تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٤

١٥٢٠ ـ محمّد بن فارس بن محمّد بن محمود بن عيسى ، أبو الفرج المعروف بابن الغوريّ (١) :

سمع أبا الحسين أحمد بن جعفر بن محمّد بن المنادي ، وعلي بن محمّد المصري ، وحمزة بن محمّد الدهقان ، وأحمد بن سلمان النّجّاد ، وغيرهم. وروي عن محمّد بن مخلد إجازة. وكان يسكن بالجانب الشرقي ويملي في جامع المهدي.

كتبت عنه مجلسا واحدا وكان صدوقا صالحا دينا.

حدّثنا محمّد بن فارس الغورى إملاء في شوال من سنة ثمان وأربعمائة حدّثنا أبو الحسن علي بن محمّد المصري حدّثنا محمّد بن عمرو بن نافع أبو جعفر المعدّل حدّثنا عبد الله بن صالح ، قال حدّثني نافع بن يزيد عن زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد الله. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله اختار أصحابي على العالمين سوى النبيين والمرسلين ، واختار من أصحابي أربعة : أبا بكر وعمر وعثمان وعليا ، فجعلهم خير أصحابي ـ وفي أصحابي كلهم خير ـ واختار أمتى على سائر الأمم» (٢).

هذا حديث غريب من حديث ابن المسيب عن جابر ، ومن حديث زهرة بن معبد عن سعيد تفرد بروايته نافع بن يزيد عنه ، وقد تابع عبد الله بن صالح على روايته سعيد بن أبي مريم فرواه عن نافع هكذا.

أخبرنا البرقاني حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ. قال قلت ـ يعني ـ لأبي زرعة الرّازيّ : رأيت بمصر نحوا من مائة حديث عن عثمان بن صالح عن ابن لهيعة عن عمرو بن دينار وعطاء عن ابن عبّاس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. منها «لا تكرم أخاك بما يشق عليه» فقال : لم يكن عثمان عندي ممن يكذب ، ولكن كان يكتب الحديث مع خالد بن نجيح وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملي عليهم ما لم يسمعوا فبلوا به ؛ وقد بلى به أبو صالح أيضا في حديث زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب عن جابر ليس له أصل. وإنما هو عن خالد بن نجيح.

__________________

(١) ١٥٢٠ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٠٤ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٩ / ١٩٠.

(٢) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ١٠ / ١٦. وميزان الاعتدال ٤٣٨٣. والمجروحين ٢ / ٤١. وكنز العمال ٣٦٧٠٨. وتفسير القرطبي ١٣ / ٣٠٥. والجامع الكبير ٤٦٢٤.

٣٨١

بلغني أن أبا الفرج بن الغوري ولد في ليلة الأحد لأحد عشر خلون من شوال سنة عشرين وثلاثمائة ، ومات يوم الجمعة لعشر بقين من شعبان سنة تسع وأربعمائة ، وصلّى عليه في جامع المهدي ثم رد الى داره فدفن فيها.

* * *

ذكر مفاريد الأسماء في هذا الحرف

١٥٢١ ـ محمّد بن الفرات ، أبو علي التّميميّ الكوفيّ (١) :

حدّث عن : محارب بن دثار ، والحكم بن عتيبة ، وحبيب بن أبي ثابت ، وسعيد بن لقمان. روى عنه : شعيب بن حرب ، ويونس بن محمّد المؤدّب ، وجبارة بن مغلس ، وقتيبة بن سعيد ، ويحيى بن إسماعيل الخوّاص ، وسريج بن يونس. وكان قدم بغداد وحدّث بها.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أنبأنا عبد الله بن إسحاق البغويّ ، حدّثنا أحمد بن الخليل ، حدّثنا يونس بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن الفرات. وأخبرنا الحسين بن أبي بكر أيضا ، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب الأصبهاني ، حدّثنا محمّد بن صالح ، وموسى بن هارون قالا : حدّثنا جبارة ، حدّثنا محمّد بن الفرات ، حدّثنا سعيد بن لقمان ، عن عبد الرّحمن الأنصاريّ ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الأكل في السوق دناءة» (٢). لفظ حديث جبارة.

__________________

(١) ١٥٢١ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٠٥ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٥٤٠ (٢٦ / ٢٦٩). وتاريخ الدوري : ٢ / ٥٣٣ ، وتاريخ البخاري الكبير ١ / الترجمة ٦٥٦ ، وتاريخه الصغير ٢ / ١٨٨ ، وضعفاؤه الصغير ، الترجمة ٣٣٩ ، والكنى لمسلم ، الورقة ٧٣ ، وأبو زرعة الرازي : ٤٥٧ ، وضعفاء النسائي ، الترجمة ٥٤٤ ، وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٩٩ ، والجرح والتعديل : ٨ / الترجمة ٢٧٠ ، والمجروحين لابن حبان : ٢ / ٢٨١ ، والكامل لابن عدي : ٣ / الورقة ٤٠ ، وضعفاء الدار قطني ، الترجمة ٤٧٦ ، وضعفاء أبي نعيم ، الترجمة ٢٢١ ، والمدخل إلى الصحيح : ٢٠٢ ، وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٤٦ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٥٨٩٥ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥١٨٨ ، وديوان الضعفاء ، الترجمة ٣٩٢٦ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٣٦ (أيا صوفيا ٣٠٠٦) ، وميزان الاعتدال : ٤ / الترجمة ٨٠٤٧ ، والكشف الحثيث ، الترجمة ٧١٥ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٤٧ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٣٩٦ ـ ٣٩٧ ، والتقريب ٢ / ١٩٩ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٦٨٣.

(٢) انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ٨ / ٢٩٨. والموضوعات ٣ / ٣٧. وتنزيه الشريعة ٢ / ٢٥٩. والمطالب العالية ٢٣٨٧. ومجمع الزوائد ٥ / ٢٤. وتذكرة الموضوعات ١٤٤.

٣٨٢

أنبأنا أبو بكر البرقاني ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن حميرويه الهرويّ ، أنبأنا الحسين ابن إدريس ، حدّثنا ابن عمّار ، حدّثنا رجل سماه عن محمّد بن الفرات قال ابن عمّار : [محمّد بن الفرات (١)] شيخ ببغداد ، كوفي ، وهو لا شيء ، كذاب (٢).

حدّثنا محمّد بن عبد الواحد ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن سعيد السّوسي قال : حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ومحمّد بن الفرات ليس بشيء (٣).

أخبرني الأزهريّ ، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، أنبأنا عبد الله بن علي بن المدينيّ قال : سمعت أبي يقول : محمّد بن الفرات ، كوفي روى عن حبيب بن أبي ثابت مناكير وضعفه (٤).

أنبأنا ابن الفضل ، حدّثنا علي بن إبراهيم المستملي ، أخبرني محمّد بن إبراهيم الغازي قال : سمعت البخاريّ يقول : محمّد بن الفرات الكوفيّ منكر الحديث (٥).

حدّثنا أحمد بن أبي جعفر ، حدّثنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري : سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن محمّد بن الفرات ، فقال : روى عن محارب بن دثار أحاديث موضوعة. قلت : عن محارب بن دثار ، عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في شاهد الزور؟ فقال : هو هذا (٦).

