تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٤

صالحا. ودفن إلى جنب قبر أبي الحسن المصري ، وكان قديما يصلي بالمصري.

١٠٧٥ ـ محمّد بن عبد الله بن خلف بن بخيت ، أبو بكر الدّقّاق العكبريّ (١) :

سكن بغداد وحدّث بها عن خلف بن عمرو ، ومحمّد بن صالح بن ذريح العكبريّين ، وجعفر الفريابي ، ومحمّد بن جرير الطّبريّ ، والحسن بن الطّيب الشّجاعي ، ومحمّد بن محمّد الباغنديّ ، وعمر بن محمّد الشذائي ، ومن بعدهم. حدّثنا عنه ابن ابنه أبو الحسن أحمد بن الحسين ، وعلي بن عبد العزيز الطاهري ، وعبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزّال ، وإبراهيم بن عمر البرمكي ، وكان ثقة.

وهو محمّد بن عبد الله بن خلف بن بخيت بن محمّد بن عبد الله بن نصر بن أعين بن مالك بن نهار بن ثعلبة بن قطيب بن بهشل بن مسعود بن الأسود بن علقمة ابن عدي بن عمرو بن عائذ بن خالد بن غيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. نسبه لنا أحمد بن الحسين بن أبي بكر بن بخيت وقال لنا : مات جدي في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. وقد وهم في هذا القول.

والصواب ما حدثت عن أبي الحسن بن الفرات. قال : توفي أبو بكر بن بخيت الدّقّاق في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة ، وكان ثقة مستورا حسن الأصول.

ثم أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال : توفي أبو بكر محمّد بن عبد الله بن خلف ابن بخيت الدّقّاق في يوم الأربعاء مستهل ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.

١٠٧٦ ـ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن صالح ، أبو بكر الفقيه المالكيّ الأبهريّ(٢) :

سكن بغداد وحدّث بها عن أبي عروبة الحراني ، ومحمّد بن محمّد الباغنديّ ، ومحمّد بن الحسين الأشناني ، وعبد الله بن زيدان الكوفيّ ، وأبي بكر بن أبي داود السّجستانيّ وخلق سواهم من البغداديّين والغرباء.

وله تصانيف في شرح مذهب مالك بن أنس والاحتجاج له ، والرد على من خالفه ، وكان إمام أصحابه في وقته.

__________________

(١) ١٠٧٥ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٠٣ في المطبوعة.

(٢) ١٠٧٦ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٠٤ في المطبوعة.

انظر : الوافي بالوفيات ٣ / ٣٠٨. واللباب ١ / ٢٠. والأعلام ٦ / ٢٢٥.

٨١

حدّثنا عنه : إبراهيم بن مخلد ، وابنه إسحاق بن إبراهيم ، وأحمد بن علي البادا ، وأبو بكر البرقاني ، ومحمّد بن مؤمل الأنباريّ ، وعلي بن محمّد بن الحسن الحربي ، والقاضي أبو القاسم التّنوخيّ ، والحسن بن علي الجوهريّ ، وغيرهم.

وذكره محمّد بن أبي الفوارس فقال : كان ثقة أمينا مستورا. وانتهت إليه الرئاسة في مذهب مالك.

حدّثنا محمّد بن المؤمل الأنباريّ ، حدّثنا أبو بكر الأبهري ـ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن صالح بن عمر بن حفص بن عمر بن مصعب بن الزّبير بن سعد بن كعب ابن عبّاد بن النزل بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ، حدّثنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ قال : كان أبو بكر الأبهري معظما عند سائر العلماء في وقته لا يشهد محضرا إلّا كان هو المقدم فيه ، وإذا جلس قاضي القضاة أبو الحسن ابن أم شيبان أقعده عن يمينه ، والخلق كلهم من القضاة والشهود والفقهاء وغيرهم دونه.

وسئل أن يلي القضاء فامتنع ، فاستشير فيمن يصلح لذلك فقال : أبو بكر أحمد بن علي الرّازيّ ، وكان الرّازيّ تزيد حاله على منزلة الرهبان في العبادة فأريد للقضاء فامتنع ، وأشار بأن يولى الأبهري. فلما لم يجب واحد منهما للقضاء ولى غيرهما.

حدّثنا علي بن محمّد بن الحسن الحربي قال : جاء رجل إلى أبي بكر الأبهري يشاوره في السفر ، فأنشده :

متى تحسب صديقك لا يقلوا

وإن تخبر يقلوا في الحساب

وتركك مطلب الحاجات عز

ومطلبها يذل عرى الرقاب

وقرب الدار في الإقتار خير

من العيش الموسع في اغتراب

قال لي عبد العزيز بن علي الورّاق ، وأحمد بن محمّد العتيقي : مات أبو بكر الأبهري في يوم السبت لسبع خلون من شوال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.

قال عبد العزيز : ودفن من يومه وصلّى عليه أبو حفص بن الآجري.

وقال العتيقي : ومولده سنة تسع وثمانين ومائتين. إليه انتهت الرئاسة في مذهب مالك.

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال : توفي أبو بكر الأبهري الفقيه في ذي القعدة من سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. والأول أصح ، ومثله ذكر محمّد بن أبي الفوارس.

٨٢

١٠٧٧ ـ محمّد بن عبد الله بن الحسن ، الصّفّار (١) :

حدّث عن جعفر بن حمدان الشحام الموصلي. حدّثنا عنه أبو بكر البرقاني. وذكر لنا أنه سمع منه في مدينة المنصور.

أخبرنا البرقاني قال : قرئ على محمّد بن عبد الله بن الحسن الصّفّار ـ في المدينة ـ وأنا أسمع حدثكم جعفر بن حمدان الموصلي ، حدّثنا أحمد بن عبد الله العنبريّ الأسدي بن الحارث ، حدّثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أبي الخليل ، عن أبي سعيد : أنهم أصابوا سبيا لهن أزواجا يوم أوطاس ، فتخوفوا فأنزلت هذه الآية : (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) [النساء ٢٤].

١٠٧٨ ـ محمّد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان ، أبو بكر الرّازيّ المذكر(٢):

كان جوالا كثير الأسفار. وروى حكايات الصّوفيّة عن يوسف بن الحسين الرّازيّ ، وأبي بكر الكتّانيّ ، وأبي محمّد الجريري ، وأبي بكر بن طاهر الأبهري ، وأبي بكر الشبلي وغيرهم. حدّثنا عنه أبو حازم العبدوي بنيسابور ، وأبو علي بن فضالة النّيسابوريّ ـ بالري ـ وأبو نعيم الحافظ ـ بأصبهان ـ وقال لي أبو نعيم : سمعت منه ببغداد ، وكان قدمها مع أبي إسحاق المزكي.

