة محمّد بن يحيى ـ وهو يغسل على السّرير ـ تقول : خدمت أبا عبد الله ثلاثين سنة ، وكنت أضع له الماء ، فما رأيت ساقه قط ، وأنا ملك له.

حدّثنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن علي بن زياد النيسابوري ، حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن الشرقي الحافظ قال : سمعت أبا عمرو الخفاف ـ غير مرة ـ يقول : رأيت محمّد بن يحيى الذهلي في النوم فقلت : يا أبا عبد الله ، ما فعل بك ربك؟ قال : غفر لي. قلت : فما فعل علمك؟ قال : كتب بماء الذهب ، ورفع في عليين (٣).

أنبأنا السّمسار حدّثنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع : أن محمّد بن يحيى النيسابوري مات في سنة اثنتين وخمسين ومائتين (٤).

قال ابن قانع : وقيل سنة ست وخمسين.

أخبرني الحسين بن علي الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : سمعت عبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوريّ يقول : مات محمّد بن يحيى النّيسابوريّ سنة سبع وخمسين ومائتين (٥).

__________________

(١) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٢٩.

(٢) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٢٧ ـ ٦٢٨.

(٣) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٣١.

(٤) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٣٠.

(٥) ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٣٠.

١٩٠

قلت : وبلغني أن وفاته كانت في أحد الربيعين من السنة ، وقد بلغ ستّا وثمانين سنة ، وكل هذه الأقوال وهم.

والصواب : ما أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ ، عن محمّد بن نعيم قال : سمعت عبد الله بن أحمد الشّيبانيّ يقول : سمعت أبا حامد الشرقي يقول : مات محمّد بن يحيى الذهلي سنة ثمان وخمسين ومائتين (١).

١٨٦٥ ـ محمّد بن يحيى بن عمر الواسطيّ (٢) :

ذكر عبد الرّحمن بن أبي حاتم أنه نزل بغداد وحدّث بها عن يزيد بن هارون ، ومحمّد بن بشير الدعاء ، ومحمّد بن الحسين البرجلانى ، وقال : كتبت عنه مع أبي وكان رجلا صالحا صدوقا في الحديث. سئل أبي عنه فقال : ثقة.

حدّثنا القاضي أبو سعد أحمد بن على بن القاسم بن العبّاس بن الفضل بن شاذان الراوي ـ بها ـ حدّثنا أبي حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم حدّثنا محمّد بن يحيى ابن عمر الواسطيّ حدّثنا محمّد بن الحسين البرجلاني حدّثنا موسى بن هلال حدّثنا صالح بن عمران البكري قال سمعت يزيد الرقاشي يقول : بلغني أن الميت إذا وضع في قبره احتوشته أعماله ، ثم أنطقها الله فقالت : أيها المتفرد في حفرته انقطع عنك الأخلاء والأهلون ، فلا أنيس لك اليوم غيرنا. قال ثم يبكى يزيد ويقول : فطوبى لمن كان أنيسه صالحا ، والويل لمن كان أنيسه عليه وبالا.

١٨٦٦ ـ محمّد بن يحيى بن هابيل ، أبو جعفر : (٣)

أظنه سكن بخارى أو بعض نواحيها ، وحدّث عن معاوية بن عمرو.

أخبرني بحديثه أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ـ ببخارى ـ حدّثنا أبو العبّاس جعفر بن محمّد بن المكي حدّثنا أبي حدّثنا إسحاق بن إسماعيل بن يعقوب حدّثنا أبو جعفر محمّد بن يحيى ابن هابيل البغداديّ حدّثنا معاوية بن عمرو حدّثنا زائدة عن الأعمش عن شعبة عن قتادة عن أنس. أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «رب ذى طمرين لا يؤبه به ، لو أقسم على الله لأبره» (٤).

__________________

(١) ٢٢ ـ انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦٣٠.

(٢) ١٨٦٥ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٤٩ في المطبوعة.

(٣) ١٨٦٦ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٥٠ في المطبوعة.

