تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٤

قرأت على أبي بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، أخبرنا محمّد بن إسحاق الثقفي. قال : حدّثني محمّد بن إدريس الحنظلي قال : سمعت محمّد بن عيسى يقول : اختلف عبد الرّحمن بن مهدي وأبو داود في حديث هشيم فقال أحدهما : كان يدلسه. وقال الآخر : بل هو سماع ، فتراضيا بي ، فأخبرتهما بما عندي فاقتصرا عليه (١).

أخبرني العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ في كتابه ، حدّثنا أبو عبيد محمّد ابن علي قال : سئل أبو داود عن محمّد بن عيسى بن الطّبّاع فقال : سمعت محمّد ابن بكّار بن الرّيّان يقول : محمّد بن عيسى أفضل من إسحاق بن عيسى (٢).

وقال أبو عبيد : سمعت أبا داود يقول : كان محمّد بن عيسى بن الطّبّاع يتفقه ، وكان يحفظ نحوا من أربعين ألف حديث ، وكان ربما دلس (٣).

حدّثني محمّد بن يوسف النّيسابوريّ ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر ، أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، أخبرني أبي قال : أبو جعفر محمّد بن عيسى بن الطّبّاع ثقة (٤).

أنبأنا محمّد بن رزق ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد النّيسابوريّ ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت أبا بكر بن يوسف يقول : مات محمّد بن عيسى سنة أربع وعشرين ومائتين ، وكان يكنى بأبي جعفر ، وكان أصغر من إسحاق بعشر سنين (٥).

قلت : وكان مولد أخيه إسحاق بن عيسى في سنة أربعين ومائة.

١٢٣٣ ـ محمّد بن عيسى الكوفيّ (٦) :

قدم بغداد وحدّث بها عن شريك بن عبد الله النخعي. روى عنه محمّد بن إسحاق الصنعاني.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٦٢. وفي الأصل سقطت لفظة : «بي».

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٦٣. وسؤالات الآجري لأبي داود ٥ / ق ٢٨.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٦٣. وسؤالات الآجري لأبي داود ٥ / ق ٢٦.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٦٣.

(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٦٣.

(٦) ١٢٣٣ ـ هذه الترجمة برقم ٩١٧ في المطبوعة.

٢٠١

ابن يعقوب الأصم ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصنعاني ، حدّثنا محمّد بن عيسى ـ قدم من الكوفة ـ قال : زعم شريك. قال : حدّثتني مولاة له ثقة يقال لها : أم منارة ، أنها كانت تجلس خمس عشرة. قال شريك : لو أن بكرا رأت الدم يوما كان حيضا.

١٢٣٤ ـ محمّد بن عيسى بن أبي موسى ، أبو جعفر الأبواهي العطّار الأبرش(١):

سمع يزيد بن هارون ، ونصر بن حمّاد الورّاق ، وإسحاق بن منصور السلولي ، وعبد الله بن عمرو بن أبي أميّة البصريّ ، وأبا عاصم النبيل ، ويحيى بن أبي بكير ، وعبد العزيز بن أبان ، وكثير بن هشام. روى عنه محمّد بن عمّار العطّار.

حدّثنا محمّد بن عيسى بن أبي موسى العطّار ، حدّثنا عبد الله بن عمرو بن أبي أميّة ، حدّثنا قيس عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن مرقع الضّبّيّ عن سلمان. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنما سميت الجمعة لأن آدم جمع فيه خلقه (٢)».

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن عيسى العطّار ، حدّثنا كثير بن هشام ، حدّثنا سليمان بن أبي داود ، حدّثنا أبو زهير ، عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يبزقن بين يديه ، ولا عن يمينه ، وليبزقن عن يساره ، أو تحت قدمه (٣)».

قرأت في كتاب محمّد بن مخلد بخطه : سنة ثمان وستين ومائتين فيها مات محمّد بن عيسى أبو جعفر المعروف بابن أبي موسى العطّار.

١٢٣٥ ـ محمّد بن عيسى بن عبد الله الأدميّ (٤) :

حدّث عن أحمد بن عمر الوكيعي. روى عنه أبو العبّاس بن عقدة الكوفيّ.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا أحمد بن حسنويه بن علي اللباد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعد ، حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبد الله الأدميّ البغداديّ ، حدّثنا أحمد ابن عمر الوكيعي ، حدّثنا وكيع ، عن سفيان ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس. قال : من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى الله ورسوله.

__________________

(١) ١٢٣٤ ـ هذه الترجمة برقم ٩١٨ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٧٧٣٠ ، ٢١٠٣٩ ، ٢١١١٤.

(٣) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١١٢. وصحيح مسلم ، كتاب المساجد ٥٠.

(٤) ١٢٣٥ ـ هذه الترجمة برقم ٩١٩ في المطبوعة.

٢٠٢

تابعه أحمد بن عاصم الطّبرانيّ عن وكيع ، ورواه إسحاق بن راهويه عن وكيع ، فلم يجاوز به عكرمة.

وكذلك رواه يحيى القطّان عن الثّوري لم يذكر فيه ابن عبّاس.

١٢٣٦ ـ محمّد بن عيسى بن حيّان ، أبو عبد الله المدائنيّ (١) :

حدّث بالمدائن وببغداد عن سفيان بن عيينة ، ومحمّد بن الفضل بن عطيّة ، وشعيب ابن [حرب المدائنيّ] ، ويزيد بن هارون ، والحسن بن قتيبة ، وعلي بن عاصم ، وعثمان بن عمر بن فارس. روى عنه الحسن بن علي المعمري ، وأبو بكر بن أبي داود ؛ وأبو بكر بن مجاهد المقرئ ؛ والحسن بن إسماعيل المحامليّ ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، ومحمّد بن عمر الرّزّاز ، وأبو عمرو بن السّمّاك ، وحمزة بن محمّد الدهقان ، وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدميّ ، وغيرهم.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد الله الحرمي ، أخبرنا حمزة بن محمّد الدهقان ، حدّثنا محمّد بن عيسى بن حيّان المدائنيّ ، حدّثنا سفيان ابن عيينة ، عن الزّهريّ ، عن سالم ، عن أبيه قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين يفتتح الصلاة يرفع يديه حتى يحاذي منكبيه ، وإذا أراد أن يركع ؛ وبعد ما يرفع من الركوع ؛ ولا يرفع بين السجدتين.

