تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٤

ونبهنا ذلك الشاب على الصواب ، وهو كذا ، وعرف ذلك الشاب ، أنا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قال.

أخبرني على بن المحسن القاضي حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المعدّل قال سمعت أبا جعفر محمّد بن محمّد بن أحمد بن عبد الله المقرئ يقول : قال لي أحمد ابن محمّد بن يوسف الأصبهاني ـ وهو ابن أختي : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم فقلت : يا رسول الله! عمن آخذ علم القرآن؟ فقال : «عن أبي بكر بن الأنباريّ» قلت : فالفقه؟ قال : «عن أبي إسحاق المروزيّ».

أنبأنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب الواسطيّ قال قال محمّد بن جعفر التميميّ النّحويّ : فأما أبو بكر محمّد بن القاسم [بن] (١) الأنباريّ فما رأينا أحفظ منه ولا أغزر بحرا من علمه ، وحدّثني عنه أبو الحسن العروضي. قال : اجتمعت أنا وهو عند الراضي على الطعام ـ وكان قد عرف الطباخ ما يأكل أبو بكر فكان يسوى له قلية يابسة. قال : فأكلنا نحن من ألوان الطعام وأطيابه وهو يعالج تلك القلية ، ثم فرغنا وأتينا بحلواء فلم يأكل منها وقام وقمنا إلى الخيش فنام بين الخيشين ، ونمنا نحن في خيش ينافس فيه ، ولم يشرب ماء إلى العصر ، فلما كان مع العصر قال لغلام : الوظيفة. فجاءه بماء من الحب ، وترك الماء المزمل بالثلج ، فغاظني أمره فصحت بصيحة ، فأمر أمير المؤمنين بإحضاري. وقال : ما قصتك؟ فأخبرته ، وقلت : هذا يا أمير المؤمنين يحتاج إلى أن يحال بينه وبين تدبير نفسه ، لأنه يقتلها ، ولا يحسن عشرتها. قال : فضحك وقال له : في هذا لذة ، وقد جرت به العادة ، وصار إلفا فلن يضره. ثم قلت : يا أبا بكر! لم تفعل هذا بنفسك؟ قال أبقى على حفظي. قلت له : قد أكثر الناس في حفظك! فكم تحفظ؟ قال : أحفظ ثلاثة عشر صندوقا.

قال محمّد بن جعفر : وهذا ما لا يحفظ لأحد قبله ولا بعده ، وكان أحفظ الناس للغة ، ونحو ، وشعر ، وتفسير قرآن.

فحدثت أنه كان يحفظ عشرين ومائة تفسير من تفاسير القرآن بأسانيدها.

وقال لنا أبو العبّاس بن يونس : كان آية من آيات الله في الحفظ.

وقال لنا أبو الحسن العروضي : كان يتردد ابن الأنباريّ إلى أولاد الراضي ، فكان

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٤٠١

يوما من الأيام قد سألته جارية عن شيء من تفسير الرؤيا ، فقال : أنا حاقن ثم مضى ، فلما كان من غد : عاد وقد صار معبرا للرؤيا ، وذاك أنه مضى من يومه فدرس كتاب الكرماني وجاء. قال : وكان يأخذ الرطب يشمه ويقول : أما إنك لطيب ، ولكن أطيب منك حفظ ما وهب الله لي من العلم.

قال محمّد بن جعفر : ومات ابن الأنباريّ فلم نجد من تصنيفه إلا شيئا يسيرا ، وذاك أنه إنما كان يملي من حفظه ، وقد أملى كتاب غريب الحديث ، قيل إنه خمس وأربعون ألف ورقة ، وكتاب شرح الكافي وهو نحو ألف ورقة ، وكتاب الهاءات ، نحو ألف ورقة ، وكتاب الأضداد ـ وما رأيت أكبر منه ـ وكتاب المشكل أملاه وبلغ إلى (طه) وما أتمه وقد أملاه سنين كثيرة ، والجاهليات ، سبعمائة ورقة ، والمذكر والمؤنث ما عمل أحد أتم منه ، وعمل رسالة المشكل ردا على ابن قتيبة وأبي حاتم ونقضا لقولهما ، وحدثت عنه أنه مضى يوما في النخاسين وجارية تعرض حسنة كاملة الوصف ، قال : فوقعت في قلبي ثم مضيت إلى أمير المؤمنين الراضي فقال لي : أين كنت إلى الساعة؟ فعرفته ، فأمر بعض أسبابه فمضى فاشتراها وحملها إلى منزلي ، فجئت فوجدتها ، فعلمت الأمر كيف جرى فقلت لها : كوني فوق إلى أن أستبرئك ، وكنت أطلب مسألة قد أحيلت على فاشتغل قلبي ، فقلت للخادم : خذها وامض بها إلى النخاس فليس قدرها أن تشغل قلبي عن علمي ، فأخذها الغلام ، فقالت : دعني أكلمه بحرفين! فقالت : أنت رجل لك محل وعقل ، وإذا أخرجتني ولم تعين لي ذنبي لم آمن أن يظن الناس في ظنا قبيحا ، فعرفنيه قبل أن تخرجني. فقلت لها : مالك عندي عيب غير أنك شغلتني عن علمي! فقالت : هذا أسهل عندي. قال فبلغ الراضي أمره فقال : لا ينبغي أن يكون العلم في قلب أحد أحلى منه في صدر هذا الرجل. ولما وقع في علة الموت أكل كل شيء كان يشتهي ، وقال : هي علة الموت.

حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الله النّحويّ المؤدّب ـ مذاكرة من حفظه ـ قال حدّثني أبي قال سمعت أبا بكر بن الأنباريّ يقول : دخلت البيمارستان بباب المحول فسمعت صوت رجل في بعض البيوت يقرأ : (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) [العنكبوت ١٩] فقال : أنا لا أقف إلا على قوله : (كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ) فأقف على ما عرفه القوم وأقروا به ، لأنهم لم يكونوا يقرون بإعادة الخلق ، وابتدئ بقوله : (ثُمَّ يُعِيدُهُ) فيكون خبرا ، وأما ما قرأه علي بن أبي طالب : (وَادَّكَرَ بَعْدَ