(٤) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

١٩١

١٨٦٧ ـ محمّد بن يحيى بن الحسين ، أبو نصر الدهقان (١) :

خراساني حدّث ببغداد عن عبيد الله بن خبيق الأنطاكى. روى عنه محمّد بن مخلد الدوري.

١٨٦٨ ـ محمّد بن يحيى بن زكريا ، أبو عبد الله المقرئ ، يعرف بالكسائي الصغير (٢) :

سمع خلف بن هشام البزّاز ، وعلى بن المغيرة الأثرم ، وأبا مسحل صاحب الكسائي ، وأبا الحارث اللّيث بن خالد. روى عنه أبو بكر بن مجاهد ، وأبو على أحمد بن الحسن المعروف بدبيس ، وغيرهما.

أخبرني محمّد بن جعفر بن علّان حدّثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر الخلّال حدّثنا أبو على أحمد بن الحسن المقرئ حدّثنا محمّد بن يحيى الكسائي المقرئ حدّثنا اللّيث ابن خالد أبو الحارث حدّثني أبو محمّد يحيى بن المبارك اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء عن الحسن عن أمه عن أم سلمة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ).

١٨٦٩ ـ محمّد بن يحيى بن عبد الرزاق ، أبو العبّاس البخاريّ (٣) :

سكن بغداد وحدّث بها عن على بن الجعد ، ومحمّد بن عبيد بن عقيل ، وعبد الله ابن عون الخرّاز ، ومحرز بن عون ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، وداود بن رشيد ، وأبى خيثمة.

زهير بن حرب. روى عنه أحمد بن محمّد الجوهري ، وأبو بكر الشافعي ، وأحمد ابن محمّد بن الصّبّاح الكبشى.

ورواياته مستقيمة. وكان حيّا في سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

حدّثنا على بن أحمد الرزاز حدّثنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم حدّثنا محمّد بن يحيى بن عبد الرزاق البخاري حدّثنا على بن الجعد حدّثنا مقاتل بن سليمان عن محمّد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : «إن في القرآن تسعة وتسعين اسما ، من أحصاها كلها دخل الجنة» (٤).

__________________

(١) ١٨٦٧ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٥١ في المطبوعة.

(٢) ١٨٦٨ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٥٢ في المطبوعة.

(٣) ١٨٦٩ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٥٣ في المطبوعة.

(٤) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

١٩٢

١٨٧٠ ـ محمّد بن يحيى بن ناصح (١) :

من أهل سر من رأى. حدّث عن عفّان بن مسلم روى عنه أبو القاسم الطبرانيّ.

حدّثنا محمّد بن عبد الله بن شهريار الأصبهانى حدّثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبرانيّ حدّثنا محمّد بن يحيى بن ناصح بسر مرى حدّثنا عفّان بن مسلم حدّثنا سعيد بن زيد قال سمعت أبا سليمان القصرى يحدّث عن عقبة بن صهبان قال حدّثنا أبو بكرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يحمل الناس يوم القيامة على الصراط ، فتتقادع بهم جنبتا الصراط تقادع الفراش في النار فينجى الله برحمته من يشاء ، ثم يؤذن للملائكة ، والنبيين ، والشهداء ويشفعون ، ويخرج الله من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان» (٢).

قال سليمان : لا يروى عن أبي بكرة إلا بهذا الإسناد.

١٨٧١ ـ محمّد بن يحيى بن سليمان بن زيد بن زياد ، أبو بكر (٣) :

مروزي الأصل. حدّث عن عاصم بن علي ، وكان مكثرا عنه ، وعن خلف بن هشام البزّاز ، وبشر بن الوليد ، وسعيد بن سليمان الواسطيّ ، وعثمان بن أبي شيبة ، وأبى عبيد القاسم بن سلّام ، ونحوهم. روى عنه أحمد بن سلمان النّجّاد ، وإسماعيل ابن علي الخطبي ، وأبو بكر الشافعي ، وحبيب بن الحسن القزّاز ، ومحمّد بن علي بن قريش البزّار ، ومخلد بن جعفر الدّقّاق ، والحسين بن محمّد بن عبيد العسكريّ.

