تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٤

أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، حدّثنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا أبو عيسى جبير بن محمّد الواسطيّ ، حدّثنا جابر بن كردي قال : سمعت يزيد بن هارون يقول : محمّد بن عمر الواقديّ ثقة (١).

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو بكر النّيسابوريّ قال : سمعت الصاغاني غير مرة يقول : سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول.

وأخبرني عبيد الله بن أحمد الصّيرفيّ ، أخبرنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثني أبو بكر الصاغاني ، حدّثني إبراهيم بن أرمة قال : سمعت عبّاسا العنبريّ يقول : الواقديّ أحب إلىّ من عبد الرّزّاق (٢).

حدثت عن محمّد بن عمران المرزباني قال : حدّثني مكرم بن أحمد قال : قال إبراهيم الحربي ، سمعت أبا عبيد القاسم بن سلّام يقول : الواقديّ ثقة. قال إبراهيم : وأما فقه أبي عبيد فمن كتب محمّد بن عمر الواقديّ ، الاختلاف والإجماع (٣) كان عنده (٤).

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق بن الجليل الجلاب قال : سمعت إبراهيم الحربي يقول : من قال إن مسائل مالك وابن أبي ذئب توجد عند من هو أوثق من الواقديّ ، فلا يصدق ، لأنه يقول : سألت مالكا ، وسألت ابن أبي ذئب.

أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر المؤدّب ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل قال : كنت عند ابن المبارك وعنده أبو بدر فذكروا فوت الصلاتين بعرفة ، فقال أبو بكر : يا أبا عبد الرّحمن في هذا حديث عن ابن عبّاس والمسور بن مخرمة. فقال عمن فقال ابن واقد. قال : فسكت ابن المبارك وطأطأ رأسه. أو قال : نصت. ولم يقل شيئا.

وقال جدي : حدّثني من سأل يحيى بن معين عن الواقديّ ، وأبي البختريّ فقال الواقديّ أجودهما حديثا.

__________________

(١) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٥.

(٢) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٥.

(٣) في المطبوعة : «والاجتماع» تصحيف.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٩٢.

٢٢١

وقال جدي : حدّثني عبد الرّحمن بن محمّد قال : قال لي علي بن المدينيّ : قال لي أحمد بن حنبل : أعطني ما كتب عن ابن أبي يحيى قال : قلت : وما تصنع به؟ قال : انظر فيها أعتبرها ، قال : ففتحها ثم قال : اقرأها عليّ. قال : قلت وما تصنع به؟ قال : انظر فيها. قال : قلت له : أنا أحدث عن ابن أبي يحيى؟ قال لي : وما عليك أنا أريد أن أعرفها وأعتبر بها. قال : فقال لي بعد ذلك أحمد : رأيت عند الواقديّ أحاديث قد رواها عن قوم من حديث ابن أبي يحيى قلبها عليهم ، وما كان عند علي شيء يحتج به في الواقديّ غير هذا وقد كنت سألت عليّا عن الواقديّ فما كان عنده شيء أكثر من هذا.

أخبرني أبو القاسم الأزهريّ ، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي المدينيّ قال : سمعت أبي يقول : عند الواقديّ عشرون ألف حديث لم يسمع بها.

قال : وسمعت أبي يقول : محمّد بن عمر الواقديّ ليس بموضع للرواية ولا يروى عنه ، وضعفه.

حدّثنا الأزهريّ ، حدّثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى ، حدّثنا أبو علي الهرويّ قال : سمعت الحسن بن محمّد المؤدّب يقول : سمعت أبا الهيثم يقول : قال يحيى بن معين : أغرب الواقديّ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عشرين ألف حديث.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا موسى بن إبراهيم بن النّضر العطّار ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة ، قال : سمعت عليّا ـ يعني ابن المدينيّ ـ يقول : إبراهيم بن أبي يحيى كذاب.

فأخبرني علي بن محمّد بن الحسن المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، وأخبرنا محمّد بن عمران بن موسى ، حدّثنا عبد الله بن علي بن المدينيّ قال : سمعت أبي يقول : كتب الواقديّ عن ابن أبي يحيى كتبه.

قال : وسمعت أبي يقول : فسألني أحمد أن أحدثه عن إبراهيم بن أبي يحيى فلم أحدثه.

قال : وسمعت أبي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : الواقديّ يركب الأسانيد.

وسمعت يحيى بن معين يقول : الواقديّ يحدّث عن عاتكة ابنة عبد المطّلب ، وعن حمزة بن عبد المطّلب من مركب.

٢٢٢

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضيل الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت العبّاس بن محمّد الدّوريّ يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : والواقديّ ليس بشيء (١).

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس بمصر ، حدّثنا أبو بشر الدّولابيّ ، حدّثنا معاوية بن صالح : أبو عبد الله الواقديّ ضعيف. قلت ليحيى بن معين : لم لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك؟ قال : أستحيي من ابنه هو لي صديق. قلت : فما ذا تقول فيه؟ قال : كان يقلب أحاديث يونس فيصيرها عن معمر ، ليس بثقة (٢).

قال أبو عبيد الله : وقال لي أحمد بن حنبل هو كذاب (٣).

قال عبيد الله عن يحيى في موضع آخر : محمّد بن عمر بن واقد ليس بشيء (٤).

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ ، أخبرنا علي بن عبد العزيز البرذعيّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، عن يونس بن عبد الأعلى. قال : قال لي الشّافعيّ : كتب الواقديّ كذب (٥).

وقال ابن أبي حاتم : حدّثنا أبي ، حدّثنا أحمد بن أبي شريح قال : سمعت محمّد ابن إدريس الشّافعيّ يقول : الواقديّ وصل حديثين ـ يعني لا يوصلان ـ.

أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ ، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن أحمد الدّوريّ الورّاق ، حدّثنا محمّد بن عبد الله المستعيني ، حدّثنا عبد الله بن علي بن المدينيّ ، حدّثني أبي. قال : جعل إنسان يحدّث ابن المبارك عن الواقديّ. فقال : صرنا إلى بحر الواقديّ.

حدّثنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التّميميّ ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا أبو بكر المروزيّ قال : سمعته ـ يعني أحمد بن حنبل ـ يسأل عن الواقديّ ، فقيل له : قال ابن المبارك : دعونا من بحر

__________________

(١) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٥.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٨٦ ، ١٨٧.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٨٦.