أخبرنا علي بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد بن عيسى المدائنيّ ، حدّثنا الحسن بن قتيبة ، حدّثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة وأبي الأحوص ، عن ابن مسعود. قال : مر بي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات ليلة. فقال : «خذ معك إداوة ماء» قال : ثم انطلق وأنا معه ، قال : حتى خط علىّ خطا ثم قال لي : «لا تخرج من هذا الخط» ثم مضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسمعت لغطا شديدا ، قال : فخفت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والله أحفظ لرسوله مني ، فإذا هم وفد الجن. قال : فلما انصرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سمعت لغطا شديدا ، قال : فأتاني فقلت : يا رسول الله سمعت لغطا شديدا. فقال : «هذا وفد نصيبين من الجن أتوني ، فلما انصرفت تبعوني يسألوني الرّزق. فأمرتهم بالعظام والروث». ثم قال : برز ثم جاء وقال : «ناولني ثلاثة أحجار» فناولته حجرين وروثة ؛ قال : فرمى بالروثة ؛ قال : «هذا ركس أو

__________________

(١) ١٢٣٦ ـ هذه الترجمة برقم ٩٢٠ في المطبوعة.

انظر : سؤالات الحاكم للدار قطني ١٦٩.

٢٠٣

رجس». قال : فلما أفرغت عليه من الاداوة فإذا هو نبيذ. فقلت : يا رسول الله أخطأت بالنبيذ. فقال : «ثمرة حلوة وماء عذب (١)».

تفرد برواية هذا الحديث الحسن بن قتيبة المدائنيّ عن يونس بن أبي إسحاق ، ولم يكتبه إلّا من حديث ابن حيّان عنه.

أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال : قال أبو الحسن الدّارقطنيّ : الحسن ابن قتيبة ومحمّد بن عيسى ضعيفان.

أنبأنا أحمد بن علي البردي ، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ قال : أبو عبد الله محمّد بن عيسى بن حيّان المدائني حدّث عن مشايخه بما لم يتابع عليه.

سمعت من يحكي أنه كان مغفلا لم يكن يدري ما الحديث.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ. قال : ابن حيّان المدائنيّ ضعيف. سمعت البرقاني يقول : محمّد بن عيسى بن حيّان المدائنيّ ثقة.

وسألت البرقاني عنه مرة أخرى. فقال : لا بأس به.

سمعت هبة الله بن الحسن الطّبريّ سئل عن ابن حيّان فقال : ضعيف.

وسألت هبة الله الطّبريّ عنه مرة أخرى. فقال : صالح ليس يدفع عن السماع لكن كان الغالب عليه إقراء القرآن.

١٢٣٧ ـ محمّد بن عيسى بن موسى الأصبهانيّ (٢) :

حدّث ببغداد عن محمّد بن معاوية النّيسابوريّ. روى عنه إسحاق بن محمّد الكيساني.

أخبرنا محمّد بن علي بن الفتح ، حدّثنا عمر بن عبد الله زاذان القرويّ ، أخبرنا إسحاق بن محمّد بن إسحاق الكيساني ، حدّثنا محمّد بن عيسى بن موسى الأصبهاني ببغداد.

وأخبرنا أبو الفرج محمّد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطّبرانيّ ، حدّثنا محمّد بن علي الصائغ المكي قال : حدّثنا محمّد بن معاوية

__________________

(١) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٢) ١٢٣٧ ـ هذه الترجمة برقم ٩٢١ في المطبوعة.

٢٠٤

النّيسابوريّ ، حدّثنا محمّد بن سلمة ، عن خصيف ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يأتي على الناس زمان وجوههم وجوه الآدميين ، وقلوبهم قلوب الشياطين ، سفاكين للدماء ، لا يرعوون عن قبيح ، إن بايعتهم أربوك ، وإن ائتمنتهم خانوك ، صبيهم عارم ، وشابهم شاطر ، وشيخهم لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ، السنّة فيهم بدعة والبدعة فيهم سنّة ، وذو الأمر منهم غاو فعند ذلك يسلط الله عليهم شرارهم فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم». هذا لفظ حديث الكيساني والآخر بنحوه.

١٢٣٨ ـ محمّد بن عيسى بن هارون ، أبو بكر الدري (١) :

حدّث عن أبي الوليد الطيالسي ، وعلي بن بحر بن بري ، والحسن بن موسى ، وسليمان الشاذكوني. روى عنه أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابيّ.

وذكر أبو عبد الله بن مندة الأصبهاني أن محمّد بن عيسى هذا بغدادي نزل المصيصة ، حدّث عن مسلم بن إبراهيم.

وروى عنه أبو بكر الشّافعيّ فقال : حدّثنا محمّد بن هارون بن عيسى وأنا أعيد ذكره إن شاء الله.

١٢٣٩ ـ محمّد بن عيسى بن السّكن ، أبو بكر الواسطيّ ، يعرف بابن أبي قمّاش (٢) :

قدم بغداد وحدّث بها عن أبي منصور الحارث بن منصور ؛ ومسلم بن إبراهيم ، وعمرو بن عون ، ومحمّد بن إسنويه الواسطيّ ، وعاصم بن علي. روى عنه القاضي المحامليّ ، ومحمّد بن عمرو الورّاق ؛ وأبو عمرو بن السّمّاك ؛ وأحمد بن فضل بن خزيمة ؛ وأحمد بن سلمان النّجّاد ؛ وإسماعيل بن علي الخطبي ؛ وكان ثقة.

أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحجّاج الموصلي.

وأخبرنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الواعظ ، أخبرنا أحمد بن سلمان بن الحسن النّجّاد. قالا : حدّثنا محمّد بن عيسى بن السّكن الواسطيّ ، حدّثنا مسلم بن

__________________

(١) ١٢٣٨ ـ هذه الترجمة برقم ٩٢٢ في المطبوعة.

(٢) ١٢٣٩ ـ هذه الترجمة برقم ٩٢٣ في المطبوعة.

٢٠٥

إبراهيم ، حدّثنا قرة بن خالد ، عن الحسن ، عن عبد الرّحمن بن سمرة. قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا عبد الرّحمن لا تسل الإمارة ، فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها ، وإن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها ، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها ، فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك (١)».

رواه إسحاق بن الحسن الحربي وأبو خليفة الجمحي عن مسلم بن إبراهيم بإسناده عن الحسن : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعبد الرّحمن بن سمرة مرسلا ؛ ولا يعلم رواه عن مسلم موصولا غير ابن أبي قمّاش ، والله أعلم.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال : ومات محمّد بن عيسى بن أبي قمّاش الواسطيّ في منصرفه من بغداد إلى واسط في الطريق وذلك في شهر جمادى الأولى سنة سبع وثمانين [ومائتين] (٢) ومضوا به إلى واسط فدفن هناك.

١٢٤٠ ـ محمّد بن عيسى بن محمّد بن عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ؛ أبو علي الهاشميّ المعروف بالبياضيّ (٣) :

روى عنه محمّد بن يحيى القطيعيّ كتاب القراءات. حدّث عنه أبو بكر بن الأنباري النّحويّ ؛ ومحمّد بن الحسن بن مقسم وكان ثقة.