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : محمّد بن الفرات الكوفيّ متروك الحديث (٧).

حدّثني أحمد بن محمّد المستملي ، أنبأنا محمّد بن جعفر الورّاق ، حدّثنا محمّد ابن الحسين أبو الفتح الحافظ قال : محمّد بن الفرات الكوفيّ متروك الحديث (٨).

١٥٢٢ ـ محمّد بن الفضل ، الخراسانيّ (٩) :

سكن بغداد وحدّث بها عن سفيان بن عيينة ، وأبى داود الحفري. روى عنه عبّاس ابن محمّد الدوري ، ومحمّد بن إسماعيل الصّائغ نزيل مكة.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٧٠ ، ٢٧١.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٧٠.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٧٠.

(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٧١.

(٦) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٧١.

(٧) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٧١. والضعفاء للنسائي ٥٤٤.

(٨) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٧١.

(٩) ١٥٢٢ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٠٦ في المطبوعة.

٣٨٣

حدّثنا أبو الحسن على بن يحيى بن جعفر الإمام وأبو الفرج عبد الواحد بن محمّد ابن عبد الله البراثي جميعا بأصبهان. قالا : حدّثنا عبد الله بن الحسن بن بندار المدينيّ حدّثنا محمّد بن إسماعيل الصّائغ حدّثنا محمّد بن فضيل البغداديّ عن الحفري عن عاصم بن النّعمان عن سفيان عن الأسود بن قيس عن عمرو بن شقيق عن علي : مثل حديث قبله ، أنه خطب فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يعهد إلينا في الإمارة عهدا ، ولكنه رأى رأيناه فاستخلف أبو بكر فقام واستقام.

وذكر الحديث كذا روياه لنا. فقالا : عن عمرو بن شقيق وإنما هو عمرو بن سفيان ، وقالا عصام بن النّعمان وإنما هو عاصم بن النّعمان بن أبي خالد بن أخى إسماعيل بن أبي خالد رواه عن سفيان الثّوري هكذا ، وخالفه أبو عاصم الضّحّاك ابن مخلد فرواه عن الثّوري عن الأسود بن قيس عن عمرو بن سفيان عن أبيه ، ورواه يحيى بن يمان عن الثّوري عن الأسود عن سفيان بن عمرو أو عمرو بن سفيان ، ورواه عبد الصّمد بن حسّان فلم يقم إسناده وقال عن سفيان عن رجل عن الأسود بن قيس عن علي ، ورواه أبو يحيى الحماني وعبد الرّزّاق وقبيصة عن الثّوري عن الأسود بن قيس عن شيخ غير مسمي! عن علي ، وكذلك رواه شريك عن الأسود بن قيس ، ورواه عبثر بن القاسم عن الثّوري عن سوار عن الأسود بن قيس عن أبيه عن علي ، وكان الثوري يضطرب فيه ولا يثبت إسناده.

١٥٢٣ ـ محمّد بن فرخ ـ بالخاء المعجمة ـ يكنى أبا جعفر (١) :

حدّث بقزوين عن أبي حذيفة إسحاق بن بشر البخاريّ. روى عنه عبد الرّحيم بن عبد الله السّمنانيّ.

أخبرني أبو القاسم الأزهرى حدّثنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى ابن جعفر الملاحمي البخاريّ ـ بانتخاب الدّارقطنيّ.

حدّثنا عبد الله بن محمّد بن يعقوب حدّثنا عبد الرّحيم بن عبد الله بن إسحاق السّمنانيّ حدّثنا محمّد بن الفرخ البغداديّ أبو جعفر بقزوين. حدّثنا إسحاق بن بشر القرشيّ حدّثنا أبو حنيفة عن حمّاد عن أنس. قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر وعمر لا يجهرون ببسم الله الرّحمن الرّحيم.

محمّد بن فرخ عندنا مجهول ، لم تقع إلينا الرواية عنه إلّا من هذا الوجه.

__________________

(١) ١٥٢٣ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٠٧ في المطبوعة.

٣٨٤

١٥٢٤ ـ محمّد بن فرح بالحاء الغساني ـ المهملة ـ ويكنى أبا جعفر (١) :

كان أحد العلماء بنحو الكوفيّين. وحدّث عن سلمة بن عاصم الفراء ، وعبد الله ابن أحمد بن شبويه المروزيّ. روى عنه أبو بكر محمّد بن عبد الملك التاريخي ، وأبو الحسين بن المنادي. وكان ثقة.

١٥٢٥ ـ محمّد بن فيروز ، أبو جعفر (١) :

نزل تنيس. وحدّث بها عن عاصم بن علي ، وأبي غزية محمّد بن يحيى الزهري ، وغيرهما. روى عنه محمّد بن إسماعيل الفارسي وأبو الحسن المصري. وكان ثقة.

أخبرني الأزهرى حدّثنا علي بن عمر الحافظ حدّثني أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر الفقيه حدّثنا أبو الأصبغ سهل بن سوار الغافقي ومحمّد ابن فيروز البغداديّ بتنيس. قالا : حدّثنا أبو غزية محمّد بن يحيى الزّهريّ حدّثنا أبو القاسم على بن محمّد بن عيسى البزّاز أنبأنا أبو الحسن على بن محمّد بن أحمد المصري حدّثنا محمّد بن فيروز أبو جعفر حدّثنا عاصم ـ يعنى ابن على ـ حدّثنا ابن أبي ذئب عن الزّهريّ عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عبد الرّحمن بن أزهر عن جبير بن مطعم. أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «للقرشي مثلا قوة الرجل من غير قريش» (٣).

قال الزهري : وما يريد إلا نبل الرأى.

١٥٢٦ ـ محمّد بن فرّوخ ، البغداديّ (٤) :

حدّثنا أبو سعد الحسين بن عثمان الشّيرازيّ حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن موسى ابن الحسين المستملي ـ بجرجان ـ حدّثنا علي بن محمّد بن مهرويه القزويني حدّثنا يوسف بن حمدان القزويني حدّثنا محمّد بن فرّوخ البغداديّ حدّثنا إبراهيم بن نصر النّيسابوريّ حدّثنا ابن أبي حية عن ابن لهيعة عن أبي قبيل (٥) عن عبد الله بن عمرو. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله يحب من يحب التمر» (٦).

__________________

(١) ١٥٢٤ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٠٨ في المطبوعة.

(٢) ١٥٢٥ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٠٩ في المطبوعة.

(٣) انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ١ / ٣٨٦. والسنّة لابن أبي عاصم ٢ / ٦٣٥. والمعجم الكبير للطبراني ٢ / ١١٥. وصحيح ابن حبان ٢٢٨٩. وحلية الأولياء ٩ / ٦٤.

(٤) ١٥٢٦ ـ هذه الترجمة برقم ١٢١٠ في المطبوعة.

(٥) في الأصل : «أبي قنبل».