(٤) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٥.

(٥) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٥.

٢٢٣

الواقديّ. فقال : شهدت وكيعا وقد سألوه عن حديث في مسح الخفين. فقال : لو كنت عند الواقديّ لحدثك.

هكذا قرأت على محمّد بن علي المعدّل ، عن يوسف بن إبراهيم الجرجاني قال : أخبرنا نعيم بن عدي قال : سمعت إسحاق بن أبي عمران قال : سمعت بندار بن بشار يقول : ما رأيت أكذب شفتين من الواقديّ (١).

أخبرنا علي بن محمّد الدّقّاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون ، عن ابن سعيد قال : حدّثني محمّد بن عبد الله بن سليمان قال : سمعت ابن نمير ـ وذكر حديثا ـ فقلت له : يا أبا عبد الرّحمن تملى هذا؟ قال : هو عن الواقديّ ولست أحب أن أحدث عنه. فقلت : نحن نعرفه. فقال : أكتبه على جهة المعرفة ثم أملاه عليّ.

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي قال : سمعت محمّد بن إسماعيل البخاريّ يقول : محمّد ابن عمر الواقديّ قاضي بغداد ، متروك الحديث (٢).

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي ، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ قال : وسئل أبو زرعة ـ يعني الرّازيّ ـ عن الواقديّ فقال : ترك الناس حديثه.

وأخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد ـ وكيل دعلج ـ حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : محمّد بن عمر الواقديّ متروك الحديث (٣).

حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتّانيّ لفظا بدمشق ، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصّمد السّلميّ ، حدّثنا القاسم بن عيسى القصار ، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قال : الواقديّ لم يكن مقنعا : ذكرت لأحمد بن حنبل موته يوم مات وأنا ببغداد فقال : جعلت كتبه ظهائر للكتب منذ حين. أو قال : منذ زمان (٤).

__________________

(١) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٥.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٨٥. والتاريخ الكبير للبخاري ١ / ت ٥٤٣.

(٣) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٥.

(٤) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٥.

٢٢٤

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ في كتابه ، حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري. قال : سئل أبو داود سليمان بن الأشعث عن الواقديّ. فقال : لا أكتب حديثه ، ما أشك أنه كان ينقل الحديث. ليس ينظر الواقديّ في كتاب إلّا يبين فيه أمره ، روى في فتح اليمن وخبر العنسي أحاديث عن الزّهريّ ليست من حديث الزّهريّ. وكان أحمد بن حنبل لا يذكر عنه كلمة.

حدّثني الصّوريّ ، أخبرني عبد الغني بن سعيد ، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد ابن عبد الله بن نصر ، حدّثني إبراهيم بن جابر ، حدّثني عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال : كتب أبي عن أبي يوسف ومحمّد ثلاثة قماطر فقلت له : كان ينظر فيها قال : كان ربما نظر فيها ، وكان أكثر نظره في كتب الواقديّ.

أخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا العبّاس بن العبّاس بن المغيرة ، أخبرني بعض مشايخنا قال : سألت إبراهيم الحربي عما أنكره أحمد بن حنبل عن الواقديّ ، فذكر أن مما أنكره عليه جمعه الأسانيد ومجيئه بالمتن واحدا. قال إبراهيم الحربي : وليس هذا عيبا ، قد فعل هذا الزّهريّ وابن إسحاق ، قال إبراهيم الحربي : لم يزل أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة لحنبل بن إسحاق إلى محمّد بن سعد كاتب الواقديّ ، فيأخذ له جزءين جزءين من حديث الواقديّ فينظر فيها ثم يردها ويأخذ غيرها.

أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبريّ ، حدّثنا محمّد بن أيّوب المعافى قال : قال إبراهيم الحربي : سمعت أحمد ـ وذكر الواقديّ ـ فقال : ليس أنكر عليه شيئا إلّا جمعه الأسانيد ، ومجيئه بمتن واحد على سياقة واحدة ، عن جماعة وربما اختلفوا. قال إبراهيم : ولم؟ وقد فعل هذا ابن إسحاق ، كان يقول حدّثنا عاصم بن عمر وعبد الله بن أبي بكر وفلان وفلان. والزهري أيضا قد فعل هذا (١).

قال : وسمعت إبراهيم يقول : قال بور [بن أصرم] (٢) : رآني الواقديّ أمشي

__________________

(١) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٦.

وقال ابن الجوزي معلقا على ذلك : «لو كانت المحنة جمع الأسانيد لقرب الأمر ، فإن الزهري قد جمع رجالا في حديث الإفك محمول على اختلاف اللفظ دون المعنى ، وليس هذا يقع في كل ما يجمع عليه ، وإنما نقموا عليه ما هو أشد من هذا».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٢٥

مع أحمد بن حنبل. قال : ثم لقيني بعد فقال لي : رأيتك تمشي مع إنسان ربما تكلم في الناس. قيل لإبراهيم لعله بلغه عنه شيء؟ قال : نعم ، بلغني أن أحمد أنكر عليه جمعه الرجال والأسانيد في متن واحد. قال إبراهيم : وهذا قد كان يفعله حمّاد بن سلمة ، وابن إسحاق ، ومحمّد بن شهاب الزّهريّ.

حدثت عن دعلج بن أحمد قال : سمعت أبا محمّد عبد الله بن علي بن الجارود يقول : سمعت إسحاق الكوسج يقول : قال أحمد بن حنبل : كان الواقديّ محمّد بن عمر يقلب الأحاديث ، كأنه يجعل ما لمعمر عن ابن أخي الزّهريّ ، وما لابن أخي الزّهريّ لمعمر. قال إسحاق بن راهويه : كان عندي ممن يضع.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا أحمد ابن ملاعب ، حدّثني محمّد بن علي المدينيّ قال : سمعت أبي يقول : سمعت أحمد ابن حنبل يقول : الواقديّ يركب الأسانيد.

أخبرني البرقاني ، حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك الأدميّ ، عن علي بن أبي داود ، حدّثنا زكريا الساجي قال : محمّد بن عمر بن واقد الأسلمي قاضي بغداد متهم ، حدّثني أحمد بن محمّد قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : لم نزل نراجع (١) أمر الواقديّ حتى روى : عن معمر ، عن الزّهريّ ، عن نبهان ، عن أم سلمة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أفعمياوان أنتما (٢)». فجاء بشيء لا حيلة فيه ، والحديث حديث يونس لم يروه غيره.