وكان ثقة. وذكره الدّارقطنيّ فقال : صدوق (٤).

حدّثنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ، قال : وأبو بكر محمّد بن يحيى بن سليمان المروزيّ الورّاق ، كان عنده بعض كتاب الطهارة عن أبي عبيد القاسم بن سلّام ، مات بالجانب الغربي من مدينتنا في درب الخناقين (٥) من باب الشام (٦).

__________________

(١) ١٨٧٠ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٥٤ في المطبوعة.

(٢) انظر الخبر في : صحيح البخاري ٣ / ٤٢٤.

(٣) ١٨٧١ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٥٥ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٦٨٤ (٢٦ / ٦١٢). والسابق واللاحق ٣٤٢. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٢٩٢. وتهذيب التهذيب ٤ / الورقة ٩. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٣١٧ (أوقاف ٥٨٨٢) ونهاية السئول ، الورقة ٣٥٧. وتذهيب التهذيب ٩ / ٥١٠. والتقريب ٢ / ٢١٧. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٦٧٣٩. وشذرات الذهب ٢ / ٢٣١. وسؤالات الحاكم للدارقطني ١٨٣.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦١٣.

(٥) في المطبوعة : «درب الحباقين» تحريف.

(٦) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦١٣ ـ ٦١٤.

١٩٣

حدّثنا محمّد بن أحمد بن رزق بن إسماعيل بن علي الخطبي قال : مات أبو بكر المروزيّ محمّد بن يحيى بن سليمان في شوال سنة ثمان وتسعين ومائتين (١).

١٨٧٢ ـ محمّد بن يحيى ، أبو سعيد ، يعرف بحامل كفنه : (٢)

سكن دمشق وحدّث بها عن أبي بكر ، وعثمان ابني أبي شيبة ، وعقبة بن مكرم العمى. وإبراهيم بن سعد الجوهري ، وسلمة بن شبيب ، وأحمد بن منيع ، ومحمّد بن عمرو بن أبي مذعور ، وعبيد بن محمّد الورّاق ، ومحمّد بن عبد الملك بن زنجويه. روى عنه أبو بكر النّقّاش المقرئ ، وأبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة الدمشقي ، وغيرهما.

حدّثنا على بن أحمد الرّزّاز حدّثنا محمّد بن الحسن بن زياد النّقّاش ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن يحيى البغداديّ أبو سعيد المعروف بحامل كفنه ـ بدمشق ـ حدّثنا عبيد بن محمّد الورّاق. قال : كان بالرملية رجل يقال له عمّار ، وكانوا يقولون إنه من الأبدال. فاشتكى البطن ، فذهبت ـ أعوده ـ وقد بلغني عنه رؤيا رآها فقلت له : رؤيا حكوها عنك؟ فقال لي : نعم! رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم فقلت : يا رسول الله ادع لي بالمغفرة ، فدعا لي. ثم رأيت الخضر بعد ذلك فقلت : ما تقول في القرآن؟ فقال : كلام الله وليس بمخلوق. فقلت : ما تقول في النبيذ؟ قال : أنهى الناس عنه. فقلت : هو ذا أنهاهم وليس ينتهون! فقال : من قبل فقد قبل ومن لم يقبل فدعه. قلت ما تقول في بشر بن الحارث؟ قال : مات بشر يوم مات وما على ظهر الأرض أحد أتقى لله منه. قلت : فأحمد بن حنبل؟ فقال لي : صديق. فقلت له : فحسين الكرابيسي ، فغلظ في أمره. فقلت : فما تقول في خالتي؟ فقال : لي تمرض وتعيش سبعة أيام ثم تموت فلما أن ماتت قلت حقت الرؤيا ، فلما كان بعد رأيته فقلت له : كيف صار مثلك يجيء إلى مثلي؟ فقال لي : ببرك والديك ، وإقالتك العثرات.