قلت : وكان أبو عبد الرّحمن السّلميّ كثير الحكايات عنه ، مليا بالسماع منه.

حدثت عن أبي سعد عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي قال : محمّد بن عبد الله ابن شاذان الرّازيّ يعرف بالصّوفيّ ، كان ينزل سمرقند تارة ، ومرة ببخارى ، ومرة بنيسابور ، ليس في الرواية بذاك.

حدّثني محمّد بن أحمد بن يعقوب عن أبي عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ النّيسابوريّ قال : محمّد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان المذكر أبو بكر الرّازيّ ، ورد نيسابور سنة أربعين وثلاثمائة والمشايخ متوافرون وهو محمود عند جماعتهم في التصوف ، وصحبة الفقراء ومجالستهم ، فعلقت في ذلك الوقت عنه حكايات للمتصوفة.

__________________

(١) ١٠٧٧ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٠٥ في المطبوعة.

(٢) ١٠٧٨ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٠٦ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٢٠.

٨٣

ثم إني دخلت الري سنة سبع وستين فصادفته بها وهو ينتسب إلى محمّد بن أيوب ، فأخبرني عبد العزيز بن أبان أنه أملى عليهم : محمّد بن عبد الله بن محمّد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي. فقلت لعبد العزيز : لا تذكر هذا لأحد حتى ألتقي به فخلوت به وزجرته فانزجر فترك ذلك النسب ، ولو سمع أهل الري بذلك لتولد منه ما يكرهه ، فإن محمّد بن أيوب لم يعقب ولدا ذكرا قط ـ ثم أنا التقينا بنيسابور سنة سبعين وثلاثمائة ، وما كنت رأيته قبل ذلك يحدّث بالمسانيد ـ فحدث عن علي بن عبد العزيز وأقرانه والله يرحمنا وإياه.

توفي أبو بكر الرّازيّ بنيسابور يوم الأحد الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين وثلاثمائة.

١٠٧٩ ـ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن أحمد بن أيوب ، أبو بكر القطّان (١) :

سمع محمّد بن جرير الطّبريّ ، وإسحاق بن محمّد بن مروان الكوفيّ ، وأحمد بن عبيد الله بن عمّار. حدّثنا عنه أبو محمّد الخلّال ، وأبو القاسم الأزهريّ ، والقاضي أبو بكر بن الأخضر ، وأحمد بن علي بن التوزيّ ، والحسن بن علي الجوهريّ.

وسمعت الأزهريّ ذكره فقال : كان سماعه صحيحا من أبي جعفر الطّبريّ ، إلّا أنه كان رافضيا خبيث المذهب.

سألت القاضي أبا بكر محمّد بن عمر الدّاوديّ عن ابن أيوب فقال : كان ثقة صحيح السماع. قلت : ذكر أنه كان سيئ المذهب في الرفض. فقال : ما سمعت منه في هذا المعنى شيئا أنكره لكني أحسبه كان يذهب إلى تفضيل عليّ.

قال لي عبيد الله بن أبي الفتح : توفي أبو بكر بن أيوب القطّان في يوم الأحد مستهل جمادى الآخرة من سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. ودفن من الغد.

وذكر ابن أبي الفوارس أن وفاته كانت في يوم الاثنين لليلتين خلتا من جمادى الأولى.

١٠٨٠ ـ محمّد بن عبد الله بن هارون بن يحيى ، أبو بكر الدّقّاق ، يعرف بابن الصّابونيّ (٢) :

سمع أحمد بن محمّد بن إسماعيل الأدميّ ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ،

__________________

(١) ١٠٧٩ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٠٧ في المطبوعة.

(٢) ١٠٨٠ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٠٨ في المطبوعة.

٨٤

ومحمّد بن عمرو الرّزّاز ، وأبا عمرو بن السّمّاك ، وجعفر الخادلي. حدّثني عنه عبد العزيز بن علي الأزجي.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال : سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو بكر محمّد بن عبد الله بن يحيى الدّقّاق ، المعروف بالصّابوني في شوال. ثقة مأمون.

١٠٨١ ـ محمّد بن عبد الله بن سكرة ، أبو الحسن الهاشميّ ، من ولد علي بن المهدي ، المعروف بابن رائطة (١) :

شاعر مليح الشعر ، مطبوع القول. روى لنا عنه القاضي أبو القاسم التّنوخيّ مقطعات من شعره ، وكان يصف لنا خفة روحه ، وطيب مزاحه.

أنشدني علي بن المحسن قال : أنشدني أبو الحسن بن سكرة الهاشميّ لنفسه :

في وجه إنسانة كلفت بها

أربعة ما اجتمعن في أحد

الوجه بدر والصدغ غالية

والريق خمر والثغر من برد

وأنشدني علي بن المحسن قال : أنشدني ابن سكرة لنفسه :

وقائل قال لي : لا بد من فرج

فقلت ـ واغتظت ـ لم لا بد من فرج

فقال لي بعد حين قلت وا عجبا

من يضمن العمر لي يا بارد الحجج

أخبرنا أبو الجوائز الحسن بن علي الواسطيّ قال : سمعت محمّد بن سكرة الهاشميّ يقول : دخلت حماما وخرجت ـ وقد سرق مداسي ـ فعدت إلى داري حافيا وأنا أقول :

إليك أذم حمام ابن موسى

وإن فاق المنى طيبا وحرا

تكاثرت اللصوص عليه حتى

ليحفى من يطيف به ويعرى

ولم أفقد به ثوبا ولكن

دخلت محمّدا وخرجت بشرا

حدّثني أحمد بن علي بن الحسين التوزيّ قال : توفي محمّد بن عبد الله بن سكرة الهاشميّ يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر ربيع الآخر سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.

__________________

(١) ١٠٨١ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٠٩ في المطبوعة.

انظر : وفيات الأعيان ١ / ٥٢٦. ويتيمة الدهر ٢ / ١٨٨ ـ ٢١١. والوافي بالوفيات ٣ / ٣٠٨.

والأعلام ٦ / ٢٢٥. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٨٢.

