تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٤

١
٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

حرف العين من آباء المحمّدين

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه عبد الله

٩٨٦ ـ محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف ، أبو عبد الله القرشيّ ، ثم الأمويّ (١) :

من أهل مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وكان يعرف بالديباج لحسن وجهه ، وهو أخو القاسم بن عبد الله. حدّث عن أبيه ، وعن نافع مولى ابن عمر ، وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان روى عنه : عبد العزيز بن محمّد الدراوردي ، وجماعة من أهل المدينة. وقيل : إنه قدم على المنصور بغداد وليس يثبت ذلك عندي إلّا أنا نذكر ما قيل في ذلك.

أنبأنا علي بن محمّد بن عيسى البزّاز ، حدّثنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر

__________________

(١) ٩٨٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩١٤ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٣٦ (٢٥ / ٥١٦) وطبقات ابن سعد : ٩ / الورقة ٢٠٠ ، وتاريخ الدوري : ٢ / ٥٢٤ ، وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ٤١٧ ، وتاريخه الصغير : ١ / ٣٢٢ ، و ٢ / ٨١ ، وضعفاؤه الصغير ، الترجمة ٣٢٥ ، والكنى لمسلم الورقة ٦٢ ، وثقات العجلي ، الورقة ٤٧ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٦٣٥ ، وثقات ابن حبان : ٧ / ٤١٧ ، والكامل لابن عدي : ٣ / الورقة ٧٦ ، وأنساب السمعاني : ٥ / ٣٩٠ ، وأنساب القرشيين : ١٠٧ ، ١٥٣ ، والكامل في التاريخ : ٥ / ٢٢٤ ، ٣٧٤ ، ٥٢٢ ، ٥٢٤ ، ٥٢٥ ، و ٦ / ٢١٤ ، وسير أعلام النبلاء : ٦ / ٢٢٤ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥٠٣٩ ، وديوان الضعفاء ، الترجمة ٣٨١١ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٥٦٦٧ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢١٩ ، وتاريخ الإسلام : ٦ / ١٢١ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٧٤٤ ، ورجال ابن ماجة ، الورقة ٨ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٦ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٢٦٨ ـ ٢٦٩ ، والتقريب : ٢ / ١٧٩ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٣٨٥

٣

الجعابيّ قال : محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان يقال له الديباج ، قدم على المنصور بغداد ، وقيل كان محبوسا بالهاشميّة في أمر محمّد وإبراهيم ابني عبد الله ابن الحسن وبها مات ولم يصح دخوله بغداد.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله القطّان ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال : سمعت علي بن المدينيّ يقول : محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان ، هو : أخو عبد الله بن حسن بن حسين لأمه. وكان يقال له : الديباج ، وأمه فاطمة بنت الحسين (١).

قلت : كانت فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب عند الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، فولدت له عبد الله وحسينا ، ثم مات عنها ، فخلف عليها بعده عبد الله بن عمرو بن عثمان ، فولدت له الديباج. وكان جوادا ممدحا ، ظاهر المروءة.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا محمّد بن الحسن النّقّاش : أن الحسن بن سفيان أخبرهم قال : حدّثنا إبراهيم بن المنذر ، حدّثنا محمّد بن معن الغفاري ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال : جمعتنا أمنا فاطمة بنت الحسين بن علي فقالت : يا بني ، إنه والله ما نال أحد من أهل السفه بسفههم شيئا ، ولا أدركوا ما أدركوه ، من لذاتهم إلّا وقد ناله أهل المروءات بمروءاتهم ، فاستتروا بجميل ستر الله عزوجل (٢).

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلويّ ، حدّثنا جدي قال : حدّثني إسماعيل بن يعقوب قال : سمعت عمي عبد الله بن موسى يقول : كان عبد الله بن الحسن يقول : أبغضت محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أيام ولد بغضا ما أبغضته أحدا قط ، ثم كبر وتربى فأحببته حبّا ما أحببته أحدا قط (٣).

أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري ، أخبرنا علي بن عبد الله بن العبّاس بن المغيرة الجوهريّ ، حدّثنا أحمد بن سعيد الدمشقي ، حدّثني الزّبير بن بكّار قال : حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز عن أبي السائب. قال : احتجت إلى لقحة فكتبت إلى محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أسأله أن يبعث إلىّ بلقحة فإني لعلى بابي فإذا بزجر إبل

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥١٨.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥١٩.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥١٩

٤

وإذا فيها عبد يزجر بها. فقلت له : يا هذا ليس هاهنا الطريق. فقال : أردت أبا السائب فقلت : فأنا أبو السائب ، فدفع إليّ كتاب محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان فإذا فيه : أتاني كتابك تطلب لقحة وقد جمعت ما كان بحضرتنا منها وهي تسع عشرة لقحة وبعثت معها بعبد راع ، وهن بدن ، وهو حر إن رجع مما بعثت به شيء في مالي أبدا ، قال : فبعت منهن بثلاثمائة دينار سوى ما احتبست لحاجتي (١).

أخبرنا أبو القاسم الأزهريّ ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم البزّاز ، حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال : أنشدني سليمان بن عياش السّعدي لأبي وجزة السّعدي يمدح محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان :

وجدنا المحض الأبيض من قريش

فتى بين الخليفة والرسول

أتاك المجد من هنا وهنا

وكنت له بمعتلج السيول

فما للمجد دونك من مبيت

وما للمجد دونك من مقيل

ولا ممضى وراءك تبتغيه

وما هو قابل بك من بديل

فدى لك من يصد الحق عنه

ومن يرضى أخاه بالقليل

فلو لا أنت ما حملت ركابي

مؤثلة وما حمدت رحيلي (٢)

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا الحسين بن صفوان ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : محمّد بن عبد الله بن عمرو ابن عثمان بن عفّان ويكنى : أبا عبد الله مات في حبس أبي جعفر (٣).