سمعت القاضي أبا القاسم التّنوخيّ يسأل بعض ولد البياضيّ عن سبب هذه التسمية. فقال : إن جدي حضر مع جماعة من العبّاسيين يوما فجلس الخليفة ؛ وكانوا كلهم قد لبسوا السواد غير جدي ؛ فان لباسه كان بياضا ؛ فلما رآها الخليفة. قال : من ذلك البياضيّ؟ فثبت ذلك الاسم عليه ؛ فلم يعرف بعد إلا به.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن أبا علي محمّد بن عيسى البياضيّ الهاشميّ قتله القرامطة في سنة أربع وتسعين ومائتين.

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١٥٢٩. وتاريخ أصبهان ١ / ٣٥٣ ، ٢ / ٨٥ ، ٢٦٨. والكامل لابن عدي ٥ / ١٧٦٠.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) ١٢٤٠ ـ هذه الترجمة برقم ٩٢٤ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٥٢. والأنساب للسمعاني ٢ / ٣٥٦.

٢٠٦

وكذلك ذكر ابن مخلد فيما قرأت بخطه. وقال : قتل في المحرم في طريق مكة منصرفا من الحج.

١٢٤١ ـ محمّد بن عيسى بن هارون ، أبو جعفر الحسّار (١) :

حدّث عن عبد الأعلى بن حمّاد النّرسيّ. روى عنه أبو القاسم بن ترثال التيملي.

قرأت في كتاب أبي الفتح عبد الواحد بن محمّد بن مسرور البلخيّ ، حدّثنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن حامد بن محمود بن ترثال التيملي ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عيسى بن هارون الرشاش رشاش الخمر ببغداد وكان ثقة ، حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد النّرسيّ أيام الموسم قال : حدّثنا الحمّادان جميعا : حمّاد بن سلمة ، وحمّاد بن زيد عن ثابت عن أنس قلت : يا رسول الله؟ ما أفضل الأعمال؟ قال : «الصلاة لوقتها». قلت : فخير ما أعطى الإنسان؟ قال : «حسن الخلق ألا وإن حسن الخلق من أخلاق الله عزوجل (٢)».

قال : لم يكن عند الرشاش غير هذا الحديث.

قلت : روى أحمد بن جعفر بن محمّد الخلّال عن هذا الشيخ الرشاش إلا أنه سماه أحمد وسنذكره بعد في موضعه من كتابنا ، إن شاء الله.

١٢٤٢ ـ محمّد بن عيسى المروزيّ (٣) :

أخبرنا أبو الوليد الدربندي ، أخبرنا محمّد بن أبي بكر الورّاق ببخارى ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن يزداد ، حدّثنا أبو عيسى محمّد بن عيسى المروزيّ ببغداد ، حدّثنا عبد العزيز بن حاتم المعدّل ، حدّثنا خلف بن يحيى ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد عن صفوان بن سليم بن يسار عن أبي هريرة. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن لكل شيء دعامة ، ودعامة هذا الدين الفقه ، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد (٤)».

١٢٤٣ ـ محمّد بن عيسى بن موسى بن بليل ، أبو بكر السّمسار (٥) :

سمع أبا موسى محمّد بن المثنّى ؛ وزيد بن أخرم ، والحسن بن عرفة. روى عنه

__________________

(١) ١٢٤١ ـ هذه الترجمة برقم ٩٢٥ في المطبوعة.

(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٣) ١٢٤٢ ـ هذه الترجمة برقم ٩٢٦ في المطبوعة.

(٤) انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ١٢٧. وتخريج الإحياء ١ / ٨٣. وكنز العمال ٢٨٧٦٨.

(٥) ١٢٤٣ ـ هذه الترجمة برقم ٩٢٧ في المطبوعة.

٢٠٧

أبو الفضل الزّهريّ ، ومحمّد بن عبيد الله بن الشّخّير ، وأبو حفص بن شاهين ، وكان ثقة.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، عن أبيه. قال : مات أبو بكر بن بليل السّمسار في آخر سنة عشر وثلاثمائة.

١٢٤٤ ـ محمّد بن عيسى بن الوليد بن قيس ، أبو نصر التّاجر العكبريّ (١) :

حدّث عن محمّد بن إسحاق الصغاني ، وأحمد بن علي المعروف بخسرو ، وعصام ابن الحكم العكبريّ. روى عنه محمّد بن المظفر ؛ ومحمّد بن أيّوب العكبريّ.

١٢٤٥ ـ محمّد بن عيسى بن الفضل ، أبو جعفر العاقوليّ (٢) :

حدّث عن عبيد الله بن سعد الزّهريّ ؛ وأبي يحيى محمّد بن سعيد العطّار. روى [عنه] (٣) محمّد بن إبراهيم بن حمدان بن نيطرا العاقولي.

١٢٤٦ ـ محمّد بن عيسى ، أبو عبد الله الصّفّار (٤) :

حدّث عن محمّد بن سعيد العوفيّ. روى عنه عبد الله بن عثمان الصّفّار.

١٢٤٧ ـ محمّد بن عيسى الزيّات (٥) :

حدّث عن حسين بن بشار الخيّاط. روى عنه أبو حفص بن شاهين.

١٢٤٨ ـ محمّد بن عيسى ، أبو عبد الله ، يعرف بابن أبي موسى الفقيه. على مذهب العراقيين (٦) :

وولاه القضاء ببغداد أمير المؤمنين المتقي لله ثم عزله ؛ وأعاده المستكفى بالله أمير المؤمنين.

أخبرنا علي بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر. قال : أبو عبد الله محمّد بن عيسى المعروف بابن أبي موسى من أهل العلم بمذهب أهل العراق ؛ وأبوه كان أحد المتقدمين في هذا المذهب ؛ وتلاه أبو عبد الله في التمسك به ، والذب

__________________

(١) ١٢٤٤ ـ هذه الترجمة برقم ٩٢٨ في المطبوعة.

(٢) ١٢٤٥ ـ هذه الترجمة برقم ٩٢٩ في المطبوعة.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) ١٢٤٦ ـ هذه الترجمة برقم ٩٣٠ في المطبوعة.

(٥) ١٢٤٧ ـ هذه الترجمة برقم ٩٣١ في المطبوعة.

(٦) ١٢٤٨ ـ هذه الترجمة برقم ٩٣٢ في المطبوعة.

٢٠٨

عنه ، والكلام للمخالفين له ، وكان له سمت وحسن وقار تام ، وكان ثقة عند الناس مشهورا بالصدق والفقر ، حافظا لنفسه ، لا مطعن عليه يتولاه ، وينظر فيه.

ولم أسمع منه حديثا لكن حدّثني عبد الباقي ـ يعني ابن قانع ـ عنه عن أبي حازم وهو القاضي عن شعيب الصريفيني ، عن شعيب بن حرب ، عن محمّد بن الفرات ، عن محارب بن دثار ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يبشّر بالنّار (١)».

أخبرنا علي بن القاسم الشّاهد بالبصرة ، حدّثنا علي بن إسحاق المادرائي ، حدّثنا أبو قلابة الرّقاشيّ ، حدّثنا يحيى بن إسماعيل الخوّاص ، حدّثنا محمّد بن فرات ، عن محارب بن دثار ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يوجب الله له النار».

