تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٤

علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثني أبي قال : محمّد بن عبد الله بن الزّبير الأسدي يكنى أبا أحمد كوفي ثقة وكان يتشيع.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي ، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجيّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : محمّد ابن عبد الله الأسدي أبو أحمد الزّبيري ، صدوق.

حدّثنا محمّد بن علي الصّوريّ ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ ، أخبرني أبي قال : أبو أحمد محمّد بن عبد الله ابن الزّبير الأسدي ، كوفي ليس به بأس.

أخبرني الحسين بن علي الصّيمريّ ، أخبرنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير ، حدّثنا محمّد بن يزيد قال : كان محمّد بن عبد الله الأسدي يصوم الدهر ، وكان إذا تسحر برغيف لم يصدع فإذا تسحر بنصف رغيف صدع من نصف النهار إلى آخره ، فإن لم يتسحر صدع يومه أجمع.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان. قالوا : أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثني أبي قال : مات أبو أحمد سنة ثلاث ومائتين.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي ، حدّثنا محمّد ابن عبد الله الحضرمي قال : سنة ثلاث ومائتين فيها مات أبو أحمد محمّد بن عبد الله ابن الزّبير الزّبيري الأسدي في جمادى الأولى بالأهواز.

٩٩٢ ـ محمّد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن عبد الله بن خليفة بن زهير بن نضلة بن معاوية بن مازن بن كعب بن ذؤيبة بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث ابن ثعلبة بن دودان ، ويعرف بابن كناسة ، أبو يحيى الكوفيّ الأسدي (١) :

ويقال : إن كناسة ، لقب أبيه عبد الله ، وقيل : لقب جده عبد الأعلى ، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزّاهد.

__________________

(١) ٩٩٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٢٠ في المطبوعة انظر : التهذيب الكمال ٥٣٥٣ (٢٥ / ٤٩٢) وطبقات ابن سعد : ٦ / ٤٠١ ، وتاريخ الدوري : ـ

٢١

وكان عالما بالعربية وأيام الناس والشعر. ورد بغداد وحدّث بها عن : هشام بن عروة ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وسليمان الأعمش ، وجعفر بن برقان. روى عنه : أحمد بن حنبل ، وأبو خيثمة النّسائيّ ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمّد بن سعد العوفيّ ، وعبد الله بن الحسن الهاشميّ ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وأحمد بن سعيد الجمّال ، والحارث بن أبي أسامة وغيرهم.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثنا محمّد بن سعد العوفيّ وأحمد بن سعيد الجمّال قالا : أخبرنا محمّد بن كناسة ، حدّثنا هشام بن عروة ، عن عثمان بن عروة ، عن أبيه عن الزّبير قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود» (١) واللفظ لمحمّد بن سعد وسياقه له.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد بن سعيد السّوسي ، حدّثنا عبّاس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : حديث ابن كناسة حديث «غيروا الشيب» إنما هو عن عروة مرسل.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب قال : سئل أبو الحسن الدّارقطنيّ عن حديث عروة بن الزّبير عن الزّبير عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود» فقال : هو حديث يرويه محمّد بن كناسة عن هشام بن عروة عن أخيه عثمان بن عروة عن أبيه عن الزّبير ولم يتابع عليه ، وروى عن الثّوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال ذلك زيد بن الحريش عن عبد الله بن رجاء عن الثّوري. وكذلك روى عن حفص بن عمر الحبطي عن هشام. رواه الحافظ من أصحاب هشام عن هشام عن عروة مرسلا وهو الصحيح.

قلت : أما حديث الثّوري فحدّثناه أبو طالب يحيى بن علي بن أبي طالب الطّيّب

__________________

ـ ٢ / ٥٢٣ ، وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ٤٠٩ ، وثقات العجلي ، الورقة ٤٨ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٦٢٨ ، وثقات ابن حبان : ٧ / ٤٤٣ ، وحلية الأولياء : ٢ / ١٨٠ ، وسير أعلام النبلاء : ٥٠٨ ـ ٥٠٩ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥٠٣١ ، والعبر : ١ / ٣٥٣ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٥٦٦٥ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢١٨ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٧٣٩ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٥ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ، والتقريب : ٢ / ١٧٧ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٣٧٤ ، وشذرات الذهب : ٢ / ١٧. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٦٨.

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١٧٥٢. وسنن النسائي ٨ / ١٣٧ ، ١٣٨. ومسند أحمد ١ / ١٦٥ ، ٢ / ٢٦١. وفتح الباري ١٠ / ٣٥٥.

٢٢

الدسكري ـ بحلوان لفظا ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ـ بأصبهان ـ حدّثنا أبو محمّد عبدان بن عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد الجواليقي القاضي العسكريّ ، حدّثنا زيد بن الحريش ، حدّثنا ابن رجاء ، عن سفيان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود».

قال ابن المقرئ : أنا سألت عبدان عن هذا الحديث ، وحدّثني جماعة من أصحابنا عن يحيى بن صاعد عن عبدان بهذا الحديث. وهكذا رواه أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني عن هشام ، ورواه عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ونحن نذكر حديثه في ترجمة أحمد بن جناب إن شاء الله. ورواه محمّد ابن بشر العبدي عن هشام عن أخيه عثمان بن عروة عن أبيه مرسلا.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ـ إملاء ـ حدّثنا أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد بن محمّد بن حنبل ، حدّثني أبي ، حدّثنا محمد بن بشر العبدي ، حدّثنا هشام بن عروة ، عن عثمان بن عروة ، عن عروة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود».

ورواه عبد الله بن نمير عن هشام عن أبيه من غير ذكر لعثمان أخيه. وأرسله أيضا.