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ ، حدّثني إبراهيم بم المنذر ، حدّثنا معن قال : أخذ أبو جعفر محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان في سنة خمس وأربعين ، وزعموا أنه قتله ليلة جاءه خروج محمّد بن عبد الله بن حسن المدينة (٤).

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع قال : ومحمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان قتله المنصور أبو جعفر سنة خمس وأربعين ـ يعني ومائه ـ وبعث برأسه إلى خراسان (٥).

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥١٩ ، ٥٢٠.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٢١ ، ٥٢٢.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٢٢.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٢٢.

(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٢٢ ، ٥٢٣

٥

٩٨٧ ـ محمّد بن عبد الله بن المهاجر ، النّصري يعرف بالشّعيثيّ (١) :

من أهل دمشق. حدّث عن أبيه وعن زفر بن وثيمة. روى عنه : وكيع بن الجرّاح ، وعبد الله بن نمير ، وعمر بن علي المقدمي ، وغيرهم. وكان ممن قدم بغداد وحدّث بها.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان. قال هشام بن الغاز : ومحمّد بن عبد الله الشّعيثيّ ـ وسمى جماعة من الشاميين ـ ثم قال : منهم من حمل ومنهم من قدم إلى بغداد ، وكتب أصحابنا عنه ببغداد.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكريّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد الأزهريّ ، حدّثنا ابن الغلابي ، حدّثني أبي ، عن معاذ بن معاذ. قال : لقيت محمّد بن عبد الله الشّعيثيّ ـ وكان أبو جعفر قد ولاه بيت المال. وقال : إنه كان ولينا في زمن بني أميّة ـ فأحسن الولاية. قال معاذ : وكان معه ابن له لقيا ـ أرى ـ مكحولا.

حدّثنا أبو القاسم الأزهريّ ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل الفارسي ، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي ـ في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة ابن الأسقع. قال : ومحمّد بن عبد الله الشّعيثيّ قالوا : إنه أدركه ولا نعلم له عنه حديثا.

أخبرنا السّكريّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : محمّد بن عبد الله بن مهاجر الشّعيثيّ ثقة.

كتب إلينا عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون العجليّ أخبرهم

__________________

(١) ٩٨٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩١٥ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٣٧٦ (٢٥ / ٥٥٩) وتاريخ الدوري : ٢ / ٥٢٤ ، وابن محرز ، الترجمة ٤٠٦ ، وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ٣٩٨ ، والمعرفة ليعقوب : ١ / ١٤١ ، ١٤٢ ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي : ٧٥ ، ٢٦١ ، ٧٠٢ ، وتاريخ واسط : ٢٨٨ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٦٥٤ ، والمراسيل : ١٨٢ ، وثقات ابن حبان : ٧ / ٤٠٧ ، وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٤٢ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥٠٥٠ ، وديوان الضعفاء ، الترجمة ٣٨٠١ ، والمغني : الترجمة ٥٦٧٠ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢٢٢ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٧٤٩ ، ورجال ابن ماجة ، الورقة ٨ ، وجامع التحصيل ، الترجمة ٦٨٨ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٧ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٢٨٠ ـ ٢٨١ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٣٩٧

٦

قال : حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النّصري قال : سألت أبا سفيان عبيد الله ابن سنان النّصري : عن تاريخ موت محمّد بن عبد الله الشّعيثيّ النّصري. قال : قد رأيته وجالسته. مات بعد سنة أربع وخمسين ومائة بيسير.

٩٨٨ ـ محمّد بن عبد الله بن علاثة بن علقمة بن مالك بن عمرو بن عويمر ابن ربيعة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، أبو اليسير العقيليّ (١) :

من أهل حران وهو أخو سليمان وزياد. حدّث عن هشام بن حسّان ، والأوزاعي ، وعلي بن بذيمة ، وعبيد الله بن عمر العمريّ. وروى عنه : عبد الله بن المبارك ، ووكيع ومحمّد بن سلمة الحراني ، وحرمي بن حفص ، وغيرهم. وكان قاضيا بالجانب الشرقي من بغداد زمن المهدي.

أخبرنا أحمد بن علي البادا وأبو بكر البرقاني وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد الفارسي. قالوا : أخبرنا محمّد بن عبد الله الأبهري ، أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمّد الحراني. قال : محمّد بن عبد الله بن علاثة العقيليّ ولى القضاء للمهدي ، وذكروا أنه يكنى أبا اليسير.

أنبأنا إبراهيم بن مخلد ، حدّثنا إسماعيل بن علي الخطبي. قال : استقضى المهدي محمّد بن عبد الله بن علاثة الكلابيّ ، وعافية بن يزيد ، جميعا على الجانب الشرقي من مدينة السلام. وكان زياد بن عبد الله بن علاثة يخلف أخاه على القضاء بعسكر المهدي.

__________________

(١) ٩٨٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩١٦ في المطبوعة.

انظر تهذيب الكمال ٥٣٦٦ (٢٥ / ٥٢٤). طبقات ابن سعد : ٧ / ٣٢٣ ، ٤٨٣ ، وتاريخ الدوري : ٢ / ٥١٤ ، وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٨٠٨ ، وطبقات خليفة : ٣٢٠ ، وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ٣٩٩ ، والتاريخ الصغير : ٢ / ١٨٧ ، والقضاة لوكيع : ٣ / ٢٥١ ، وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٩٤ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٦٣٨ ، والمجروحين لابن حبان : ٢ / ٢٧٩ ، والكامل لابن عدي : ٣ / الورقة ٧٨ ، وسنن الدار قطني : ١ / ١٠٢ ، ، ٢٢١ ، وضعفاء أبي نعيم ، الترجمة ٢٢٢ ، والمدخل إلى الصحيح : ٢٠١ ، وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٤٢ ، والكامل في التاريخ : ٦ / ٣٧ ، ٤٥ ، ٥٦ ، ٨٠ ، ٨٣ ، وسير أعلام النبلاء : ٧ / ٣٠٨ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥٠٤١ ، وديوان الضعفاء ، الترجمة ٣٧٩٤ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٥٦٦٨ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢٢٠ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٧٤٦ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٦ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٢٦٩ ـ ٢٧١ ، والتقريب ، ٢ / ١٧٩ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٣٨٧. والمنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٣٠١

٧

قلت : وكان محمّد بن عبد الله بن علاثة صديقا لسفيان الثّوري ، فلما ولى القضاء أنكر عليه سفيان ذلك.