أخبرنا بحديث يونس محمّد بن أحمد بن رزق والحسن بن أبي بكر. قالا : أخبرنا أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث ، حدّثنا محمّد بن العلاء ، أخبرنا ابن المبارك عن يونس عن الزّهريّ قال : حدّثني نبهان مولى أم سلمة عن أم سلمة. قالت : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعنده ميمونة ، فأقبل ابن أم مكتوم ، وذلك بعد أن أمر بالحجاب. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «احتجبا منه» فقلنا : يا رسول الله أليس أعمى ولا يبصرنا ولا يعرفنا؟ قال : «أفعمياوان أنتما ، ألستما تبصرانه (٣)».

__________________

(١) في تهذيب الكمال : «لم نزل ندافع».

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٨٢.

وانظر الحديث في : مسند الإمام أحمد ٦ / ٢٩٦. وسنن أبي داود ٤١١٢. وسنن الترمذي ٢٧٧٨. والحديث ضعيف.

(٣) انظر التخريج السابق.

٢٢٦

حدّثني الحسن بن علي التميميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي ، حدّثنا عبد الله بن المبارك ، عن يونس بن يزيد ، عن الزّهريّ بنحوه ورواه الواقديّ عن معمر بن راشد ومحمّد ابن عبد الله ابن أخي الزّهريّ ، عن الزّهريّ كذلك.

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد ، أخبرنا محمّد بن عمر ، حدّثنا معمر ومحمّد بن عبد الله ، عن الزّهريّ ، عن نبهان ، عن أم سلمة أنها كانت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم هي وميمونة. قالت : فبينا نحن عنده إذ أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه ، وذلك بعد أن أمر بالحجاب ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «احتجبا منه». فقلنا : يا رسول الله هو أعمى لا يبصر. قال : «أفعمياوان أنتما ، ألستما تبصرانه؟».

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله يقول في حديث نبهان هذا قوله : «أفعمياوان أنتما» قال : هذا حديث يونس لم يروه غيره. قال أبو عبد الله : وكان الواقديّ رواه عن معمر وتبسّم (١) ، أي ليس من حديث معمر. حدّثناه (٢) عبد الرّزّاق عن ابن المبارك عن يونس (٣).

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ ، حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن جعفر القزويني بمصر ، حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي قال : قدم علينا علي بن المدينيّ بغداد سنة سبع أو ثمان ومائتين (٤) ، قال : الواقديّ قاض علينا. قال الرمادي : وكنت أطوف مع عليّ على الشيوخ الذين يسمع منهم ، فقلت : تريد أن تسمع من الواقديّ وكان مرويّا في السماع منه ، ثم قلت له بعد ذلك. قال : فقد أردت أن أسمع منه ، فكتب (٥) إليّ أحمد بن حنبل فذكر الواقديّ وقال : كيف تستحل أن تكتب عن رجل روى عن معمر حديث نبهان مكاتب أم سلمة ، وهذا حديث يونس تفرد به. قال الرمادي : وذكر حديثا آخر عن معمر منقطعا مما أنكره أحمد على الواقديّ (٦).

__________________

(١) في المطبوعة : «عن معمر وهشيم» تصحيف.

(٢) في المطبوعة : «حدّثنا».

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٨٢.

(٤) في المطبوعة : «قدم علينا علي بن المديني بعد سنة سبع أو ثمان ومائتين».

(٥) في المطبوعة : «فكتبت» تصحيف.

(٦) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٨٣.

٢٢٧

قال الرمادي : فقدمت مصر بعد منصرفي وكان ابن أبي مريم يحدّثنا بحديث نافع ابن يزيد. قال أحمد بن منصور : حدّثنا ابن أبي مريم ، أخبرنا نافع ، بن (١) يزيد ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن نبهان مولى أم سلمة : أن أم سلمة حدثته أنها كانت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وميمونة ، قالت : فبينا نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل علينا ، وذاك بعد أن أمرنا بالحجاب ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «احتجبا منه». قلنا : يا رسول الله ، أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه؟(٢)».

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : حدّثني سعيد بن أبي مريم بحديث نافع بن يزيد ، عن عقيل ـ نحو رواية الرمادي.

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، أخبرنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا عبد الله بن محمّد ابن جعفر قال : قال الرمادي : فلما فرغ ابن أبي مريم من هذا الحديث ضحكت ، فقال : مم تضحك؟ فأخبرته بما قال علي. وكتب إليه أحمد يقول : هذا حديث تفرد به يونس بن يزيد ، وهذا أنت قد حدثت عن نافع بن يزيد ، عن عقيل وهو أعلى من يونس. قال لي ابن أبي مريم : إن شيوخنا المصريين لهم عناية بحديث الزّهريّ (٣).

حدّثني الصّوريّ ، أخبرني عبد الغني بن سعيد ، أخبرنا أبو طاهر القاضي ، حدّثني إبراهيم بن جابر قال : سمعت الرمادي وحدّث بحديث : عقيل عن ابن شهاب. قال : هذا مما ظلم فيه الواقديّ (٤).

أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست البزّاز ، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد المصري ، حدّثنا أبو زيد عبد الرّحمن بن حاتم المرادي بمصر ، حدّثنا هارون بن عبد الله الزّهريّ ـ كان قاضي مصر ـ قال : كتب الواقديّ رقعة إلى المأمون ، يذكر فيها غلبة الدين وغمّه بذلك ، فوقع المأمون على ظهرها : فيك خلتان : السخاء ، والحياء؟ فأما السخاء فهو الذي أطلق ما ملكت ، وأما الحياء فهو الذي منعك من اطلاعنا ما أنت عليه ، وقد أمرنا بكذا وكذا ، فإن كنا أصبنا إرادتك في

__________________

(١) في المطبوعة : «أخبرنا نافع عن يزيد». تصحيف.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٨٣ ـ ١٨٤.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٨٤.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٨٤ ، ١٨٥.

٢٢٨

بسط يدك فإن خزائن الله مفتوحة. وأنت كنت حدثتني وأنت على قضاء الرشيد عن محمّد بن إسحاق عن الزّهريّ عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال للزبير : «يا زبير إن باب الرزق مفتوح بباب العرش؟ ينزل الله على العباد أرزاقهم على قدر نفقاتهم فمن قلّل قلّل له ، ومن كثّر كثّر له» قال الواقديّ : وكنت قد أنسيت هذا الحديث فكان تذكرته إياي أحب إليّ من جائزته (١).