٤٠٢

أُمَّةٍ) [يوسف ٤٥] فهو وجه حسن ، الأمة النسيان. وأما أبو بكر بن مجاهد فهو إمام في القراءة ، وأما ما قرأه الحمق ـ يعني ابن شنبوذ ـ (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [المائدة ١١٨] فخطأ ، لأن الله تعالى قد قطع لهم بالعذاب في قوله : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) [النساء ٤٨] قال : فقلت لصاحب البيمارستان : من هذا الرجل؟ فقال : هذا إبراهيم بن الموسوس محبوس. فقلت : ويحك هذا أبي بن كعب! افتح الباب عنه ، ففتح الباب فإذا أنا برجل منغمس في النجاسة ، والأدهم في قدميه ، فقلت : السلام عليكم. فقال : كلمة مقولة ، فقلت : ما منعك من رد السلام على؟ فقال : السلام أمان وإني أريد أن أمتحنك ، ألست تذكر اجتماعنا عند أبي العبّاس ـ يعني ثعلبا ـ يوم كذا في شهر (١) كذا وعرفني ما ذكرته فعرفته ، وإذا به رجل من أفاضل أهل العلم. فقال لي : هذا الذي تراني منغمسا فيه ما هو؟ فقلت الخرء يا هذا. فقال : وما جمعه؟ فقلت خروء. فقال لي صدقت. وأنشد :

كأنّ خروء الطّير فوق رءوسهم

ثم قال لي : والله لو لم تجبني بالصواب لأطعمتك منه ، فقلت : الحمد لله الذي أنجاني منك. وتركته وانصرفت.

حدّثني على بن أبي على حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال : ولد أبو بكر بن الأنباريّ سنة إحدى وسبعين ومائتين. وتوفي ليلة النحر من ذي الحجة من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.

١٥٤١ ـ محمّد بن القاسم بن محمّد ، أبو عبد الله الأزديّ ، يعرف بابن بنت كعب البزّاز (٢) :

حدّث عن حميد بن الربيع ، والحسن بن عرفة ، وعلى بن حرب. وإبراهيم بن محمّد العتيق (٣). والهيثم بن سهل ، وعلى بن الحسن الأنصاريّ. روى عنه القاضي أبو الحسن الجرّاحي ، ويوسف بن عمر القواس ، ومحمّد بن إسحاق القطيعيّ ، وأبو الحسن الدّارقطنيّ ، وأبو القاسم بن الثلاج ، وكان ثقة صالحا دينا.

__________________

(١) في الأصل : «في يوم» وما أثبتناه مناسب للمعنى.

(٢) ١٥٤١ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٢٥ في المطبوعة.

(٣) في الأنساب ٨ / ٣٩٣ : «العتيقي : هذه النسبة إلى عتيق ، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب.

٤٠٣

أنبأنا أبو بكر البرقاني حدّثنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن القاسم بن محمّد الأزديّ ابن بنت كعب حدّثنا علي بن الحسن الأنصاريّ ـ من ولد أبي أيّوب. حدّثنا وكيع بن الجرّاح عن سفيان بن سعيد عن أبي إسحاق عن الحارث بن علي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : «أربعة من كنز الجنة : إخفاء الصدقة ، وكتمان المصيبة ، وصلة الرحم ، وقول لا حول ولا قوة إلا بالله (١)».

قال البرقاني قال لنا أبو الحسن : لم نكتبه بهذا الإسناد إلا عن هذا الشيخ.

قرأت بخط أبي القاسم بن الثلاج : توفى أبو عبد الله محمّد بن القاسم بن محمّد ابن بنت كعب البزّاز في ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.

١٥٤٢ ـ محمّد بن القاسم بن حمدون ، أبو عبد الله العطّار (٢) :

سامري الأصل ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه كان جده أبا أمه ، وأنه حدثه عن محمّد بن أبي العوّام الرياحي ومحمّد بن يونس الكديمي. وقال : غرق ببغداد بين الجسرين في المحرم من سنة ثلاثين وثلاثمائة. وذكر في موضع آخر أنه غرق في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.

١٥٤٣ ـ محمّد بن القاسم الصّابونيّ (٣) :

أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن عمي (٤) حدّثنا محمّد ابن القاسم الصّابونيّ البغداديّ حدّثنا محمّد بن الحسن بن سماعة حدّثنا نهشل بن كثير عن أبيه. قال : أدخل الشّافعيّ يوما إلى بعض حجر هارون الرشيد يستأذن على أمير المؤمنين ـ ومعه سراج الخادم ، فأقعده عند أبي عبد الصّمد مؤدب أولاد الرشيد ، فقال سراج للشافعي : يا أبا عبد الله هؤلاء أولاد أمير المؤمنين وهذا مؤدبهم ، فلو أوصيته بهم. فأقبل على أبي عبد الصّمد فقال له : ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح أولاد أمير المؤمنين إصلاحك نفسك ، فإن أعنتهم معقودة بفيك ، فالحسن عندهم ما تستحسنه ، والقبيح عندهم ما تركته ، علمهم كتاب الله ، ولا تكربهم عليه ، فيملوا ، ولا تتركهم فيهجروه ، ثم روهم من الشعر أعفه ، ومن الحديث أشرفه ، ولا تخرجنهم من علم إلى غيره حتى يحكموه ، فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للسمع.

__________________

(١) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ٢ / ٢١٢. وكنز العمال ٤٣٤٢٠.

(٢) ١٥٤٢ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٢٦ في المطبوعة.

(٣) ١٥٤٣ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٢٧ في المطبوعة.

(٤) هكذا في الأصل.

٤٠٤

١٥٤٤ ـ محمّد بن القاسم بن سليمان بن عبد الكريم بن مخلد بن محمّد ابن خالد ، أبو بكر المؤدّب ، يعرف بابن أخي سوس (١) :

حدّث عن أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، والحسين بن عبد الله الأبزاري ، ويحيى ابن إسماعيل بن إبراهيم الجريري ، وأحمد بن المغلس الحماني ، وغيرهم. روى عنه يوسف بن عمر القواس ، وأحمد بن الفرج بن الحجّاج ، وعبد الله بن إبراهيم القاضي.

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف السّهمي يقول سألت أبا الحسن الدّارقطنيّ عن أبي بكر محمّد بن القاسم بن سليمان فقال : ما كان بشيء.

قرأت في كتاب ابن الثلاج بخطه : توفي محمّد بن القاسم بن سليمان المؤدّب في سنة ست وأربعين وثلاثمائة.

١٥٤٥ ـ محمّد بن القاسم بن الحسن بن زيد ، أبو بكر المؤدّب (٢) :

من أهل دير العاقول حدّث عن أبي القاسم البغويّ ، وأبي بكر بن أبي داود ، ومحمّد بن عيسى بن الفضل ، ومحمّد بن عبد الكريم بن الهيثم العاقوليين. حدّثني عنه عبد العزيز بن علي الأزجي.