فأخبرني علي بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، حدّثني عبد الباقي ابن قانع قال : حدّثني بعض شيوخنا قال : استأذن ابن علاثة على سفيان الثّوري بعد أن ولى القضاء ، فدخل عمّار بن محمّد ابن أخت سفيان يستأذن له على سفيان ، فلم يأذن له ، وكان سفيان يعجن كسبا للشاة ، فلم يزل معه عمّار حتى أذن له فدخل ابن علاثة ، فلم يحول سفيان وجهه إليه ، ثم قال له : يا ابن علاثة ألهذا كتبت العلم؟! لو اشتريت صبرا بدرهم؟ ـ يعني سميكا ـ ثم درت في سكك الكوفة لكان خيرا من هذا.

قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات ـ بخطه ـ أخبرني أخي أبو القاسم عبيد الله ابن العبّاس بن الفرات ، أخبرنا علي بن سراج قال : محمّد بن عبد الله بن علاثة ؛ يقال له قاضي الجن! وذلك أن بئرا كانت بين حران وحصن مسلمة فكان من يشرب منها خبطته الجن قال : فوقف عليها فقال : أيها الجن إنا قد قضينا بينكم وبين الإنس فلهم النهار ولكم الليل ، قال : فكان الرجل إذا استسقى منها بالنهار لم يصبه شيء (١).

حدّثني أحمد بن محمّد المستملي ، أخبرنا محمّد بن جعفر الورّاق ، أخبرنا محمّد ابن الحسين أبو الفتح الحافظ قال : محمّد بن عبد الله بن علاثة هو عندي واهي الحديث ، لا يحل يكتب حديثه عن الأوزاعي.

وقال البخاريّ : روى عنه وكيع في حفظه نظر. قال أبو الفتح : ولسنا نقنع بهذا من البخاريّ ، محمّد بن علاثة حديثه يدل على كذبه ، وكان أحد العضل في التزيّد عن الأوزاعي.

قلت : قد أفرط أبو الفتح في الميل على ابن علاثة وأحسبه وقعت إليه روايات لعمرو بن الحصين عن ابن علاثة فنسبه إلى الكذب لأجلها ، والعلة في تلك من جهة عمرو بن الحصين فإنه كان كذابا. وأما ابن علاثة فقد وصفه يحيى بن معين بالثقة ، ولم أحفظ لأحد من الأئمة فيه خلاف ما وصفه به يحيى.

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٢٨

٨

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت العبّاس بن محمّد الدّوريّ يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : محمّد بن علاثة ثقة ، يروى عنه حفص بن غياث وغيره.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني. قال : سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ يقول : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن محمّد بن علاثة : من هو؟ فقال : ثقة.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، أخبرنا محمّد بن إسحاق الثقفي ، حدّثنا حاتم بن اللّيث الجوهريّ ، حدّثنا علي بن الجعد. قال : كان محمّد بن عبد الله بن علاثة من أهل حران ، ولّاه المهدي قضاء بغداد عسكر المهدي فرأيت ابن علاثة ببغداد في مسجد الجامع بالرصافة في زمان المهدي ، وأظن أنه مات في سنة ثلاث وستين ومائة أو نحو ذلك فيما أعلم (١).

قلت : وحكى ابن الجعابيّ عن رجل لقيه بالجزيرة من ولد ابن علاثة أنه مات في سنة ثمان وستين ومائة.

٩٨٩ ـ محمّد أمير المؤمنين المهدي بن عبد الله المنصور بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، يكنى أبا عبد الله (٢) :

وأمه أم موسى بنت منصور الحميريّة ولد بإيذج في سنة سبع وعشرين ومائة. واستخلف يوم مات المنصور بمكة وقام بأمر بيعته الربيع بن يونس. وأتاه بالخبر منارة البربري مولاه في يوم الثلاثاء لست عشرة ليلة خلت من ذي الحجة. والمهدي إذ ذاك ببغداد فأقام بعد قدوم منارة يومين لم يظهر الخبر ، ثم خطب الناس يوم الخميس ونعى لهم المنصور وبويع بيعة العامة ، وذلك في سنة ثمان وخمسين ومائة.

أخبرني علي بن أحمد الرّزّاز ، أخبرنا أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدّثنا محمّد بن عثمان العبسي ، حدّثنا أبي ، حدّثنا وكيع ، حدّثنا فضل بن مرزوق عن ميسرة ـ

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٢٨.

(٢) ٩٨٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩١٧ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٢٠٥ ـ ٢١٩ ، ٨ / ٣١٥ ـ ٣١٧. وتاريخ الطبري ٨ / ١٦٨ ـ ١٨٦. وفوات الوفيات ٢ / ٢٢٥. ودول الإسلام ١ / ٨٦. والبدء والتاريخ ٦ / ٩٥. واليعقوبي ٣ / ١٢٥. والمروج ٢ / ١٩٤ ـ ٢٠١. والوافي بالوفيات ٣ / ٣٠٠

٩

يعني ابن حبيب ـ عن المنهال ـ يعني ابن عمرو ـ عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : منا ثلاثة ؛ منا المنصور ، ومنا السفاح ، ومنا المهدي (١).

وقد ذكر هذا الحديث من رواية الضّحّاك عن ابن عبّاس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرفوعا في أول الكتاب ، فغنينا عن إعادته هاهنا.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبرانيّ ، حدّثنا أبو زيد عبد الرّحمن بن حاتم المرادي ، حدّثنا نعيم بن حمّاد ، حدّثنا يحيى بن يمان ، حدّثنا سفيان وزائدة عن عاصم أبي وائل عن ذرّ عن عبد.

وأخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا الطّبرانيّ ، حدّثنا أبو زيد ، حدّثنا نعيم بن حمّاد ، حدّثنا بقية وعبد القدوس ـ يعني ابن الحجّاج ـ عن صفوان ، عن شريح بن عبيد ، عن كعب قال : ما المهدي إلّا من قريش ، وما الخلافة إلّا فيهم غير أن له أصلا ونسبا في اليمن.

أخبرني الحسن بن أبي بكر قال : كتب إليّ محمّد بن إبراهيم الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال : حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ قال : حدّثني أبو حسّان الزّيادي قال : سنة ثمان وخمسين ومائة بها بويع المهدي محمّد بن عبد الله ابن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس. ويكنى أبا عبد الله وأمه أم موسى بنت منصور بن عبد الله بن شهر بن ذي شهير بن أبي سرح بن شرحبيل بن زيد بن ذي مثوب بن الأشهل بن مثوب بن الحارث بن ثمر ذي الجناح بن لهيعة بن ينعم بن يكنف من ولد ذي رعين من حمير ، وأمها بربرية يقال لها أروى. بويع يوم مات أبو جعفر بمكة. وكان مولده سنة سبع وعشرين ومائة وكان طويلا أسمر جعدا بعينه اليمنى نكتة بياض.

أخبرنا الحسن بن محمّد الجوهريّ ، أخبرنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكي ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلاد ، حدّثنا المعاذي قال : لما جدد المهدي البيعة لنفسه بعد وفاة المنصور كان أول من هنأه بالخلافة وعزاه أبو دلامة فقال :

عيناي ، واحدة ترى مسرورة

بأميرها جذلى ، وأخرى تذرف

__________________

(١) انظر الخبر في : المنتظم ٨ / ٢٠٥

١٠

تبكي وتضحك تارة ، ويسوؤها

ما أنكرت ويسرها ما تعرف

فيسوءها موت الخليفة محرما

ويسرها أن قام هذا الأرأف

ما إن رأيت كما رأيت ولا أرى

شعرا أرجله وآخر ينتف

هلك الخليفة يال أمة أحمد

وأتاكم من بعده من يخلف

أهدى لهذا الله فضل خلافة

ولذاك جنات النّعيم تزخرف

قال : فأمر المهدي بالنداء بالرصافة : إن الصلاة جامعة ، وخطب فنعى المنصور وقال : إن أمير المؤمنين عبد دعى فأجاب ، وأمر فأطاع ، واغرورقت عيناه. فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد بكى عند فراق الأحبة ، ولقد فارقت عظيما وقلدت جسيما. وعند الله أحتسب أمير المؤمنين. وبه عزوجل أستعين على خلافة المسلمين.

أخبرني أبو القاسم الأزهريّ ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة النّحويّ ، أخبرني أبو العبّاس المنصوري قال : لما حصلت في يد المهدي الخزائن والأموال وذخائر المنصور أخذ في رد المظالم وأخرج ما في الخزائن ففرقه حتى أكثر من ذلك ، وبرّ أهله وأقرباءه ومواليه وذوي الحرمة به ، وأخرج لأهل بيته أرزاقا لكل واحد منهم في كل شهر خمسمائة درهم لكل رجل ستة آلاف درهم في السنة ، وأخرج لهم في الأقسام لكل رجل عشرة آلاف درهم ، وزاد بعضهم ، وأمر ببناء مسجد الرصافة ، وحاط حائطها ، وخندق خندقها. وذلك كله في السنة التي قدم فيها مدينة السلام.

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا عبيد الله ابن أحمد المروروذي ، حدّثني أبي قال : حكى لنا عن الربيع أنه قال : مات المنصور وفي بيت المال شيء لم يجمعه خليفة قط قبله مائة ألف ألف درهم وستون ألف ألف درهم ، فلما صارت الخلافة إلى المهدي قسّم ذلك وأنفقه. وقال الربيع : نظرنا في نفقة المنصور فإذا هو ينفق في كل سنة ألفي درهم مما يجيء من مال الشراة.

وأخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا عبيد الله بن أحمد ، حدّثني أبي قال : أخبرت أن الربيع قال : فتح المنصور يوما خزانة مما قبض من خزائن مروان بن محمّد فأحصى فيها اثنى عشر ألف عدل خز. فأخرج منها ثوبا وقال : يا ربيع اقطع من هذا الثوب جبتين ، لي واحدة ولمحمّد واحدة ، فقلت : لا يجيء منه هذا

١١

قال : فاقطع لي منه جبة وقلنسوة ، وبخل بثوب آخر يخرجه للمهدي ، فلما أفضت الخلافة إلى المهدي أمر بتلك الخزانة بعينها ففرقت على الموالي والغلمان والخدم.

أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري ، أخبرنا علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهريّ ، حدّثنا أحمد بن سعيد الدمشقي ، أخبرنا الزّبير بن بكّار ، أخبرني يونس بن عبد الله الخيّاط قال : دخل ابن الخيّاط المكي على أمير المؤمنين المهدي وقد مدحه ، فأمر له بخمسين ألف درهم ، فلما قبضها فرقها على الناس وقال :

أخذت بكفي كفه أبتغي الغنى

ولم أدر أن الجود من كفه يعدي

فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى

أفدت ، وأعداني فبددت ما عندي

فنمى إلى المهدي ؛ فأعطاه بدل كل درهم دينارا! (١).

أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل ، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد ، حدّثنا هارون بن ميمون الخزاعيّ ، حدّثنا أبو حزية الباذغيسي (٢) ، قال : قال المهدي أمير المؤمنين : ما توسل إليّ أحد بوسيلة ، ولا تذرع بذريعة ، هي أقرب إلى ما يحب من تذكيري يدا سلفت مني إليه أتبعها أختها ، وأحسن ربها ، لأن منة الأواخر يقطع شكر الأوائل (٣).