(٦) انظر الحديث في : التاريخ الكبير ٨ / ٤٤. ومجمع الزوائد ٥ / ٤٠. والجامع الكبير ٥٢١٣. وميزان الاعتدال ٨٠٥٣. ولسان الميزان ٥ / ١١٢٤. والكامل لابن عدي ٤ / ١٤٦٩.

٣٨٥

١٥٢٧ ـ محمّد بن فروة ، أبو بكر المستملي (١) :

حدّث عن عمر بن مدرك (٢) الرّازيّ روى عنه أبو الحسن بن لؤلؤ.

حدّثنا محمّد بن محمّد العتيقي حدّثنا علي بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق حدّثنا أبو بكر محمّد بن فروة المستملي حدّثنا عمر بن مدرك حدّثنا مكي بن إبراهيم وأنبأنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل أنبأنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعيّ حدّثنا أبو يعلى محمّد بن شدّاد حدّثنا مكي حدّثنا أبو حنيفة عن نافع عن ابن عمر. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أتى الجمعة فليغتسل» (٣) لفظ حديث العتيقي.

١٥٢٨ ـ (٤) محمّد بن الفتح ، أبو بكر القلانسيّ (٥) :

حدّث عن عبّاس بن عبد الله الترقفي ، وعبد الرّحمن بن محمّد بن منصور الحارثي ، وأحمد بن عبيد بن ناصح ، وموسى بن هارون الطوسي ، ومحمّد بن خلف ابن عبد السلام المروزيّ ، وغيرهم. روى عنه محمّد بن المظفر ، وأبو الحسن الدّارقطنيّ ، وأبو حفص بن شاهين ، وأحمد بن الفرج بن حجّاج ، وكان ثقة.

قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج بخطه : توفى أبو بكر محمّد بن الفتح القلانسي في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.

١٥٢٩ ـ محمّد بن الفرّخان بن روزبه ، أبو الطّيّب الدّوريّ (٦) :

من دور سر من رأى ويعرف بالفرخان. قدم بغداد وحدّث بها عن أبيه ، وعن أبي خليفة الفضل بن الحباب ، وغيرهما أحاديث منكرة. وروى عن الجنيد بن محمّد ، وأبي العبّاس ابن مسروق ، حكايات في التصوف. روى عنه يوسف بن عمر القواس ، وأبو القاسم بن السوطي ، وكان غير ثقة.

حدّثنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ حدّثنا أبو الحسين أحمد بن

__________________

(١) ١٥٢٧ ـ هذه الترجمة برقم ١٢١١ في المطبوعة.

(٢) ١ في الأصل : «بن محمد».

(٣) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٤) ١٥٢٨ ـ هذه الترجمة برقم ١٢١٢ في المطبوعة.

(٥) القلانسي : هذه النسبة إلى القلانس ، جمع قلنسوة ، وعملها ، ولعل بعض أجداد المنتسب إليه كانت صنعته القلانس (الأنساب ١٠ / ٢٨٢).

(٦) ١٥٢٩ ـ هذه الترجمة برقم ١٢١٣ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٠٩.

٣٨٦

علي بن أيّوب بن المعافي بن العبّاس المعدّل العكبريّ ـ بها ـ وأبو القاسم الحسين بن محمّد بن إسحاق المعروف بالسوطي ببغداد. قالا : حدّثنا أبو الطّيّب محمّد بن الفرخان بن روزبه الدّوريّ.

وحدّثني ابن إبراهيم النسفي بلفظه حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن موسى القافلاني بتكريت نبأنا محمّد بن الفرخان بن روزبه الدّوريّ حدّثنا زيد بن محمّد الطّحّان الكوفيّ حدّثنا زيد بن أخرم الطّائي حدّثنا زيد بن الحباب العكلي حدّثنا العكلي حدّثنا زيد بن محمّد بن ثوبان حدّثنا زيد بن ثور بن يزيد ـ وفي حديث هناد حدّثنا زيد بن الحباب العكلي حدّثنا زيد بن ثور بن يزيد حدّثنا زيد بن محمّد بن ثوبان حدّثنا زيد بن أسامة بن زيد عن جده زيد بن حارثة عن زيد بن أرقم. قال : أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعرابي وهو شاد عليه ردنه ـ أو قال عباءه ـ فقال : أيكم محمّد؟ فقالوا : صاحب الوجه الأزهر. فقال : إن يكن نبيا فما معي؟ قال : «إن أخبرتك فهل تقر بالشهادة»؟ وقال أبو العلا : «فهل أنت مؤمن». قال : نعم! قال : «إنك مررت بوادي آل فلان ـ أو قال شعب آل فلان ـ وإنك بصرت فيه بوكر حمامة فيه فرخان لها ، وإنك أخذت الفرخين من وكرها ، وأن الحمامة أتت إلى وكرها فلم تر فرخيها فصفقت في البادية فلم تر غيرك فرفرفت عليك ، ففتحت لها ردنك. أو قال عباءك. فانقضت فيه ، فها هي ناشرة جناحيها ، مقبلة على فرخيها» ففتح الأعرابيّ ردنه ـ أو قال عباءه ـ فكان كما قاله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فعجب أصحاب رسول منها وإقبالها على فرخيها. فقال : «أتعجبون منها وإقبالها على فرخيها؟ فالله أشد فرحا وأشد إقبالا على عبده المؤمن حين توبته من هذه بفرخيها». ثم قال : «الفروخ في أسر الله ما لم تطير فإذا طيرت وفرت فانصب لها فخك أو حيلتك» (١) سياق الحديث لأبي العلاء.

وقال : قال أبو الحسين ـ يعني ابن أيّوب ـ قال ابن صاعد : هذا زيد بن ثور بن يزيد المكي ، وهو قليل الحديث ، قليل الشهرة.

قلت : وهذا الحديث منكر جدا ، عجيب الإسناد لم أكتبه إلا من هذا الوجه ، وما أبعد أن يكون من وضع ابن الفرخان. والحكاية فيه عن ابن صاعد مستحيلة.

وقد ذكر لي بعض أصحابنا : أنه رأى لمحمّد بن الفرخان أحاديث كثيرة منكرة بأسانيد واضحة عن شيوخ ثقات.

__________________

(١) انظر الحديث في : الموضوعات ، لابن الجوزي ٣ / ١٣.

٣٨٧

وذكر أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن زكريا النسوي ـ فيما بلغني عنه ـ محمّد ابن الفرخان فقال : كان يسكن دور عريان ، ولقيته بها ، وكان شيخا ظريفا ، وكان يتعاهد الصّوفيّة وأصحاب الحديث ، وقد لقي جماعة من الصّوفيّة مثل الجنيد وابن عطاء والجريري ، وكان يحكي عنهم.

كتبت عنه في سنة تسع وخمسين ـ يعني وثلاثمائة ـ ومات بعدها بقليل.

* * *

حرف القاف [من آباء المحمّدين]

١٥٣٠ ـ محمّد بن القاسم ، أبو الحسن المعروف بماني الموسوس (١) :

من أهل مصر. سكن بغداد في أيام المتوكل على الله ، وله شعر رقيق في الغزل ، روى عنه بعض أخباره وشعره أحمد بن عبيد الله بن عمّار الثقفي ، وأحمد بن القاسم أخو أبي اللّيث الفرائضي ، وغيرهما.