أخبرناه الحسن بن علي التميميّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا علي بن شعيب ، حدّثنا ابن نمير ، حدّثنا هشام عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود». أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري. وأخبرنا علي بن أبي علي البصريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قالا : حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ ، حدّثنا محمّد بن المرزبان ، حدّثنا عبد الله بن محمّد قال : رأى رجل محمّد بن كناسة يحمل بيده بطن شاة ، فقال له : أنا أحمله لك ، فقال : لا ينقص الكامل من كماله ما جر من نفع إلى عياله.

أخبرني الأزهريّ ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد النّحويّ قال : حدّثني الفضل الربيعي ، حدّثني حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم عن أبيه قال : أتيت محمّد بن كناسة لأكتب عنه فكثر عليه أصحاب الحديث فتضجر بهم وتجهمهم ، فلما انصرفوا عنه دنوت منه فهش إلىّ واستبشر بي وبسط من وجهه

٢٣

فقلت له : لقد تعجبت من تفاوت حالتيك. فقال لي : أضجرني هؤلاء بسوء آدابهم فلما جئتني أنت انبسطت إليك وأنشدتك ، وقد حضرني في هذا المعنى بيتان وهما :

فيّ انقباض وحشمة فإذا

صادفت أهل الوفاء والكرم

أرسلت نفسي على سجيتها

وقلت ما قلت غير محتشم

فقلت له : وددت والله أن هذين البيتين لي بنصف ما أملك ، فقال : قد وفر الله عليك مالك ، والله ما سمعهما أحد ولا قلتهما إلّا الساعة ، فقلت له : فكيف لي بعلم نفسي أنهما ليسا لي.

أخبرنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الواعظ ، أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل ابن خزيمة قال : أنشدنا أحمد بن سعيد الجمّال قال : أنشدني محمّد بن كناسة لنفسه :

في انقباض وحشمة (١) ..................

وذكر البيتين.

حدّثنا علي بن أبي علي ، حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى ، حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش قال : حدّثني أبو عبد الله محمّد بن محمّد الأبزاريّ المعروف بمنقار قال : حدّثني إسحاق الموصلي قال : أنشدنا ابن كناسة ـ ويحيى بن معين في مجلسه ـ :

فيّ انقباض وحشمة فإذا

صادفت أهل الوفاء والكرم

أرسلت نفسي على سجيتها

وقلت ما قلت غير محتشم

قال : فقال لي إسحاق فأذكرت ابن كناسة هذين البيتين بعد ، فقال : لكني أنشدك اليوم :

ضعفت عن الإخوان حتى جفوتهم

على غير زهد في الإخاء ولا الود

ولكنّ أيامي تخرّمن قوتي

فما أبلغ الحاجات إلّا على جهد

أخبرني الحسين بن علي الصّيمريّ ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير ـ وذكر محمّد بن كناسة في تسمية من قدم بغداد من أهل الكوفة ـ قال : سئل يحيى بن معين عن محمّد بن كناسة فقال : ثقة.

__________________

(١) انظر الخبر والأبيات في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٤٩٥

٢٤

أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل ، حدّثنا أحمد بن عبد الله الدّوريّ ، حدّثنا محمّد ابن عبد الله بن الحسين العلّاف ، حدّثنا عبد الله بن علي بن المدينيّ ، حدّثنا أبي قال : ابن كناسة كان شيخا ثقة صدوقا.

أخبرني الأزهريّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : محمّد بن كناسة أسدي من أنفسهم ، وهو ثقة صالح التثبيت ، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم الزّاهد ، وكان له علم بالعربية والشعر وأيام الناس.

وذكره علي بن المدينيّ يوما فقال : هو ثقة صدوق ، قال جدي : توفي بالكوفة لثلاث ليال خلون من شوال سنة سبع ومائتين. في خلافة المأمون.

قلت : وبلغني أن مولده كان في سنة ثلاث وعشرين ومائة.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سئل أبو داود عن محمّد بن كناسة فقال : ثقة.

أخبرنا عنه أحمد بن حنبل ، أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، أخبرنا الوليد بن بكر ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجليّ ، حدّثني أبي قال : ومحمّد بن كناسة الأسدي كوفي يكنى : أبا يحيى ، ثقة.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا جعفر الخالدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : سنة سبع ومائتين فيها مات محمّد بن كناسة الأسدي.

وقد ذكرنا عن يعقوب بن شيبة مثل هذا القول. وأخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن محمّد بن كناسة مات في سنة تسع ومائتين. ونرى الأول أصح ، والله أعلم.

٩٩٣ ـ محمّد بن عبد الله بن المثنّى بن أنس بن مالك ، أبو عبد الله الأنصاريّ(١)

من أهل البصرة. سمع أباه ، وسليمان التّيميّ ، وحميدا الطويل ، ومحمّد بن عمرو ابن علقمة ، وحبيب بن الشهيد ، ومالك بن دينار. روى عنه : أبو الوليد الطيالسي ،

__________________

(١) ٩٩٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٢١ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٣٧٢ (٢٥ / ٥٣٩) وطبقات ابن سعد : ٧ / ٢٩٤ ، وابن محرز عن ابن ـ

٢٥

وعبد الواحد بن غياث ، وقتيبة بن سعيد ، وأحمد بن حنبل ، ومحمّد بن سعيد ، ومحمّد بن عبد الرّحمن الصّيرفيّ ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمّد بن إسماعيل البخاريّ ، وأبو حاتم الرّازيّ ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وغيرهم. وكان قد جالس في الفقه سوار بن عبد الله ، وعبيد الله بن الحسن العنبريّ ، وعثمان البتي ، وولى قضاء البصرة أيام الرشيد بعد معاذ بن معاذ ، وقدم بغداد فولى بها القضاء وحدّث بها ثم رجع إلى البصرة فمات (١).

أخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز ، أخبرنا أبو علي بن الصواف ، حدّثنا بشر بن موسى ، حدّثنا عمرو بن علي قال : وولد محمّد بن عبد الله بن المثنّى الأنصاريّ سنة ثمان عشرة.