بلغني أن المعروف بحامل كفنه توفى وغسل وكفن وصلى عليه ودفن فلما كان في الليل جاء نباش فنبش عنه ، فلما حل أكفانه ليأخذها استوى قاعدا فخرج النباش هاربا منه ، فقام فحمل كفنه وخرج من القبر وجاء إلى منزله وأهله يبكون فدق

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٦١٤.

(٢) ١٨٧٢ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٥٦ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٣٠ ـ ١٣١.

١٩٤

الباب عليهم ، فقالوا : من أنت؟ فقال أنا فلان. فقالوا له لا يحل لك أن تزيدنا على ما بنا. فقال : يا قوم افتحوا لي فأنا والله فلان فعرفوا صوته ، ففتحوا له الباب ، وعاد حزنهم فرحا! وسمى من يومئذ حامل كفنه ، ومثل هذا سعير بن الخمس الكوفيّ ، فانه لما دلى في حفرته اضطرب فحلت عنه الأكفان ، فقام فرجع إلى منزله ، وولد له بعد ذلك ابنه مالك بن سعير!!.

بلغني أن محمّد بن يحيى حامل كفنه مات في سنة تسع وتسعين ومائتين.

١٨٧٣ ـ محمّد بن يحيى بن مسلم ، أبو سهل صاحب الأصوات (١) :

سمع سفيان بن وكيع بن الجرّاح. روى عنه محمّد بن مخلد الدوري.

١٨٧٤ ـ محمّد بن يحيى بن خالد ، أبو يحيى المروزيّ المعروف بالشعراني (٢) :

قدم بغداد ، وحدّث بها عن إسحاق بن راهويه ، ومحمّد بن رافع النّيسابوريّ ، وأبي جعفر أحمد بن الحسن الكندي. روى عنه : ابن مخلد أيضا ، وأحمد بن كامل ، وعبد الباقي بن قانع.

حدّثنا الحسن بن أبي بكر ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع القاضي ، حدّثنا أبو يحيى محمّد بن يحيى بن خالد المروزيّ الشعراني ، حدّثنا محمّد بن رافع ، حدّثنا مصعب ابن المقدام ، حدّثنا داود الطّائيّ عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : «لكل نبى دعوة مستجابة ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي» (٣).

١٨٧٥ ـ محمّد بن يحيى ، أبو سهل الدّينوريّ (٤) :

قدم بغداد وحدّث بها عن الحسين بن عبد الله بن حمران. روى عنه حبيب بن الحسن القزّاز.

حدّثنا أبو نعيم الحافظ قال : حدّثنا حبيب بن الحسن بن داود القزّاز حدّثنا محمّد ابن يحيى أبو سهل الدينوري حدّثنا الحسين بن عبد الله بن حمران حدّثنا عصمة بن

__________________

(١) ١٨٧٣ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٥٧ في المطبوعة.

(٢) ١٨٧٤ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٥٨ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٦٨٨ (٢٦ / ٦٣٣). وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٩٧ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). ونهاية السئول ، الورقة ٣٥٧. وتهذيب التهذيب ٩ / ٥١٦.

(٣) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الإيمان باب ١. وفتح الباري ١١ / ٩٦.

(٤) ١٨٧٥ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٥٩ في المطبوعة.

١٩٥

محمّد حدّثنا موسى بن عقبة عن أبي صالح عن أنس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : «جاءني جبريل وفي كفه كالمرآة البيضاء ، في وسطها كالنكتة السوداء ، فقلت : ما هذه؟ فقال هذه الجمعة» (١). وذكر الحديث.

١٨٧٦ ـ محمّد بن يحيى ، أبو بكر الواسطيّ البزّاز (٢) :

سكن بغداد وحدّث بها عن سلمة بن شبيب ، روى عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقيّ.

حدّثنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، حدّثنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الخرقيّ حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الواسطيّ البزّاز ـ في البزّازين سنة خمس وثلاثمائة ـ حدّثنا سلمة بن شبيب حدّثنا الحسن بن محمّد بن أعين حدّثنا معقل بن عبيد الله حدّثنا أبو الزّبير عن جابر. قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «استكثروا من النعال فان الرجل لا يزال راكبا ما انتعل» (٣).