أخبرني عبد العزيز بن علي حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن الحسن بن زيد المؤدّب بدير العاقول في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ، حدّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السّجستانيّ حدّثنا سلمة بن شبيب أبو عبد الرّحمن النّيسابوريّ عن الجارود ابن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أترعوون عن ذكر الفاجر؟ [اذكروه] (٣) حتى يعرفه الناس» (٤).

١٥٤٦ ـ محمّد بن القاسم بن مهدي بن هارون ، أبو بكر المؤدّب ، ويعرف بالنّاقد (٥) :

حدّث عن الحسين بن صفوان البرذعيّ ، وأحمد بن جعفر بن محمويه الجوزي ،

__________________

(١) ١٥٤٤ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٢٨ في المطبوعة.

انظر : سؤالات حمزة السهمي للدارقطني رقم ٥٥.

(٢) ١٥٤٥ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٢٩ في المطبوعة.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ١٠ / ٢١٠. والمعجم الكبير للطبراني ١٩ / ٤١٨. وكشف الخفا ٢ / ٢٤٢. وإتحاف السادة المتقين ٧ / ٥٥٥ ، ٥٥٦.

(٥) ١٥٤٦ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٣٠ في المطبوعة.

٤٠٥

روى عنه علي بن الحسين بن سكينة الأنماطيّ ، ولا أعلم روى عنه غيره وأحاديثه مستقيمة.

١٥٤٧ ـ محمّد بن قدامة بن أعين بن المسور ، أبو جعفر الجوهريّ (١) :

من أهل المصيصة ، قدم بغداد وحدّث بها عن : سفيان بن عيينة ، وجرير بن عبد الحميد ، ووكيع بن الجرّاح ، وأبي أسامة ، ويزيد بن هارون ، وأبي عبيدة الحداد. روى عنه : يحيى بن أبي طالب ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وأحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي ، وأبو القاسم البغويّ.

حدّثنا الحسن بن نصر الحنبلي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله ابن أخي ميمي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن قدامة ـ في الجامع سنة ثمان وعشرين ومائتين إملاء من حفظه ـ حدّثنا أبو أسامة ، حدّثنا هشام عن ابن سيرين قال : جلب رجل سكرا إلى المدينة فكسر عليه ، فذكر ذلك لعبد الله بن جعفر ، فأمر قهرمانه أن يشتريه وينهبه الناس.

حدّثنا أبو بكر البرقاني ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، حدّثنا محمّد ابن إسحاق الثقفي قال : أنشدني عبد الله بن محمّد قال : أنشدني محمّد بن قدامة الجوهريّ :

يا من يموت ولم تحزنه ميتته

ومن يموت فما أولاه بالحزن

لمن أثّر أموالي وأجمعها

لمن أروح لمن أغدو لمن لمن؟

لمن سيدفع في لحدي ويتركني

تحت الثّرى ترب الخدّين والذّقن

__________________

(١) ١٥٤٧ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٣١ في المطبوعة.

خلط الخطيب بين ترجمتين في هذه الترجمة هما : محمد بن قدامة بن أعين بن المسور القرشي ، أبو عبد الله المصيصي ، مولى بني هاشم. ومحمد بن قدامة الأنصاري الجوهري اللؤلؤي ، أبو جعفر البغدادي.

انظر : ترجمة الأول في : تهذيب الكمال ٥٥٥٤ (٢٦ / ٣٠٨) والجرح والتعديل : ٨ / الترجمة ٣٠٠ ، وثقات ابن حبان ٩ / ١١١ ، وعلل الدار قطني : ٣ / الورقة ١٤٨ ، وتسمية شيوخ أبي داود للحياني ، الورقة ٩٣ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٩٤٣ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥١٩٩ ، وميزان الاعتدال : ٤ / الترجمة ٨٠٨٦ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٤٨ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٤٠٩ ـ ٤١٠ ، والتقريب : ٢ / ٢٠١ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٥٩٨.

وانظر ترجمة الثاني في : تهذيب الكمال ٥٥٥٥ (٢٦ / ٣١٠) وابن محرز عن ابن معين ، الترجمة ٥٨ ، وعلل أحمد ١ / ٧٠ ، ٧١ ، والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٣٠١ ، والكاشف ٣ / الترجمة ـ

٤٠٦

أنبأنا البرقاني ، حدّثني محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاريّ ، حدّثنا أبو الفضل جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سألت يحيى بن معين عن محمّد بن قدامة الجوهريّ فقال : ليس بشيء (١).

حدّثنا محمّد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ أنبأنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن محمّد بن قدامة الجوهريّ فقال : ضعيف ، لم أكتب عنه شيئا قط.

أخبرني محمّد بن أبي الحسن الساحلي ، حدّثنا عبيد الله بن القاسم الهمدانيّ ، حدّثنا أبو عيسى العروضي ، حدّثنا أحمد بن شعيب النّسائيّ قال محمّد بن قدامة ، صالح (٢).

حدّثنا البرقاني ، حدّثنا علي بن عمر الدار قطني ، حدّثنا الحسن بن رشيق ، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ ، عن أبيه. ثم حدّثني الصّوريّ ، حدّثنا الخصيب بن عبد الله قال : ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه. قال : سمعت أبي يقول : محمّد بن قدامة مصيصي لا بأس به (٣).

وأنبأنا البرقاني قال : قلت لأبي الحسن الدّارقطنيّ : محمّد بن قدامة ثقة؟ قال : نعم.

بلغني أن محمّد بن قدامة الجوهريّ مات ببغداد في سنة سبع وثلاثين ومائتين (٤).

١٥٤٨ ـ محمّد بن قدامة الطوسي ، قدم بغداد ، وحدّث بها عن : جرير بن عبد الحميد. روى عنه : محمّد بن مخلد الدّوريّ (٥) :

حدّثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، حدّثنا محمّد بن

__________________

ـ ٥٢٠٠ ، وديوان الضعفاء ، الترجمة ٣٩٣٧ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٥٩١٨ ، وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٠٨٣ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٧١ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) وتهذيب التهذيب : ٩ / ٤١٠ ـ ٤١١ ، والتقريب : ٢ / ٢٠١ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٥٩٩.

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٣١٢. وسؤالات ابن محرز عن ابن معين ت ٥٨.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٣٠٩.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٣٠٩.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٣١٢.

(٥) ١٥٤٨ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٣٢ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٥٥٨ (٢٦ / ٣١٤) والكاشف : ٣ / الترجمة ٥٢٠١ ، وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٠٨١ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٧٨ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٤٨ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٤١١ ، والتقريب : ٢ / ٢٠١ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٦٠١.