أخبرنا علي بن أبي علي ، حدّثنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، أخبرني إبراهيم بن محمّد بن أيوب عن ابن قتيبة : أن الرشيد قلد محمّد بن عبد الله الأنصاريّ القضاء بالجانب الشرقي ـ يعني من بغداد ـ بعد العوفى في آخر خلافته ـ فلما ولى محمّد ـ وهو الأمين ـ عزله وولى مكانه عون بن عبد الله ، وولى محمّد بن عبد الله المظالم بعد إسماعيل بن علية.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن علي الدّقّاق ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن علي المؤدّب قالا : حدّثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي ـ بالبصرة ـ حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن بن خلّاد ، حدّثني عبد الله بن محمّد بن أبان الخيّاط ـ من أهل رامهرمز ـ حدّثنا القاسم بن نصر المخرميّ ، حدّثنا سليمان بن داود المنقري قال : وجه المأمون

__________________

ـ معين ، الترجمتان ٦٣٢ ، ٨٩٧ ، وعلل أحمد : ١ / ٢١٨ ، ٣٤٣ ، وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ٣٩٦ ، وتاريخه الصغير : ٢ / ٣٣١ ، وسؤالات الآجري لأبي داود : ٥ / الورقة ١٢ ، والمعرفة ليعقوب : (انظر الفهرس) والترمذي (٢٦٧٨) ، والقضاة لوكيع : ٢ / ١٥٤ و ٣ / ٢٦٨ ، وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٩٤ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٦٥٥ ، وثقات ابن حبان : ٧ / ٤٤٣ ، والمدخل إلى الصحيح : ١٩٧ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٤١١ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٨٧٤ ، والكامل في التاريخ : ٦ / ٤١٨ ، وسير أعلام النبلاء : ٩ / ٥٣٢ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥٠٤٦ ، والمغني : ٢ / الترجمة ١٦٨٥ ، والعبر : ١ / ٣٦٧ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢٢١ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٥١ (أيا صوفيا ٣٠٠٧) ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٧٦٥ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٦ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٢٧٤ ـ ٢٧٦ ، والتقريب : ٢ / ١٨٠ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٣٩٣ ، وشذرات الذهب : ٢ / ٣٥. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٧١.

(١) انظر : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٤٦

٢٦

عبد الله بن هارون إلى محمّد بن عبد الله الأنصاريّ بخمسين ألف درهم وأمره أن يقسمها بين الفقهاء بالبصرة ، فكان هلال بن مسلم يتكلم عن أصحابه. قال الأنصاريّ : وكنت أنا أتكلم عن أصحابي. فقال هلال : هي لي ولأصحابي. وقلت أنا : بل هي لي ولأصحابي ، فاختلفنا فقلت لهلال : كيف تتشهد؟ فقال هلال : أو مثلي يسأل عن التشهد؟ فتشهد على حديث ابن مسعود. فقال له الأنصاريّ : من حدثك به ومن أين ثبت عندك؟ فبقى هلال ولم يجبه. فقال الأنصاريّ : تصلي في كل يوم وليلة خمس صلوات وتردد فيها هذا الكلام وأنت لا تدري من رواه عن نبيك صلى‌الله‌عليه‌وسلم! قد باعد الله بينك وبين الفقه. فقسمها الأنصاريّ في أصحابه (١).

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحشري ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ ، حدّثنا حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران ، عن ابن عبّاس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنه احتجم صائما محرما.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق وعلي بن محمّد بن عبد الله المعدّل قالا : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن أن عبد الله بن أحمد قال : قال أبي ، وقال أبو خيثمة : أنكر معاذ ويحيى بن سعيد حديث الأنصاريّ ـ يعني محمّد بن عبد الله بن حبيب بن الشهيد ـ عن ميمون بن مهران ، عن ابن عبّاس : احتجم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو محرم صائم.

قلت : لم يروه عن حبيب هكذا غير الأنصاريّ ، ويقال : إنه وهم فيه والصواب ما.

أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي ـ في كتابه إلينا من مصر ـ قال : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن زكريا النّيسابوريّ ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، أخبرنا حميد بن مسعدة ، عن سفيان ، عن حبيب بن الشهيد ، عن ميمون بن مهران ، عن يزيد بن الأصم : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تزوج ميمونة وهو محل (٢).

وقد روى الأنصاريّ أيضا حديث يزيد بن الأصم هذا وهكذا. ويقال إن غلاما له أدخل عليه حديث ابن عبّاس.

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله ـ يعني

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٤٥ ـ ٥٤٦.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٤٣ ـ ٥٤٤

٢٧

أحمد بن حنبل ـ يقول : ما كان يضع الأنصاريّ عند أصحاب الحديث إلّا النظر في الرأي ، وأما السماع فقد سمع.

وسمعت أبا عبد الله ذكر الحديث الذي رواه الأنصاريّ عن حبيب بن الشهيد عن ميمون عن ابن عبّاس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم احتجم وهو صائم فضعفه. وقال : كانت ذهبت للأنصاري كتب فكان بعد يحدّث من كتب غلامه أبي حكم ـ أراه. قال : فكان هذا من تلك (١).

أخبرنا ابن الفضل ، حدّثنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سئل على بن المدينيّ عن حديث الأنصاريّ عن حبيب بن الشهيد ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عبّاس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم احتجم وهو صائم قال : ليس من ذلك شيء ، إنما أراد حديث حبيب عن ميمون عن يزيد بن الأصم : تزوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ميمونة محرما (٢).

أخبرني أبو بكر البرقاني ، حدّثني محمّد بن أحمد الأدميّ ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي ، حدّثنا زكريا الساجي قال : محمّد بن عبد الله الأنصاريّ رجل جليل عالم لم يكن عندهم من فرسان الحديث مثل يحيى القطّان ونظرائه غلب عليه الرأي (٣).