٨٥

١٠٨٢ ـ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبيد الله ، أبو المفضّل الشّيبانيّ الكوفيّ(١) :

نزل بغداد وحدّث بها عن محمّد بن جرير الطّبريّ ، ومحمّد بن العبّاس اليزيدي ، ومحمّد بن محمّد الباغنديّ ، وعبد الله بن محمّد البغويّ ، وأبي بكر بن أبي داود ، ومحمّد بن الحسين الأشناني ، وعبد الله بن أبي سفيان الموصلي ، ومحمّد بن القاسم ابن زكريا المحاربي ، وعن خلق كثير من المصريين ، والشاميين ، والجزريين ، وأهل الثغور معروفين ومجهولين.

وكان يروي غرائب الحديث ، وسؤالات الشيوخ. فكتب الناس عنه بانتخاب الدّارقطنيّ ، ثم بان كذبه فمزقوا حديثه ، وأبطلوا روايته. وكان بعد يضع الأحاديث للرافضة ويملى في مسجد الشرقية.

حدّثني عنه أبو الحسن النعيمي ، والقاضي أبو العلاء الواسطيّ ، وأبو محمّد الخلّال ، وأبو القاسم الأزهريّ ، وأحمد بن محمّد العتيقي ، وعبد الملك بن عبد القاهر الأسدي ، والقاضي التّنوخيّ ، وغيرهم.

حدّثني عبد الملك بن عبد القاهر قال : أبو المفضل محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبيد الله بن البهلول بن همّام بن المطّلب بن همّام بن مطر بن بحر بن مرة بن همّام ابن مرة بن ذهل بن شيبان.

سمعت الأزهريّ ذكر أبا المفضل فأساء ذكره والثناء عليه ثم قال : وقد كان يحفظ.

وقال أبو الحسن الدّارقطنيّ : أبو المفضل يشبه الشيوخ.

حدّثني القاضي أبو العلاء الواسطيّ قال : كان أبو المفضل حسن الهيئة ، جميل الظاهر ، نظيف اللبسة.

وسمعت الدّارقطنيّ سئل عنه فقال : يشبه الشيوخ.

سألت حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق عن أبي المفضل فقال : كان يضع الحديث وقد كتبت عنه ، وكان له سمت ووقار.

__________________

(١) ١٠٨٢ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠١٠ في المطبوعة.

انظر : الذريعة ٢ / ٣١٤. والأعلام ٦ / ٢٢٥ ، ٢٢٦.

٨٦

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسين العطّار ـ قطيط ـ حدّثنا محمّد بن عبد الله بن المطّلب الشّيبانيّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى بن العراد الكبير ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن شمون البصريّ ، حدّثنا أبو شعيب حميد بن شعيب ، حدّثني أبو جميلة ، عن أبان بن تغلب ، عن محمّد بن علي أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «قال الله تعالى : ما تحبب إلىّ عبدي بأحب إلىّ من أداء ما افترضت عليه» (١). وذكر الحديث.

سمعت من يذكر ان أبا المفضل لما حدّث عن ابن العراد قيل له : من أيها سمعت من الأكبر أو الأصغر؟ ـ وكانا أخوين ـ فقال : من الأكبر ، فسئل عن السنة التي سمع منه فيها فذكر وقتا مات ابن العراد الأكبر قبله بمدة ، فكذّبه الدّارقطنيّ في ذلك ، وأسقط حديثه.

وقال لي الأزهريّ : كان أبو المفضل دجالا كذابا ، ما رأينا له أصلا قط ، وكان معه فروع فوائد قد خرجها في مائة جزء فيها سؤالات كل شيخ. ولما حدّث عن أبي عيسى بن العراد كذبه الدّارقطنيّ في روايته عنه ، لأنه زعم أنه سمع منه في سنة عشر وثلاثمائة ، وكانت وفاته سنة خمس وثلاثمائة.

كذا قال لي الأزهريّ وهو خطأ ؛ كانت وفاة أبي عيسى في سنة اثنتين وثلاثمائة. قال لي الأزهريّ : وقد كان الدّارقطنيّ انتخب عليه وكتب الناس بانتخابه على أبي المفضل سبعة عشر جزءا. وظاهر أمره أنه كان يسرق الحديث.

وأخبرنا علي بن أبي علي قال : سألت أبا المفضل عن مولده فقال : في سنة سبع وتسعين ومائتين. وأول سماعي الصحيح سنة ست وثلاثمائة.

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : ذكر لأبي الحسن الدّارقطنيّ أن أبا المفضل الشّيبانيّ حدّث عن العمريّ عن أبي كريز بحديث شعبة عن الحكم عن مقسم عن ابن عبّاس : لا يحرم بالحج إلّا في أشهر الحج ، قال أبو الحسن : حدّث عدو الله بهذا؟ معاذ الله ما حدّث العمريّ بهذا البتّة هو ذا يركب أيضا.

حدّثني الأزهريّ قال : توفي أبو المفضل في شهر ربيع الآخر من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ١١٥٩ ، ١٦٧٩

٨٧

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال : سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو المفضل الشّيبانيّ ببغداد في التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر وكان كثير التخليط.

١٠٨٣ ـ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن إسحاق بن حسّان ، أبو عبد الله الحريريّ (١) :

سمع عبد الوهّاب بن عيسى بن أبي حية الأنماطيّ ، وأبا حامد محمّد بن هارون الحضرمي ، وأبا بكر عبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوريّ. حدّثنا عنه أحمد بن محمّد العتيقي ، والحسين بن جعفر السلماسي.

وقال العتيقي : جميع ما كان عنده جزء واحد قال : وكان ثقة.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحريري ، حدّثنا أبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي ، حدّثنا يوسف بن موسى القطّان ، حدّثنا وكيع ، حدّثنا أبو حنيفة ، عن أبي الزّبير ، عن جابر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من باع عبدا وله مال فماله للبائع إلّا أن يشترط المبتاع» (٢).

١٠٨٤ ـ محمّد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن هارون ، أبو الحسين الدّقّاق ، المعروف بابن أخي ميمي (٣) :

سمع عبد الله بن محمّد البغويّ. ومن بعده ، حدّثنا عنه محمّد بن علي بن مخلد ، وأبو حازم بن الفراء ، وأبو القاسم الأزهريّ ، ومحمّد بن علي بن الفتح ، والقاضي التّنوخيّ وغيرهم.

حدّثني الأزهريّ قال : قال لنا [ابن] أخي ميمي : مولدي يوم الثلاثاء. وأخبرنا محمّد بن علي بن الفتح قال : سمعت ابن أخي ميمي يقول : ولدت في يوم الثلاثاء العاشر من صفر سنة أربع وثلاثمائة.

