تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٤

حكى لي رئيس الرؤساء ، شرف الوزراء أبو القاسم علي بن الحسن عمّن حدثه أن أبا عمر الزّاهد كان يؤدب ولد القاضي أبي عمر محمّد بن يوسف ، فأملى يوما على الغلام نحوا من ثلاثين مسألة في اللغة وذكر غريبها ؛ وختمها ببيتين من الشعر ؛ وحضر أبو بكر بن دريد ؛ وأبو بكر بن الأنباريّ ؛ وأبو بكر بن مقسم عن أبي عمر القاضي. فعرض عليهم تلك المسائل فما عرفوا منها شيئا وأنكروا الشعر. فقال لهم القاضي : ما تقولون فيها؟ فقال له ابن الأنباريّ : أنا مشغول بتصنيف مشكل القرآن ولست أقول شيئا. وقال ابن مقسم في ذلك : واحتج باشتغاله بالقراءات وقال ابن دريد : هذه المسائل من موضوعات أبي عمر ولا أصل لشيء منها في اللغة. وانصرفوا ، وبلغ أبا عمر ذلك فاجتمع مع القاضي وسأله إحضار دواوين جماعة من قدماء الشعراء عينهم له ففتح القاضي خزائنه وأخرج له تلك الدواوين ، فلم يزل أبو عمر يعمد إلى كل مسألة ويخرج لها شاهدا من بعض تلك الدواوين ويعرضه على القاضي حتى استوفى جميعا. ثم قال : وهذان البيتان أنشدنا هما ثعلب بحضرة القاضي وكتبهما القاضي بخطه على ظهر الكتاب الفلاني ، فأحضر القاضي الكتاب فوجد البيتين على ظهره بخطه كما ذكر أبو عمر ؛ فانتهت القصة إلى ابن دريد ؛ فلم يذكر أبا عمر بلفظة حتى مات. قال رئيس الرؤساء : أشياء كثيرة مما استنكر على أبي عمر ونسب إلى الكذب فيها مدونة في كتب أئمة أهل العلم ؛ وخاصة في غريب المصنّف لأبي عبيد ؛ أو كما قال.

سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان الأسدي يقول : لم يتكلم في علم اللغة أحد من الأولين والآخرين أحسن من كلام أبي عمر الزّاهد. قال : وله كتاب في غريب الحديث ؛ صنفه على مسند أحمد بن حنبل وجعل يستحسنه جدّا.

بلغني عن أبي الفتح عبيد الله بن أحمد النّحويّ قال : أنشدنا أبو العبّاس اليشكري في محاسن أبي عمر محمّد بن عبد الواحد اللغوي يمدحه :

أبو عمر أوفى من العلم مرتقى

يذل مساميه ويردي مطاوله

فلو أنني أقسمت ما كنت كاذبا

بأن لم ير الراءون حبرا يعادله

هو السحب جسما والفضائل جمة

فاعجب بمهزول سمين فضائله

تضمن من دون الحناجر زاخرا

تغيب على من لج فيه سواحله

إذا قلت شارفنا أواخر علمه

تفجّر حتى قلت هذى أوائله

١٦١

حدّثت عن محمّد بن العبّاس بن الفرات : أن مولد أبي عمر الزّاهد في سنة إحدى وستين ومائتين.

سمعت أبا الحسن محمّد بن أحمد بن رزق يقول : توفي أبو عمر الزّاهد في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ، وهذا القول وهم.

والصواب ما حدّثنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان إملاء. قال : توفي أبو عمر الزّاهد في يوم الأحد ودفن في يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.

قلت : ودفن في الصفّة التي دفن فيها بعده أبو بكر الأدميّ القارئ ، وهو مقابلة قبر معروف الكرخي ، بينهما عرض الطريق.

١١٨٢ ـ محمّد بن عبد الواحد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن عبيد الله بن العبّاس بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، أبو بكر الهاشميّ(١):

سمع محمّد بن محمّد الباغنديّ ، ومحمّد بن سليمان النّعمانيّ ، ومحمّد بن زهير ابن الفضل الأبلي ، ومحمّد بن أحمد بن هارون العسكريّ. وحكى عن يونس بن أبي بكر الشبلي. روى عنه أبو سعد الماليني. وحدّثنا عنه أبو بكر البرقاني.