أخبرنا أبو سعد الماليني ـ قراءة ـ أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. أخبرنا زكريا الساجي قال : حدثت عن يحيى بن معين قال : كان محمّد بن عبد الله الأنصاريّ يليق به القضاء فقيل له : يا أبا زكريا فالحديث فقال :

للحرب أقوام لها خلقوا

وللدواوين كتاب وحساب (٤)

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكريّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي ، عن يحيى بن معين قال : والأنصاريّ ثقة.

حدّثنا محمّد بن علي الصّوريّ ، حدّثنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ. أخبرني أبي قال : محمّد بن عبد الله الأنصاريّ بصري ليس به بأس.

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٤٤ ـ ٥٤٥.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٤٥.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٤٣.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٤٣

٢٨

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال : حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سنة أربع عشرة ومائتين مات محمّد بن عبد الله الأنصاريّ وسمعت الأنصاريّ سنة اثنتي عشرة يقول : قد أشرفت على أربع وتسعين سنة.

قلت : وهم يعقوب في ذكر وفاة الأنصاريّ. والصحيح ما :

أخبرنا الأزهر ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي ، أخبرنا أبو موسى محمّد بن المثنّى قال : سمعت محمّد بن عبد الله الأنصاريّ سنة اثنتي عشرة ومائتين يقول : ولدت سنة ثماني عشرة ومائة ولي أربع وتسعون سنة إلّا شهرين. كان يأتي على قبل اليوم عشرة أيام لا أشرب فيه الماء واليوم أشرب كل يومين. فقيل له : كنت تشرب اللبن؟ قال : اللبن مثل الماء ، قيل له : فعسل؟ قال : لا. قال أبو موسى : ومات محمّد بن عبد الله الأنصاريّ سنة خمس عشرة ومائتين. وقال أيضا : سمعت الأنصاريّ يقول : ما أتيت سلطانا قط إلّا وأنا كاره (١).

قرأت على الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي قال : مات محمّد بن عبد الله الأنصاريّ فيما ذكر إسماعيل بن إسحاق سنة خمس عشرة ومائتين. قال : وكان مولده في السنة التي ولد فيها عبد الله بن المبارك ، وهي سنة ثماني عشرة ومائة ، وولى القضاء ببغداد وكان من أصحاب زفر بن الهذيل وأبي يوسف (٢).

حدّثنا أبو سعيد الحسين بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب بأصبهان ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن يزيد الخشاب ، حدّثنا عبد العزيز بن معاوية القرشيّ قال : مات الأنصاريّ سنة خمس عشرة ومائتين وعاش نيفا وتسعين سنة (٣).

حدّثنا الحسن بن علي الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا محمّد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : لم يزل الأنصاريّ بالبصرة يحدّث إلى أن مات بها في رجب سنة خمس عشرة ومائتين.

٩٩٤ ـ محمّد بن عبد الله أبو عبد الله البينونيّ البصريّ (٤) :

سكن بغداد وحدّث بها عن المبارك بن فضالة. روى عنه : الحسن بن الصّبّاح

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٤٧.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٤٧ ـ ٥٤٨.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٤٨.

(٤) ٩٩٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٢٢ في المطبوعة.

انظر : الأنساب للسمعاني ٢ / ٣٧٨ ، ٣٧٩

٢٩

البزّاز ، ومحمّد بن عبيد بن أبي الأسد الضّرير ، ومحمّد بن علي ابن أخت غزال ، وعثمان بن معبد بن نوح المقرئ ، ومحمّد بن غالب التمتام.

أخبرنا عثمان بن محمّد بن يوسف الغلاف ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، حدّثنا محمّد بن عبيد بن أبي الأسد الضّرير ، حدّثنا أبو عبد الله البينوني ، حدّثنا مبارك ابن فضالة ، عن حميد ، عن أنس قال : لما قبض ـ يعني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان بالمدينة قباران رجل يلحد ورجل يضرّح. قال : فاجتمع أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : نرسل إليهما فأيهما سبق أمرناه فحفر ، فسبق اللاحد فلحد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصارت سنة.

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير النّجّار ، أخبرنا أبو بحر محمّد بن الحسين بن كوثر البربهاري ، حدّثنا محمّد بن غالب ، حدّثنا محمّد بن عبد الله البينوني ، حدّثنا المبارك بن فضالة ، عن حميد ، عن أنس قال : لحد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لحدا.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : أبو عبد الله محمّد بن عبد الله البينوني كان ببغداد ، سمع مبارك ابن فضالة ، سمع منه حسن بن الصّبّاح.

٩٩٥ ـ محمّد بن عبد الله بن عبد الرّزّاق بن عمر بن عبد الله بن جميل بن عامر بن جذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح بن عمر بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب (١) :

من أهل مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. كان مذكورا بالفضل موصوفا بالجلالة والنبل ؛ وولى ببغداد بيت المال زمن المأمون أمير المؤمنين.

أخبرنا بذلك الأزهريّ ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي قال : قال الزّبير بن بكّار. ومحمّد بن عبد الله بن عبد الرّزّاق بن عمر بن عبد الله بن جميل كان في صحابة أمير المؤمنين وولاه بيت المال ببغداد ، وأمه عمّارة بنت نافع بن عمر بن عبد الله بن جميل.

__________________

(١) ٩٩٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٢٣ في المطبوعة.

٣٠

٩٩٦ ـ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الملك بن مسلم ، أبو عبد الله الرّقاشيّ (١) :

والد أبي قلابة من أهل البصرة. سمع مالك بن أنس ، وحمّاد بن زيد ، ووهيب بن خالد وجعفر بن سليمان ، ويزيد بن زريع ، ومعتمر بن سليمان ، وبشر بن المفضل. روى عنه : ابنه أبو قلابة ، ومحمّد بن يحيى الذهلي ، ومحمّد بن إسماعيل البخاريّ ، وأبو حاتم الرّازيّ ، وحنبل بن إسحاق ، ويعقوب بن شيبة ، ومحمّد بن الحسين البرجلاني ، وأبو إسماعيل التّرمذيّ وقال محمّد بن يحيى : كان متقنا.