أخبرني محمّد بن عبد الواحد بن محمّد الأكبر ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، أخبرني محمّد بن الفضل ، أخبرني بعض أهل الأدب عن حسن الوصيف قال : قعد المهدي قعودا عامّا للناس ، فدخل رجل وفي يده نعل في مناديل ، فقال : يا أمير المؤمنين هذه نعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قد أهديتها لك. فقال : هاتها ، فدفعها إليه ، فقبل باطنها ووضعها على عينيه ، وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم. فلما أخذها وانصرف قال لجلسائه : أترون أني لم أعلم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم [ير النعل] هذه فضلا عن أن يكون لبسها؟ ولو كذبناه. قال الناس : أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فردها عليّ ، وكان من يصدقه أكثر ممن يدفع خبره ، إذ كان من شأن العامة الميل إلى أشكالها ، والنّصرة للضعيف على القوي وإن كان ظالما ، فاشترينا لسانه ، وقبلنا هديته ، وصدقنا قوله ، ورأينا الذي فعلناه أنجح وأرجح (٤).

__________________

(١) انظر الخبر في : المنتظم ٨ / ٢٠٩.

(٢) في المنتظم : «أبو حزمة الباذغيس».

(٣) انظر الخبر في : المنتظم ٨ / ٢١٠.

(٤) انظر الخبر في : المنتظم ٨ / ٢١٠ ، ٢١١

١٢

أخبرنا أبو الحسن الطاهري ، أخبرنا علي بن عبد الله بن المغيرة ، حدّثنا أحمد بن سعيد ، حدّثنا الزّبير بن بكّار ، حدّثني المدائنيّ قال : دخل على المهدي رجل فقال : يا أمير المؤمنين إن المنصور شتمني وقذف أبي ؛ فإما أمرتني أن أحلله وإما عوضتني فاستغفرت له. قال : ولم شتمك؟ قال : شتمت عدوه بحضرته فغضب. قال : ومن عدوه الذي غضب لشتمه؟ قال : إبراهيم بن عبد الله بن حسن. قال : إن إبراهيم أمس به رحما وأوجب عليه حقا ؛ فإن كان شتمك كما زعمت فعن رحمه ذب ، وعن عرضه دفع ، وما أساء من انتصر لابن عمه قال : إنه كان عدوا له. قال : فلم ينتصر للعداوة إنما انتصر للرحم. فأسكت الرجل. فلما ذهب ليولى ، قال لعلك : أردت أمرا فلم تجد له ذريعة عندك أبلغ من هذه الدعوى؟ قال : نعم. فتبسم ثم أمر له بخمسة آلاف درهم.

أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، حدّثني أبو الحسن عبد الله بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن زياد قال : دخل مروان بن أبي حفصة على المهدي وعنده جماعة ، فأنشده :

صحا بعد جهل واستراحت عواذله

قال : فقال لي : ويلك كم هي بيتا؟ قلت : يا أمير المؤمنين سبعون بيتا. قال : فإن لك عندي سبعين ألفا. قال : فقلت في نفسي بالنسيئة : إنا لله وإنا إليه راجعون؟ ثم قلت : يا أمير المؤمنين اسمع مني أبياتا حضرت فما في الأرض أنبل من كفيلي ، قال : هات. فاندفعت فأنشدته :

كفا كم بعبّاس أبي الفضل والدا

فما من أب إلّا أبو الفضل فاضله

كأن أمير المؤمنين محمّدا

أبو جعفر في كل أمر يحاوله

إليك قصرنا النصف من صلواتنا

مسيرة شهر بعد شهر نواصله

فلا نحن نخشى أن يخيب مسيرنا

إليك ولكن أهنأ الخير عاجله

قال : فتبسم وقال : عجلوها له ، فحملت إلى من وقتها.

أخبرنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي ، حدّثني عبد الله بن هارون بن موسى الفروي ، حدّثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن أبيه قال : دخل أبي وأصحابه على المهدي بالمدينة ، فدخل عليه المغيرة بن

١٣

عبد الرّحمن المخزومي وأبو السائب والعثماني وابن أخت الأحوص ، فقال لهم : أنشدوني ، فأنشده عبد العزيز الماجشون :

وللناس بدر في السماء يرونه

وأنت لنا بدر على الأرض مقمر

فبالله يا بدر السماء وضوءه

تراك تكافى عشر مالك أضمر؟

وما البدر إلّا دون وجهك في الدجى

يغيب فتبدو حين غاب فتقمر

وما نظرت عيني إلى البدر طالعا

وأنت تمشى في الثياب فتسحر

وأنشده ابن أخت الأحوص :

قالت كلابة : من هذا؟ فقلت لها

هذا الذي أنت من أعدائه زعموا

إني امرؤ لج بي حب فأحرضني

حتى بليت وحتى شفني السقم

وأنشده المغيرة بن عبد الرّحمن :

رمى البين من قلبي السواد ، فأوجعا

وصاح فصيح بالرحيل ، فأسمعا

وغرد حادي البين وانشقت العصا

وأصبحت مسلوب الفؤاد مفجعا

كفا حزنا من حادث الدهر أنني

أرى البين لا أسطيع للبين مدفعا

وقد كنت قبل البين بالبين جاهلا

فيا لك بين ما أمر وأفظعا

وأنشده أبو السائب :

أصيخا لداعي حب ليلى فيمما

صدور المطايا نحوها فتسمعا

خليلي إن ليلى أقامت فإنني

مقيم وإن بانت فبينا بنا معا

وإن أثبتت ليلى بربع غدوها

فعيذا لنا بالله أن نتزعزعا

قال : والله لأغنينكم فأجاز أربعة بعشرة آلاف دينار عشرة آلاف دينار.