قال هارون بن عبد الله القاضي الزّهريّ : بلغني أن الجائزة كانت مائة ألف درهم ، فكان الحديث أحب إليه من المائة ألف (٢).

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني والقاضي أبو الطّيّب الطّبريّ. قالا : أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري.

وأخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ ، وعمر بن محمّد بن عبيد الله المؤدّب. قالا : أخبرنا علي بن عمر الحافظ واللفظ لحديثه قال : حدّثنا محمّد بن القاسم بن بشار الأنباريّ ، حدّثني أبي ، حدّثنا أبو عكرمة الضّبّيّ ، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ ، حدّثنا أبو عبد الله الواقديّ القاضي. قال : أضقت مرة من المرار وأنا مع يحيى بن خالد البرمكي ، وحضر عيد فجاءتني جارية فقالت : قد حضر العيد وليس عندنا من النفقة شيء. فمضيت إلى صديق لي من التجار فعرفته حاجتي إلى القرض ، فأخرج إليّ كيسا مختوما فيه ألف ومائتا درهم ، فأخذته وانصرفت إلى منزلي ، فما استقررت فيه حتى جاءني صديق لي هاشمي فشكى إليّ تأخر علته وحاجته إلى القرض ، فدخلت إلى زوجتي فأخبرتها. فقالت : على أي شيء عزمت؟ قلت : على أن أقاسمه الكيس. قالت : ما صنعت شيئا أتيت رجلا سوقة فأعطاك ألفا ومائتي درهم ، وجاءك رجل له من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رحم ماسة تعطيه نصف ما أعطاك السوقة ، ما هذا شيئا ، أعطه الكيس كله ، فأخرجت الكيس كله. فدفعته إليه ، ومضى صديقي التّاجر إلى الهاشمي وكان له صديقا فسأله القرض ، فأخرج الهاشمي إليه الكيس ، فلما رأى خاتمه عرفه ، وانصرف إلىّ فخبرني بالأمر ، وجاءني رسول يحيى بن خالد يقول : إنما تأخر رسولي عنك لشغلي بحاجات أمير المؤمنين ، فركبت إليه فأخبرته بخبر الكيس. فقال : يا غلام هات تلك الدنانير فجاءه بعشرة آلاف دينار فقال : خذ ألفي دينار لك ، وألفين لصديقك ، وألفين للهاشمي ، وأربعة آلاف لزوجتك فإنها أكرمكم (٣).

__________________

(١) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٣.

(٢) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٣.

(٣) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧١ ـ ١٧٢.

٢٢٩

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال : سمعت أبا عبد الله بن بطة الأصبهاني يقول : سمعت جعفر بن أحمد بن فارس يقول : سمعت الحسن بن شاذان يقول : قال الواقديّ : صار إليّ من السلطان ستمائة ألف درهم ما وجبت عليّ فيها الزكاة! (١).

حدّثني الصّوريّ ، أخبرنا أبو الحسين بن جميع ، أخبرنا محمّد بن مخلد قال : سمعت عبّاسا الدّوريّ يقول : مات الواقديّ وهو على القضاء وليس له كفن فبعث المأمون بأكفانه(٢).

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : محمّد بن عمر ابن واقد ، ويكنى أبا عبد الله مولى لبني سهم بطن من أسلم ، توفي في ذي الحجة سنة سبع ومائتين.

أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : سنة تسع ومائتين. فيها مات محمّد بن عمر الواقديّ ، والأول أصح.

١٢٥٦ ـ (٣) محمّد بن عمر بن حفص القصبيّ (٤) :

سمع عبد الوارث بن سعيد التنوري ، والمفضل بن محمّد الضّبّيّ. روى عنه محمّد بن إسحاق الصاغاني ، والعبّاس بن أبي طالب ، وعبّاس بن محمّد الدّوريّ ، وأحمد بن الهيثم بن خالد البزّار ، وصالح بن محمّد الرّازيّ ، وغيرهم.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا العبّاس بن أبي طالب ، حدّثنا محمّد بن عمر القصبيّ ، حدّثنا المفضل بن محمّد النّحويّ ، حدّثنا إبراهيم بن مهاجر ، عن عبد الرّحمن بن يزيد ، عن عبد الله. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أراد وسره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد (٥)».

__________________

(١) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٢.

(٢) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٢.

(٣) ١٢٥٦ ـ هذه الترجمة برقم ٩٤٠ في المطبوعة.

(٤) القصبي : هذه النسبة لأبي حنيفة محمد بن حنيفة بن محمد بن ماهان القصبي الواسطي. وظني أنما قيل له القصبي لأنه واسطي ، وواسط يقال لها واسط القصب (الأنساب ١٠ / ١٦٨).

(٥) انظر الحديث في : الضعفاء للعقيلي ١ / ١٩٨. وإتحاف السادة المتقين ٤ / ٤٩٨. وكنز العمال ٣٣٤٦٢. وتخريج الإحياء ١ / ٢٨١.

٢٣٠

أخبرنا الحسين بن علي الصّيمريّ ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا أحمد بن زهير. قال : محمّد بن عمر القصبيّ كان يكون عندنا ببغداد. سمعت أبا معمر يقول ليحيى بن معين : محمّد بن عمر القصبيّ سمع حديث القسامة مني فقبل ذلك منه يحيى بن معين.

قال أحمد بن زهير : وكتب عنه أبي ، ويحيى بن معين ، وكان يقول هو ثقة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد السّوسي ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : القصبيّ صدوق ـ يعني محمّد بن عمر ـ قال عبّاس : كان ينزل بغداد وكتبنا عنه. قلت ليحيى : إن أبا معمر قال : إنما سمع القصبيّ مني حديث القسامة فقال : ليس بشيء القصبيّ ثقة.

أخبرنا بحديث القسامة الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا صالح بن محمّد الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن عمر القصبيّ ، حدّثنا عبد الوارث ، حدّثنا قطن أبو الهيثم ، حدّثني أبو زيد المدنيّ ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس. قال : أقل قسامة كانت في الجاهلية لقسامة بني هاشم : خرج رجل من بني هاشم مع رجل من قريش من فخذ آخر في إبله ؛ فنزلوا منزلا ، وذكر الحديث بطوله ، ولا نعلم رواه عن عبد الوارث غير أبي معمر المقعد والقصبيّ.