أنبأنا إبراهيم بن مخلد ، أخبرنا إسماعيل بن علي. قال : قلد محمّد بن عيسى المعروف بابن أبي موسى الضّرير قضاء الجانب الشرقي من مدينة السلام ، وقلد محمّد ابن الحسن بن عبد الله بن علي بن أبي الشّوارب قضاء الجانب الغربي من مدينة السلام ، كله الشرقية فيه والمدينة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.

فذكر طلحة بن محمّد بن جعفر فيما أخبرناه علي بن المحسن أن ابن أبي موسى ولى الجانب الشرقي من بغداد والكرخ من الجانب الغربي في جمادى الآخرة من سنة تسع وعشرين ، وإن المتقى لله صرفه.

حدّثني القاضي أبو عبد الله الصّيمريّ قال : أبو عبد الله بن أبي موسى الضّرير اسمه محمّد بن عيسى ، كان يدرس وولى الحكم في الجانب الشرقي ثم وجد مقتولا في داره ، وكانت وفاته قبل وفاة أبي الحسن الكرخي في سنى نيف وثلاثين وثلاثمائة.

أخبرنا أحمد بن روح النهرواني ، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن هارون المقرئ ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عيسى القاضي الضّرير ، حدّثنا أبو جعفر محمّد ابن إبراهيم بن هاشم ، حدّثنا إبراهيم بن هاشم قال : قال بشر بن الحارث في الرجل تصيبه الجنابة وليس معه ماء إلّا قدر ما يتوضأ به. قال : يتيمم وهو طاهر ولا يتوضأ. قال إبراهيم : قلت لبشر : وإن أحدث بعد ما يتيمم؟ قال : يتيمم أيضا ولا يتوضأ.

__________________

(١) انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ١٠ / ١٢٢. والمستدرك ٤ / ٩٨. وحلية الأولياء ٧ / ٢٦٣. والكامل لابن عدي ٦ / ٢١٤٩. والضعفاء للعقيلي ٤ / ١٢٢. وتذكرة الموضوعات ٤٩٦.

٢٠٩

أخبرنا علي بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد. قال : استخلف المستكفى بالله في صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، وقلد الجانب الشرقي أبا عبد الله محمّد بن عيسى المعروف بأبي موسى ، فلم يزل واليا على الجانب الشرقي إلى ليلة السبت لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ، فإن اللصوص كبسوه في داره فقتلوه وأخذوا جميع ما كان له في منزله ولعياله ، وقدروا أن عنده شيئا له قدر ، فوجدوه فقيرا ، ودفن في يوم السبت.

١٢٤٩ ـ محمّد بن أبي موسى ، عيسى بن أحمد بن موسى بن محمّد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العبّاس بن عبد المطّلب ، أبو عبد الله الهاشميّ (١) :

سمع جعفر بن محمّد الفريابي. روى عنه ابنه أحمد ، وكان ثقة ، وإليه انتهت رئاسة العبّاسيين في وقته.

حدّثنا علي بن أبي علي ، حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الطّبريّ. قال : رأيت ثلاثة يتقدمون ثلاثة أصناف من أبناء جنسهم فلا يزاحمهم أحد ، أبو عبد الله الحسين بن أحمد الموسوي يتقدم الطّالبيين فلا يزاحمه أحد ، وأبو عبد الله محمّد بن أبي موسى يتقدم العبّاسيين فلا يزاحمه أحد ، وأبو بكر الأكفاني يتقدم الشهود فلا يزاحمه أحد.

١٢٥٠ ـ محمّد بن عيسى بن الحسن بن إسحاق ، أبو عبد الله التّميميّ البغداديّ (٢) :

حدّث بحلب وبمصر عن أحمد بن عبيد الله النّرسيّ ، ومحمّد بن سليمان الباغنديّ ، وأبي العبّاس الكديمي ، وإسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي ، وعن الحارث ابن أبي أسامة ، ومحمّد بن غالب التمتام ، ومحمّد بن شاذان الجوهريّ ، وعلي بن الحسين بن بيان الباقلاني ، وعلي بن محمّد بن أبي الشّوارب ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. روى عنه عبد الغني بن سعيد ، وأبو محمّد بن النحاس المصريان ، وغيرهما.

وقال لي محمّد بن علي الصّوريّ : قدم محمّد بن عيسى العلّاف البغداديّ مصر وحدّث بها مجلسا واحدا يوم الجمعة ، ومات في أثر ذلك فجأة يوم الاثنين لثمان عشرة خلت من جمادى الآخرة من سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.

__________________

(١) ١٢٤٩ ـ هذه الترجمة برقم ٩٣٣ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٧١.

(٢) ١٢٥٠ ـ هذه الترجمة برقم ٩٣٤ في المطبوعة.

٢١٠

ذكر ذلك لنا ابن النحاس وغيره ، وصلّى عليه بعد العصر في مصلى بني مسكين بمصر.

١٢٥١ ـ محمّد بن عيسى بن عبد الكريم بن حبيش بن الطباخ بن مطر ، أبو بكر التميميّ الطرسوسي (١) :

قدم بغداد في سنة ست وأربعين وثلاثمائة. وحدّث عن علي بن عبد الله بن السندي أخبارا مجموعة في فضائل طرسوس. سمع محمّد بن أحمد بن رزقويه.

وذكر أبو القاسم بن الثلاج : انه حدثه عن عمرو بن سعيد بن سنان المنبجي.

١٢٥٢ ـ محمّد بن عيسى بن ديزك ، أبو عبد الله البروجرديّ (٢) :

سكن بغداد وحدّث بها عن عمير بن مرداس الدّورقيّ ، ومحمّد بن إبراهيم بن زياد الرّازيّ. كتب الناس عنه بانتخاب محمّد بن المظفر. وحدّثنا عنه سلامة بن عمر النّصيبيّ ، وأبو نعيم الأصبهاني.

أخبرنا أبو الحسن سلامة بن عمر ، أخبرنا محمّد بن عيسى بن ديزك البروجردي ، حدّثنا عمير بن مرداس ، حدّثنا عبد الله بن نافع ، حدّثنا مالك بن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر. أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن اليهود إذا سلموا عليكم ، إنما أحدهم يقول السّام عليكم ، فقولوا وعليك (٣)».

سألت أبا نعيم الحافظ عن محمّد بن عيسى بن ديزك. فقال : ثقة ، سمعت منه ببغداد ، وكان معلما لابن الخليفة ويقال : إن أبا سعيد السيرافي درس عليه الأدب.

حدثت عن أبي العبّاس بن الفرات. قال : توفي أبو عبد الله محمّد بن عيسى بن ديزك البروجردي يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وثلاثمائة. وكان ثقة مستورا من أهل القرآن ، جميل المذاهب.