حدّثني أبو الحسين أحمد بن عمر بن علي القاضي قال : لم يزل ابن أخي ميمون يكتب الحديث إلى أن مات. وكتب عن الشيوخ المتأخرين مثل ابن إسماعيل الورّاق

__________________

(١) ١٠٨٣ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠١١ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : سنن أبي داود ، كتاب البيوع باب ٤٤. وسنن النسائي ، كتاب البيوع باب ٧٦. وفتح الباري ٥ / ١٨١.

(٣) ١٠٨٤ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠١٢ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢١. وشذرات الذهب ٣ / ١٤٣. والعبر ٣ / ٤٧. والبداية والنهاية ١١ / ٣٢٧. والأعلام ٦ / ٢٢٦.

٨٨

ونحوه ، ولم أر شيخا أحسن بشرا منه ، ما لقيته معبسا وجهه قط. وقيل لي : إنه مكث أربعين سنة لم ينم على ظهر سطح ، إنما كان يبيت في داره شتاء وصيفا.

حدّثني أحمد بن محمّد العتيقي قال : كان أبو عمر بن حيويه ينزل في القرب منا ، وكنت أبكر إليه في سماع الحديث ما جئت إليه قط إلّا وجدت ابن أخي ميمي قد سبقني ، وكان مسكن ابن أخي ميمي في قطيعة الدقيق آخر بغداد. ومسكن ابن حيويه في قطيعة الربيع.

أخبرنا العتيقي قال : توفي أبو الحسين بن أخي ميمي ليلة الخميس سلخ رجب من سنة تسعين وثلاثمائة وكان ثقة مأمونا كتب الحديث إلى أن توفي.

قال ابن أبي الفوارس : توفي ابن أخي ميمي في ليلة الجمعة الثامن والعشرين من شعبان سنة تسعين وثلاثمائة. وكان ثقة مأمونا دينا فاضلا.

١٠٨٥ ـ محمّد بن عبد الله بن إسحاق ، أبو الفرج القاضي ، المعروف بالعمانيّ(١) :

حدّث عن القاضي المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد.

حدّثنا عنه العتيقي ، وسألته عنه فقال : كان يكون في صف البزّازين وكان صالحا ثقة ، ولم يكن عنده إلّا شيء يسير.

١٠٨٦ ـ محمّد بن عبد الله بن أحمد ، أبو بكر الجوهريّ (٢) :

سمع خيثمة بن سليمان الأطرابلسي.

حدّثني عنه أحمد بن محمّد العتيقي أيضا وسألته عنه. فقال : كان شيخا ثقة صالحا ينزل دار كعب ، ويؤم بالناس في مسجد أبي القاسم بن حبابة ، وابن حبابة دلني عليه. وقال لي : اكتب عنه فإنه شيخ صالح يقال إنه مستجاب الدعوة منذ أربعين سنة. قال : ولم يكن عنده غير جزء واحد عن خيثمة حسب.

أخبرني العتيقي ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد الجوهريّ ، حدّثنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشيّ ـ بدمشق ـ حدّثنا أبو عبيدة السّري بن يحيى ـ بالكوفة ـ وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم الأشناني ـ بنيسابور

__________________

(١) ١٠٨٥ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠١٣ في المطبوعة.

(٢) ١٠٨٦ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠١٤ في المطبوعة

٨٩

ـ حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا السّري بن يحيى ، حدّثنا سعيد ابن إبراهيم ، حدّثنا سيف بن عمر عن دليل بن داود ، عن يزيد البهي ، عن الزّبير بن العوّام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهم إنك باركت لأمتي في صحابتي فلا تسلبهم البركة ، وباركت لأصحابي في أبي بكر فلا تسلبه البركة. واجمعهم عليه ولا تنشر أمره فانه لم يزل يؤثر أمرك على أمره ، اللهم وأعن عمر بن الخطّاب ، وصبّر عثمان بن عفّان ، ووفق عليّا ، واغفر لطلحة ، وثبت الزّبير ، وسلّم سعدا ، ووقر عبد الرّحمن ، وألحق بي السّابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان» (١). لفظ حديث الأصم.

١٠٨٧ ـ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن بحر بن خالد بن صفوان بن عمرو بن الأهتم ، أبو بكر التّميميّ ، المعروف بابن المقدر الأصبهانيّ (٢) :

سكن بغداد وحدّث بها عن أبي عمرو عثمان بن أحمد الدّقّاق المعروف بابن السّمّاك. روى عنه أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي بن الآبنوسي. وكان سماعه منه مع أبيه في سنة تسعين وثلاثمائة.

١٠٨٨ ـ محمّد بن عبد الله بن إسماعيل بن محمّد بن منصور ، أبو الحسين النّاصح (٣) :

حدّث عن القاضي الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، حدّثني عنه أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمود الوكيل.

١٠٨٩ ـ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن السّري ، أبو عمرو القبّانيّ النّيسابوريّ(٤) :

قدم بغداد وحدّث بها عن أبي العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم. كتب عنه عبد الله بن بكير.

__________________

(١) انظر الحديث في : الموضوعات ٢ / ٣٠. واللآلئ المصنوعة ١ / ٢٢٣. وتنزيه الشريعة ٩ / ٢. والفوائد المجموعة ٤١٠. وكنز العمال ٣٣١٣٦. والجامع الكبير ٩٧٤٢.

(٢) ١٠٨٧ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠١٥ في المطبوعة.

(٣) ١٠٨٨ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠١٦ في المطبوعة.

(٤) ١٠٨٩ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠١٧ في المطبوعة.

٩٠

١٠٩٠ ـ محمّد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع ، أبو أحمد الدّهّان(١):

سمع محمّد بن حمدويه المروزيّ ، وأحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني ، والقاضي المحامليّ ومحمّد بن مخلد ، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ، والحسين ابن يحيى بن عياش القطّان ، وغيرهم.

حدّثنا عنه أبو بكر البرقاني ، وأبو القاسم الأزهريّ ، وأبو الفضل بن دودان الهاشميّ ، والحسن بن محمّد بن عمر النّرسيّ.

سألت البرقاني عن أبي أحمد بن جامع فقال : كان شيخا ـ كما سر ـ صالحا ، سمع من المحامليّ ونحوه ، ولم يزل يسمع معنا الحديث إلى أن مات. قلت : أكان ثقة؟ فقال : ثقة ثقة.

حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال وأحمد بن محمّد العتيقي قالا : مات أبو أحمد ابن جامع الدهقان في رجب من سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. قال العتيقي : ثقة مأمون.

١٠٩١ ـ محمّد بن عبد الله بن الحسن ، أبو الحسن المهرجاني (٢) :

من أهل نيسابور. قدم بغداد وحدّث بها عن محمّد بن عبد الله بن بالويه العدل وغيره. حدّثني عنه أبو محمّد الخلّال.

١٠٩٢ ـ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن إسحاق بن خازم ، أبو عبد الله الخوارزميّ (٣) :

ذكر لي القاضي أبو العلاء الواسطيّ أنه قدم بغداد وحدثهم بها عن أبي شيخ عبد الله بن محمّد بن جعفر الأصبهاني.

١٠٩٣ ـ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن أحمد بن حمّاد ، أبو الحسن القاضي الموصلي (٤) :

قدم بغداد وحدّث بها عن أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم الإمام ، والحسن بن هشام

__________________

(١) ١٠٩٠ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠١٨ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٥ / ٣٧٧.

(٢) ١٠٩١ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠١٩ في المطبوعة.

(٣) ١٠٩٢ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٢٠ في المطبوعة.

(٤) ١٠٩٣ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٢١ في المطبوعة.

٩١

ابن عمرو البلديين ، ومحمّد بن العبّاس بن الفضل الخيّاط ، وأبي العبّاس أحمد بن الحسن بن إسحاق الرّازيّ ـ الذي كان بمصر ـ ومحمّد بن جعفر الأدميّ القاري ، وأحمد بن كامل القاضي ، وأبي علي بن الصواف. حدّثني عنه عبد العزيز بن علي الأزجي ، وأبو طاهر محمّد بن علي بن أحمد بن الأنباريّ الواعظ.

وقال لي أبو طاهر : قدم علينا بغداد وسمعنا منه في سنة إحدى وأربعمائة.

١٠٩٤ ـ محمّد بن عبد الله بن الحسن ، أبو الحسين البصريّ ، المعروف بابن اللّبّان (١) :

سمع أبا العبّاس محمّد بن أحمد الأثرم ، والحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي ، ومحمّد بن أحمد بن محمويه العسكريّ ، وأبا بكر بن داسه.

وقدم بغداد. وحدّث بها فذكر لي القاضي أبو الطّيب الطّبريّ أنه سمع كتاب السنن عن ابن داسه عن أبي داود السّجستانيّ.

وحدّثني عنه أيضا أبو محمّد الخلّال ، وعبد العزيز بن علي الأزجي ، وكان ثقة.

وانتهى إليه علم الفرائض وقسمة المواريث ، فلم يكن في وقته أعلم بذلك منه ، وصنف فيه كتبا اشتهرت.

حدّثني أبو بكر الخلّال ، وأبو الحسن العتيقي قالا : مات أبو الحسين بن اللّبّان في سنة اثنتين وأربعمائة.

قال الخلّال : في شهر ربيع الأول. ذكر لي أحمد بن علي بن التوزيّ أن وفاته كانت يوم الخميس الثالث من الشهر.

١٠٩٥ ـ محمّد بن عبد الله بن الحسين ، أبو عبد الله الجعفيّ القاضي الكوفيّ ، المعروف بابن الهرواني (٢) :

سمع علي بن محمّد بن هارون الحميريّ ، ومحمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي ، ونحوهما.

وقدم بغداد وحدّث بها ، وكان ثقة فاضلا جليلا يقرئ القرآن ويفتي في الفقه على مذهب أبي حنيفة ، وكان من عاصره من الكوفيين يقول : لم يكن بالكوفة من

__________________

(١) ١٠٩٤ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٢٢ في المطبوعة.

(٢) ١٠٩٥ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٢٣ في المطبوعة.

٩٢

زمن عبد الله بن مسعود إلى وقته أفقه منه. حدّثنا عنه أبو القاسم الأزهريّ وغيره.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الهرواني الكوفيّ ـ ببغداد ـ حدّثنا علي بن محمّد بن هارون الحميريّ ، حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء ، حدّثنا عبد الله بن إدريس عن الحسن بن فرات القزّاز ، عن أبيه ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء ، كلما ذهب نبي خلفه نبي ، وإنه ليس كائن بعدي نبي». قالوا : يا رسول الله فما يكون؟ قال : «يكون خلفاء ويكثرون». قالوا : يا رسول الله فما نصنع؟ قال : «أوفوا بيعة الأول فالأول ، أدوا الذي عليكم ، ويسألهم الله الذي عليهم» (١).

حدّثنا العتيقي وعلي بن المحسن التّنوخيّ قالا : توفي القاضي أبو عبد الله الهرواني بالكوفة في سنة اثنتين وأربعمائة.

قال العتيقي : في رجب ، ثقة صالح على مذهب أبي حنيفة ، ما رأيت بالكوفة مثله.

أخبرني أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد العكبريّ قال : توفي القاضي أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الجعفيّ بالكوفة في رجب سنة اثنتين وأربعمائة ، وكان مولده في سنة خمس وثلاثمائة ، وشهد في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.

وقال لي أحمد بن علي بن التوزيّ : توفي القاضي أبو عبد الله بن الهرواني بالكوفة في ليلة الخميس الثاني عشر من رجب سنة اثنتين وأربعمائة ، وله خمس وتسعون سنة.

١٠٩٦ ـ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضّبّيّ ، يعرف بابن البيّع (٢) :

من أهل نيسابور. كان من أهل الفضل والعلم والمعرفة والحفظ ، وله في علوم الحديث مصنفات عدة. [ورد] (٣) بغداد في شبيبته فكتب بها عن أبي عمرو بن السّمّاك ، وأحمد بن سلمان النّجّاد ، وأبي سهل بن زياد ، ودعلج بن أحمد ، ونحوهم من الشيوخ. ثم وردها وقد علت سنه ، فحدث بها عن أبي العبّاس الأصم ، وأبي

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٢٨٧١. ومسند أحمد ٢ / ٢٩٧. ومصنف ابن أبي شيبة ١٥ / ٥٨. والسنة لابن أبي عاصم ٢ / ٥١٢.

(٢) ١٠٩٦ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٢٤ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٠٩.

(٣) «ورد» أضيفت لتمام المعنى.

٩٣

عبد الله بن الأخرم ، وأبي علي الحافظ ، ومحمّد بن صالح بن هاني وغيرهم من شيوخ خراسان. روى عنه الدّارقطنيّ. وحدّثنا عنه محمّد بن أبي الفوارس ، والقاضي أبو العلاء الواسطيّ ، وغيرهما ، وكان ثقة. ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وأول سماعه في سنة ثلاثين وثلاثمائة.