أخبرنا البرقاني قال : قرئ على محمّد بن عبد الواحد الهاشميّ ببغداد وأنا أسمع : أخبركم محمّد بن سليمان الباهليّ ، حدّثنا عبد الله بن عبد الصّمد ، حدّثنا عيسى بن يونس عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله (٢)».

سألت البرقاني عنه. فقال : ثقة فاضل وكان زاهدا.

١١٨٣ ـ محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن زكريا ، أبو حاتم الخزاعيّ اللّبّان ، من أهل الري (٣) :

قدم بغداد حاجّا وحدّث بها عن أبي الحسن البرذعيّ المعروف بابن حرارة نسخة

__________________

(١) ١١٨٢ ـ هذه الترجمة برقم ٨٦٦ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٧. وصحيح مسلم ، كتاب الصلاة باب ٣٠.

وفتح الباري ٢ / ٣٥٠ ، ٣٨٢ ، ٤ / ٧٧.

(٣) ١١٨٣ ـ هذه الترجمة برقم ٨٦٧ في المطبوعة.

١٦٢

بشر بن عمرو بن سام الكابليّ. وروى أيضا عن بكر بن عبد الله بن الحبال ، وعتاب ابن محمّد ؛ وميسرة بن علي القزويني ، وعبد الله بن عدي الجرجاني ، وحامد بن محمّد الهرويّ ، حدّثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، والحسن بن محمّد الخلّال ، والحسن بن علي الجوهريّ ، وأبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر. وغيرهم. وكان صدوقا.

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا أبو حاتم محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن زكريا الخزاعيّ في قطيعة الربيع ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن علي الأسدي البرذعيّ ، حدّثنا الحسين بن مأمون ، حدّثنا بشر بن عمرو بن سام ، حدّثني أبي قال : حدّثني سليمان التّيميّ ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله عزوجل (١)».

ذكر لي أبو يعلى أنه سمعه منه في شهر ربيع الأول من سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة بعد رجوعه من الحج.

١١٨٤ ـ محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر بن أحمد بن جعفر بن الحسن بن وهب ، أبو عبد الله البزّار ، يعرف بابن زوج الحرّة (٢) :

وهو جده محمّد بن جعفر سمع أبا حفص بن الزّيات ، وأبا الحسن بن لؤلؤ الورّاق ، والحسين بن أحمد بن فهد الموصلي ، ومحمّد بن إسماعيل الورّاق ، ومحمّد ابن المظفر ، وأبا عمر بن حيويه ، وأبا بكر بن شاذان ، وأبا علي الفارسي النّحويّ ، وعبد الله بن موسى الهاشميّ ، وأبا الفضل الزّهريّ ، وخلقا من هذه الطبقة.

وكان كثير السماع إلّا أنه باع كتبه قديما واشترينا بعضها فسمعناه منه. وهو أكبر إخوته ، وكان يسكن بدرب المجوس من نهر طابق.

وسمعته يقول : ولدت في ليلة الجمعة لعشر بقين من رجب سنة تسع وستين وثلاثمائة ، وولد أخي أبو الحسن بعدي بسنة ونصف.

وكانت وفاته يوم الأحد الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وأربعمائة ، ودفن من الغد في مقبرة باب الدير ، وكان ثقة.

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١٦٣٩. والترغيب والترهيب ٢ / ٢٤٨ ، ٤ / ٢٢٥ ، ٢٣٠.

(٢) ١١٨٤ ـ هذه الترجمة برقم ٨٦٨ في المطبوعة.

١٦٣

١١٨٥ ـ محمّد بن عبد الواحد بن علي بن إبراهيم بن رزمة ، أبو الحسين البزّاز (١) :

وكان ينزل بالجانب الشرقي بناحية الرصافة. وحدّث عن أحمد بن يوسف بن خلاد ، وأبي بكر بن سالم الختلي ، وعمر بن محمّد بن يوسف ، وأبي سعيد السيرافي.

كتبت عنه وكان كثير السماع. وسمعته يقول : ولدت لعشر بقين من ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.

ومات في ليلة الأربعاء للنصف من جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وأربعمائة ، ودفن من الغد في مقبرة الخيزران.

١١٨٦ ـ محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر بن أحمد بن جعفر بن الحسن بن وهب ، أبو الحسن المعروف بابن زوج الحرّة (٢) :

أخو أبي عبد الله محمّد ، وأبي يعلى أحمد ، وكان الأوسط ، سمع هو وأخوه أبو عبد الله معا من الشيوخ الذين سميتهم في ترجمة أخيه ، وكتبنا عنه وكان صدوقا.