١٨٧٧ ـ محمّد بن يحيى الأشناني (٤) :

أحد المجهولين. حدّث عن يحيى بن معين. روى عنه سعيد بن أحمد بن عثمان الأنماطى حديثا منكرا.

نحن نذكره بعد في ترجمة سعيد من باب السين ، إن شاء الله.

١٨٧٨ ـ محمّد بن يحيى ، أبو بكر الحفّار (٥) :

حدّث عن سعيد بن يحيى الأموى. روى عنه أبو العبّاس السقطي ، ختن الصرصرى.

حدّثنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن يوسف السقطي حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الحفّار حدّثنا سعيد بن يحيى الأموى حدّثني أبي عن ابن جريج عن عطاء قال : لما أسرى بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى السماء السابعة ، قال له جبريل : رويدا رويدا فإن ربك يصلى ، قال : «وهو يصلى؟»! قال نعم. قال : «وما يقول؟» قال يقول : سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، سبقت رحمتي غضبى (٦).

__________________

(١) انظر الحديث في : تاريخ أصبهان ٣ / ٤.

(٢) ١٨٧٦ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٦٠ في المطبوعة.

(٣) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب اللباس ٦٦. ومسند أحمد ٣ / ٣٣٧.

(٤) ١٨٧٧ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٦١ في المطبوعة.

(٥) ١٨٧٨ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٦٢ في المطبوعة.

(٦) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

١٩٦

١٨٧٩ ـ محمّد بن يحيى بن الحسين ، أبو بكر العمّي (١) :

بصرى الأصل. حدّث عن عبيد الله بن محمّد بن عائشة ، وأبي مالك كثير بن يحيى ، وسليمان بن داود الشاذكوني ، روى عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقيّ ، وأبو حفص بن الزيّات ، ومحمّد بن المظفر ، وغيرهم.

حدّثنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر حدّثنا محمّد بن العبّاس قال قرئ على ابن المنادى وأنا أسمع. قال : والعمى كانت له قصة من أجل إسرافه على نفسه في التزيد ، فاستخفى حياة أخى ثم ظهر بعد موته ، ثم مات على المعهود منه قبل ذلك.

حدّثني على بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : سألت أبا الحسن على بن عمر الحافظ عن محمّد بن يحيى بن الحسين العمى. فقال : ثقة.

سألت أبا بكر البرقاني عن محمّد بن يحيى العمى فقال : أمرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ أن نخرج أحاديثه في الصحيح ، وقال : ليس به بأس.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر. وأنبأنا السّمسار حدّثنا الصّفّار حدّثنا ابن قانع : أن العمى مات في سنة سبع وثلاثمائة. زاد ابن قانع : في المحرم.

١٨٨٠ ـ (٢) محمّد بن يحيى بن هارون ، أبو جعفر الإسكافي (٣) :

حدّث عن إسحاق بن شاهين الواسطيّ ، وعبدة بن عبد الله الصّفّار. روى عنه أبو الحسن الدّارقطنيّ ، والمعافى بن زكريا الجريري. وذكر الدّارقطنيّ أنه سمع منه بإسكاف.

أخبرني أبو القاسم الأزهرى حدّثنا على بن عمر الحافظ حدّثنا أبو جعفر محمّد ابن يحيى بن هارون الإسكافى ـ ثقة مأمون ـ حدّثنا عبدة بن عبد الله الصّفّار حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث أنبأنا عبد الرّحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن ابن عمران أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : «الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم ـ أربع مرات ـ يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم» (٤).

__________________

(١) ١٨٧٩ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٦٣ في المطبوعة.

انظر : سؤالات حمزة السهمي للدارقطني ، رقم ٧.

(٢) ١٨٨٠ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٦٤ في المطبوعة.