حدّثني أبو القاسم الأزهريّ قال : ورد أبو عبد الله بن البيّع بغداد قديما فقال لأصحاب الحديث : ذكر لي أن حافظكم ـ يعني أبا الحسن الدّارقطنيّ ـ خرّج لشيخ واحد خمسمائة جزء وتكلم على كل حديث منها ، فأروني بعض تخريجه ، فحمل إليه بعض الأجزاء التي خرّجها الدّارقطنيّ لابي إسحاق الطّبريّ ، فنظر في الجزء الأول فرأى حديثا لعطيّة العوفيّ في أول الجزء فقال : أول حديثه خرّجه لعطيّة وعطيّة ضعيف؟ ثم رمى الجزء من يده ولم ينظر في شيء من باقي الأجزاء ، أو كما قال.

وقد سمعت القاضي أبا العلاء الواسطيّ يحكي نحو هذا إلّا أنه ذكر أن صاحب ، القصة أبو عمرو البحيري النّيسابوريّ لا ابن البيّع. وقول أبي العلاء أشبه بالصواب والله أعلم.

حدّثني بعض أصحابنا عن أبي الفضل بن الفلكي الهمذاني ـ وكان رحل إلى نيسابور وأقام بها ـ أنه قال : كان كتاب تاريخ النّيسابوريّين الذي صنفه الحاكم أبو عبد الله بن البيّع ، أحد ما رحلت إلى نيسابور بسببه. وكان ابن البيّع يميل إلى التشيع.

فحدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الأرموي بنيسابور ـ وكان شيخا صالحا فاضلا عالما ـ قال : جمع الحاكم أبو عبد الله أحاديث زعم أنها صحاح على شرط البخاريّ ومسلم يلزمهما إخراجها في صحيحيهما ، منها الحديث الطائر «ومن كنت مولاه فعلى مولاه» فأنكر عليه أصحاب الحديث ذلك ولم يلتفتوا فيه إلى قوله ، ولا صوبوه في فعله.

حدّثني الأزهريّ ومحمّد بن يحيى بن إبراهيم المزكي قالا : مات أبو عبد الله بن البيّع بنيسابور في سنة خمس وأربعمائة. قال محمّد : في صفر.

١٠٩٧ ـ محمّد بن عبد الله بن بندار ، أبو بكر الخفاف الكرجيّ (١) :

سكن بغداد وحدّث بها عن أحمد بن يوسف بن خلاد. حدّثنا عنه ابنه عبد الله وسألته عن وفاته فقال : في سنة ثمان وأربعمائة.

__________________

(١) ١٠٩٧ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٢٥ في المطبوعة

٩٤

١٠٩٨ ـ محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، أبو الحسن ، المعروف بابن الصّينيّ (١) :

رازيّ الأصل. كان يسكن باب الشام. وحدّث عن أبي عمرو بن السّمّاك. حدّثني عنه أبو الفضل محمّد بن عبد العزيز بن المهدي الهاشميّ.

وذكر لي أنه كان أحد الشهود المعدلين ، وأنه كان رجلا من أهل القرآن كثير الصلاة والتهجد ، قال : ومات في جمادى الأولى من سنة عشر وأربعمائة.

١٠٩٩ ـ محمّد بن عبد الله بن أبان بن قديس بن صفوان ، أبو بكر الهيتي التّغلبي ، ويعرف بابن أبي عباية (٢) :

قدم علينا في سنة ست وأربعمائة ، وكان يملى في جامع المنصور بعد أبي الحسن بن رزقويه ، وكتبنا عنه أماليه ، وقرأنا عليه شيئا من أصوله عن أبي عمرو بن السّمّاك ، وأحمد بن سلمان النّجّاد ، ومحمّد بن جعفر الأدميّ ورضوان بن أحمد بن غزوان ، ومحمّد بن الحجّاج السّلميّ الرقيين ، والحسن بن علي بن الدقم الكوفيّ ، وغيرهم.

وحدّثنا أيضا عن أبي الطّيّب أحمد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن ـ وذكر لنا أنه سمع منه بالرحبة بحديث أبي الطّيّب هذا عن أحمد بن منصور الرمادي وجماعة من القدماء ، وكانت أصول أبي بكر الهيتي سقيمة كثيرة الخطأ ، إلّا أنه كان شيخا مستورا صالحا ، فقيرا مقلا ، معروفا بالخير وكان مغفلا مع خلوه من علم الحديث. وحدّثنا عن شيخ شيخه وهو لا يعلم.

ولقد حدّثنا في مجلس الإملاء فقال : حدّثنا أبو الحسن علي بن العبّاس المقانعي وذكر عنه حديثا طويلا هو في كتابي إلى الآن على الخطأ لأني لا أعلم من حدثه به عن المقانعي ، وكنت إذ ذاك مبتدئا في كتب الحديث فلم أقف على أنه وهم فأسأله عنه وحدّثنا يوما آخر فقال : حدّثنا محمّد بن علي بن حبيب الرّقيّ المري الطرائفي وأظن الحديثين عنده عن ابن الدقم ، والله أعلم.

حدّثني الأزهريّ قال : أخبرني أبو بكر الهيتي أن مولده في يوم الخميس لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ، وبلغنا أنه توفي يوم عيد الفطر من سنة عشر وأربعمائة ، وكان خرج من بغداد قاصدا هيت فأدركه أجله بالأنبار ودفن بها.

ثم حدّثني بعض الهيتيين بعد عدة من السنين أن وفاته كانت بهيت ، فالله أعلم.

__________________

(١) ١٠٩٨ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٢٦ في المطبوعة.

(٢) ١٠٩٩ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٢٧ في المطبوعة.

٩٥

١١٠٠ ـ محمّد بن عبد الله بن أبي زيد ، أبو بكر الأنماطيّ (١) :

كان يسكن محلة التوثة وحدّث عن عمر بن جعفر بن سلم وغيره. كتبت عنه شيئا يسيرا وكان صدوقا.

أخبرنا أبو بكر بن أبي زيد ، أخبرنا أبو القاسم عمر بن جعفر بن سلم الختلي ، حدّثنا محمّد بن يونس القرشيّ ، حدّثنا أبو عامر قبيصة بن عقبة السوائي ، حدّثنا سفيان بن سعيد الثّوري ، حدّثنا شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن عمارة بن حديد ، عن صخر الغامدي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهم بارك لأمتي في بكورها» (٢). مات ابن أبي زيد في سنة سبع عشرة وأربعمائة.