أخبرني الحسن بن محمّد بن الحسن الخلّال ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ ، حدّثنا الحسن بن علي العنزي ، حدّثنا العبّاس بن عبد الله بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العبّاس ، حدثتني جدتي فائقة بنت عبد الله أم عبد الواحد بن جعفر بن سليمان قالت : أنا يوما عند المهدي أمير المؤمنين ، وكان قد خرج متنزها إلى الأنبار ـ إذ دخل عليه الربيع ومعه قطعة من جراب فيه كتابة برماد وخاتم من طين قد عجن بالرماد ، وهو مطبوع بخاتم الخلافة فقال : يا أمير المؤمنين ما رأيت أعجب من هذه الرقعة؟ جاءني بها رجل أعرابي وهو ينادي : هذا كتاب أمير المؤمنين المهدي دلوني على هذا الرجل الذي يسمى الربيع ، فقد

١٤

أمرني أن أدفعها إليه ، وهذه الرقعة. فأخذها المهدي وضحك وقال : صدق هذا خطي وهذا خاتمي أفلا أخبركم بالقصة كيف كانت؟ قلنا : أمير المؤمنين أعلى عينا في ذلك. قال : خرجت أمس إلى الصيد في غب سماء. فلما أصحّت هاج علينا ضباب شديد وفقدت أصحابي حتى ما رأيت منهم أحدا وأصابني من البرد والجوع والعطش ما الله به أعلم ، وتحيرت عند ذلك ، فذكرت دعاء سمعته من أبي يحكيه عن أبيه عن جده عن ابن عبّاس رفعه قال : «من قال إذا أصبح وإذا أمسى : بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلّا بالله ، اعتصمت بالله وتوكلت على الله ، حسبي الله لا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم ، وقى وكفى وشفى من الحرق والغرق والهدم وميتة السوء» فلما قلتها رفع لي ضوء نار فقصدتها فإذا بهذا الأعرابيّ في خيمة له ، وإذا هو يوقد نارا بين يديه ، فقلت : أيها الأعرابيّ! هل من ضيافة؟ قال : انزل. فنزلت. فقال لزوجته : هاتي ذاك الشعير ، فأتت به فقال : اطحنيه ، فابتدأت تطحنه فقلت له : اسقني ماء ، فأتاني بسقاء فيه مذقة من لبن أكثرها ماء فشربت منها شربة ما شربت شيئا قط ، إلّا هي أطيب منه. قال : وأعطاني حلسا ، فوضعت رأسي عليه فنمت نومة ما نمت نومة أطيب منها وألذ ، ثم انتبهت فإذا هو قد وثب إلى شويهة فذبحها ، وإذا امرأته تقول له : ويحك قتلت نفسك وصبيتك ، إنما كان معاشكم من هذه الشاة فذبحتها فبأي شيء نعيش؟ قال : فقلت : لا عليك هات الشاة فشققت جوفها واستخرجت كبدها بسكين كانت في خفى ، فشرحتها ثم طرحتها على النار فأكلتها ، ثم قلت : هل عندك شيء أكتب لك فيه؟ فجاءني بهذه القطعة الجراب ، فأخذت عودا من الزناد الذي كان بين يديه فكتبت له هذا الكتاب ، وختمته بهذا الخاتم وأمرته أن يجيء ويسأل على الربيع فيدفعها إليه ، فإذا في الرقعة خمسمائة ألف درهم فقال : والله ما أردت إلّا خمسين ألف درهم ، ولكن جرت بخمسمائة ألف درهم لا أنقص والله منها درهما واحدا ولو لم يكن في بيت المال غيرها ، احملوها معه ، فما كان إلّا قليلا حتى كثرت إبله وشاؤه وصار منزلا من المنازل ينزله الناس ممن أراد الحج من الأنبار إلى مكة ، وسمى منزل مضيّف أمير المؤمنين المهدي (١).

أخبرني أبو القاسم الأزهريّ ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة قال : وخرج المهدي يوما إلى الصيد فانقطع عن خاصته ، فدفع إلى أعرابي ،

__________________

(١) انظر الخبر في : المنتظم ٨ / ٢١١ ، ٢١٢

١٥

وهو يريد البول فقال : يا أعرابي احفظ علىّ فرسي حتى أبول ، فسعى نحوه وأخذ بركابه ، فنزل المهدي ودفع الفرس إليه ، فأقبل الأعرابي على السرج يقلع حليته ، وفطن المهدي وقد أخذ حاجته ، فقدم إليه فرسه وجاءت الخيل نحوه وأحاطت به ، ونذر بها الأعرابيّ فولى هاربا ، فأمر برده فقال ـ وخاف أن يكون قد غمز به ـ فقال : خذوا ما أخذنا منكم ودعونا نذهب إلى حرق الله وناره! فقال المهدي ـ وصاح به ـ تعال لا بأس عليه ، فقال : ما تشاء جعلني الله فداء فرسك. فضحك من حضره وقالوا : ويلك ، هل رأيت إنسانا قط قال هذا؟ قال : فما أقول؟ قالوا : قل جعلني الله فداءك يا أمير المؤمنين. قال : أوهذا أمير المؤمنين؟! قالوا : نعم! قال : والله لئن أرضاه هذا مني ما يرضيني ذاك فيه ، ولكن جعل الله جبريل وميكائيل فداءه وجعلني فداءهما. فضحك المهدي واستطابه ، وأمر له بعشرة آلاف درهم ، فأخذها وانصرف. قال ابن عرفة : وبلغني أن المهدي لما فرغ من بناء عيسى آباذ ركب في جماعة يسير لينظر ، فدخله مفاجأة وأخرج من كان هناك من الناس. وبقي رجلان خفيا عن أبصار الأعوان ، فرأى المهدي أحدهما ، وهو دهش ما يعقل فقال : من أنت؟ قال : أنا ، أنا ، أنا ، قال : ويلك من أنت؟ قال : لا أدري. قال : ألك حاجة؟ قال : لا لا. قال : أخرجوه اخرج الله نفسه. فدفع في قفاه فلما خرج قال لغلام له : اتبعه من حيث لا يعلم ، فاسأل عن أمره ومهنته فإني أخاله حائكا ، فخرج الغلام يقفوه. ثم رأى الآخر فاستنطقه ، فأجابه بقلب جريء ، ولسان منبسط ، فقال : من أنت؟ فقال : رجل من أبناء رجال فأتمتع بالنظر ، وأكثر الدعاء لأمير المؤمنين بطول المدة وتمام النعمة ، ونماء العز والسلامة. قال : أفلك حاجة؟ قال : نعم ، خطبت ابنة عمي فردني أبوها ، وقال : لا مال لك. والناس يرغبون في الأموال ، وأنا بها مشعوف ، ولها وامق. قال : قد أمرت لك بخمسين ألف درهم ، قال : جعلني الله فداءك يا أمير المؤمنين قد وصلت فأجزلت الصلة ، ومننت فأعظمت المنة ، فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه ، وآخر أيامك خيرا من أولها ، وأمتعك بما أنعم به ، وأمتع رعيتك بك. فأمر أن تعجل له صلته ، ووجه ببعض خاصته معه وقال : سل عن مهنته فإني أخاله كاتبا. فرجع الرسولان معا ، فقال الأول : وجدت الأول حائكا. وقال الآخر : وجدت الرجل كاتبا ، فقال المهدي : لم تخف علىّ مخاطبة الكاتب والحائك (١).