وذكر ابن أبي حاتم الرّازيّ أنه قدم بغداد. وقال أيضا : سمعت أبي يقول : حدّثنا محمّد بن عبد الله الرّقاشيّ الثقة الرضا.

حدّثنا محمّد بن الحسين القطّان ، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الرّقاشيّ ، حدّثنا معتمر بن سليمان ، أخبرنا كهمس عن أبي السليل [ضريب بن نفير] عن أبي ذرّ : أن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اني لأعلم آية لو أخذ الناس بها كفتهم : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) [الطلاق ٢] (٢)».

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا. وأخبرنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثني أبي قال : محمّد بن عبد الله الرّقاشيّ يكنى بأبي عبد الله ، بصري ثقة متعبد عاقل ، يقال أنه كان يصلي في اليوم والليلة أربعمائة ركعة.

أخبرني الأزهريّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : محمّد بن عبد الله الرّقاشيّ ، ثقة ثبت.

__________________

(١) ٩٩٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٢٤ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٣٧٤ (٢٥ / ٥٥١). والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٤٩. وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ٤٠٦ ، والكنى لمسلم ، الورقة ٦٤ ، وثقات العجلي ، الورقة ٤٧ ، والمعرفة ليعقوب : ٢ / ٨٥ ، ٩٧ ، ١٢٢ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٦٥٧ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ٧٣ ـ ٧٤ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٥٧ ، ورجال البخاري للباجي : ٢ / ٦٥٣ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٤٤٢ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٨٧٠ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥٠٤٨ ، وتذكرة الحفاظ : ٤٦١ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢٢١ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٥ (أيا صوفيا ٣٠٠٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٧ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ، والتقريب : ٢ / ١٨٠ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٣٩٥.

(٢) انظر الحديث في : سنن الدارمي ٢ / ٣٠٣ ، ومشكاة المصابيح ٥٣٠٦. وزوائد مسند أحمد ١٤٦.

٣١

أخبرنا محمّد بن علي الصّوريّ ، حدّثنا الخصيب بن عبد الله ، حدّثنا عبد الكريم ابن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الرّقاشيّ بصري ليس به بأس.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم ، حدّثنا ابن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : محمّد بن عبد الله الرّقاشيّ أبو عبد الله مات قبل سنة عشرين ومائتين.

أخبرنا الأزهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي ، حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنّى قال : مات محمّد بن عبد الله الرّقاشيّ سنة تسع عشرة ومائتين.

٩٩٧ ـ محمّد بن عبد الله ، أبو جعفر الحذّاء الأنباريّ (١) :

سمع فضيل بن عياض ، وسفيان بن عيينة ، وشعيب بن حرب. روى عنه : أحمد ابن حنبل ، وحنبل بن إسحاق ، وإسحاق بن بهلول الأنباريّ ، ويعقوب بن شيبة ، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي ، وإبراهيم بن عبد الرّحيم بن دنوقا.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا محمّد بن عبد الله أبو جعفر الأنباريّ الحذّاء.

وأخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : حدّثنا أبو جعفر الحذّاء قال : قلت لسفيان بن عيينة : إن هذا يتكلم في القدر ـ أعني إبراهيم بن أبي يحيى ـ قال : عرفوا الناس بدعته وسلوا ربكم العافية. لفظ حديث أحمد ، وهو أتم.

أخبرني الأزهريّ ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن حمدان العكبريّ ، أخبرنا أبو الطّيّب بن بهلول قال : قال أبو العبّاس بن أصرم : وإذا رأيت الأنباريّ يحب أبا جعفر الحذّاء ومثنى بن جامع الأنباريّ فاعلم أنه صاحب سنّة.

أخبرني الأزهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : وكان بالأنبار محمّد بن عبد الله الحذّاء ، ويكنى أبا جعفر ، وكانت عنده أحاديث ، وكان ثقة.

__________________

(١) ٩٩٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٢٥ في المطبوعة

٣٢

٩٩٨ ـ محمّد بن عبد الله ، أبو جعفر الأرزيّ (١) :

سمع عاصم بن هلال ، وروح بن عطاء بن أبي ميمونة ، وإسماعيل بن علية ، ومعتمر بن سليمان ، وأبا تميلة يحيى بن واضح ، وحمّاد بن واقد ، وكريد بن رواحة ، وعبد الوهّاب بن عطاء. روى عنه : محمّد بن إسحاق الصاغاني ، وعبّاس بن محمّد الدّوريّ ، وأحمد بن أبي خيثمة وجعفر بن محمّد الطيالسي ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهم.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدّثنا العبّاس بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأرزيّ ، حدّثنا عاصم بن هلال ، حدّثنا أيوب عن محمّد بن سيرين : أن عمر كان إذا سمع صوت دف أو كبر فقالوا : عرس أو ختان سكت.

أخبرنا أبو سعد الماليني ، حدّثنا علي بن عيسى بن المثنّى الماليني ، أخبرنا أبو العبّاس الحسن بن سفيان ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأرزيّ ـ ببغداد ثقة مأمون. قال أبو العبّاس : كتبت مع أبي زرعة من هذا الشيخ.

أخبرني الأزهريّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا جدي قال : محمّد بن عبد الله الرزى كان شيخا صدوقا.

قرأت على البرقاني ، عن محمّد بن العبّاس العصمي قال : حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه ، أخبرنا صالح بن محمّد الأسدي. قال : محمّد بن عبد الله الرزى ثقة.

أخبرنا علي بن أبي علي قال : قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العبّاس بن سعيد قال : محمّد بن عبد الله الأرزّيّ البغداديّ ؛ سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : كان ثقة.