(٣) الإسكافي : هذه النسبة إلى إسكاف ، وهي ناحية بغداد على صوب النهروان ، وهي من سواد العراق (الأنساب ١ / ٢٤٥).

(٤) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٤ / ١٨١ ، ١٨٤ ، ٦ / ٩٥. ومسند أحمد ٢ / ٩٦.

١٩٧

١٨٨١ ـ محمّد بن يحيى بن محمّد بن مرداس بن عبد الله بن دينار ، أبو جعفر الطّيّب (١) :

حدّث عن الحسن بن عرفة ، وأبى داود السّجستانيّ ، وإبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس الكوفيّ ، وأبى الأحوص محمّد بن الهيثم القاضي ، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي. روى عنه الدّارقطنيّ ، وأبو حفص بن شاهين ، وعمر بن إبراهيم الكتاني ، وعبد الله بن عثمان الصّفّار ، وكان ثقة.

١٨٨٢ ـ محمّد بن يحيى بن عبد الله بن العبّاس بن محمّد بن صول ، أبو بكر المعروف بالصولي (٢) :

كان أحد العلماء بفنون الآداب ، حسن المعرفة بأخبار الملوك وأيام الخلفاء ، ومآثر الأشراف وطبقات الشعراء.

وحدّث عن أبي داود السّجستانيّ ، وأبوى العبّاس ثعلب والمبرد ، وأبى العيناء محمّد بن القاسم ، وأبى العبّاس الكديمي وأبى عبد الله محمّد بن زكريا الغلابي ، وأبى رويق عبد الرّحمن بن خلف الضبي وإبراهيم بن فهد الساجي ، وعبّاس بن الفضل الأسفاطى ، وأحمد بن عبد الرّحمن الهجري ، ومعاذ بن المثنّى العنبريّ ، وغيرهم.

وكان واسع الرواية ، حسن الحفظ للآداب ، حاذقا بتصنيف الكتب ووضع الأشياء منها مواضعها ، ونادم عدة من الخلفاء ، وصنف أخبارهم وسيرهم ، وجمع أشعارهم ، ودون أخبار من تقدم وتأخر من الشعراء ، والوزراء ، والكتاب ، والرؤساء ، وكان حسن الاعتقاد جميل الطريقة ، مقبول القول. وله أبوة حسنة ، فإن جده صول وأهله كانوا ملوك جرجان ، ثم رأس أولاده بعده في الكتبة وتقلد الأعمال السلطانية. ولأبى بكر الصولي شعر كثير في المدح والغزل وغير ذلك.

روى عنه أبو عمر بن حيويه ، وأبو بكر بن شاذان ، وأبو الحسن الدّارقطنيّ ، وأبو عبيد الله المرزباني ، وأبو الحسن بن الجندي ، وأبو أحمد بن الدهان ، وعبيد الله بن عثمان بن يحيى ، وأبو أحمد الفرضي ، وغيرهم.

__________________

(١) ١٨٨١ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٦٥ في المطبوعة.

(٢) ١٨٨٢ ـ هذه الترجمة برقم ١٥٦٦ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٦٨ ـ ٧٠.

١٩٨

وحدّثنا عنه الحسين بن الحسن الغضارى ، وعلى بن القاسم النّجّاد البصريّ ، والحسين بن الحسن الجواليقي ، وعبّاس بن عمر الكلوذانيّ.

حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمّد بن القاسم المخزومي حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العبّاس الصولي ـ في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ـ حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث حدّثنا أحمد بن محمّد بن حنبل حدّثنا يحيى بن عبد الملك حدّثنا ابن جريج عن عطاء عن جابر. قال : كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال الناس : إنما انكسفت لموت إبراهيم ، فقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصلى ست ركعات في أربع سجدات ، كبر ثم قرأ فأطال القراءة ، ثم ركع نحوا مما قام ، ثم رفع رأسه فقرأ القراءة دون القراءة الأولى ، ثم ركع نحو ذلك ، ثم قام ، ثم رفع رأسه ، فقر الثالثة دون القراءة الثانية ، ثم ركع نحوا مما قام ، ثم رفع رأسه وانحدر للسجود ، فسجد سجدتين ، ثم قام فركع ثلاث ركعات قبل أن يسجد ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول منها ، إلا أن يكون ركوعه نحوا من قيامه ، ثم تأخر في صلاته فتأخرت الصفوف معه ، ثم تقدم فقام في مقامه وتقدمت الصفوف معه ، فقضى الصلاة وقد طلعت الشمس. فقال : «يا أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينكسفان لموت بشر ، فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلي» (١).