__________________

(١) انظر الخبر في : المنتظم ٨ / ٢١٢ ـ ٢١٤

١٦

أخبرنا محمّد بن علي بن مخلد الورّاق ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي قال : قال عمرو بن أبي عمرو الأعجمي : اعترضت امرأة المهدي فقالت : يا عصبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم انظر في حاجتي. فقال المهدي : ما سمعتها من أحد قبلها ، ثم قال : اقضوا حاجتها وأعطوها عشرة آلاف درهم (١).

أخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز ، أخبرنا أحمد بن قانع بن مرزوق القاضي ، حدّثنا أبو شعيب الحراني ، حدّثنا أبو زيد قال : سمعت الضّحّاك يقول : قدم المهدي علينا البصرة فخرج يصلي العصر ، فقام إليه أعرابي فقال : يا أمير المؤمنين مر المؤذّن لا يقيم حتى أتوضأ! فضحك المهدي وقال للمؤذن : لا تقم حتى يتوضأ الأعرابي.

أخبرني القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ ، أخبرنا سهل بن أحمد الدّيباجيّ ، حدّثنا أبو خليفة ، حدّثنا رفيع بن سلمة ، عن أبي عبيدة قال : كان المهدي يصلي بنا الصلوات في المسجد الجامع بالبصرة لما قدمها ، فأقيمت الصلاة يوما ، فقال اعرابي : يا أمير المؤمنين لست على طهر ، وقد رغبت إلى الله في الصلاة خلفك فمر هؤلاء أن ينتظروني. فقال : انتظروه رحمكم الله. ودخل إلى المحراب ووقف إلى أن قيل له قد جاء الرجل فكبر. فعجب الناس من سماحة أخلاقه.

أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشميّ ، حدّثنا محمّد بن عمرو بن البختريّ الرّزّاز. وأخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا عثمان ابن أحمد الدّقّاق قالا : حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء ، حدّثني عبيد الله بن فرقد مولى المهدي قال : هاجت ريح زمن المهدي ، فدخل المهدي بيتا في جوف بيت ، فألزق خده بالتراب ثم قال : اللهم إني بريء من هذه الجناية كل هذا الخلق غيري ، فإن كنت المطلوب من بين خلقك فها أنا ذا بين يديك ، اللهم لا تشمت بي أهل الأديان ، فلم يزل كذلك حتى انجلت الريح (٢). واللفظ لحديث الرّزّاز.

أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا ، حدّثنا عبّاس ـ يعني ابن هشام ـ عن أبيه قال : توفي المهدي بقرية يقال لها الرذ ، ليلة الخميس لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا أبو الحسين بن

__________________

(١) انظر الخبر في : المنتظم ٨ / ٢١٤.

(٢) انظر الخبر في : المنتظم ٨ / ٢١٤ ، ٢١٥

١٧

البراء قال : ومات المهدي بالرذ من ماسبذان لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين ومائة ، وكان نقش خاتمه : العزة لله ، وكان عمره ثلاثا وأربعين سنة وخلافته عشر سنين وشهر وخمسة أيام.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم قال : قال أبو بكر السّدوسيّ : توفي المهدي بماسبذان ، وصلى عليه الرشيد وتوفي وله ثلاث وأربعون سنة. أخبرنا علي بن أحمد المقرئ ، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس ، أخبرنا أبو بكر ابن أبي الدّنيا ، حدّثني العجليّ عن عمرو بن محمّد عن أبي معشر قال : توفي المهدي وهو ابن ثلاث وأربعين سنة.

وقال ابن أبي الدّنيا : حدّثنا محمّد بن صالح قال : حدّثني عبد الله بن محمّد المظفري قال : توفي المهدي وهو ابن خمس وأربعين سنة.

٩٩٠ ـ محمّد بن عبد الله بن رزين ، أبو الشّيص الشّاعر ، يكنى : أبا جعفر ، وأبا الشّيص لقب (١) :

وهو ابن عم دعبل بن علي الخزاعيّ ، وقيل : هو محمّد بن رزين. وكان عم دعبل والأول أصح. كان أحد شعراء الرشيد وله فيه مدائح كثيرة. ولما مات الرشيد رثاه ومدح الأمين. ومما يستحسن من شعره قصيدته الضادية التي أولها :

أبقى الزمان به ندوب عضاض

ورمى سواد قرونه ببياض

وهي قصيدة مشهورة سائرة.