١٢٥٧ ـ محمّد بن عمر ، أبو عبد الله المعيطيّ (١) :

سمع شريك بن عبد الله ، وأبا الأحوص سلّام بن سليم ، وهشيما ، وسفيان بن عيينة ، ومحمّد بن فضيل ، وعبد الله بن المبارك ، وبقية بن الوليد. روى عنه محمّد بن الحسين البرجلاني ، وجعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ ، وزكريا أبو يحيى النّاقد ، وأحمد بن علي الخرّاز ، وإسحاق بن الحسن الحربي ، ومحمّد بن يونس الكديمي ، وغيرهم.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا إسحاق بن الحسن ، حدّثنا أبو عبد الله المعيطيّ ، حدّثنا ابن عيينة ، عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق ، عن أبيه. عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حمى البقيع وليس بالبقيع نخيلة».

__________________

(١) ١٢٥٧ ـ هذه الترجمة برقم ٩٤١ في المطبوعة.

٢٣١

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي ، أخبرنا يحيى بن وصيف الخوّاص ، حدّثنا أحمد بن علي الخرّاز ، حدّثنا المعيطيّ وغير واحد قالوا : حدّثنا محمّد بن فضيل عن ليث بن مجاهد في قوله : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) [الإسراء ٧٩]. قال : يقعده معه على العرش.

حدثت عن محمّد بن عمران بن موسى قال : حدّثني عبد الباقي بن قانع : أن محمّد بن عمر المعيطيّ ثقة.

أخبرني الأزهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين ابن فهم قال : محمّد بن أبي حفص المعيطيّ مولى لهم ، ويكنى أبا عبد الله ، واسم أبي حفص عمر ، وكان ثقة صاحب حديث ، وكان من أهل بغداد ، وصلّى الجمعة وانصرف إلى منزله وآوى إلى فراشه ليلة السبت ، فطرقه الفالج فعاش بقية ليلته ويوم السبت إلى العصر. ثم توفي فدفن في مقابر الخيزران يوم الأحد لست ليال خلون من شعبان سنة اثنتين وعشرين ومائتين ، وصلّى عليه خارج الطاقات الثلاثة ، وشهده قوم كثير.

١٢٥٨ ـ (١) محمّد بن عمر ، أبو جعفر البزّاز ، يعرف بحمدان الحميريّ (٢) :

روى عنه يعقوب بن أحمد بن عبد الرّحمن الجصّاص ، فسماه محمّدا. وسماه غيره أحمد ، ونحن نذكره في باب أحمد ، إن شاء الله.

١٢٥٩] محمّد بن عمر بن سليمان بن أبي مذعور ، أبو جعفر (٣) :

سمع روح بن عبادة ، ويحيى بن المتوكل ، وحربي بن عمّارة ، ووهب بن جرير ، وأبا عامر العقدي. روى عنه وكيع القاضي ، وأحمد بن محمّد بن إسماعيل الأدميّ ، ومحمّد بن مخلد الدّوريّ.

أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا ابن أبي مذعور ، حدّثنا يحيى بن المتوكل ، عن ابن جريج ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس قال : إنما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لأن يعير أحدكم أخاه أرضه خير له من أن يأخذ عليها كذا وكذا الشيء المعلوم (٤)».

__________________

(١) ١٢٥٨ ـ هذه الترجمة برقم ٩٤٢ في المطبوعة.

(٢) الحميري : هذه النسبة إلى حمير ، وهي من أصول القبائل نزلت أقصى اليمن (الأنساب ٤ / ٢٣٤).

(٣) ١٢٥٩ ـ هذه الترجمة برقم ٩٤٣ في المطبوعة.

(٤) انظر الحديث في : تاريخ ابن عساكر ٤ / ١٦٤.

٢٣٢

حدّثني الحسن بن أبي طالب ، عن الحسن الدّارقطنيّ : أن محمّد بن عمر بن أبي مذعور ثقة ، وكنيته أبو جعفر.

حدّثني محمّد بن علي الصّوريّ قال : سمعت أبا الحسين بن جميع يقول : روى الحسين بن إسماعيل المحامليّ عن محمّد بن عمر بن أبي مذعور ، وروى محمّد بن مخلد عن محمّد بن عمر بن أبي مذعور وهما ابنا عم ، ولم يرو المحامليّ عن شيخ ابن مخلد [ولا ابن مخلد] (١) عن شيخ المحامليّ.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع. قال : مات أبو جعفر محمّد بن عمر بن أبي مذعور في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائتين.

١٢٦٠ ـ محمّد بن عمر بن الحارث ، أبو عمر الترمذيّ (٢) :

قدم بغداد وحدّث بها عن قريش بن مرزوق الترمذيّ ، عن سعيد بن سالم القداح.

روى عنه محمّد بن مخلد.

١٢٦١ ـ محمّد بن عمر بن عبد العزيز بن محمّد بن زكريا بن ميمون ، أبو جعفر الأزديّ الكوفيّ الأطروش (٣) :

نزل بغداد وحدّث بها عن يحيى بن سعيد الأمويّ ، وغيره روى عنه محمّد بن المظفر.

أخبرنا عبيد الله بن محمّد بن عبيد الله النّجّار ، أخبرنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا محمّد بن عمر بن عبد العزيز بن محمّد بن زكريا بن ميمون أبو جعفر الأزديّ ببغداد قال : وجدت في كتاب جدي عبد العزيز بن محمّد : حدّثنا عمرو بن ثابت عن عبد الله بن عيسى عن جده عبد الرّحمن بن أبي ليلى. قال : قال لنا علي : بعثت فاطمة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسأله خادما ، فلما جاء أمرها أن تسبّح عند منامها ثلاثا وثلاثين ، وتكبر أربعا وثلاثين ، وتحمد ثلاثا وثلاثين ، فو الله ما تركتها بعد. فقال له رجل : يا أمير المؤمنين ولا ليلة صفين؟ قال : ولا ليلة صفين.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ١٢٦٠ ـ هذه الترجمة برقم ٩٤٤ في المطبوعة.

(٣) ١٢٦١ ـ هذه الترجمة برقم ٩٤٥ في المطبوعة.

انظر : الأنساب للسمعاني ١ / ٣٠٥.