كذا روى لنا هذا الحديث أبو عبد الله المخزومي عن الصولي عن أبي داود ، وهو وهم ، إنما رواه أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد القطّان عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء ، أورده أحمد في المسند كذلك ، ورواه أبو داود عنه في السنن كذلك.

حدّثناه القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال حدّثنا محمّد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي حدّثنا أبو داود حدّثنا أحمد بن حنبل.

وأنبأناه الحسن بن على التّميمى حدّثنا أحمد بن جعفر القطيعي حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدّثني أبي حدّثنا يحيى عن عبد الملك قال حدّثني عطاء عن جابر بن عبد الله. قال : كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وساق الحديث بطوله.

حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أحمد الجواليقي حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي حدّثنا إسماعيل بن إسحاق حدّثنا على بن المديني عن يحيى بن سعيد. قال

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ٣١٨. وسنن أبي داود ١١٧٨.

١٩٩

قال جعفر بن محمّد : المرء بين ذنب ونعمة ، ولا يصلحهما غير استغفار من هذا ، وشكر على هذا.

أخبرني أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب الكاتب حدّثني جدي محمّد بن عبيد الله بن قفرجل حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى.

وأخبرنى أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الواحد المنكدرى حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن أحمد البزّاز المقرئ حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي. قال : كنت أقرأ على أبي خليفة في منزله ـ لهاشميي البصرة خصوصا ـ كتاب «طبقات الشعراء» وغيره ، فواعدنا يوما وقال : لا تخلفوني فإنى أتخذ لكم خبيصة كافية ، فتأخرت لشغل عرض لي ، ثم جئت والهاشميون عنده فلم يعرفني الغلام وحجبنى ، فكتبت إليه :

أبا خليفة تجفو من له أدب

وتؤثر الغرّ من أبناء عبّاس

وأنت رأس الورى في كلّ مكرمة

وفي العلوم وما الأذناب كالرّأس

ما كان قدر خبيص لو أذنت لنا

فيه لتختلط الأشراف بالنّاس

فلما قرأ الرقعة صاح على الغلام ودخلت إليه ، فلما رآني قال : أسأت إلينا بتغيبك. وظلمتنا في تعتبك ، وإنما عقد المجلس بك ، ونحن فيما فاتنا بتأخرك ـ ولا ذنب لنا فيه ـ كما أنشدنى التّوزيّ لرجل طلق امرأته ثم ندم ، فتزوجت غيره فمات عنها حين دخل. فخطبها فقال من أبيات :

فعادت لنا كالشّمس بعد طلاقها

على خير أحوال كأن لم تطلّق

ثم صاح : يا غلام ، اتخذ لنا مثل طعامنا. فأقمنا يومنا عنده.

أنشدنى أبو القاسم الأزهرى. قال أنشدنا عبيد الله بن محمّد المقرئ قال أنشدنا أبو بكر الصولي لنفسه :

أحببت من أجله من كان يشبهه

وكلّ شيء من المعشوق معشوق

حتّى حكيت بجسمي ما بمقلته

كأنّ سقمي من جفنيه مسروق

حدّثنا أبو بكر البرقاني حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جامع الدهان حدّثنا محمّد ابن يحيى الصولي. قال : أنشدنا بعض الوزراء يوما بيتا للبحترى ، وجعل يردده ويستحسنه وهو :

وكأنّ في جسمي الّذي

في ناظريك من السّقم

٢٠٠