__________________

(١) ٩٩٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٢٦ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٣٨٢ (٢٥ / ٥٧٥). وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ٤٣٠ ، وتاريخ واسط : ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ، وثقات ابن حبان ٩ / ٨٤ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٥٧ ، وتسمية شيوخ أبي داود للجياني ، الورقة ٩١ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٤٧٢ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٨٧٨ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥٠٥٦ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢٢٣ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٧٠ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٧ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٢٨٥ ، والتقريب ٢ / ١٨١ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٤٠٥.

٣٣

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا محمّد بن عمر بن غالب ، حدّثنا موسى بن هارون.

وأخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن محمّد بن عبد الله الأرزّيّ مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. قال ابن قانع : ببغداد.

٩٩٩ ـ محمّد بن عبد الله ، أبو عبد الله الأخباري البغداديّ (١) :

حدّث عن عبد الله بن حكيم بن أبي بكر الداهري. روى عنه يحيى بن بدر السّمرقنديّ.

١٠٠٠ ـ محمّد بن عبد الله بن المؤذّن (٢) :

كان أحد أصحاب الرأي ، وولى القضاء بمدينة السلام.

أخبرنا علي بن المحسن ، حدّثنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : لما توفي حيّان بن بشر استقضى محمّد بن عبد الله المؤذّن من أهل السواد ، وكان صالحا من أصحاب أبي حنيفة في الفقه ، ولا أعلمه حدّث بشيء. وقال طلحة : حدّثني عبد الباقي بن قانع قال : حدّثني إسحاق بن ديمهر التوزيّ قال : حدّثني من حضر ابن المؤذّن القاضي ـ وهو يموت ـ فقال : انقلوني من هذا الموضع. فنقل ، فجاء عصفور بحبة من حنطة فرمى بها على صدره ، فما زال يقرضها حتى فرغ منها ثم مات! وكان ممن يحسن الثناء عليه.

أخبرني علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو مزاحم موسى ابن عبيد الله قال : سأل عمي أبو علي عبد الرّحمن بن يحيى ؛ أحمد بن حنبل عن ابن المؤذّن. فقال : كان مع ابن أبي داود وفي ناحيته ولا أعرف رأيه اليوم.

١٠٠١ ـ محمّد بن عبد الله ، أبو جعفر المعروف بالإسكافيّ (٣) :

أحد المتكلمين من معتزلة البغداديّين ، له تصانيف معروفة. وكان الحسين بن علي الكرابيسيّ يتكلم معه ويناظره ، وبلغني أنه مات في سنة أربعين ومائتين.

__________________

(١) ٩٩٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٢٧ في المطبوعة.

(٢) ١٠٠٠ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٢٨ في المطبوعة.

(٣) ١٠٠١ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٢٩ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ١ / ٢٤٥.

٣٤

١٠٠٢ ـ محمّد بن عبد الله ، القطّان (١) :

حدّث عن عبد الرّحمن بن مغرا. روى عنه : أبو داود السّجستانيّ في كتاب «المراسيل». وقال : محمّد بن عبد الله القطّان رجل من أهل بغداد ، وكان أحمد يكرمه ، مات بطرسوس.

١٠٠٣ ـ محمّد بن عبد الله بن عمّار بن سوادة ، أبو جعفر المخرميّ (٢) :

نزيل الموصل. كان أحد أهل الفضل ، والمتحققين بالعلم ، حسن الحفظ ، كثير الحديث. روى عن عيسى بن يونس ، وسفيان بن عيينة ، ومن عاصرهما. وكان تاجرا قدم بغداد غير مرة ، وجالس بها الحفاظ ، وذاكرهم وحدثهم روى عنه : علي بن حرب الموصلي ، ويعقوب بن سفيان الفسوي ، وعلي بن عبد العزيز البغويّ ، وهيذام ابن قتيبة المروزيّ ، وعلي بن أحمد بن النّضر الأزديّ ، ومحمّد بن غالب التمتام ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وعبيد العجل ، والحسن بن علي المعمري ، وجعفر الفريابي ، ومحمّد بن محمّد الباغنديّ ، ومحمّد بن الحسن بن بدينا ، وروى عنه : الحسين بن إدريس الهرويّ كتابا في علل الحديث ومعرفة الشيوخ.

أخبرنا الحسن بن علي التميميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عمّار ، حدّثنا القاسم الجرفي ، عن سفيان عن خالد بن علقمة ، عن عبد خير ، عن علي : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا.

حدّثنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس ، أخبرنا ابن عمّار قال : سمعت المعافى بن عمران ـ وسألته ـ إني أعطي دراهم هنا وآخذها ببغداد ، حيث أشترى منها شيئا وأبيعه. فقال : تركت المسألة ، فلم أدر ما يقول حتى أعدت عليه. قال : فقال : ذهابك إلى بغداد

__________________

(١) ١٠٠٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٣٠ في المطبوعة.

(٢) ١٠٠٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٣١ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٣٦٢ (٢٥ / ٥٠٩). والجرح والتعديل ٧ / الترجمة ١٦٤١. وثقات ابن حبان ٩ / ١١٣. والكامل لابن عدي ٣ / الورقة ١٠١. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٨٦٨. وسير أعلام النبلاء ١١ / ٤٦٩. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٠٣٨. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٣٨٠٧. والمغني ٢ / الترجمة ٥٦٧٣. وتذهيب التهذيب ٣ / الورقة ٢١٩. وميزان الاعتدال ٣ / ٧٧٥٣. وتاريخ الإسلام / الورقة ١٩٠ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٥ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٦٥ ـ ٢٦٦. والتقريب ٢ / ١٧٨. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٦٣٨٣. وشذرات الذهب ٢ / ١٠١.

٣٥

ودخولك بغداد أشد عليك مما تسأل عنه! قال ابن عمّار : ولدت سنة اثنتين وستين ومائة.

حدّثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الارموي ، حدّثنا أبو الفرج محمّد ابن إدريس بن محمّد الموصلي ـ بها ـ حدّثنا أبو منصور المظفر بن محمّد الطوسي ، حدّثنا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس الأزديّ ـ في كتاب طبقات العلماء من أهل الموصل ـ قال : محمّد بن عبد الله بن عمّار الغامدي من الأزد ؛ كان فهما بالحديث وبعلله ، رحالا فيه ، جماعا له. سمع من هشيم ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن إدريس ، ومحمّد بن فضيل ، وعيسى بن يونس ، وأبي أسامة ، ويحيى بن سعيد القطّان ، ووكيع بن الجرّاح ، وعبد الرّحمن بن مهدي ، وأبي معاوية. وتوفي في سنة اثنتين وأربعين ومائتين.

وقال أبو زكريا : حدّثني عبيد العجل قال : سمعت أبا يوسف القلوسي يقول لإسماعيل القاضي : محمّد بن عبد الله بن عمّار الموصلي مثل علي بن المدينيّ ـ يعني في علم الحديث ـ ورأيت عبيدا يعظم أمره ، ويرفع قدره (١).

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا علي بن أحمد ابن النّضر ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عمّار ـ ورأيت علي بن المدينيّ يقدمه ـ (٢).

أخبرنا علي بن أبي علي قال : قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قال : سمعت محمّد بن غالب يقول : حدّثني محمّد بن عبد الله بن عمّار الثقة ، كان من أهل الحديث. قال ابن سعيد : وسألت عبد الله بن أحمد عنه. فقال : ثقة (٣).

أخبرنا ابن الفضل ، حدّثنا ابن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : وعفيف بن سالم موصلي ثقة.

حدّثني عنه محمّد بن عبد الله بن عمّار الموصلي ومحمّد بن عمّار ثقة.

أخبرني الصّوريّ ، أخبرنا عبيد الله بن القاسم الهمدانيّ ، أخبرنا عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن النّسائيّ قال : محمّد بن عبد الله بن عمّار موصلي ثقة صاحب حديث (٤).

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥١١ ، ٥١٢.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥١١.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥١١.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥١٢

٣٦

١٠٠٤ ـ محمّد بن عبد الله بن طاهر بن الحسن بن مصعب ، أبو العبّاس الخزاعيّ (١) :

كان شيخا فاضلا ، وأديبا شاعرا ، وهو أمير بن أمير بن أمير. ولى إمارة بغداد في أيام المتوكل ، وكان مألفا لأهل العلم والأدب ، وقد أسند حديثا عن أبي الصّلت الهرويّ.

أخبرناه محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن حمدويه النّيسابوريّ ، حدّثني علي بن محمّد المذكر ، حدّثنا محمّد بن علي بن الحسين الفقيه الرّازيّ ، حدّثنا أبي ، عن محمّد بن عبد الله بن طاهر قال : كنت واقفا على رأس أبي وعنده أحمد بن محمّد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، وأبو الصّلت الهرويّ ، فقال أبي : ليحدثني كل رجل منكم بحديث ؛ فقال أبو الصّلت : حدّثني على بن موسى الرضا ـ وكان والله رضا كما سمى ـ عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الإيمان قول وعمل». فقال بعضهم : ما هذا الإسناد! فقال له أبي : هذا سعوط المجانين ، إذا سعط به المجنون برأ.

أخبرني أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثني جدي محمّد بن عبيد الله ابن قفرجل ، أخبرنا محمّد بن يحيى النديم ، حدّثنا أحمد بن يزيد المهلّبي قال : كانت لأبي حاجة إلى محمّد بن عبد الله بن طاهر ، فكتب إليه :

ألا مبلغ عني الأمير محمّدا

مقالا له فضل على القول بارع

لنا حاجة إن أمكنتك قضيتها

وإن هي لم تمكن فعذرك واسع

فأنت وإن كنت الجواد بعينه

فلست بمعطي الناس ما الله مانع

فإن يور زند الطاهري فبالحرى

وإلّا فقد تنبو السيوف القواطع

حدّثنا محمّد بن يحيى ، حدّثنا محمّد بن موسى البربري قال : كان الحسن بن وهب عند محمّد بن عبد الله بن طاهر ، فعرضت سحابة فبرقت ورعدت ومطرت ، فقال كل من حضر فيها شيئا ، فقال الحسن :

__________________

(١) ١٠٠٤ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٣٢ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٦٨. وفوات الوفيات ٢ / ٢٦. والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٤٠. والديارات ٧٩ ـ ٨٣. والوافي بالوفيات ٣ / ٣٠٤. والمحبر ٣٧٦. والأعلام ٦ / ٢٢٢.

٣٧

هطلتنا السماء هطلا دراكا

عارض المرزبان فيها السماكا

قلت للبرق ـ إذ توقد فيها

يا زناد السماء من أوراكا

أحبيب نأيته فجفاكا

فهو العارض الذي استبكاكا

أم تشبهت بالأمير أبي العب

اس في جود فلست هناكا (١)

أخبرني علي بن أيوب القمي ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني محمّد ابن يحيى ، حدّثني أبو الغوث ـ يعني ابن البحتري ـ قال : حمل محمّد بن عبد الله بن طاهر ، أبي علي برذون بلا سرج ولا لجام فقال من قصيدة أولها :

غرام ما أتيح من الغرام

 ........................