وسمعته يقول : ولدت في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.

ومات في ليلة الأحد للنصف من جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ، ودفن يوم الأحد في مقبرة باب الدير.

١١٨٧ ـ محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن عمر بن الميمون ، أبو الفرج المعروف بالدّارميّ الفقيه على مذهب الشّافعيّ (٣) :

كان أحد الفقهاء ، موصوفا بالذكاء والفطنة يحسن الفقه والحساب ؛ ويتكلم في دقائق المسائل. ويقول الشعر ، وانتقل عن بغداد إلى الرحبة فسكنها مدة ، ثم تحول إلى دمشق فاستوطنها.

ولقيته بها في سنة خمس وأربعين وأربعمائة. وقال لي : كتبت عن أبي محمّد بن ماسي ، وأبي بكر بن إسماعيل الورّاق ، ومحمّد بن المظفر ، وأبي عمر بن حيويه ،

__________________

(١) ١١٨٥ ـ هذه الترجمة برقم ٨٦٩ في المطبوعة.

(٢) ١١٨٦ ـ هذه الترجمة برقم ٨٧٠ في المطبوعة.

(٣) ١١٨٧ ـ هذه الترجمة برقم ٨٧١ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٥ / ٢٥١.

١٦٤

وأبي بكر بن شاذان ، والدّارقطنيّ ، وغيرهم. وسألته عن مولده. فقال : ولدت في نهار يوم السبت الخامس والعشرين من شوال سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.

حدّثني أبو الفرج الدّارميّ قال : سمعت أبا عمر محمّد بن العبّاس بن حيويه يقول : سمعت أبا العبّاس بن شريح ـ وقد سئل عن القرد ـ فقال : هو طاهر ، هو طاهر ، هو طاهر.

لم يرو ابن حيويه عن ابن شريح غير هذه المسألة ، بلغني أن أبا الفرج الدّارميّ مات بدمشق في يوم الجمعة أول يوم من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.

١١٨٨ ـ محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن جعفر ، أبو طاهر البيّع ، المعروف بابن الصّبّاغ (١) :

سمع أبا حفص بن شاهين ، وأبا القاسم بن حبابة ، وموسى السّرّاج ، وعلي بن عبد العزيز بن مدرك ، وأبا الطّيّب بن المنتاب ، وعدة من هذه الطبقة.

كتبنا عنه. وكان ثقة فاضلا. درّس فقه الشّافعيّ على أبي حامد الأسفراييني ، وكان له حلقة الفتوى في جامع المدينة. وشهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله الدّامغانيّ ؛ وكان ينزل في جوارنا بدرب يونس.

أخبرني أبو طاهر محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مدرك البرذعيّ قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا سعد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ، حدّثنا يحيى بن حسّان البستي قال : حدّثنا يحيى بن حمزة ، حدّثني يحيى بن حارث الذماري ، عن أبي أسماء الرحبي ، عن ثوبان أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «صيام رمضان بعشرة أشهر ؛ وصيام ستة أيام بشهرين ؛ فذلك صيام سنة (٢)» ـ يعني رمضان وستة أيام بعده ـ. لا يحفظ حديث روى عن يحيى عن يحيى عن يحيى غير هذا.

سألت أبا طاهر بن الصّبّاغ عن مولده فقال : في شهر رمضان من سنة ست وستين وثلاثمائة.

ومات في يوم السبت الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ، ودفن من يومه في مقبرة باب الدير.

* * *

__________________

(١) ١١٨٨ ـ هذه الترجمة برقم ٨٧٢ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٦ / ١٢. والبداية والنهاية ١٢ / ٧٠. والكامل ٨ / ٣٣٦.

(٢) انظر الحديث في : مشكل الآثار ٣ / ١٨٩.

١٦٥

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه عبد الرّحيم

١١٨٩ ـ محمّد بن عبد الرّحيم بن أبي زهير ، أبو يحيى البزّاز ، مولى آل عمر ابن الخطّاب ، يعرف بصاعقة (١) :

وأصله فارسي. سمع عبد الوهّاب بن عطاء ، وعبيد الله بن موسى ، وأسود بن عامر ، وروح بن عبادة ، وأبا المنذر إسماعيل بن عمر ، وأحمد بن يونس. وقبيصة بن عقبة ، وسعيد بن سليمان سعدويه ، ونحوهم.