أخبرني أبو الحسن علي بن عبيد الله اللغوي قال : أنشدنا محمّد بن الحسن بن المأمون ، قال أنشدنا أبو بكر الأنباريّ قال : أنشدني محمّد بن المرزباني لماني الموسوس :

مدنف عاد في النحو

ل إلى مثل دقّة الألف

يشرك الطّير في النّحي

ب ولا يشركه في القصف

قال أبو بكر : هكذا روى لنا ابن المرزباني هذين البيتين ، والصواب :

ومدنف عاد في النّحول إلى

مثل خيال كدقّة الألف

فيشرك الطّير

أنبأنا إسماعيل بن أحمد بن عبد الله النّيسابوريّ حدّثنا حمزة بن علي الأستروشني قال حدّثنا الحسن بن محمّد بن حبيب المذكر ، قال أنشدني عبد العزيز بن محمّد بن النّضر الفهري ، لماني :

زعموا أنّ من تشاغل باللذّ

ات عن من يحبّه يتسلّى

كذبوا والّذي تساق له البد

ن ومن عاذ بالطّواف وصلّى

إنّ نار الهوى أحرّ من الجم

ر على قلب عاشق يتقلّى

__________________

(١) ١٥٣٠ ـ هذه الترجمة برقم ١٢١٤ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٣٨.

٣٨٨

وقال ابن حبيب أنشدنا أبو عرابة يحيى بن المتمم الدوسي ، لماني :

شادن وجهه من البدر أوضا

بعضه في الجمال يعشق بعضا

بأبي من يزرفن الصدغ بالعنبر

في خده المورد عرضا؟

أين للورد مثل ورد بخديك

إذا ما قطفته صار غضا

ليس يعطيك ذاك منه سوى الشم

وهذا يعطيك شما وعضا

أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن جعفر الخالع قال أنشدنا أبو سهل أحمد ابن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان لماني :

هيف الخصور قواصد النّبل

قتّلننا بالأعين النّجل

كحل الجمال جفون أعينها

فغنين عن كحل بلا كحل

وكأنّهنّ إذا أردن خطى

يقلعن أرجلهنّ من وحل

١٥٣١ ـ محمّد بن القاسم بن خلاد بن ياسر بن سليمان ، أبو عبد الله الضّرير ، مولى أبي جعفر المنصور ، ويعرف بأبي العيناء (١) :

أصله من اليمامة ، ومولده بالأهواز ، ومنشؤه بالبصرة ، وبها كتب الحديث وطلب الأدب ، وسمع من أبي عبيدة معمر بن المثني ، وأبي سعيد الأصمعي ، وأبي عاصم النبيل ، وأبي زيد الأنصاريّ ومحمّد بن عبيد الله العتبي ، وغيرهم. وكان من أحفظ الناس وأفصحهم لسانا ، وأسرعهم جوابا ، وأحضرهم نادرة. وقيل : إن بصره كف وقد بلغ أربعين سنة وانتقل من البصرة إلى بغداد ، فسكنها وكتب عنه أهلها. وروى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى المكي ، وأبو عبد الله الحكيمي ، ومحمّد بن يحيى الصولي ، ومحمّد بن العبّاس بن نجيح ، وأبو بكر الأدميّ القارئ ، وأحمد بن كامل القاضي ، وغيرهم ، ولم يسند من الحديث إلا القليل ، والغالب على روايته الأخبار والحكايات.

أخبرني علي بن أيّوب القمي حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني أخبرني علي بن يحيى أخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه عن محمّد بن صالح بن النّطّاح مولى بني هاشم قال : حدّثني أبي. قال : طلب المنصور رجالا ليكونوا بوابين له. فقيل إنه لا يضبط هذا إلا قوم لئام الأصول ، أنذال النفوس ، صلاب الوجوه ، ولا تجدهم إلا في رقيق اليمامة. فكتب إلى السّري بن عبد الله الهاشمي ، وكان واليه

__________________

(١) ١٥٣١ ـ هذه الترجمة برقم ١٢١٥ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٥٢ ـ ٣٥٨.

٣٨٩

على اليمامة ، فاشترى له مائتي غلام من اليمامة ، فاختار بعضهم فصيرهم بوابين ، وبقي الباقون فكان ممن بقي خلاد جد أبي العيناء ، وحسّان جد إبراهيم بن عطاء ، وجد أحمد بن الحارث الخزّاز رواية المدائنيّ.

أخبرني أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب حدّثني جدي محمّد بن عبيد الله ابن قرنجل (١) حدّثنا محمّد بن يحيى حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلاد أبو العيناء. قال : دعا المنصور جدي خلادا وكان مولاه فقال له : أريدك لأمر قد همني ، وقد اخترتك له ، وأنت عندي كما قال أبو ذؤيب الهذلي :

ألكنى إليها وخير الرسول

أعلمهم بنواحي الخبر

فقال : أرجو أن أبلغ رضى أمير المؤمنين ، فقال : صر إلى المدينة على أنك من شيعة عبد الله بن حسن ، وابذل له الأموال واكتب إلى بأنفاسه وأخبار ولده فأرضاه. ثم علم عبد الله بن حسن أنه أتى من قبله ، فدعا عليه وعلى نسله بالعمى. قال : فنحن نتوارث ذاك إلى الساعة.

أنبأنا الحسن بن أبي بكر حدّثنا أبو بكر محمّد بن العبّاس بن نجيح حدّثنا محمّد ابن القاسم النّحويّ أبو عبد الله حدّثنا أبو عاصم عن أبي الهندي عن أنس. قال : أتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بطائر فقال : «اللهم آتني بأحب خلقك إليك يأكل معي» فجاء علي ، فحجبته مرتين ، فجاء في الثالثة فأذنت له. فقال : «يا علي ما حبسك؟» قال : هذه ثلاث مرات قد جئتها فحجبني أنس. قال : «لم يا أنس؟» قال : سمعت دعوتك يا رسول الله فأحببت أن يكون رجلا من قومي. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الرجل يحب قومه» (٢).

غريب بإسناده لم نكتبه إلا من حديث أبي العيناء محمّد بن القاسم عن أبي عاصم ، وأبو الهندي مجهول واسمه لا يعرف.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن المؤمل المالكيّ قال : قال لنا أبو الحسن الدّارقطنيّ : أبو العيناء ليس بقوي في الحديث.

حدّثنا علي بن الحسين صاحب العبّاسي أنبأنا أبو محمّد الحسن بن الحسين بن علي بن العبّاس بن إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت ، ويعرف بالنوبختي حدّثنا أبو

__________________

(١) في الأصل : «قفرجل».

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٧٢١. والمعجم الكبير للطبراني ١ / ٢٢٦ ، ٧ / ٩٦ ، ١٠ / ٣٤٣. ومجمع الزوائد ٩ / ١٢٦. والعلل المتناهية ١ / ٢٢٥ ، ٢٢٦ ، ٢٢٧.