وذكر لي أنه كان يتلو القرآن إلى أن خرجت نفسه.

وقال لي محمّد بن أبي الفوارس : توفي محمّد بن عيسى بن ديزك يوم الخميس لليلة بقيت من جمادى الآخرة لسنة تسع وخمسين ، وكان ثقة مستورا إلّا أنه كان يغلط في نسخة علوية ، أظنه سقط عليه اسم شيخ شيخه.

__________________

(١) ١٢٥١ ـ هذه الترجمة برقم ٩٣٥ في المطبوعة.

(٢) ١٢٥٢ ـ هذه الترجمة برقم ٩٣٦ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٢ / ١٧٥.

(٣) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٩ / ٢٠. وصحيح مسلم ، كتاب السلام ٨ ، ٩.

٢١١

١٢٥٣ ـ محمّد بن عيسى ، أبو عبد الله ، يعرف بالعمانيّ (١) :

كان من أهل الأدب. وروى عن أبي إسحاق الزّجّاج. حدّثنا عنه علي بن محمّد ابن الحسن بن قشيش المالكيّ عن الزّجّاج بكتاب فعلت وأفعلت.

١٢٥٤ ـ محمّد بن عيسى بن عبد العزيز الصّبّاح ، أبو منصور البزّاز ، يعرف بابن يزيدان (٢) :

من أهل همذان. سمع علي بن أحمد بن علي بن راشد الدّينوريّ ، والحسين بن علي التّميميّ النّيسابوريّ ، ومحمّد بن إسماعيل الورّاق ، ومحمّد بن المظفر الحافظ ، وعلي بن عمر السّكريّ ، وصالح بن أحمد الهمذاني الحافظ ، وجماعة من أمثالهم.

وكان صدوقا. قدم بغداد وخرّج له محمّد بن أبي الفوارس عدة من الأجزاء.

فحدّثني محمّد بن علي القارئ أنه كتب عنه ببغداد مجلسا أملاه ، وكتبت أنا عنه بهمذان في رحلتي جميعا إلى خراسان وإلى أصبهان ، وحدّثني عيسى بن أحمد الهمذاني ان الغز قتلوه لما دخلوا همذان في شعبان من سنة ثلاثين وأربعمائة.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه عمر

١٢٥٥ ـ محمّد بن عمر بن واقد ، أبو عبد الله الواقديّ المدنيّ (٣) :

سمع : ابن أبي ذئب ، وعمر بن راشد ، ومالك بن أنس ، ومحمّد بن عبد الله بن

__________________

(١) ١٢٥٣ ـ هذه الترجمة برقم ٩٣٧ في المطبوعة.

(٢) ١٢٥٤ ـ هذه الترجمة برقم ٩٣٨ في المطبوعة.

(٣) ١٢٥٥ ـ هذه الترجمة برقم ٩٣٩ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٥٠١ (٢٦ / ١٨٠). طبقات ابن سعد : ٥ / ٤٢٥ ـ ٤٣٣ ، و ٧ / ٣٣٤ ـ ٣٣٥ ، وتاريخ الدوري : ٢ / ٥٣٢ ، وابن محرز ، الترجمة ١٦٧٢ ، وتاريخ خليفة : ٤٧٢ ، وطبقاته : ٣٢٨ ، وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ٥٤٣ ، وتاريخه الصغير : ٢ / ٣١١ ، وضعفاءه ، الصغير ، الترجمة ٣٣٤ ، والكنى لمسلم ، الورقة ٦٤ ، وأحوال الرجال للجوزجاني ، الترجمة ٢٢٨ ، وأبو زرعة الرازي : ٥١١ ، ٦٥٦ ، وضعفاء النسائي ، الترجمة ٥٣١ ، والقضاة لوكيع : ٣ / ٢٧٠ ، وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٩٧ ، والجرح والتعديل : ٨ / الترجمة ٩٢ ، والمجروحين لابن حبان : ٢ / ٢٩٠ ، والكندي : ٣٢١ ، والكامل لابن عدي : ٣ / الورقة ٨٥ ، وكشف الأستار (٣٥٦ ، ١٠٢٦) ، وضعفاء الدارقطني ، الترجمة ٤٧٧ ، وسننه : ٢ / ١٥٧ ، ١٦٤ ، ١٩٢ ، ٢١٢. وموضح أوهام الجمع والتفريق : ١ / ١٨ ، ٣٦٥ ، وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٤٥ ، وضعفاء أبي نعيم ، الترجمة ٢٣٦ ، وأنساب القرشيين : ١٥٨ ، ومعجم الأدباء : ١٨ / ٢٧٧ والكامل في التاريخ : ٦ / ٣٨٥ ، ووفيات الأعيان : ١ / ٥٠٦ ، ومقدمة عيون الأثر ١ / ١٧ وسير أعلام النبلاء : ٩ / ٤٥٤ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥١٥٦ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٥٨٦١ ، وديوان الضعفاء ، الترجمة ٣٩٠٣ والميزان : ٣ / الترجمة ٧٩٩٣ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٦٦ (أيا صوفيا ٣٠٠٧) ، ورجال ابن ماجة ، ـ

٢١٢

أخي الزّهريّ ، ومحمّد بن عجلان ، وربيعة بن عثمان ، وابن جريج ، وأسامة بن زيد ، وعبد الحميد بن جعفر ، وسفيان الثّوري ، وأبا معشر ، وجماعة سوى هؤلاء. روى عنه : كاتبه محمّد بن سعد ، وأبو حسّان الزّيادي ، ومحمّد بن إسحاق الصغاني ، وأحمد بن الخليل البرجلاني ، وعبد الله بن الحسن الهاشمي ، وأحمد بن عبيد بن ناصح ، ومحمّد بن شجاع الثّلجيّ ، والحارث بن أبي أسامة ، وغيرهم.

قدم الواقديّ بغداد ، وولي قضاء الجانب الشرقي فيها ، وهو ممن طبق شرق الأرض وغربها ذكره ، ولم يخف على أحد عرف أخبار الناس أمره ، وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم من المغازي والسير ، والطبقات وأخبار النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والأحداث التي كانت في وقته ، وبعد وفاته صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكتب الفقه ، واختلاف الناس في الحديث ، وغير ذلك ، وكان جوادا كريما مشهورا بالسخاء (١).

أخبرنا أبو القاسم الأزهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدثنا الحسين بن فهم ، حدثنا محمّد بن سعد.

وأخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا العبّاس ابن العبّاس بن المغيرة ، حدثنا الحارث بن محمّد ، عن محمّد بن سعد ـ ولفظ الحديث لابن فهم ـ قال : محمّد بن عمر بن واقد مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي ، كان من أهل المدينة ، وقدم بغداد في سنة ثمانين ومائة في دين لحقه فلم يزل بها ، وخرج إلى الشام والرقة ، ثم رجع إلى بغداد فلم يزل بها إلى أن قدم المأمون من خراسان ، فولّاه القضاء بعسكر المهدي ، فلم يزل قاضيا حتى مات ببغداد ليلة الثلاثاء ، ودفن يوم الثلاثاء في مقابر الخيزران وهو ابن ثمان وسبعين سنة. وذكر أنه ولد سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمّد ، وكان عالما بالمغازي واختلاف الناس وأحاديثهم.