١١٠١ ـ محمّد بن عبد الله بن أحمد بن محمّد ، أبو عبد الله البيضاويّ الفقيه(٣):

سكن بغداد في درب السلولي. وكان يدرس الفقه ويفتي على مذهب الشّافعيّ. وولى القضاء بربع الكرخ ، وحدّث شيئا يسيرا عن أبي بكر بن مالك القطيعيّ ، والحسين بن محمّد بن عبيد العسكريّ. كتبت عنه وكان ثقة صدوقا دينا سديدا.

أخبرنا القاضي أبو عبد الله البيضاويّ ، أخبرنا الحسين بن محمّد بن عبيد الدّقّاق ، أخبرنا محمّد بن الحسين الدّقّاق ، حدّثنا القاسم بن بشر ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل ابن أبي فديك ، حدّثنا إبراهيم بن الفضل أنه سمع المقبري يحدّث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «معترك المنايا بين السبعين والستين» (٤).

مات القاضي أبو عبد الله البيضاويّ فجأة في ليلة الجمعة الرابع عشر من رجب سنة أربع وعشرين وأربعمائة ودفن صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب حرب.

١١٠٢ ـ محمّد بن عبد الله بن عبيد الله بن يحيى ، أبو الحسين المقرئ المؤدّب(٥):

سمع أبا الحسن الدّارقطنيّ ، وأبا حفص بن شاهين ، وأبا حفص الكناني ، وأبا

__________________

(١) ١١٠٠ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٢٨ في المطبوعة.

(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٣) ١١٠١ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٢٩ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٢ / ٣٦٨.

(٤) انظر الحديث في : فتح الباري ١١ / ٢٣٩. وتفسير القرطبي ٥ / ١٤٥. وتفسير ابن كثير ٩ / ٥٤١. والأحاديث الصحيحة ١٥١٧.

(٥) ١١٠٢ ـ هذه الترجمة برقم ٣٠٣٠ في المطبوعة.

٩٦

طاهر المخلّص. كتبت عنه وكان ثقة يسكن درب اليهود النافذ إلى قطيعة عيسى بن علي الهاشميّ ، وكان ضريرا.

أخبرني محمّد بن عبد الله بن عبيد الله بن يحيى ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الذهبي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، حدّثنا الصّلت بن مسعود الجحدري ، حدّثنا جعفر بن سليمان ، حدّثنا عبد الله بن أبي حسين المكي ، عن الحارث بن جميلة ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة حسن الخلق» (١).

سألت أبا الحسين بن يحيى عن مولده فقال : لعشر بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. ومات في يوم الجمعة ودفن يوم السبت سادس المحرم من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة (٢).

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه عبد الرّحمن

١١٠٣ ـ محمّد بن عبد الرّحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب ، أبو الحارث القرشيّ المدنيّ (٣) :

أحد بني عامر بن لؤي بن غالب ثم من ولد عبد ود بن نصير بن حسل بن عامر ، وهو أخو المغيرة بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب. سمع عكرمة مولى ابن عبّاس ، ونافعا مولى ابن عمر ، وصالحا مولى التوأمة ، وأبا سعيد المقبري ، وشعبة مولى ابن عبّاس ، وأبا الزناد ، ومحمّد بن المنكدر ، وابن شهاب الزّهريّ ، وغيرهم.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح ابن حبان ١٩٢٠.

(٢) إلى هنا ينتهي الجزء الساقط من نسخ دار الكتب المصرية وهي تكملة تراجم المحمدين.

(٣) ١١٠٣ ـ هذه الترجمة برقم ٧٨٧ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٤٠٨ (٢٥ / ٦٣٠) وطبقات ابن سعد : ٩ / الورقة ٢٤٣ ، وتاريخ الدوري : ٢ / ٥٢٥ ، وتاريخ الدارمي الترجمة ٣٠ ، وابن محرز ، التراجم ٦١٨ ، ٦٢٤ ، ١٠٤٣ ، ١١١٩ ، ١١٢٠ ، ١١٢٣ ، ١٤٣٦ ، ١٦٤٢ ، ١٦٤٣ ، وتاريخ خليفة : ٤٢٩ ، وطبقاته : ٢٦٢ ، ٢٧٣ ، وعلل أحمد : ١ / ١٧٩ ، ١٩٣ ، وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ٤٥٥ ، وتاريخه الصغير ، ٢ / ٧٣ ، ١٣٢ ، وترتيب علل الترمذي الكبير ، الورقة ٥ ، ٥٤ ، وأحوال الرجال للجوزجاني ، الترجمة ٣٤٤ ، والكنى لمسلم ، الورقة ٢٥ ، والمعرفة ليعقوب ، انظر (الفهرس ، والترمذي ٢٧٤٧) ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي : ٤٤٢ ، ٥٠٨ ، ٥١٠ ، ٥٩٢ ، ٦١٨ ، ٦٤٣ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٧٠٤ ، والمراسيل : ـ

٩٧

وكان فقيها صالحا ورعا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. أقدمه المهدي أمير المؤمنين بغداد وحدّث بها ثم رجع يريد المدينة فمات بالكوفة.

روى عنه سفيان الثّوري ووكيع ، ويزيد بن هارون ، وعبد الله بن المبارك ، ويحيى ابن سعيد القطّان ، وروح بن عبادة ، وحجّاج بن محم ، وآدم بن أبي إياس ، وشبابة بن سوار ، وعثمان بن عمر بن فارس ، والحسن بن محمّد المروزيّ ، وعلي بن الجعد ، وجماعة سواهم.

أخبرني أبو القاسم الأزهريّ ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ قال : وقال مصعب بن عبد الله الزّبيري : محمّد بن عبد الرّحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب ، واسم أبي ذئب : هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ودّ كان فقيه أهل المدينة. وأمه بريهة بنت عبد الرّحمن ، وخاله الحارث ابن عبد الرّحمن بن أبي ذئب ، وكان ابن أبي ذئب يأمر بالمعروف.

قال مصعب : وبعث المهدي إلى ابن أبي ذئب فأتاه ثم انصرف من بغداد فمات بالكوفة.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا ابن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : قال إبراهيم بن المنذر : ولد ابن أبي ذئب سنة ثمانين سنة الجحاف.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : سمعت العبّاس بن محمّد الدّوريّ يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : قد رأى ابن أبي ذئب عكرمة مولى ابن عبّاس. وقال العبّاس في موضع آخر : سمعت يحيى يقول : ابن أبي ذئب سمع من عكرمة مولى ابن عبّاس.