٣٩٠

الحسين محمّد بن سليمان الجوهريّ البصريّ المعروف بجوذاب. قال : قدم أبو العيناء واسمه محمّد بن القاسم بن خلاد أبو عبد الله اليمامي ـ بالبصرة في سنة ثمانين ومائة فنزل دار الحريثي في سكة ابن سمرة ، فكنا نصير إليه نجالسه ونسمع كلامه ، ونكتب ما يجري في المجلس من أخباره : فسأله رجل فقال : يا أبا عبد الله كيف كنيت أبا العيناء؟ قال قلت لأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاريّ يا أبا زيد كيف تصغر عينا؟ فقال عيينا يا أبا العيناء فلحقت بي منذ ذاك.

حدّثنا محمّد بن أحمد بن رزق البزّاز وأبو الفرج أحمد بن عمر المعدّل وأبو العلاء محمّد بن الحسن الورّاق قالوا أنبأنا أحمد بن كامل القاضي نبأنا أبو العيناء محمّد بن القاسم. قال : أتيت عبد الله بن داود الخريبي فقال : ما جاء بك؟ قلت : الحديث ، قال اذهب فتحفظ القرآن. قال قلت : قد حفظت القرآن قال اقرأ : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ) [يونس ٧١] فقال : فقرأت العشر حتى أنفدته ، قال فقال لي : اذهب الآن فتعلم الفرائض ، قال قلت قد تعلمت الصلب والجد والكبر (١) قال فأيما أقرب إليك؟ ابن أخيك أو ابن عمك؟ قال قلت ابن أخي. قال : ولم؟ قال قلت لأن أخي من أبي وعمي من جدي. قال اذهب الآن فتعلم العربية ، قال قلت علمتها قبل هذين. قال فلم قال عمر بن الخطّاب ـ يعني حين طعن ـ يال الله يال المسلمين ، لم فتح تلك وكسر هذه؟ قال قلت : فتح تلك اللام على الدعاء وكسر هذه على الاستغاثة والاستنصار قال فقال : لو حدثت أحدا حدثتك. واللفظ لأبي الفرج.

أخبرني الحسين بن علي الصّيمريّ حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى الكاتب حدّثني علي بن محمّد الورّاق قال حدّثني علي بن سليمان الأخفش قال سمعت أبا العيناء يقول : كنت في أيام الواثق مقيما بالبصرة فكنت يوما في الورّاقين بها إذ رأيت مناديا مغفلا في يده مصحف مخلق الأداة ، فقلت له : ناد عليه بالبراءة مما فيه ـ وأنا أعني به أداته ـ فأقبل المنادي ينادي بذلك فاجتمع أهل السوق والمارة على المنادي وقالوا له : يا عدو الله تنادي على مصحف بالبراءة مما فيه؟ قال : وأوقعوا به ، فقال لهم : ذلك الرجل القاعد أمرني بذلك قال فتركوا المنادي وأقبلوا إلى وتجمعوا علي ورفعوني إلى الوالي وعملوا علىّ محضرا وكتب في أمري إلى السلطان ، فأمر بحملي فحملت مستوثقا مني ، قال واتصل خبري بأبي عبد الله بن أبي دؤاد ، فتكفل بأمري والفحص

__________________

(١) هكذا في الأصل.

٣٩١

عما قرفت به ، وأخذني إليه ، ففك وثاقي ، قال : وتجمعت العامة وبالغوا في التشنيع علي ومتابعة رفع القصص في أمري ، فقلت لابن أبي دؤاد. قد كثر تجمع هؤلاء الهمج علي وهم كثير ، فقال : (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ) [البقرة ٢٤٩]. فقلت : قد بالغوا في التشنيع علي ، فقال : (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) [فاطر ٤٣]. قلت : فإني على غاية الخوف من كيدهم ، ولن يخرج أمري عن يدك فقال : (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) [التوبة ٤٠]. فقلت : القاضي ـ أعزه الله ـ كما قال الصموت الكلابيّ :

لله درّك ـ أيّ جنّة خائف

ومتاع دنيا ـ أنت للحدثان

متخمّط يطأ الرّجال بنعله

وطء الفنيق دوارج القردان

ويكبّهم حتى كأنّ رءوسهم

مأمومة تنحطّ للغربان

ويفرج الباب الشّديد رتاجه

حتّى يصير كأنّه بابان

قال : يا غلام الدواة والقرطاس ، اكتب هذه الأبيات عن أبي عبد الله. قال : فكتبت له ، ولم يزل يتلطف في أمري حتى خلصني.

حدّثنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل حدّثنا إسماعيل بن سعيد المعدّل حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال : قال أبو العيناء قال لي ابن أبي دؤاد : ما أشد ما أصابك في ذهاب بصرك؟ قلت : خلتان ، يبدؤني قومي بالسلام ، وكنت أحب أن أبتدئهم ، وإني ربما حدثت المعرض عني وكنت أحب أن أعرف ذاك فأقطع عنه حديثي. قال : أما من ابتدأك بالسلام فقد كافأته بحسن النية ، وأما من أعرض عن حديثك فما أكسب نفسه من سوء الأدب أكثر مما وصل إليك من سوء اجتماعه.

أخبرني علي بن أيّوب بن محمّد بن عمران المرزباني أخبرني محمّد بن يحيى حدّثنا أبو العيناء قال قال لي المتوكل : قد أردتك لمجالستي. فقلت : لا أطيق ذاك ، وما أقول جهلا بمالي في هذا المجلس من الشرف ، ولكني رجل محجوب ، والمحجوب تختلف إشارته ويخفى عليه إيماؤه ، ويجوز على أن أتكلم بكلام غضبان ووجهك راض ، وبكلام راض ووجهك غضبان ، ومتى لم أميز هذين هلكت. فقال : صدقت ولكن تلزمنا فقلت : لزوم الفرض الواجب. فوصلني بعشرة آلاف درهم.

قال وروى أن المتوكل قال : أشتهي أن أنادم أبا العيناء لو لا أنه ضرير. فقال أبو العيناء : إن أعفاني أمير المؤمنين من رؤية الأهلة ، ونقش الخواتيم ، فإني أصلح.

٣٩٢

حدّثنا علي بن الحسين صاحب العبّاسي حدّثنا إسماعيل بن سعيد المعدّل حدّثنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي قال أنشدنا أحمد بن أبي طاهر لنفسه في أبي العيناء محمّد بن القاسم :

كنّا نخاف من الزّما

ن عليك إذ عمى البصر

لم ندر أنّك بالعمى

تغنى ويفتقر البشر

أنبأنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ حدّثنا المعافي بن زكريا الجريري حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ حدّثني محمّد بن المرزباني قال قال لي أبو العيناء الضّرير : مدحني أبو العالية :

كتبت لابن قاسم مأثرات

فهو للخير صاحب وقرين

أحول العين والمودّة زين

لا احولال بها ولا تلوين

ليس للمرء شائنا حول الع

ين إذا كان فعله لا يشين

قال أبو بكر قال لي محمّد بن المرزباني فقلت لأبي العيناء : يا أبا عبد الله وكنت قبل أن يذهب بصرك أحول؟ من حول إلى عمى؟ من سقم إلى بلا؟ فقال لي : ما صعد إلى السماء اليوم أشنع من هذا. ابن المرزباني يتنادر على أبي العيناء!.