قرأت على الحسن بن علي الجوهريّ ، عن أبي عبيد الله المرزباني قال : روى عن عبد الله بن المعتز عن أبي خلف العامري ـ من بني عامر بن صعصعة ـ. قال : من قال إنه كان في الدّنيا أشعر من أبي الشّيص فكذبه ، والله للشعر على لسانه كان أسهل من شرب الماء على العطاش ، ولقد كان يفضل على شعراء زمانه يقرون له بذلك لا يستنكفون ، وكان من أعذب الناس ألفاظا ، وأجودهم كلاما ، وأحكمهم رصفا ، وكان وصافا للشراب ، مداحا للملوك ، ودعبل بن علي ابن عمه. ويقال : إنه منه استقى وحفظ أشعاره كلها ، فاحتذى عليها.

وقال المرزباني : حدّثني علي بن هارون ، أخبرني أبي قال : من بارع شعر أبي

__________________

(١) ٩٩٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩١٨ في المطبوعة

١٨

الشّيص قوله يمدح الرشيد عند ورود الخبر بهزيمة نقفور وفتح بلد الروم من قصيدة :

شددت أمير المؤمنين قوى الملك

صدعت بفتح الروم أفئدة الترك

قريت سيوف الله هام عدوه

وطأطأت للإسلام ناصية الشرك

فأصبحت مسرورا ولا بغى ضاحكا

وأصبح نقفور على ملكه يبكي

أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم الأزديّ الكاتب ، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال : أنشدني أحمد بن صدقة لأبي الشّيص :

جاء الرسول ببشرى منك تطمعني

فكان أكبر وهمي أنه وهما

فما فرحت ولكن زادني حزنا

علمي بأن رسولي لم يكن فهما

كم من سريرة حب قد خلوت بها

ودمعة تملأ القرطاس والقلما

٩٩١ ـ محمّد بن عبد الله بن الزّبير بن عمر بن درهم ، أبو أحمد الكوفيّ الزّبيري مولى بني أسد (١) :

سمع مسعر بن كدام ، ومالك بن مغول ، وسفيان الثّوري ، ومالك بن أنس ، وإسرائيل بن يونس ، وبشير بن سلمان. روى عنه : أحمد بن حنبل ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، والفضل بن سهل الأعرج ، وأحمد بن الوليد الفحام ، وغيرهم. قدم أبو أحمد بغداد وحدّث بها. وذكر ابن الجعابيّ أن له أخا يسمى حسنا من وجوه الشيعة يروى عنه.

__________________

(١) ٩٩١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩١٩ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٣٤٣ (٢٥ / ٤٧٦). طبقات ابن سعد : ٦ / ٤٠٢ ، وتاريخ الدوري : ٢ / ٥٢٣ ، وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٩٥ ، وتاريخ خليفة ٤٧١ ، وطبقاته : ١٧٢ ، وعلل أحمد : ١ / ١٦ ، ١٢٦ ، ١٤١ ، ١٧٣ ، ١٩٨ ، ٢٥٦ ، ٢٥٩ ، ٣٦١ ، وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ٤٠٠ ، وتاريخه الصغير : ٢ / ٣٩٨ ، والكنى لمسلم ، الورقة ٥ ، وثقات العجلي ، الورقة ٤٧ ، والترمذي (٤١٧ ، ٢٨٣٥) ، والمعرفة ليعقوب : ١ / ٤٨٣ ، ٥١٩ ، ٧١٧ ، و ٢ / ٥٥٨ ، و ٣ / ٩٢ ، ١٠٧ ، ٢٤١ ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي : ٤٧٨ ، ٦٠٩ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٦١١ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ٥٨ ، وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١٢٦٢ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٥٧ ، ورجال البخاري للباجي : ٢ / ٦٥٢ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٤٤١ ، وسير أعلام النبلاء : ٩ / ٥٢٩ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥٠٢٣ ، والعبر : ١ / ٣٤١ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢١٧ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٧٥٠ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٦٤ (أيا صوفيا ٣٠٠٧) ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٤ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٢٥٤ ـ ٢٥٥ ، والتقريب : ٢ / ١٧٦ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٣٦٥ ، وشذرات الذهب : ٢ / ٧

١٩

أنبأنا أحمد بن علي اليزدي ، أخبرنا أبو أحمد الحافظ قال : أبو أحمد محمّد بن عبد الله بن الزّبير الأسدي مولى لبني أسد ، وليس من ولد الزّبير بن العوّام ، كوفي قدم بغداد.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا أحمد بن سعيد بن مرابا السّوسي ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : الزّبيري كان يبيع القت بزبالة وإنما سماه أهل بغداد الزّبيري ، وهو محمّد ابن عبد الله بن الزّبير وليس هو من الزّبيريين. وكل ما أذكره عن يحيى بن معين بهذا الإسناد فهو عن محمّد بن عبد الواحد الأكبر المكنى : أبا عبد الله ، ولم يكن سماع أخيه محمّد المكنى أبا الحسن.

أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد ابن يحيى المزكي ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي السّرخسيّ ، حدّثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزيّ السّلميّ ، قال : سمعت نصر بن علي يقول : سمعت أبي أحمد الزّبيري يقول : لا أبالي إن سرق مني كتاب سفيان ، إني أحفظه كله.

أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ قال : قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العبّاس بن سعيد قال : حدّثني عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة قال : سمعت ابن نمير يقول : أبو أحمد الزّبيري صدوق وهو في الطبقة الثالثة من أصحاب الثّوري. ما علمت إلّا خيرا ، مشهور بالطلب ، ثقة صحيح الكتاب ، وكان صديق أبي نعيم ، وسماعهما قريب ، أبو نعيم أسن منه وأقدم سماعا.

أخبرني علي بن الحسن بن محمّد الدّقّاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، أخبرنا عمر بن محمّد بن شعيب الصّابوني ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : قال أبو عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ : أبو أحمد الزّبيري كان كثير الخطأ في حديث سفيان.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ يقول : قلت ليحيى بن معين : فالزّبيري ـ أعني أبا أحمد ـ؟ قال : ليس به بأس.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا

٢٠