أخبرنا الحسين بن أحمد بن عمر بن روح النهرواني ، والقاضي أبو الطّيّب طاهر ابن عبد الله بن طاهر الطّبريّ. قالا : أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري.

وأخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ وعمر بن محمّد بن عبيد الله المؤدّب. قالا : أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال : حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ ، حدثني أبي ،

__________________

ـ الورقة ١٥ ، والديباج : ١ / ١٦١ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٤٥ ، والكشف الحثيث ، الترجمة ٧١٣ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٣٦٣ ، والتقريب : ٢ / ٩١٤ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٥٣٨ ، وشذرات الذهب : ٢ / ١٨. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٠ ـ ١٧٦.

(١) انظر : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٨٨ ، ١٨٩

٢١٣

حدّثنا أبو عكرمة الضّبّيّ ، حدثنا يحيى بن محمّد العنبريّ. وفي حديث المعافى : محمّد بن يحيى العنبريّ. قال : قال الواقديّ : كنت حنّاطا بالمدينة في يدي مائة ألف درهم للناس أضارب بها ، فتلفت الدراهم ، فشخصت إلى العراق ، فقصدت يحيى بن خالد فجلست في دهليزه ، وآنست الخدم والحجاب وسألتهم أن يوصلوني إليه. فقالوا : إذا قدّم الطعام إليه لم يحجب عنه أحد ، ونحن ندخلك عليه ذلك الوقت ، فلما حضر طعامه أدخلوني فأجلسوني معه على المائدة فسألني : من أنت وما قصتك؟ فأخبرته فلما رفع الطعام وغسلنا أيدينا دنوت منه لأقبل رأسه فاشمأز من ذلك ، فلما صرت إلى الموضع الذي يركب منه لحقني خادم معه كيس فيه ألف دينار. فقال : الوزير يقرأ عليك السلام ويقول لك : استعن بها على أمرك وعد إلينا في غد ، فأخذته وانصرفت وعدت في اليوم الثاني فجلست معه على المائدة ، وأنشأ يسألني كما سألني في اليوم الأول ، فلما رفع الطعام دنوت منه لأقبل رأسه فاشمأز منه ، فلما صرت إلى الموضع الذي يركب منه لحقني خادم معه كيس فيه ألف دينار فقال : الوزير يقرأ عليك السلام ويقول استعن بهذا على أمرك وعد إلينا في غد ، فأخذته وانصرفت وعدت في اليوم الثالث ، فأعطيت مثلما أعطيت في اليوم الأول والثاني ، فلما كان في اليوم الرابع أعطيت الكيس كما أعطيت قبل ذلك ، وتركني بعد ذلك أقبل رأسه. وقال : إنما منعتك ذلك لأنه لم يكن وصل إليك من معروفي ما يوجب هذا ، فالآن قد لحقك بعض النفع مني ، يا غلام أعطه الدار الفلانية ، يا غلام افرشها الفرش الفلاني ، يا غلام أعطه مائتي ألف درهم ، يقضي دينه بمائة ألف ، ويصلح شأنه بمائة ألف ، ثم قال لي : الزمني وكن في داري. فقلت : أعز الله الوزير ، لو أذنت لي بالشخوص إلى المدينة لأقضي للناس أموالهم ثم أعود إلى حضرتك كان ذلك أرفق بي. فقال : قد فعلت. وأمر بتجهيزي فشخصت إلى المدينة ، فقضيت ديني ثم رجعت إليه ، فلم أزل في ناحيته (١) ـ واللفظ لحديث علي بن عمر ـ.

أخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو الحسين العبّاس بن العبّاس بن المغيرة الجوهريّ ، حدثني أبو جعفر الضبعي ، حدثني محمّد بن خلاد قال : سمعت محمّد بن سلّام الجمحي ، يقول : محمّد بن عمر الواقديّ عالم دهره (٢).

__________________

(١) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٠ ، ١٧١.

(٢) انظر الخبر في : المنتظم ١٠ / ١٧٤. وتهذيب الكمال ٢٦ / ١٨٩.

٢١٤

أخبرنا الأزهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدثنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق ابن الجليل قال : سمعت إبراهيم الحربي يقول : الواقديّ أمين (١) الناس على أهل الإسلام (٢).

وقال أبو أيّوب : حدّثني أبو محمّد الطوسي قال : سمعت إبراهيم بن سعيد يقول : سمعت المأمون يقول : ما قدمت بغداد إلّا لأكتب كتب الواقديّ (٣).

قال أبو أيّوب : وسمعت إبراهيم الحربي يقول : كان الواقديّ أعلم الناس بأمر الإسلام ، فأما الجاهلية فلم يعلم منها (٤) شيئا (٥).

أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال : سمعت أبي يقول : لما انتقل الواقديّ من جانب الغربي إلى هاهنا يقال إنه حمل كتبه على عشرين ومائة وقر (٦).

حدثني الأزهريّ ، حدثني عبيد الله بن عثمان بن يحيى ، حدثنا أبو علي حامد بن محمّد الهرويّ قال : سمعت الحسن بن محمّد المؤدّب يقول : سمعت يحيى بن أحمد ابن عبد الله بن حبلة يحكى عن أبي حذافة. قال : كان للواقدي ستمائة قمطر كتب.

أنبأنا محمّد بن جعفر الورّاق وأحمد بن محمّد الكاتب. قالا : أخبرنا مجالد بن جعفر ، حدثنا محمّد بن جرير الطّبريّ قال : قال ابن سعد : كان الواقديّ يقول : ما من أحد إلّا وكتبه أكثر من حفظه ، وحفظي أكثر من كتبي.

أخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدثنا أبو الحسين بن المغيرة ، حدثني أبو جعفر أحمد بن محمّد الضبعي قال : حدثني إسماعيل بن مجمع ـ وهو الكلبيّ ـ قال : سمعت أبا عبد الله الواقديّ. يقول : ما أدركت رجلا من أبناء الصحابة ، وأبناء الشهداء ، ولا مولى لهم إلّا وسألته ، هل سمعت أحدا من أهلك يخبرك عن مشهده وأين قتل؟ فإذا أعلمني مضيت إلى الموضع فأعاينه ، ولقد مضيت إلى المريسيع فنظرت إليها ، وما علمت غزاة إلّا مضيت إلى الموضع حتى أعاينه ، أو نحو هذا الكلام (٧).

__________________

(١) في المطبوعة : «أمن الناس» تصحيف.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٨٩.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٨٩.

(٤) في المطبوعة : «يعلم منها» تصحيف.

(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٨٩.