وكان متقنا ضابطا عالما حافظا ، حدّث عنه محمّد بن يحيى الذهلي ، ومحمّد بن إسماعيل البخاريّ في صحيحه ، وأبو داود السّجستانيّ ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وقاسم بن زكريا المطرز ، وعبد الرّحمن بن يوسف بن خراش ، وأحمد بن علي الأبار ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأبو بكر بن أبي داود ، والقاضي المحامليّ ، وغيرهم.

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحامليّ قال : وجدت في كتاب جدي بخط يده أخبرني محمّد بن عبد الرّحيم ، حدّثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر ، حدّثنا ورقاء عن سعيد بن سعيد ، عن عمر بن ثابت ، عن أبي أيّوب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها بغائط ولا بول ، شرقوا أو غربوا (٢)».

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب قال : قلت لأبي الحسن الدّارقطنيّ : حدّث أبو عبيد الله المحامليّ عن صاعقة؟ قال : حدّثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر ـ وذكر هذا الحديث ـ هل سمعته منه؟ قال : حدّثناه المحامليّ مرارا ولم يحدّث به فيما أعلم إلّا صاعقة. أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي ، أخبرنا

__________________

(١) ١١٨٩ ـ هذه الترجمة برقم ٨٧٣ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٤١٧ (٢٦ / ٥). المعرفة ليعقوب (انظر الفهرس ، والجرح والتعديل : ٨ / الترجمة ٣٣ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ١٣٢ ، ورجال البخاري للباجي : ٢ / ٦٦٢ ، وتسمية شيوخ أبي داود ، الورقة ٩٢ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٤٦١ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٨٨٧ ، والكامل في التاريخ : ٧ / ٢٠٦ ، وسير أعلام النبلاء : ١٢ / ٢٩٥ ، وتذكرة الحفاظ : ٢ / ٥٥٣ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥٠٨٤ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢٢٧ ، والعبر : ٢ / ١٠ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٧٥ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) وتاريخ الإسلام ، الورقة ٣٣٩ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٣١١ ، والتقريب : ٢ / ١٨٥ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٤٥٢ ، وشذرات الذهب : ٢ / ١٣٠. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٩٦.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٠٩. وفتح الباري ١ / ٤٩٨ ، ١٠ / ١٧٧.

١٦٦

محمّد بن محمّد بن داود الكرخي ـ وذكر أبا يحيى محمّد بن عبد الرّحيم ـ فقال : سمي صاعقة لأنه كان جيد الحفظ ؛ كان بزازا.

أخبرني محمّد بن علي الصّوريّ ، أخبرنا عبيد الله بن القاسم الهمدانيّ ، أخبرنا عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن النّسائيّ قال : محمّد بن عبد الرّحيم صاعقة بغدادي ثقة.

أخبرنا علي بن محمّد الدّقّاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العبّاس ابن سعيد قال : محمّد بن عبد الرّحيم أبو يحيى البغداديّ يعرف بصاعقة.

سمعت نصر بن أحمد بن نصر الكندي الحافظ يقول : كان من أصحاب الحديث المأمونين.

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : محمّد بن عبد الرّحيم أبو يحيى صاعقة ثقة.

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن ، حدّثنا يحيى ابن محمّد بن صاعد ـ إملاء ـ حدّثنا أبو يحيى محمّد بن عبد الرّحيم صاحب الساري الثقة الأمين.

قرأت على أبي بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمّد المزكي ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : أبو يحيى محمّد بن عبد الرّحيم البزّاز أصله فارسي مولى آل عمر بن الخطّاب ثقة.

قال لي أبو يحيى : ولدت سنة خمس وثمانين ومائة.

قال أبو العبّاس : ومات في شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، وله سبعون سنة وكان لا يخضب.

١١٩٠ ـ محمّد بن عبد الرّحيم بن إبراهيم بن شبيب بن يزيد بن خالد بن عبد الله بن زاذان بن فرّوخ ، أبو بكر المقرئ الأصبهاني (١) :

نزل بغداد وحدّث بها عن أبي عبد الله محمّد بن عيسى المقرئ ، وسليمان بن داود بن أبي طيبة ، وعبد الرّحمن بن محمّد بن سنان الروحي. روى عنه القاضيان أبو بكر أحمد بن كامل ، وأبو الحسن الجرّاحي ، ويحيى بن محمّد بن يحيى القصباني.