٢٣٣

١٢٦٢ ـ محمّد بن عمر بن حفص بن الحكم ، أبو بكر الثّغريّ ، يعرف : بالقبليّ (١) :

قدم بغداد وحدّث بها عن محمّد بن عبد العزيز بن المبارك ، وهلال بن العلاء والحسن بن عصام بن بسطام ، وجعفر بن محمّد بن الحجّاج الرّقيّ ، وغيرهم. روى عنه أبو بكر الشّافعيّ ، وعمر بن محمّد بن الزيّات ، ومحمّد بن عبيد الله بن الشّخّير ، وأبو الفتح الأزديّ الموصلي ، وأبو بكر بن شاذان ، وأبو حفص بن شاهين ، والمعافى ابن زكريا.

أخبرني عبد الله بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن محمّد بن الفتح الصّيرفيّ ، حدّثنا محمّد بن عمر بن حفص أبو بكر القبليّ ، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز بن المبارك قال : حدثتنا حكامة بنت أخي مالك بن دينار ، عن أبيها عن مالك بن دينار ، عن أنس بن مالك. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «زوّج الله التواني بالكسل فولد بينهما الفاقة (٢)».

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال : قال لنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ : القبليّ محمّد بن عمر ضعيف جدّا.

١٢٦٣ ـ (٣) محمّد بن عمر بن حفص السّدوسيّ (٤) :

حدّث عن أبيه ، ومحمّد بن هشام عن [أبي] (٥) البختريّ. روى عنه المعافى بن زكريا الجريري.

١٢٦٤ ـ (٦) محمّد بن عمر بن السّكن ، أبو جعفر العسكريّ (٧) :

ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عن أنس بن مسلم الكجي.

__________________

(١) ١٢٦٢ ـ هذه الترجمة برقم ٩٤٦ في المطبوعة.

انظر : الأنساب للسمعاني ١٠ / ٥٣ ـ ٥٤.

(٢) انظر الحديث في : الموضوعات لابن الجوزي ٣ / ١٤٢. وتذكرة الموضوعات ١٣٥.

(٣) ١٢٦٣ ـ هذه الترجمة برقم ٩٤٧ في المطبوعة.

(٤) السدوسي : هذه النسبة إلى جماعة قبائل (الأنساب ٧ / ٥٧).

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٦) ١٢٦٤ ـ هذه الترجمة برقم ٩٤٨ في المطبوعة.

(٧) العسكريّ : هذه النسبة إلى مواضع وأشياء ، فأشهرها المنسوب إلى «عسكر مكرم» وهي بلدة من كور الأهواز يقال لها بالعجمية : لشكر ، ومكرم الذي ينسب إليه البلد هو : مكرم الباهليين ، وهو أول من اختطها من العرب ، فنسبت البلدة إليه (٨ / ٤٥٢).

٢٣٤

١٢٦٥ ـ محمّد بن عمر بن معاوية بن يحيى ، أبو الحسن الطّلحيّ (١) :

حدّث عن أبيه. حدّثني عنه أبو علي بن شاذان. وكان يسكن قطيعة الربيع.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن معاوية بن يحيى ابن معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.

قال : حدّثني أبي عمر بن معاوية ، حدّثني أبي معاوية بن إسحاق ، حدّثني أبي إسحاق بن طلحة قال : حدّثني أبي طلحة بن عبيد الله. قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (٢)».

وبإسناده قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن أعمال العباد لتعرض على الله في يوم اثنين وخميس ، فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله ، إلّا عبدا بينه وبين أخيه شحناء (٣)».

وبإسناده قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاتا العشاء والفجر ، ولو علموا ما فيهما لأتوهما ولو حبوا (٤)».

قال لي الحسن : لم يكن عند هذا الشيخ غير هذه الثلاثة الأحاديث.

١٢٦٦ ـ محمّد بن عمر بن علي بن عمر الفيّاض بن الضّحّاك ، أبو بكر (٥) :

نزل مصر وحدّث بها عن أبي سعيد العدوي ، ونحوه. روى عنه أبو محمّد بن النخاس. وبلغني أنه مات بعد سنة خمسين وثلاثمائة بقريب.

١٢٦٧ ـ محمّد بن عمر بن الحسن بن عبيد بن عمرو بن خالد بن الرفيل ، أبو جعفر المعروف بابن المسلمة (٦) :

سمع محمّد بن جرير الطّبريّ ، والقاضي أبا عمر محمّد بن يوسف ، وأبا عبد الله الحكيمي. حدّثنا عنه أبو الفرج وكان ثقة.

__________________

(١) ١٢٦٥ ـ هذه الترجمة برقم ٩٤٩ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٨ / ٢٤٦.

(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٣) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٢٤٣٦. والجامع الكبير ٦٢٢٧ ، ٦٢٢٨.

(٤) انظر الحديث في : صحيح مسلم ص ٤٥١. ومسند أحمد ٢ / ٤٦٦ ، ٤٧٢ ، ٥٣١ ، ٥ / ١٤٠ والترغيب والترهيب ١ / ٢٦٧.

(٥) ١٢٦٦ ـ هذه الترجمة برقم ٩٥٠ في المطبوعة.

(٦) ١٢٦٧ ـ هذه الترجمة برقم ٩٥١ في المطبوعة.

٢٣٥

حدّثنا أبو الفرج أحمد بن محمّد بن عمر المعدّل ـ إملاء ـ حدّثني أبي ، حدّثنا محمّد بن أحمد الكاتب ، حدّثنا سفيان بن زياد ، حدّثنا بدل بن المحبر ، حدّثنا شعبة ، أخبرني الحكم ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قال لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، مائة مرة إذا أصبح ، وإذا أمسى ، لم يجئ أحد بعمل أفضل من عمله إلّا من عمل أفضل من ذلك (١)».

قال محمّد بن أبي الفوارس : توفي أبو جعفر بن المسلمة في جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ، وقد حدّث بشيء يسير.

١٢٦٨ ـ محمّد بن عمر بن علي بن إسحاق ، أبو عبد الله الصّيدلانيّ البغداديّ(٢) :

روى عنه عبد الله بن أحمد بن عامر الطّائي عن أبيه نسخة علي بن موسى الرضا. حدّث بها عنه إبراهيم بن محمّد بن الصّبّاح الطرسوسي ، وأبو الفتح محمّد بن إبراهيم البصريّ ، وذكرا جميعا أنهما سمعا منه بطرسوس.