(٦) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٤.

(٧) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٤.

٢١٥

قال : فحدثني ابن منيع قال : سمعت هارون القرويّ يقول : رأيت الواقديّ بمكة ومعه ركوة ، فقلت : أين تريد؟ فقال : أريد أن أمضي إلى حنين حتى أرى الموضع والوقعة.

قال العبّاس : وحدثني من أثق به وهو أبو أيّوب بن أبي يعقوب قال : سألت إبراهيم الحربي. قلت : أريد أكتب مسائل مالك ، فأيما أعجب مسائل ابن وهب ، أو ابن القاسم؟ فقال لي : اكتب مسائل الواقديّ ، في الدّنيا أحد يقول سألت الثّوري وابن أبي ذئب ويعقوب؟ أراد أن مسائله أكثرها سؤال.

أخبرنا الأزهريّ ، أخبرنا محمّد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق بن الجليل. قال : وسألت إبراهيم بن الحربي. قلت : أريد أكتب مسائل مالك فأي مسائل مالك ترى أن أكتب؟ قال : مسائل الواقديّ. قلت له : أو ابن وهب؟ قال : لا إلّا الواقديّ. في الدّنيا ثم ابن وهب في الدّنيا إنسان يقول سألت مالكا والثّوري وابن أبي ذئب ويعقوب غيره؟

أخبرنا الأزهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق قال : سمعت إبراهيم بن إسحاق يقول : سمعت السمتي يقول : رأينا الواقديّ يوما جالسا إلى أسطوانة في مسجد المدينة وهو يدرس. فقلنا له : أي شيء تدرس؟ فقال : جزء من المغازي.

وأخبرنا الأزهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو أيّوب قال : سمعت إبراهيم الحربي يقول.

وأخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبريّ ، حدّثنا محمّد بن أيّوب بن المعافى قال : قال إبراهيم الحربي. وسمعت السمتي يقول : قلنا للواقدي : هذا الذي يجمع الرجال يقول : حدّثنا فلان وفلان وحيث [لا] (١) يميز واحد له ، حدّثنا بحديث كل رجل على حدة. قال : يطول. فقلنا له : قد رضينا. قال : فغاب عنا جمعة ثم جاءنا بغزوة أحد وعشرين جلدا. وفي حديث البرمكي مائة جلد. فقلنا له : ردنا إلى الأمر الأول ، معنى اللفظين متقارب. وكان الواقديّ مع ما ذكرناه من سعة علمه وكثرة حفظه لا يحفظ القرآن!.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢١٦

أنبأنا الحسين بن محمّد بن جعفر الرّافعي ، أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل قال : حدّثني محمّد بن موسى البربري قال : قال المأمون للواقدي : أريد أن تصلي الجمعة غدا بالناس. قال : فامتنع. قال : لا بد من ذلك. فقال : لا والله يا أمير المؤمنين ، ما أحفظ سورة الجمعة. قال : فأنا أحفظك ، قال : فأفعل. فجعل المأمون يلقنه سورة الجمعة حتى يبلغ النصف منها ، فإذا حفظه ابتدأ بالنصف الثاني ، فإذا حفظ النصف الثاني نسى الأول ، فأتعب المأمون ونعس. فقال لعلي بن صالح : يا علي حفظه أنت. قال علي : ففعلت ونام المأمون ، فجعلت أحفظه النصف الأول فيحفظه ، فإذا حفظته النصف الثاني نسى الأول ، وإذا حفظته النصف الأول نسى الثاني ، وإذا حفظته الثاني نسى الأول ، فاستيقظ المأمون فقال لي : ما فعلت؟ فأخبرته. فقال : هذا رجل يحفظ التأويل ولا يحفظ التنزيل ، اذهب فصل بهم واقرأ أي سورة شئت (١).

أخبرنا القاضي أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي بالله الهاشمي ، أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل بن المأمون ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباريّ ، حدّثني محمّد بن المرزبان ، حدّثنا أبو بكر القرشيّ ، حدّثنا المفضل بن غسان ، عن أبيه قال : صليت خلف الواقديّ صلاة الجمعة ، فقرأ : (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) [الأعلى ١٨ ، ١٩].

أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : ربما ذكر لنا أن مالكا سئل عن قتل الساحرة فقال : انظروا هل عند الواقديّ من هذا شيء؟ فذاكروه ذلك فذكر شيئا عن الضّحّاك بن عثمان ، فذكروا أن مالكا قنع به. قال جدي : وما أدري ممن سمعت هذا غير أني قد سمعته.

أخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا ابن المغيرة ، حدّثنا الحارث بن محمّد قال : حدّثني رجل من أصحابنا قال : حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا الحارث ـ أو سمعته أنا من محمّد بن صالح ـ قال : سئل مالك بن أنس عن المرأة التي سمّت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بخيبر ما فعل بها؟ فقال : ليس عندي بها علم ، وسأسأل أهل العلم. فقال : فلقى الواقديّ فقال : يا أبا عبد الله ما فعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمرأة التي سمته بخيبر؟ فقال : الذي عندنا أنه قتلها. فقال مالك : قد سألت أهل العلم فأخبروني أنه قتلها.

__________________

(١) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٢ ، ١٧٣.

٢١٧

قرأت على محمّد بن علي بن يعقوب المعدّل ، عن يوسف بن إبراهيم السّهمي قال : أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن عدي الحافظ قال : سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق الصغاني يقول : قال يحيى بن أيّوب المقابري : كنت عند محمّد بن الحسن ، فذكروا الواقديّ محمّد بن عمر فذكره إنسان في مجلسه بشيء فقال محمّد بن الحسن : لقد رأيت أبحاث سفيان الثّوري ولو كتب لا يقول هذا فيه.

قال أبو بكر الصغاني : لقد كان الواقديّ وكان ، وذكر من فضله وما يحضر مجلسه من الناس من أصحاب الحديث مثل الشاذكوني وغيره ، وحسن أحاديثه ، ثم قال أبو بكر : أما أنا فلا أحتشم ؛ أن أروي عنه.

حدّثني محمّد بن علي الصّوريّ ، أخبرني عبد الغني بن سعيد الحافظ ، أخبرنا محمّد بن أحمد [الذهلي وذكر] (١) الواقديّ. فقال : والله لو لا أنه عندي ثقة ما حدث عنه أربعة أئمة : أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو عبيد ، وأحسبه ذكر أبا خيثمة ورجلا آخر.

أخبرني أبو بكر البرقاني ، حدّثني محمّد بن أحمد الأدميّ ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي ، حدّثنا زكريا الساجي ، حدّثنا أحمد بن محمّد الدقيقي ، حدّثني إبراهيم بن يعيش قال : سمعت عمر النّاقد قال : قلت للدراوردي : ما تقول في الواقديّ؟ قال : تسألني عن الواقديّ! سل الواقديّ عني.

أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي ، حدّثنا عبيد بن أبي الفرج قال : حدّثني يعقوب مولى أبي عبيد الله قال : سمعت الدراوردي ـ وذكر الواقديّ ـ فقال : ذاك أمير المؤمنين في الحديث (٢).

قال : وحدّثنا جدي قال : حدّثني بعض أصحابنا ثقة ، قال : سمعت أبا عامر العقدي يسأل عن الواقديّ فقال : نحن نسأل عن الواقديّ!؟ (٣) إنما يسأل الواقديّ عنّا ، ما كان يفيدنا الشيوخ والأحاديث بالمدينة إلّا الواقديّ.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٤. وتهذيب الكمال ٢٦ / ١٩٠.

(٣) «فقال : نحن نسأل عن الواقدي!؟» ساقطة من المطبوعة والأصل ، وأضفناه من تهذيب الكمال.

٢١٨

وقال جدي : حدّثني مفضل ، قال : قال الواقديّ : لقد كانت ألواحي تضيع فأوتى بها من شهرتها بالمدينة ، يقال : هذه ألواح ابن واقد (١).

أخبرنا الصّوريّ ، أخبرني عبد الغني بن سعيد ، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد الذهلي ، حدّثنا موسى بن هارون قال : سمعت مصعبا الزّبيري يذكر الواقديّ فقال : والله ما رأينا مثله قط. قال مصعب : وحدّثني من سمع عبد الله ـ يعني ابن المبارك ـ يقول : كنت أقدم المدينة فما يفيدني ولا يدلني على الشيوخ إلّا الواقديّ (٢).

أخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا العبّاس بن العبّاس بن المغيرة ، حدّثني القاضي أبو عبد الله المقدمي ، حدّثنا أبو موسى ـ أظنه الزمن ـ حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن الحسن بن عمرو ، عن غالب ابن عبّاد ، عن قيس بن جبير النهشلي ، عن عمر : في العمة والخالة. قال أبو موسى : فقدم علينا مؤمل بن إسماعيل فوجدناه في كتابه عن قيس بن حبة فأنكرناه عليه ، ثم قدم علينا بعد ذلك أبو أحمد الزّبيري فحدّثنا به عن قيس بن جبير فأنكرناه أيضا عليه وقلنا له : إنما هو قيس بن حبير فأنكر ذلك. وقال : نحن أعلم بهذا الحديث هو قيس ابن جبير ، قال المقدمي : فسمعت الرمادي يقول : لما حدّث به أبو أحمد ومؤمل مخالفا عبد الرّحمن بن مهدي أتى أصحاب الحديث محمّد بن عمر الواقديّ فقالوا : نسأله عنه لعله قد سمعه من الثّوري فإنه حافظ ، فقالوا : سلوه ولا تلقنوه. فقالوا له : حديث رواه الثّوري عن الحسن بن عمرو عن غالب عن رجل عن عمر في العمة والخالة : أتعرف الرجل من هو؟ فقال : قد سمعته من الثّوري وهو رجل ليس بمشهور فدعوني أتذكره لكم ، فاستلقى على قفاه ثم قال : هو عن قيس. فقالوا : نعم قيس ابن من؟ ففكر طويلا فقال : قيس بن حبتر لا شك فيه.

حدّثني الصّوريّ ، أخبرني عبد الغني بن سعيد ، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد ابن عبد الله بن نصر ، حدّثني إبراهيم بن جابر. قال : سمعت إبراهيم الحربي يقول : قال الشاذكوني : كتبت ورقة من حديث الواقديّ ، وجعلت فيها حديثا عن مالك لم يروه إلّا ابن مهدي عن مالك ، ثم أتيت بها الواقديّ فحدّثني إلى أن بلغ الحديث. قال : فتركني ثم قام فدخل ثم خرج فقال لي هذا الحديث سأل عنه إنسان بغيض لمالك

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٩٠.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٨٩. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٤.

٢١٩

ابن أنس فلم أكتبه ثم حدّثني به. فقال إبراهيم بن جابر : حدّثني علي بن المبارك قال : قال علي بن المدينيّ : ابن مهدي ـ يعني عن مالك ـ لحديث لم يحدّث به غيره عنه فكتبت ورقة من حديث الواقديّ وجعلت ذلك الحديث في وسط الأحاديث ، ثم أتيت الواقديّ بها فقرأ علىّ حتى بلغ إلى الحديث ، قال : فنظر إليّ ثم نظر إلى الحديث ثم قام فدخل ثم خرج فحدّثني بالحديث ثم قال : كان إنسان أزرق بغيض سأل مالكا عن هذا الحديث ، فمن بغضه لم أكتبه. أي فلما رأيته في كتابك الساعة قمت وكتبته وحدّثتك به.

فقرأت على محمّد بن الحسين القطّان ، عن دعلج بن أحمد قال : أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال : سألت مجاهدا ـ يعني ابن موسى ـ عن الواقديّ ، فقال : ما كتبت عن أحد أحفظ منه ، لقد جاءه (١) رجل من بعض هؤلاء الكتاب ، يسأله : عن الرجل لا يستطيع أن يصلي قائما فجعل يقول : حدّثنا فلان عن فلان يصلي قاعدا ، يصلي على جنبه ، يصلي بحاجبيه ، فقال لي : سمعت من هذا شيئا؟ قلت : لا! قال : وبلغني عن الشاذكوني أنه قال : إما أن يكون أصدق الناس ، وإما أن يكون أكذب الناس! وذلك أنه كتب عنه ، فلما أراد أن يخرج جاء بالكتاب فسأله ، فإذا هو لا يغير حرفا ، وكان يعرف رأي سفيان ومالك ، ما رأيت مثله (٢).

أخبرني الأزهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا سليمان بن أحمد بن الخليل قال : سمعت إبراهيم الحربي يقول : سمعت مصعبا الزّبيري وسئل عن الواقديّ ، فقال : ثقة مأمون ، وسئل المسيبي عنه ، فقال : ثقة مأمون. وسئل معن بن عيسى عنه فقال : أسأل أنا عن الواقديّ! يسأل (٣) الواقديّ عني. وسئل عنه أبو يحيى الزّهريّ فقال : ثقة مأمون (٤).

قال : وسمعت إبراهيم يقول : سألت ابن نمير عن الواقديّ فقال : أما حديثه هنا (٥) فمستو ، وأما حديث أهل المدينة فهم أعلم به (٦).

__________________

(١) في المطبوعة والأصل : «لقد جاء رجل» والتصحيح من تهذيب الكمال.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٩٠ ، ١٩١.

(٣) في المطبوعة والأصل : «وسئل معن بن عيسى فقال : أسأل أنا عن الواقدي يسأل الواقدي» والتصحيح من تهذيب الكمال.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٩١ ، ١٩٢.

(٥) في المطبوعة والأصل : «أما حديثه عنا فمستو».

(٦) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ١٩٢.

٢٢٠