٤٠٧

مخلد العطّار ، حدّثنا محمّد بن قدامة الطوسي ، حدّثنا جرير عن مغيرة ، عن أبي عون ، عن عبد الله بن شدّاد عن ابن عبّاس قال : حرمت الخمرة بعينها ، القليل منها والكثير ، والمسكر من كل شراب.

تفرد بروايته عن جرير عن مغيرة محمّد بن قدامة ، وهو وهم ، إنما رواه جرير عن مسعر ، عن أبي عون.

أنبأنا هلال بن محمّد الحفّار ، حدّثنا الحسين بن يحيى بن عياش القطّان ، حدّثنا يحيى بن السرّي ، حدّثنا جرير ، عن مسعر ، عن أبي عون ، عن عبد الله بن شدّاد قال : قال ابن عبّاس : حرمت الخمرة بعينها ، قليلها وكثيرها ، والمسكر من كل شراب. وهذا هو الصواب.

١٥٤٩ ـ محمّد بن قيس البغداديّ (١) :

حدّث عن : محمّد بن عبيد الطّنافسيّ. روى عنه : عبد العزيز بن سليمان الحرملي.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، وأبو القاسم الأزهريّ قالا : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن اليسع الأنطاكيّ ، حدّثنا عبد العزيز بن سليمان الحرملي ، حدّثنا محمّد بن قيس البغداديّ ، حدّثنا محمّد بن عبيد ، حدّثنا مسعر ، عن أشعث ، عن أبي البقاء ، عن رجاء بن حيوة ، عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أصابتكم فتنة الضراء فصبرتم ، وإن أخوف ما أخاف عليكم فتنة السراء ، من قبل النساء إذا تسورن الذهب ، ولبسن ريط الشام ، وعصب اليمن؟ وأتعبن الغني ، وكلفن الفقير ما لا يجد» (٢).

* * *

حرف الكاف [من آباء المحمّدين]

١٥٥٠ ـ محمّد بن كثير ، أبو إسحاق القرشيّ الكوفيّ (٣) :

سكن بغداد ، وحدّث بها عن ليث بن أبي سليم ، والحارث بن حصيرة ، وإسماعيل ابن أبي خالد ، وعمرو بن قيس الملائي ، وسليمان الأعمش. روى عنه موسى بن داود الضّبّيّ ، وسعيد بن سليمان الواسطيّ ، ومحمّد بن الصّبّاح الجرجرائي ، وقتيبة بن سعيد ، والحسن بن عرفة العبدي ، ومحمّد بن منصور الطوسي.

__________________

(١) ١٥٤٩ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٣٣ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٤٤٤٨٢.

(٣) ١٥٥٠ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٣٤ في المطبوعة.

٤٠٨

حدّثنا أبو محمّد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابوري بالبصرة حدّثنا محمّد بن محمويه العسكريّ حدّثنا محمّد بن أحمد بن برد حدّثنا موسى بن داود حدّثنا محمّد بن كثير عن عمر بن قيس عن عطيّة عن أبي سعيد. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عزوجل» (١).

حدّثني أبو القاسم الأزهريّ حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز حدّثنا محمّد بن الحسين ابن حميد حدّثنا محمّد بن عبيد بن عتبة الكندي حدّثنا موسى بن زياد حدّثنا محمّد ابن كثير عن سفيان عن عمرو بن قيس عن عطيّة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. في قوله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) [الحجر ٧٥] قال : «للمتفرسين» (٢).

كذا قال في هذا الحديث عن محمّد بن كثير عن سفيان عن عمرو بن قيس ، والأول المحفوظ ، وهو غريب من حديث عطيّة العوفيّ عن أبي سعيد ، لا نعلم رواه عنه غير عمرو بن قيس الملائي ، وتفرد به محمّد بن كثير عن عمرو وهو وهم ، والصواب ما رواه سفيان عن عمرو بن قيس الملائي قال : كان يقال : اتقوا فراسة المؤمن ـ وساق الحديث كذلك.

أنبأنا محمّد بن أحمد العتيقي قال نبأنا يوسف بن أحمد بن يوسف الصّيدلانيّ ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن عمرو بن موسى العقيليّ حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال نبأنا حرملة بن يحيى. حدّثنا ابن وهب حدّثنا سفيان عن عمرو بن قيس الملائي قال : كان يقال اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله.

حدّثنا عبيد الله بن أبي الفتح وعلى بن أبي على. قالا : حدّثنا محمّد بن المظفر الحافظ حدّثنا عبد الله بن جعفر الثعلبي. قال على : أبو القاسم : ثم اتفقا. قالا : حدّثنا محمّد بن منصور الطوسي حدّثنا محمّد بن كثير الكوفيّ حدّثنا الأعمش عن عدي ابن ثابت عن زر عن عبد الله عن علي. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من لم يقل علىّ خير الناس فقد كفر» (٣).

حدّثنا الحسن بن علي الجوهريّ قراءة عن محمّد بن العبّاس قال حدّثنا محمّد بن

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣١٢٧. والمعجم الكبير ٨ / ١٢١. وفتح الباري ١٢ / ٣٨٨. وكشف الخفا ١ / ٤٢.

(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٣) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ١ / ١٦٩. والفوائد المجموعة ٣٤٧. وكنز العمال ٣٣٠٤٦.

٤٠٩

القاسم الكوكبي أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال قلت ليحيى بن معين : محمّد ابن كثير كوفي؟ قال : ما كان به بأس. قدم فنزل ثمّ عند نهر كرخايا. قلت : إنه روي أحاديث منكرات؟ قال : ما هي؟ قلت عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن النّعمان بن بشير يرفعه «نضّر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها» (١) وبهذا الإسناد مرفوعا : «اقرأ القرآن ما نهاك فإذا لم ينهك فلست تقرؤه» (٢). فقال : من روي هذا عنه؟ فقلت : رجل من أصحابنا. فقال! عيسى هذا سمعه من السندي بن شاهك ، وإن كان الشيخ روي هذا فهو كذاب! وإلا فإني قد رأيت حديث الشيخ مستقيما.

أنبأنا محمّد بن عبد الواحد حدّثنا محمّد بن العبّاس حدّثنا أحمد بن سعيد السّوسي حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : محمّد بن كثير الكوفيّ يحدّث عن ليث ـ وهو شيعي ولم يكن به بأس ، قد حدّث عنه سعدويه. قال يحيى وقد سمعت منه أنا.

حدّثنا أحمد بن أبي جعفر حدّثنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : قلت لأبي داود : محمّد بن كثير الذي يحدّث عن ليث؟ قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ليس به بأس. وسمعت أحمد بن حنبل يقول : مزقنا حديثه.