أخبرني الصيمري حدّثنا محمّد بن عمران الكاتب حدّثني محمّد بن أبي الأزهر حدّثني أبو العيناء محمّد بن القاسم. قال : كان لي صديق فجاءني يوما فقال لي أريد الخروج إلى فلان العامل وأحببت أن يكون معي إليه وسيلة وقد سألت من صديقه؟ فقيل لي أبو عثمان الجاحظ ـ وهو صديقك ـ فأحب أن تأخذ لي كتابه إليه بالعناية ، قال فصرت إلى الجاحظ فقال لي : في شيء جاء أبو عبد الله؟ فقلت : مسلّما وقاضيا للحق وفي حاجة لبعض أصدقائي وهي كذا وكذا ، فقال : لا تشغلنا الساعة عن المحادثة وتعرف أخبارنا ، إذا كان في غد وجهت إليك بهذا الكتاب ، فلما كان الغد وجه إلى بالكتاب ، فقلت لابني وجه بهذا الكتاب إلى فلان ففيه حاجته ، فقال لي : إن أبا عثمان بعيد الغور فينبغي أن نفضه وننظر ما فيه ، ففعل فإذا فيه : كتابي إليك مع من لا أعرفه ، فقد كلمني فيه من لا أوجب حقه ، فإن قضيت حاجته لم أحمدك ، وإن رددته لم أذمك. فلما قرأت الكتاب مضيت إلى الجاحظ من فوري ، فقال : يا أبا عبد الله قد علمت أنك أنكرت ما في الكتاب؟ فقلت : أوليس موضع نكرة؟ فقال : لا هذه علامة بيني وبين الرجل فيمن أعتني به. فقلت : لا إله إلا الله ، ما

٣٩٣

رأيت أحدا أعلم بطبعك ولا بما جبلت عليه من هذا الرجل ، علمت أنه لما قرأ الكتاب قال : أم الجاحظ عشرة آلاف في عشرة آلاف ، وأم من يسأله حاجة. فقلت : يا هذا تشتم صديقنا؟ فقال : هذه علامتي فيمن أشكره.

وأخبرني الصيمري حدّثنا محمّد بن عمران حدّثني عبد الواحد بن محمّد الخصيبي حدّثني أبو يوسف عبد الرّحمن بن محمّد الكاتب قال : كان الجاحظ يتقلد في خلافة إبراهيم بن العبّاس على ديوان الرسائل ، فلما جاء إلى الديوان جاءه أبو العيناء ، فلما أراد أن يخرج من عنده تقدم إلى من يحجبه أن لا يدعه يخرج ولا يدعه يرجع إليه إن أراد الرجوع ، فنادى أبو العيناء بأعلى صوته : يا أبا عثمان قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك.

أخبرني أبو بكر البرقاني حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى المكي. قال : كتب أبو العيناء إلى صديق له ولي ولاية : أما بعد ، فإني لا أعظك بموعظة الله لأنك عنها غني ، ولا أخوفك إياه لأنك أعلم به مني ، ولكني أقول كما قال الأول :

أحار ابن بدر قد وليت ولاية

فكن جرذا منها تخون وتسرق

وكاثر تميما بالغنى إنّما الغنى

لسان به المرء الهيوبة ينطق

واعلم أن الخيانة فطنة ، والأمانة حرفة ، والجمع كيس ، والمنع صرامة ، وليس كل يوم ولاية ، فاذكر أيام العطلة ، ولا تحقرن صغيرا ، فإن من الدور إلى الدور ، وإبلاء الولاية رقدة فتنبه قبل أن تنبه ، وأخو السلطان أعمى عن قليل سوف يبصر ، وما هذه الوصية التي أوصى بها يعقوب بنيه ، ولكن رأيت الحزم في أخذ العاجل ، وترك الآجل.

أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن عبد الرّحمن الخاركي البصريّ قال سمعت أبا عبد الله محمّد بن القاسم المعروف بأبي العيناء يعزي جدي أبا بكر ابن أبي عدي على زوجته فاطمة بنت الحسن بن عمران بن ميسرة فقال : إذا كان سيدنا ـ أدام الله عزه ـ البقية ، ودفعت عنه الرزية ، كانت التعزية تهنئة ، والمصيبة نعمة. ثم جلس وأنشد :

نحن ومن في الأرض نفديكا

لا زلت تبقى ونعزيكا

أنبأنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أنبأنا محمّد بن عمران المرزباني ، حدّثنا أحمد بن

٣٩٤

محمّد بن عيسى المكي قال : أنشدنا محمّد بن القاسم أبو العيناء :

لعمرك ما حقّ امرئ لا يعدّ لي

على نفسه حقّا على بواجب

وما أنا للنّائي علىّ بودّه

بودّي وصافي خلّتي بمقارب

ولكنّه إن مال يوما بجانب

من الصّدّ والهجران ملت بجانبي

أخبرني الصّيمريّ حدّثنا محمّد بن عمران حدّثني علي بن محمّد الورّاق. قال قال ابن وثاب لأبي العيناء : أنا والله أحبك بكليتي. فقال : إلا عضوا واحدا؟ فبلغ ذلك ابن أبي دؤاد فقال : لقد وفق في التحديد عليه.

أخبرني علي بن أيّوب حدّثنا المرزباني حدّثني محمّد بن أحمد الكاتب أنبأنا أبو العيناء. قال قال لي المنتصر يوما : ما أحسن الجواب؟ فقلت : ما أسكت المبطل ، وحير المحق. فقال : أحسنت والله.

حدّثنا أبو القاسم الأزهريّ وأحمد بن عبد الواحد الوكيل. قالا : أنبأنا محمّد بن جعفر التميميّ أنبأنا أبو بكر الصولي عن أبي العيناء. قال : كان سبب خروجي من البصرة وانتقالي عنها ، أني مررت بسوق النخاسين يوما ، فرأيت غلاما ينادي عليه ـ وقد بلغ ثلاثين دينارا ـ وهو يساوي ثلاثمائة دينار فاشتريته وكنت أبني دارا ، فدفعت إليه عشرين دينارا على أن ينفقها على الصناع ، فجاءني بعد أيام يسيرة فقال : قد نفدت النفقة. فقلت : هات حسابك ، فرفع حسابا بعشرة دنانير. قلت : فأين الباقي؟ قال اشتريت به ثوبا مصمتا وقطعته ، قلت ومن أمرك؟ قال يا مولاي لا تعجل ، فإن أهل المروءات والأقدار لا يعيبون على غلمانهم إذا فعلوا فعلا يعود بالدين على مواليهم ، فقلت في نفسي : أنا اشتريت الأصمعي ولم أعلم. قال : وكانت في نفسي امرأة أردت أن أتزوجها سرا من ابنة عمي ، فقلت له يوما : أفيك خير؟ قال : إي لعمري. فأطلعته على الخبر فقال : أنا نعم العون لك. فتزوجت المرأة ودفعت إليه دينارا فقلت له : اشتر لنا كذا وكذا ويكون فيما تشتريه سمك هازبى (١). فمضى ورجع وقد اشترى ما أردت ، إلا أنه اشترى سمكا مارماهي ، فغاظني فقلت له : أليس أمرتك أن تشتري هازبى ، قال : بلى ولكني رأيت بقراط يقول : أن الهازبى يولد السوداء ، ويصف المارماهي ويقول إنه أقل غائلة. فقلت له : يا ابن الفاعلة أنا لم أعلم أني اشتريت جالينوس ، وقمت إليه فضربته عشر مقارع ، فلما فرغت من ضربه

__________________

(١) السمك الهازبى : جنس من السمك.