محمّد يا بن عبد الله لو لا

نداك لغاض معروف الكرام

لكم بيت الأعاجم حيث يبنى

ومفتخر المرازبة العظام

وما استجديت إلّا جئت عفوا

بفيض البحر أو صوب الغمام

وكم من سؤدد غلست فيه

ولم تربع على النفر النيام

أراجعتي يداك بأعوجي

كقدح النبع في الريش اللوام

بأدهم كالظلام أغر يجلو

بغرته دياجير الظلام

ترى أحجاله يصعدن فيه

صعود البرق في الغيم الجهام

وما حسن بأن تهديه فذا

سليب السرج منزوع اللجام

فأتمم ما مننت به وأنعم

فما المعروف إلّا بالتمام

وأخبرني علي بن أيوب المرزباني قال : أنشدني علي بن هارون البحتري يمدح محمّد بن عبد الله من قصيدة أولها :

فؤاد بذكر الظاعنين موكل

 ...........................

إلى معقل للملك لو لا اعتزامه

ومنعته ما كان للملك معقل

إلى مصعبي العزم يسطو فيعتدي

ومتسع المعروف ، يعطي فيجزل

إذا جاد أغضى العاذلون وكفهم

قديم مساعيه التي تتقيل

ومن ذا يلوم البحر إن بات زاخرا

بفيض ، وصوب المزن إن راح يهطل

ولم أر بحرا كالأمير محمّد

إذا ما غدا ينهل أو يتهلل

حياة النفوس المرهقات ومأمن

يثوب إليه الخائفون وموئل

__________________

(١) انظر الخبر والأبيات في : المنتظم ١٢ / ٦٨ ، ٦٩

٣٨

أعيرت به بغداد سكب غمامة

تعل البلاد من نداها وتنهل

وقد فقدت أنس الخلافة وانتحى

على أهلها خطب من الدهر معضل

تلين وتقسو شدة وتألفا

وتملى فتستأني وتقضي فتعدل

وما زلت مدلولا على كل خطة

من المجد ما ترقا وما تتوقل

تدار كني الإحسان منك ومسني

على حاجة ذاك الجدى والتطول

ودافعت عني حين لا الفتح يبتغى

لدفع الذي أخشى ولا المتوكل

أخبرنا أبو علي أحمد بن عبد الواحد الوكيل أخبر إسماعيل بن سعيد المعدّل قال : حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدّثني محمّد بن عجلان ، أخبرني ابن السكيت أن محمّد بن عبد الله بن طاهر عزم على الحج ، فخرجت إليه جارية له شاعرة فبكت لما رأت آلة السفر ، فقال محمّد بن عبد الله :

دمعة كاللؤلؤ الرط

ب على الخد الأسيل

هطلت في ساعة البي

ن من الطرف الكحيل

ثم قال لها ، أجيزيني فقالت :

حين هم القمر البا

هر عنا بالأفول

إنما تفتضح العش

شاق في وقت الرحيل (١)

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا عبيد الله ابن أحمد ، حدّثنا أبي قال : كتب محمّد بن عبد الله بن طاهر إلى جارية كان يحبها :

ما ذا تقولين فيمن شفه سقم

من جهد حبك حتى صار حيرانا؟

فأجابته :

إذا رأينا محبّا قد أضرّ به

جهد الصبابة أوليناه إحسانا (٢)

أنشدنا علي بن أيوب القمي قال : أنشدنا محمّد بن عمران بن موسى لمحمّد بن عبد الله بن طاهر ـ وأحسن ـ :

أواصل من هويت على خلال

أذود بهن أسباب التقالي

وفاء لا يحول به انتكاث

وود لا تخوّنه الليالي

وأحفظ سره والغيب منه

وأرعى عهده في كل حال

__________________

(١) انظر الخبر والأبيات في : المنتظم ١٢ / ٦٩.

(٢) انظر الخبر والأبيات في : المنتظم ١٢ / ٧٠

٣٩

وأوثره على عسر ويسر

وينفذ حكمه في سر مالي

وأقبل عفوه عودا وبدءا

وأجهد إن تجوّز في الوصال

ولا آتى له عذرا إذا ما

تنصل من مقال أو فعال

وأغفر نبوة الإدلال منه

إذا ما لم يكن غير الدّلال

وأستبقيه بالهجران إما

أصر وغره مني احتمالي

فإن يعتب رجعت له بكلى

ولم أخطر إساءته ببالي

وإن يلحح به داء دفين

أصرم من حبائله حبالي

وما أنا بالملول وما التجني

ولا الغدر المذمم من شمالي

أخبرني أبو القاسم الأزهريّ ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة قال : وفي هذه السنة ـ يعني سنة ثلاث وخمسين ومائتين ـ لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة ؛ انكسف القمر في أول الليل حتى ذهب أكثره فلما انتصف الليل مات محمّد بن عبد الله بن طاهر ، وكان به خراج في حلقه ، فاشتد حتى عولج بالفتائل ، وفي وفاته يقول عبيد الله بن عبد الله بن طاهر :

هد ركن الخلافة الموطود

زال عنه السرادق الممدود

يا كسوفان ليلة الأحد النح

س أحلتكما النجوم السعود

أحد كان حده من نحوس

جمعت حدها إليه الأحود

وأحد كان حده مثل حد الس

يف كالنار شب منها الوقود

كسف البدر والأمير جميعا

فانجلى البدر والأمير غميد

قال : ودفن في مقابر قريش.

١٠٠٥ ـ محمّد بن عبد الله بن شعيب ، أبو بكر الشّاعر ، مولى بني مخزون ، ويعرف بالأخيطل (١) :

قرأت في كتاب أبي عبيد الله المرزباني بخطه ـ وحدّثنيه علي بن المحسن عنه. قال : الأخيطل وهو محمّد بن عبد الله بن شعيب مولى بني مخزون ، ويكنى أبا بكر من أهل الأهواز ، قدم بغداد ومدح محمّد بن عبد الله بن طاهر ، وهو ظريف مليح الشعر. يسلك طريق أبي تمام الطّائي ويحذو حذوه ، وكان يهاجي الحمدوني وهو القائل :

__________________

(١) ١٠٠٥ ـ هذه الترجمة برقم ٢٩٣٣ المطبوعة.

٤٠