أنبأنا علي بن محمّد بن عيسى البزّاز حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ حدّثني إسحاق ابن موسى حدّثنا أبو داود قال سمعت أحمد بن حنبل يقول : محمّد بن كثير ـ الذي كان يكون ببغداد ويحدث عن ليث ـ أحاديثه عن ليث كلها مقلوبة.

أخبرني الأزهريّ وعلي بن محمّد بن الحسن المالكيّ. قالا : حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ حدّثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المدينيّ قال : سمعت أبي يقول : محمّد بن كثير كتبنا عنه عن ليث عجائب ، وخططت على حديثه ، وضعفه جدا.

أنا حمزة بن محمّد بن طاهر [حدّثنا] (٣) الوليد بن بكر الأندلسي حدّثنا على ابن أحمد بن زكريا الهاشمي أنبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حدّثني أبي. قال : ومحمّد بن كثير ضعيف الحديث.

__________________

(١) انظر الحديث في : كشف الخفا ٢ / ٤٤١.

(٢) انظر الحديث في : الترغيب والترهيب ١ / ١٢٦. وتخريج الإحياء ١ / ٢٧٥.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٤١٠

حدّثنا ابن الفضل حدّثنا علي بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حدّثنا البخاريّ. قال : محمّد بن كثير القرشيّ أبو إسحاق عن ليث هو الكوفيّ ويقال مولى بني هاشم عن ابن أبي خالد منكر الحديث.

١٥٥١ ـ (١) محمّد بن كثير بن مروان بن محمّد بن سويد ، الفهري (٢) :

شامي. سكن بغداد وحدّث بها عن إبراهيم بن أبي عبلة ، والأوزاعي ، واللّيث بن سعد ، وعبد الله بن لهيعة ، وعبد الرّحمن بن أبي الزناد. روى عنه محمّد بن هشام ابن أبي الدميك ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصّوفيّ ، وحامد بن محمّد بن شعيب البلخيّ ، وغيرهم.

حدّثنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهّاب القرشيّ ـ بأصبهان ـ حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبرانيّ حدّثنا محمّد بن هشام بن أبي الدميك المستملي حدّثنا محمّد بن كثير الفهري حدّثنا إبراهيم بن أبي عبلة. قال : رأيت عبد الله بن أم حرام. وأخبرني أنه صلّى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم القبلتين.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن غالب حدّثنا أبو حفص بن الزّيات ـ لفظا ـ حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدّثنا محمّد بن كثير بن مروان الفهري. قال : رأيت الأوزاعي في صحن بيت المقدس وقد أتى جبّا من جبابه ، فاستقى دلوا من ماء ، فوضعه وجلس يتوضأ منه ، فقال له بعض المارة : يا شيخ أما تخاف الله ، تتوضأ في المسجد؟ فقال له الأوزاعي : تفقه في الدين ثم أفت.

حدّثنا علي بن حمزة المؤذّن بالبصرة قال حدّثنا أحمد بن علي الكرابيسيّ حدّثنا حامد بن محمّد حدّثنا محمّد بن كثير بن مروان الفهري حدّثني عبد الله بن لهيعة المصري عن إبراهيم بن نجدة عن عمّار بن نشيط. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اختضبوا فإن الله وملائكته وأنبياءه ورسله ، وكل ما ذرأ وبرأ حتى الحيتان في بحارها ، والطير في أوكارها ، يصلون على صاحب الخضاب حتى ينصل خضابه» (٣).

حدّثنا الحسن بن أبي بكر حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ قال

__________________

(١) ١٥٥١ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٣٥ في المطبوعة.

(٢) الفهري : هذه النسبة إلى فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، وإليه تنتسب قريش ومحارب والحارث بن فهر (الأنساب ٩ / ٣٥٢).

(٣) انظر الحديث في : كشف الخفا ١ / ٦٦. والفوائد المجموعة ١٩٥. وتنزيه الشريعة ٢ / ٢٨٠.

٤١١

قال أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن الفهري فقال : إذا مررت به فارجمه ، ذاك الذي يحدّث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يترك المصلوب على الخشبة أكثر من ثلاثة أيام».

حدّثني أحمد بن محمّد المستملي حدّثنا محمّد بن جعفر الورّاق حدّثنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الحافظ قال : محمّد بن كثير بن مروان الشامي سكن بغداد متروك الحديث.

ذكر عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغويّ أنّه سمع من محمّد بن كثير في سنة ثلاثين ومائتين.

١٥٥٢ ـ محمّد بن كثير بن سهل ، الرّازيّ (١) :

سكن بغداد وحدّث بها عن عمه شعيب بن سهل بن كثير المعروف بشعبويه القاضي أحاديث غرائب. روى عنه عبد الباقي بن قانع القاضي.

حدّثنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الواعظ حدّثنا عبد الباقي بن قانع الحافظ حدّثنا محمّد بن كثير بن سهل بن كثير الرّازيّ بن أخي شعيب بن سهل نا عمي أبو صالح شعيب بن سهل حدّثنا الصّبّاح بن محارب عن سفيان الثوري عن ابن عون عن حميد الأزرق عن أنس بن مالك. قال : ما كان في لحية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عشرون [شعرة] (٢) بيضاء.

حدّثنا علي بن محمّد السّمسار حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حدّثنا ابن قانع : أن محمّد بن كثير بن سهل بن أخي شعيب القاضي مات في سنة سبع وثمانين ومائتين.

قلت : وكان شعيب قاضي المأمون ، وهو صاحب شبيب القاضي.

١٥٥٣ ـ محمّد بن كليب بن يزيد بن سنان ، أبو عبد الله (٣) :

بصري الأصل. سكن بغداد وحدّث بها عن إسماعيل بن عياش ، وحمّاد بن زيد ، وأبي إسماعيل المؤدّب. ومعتمر بن سليمان. روى عنه نصر بن داود بن طوق ، وأبو القاسم البغويّ ، وكان ثقة.

__________________

(١) ١٥٥٢ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٣٦ في المطبوعة.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) ١٥٥٣ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٣٧ في المطبوعة.

٤١٢

حدّثنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن سعدون الموصلي حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن كليب البصريّ ـ إملاء من كتابه في مدينة أبي جعفر سنة ثمان وعشرين ومائتين ـ حدّثنا إبراهيم بن سليمان بن رزين عن عطيّة العوفيّ عن أبي سعيد الخدري. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن أهل الدرجات العلا ـ أو قال عليين ـ يراهم من تحتهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء ، وأن أبا بكر وعمر منهم وأنعما» (١).

حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عمر البجلي. قال : قال لنا أبو الحسن الدّارقطنيّ : محمّد بن كليب أبو عبد الله بغدادي.

١٥٥٤ ـ محمّد بن كيسان ، أبو العبّاس البغداديّ (٢) :

حدّث عن عمرو بن جرير البجلي الكوفيّ. ذكر ذلك أبو عبد الله محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن مندة الأصبهاني في كتاب «الأسماء».

١٥٥٥ ـ محمّد بن كردي ، أبو نصر (٣) :

حدّث عن أبي بكر المروزيّ صاحب أبي عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل. روى عنه أبو بكر الآجري.

حدّثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسين الآجرى ـ بمكة ـ حدّثنا أبو نصر محمّد بن كردى حدّثنا أبو بكر المروزيّ. قال : كان أبو عبد الله ربما قرأ في المصحف وهو على غير طهارة فلا يمسه ، ولكن يأخذ بيده عودا أو شيئا يصفح به الورقة.

* * *

حرف اللام [من إباء المحمّدين]

١٥٥٦ ـ محمّد بن اللّيث بن محمّد بن يزيد ، أبو بكر الجوهريّ (٤) :

سمع جبارة بن مغلس ، ويحيى بن طلحة اليربوعي ، وعمر بن محمّد بن الحسن

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٦٥٨. وسنن ابن ماجة ٩٦. ومسند أحمد ٣ / ٢٧ ، ٧٢ ، ٩٣. والمعجم الكبير ٦ / ١٦٠. والسنّة لابن أبي عاصم ٢ / ٦١٦.

(٢) ١٥٥٤ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٣٨ في المطبوعة.

(٣) ١٥٥٥ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٣٩ في المطبوعة.

(٤) ١٥٥٦ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٤٠ في المطبوعة.

٤١٣

الأسدي. روى عنه أبو بكر بن مقسم المقرئ ، وعبد الباقي بن قانع ، وأبو علي بن الصواف ، وأبو بكر بن مالك القطيعيّ ، وكان ثقة.

أخبرني محمّد بن أحمد بن رزق حدّثنا أبو على محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف حدّثنا محمّد بن اللّيث حدّثنا يحيى بن طلحة قال حدّثنا فضيل بن عياض عن هشام عن محمّد بن سيرين عن ابن عمر. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأشج عبد القيس : «إن فيك لخصلتين يحبهما الله : الحلم ، والإناءة» (١).

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن عثمان بن أحمد الدّقّاق. وأنبأنا محمّد بن عبد الواحد أنبأنا محمّد بن العبّاس. قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قالا : مات محمّد بن اللّيث الجوهريّ في شهر رمضان. قال عثمان : سنة سبع. وقال ابن المنادي : سنة تسع وتسعين ومائتين.

* * *

حرف الميم [من آباء المحمّدين]

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه محمّد

١٥٥٧ ـ محمّد بن الواقديّ ، أبي عبد الله محمّد بن عمر بن واقد ، مولى أسلم ، ويكني أبا عبد الله (٢) :

حدّث عن أبيه في كتاب التاريخ وغيره ، وحدّث أيضا عن موسى ابن داود. روى عنه عبّاس بن عبد الله الترقفي ، وإسماعيل بن إسحاق المعمري وغيرهما.

أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد حدّثنا أحمد بن كثير بن الصّلت حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن عمر الواقديّ حدّثنا موسى ابن داود عن أبي بلال عن خزيمة بن خازم عن الفضل بن الربيع عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عبّاس. قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إذا كان الصيف خرج من البيت ليلة الجمعة ، وإذا كان الشتاء نزل ودخل البيت ليلة الجمعة.

غريب جدا من حديث المهدي عن آبائه ، وعجيب من رواية الفضل بن الربيع بن

__________________

(١) انظر الحديث في : السنن الكبرى ١٠ / ١٠٤. والمعجم الكبير للطبراني ٥ / ٣١٧. والصغير ٢ / ١١. وصحيح ابن حبان ١٣٩١. والترغيب والترهيب ٣ / ٤١٨.

(٢) ١٥٥٧ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٤١ في المطبوعة.

٤١٤

يونس الحاجب عن المهدي ، وعزيز من حديث خزيمة بن خازم القائد عن الفضل ، لم أكتبه إلا بهذا الإسناد.

حدّثنا الحسن بن أبي بكر حدّثنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني ـ إملاء ـ حدّثنا إسماعيل بن إسحاق المعمري حدّثنا محمّد بن محمّد بن عمر الواقديّ حدّثنا أبي عن الفضل بن الربيع عن أبي جعفر المنصور عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي بكرة. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تمسح يدك بثوب من لا تكسو» (١).

١٥٥٨ ـ محمّد بن الشّافعيّ أبي عبد الله محمّد بن إدريس بن العبّاس المطلبي ، يكني أبا عثمان (٢) :

سمع سفيان بن عيينة ، وأباه. وذكر لي الحسن بن أبي طالب أنه ولى القضاء ببغداد ، وحدّث عن عبد الرزاق. وهذا القول عندي غير صحيح ؛ إنما ولى القضاء بالجزيرة وأعمالها ، وهناك أيضا حدّث ، وللجزريين عنه رواية.

فمنها ما حدّثني به محمّد بن يوسف النّيسابوريّ حدّثنا يحيى بن علي الصواف ـ بمصر من لفظه ـ حدّثنا أبو بكر محمّد بن علي النّقّاش حدّثنا لقمان بن مدرك الرسعني حدّثنا أبو عثمان محمّد بن محمّد بن إدريس الشّافعيّ ـ إملاء برأس العين ـ حدّثنا محمّد بن إدريس الشّافعيّ قال : سمعت محمّد بن علي بن شافع ـ عمي ـ يحدّث عن عبد الله بن علي بن السائب عن عمرو بن أحيحة بن الجلاح عن خزيمة ابن ثابت قال : سأل رجل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن إتيان النساء في أدبارهن ، فلما ولى دعاه ـ أو أمر فدعى له ـ فقال : «كيف قلت؟ في أي الخرزتين أو الخربتين ، أمن دبرها في قبلها ، أم من دبرها في دبرها؟ قال : إن الله لا يستحي من الحق ، لا تأتوا النساء في أدبارهن» (٣).

وقد اجتمع أبو عثمان بن الشّافعيّ مع أحمد بن حنبل ببغداد ، وحكى عنه القول الذي.

__________________

(١) انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ٢٥٩. وتاريخ أصبهان ٢ / ٤٤. وكنز العمال ٤٠٨٦٠.