١٢٦٩ ـ محمّد بن عمر بن محمّد بن سالم بن البراء بن سبرة بن سيّار ، أبو بكر التميميّ ، قاضي الموصل ، يعرف بابن الجعابيّ (٣) :

حدّث عن عبد الله بن محمّد بن البختريّ الحنائي ، ومحمّد بن الحسن بن سماعة الحضرمي ، ومحمّد بن يحيى المروزيّ ، ويوسف بن يعقوب القاضي ، وأبي خليفة الفضل بن الحباب ، ومحمّد بن جعفر القتات ، ومحمّد بن إبراهيم بن زياد الرّازيّ ، ومحمّد بن إسماعيل العطّار ، وجعفر الفريابي ، وإبراهيم بن علي المعمري ، والهيثم بن خلف الدّوريّ ، ومحمّد بن سهل العطّار ، ومحمود بن محمّد الواسطيّ ، وعبد الله بن محمّد بن وهب الدّينوريّ ، وأحمد بن الحسن الصّوفيّ ، وخلق كثير من أمثالهم.

وكان أحد الحفاظ الموجودين. صحب أبا العبّاس بن عقدة وعنه أخذ الحفظ ، وله تصانيف كثيرة في الأبواب والشيوخ ، ومعرفة الإخوة والأخوات ، وتواريخ

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ٢٠٧١. وسنن الترمذي ٣٤٦٨. والمستدرك ١ / ٥٠١.

(٢) ١٢٦٨ ـ هذه الترجمة برقم ٩٥٢ في المطبوعة.

(٣) ١٢٦٩ ـ هذه الترجمة برقم ٩٥٣ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٧٩ ـ ١٨١. والبداية والنهاية ١١ / ٢٦١ ـ ٢٦٢.

٢٣٦

الأمصار. وكان كثير الغرائب ، ومذهبه في التشيع معروف ، وكان يسكن بعض سكك باب البصرة.

روى عنه الدّارقطنيّ ، وابن شاهين. وحدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وابن الفضل القطّان ، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ ، وعلي بن أحمد الرّزّاز ، ومحمّد بن طلحة الثعالبي ، وأبو نعيم الحافظ ، وأبو سعيد بن حسنويه الأصبهاني ، وغيرهم.

حدّثنا الحسين بن علي الصّيمريّ قال : سمعت أبا عبد الله بن الآبنوسي يقول : سمعت القاضي أبا بكر الجعابيّ يقول : مولدي في صفر سنة أربع وثمانين ، لست أو سبع بقين منه.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد النّيسابوريّ قال : سمعت أبا علي الحافظ يقول : ما رأيت في المشايخ أحفظ من عبدان ، ولا رأيت أحفظ لحديث أهل الكوفة من أبي العبّاس بن عقدة ، ولا رأيت في أصحابنا أحفظ من أبي بكر بن الجعابيّ ، وذاك أني حسبت أبا بكر من البغداديّين الذين يحفظون شيخا واحدا ، أو ترجمة واحدة أو بابا واحدا ، فقال لي أبو إسحاق بن حمزة يوما : يا أبا علي لا تغلط في أبي بكر بن الجعابيّ ، فإنه يحفظ حديثا كثيرا ، فخرجنا يوما من عند أبي محمّد بن صاعد وهو يسايرني وقد توجهنا إلى طريق بعيد فقلنا له : يا أبا بكر أيش أسند الثّوريّ عن منصور؟ فمر في الترجمة ، فقلت له : أيش عند أيّوب السّختيانيّ عن الحسن؟ فمر فيه ، فما زلت أجره من حديث مصر ، إلى الشام ، إلى العراق إلى أفراد الخراسانيين ، وهو يجيب. فقلت له : أيش روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد بالشركة؟ فأخذ يسرد هذه الترجمة حتى ذكر بضعة عشر حديثا ، فحيرني حفظه.

قال محمّد بن عبد الله : فسمعت أبا بكر بن الجعابيّ عند منصرفه من حلب وأنا ببغداد يذكر فضل أبي عليّ وحفظه ، فحكيت له هذه الحكاية. فقال : يقول هذا القول وهو أستاذي على الحقيقة. قلت : حسب ابن الجعابيّ شهادة أبي عليّ له أنه لم ير في البغداديّين أحفظ منه. وقد رأى يحيى بن صاعد ، وأبا طالب أحمد بن نصر ، وأبا بكر عبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوريّ ، وعامة أهل ذلك العصر. وكان أبو علي قد انتهى إليه الحفظ عن الخراسانيين ، مع اشتهاره بالورع والديانة ، والصدق والأمانة ، وأما أبو إسحاق بن حمزة فمحله عند الأصبهانيين يفوق على كل من عاصره.

٢٣٧

ولقد حدّثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني بأصبهان قال : سمعت أبا عبد الله بن مندة يقول : كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أحفظ من إبراهيم ابن حمزة.

حدّثني أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي من أصل كتابه قال : سمعت محمّد ابن الحسين بن الفضل القطّان يقول : سمعت أبا بكر بن الجعابيّ يقول : دخلت الرقة فكان لي ثم قمطران كتبا (١). فأنفذت غلامي إلى ذلك الرجل الذي كتبي عنده ، فرجع الغلام مغموما فقال : ضاعت الكتب. فقلت : يا بني لا تغتم فإن فيها مائتي ألف حديث لا يشكل عليّ منها حديث ، لا إسنادا ولا متنا (٢).

حدّثنا علي بن أبي علي المعدّل ، عن أبيه. قال : ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر بن الجعابيّ. وسمعت من يقول إنه يحفظ مائتي ألف حديث ، ويجيب في مثلها ، إلّا أنه كان يفضل الحفاظ ، فانه كان يسوق المتون بألفاظها ، وأكثر الحفاظ يتسامحون في ذلك وإن أثبتوا المتن ، وإلّا ذكروا لفظة منه أو طرفا ، وقالوا : وذكر الحديث. وكان يزيد عليهم بحفظه المقطوع والمرسل والحكايات والأخبار ، ولعله كان يحفظ من هذا قريبا مما يحفظ من الحديث المسند الذي يتفاخر الحفاظ بحفظه. وكان إماما في المعرفة بعلل الحديث ، وثقات الرجال من معتليهم وضعفائهم وأسمائهم وأنسابهم ؛ وكناهم ومواليدهم ، وأوقات وفاتهم ، ومذاهبهم ، وما يطعن به على كل واحد ، وما يوصف به من السداد ، وكان في آخر عمره قد انتهى هذا العلم إليه. حتى لم يبق في زمانه من يتقدمه فيه في الدّنيا (٣).