٣٩٥

أخذني وأخذ المقرعة فضربني سبع مقارع. وقال : يا مولاي الأدب ثلاث ، والسبع فضل وذلك قصاص ، فضربتك هذه السبع المقارع خوفا عليك من القصاص يوم القيامة. قال فغاظني جدا فرميته فشججته ، فمضى من وقته إلى ابنة عمي فقال لها : يا مولاتي إن الدين النصيحة ، وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من غشنا فليس منا» وأنا أعلمك يا مولاتي أن مولاي قد تزوج واستكتمني ، فلما قلت له لا بد من تعريف مولاتي الخبر ضربني بالمقارع وشجني ، فمنعتني بنت عمي من دخول الدار ، وحالت بيني وبين ما فيها ووقعنا في تخليط ، فلم أر الأمر يصلح إلا بأن طلقت المرأة التي تزوجتها ، وصلح أمري مع ابنة عمي ، وسمت الغلام الناصح ، فلم يكن يتهيأ لي أن أكلمه. فقلت : أعتقه وأستريح فلعله أن يمضي عني إلى النار ، فلما أعتقته لزمني وقال : الآن وجب حقك علي ، ثم إنه أراد الحج فجهزته وزودته وخرج ، فغاب عني عشرين يوما ورجع. فقلت له : لم رجعت؟ قال قطع الطريق وفكرت فإذا الله تعالى يقول : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً). فكنت غير مستطيع ، وفكرت فإذا حقك أوجب فرجعت. ثم أراد الغزو فجهزته أيضا لذلك وشخص. فلما غاب عني بعت كل ما أملكه بالبصرة من عقار وغيره ، وخرجت عنها خوفا من أن يرجع.

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال : مات أبو عبد الله بن القاسم بن خلاد بن ياسر بن سليمان المعروف بأبي العيناء في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين ومائتين ، وحمل في تابوت إلى البصرة. وكان مولده بالأهواز في سنة إحدى وتسعين ومائة ومنشؤه بالبصرة ، وولاؤه للمنصور ، وكان ضريرا يخضب بالحمرة خضابا ليس بالمشبع ، وكان فصيحا سريع الجواب.

قرأت بخط أبي الحسن الدّارقطنيّ : مات أبو العيناء الضّرير سنة اثنتين وثمانين ومائتين وكان خرج من بغداد يريد البصرة في سفينة فيها ثمانون نفسا ، فغرقت فما سلم منها غيره ، فلما صار إلى البصرة مات!!

١٥٣٢ ـ محمّد بن القاسم بن إسحاق بن إسماعيل بن الصّلت ، أبو سعيد السّمسار البلخيّ (١) :

قدم بغداد وحدّث بها عن محمود بن المهتدي ، ومحمّد بن تميم الفريابي ، وهارون بن حاتم الكوفيّ. روى عنه محمّد بن مخلد الدّوريّ.

__________________

(١) ١٥٣٢ ـ هذه الترجمة برقم ١٢١٦ في المطبوعة.

٣٩٦

١٥٣٣ ـ محمّد بن القاسم بن محمّد المدائنيّ (١) :

حدّث عن مجاهد بن موسى. روى عنه أبو العبّاس بن عقدة.

حدّثنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد حدّثنا أحمد بن الفرج بن محمّد الورّاق حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد حدّثني محمّد بن القاسم بن محمّد المدائنيّ حدّثنا مجاهد بن موسى حدّثنا قبيصة عن سفيان عن عبد الله بن المؤمل عن أبي الزّبير عن جابر. أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ماء زمزم لما شرب له» (٢). قال قبيصة : وسمعته من عبد الله بن المؤمل.

١٥٣٤ ـ (٣) محمّد بن القاسم بن حاتم ، أبو بكر السّمنانيّ (٤) :

قدم بغداد وحدّث بها عن الخليل بن خالد السّمنانيّ. روى عنه أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني.

حدّثنا أبو بكر البرقاني حدّثنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي أنبأنا أبو بكر محمّد ابن القاسم بن حاتم السّمنانيّ على باب الفريابي ببغداد إملاء حفظا قال حدّثنا الخليل ابن خالد بن خليد الثقفي السّمنانيّ حدّثنا عيسى بن جعفر قاضي الري حدّثنا ابن أبي حازم قال كنت عند جعفر بن محمّد إذ جاء آذنه. فقال : سفيان الثّوري بالباب. قال : ائذن له ، فدخل فقال جعفر : يا سفيان إنك رجل يطلبك السلطان ، وأنا أتقى السلطان قم فاخرج غير مطرود. فقال سفيان : حدّثني حتى أسمع وأقوم. فقال جعفر حدّثني أبي عن جدي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : «من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله ، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ، ومن حزبه أمر فليقل لا حول ولا قوة إلا بالله (٥)». فلما قام سفيان قال جعفر : خذها يا سفيان ثلاث وأى ثلاث.

١٥٣٥ ـ محمّد بن القاسم بن هاشم بن سعيد بن سعد بن عبد الله بن سيف ابن حبيب ، أبو بكر السّمسار (٦) ::

حدّث عن أبيه ، وعن محمود بن غيلان المروزيّ ، ومحمّد بن سليمان لوين ، وبشر

__________________

(١) ١٥٣٣ ـ هذه الترجمة برقم ١٢١٧ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : سنن الدار قطني ٢ / ٢٨٩. وكشف الخفا ١ / ٥٣٠ ، ٥٣١.

(٣) ١٥٣٤ ـ هذه الترجمة برقم ١٢١٨ في المطبوعة.

(٤) السّمناني : بلدة من بلاد قومس بين الدامغان وخوار الري ، يقال لها : سمنان ، وسمنان قرية من قرى نسا (الأنساب ٧ / ١٤٨).

(٥) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٥ / ١٣٢ ، ١٠ / ١٤٠ ، ١٩٩. ومشكاة المصابيح ٤٣٧٩.

(٦) ١٥٣٥ ـ هذه الترجمة برقم ١٢١٩ في المطبوعة.

٣٩٧

ابن الوليد. روى عنه أبو بكر الشّافعيّ ، وعلي بن عمر السّكّريّ ، وغيرهما. وكان ثقة.

حدّثنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن [إبراهيم الشّافعيّ] (١) حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن هاشم بن سعيد البزّاز البغداديّ إملاء حدّثنا أبي القاسم بن هاشم حدّثنا يونس بن عطاء حدّثنا سليمان الثّوري عن أبيه عن جده عن زياد بن الحارث الصدائي. قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من طلب العلم تكفل الله برزقه»(٢).

غريب من حديث الثّوري عن أبيه عن جده ، لا أعلم رواه إلا يونس بن عطاء غير أن أحمد بن يحيى بن زكير المصري قد حدّث به عن إسحاق بن إبراهيم بن موسى عن أبي زفر سعيد بن يزيد ـ قرابة حجّاج الأعور ـ عن أبي ناشزة عن الثّوري. ولعل أبا ناشزة هو يونس بن عطاء ، فالله أعلم.

ذكر أبو عبد الرّحمن السّلميّ. أنه سأل الدّارقطنيّ عن محمّد بن القاسم بن هاشم السّمسار وعن أبيه فقال : لا بأس بهما.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر : أن محمّد بن القاسم بن هاشم السّمسار مات في سنة خمس وثلاثمائة. قال غيره : في جمادى الأولى.

١٥٣٦ ـ محمّد بن القاسم بن عبد الرّحمن (٣) :

حدّث عن عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي. روى عنه عبد الله بن إبراهيم الأبندوني.

١٥٣٧ ـ محمّد بن القاسم بن جعفر بن محمّد بن خالد بن بشر ، أبو الطّيّب المعروف بالكوكبي (٤) :

وهو أخو أبي علي الحسين بن القاسم. حدّث عن قعنب بن المحرر بن قعنب ، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، وعمر بن شبة ، وعبد الله بن أبي سعد الورّاق ، والحسين بن الحكم الحيري الكوفيّ. روى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ ، وأبو

__________________

(١) ١ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر الحديث في : أمالي الشجري ١ / ٦٠. وكنز العمال ٢٨٧٠١.

(٣) ١٥٣٦ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٢٠ في المطبوعة.

(٤) ١٥٣٧ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٢١ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ١٠ / ٤٩٩ ـ ٥٠٠.

٣٩٨

عمر بن حيويه ، وأبو الفضل الزّهريّ ، وأبو الحسن الدّارقطنيّ ، ومحمّد بن عبد الرّحمن المخلّص ، وكان ثقة.

حدّثنا أحمد بن محمّد العتيقي قال سمعت القاضي أبا الحسن الجرّاحي. يقول : مات أبو الطّيّب الكوكبي سنة سبع عشرة وثلاثمائة.

١٥٣٨ ـ محمّد بن القاسم بن محمود ، المقرئ (١) :

ذكر أبو الفضل الشّيبانيّ أنه حدّث بسر من رأى عن الحسين بن علي بن الأسود العجليّ.

أخبرني أبو القاسم الأزهريّ حدّثنا محمّد بن عبد الله بن المطّلب الشّيبانيّ حدّثنا محمّد بن القاسم بن محمود المقرئ بسر من رأى حدّثنا الحسن بن علي بن الأسود العجليّ حدّثنا المحاربي عن مالك بن أنس عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت له ذنوبه ، وإن كانت مثل زبد البحر»(٢).

١٥٣٩ ـ محمّد بن القاسم بن طهمان ، النّيسابوريّ (٣) :

قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن عبد الرّحمن بن عبد الله المروزيّ. روى عنه أبو حفص بن شاهين.

١٥٤٠ ـ محمّد بن القاسم بن محمّد بن بشّار بن الحسن بن بيان بن سماعة ابن فروة بن قطن بن دعامة ، أبو بكر بن الأنباريّ النّحويّ (٤) :

كان من أعلم الناس بالنحو والأدب ، وأكثرهم حفظا ، ولد في يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة إحدى وسبعين ومائتين. حدثت بذلك عن إسماعيل ابن سعيد بن سويد عنه. وسمع إسماعيل بن إسحاق القاضي ، وأحمد بن الهيثم بن خالد البزّاز ومحمّد بن يونس الكديمي ، وأبا العبّاس ثعلبا ، ومحمّد بن أحمد بن النّضر ، وغيرهم من هذه الطبقة.

__________________

(١) ١٥٣٨ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٢٢ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ١٠٧. وصحيح مسلم ، كتاب الدعاء ٢٨.

(٣) ١٥٣٩ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٢٣ في المطبوعة.

(٤) ١٥٤٠ ـ هذه الترجمة برقم ١٢٢٤ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٩٧ ـ ٤٠٢.

٣٩٩

وكان صدوقا فاضلا دينا خيرا من أهل السنة ، وصنف كتبا كثيرة في علوم القرآن ، وغريب الحديث ، والمشكل ، والوقف ، والابتداء ، والرد على من خالف مصحف العامة.

روى عنه أبو عمر بن حيويه ، وأبو الحسين بن البواب ، وأبو الحسن الدّارقطنيّ ، وأبو الفضل بن المأمون ، وأحمد بن محمّد بن الجرّاح ، ومحمّد بن عبد الله بن أخي ميمي ، وغيرهم. وبلغني أنه كتب عنه وأبوه حي ، وكان يملي في ناحية من المسجد وأبوه في ناحية أخرى.

وقال أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي : كان أبو بكر بن الأنباريّ يحفظ فيما ذكر ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن.

حدّثني علي بن أبي علي البصريّ عن أبيه قال أخبرني غير واحد ممن شاهد أبا بكر محمّد بن القاسم بن الأنباري يملي من حفظه لا من كتاب وإن عادته في كل ما كتب عنه من العلم كانت هكذا ، ما أملى قط من دفتر.

سمعت حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق يقول : كان أبو بكر بن الأنباريّ يملى كتبه المصنفة ومجالسه المشتملة على الحديث والأخبار ، والتفاسير والأشعار ، كل ذلك من حفظه.

قال حمزة وحدّثني أبي عن جدي أن أبا بكر بن الأنباريّ مرض ، فدخل عليه أصحابه يعودونه ، فرأوا من انزعاج أبيه وقلقه عليه أمرا عظيما ، فطيبوا نفسه ورجوا [له] (١) عافية أبي بكر ، فقال لهم : كيف لا أقلق وأنزعج لعلة من يحفظ جميع ما تروون ـ وأشار لهم إلى حيري (٢) مملوء كتبا ـ قال حمزة : وكان مع حفظه زاهدا متواضعا ، حكى أبو الحسن الدّارقطنيّ أنه حضره في مجلس أملاه يوم الجمعة فصحف اسما أورده في إسناد حديث ، إما كان حبّان ، فقال حيّان ، أو حيّان فقال حبّان. قال أبو الحسن : فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله وجلالته ، وهم وهبته أن أوقفه على ذلك ، فلما انقضى الإملاء تقدمت إلى المستملي وذكرت له وهمه ، وعرفته صواب القول فيه ، وانصرفت ، ثم حضرت الجمعة الثانية مجلسه فقال أبو بكر المستملي : عرف جماعة الحاضرين أنا صحفنا الاسم الفلاني لما أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية ،

__________________

(١) ١ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) الحيرى : شبه الحظيرة.

٤٠٠