(٢) ١٥٥٨ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٤٢ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢٨٩.

(٣) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١١٦٤. وسنن ابن ماجة ١٩٢٤. ومسند أحمد ١ / ٨٦ ، ٤ / ٣٤٢ ، ٥ / ٢١٣ ، ٢١٤.

٤١٥

حدّثنيه الحسن بن محمّد الخلّال حدّثنا علي بن الحسن الجرّاحى حدّثنا عبد الله بن محمّد بن زياد حدّثنا الميموني قال : قال محمّد بن محمّد بن إدريس الشّافعيّ القاضي قال لي أحمد بن حنبل : أبوك أحد الستة الذين أدعو لهم في السحر.

وأنبأنا على بن طلحة المقرئ حدّثنا محمّد بن العبّاس حدّثني جعفر بن محمّد الصندلي حدّثنا خطاب بن بشر قال : جعلت أسأل أبا عبد الله أحمد بن حنبل فيجيبني ، ويلتفت إلى ابن الشّافعيّ فيقول : هذا مما علمنا أبو عبد الله ـ يعنى الشّافعيّ ـ قال خطاب : وسمعت أبا عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل يذاكر أبا عثمان أمر أبيه ، فقال أحمد : يرحم الله أبا عبد الله ، ما أصلى صلاة إلا دعوت فيها لخمسة ، هو أحدهم ، وما يتقدمه منهم أحد.

ولمحمّد بن إدريس الشّافعيّ ولد آخر يسمى محمّدا أيضا.

ذكر أبو سعيد بن يونس المصري أنه قدم مصر مع أبيه وهو صغير ، فتوفى بمصر سنة أحد وثلاثين ومائتين ، في شعبان.

وأما أبو عثمان ، فإنه توفى بالجزيرة بعد سنة أربعين ومائتين.

حدّثنا الصّوريّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا ابن يونس بمعنى ما ذكرته آنفا.

١٥٥٩ ـ محمّد بن أبي عون ، واسم أبي عون : محمّد بن عون ، ويكنى أبا بكر(١) :

سمع معاذ بن معاذ ، وإسماعيل بن علية ، ومحمّد بن فضيل ، وأبا قطن عمرو بن الهيثم ، وعمر بن يونس ، وشعيب بن حرب ، وإسحاق بن سليمان ، ويعقوب الحضرمي. روى عنه أبو بكر المروزيّ ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وعبّاس بن بشر الرخجي ، والقاضي المحامليّ ، وغيرهم.

حدّثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ.

وأخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا يوسف بن عمر القواس ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل القاضي حدّثنا محمّد. قال القواس : ابن أبي عون. وقال ابن مهدي : ابن

__________________

(١) ١٥٥٩ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٤٣ في المطبوعة.

٤١٦

أبي مذعور ـ ثم اتفقا. قالا : حدّثنا عمر بن يونس حدّثنا عيسى بن عون بن حفص ابن فرافصة الحنفي حدّثنا عبد الملك بن زرارة عن أنس بن مالك. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما أنعم الله على عبد نعمة من أهل ومال وولد ، فيقول ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله ، فيرى فيه آفة دون الموت ، وكأنه يستقبل نعمة» (١).

حدّثنا أبو بكر البرقاني حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثني العبّاس بن بشر الرخجي حدّثنا أبو بكر محمّد بن أبي عون حدّثنا نعيم عن سفيان عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبد الله : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعطى الولد الخالة.

تفرد برفعه ابن أبي عون. ورواه غيره موقوفا.

وأنبأنا البرقاني حدّثنا أبو الحسن الدّارقطنيّ. قال : أبو بكر بن أبي عون من الثقات.

حدّثنا ابن الفضل حدّثنا علي بن إبراهيم المستملي حدّثنا أبو أحمد بن فارس حدّثنا البخاريّ. وأنبأنا أبو حازم العبدوي قال سمعت محمّد بن عبد الله الجوزقي يقول حدّثنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجّاج. قال : أبو بكر بن أبي عون بغدادي ، واسم أبي عون محمّد.

حدّثنا أحمد بن أبي جعفر حدّثنا محمّد بن المظفر قال قال عبد الله بن محمّد البغويّ : مات محمّد بن أبي عون سنة تسع وأربعين ـ يعنى ومائتين ـ ذكر غيره أن وفاته كانت في يوم الاثنين لتسع خلون من شعبان.

١٥٦٠ ـ محمّد بن مرزوق ، أبو عبد الله الباهليّ البصريّ (٢) :

قدم بغداد ، وحدّث بها عن : محمّد بن عبد الله الأنصاريّ ، وأبي عامر العقدي ،

__________________

(١) انظر الحديث في : الشكر لابن أبي الدنيا ١٢. والمطالب العالية ٢٦٧٣. والدر المنثور ٤ / ٢٢٣.

(٢) ١٥٦٠ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٤٤ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٥٨٦ (٢٦ / ٣٧٧). والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٣٨٤ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ١٢٥ ، والكامل لابن عدي : ٣ / الورقة ١٠٥ ، وتاريخ الخطيب : ٣ / ١٩٩ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٩٤٦ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥٢٢١ ، وديوان الضعفاء ، الترجمة ٣٩٥٥ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٥٩٥٠ ، وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨١٢٣ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٩٤ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٥٠ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٤٣١ ـ ٤٣٢ ، والتقريب : ٢ / ٢٠٥ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٢٠٥.

٤١٧

وأبي سعيد الأصمعي ، وهانئ بن يحيى المجاشعي. روى عنه : عبد الله بن محمّد بن ياسين ، ومحمّد بن جرير الطّبريّ ، وعلي بن الحسن القافلائي ، والحسين بن إسماعيل المحامليّ ، وأخوه أبو عبيد ، وغيرهم. وكان ثقة.

أنبأنا أحمد بن عبد الله بن الحسين المحامليّ قال : وجدت في كتاب جدي الحسين بن إسماعيل بخط يده : حدّثنا محمّد بن محمّد بن مرزوق الباهليّ.

وأنبأنا أبو القاسم الأزهريّ ، حدّثنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا أبو عبيد القاسم ابن إسماعيل ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن مرزوق البصريّ ، حدّثنا هانئ بن يحيى بن هاشم بن سليمان المجاشعي ، حدّثنا صالح المري ، عن عبّاد المنقري ، عن ميمون بن سياه ، عن أنس بن مالك : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ هذه الآية : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ. إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) [القيامة ٢٢ ، ٢٣] قال : «والله ما نسخها منذ أنزلها ، يزورون ربهم فيطعمون ويسقون ويطيبون ويحلون ، وترفع الحجب بينه وبينهم ينظرون إليه وينظر إليهم ، وذلك قوله : (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) [مريم ٦٢]» (١).