حدّثني رفيقي علي بن عبد الغالب الضراب قال : سمعت أبا الحسن بن رزقويه يقول : كان ابن الجعابيّ يملى مجلسه فتمتلئ السكة التي يملى فيها والطريق ، ويحضره ابن مظفر ، والدّارقطنيّ ، ولم يكن الجعابيّ يملى الأحاديث كلها بطرقها إلّا من حفظه.

حدّثني الحسن بن محمّد بن الأشقر البلخيّ قال : سمعت القاضي أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي غير مرة يقول : سمعت الجعابيّ يقول : أحفظ أربعمائة ألف حديث ، وأذاكر بستمائة ألف حديث (٤).

__________________

(١) في المنتظم : «قمطر من كتب».

(٢) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٧٩.

(٣) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٧٩ ـ ١٨٠.

(٤) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٨٠.

٢٣٨

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد النّيسابوريّ ـ وذكر ابن الجعابيّ ـ فقال : سمعت أبا علي الحافظ يقول : ما رأيت من البغداديّين أحفظ منه. وقال أيضا : سمعت أبا علي يقول : ما رأينا من أصحابنا أحرص على العلم من أبي بكر الجعابيّ ، ذاكرته بأحاديث لعبد الله بن محمّد الدّينوريّ. فقال : يا أبا علي صاحبك ما انتخبت عليه من حديثه؟ قلت : نعم فاستعارها مني فأعرته إياها ، فتخلف عن المجلس أياما فسألت عنه فقالوا : قد خرج فما كان إلّا بعد أيام حتى جاء فسئل عن غيبته فقال : إن أبا علي ذكر لي عن عبد الله بن وهب الدّينوريّ أحاديث لم أصبر عنها فخرجت إلى الدينور وسمعتها وانصرفت.

ثم قال أبو علي : الذي كان انتخبه أبو بكر بن الجعابيّ لنفسه عليه كان أحسن من الذي أخذه مني. فسمعت أبا علي يقول : قلت لأبي بكر بن الجعابيّ : لو دخلت خراسان بعد أن دخلت إلى الدينور؟ فقال : يا أبا علي لقد حدثتني نفسي بهذا وهممت به ، فقلت أذهب إلى العجم فلا يفهمون عني ولا أفهم عنهم فهذا الذي ردني.

حدّثني أبو القاسم الأزهريّ ، أخبرني أبو عبد الله بن بكير عن بعض أصحاب الحديث. قال الأزهريّ وأظنه ابن دران قال : وعد ابن الجعابيّ أصحاب الحديث يوما يملى فيه ، فتعمد ابن مظفر الإملاء في ذلك اليوم وألزمني الحضور عنده ففعلت. ثم انصرفت من المجلس [فلقيني ابن الجعابيّ وقال لي ذهبت إلى ابن المظفر] (١) وتنكبت الطريق التي تؤديك إليّ للاستحياء مني؟ فقلت : قد كان ذاك. فقال : كم عدد الأحاديث التي أملاها؟ فقلت : كذا وكذا. فقال : أيما أحب إليك؟ تذكر إسناد كل حديث ، وأذكر لك متنه ، أو تذكر لي متنه وأذكر لك إسناده. فقلت : بل أذكر المتون. فقال : أفعل ذاك. فجعلت أقول له روى حديثا متنه كذا ، فيقول : هو عنده عن فلان عن فلان. وأقول أملى حديثا متنه كذا ، فيقول : حدثكم به عن فلان عن فلان حتى ذكرت له متون جميع الأحاديث وأخبرني بأسانيدها كلها. فلم يخطئ في شيء منها. أو كما قال.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب الفقيه قال : سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٣٩

يقول : الحسن وعلي ابنا صالح بن صالح بن حي وهما أخوان لا ثالث لهما. ثم قال : وقد غلط ابن الجعابيّ ، فقال : صالح بن صالح هو أخوهما فوافقته ، فتبين له أنه أخطأ. سمعت القاضي أبا القاسم التّنوخيّ يقول : تقلد ابن الجعابيّ قضاء الموصل فلم يحمد في ولايته.

حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح ، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد الأستراباذي قال : سمعت أبا القاسم إبراهيم بن إسماعيل المصري بأستراباذ يقول : كنا بأرّجان مع الأستاذ الرئيس أبي الفضل بن العميد في مجلس شرابه ومعنا أبو بكر بن الجعابيّ الحافظ البغداديّ يشرب فأتى بكأس بعد ما ثمل قليلا فقال : لا أطيق شربه. فقال الأستاذ الرئيس : ولم ذاك؟ فقال : لما أقوله قال : فقل. فقال :

يا خليليّ جنّباني الرّحيقا

إنّني لست للرّحيق مطيقا

فقال الأستاذ ، ولم ، وهي تجلب الفرح وتنفي الترح؟ فقال :

غير أنّي وجدت للكأس نارا

تلهب الجسم والمزاج الرّقيقا

فإذا ما جمعتها ومزاجي

حرّقته بناره تحريقا

أنشدني أبو القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي لأبي الحسن محمّد بن عبد الله ابن سكرة الهاشمي في ابن الجعابيّ :

ابن الجعابيّ ذو سجايا

محمودة منه مستطابه

رأى الرّيا والنّفاق خطّا

في ذي العصابة وذي العصابة

يعطي الإمام ما اشتهاه

ويثبت الأمر في القرابة

حتّى إذا غاب عنه

يبيّت الأمر في الصّحابة

وإن خلا الشّيخ بالنّصارى

رأيت سمعان أو مرابه

قد فطن الشّيخ للمعاني

فالغرّ من لامه وعابه

سألت أبا بكر البرقاني عن أبي الجعابيّ فقال : حدّثنا عنه الدّارقطنيّ وكان صاحب غرائب ، ومذهبه معروف في التشيع. قلت : قد طعن عليه في حديثه وسماعه؟ فقال : ما سمعت فيه إلّا خيرا.

ذكر أبو عبد الرّحمن السّلميّ أنه سأل أبا الحسن الدّارقطنيّ عن ابن الجعابيّ : هل تكلم فيه إلّا بسبب المذهب؟ فقال : خلّط.

٢٤٠