__________________

ـ ١٩٦ ، ١٩٧ ، وثقات ابن حبان : ٧ / ٣٩٠ ، وكشف الأستار (١٥٨١) ، وسنن الدار قطني : ٣ / ٢٢٩ ، وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١١٩٣ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٥٨ ، والسابق واللاحق : ٣١٩ ، ورجال البخاري للباجي : ٢ / ٦٦٠ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٤٤٤ ، وأنساب القرشيين : ٤٤٣ ، والكامل في التاريخ : ٦ / ٤٢ ، وتهذيب التهذيب : ١ / ٨٩ ، وابن خلكان : ٤ / ١٨٣ ، وسير أعلام النبلاء : ٧ / ٤٥٩ ، وتاريخ الإسلام ، ٦ / ٢٨١ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥٠٧٥ ، والعبر : ٢ / ٢٣١ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢٢٥ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٨٣٧ ، وجامع التحصيل ، الترجمة ٦٩٣ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٨ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٣٠٣ ـ ٣٠٧ ، والتقريب : ٢ / ١٨٤ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٤٤١ ، وشذرات الذهب : ١ / ٢٤٥. والمنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٢٣٢. وسؤالات ابن أبي شيبة ١٣٤

٩٨

أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال : حدّثني جدي قال : سمعت يحيى بن معين يقول : قال لي حجّاج الأعور : كنت أجيء إلى ابن أبي ذئب ببغداد أعرض عليه ما سمعت منه لأصححه ، فما أجترئ أن أصلح بين يديه ، حتى أقوم فأتوارى بأسطوانة أو بشيء فأصلح ثم أعود إليه (١).

أخبرني الأزهريّ ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا ابن منيع قال : رأيت في كتاب عليّ بن المدينيّ أن أبا عبد الله أحمد بن حنبل وحدّثني صالح بن أحمد عن علي قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : كان ابن أبي ذئب عسرا. قال علي : قلت : عسرا؟ (٢) قال : أعسر أهل الدّنيا ، إن كان معك كتاب اقرأه ، وإن لم يكن معك كتاب فإنما هو حفظ (٣) [قال علي : فقلت ليحيى : فأخبرني عن ابن أبي ذئب ومن كنت تحفظ عنه كيف كنت تصنع فيه؟ فقال : كنت أتحفظها وأكتبها].

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ ، أخبرنا عيسى بن علي ، أخبرنا عبد الله بن محمّد البغويّ قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول : كان ابن أبي ذئب رجلا صالحا يأمر بالمعروف. وكان يشبه بسعيد بن المسيب (٤).

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه ، أخبرنا الحسن بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : كان ابن أبي ذئب يشبه بسعيد بن المسيب. قيل لأحمد : خلف مثله ببلاده؟ قال : لا ، ولا بغيرها ـ يعني ابن أبي ذئب (٥) ـ.

وقال ابن أبي داود : سمعت أحمد يقول : كان ابن أبي ذئب ثقة صدوقا. أفضل من مالك بن أنس ، إلّا أن مالكا أشد تنقية للرجال منه ، ابن أبي ذئب لا يبالي عمن يحدّث.

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن القاسم بن خلاد. قال : لما حج

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٤٠.

(١) ٢ في المطبوعة والأصل : «عمن» والتصحيح من تهذيب الكمال.

(٣) انظر الخبر إلى هنا في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٣٩ ـ ٦٤٠. وبقية الخبر ليست في الأصل وتم إكماله من تهذيب الكمال.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٣٥.

(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٣٤.

٩٩

المهدي دخل مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يبق أحد إلّا قام إلّا ابن أبي ذئب ، فقال له المسيب ابن زهير : قم هذا أمير المؤمنين! فقال ابن أبي ذئب : إنما يقوم الناس لرب العالمين. فقال المهدي : دعه فقد قامت كل شعرة في رأسي (١).

أخبرنا الأزهريّ. حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، حدّثني هارون بن سفيان قال : قال أبو نعيم : حججت سنة حج أبو جعفر وأنا ابن إحدى وعشرين سنة ومعه ابن أبي ذئب ، ومالك بن أنس ، فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة عند غروب الشمس. فقال له : ما تقول في الحسن بن زيد ابن الحسن بن فاطمة؟ قال : فقال : إنه ليتحرى العدل. فقال له : ما تقول فيّ مرتين أو ثلاثا؟ فقال : ورب هذه البنية إنك لجائر. قال : فأخذ الربيع بلحيته ، فقال له أبو جعفر : كف يا ابن اللخناء. وأمر له بثلاثمائة دينار (٢).

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن عمران ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكي ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلّاد قال : قال ابن أبي ذئب للمنصور : يا أمير المؤمنين قد هلك الناس ، فلو أعنتهم بما في يديك من الفيء؟ قال : ويلك لو لا ما سددت من الثغور ، وبعثت من الجيوش لكنت تؤتى في منزلك وتذبح. فقال ابن أبي ذئب : فقد سد الثغور وجيش الجيوش ، وفتح الفتوح ، وأعطى الناس أعطياتهم من هو خير منك. قال : ومن هو ويلك؟ قال : عمر بن الخطّاب. فنكس المنصور رأسه ، والسيف بيد المسيب ، والعمود بيد مالك بن الهيثم ، فلم يعرض له ، والتفت إلى محمّد ابن إبراهيم الإمام. فقال : هذا الشيخ خير أهل الحجاز (٣).

حدّثني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصّيرفيّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، وأخبرنا عبد العزيز بن علي بن محمّد القرشيّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ ، حدّثنا يحيى بن أيوب العابد ، حدّثني أبو عمر عبد الله بن كبير ابن أخي إسماعيل بن جعفر ، حدّثني حسن بن زيد قال : كان ولى عبد الصّمد على المدينة. قال : فعاقب بعض القرشيّين وحبسه حبسا ضيقا ، قال : وكتب بعض قرابته إلى أبي جعفر فشكى ذلك إليه وأخبره ، فكتب أبو جعفر إلى المدينة وأرسل رسولا وقال : اذهب فانظر قوما من العلماء فأدخلهم عليه حتى يروا حاله ، وتكتبوا إلىّ

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٤٢.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٤٠ ـ ٦٤١.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٤١ ـ ٦٤٢.

١٠٠