حدّثنا محمّد بن الفرج البزّاز حدّثنا عبد العزيز بن جعفر الخرقيّ حدّثنا علي بن الحسن القافلائي حدّثنا محمّد بن محمّد بن مرزوق حدّثنا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ حدّثنا أبي عن ثمامة عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس المخبر كالمعاين» (٢).

لا أعلم رواه عن الأنصاريّ إلا ابن مرزوق. وحدّث بن الحسن بن سفيان النسوي ، عن محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، عن ابن مرزوق.

أنبأنا أبو عبيد محمّد بن أبي نصر النّيسابوريّ ، حدّثنا أبو عمر بن حمدان ، حدّثنا الحسن بن سفيان النسوي ـ سنة تسع وتسعين ومائة ـ حدّثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، حدّثنا محمّد بن مرزوق الباهليّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ ، حدّثني أبي ، عن ثمامة ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس المعاين كالمخبر» (٣).

__________________

(١) انظر الحديث في : الموضوعات ٣ / ٢٦٠. وتنزيه الشريعة ٢ / ٣٨٤.

(٢) انظر الحديث في : الكامل ، لابن عدي ٦ / ٢٢٩٣.

(٣) انظر التخريج السابق.

٤١٨

١٥٦١ ـ محمّد بن محمّد بن شاكر (١) :

خال أبي عبد الله أحمد بن الحسن الصّوفيّ. حدّث عن يحيى بن سليم الطّائفيّ. روى عنه ابن أخته أبو عبد الله.

حدّثنا علي بن أحمد بن الحسن بن عبد السلام المقرئ حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ـ إملاء ـ حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدّثني خالي محمّد بن محمّد حدّثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أميّة عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك»(٢).

١٥٦٢ ـ محمّد بن محمّد ، أبو الحسن ، المعروف بحبشي بن أبي الورد الزّاهد. وهو : محمّد بن محمّد بن عيسى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن أبي الورد ، مولى سعيد بن العاص ـ عتاقة ـ (٣) :

أنبأنا علي بن محمّد السّمسار حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار حدّثنا ابن قانع بنسبه هذا.

وقال ابن قانع : أخبرني ابن أبي الورد ـ يعنى أبا بكر ـ قال إنما سمى حبشيا لسمرته.

قلت : وجده عيسى هو المعروف بأبي الورد ، وكان من صحابة المنصور ، وإليه نسبت سويقة أبي الورد.

ولمحمّد أخ اسمه : أحمد ويكنى أبا الحسن أيضا وهو أصغر الأخوين سنا ، وأقدمهما موتا ، حكى عنه : أبو العبّاس بن مسروق.

فأما محمّد : فإنه صحب بشر بن الحارث وغيره من الزهاد ، وكان حسن الطريقة مشهورا بالفضل ، معروفا بالعبادة ، وأسند أحاديث قليلة عن أبي النّضر هاشم بن القاسم وغيره. حدّث عنه : عبد الله بن محمّد البغويّ ومن بعده.

حدّثنا أبو القاسم الأزهريّ ، حدّثنا على بن عمر الحافظ قال : حبشي بن أبي الورد

__________________

(١) ١٥٦١ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٤٥ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٣٤. وفتح الباري ٤ / ١٠٣ ، ١١٨ ، وسنن النسائي ، كتاب الصيام باب ٤٠.

(٣) ١٥٦٢ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٤٦ في المطبوعة.

٤١٩

بغدادي اسمه محمّد ، يعد في الزهاد ، له أحاديث وحكايات. حدّث عنه : علي بن عبد الحميد الغضائري ، وأبو عبد الله بن الجرّاح الضراب ، وغيرهما.

حدّثنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن القاسم العبدي ، حدّثنا أبو إسحاق بن برية الهاشمي ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن أبي الورد قال : سمعت بشر ابن الحارث يقول : رحلت إلى عيسى بن يونس ماشيا على قدمي ، فأكرمني وأدناني فقال : معك شيء تسأل عنه؟ قلت نعم ، حديث الحسن عن عائشة. فقال : نعم حدّثنا عمرو بن عبيد ـ المحدث المذموم ـ عن الحسن ، عن عائشة أنها قالت : يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ قال : «نعم ، جهاد لا قتال فيه ، الحج والعمرة» (١).

حدّثنا عبد الله بن علي القرشيّ ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسن اليقطيني ، حدّثنا علي بن عبد الحميد الغضائري ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن أبي الورد قال : حدّثنا سعيد بن منصور ، حدّثنا خلف بن خليفة ، عن حميد الأعرج ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء أن قل لفلان العابد : أما زهدك في الدّنيا فتعجلت راحة نفسك ، وأما انقطاعك إلىّ فتعززت بي ، فما ذا عملت فيما لي عليك؟ قال : يا رب وما ذا لك عليّ؟ قال : هل عاديت في عدوا؟ أو هل واليت فيّ وليا» (٢).

أخبرني أبو محمّد الحسن بن أحمد الحربي حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان أن أبا الفضل العبّاس بن يوسف الشكلي حدثهم قال سمعت أبا الحسن محمّد بن محمّد بن أبي الورد يقول : إن لله عبادا لم يكونوا عرفوه ، فلما عرفوه جدوا ؛ فلما جدوا كدوا ، فلما كدوا كلفوا ، فلما كلفوا دنفوا ، فلما دنفوا تلفوا.

حدّثنا أبو عمرو الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ حدّثنا أبو بكر بن مالك حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلي قال سمعت أبا الحسن بن أبي الورد يقول : من لم يتخط عقله الدّنيا ، خيفت الدّنيا على عقله.

حدّثنا الحسن بن علي الجوهريّ حدّثنا محمّد بن العبّاس حدّثنا أبو الحسين بن المنادي قال : وأبو الحسن محمّد بن محمّد المعروف بحبشي بن أبي الورد ، ما زال مشهورا بالورع والزهد والفضل ؛ والانكماش في العبادة حتى فارق الدّنيا.

__________________

(١) انظر الحديث في : حلية الأولياء ١٠ / ٣١٦. وسنن البيهقي ٤ / ٣٥٠.

(٢) انظر الحديث في : حلية الأولياء ٣ / ٤٨ ، ١٠ / ٣١٦. واللآلئ المصنوعة ١ / ١٢٠ ، ١٢١. وتنزيه الشريعة ٢ / ٢٩٧.

٤٢٠