__________________

(١) ١١٩٠ ـ هذه الترجمة برقم ٨٧٤ في المطبوعة.

١٦٧

١١٩١ ـ محمّد بن عبد الرّحيم بن سعيد بن بشر بن حمّاد بن ماهان ، أبو الحسين الدّينوريّ (١) :

قدم بغداد وحدّث بها عن عبد الله بن محمّد بن سنان الروحي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي بصور وأبو نصر علي بن الحسين بن أبي سلمة بصيدا. قالا : أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع الغساني ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم بن سعيد بن بشر بن حمّاد بن ماهان أبو الحسن الدّينوريّ ببغداد ، حدّثنا عبد الله بن سنان بن مالك بن عطيّة السّعدي ، حدّثنا سليمان بن حرب الواشجي ، حدّثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والحلاق يحلقه. وقد اجتمع أصحابه ، فما تسقط من شعرة إلّا بيد رجل.

أخبرنا أبو سعيد الحسين بن محمّد بن عبد الله الكاتب بأصبهان ، حدّثنا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن معبد السّمسار ، حدّثنا أبو بكر بن النّعمان ، حدّثنا سعيد بن سليمان البغداديّ ، حدّثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك بنحوه.

١١٩٢ ـ محمّد بن عبد الرّحيم بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن سعيد بن مازن بن عمرو ، أبو بكر الأزديّ المازني الكاتب (٢) :

سمع أبا القاسم البغويّ ، وأبا حامد محمّد بن هارون الحضرمي ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأحمد بن سليمان الطوسي ، وإسماعيل بن العبّاس الوزان ، وعبيد الله بن أحمد بن بكر التميميّ ، وعبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوريّ. حدّثنا عنه ابنه علي ، والحسن بن محمّد الخلال ، وعمر بن إبراهيم الفقيه ، وعلي بن المحسن التّنوخيّ.

وقال لي الخلّال : مات أبو بكر المازني في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال : توفي أبو بكر المازني مستهل شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.

* * *

__________________

(١) ١١٩١ ـ هذه الترجمة برقم ٨٧٥ في المطبوعة.

(٢) ١١٩٢ ـ هذه الترجمة برقم ٨٧٦ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٦٤.

١٦٨

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه عبيد

١١٩٣ ـ محمّد بن عبيد بن أبي أميّة عبد الرّحمن ، ويكنى محمّد : أبا عبد الله الإيادي الطّنافسيّ الكوفيّ الأحدب ، مولى بني حنيفة (١) :

وهو أخو عمر ، ويعلى ، وإبراهيم. ولد في سنة سبع وعشرين ومائة (٢). وسمع هشام بن عروة ، ومحمّد بن إسحاق بن يسار ، وسليمان الأعمش ، وعبيد الله بن عمر ، وإسماعيل بن أبي خالد ، ومسعر بن كدام. حدّث عنه أخوه يعلى ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وهارون بن عبد الله البزّار ، وإسحاق بن راهويه ، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة ، وعلي بن مسلم الطوسي ، ومحمود بن خداش ، وعبّاس الدّوريّ ، وغيرهم.

وكان قد سكن بغداد مدة وحدّث بها ثم رجع إلى الكوفة.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن حمّاد الواعظ قال : حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ ـ إملاء ـ حدّثنا محمود بن خداش ، حدّثنا محمّد ابن عبيد الطّنافسيّ ، حدّثنا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واصل في شهر رمضان ونهاهم. فقيل له : إنك تواصل؟ فقال : «إني لست مثلكم ، إني أطعم وأسقى (٣)».

__________________

(١) ١١٩٣ ـ هذه الترجمة برقم ٨٧٧ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٤٤٠ (٢٦ / ٥٤) وطبقات ابن سعد : ٦ / ٣٩٧ ، وتاريخ الدوري : ٢ / ٥٢٩ ، وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٥٤٣ ، وابن الجنيد ، الترجمة ٨١ ، وتاريخ خليفة : ٤٧٢ ، وطبقاته : ١٧١ ، وعلل أحمد : ١ / ٧٤ ، ١٢٩ ، ٣٣٨ ، ٤٠٩ ، وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ٥١٨ ، وتاريخه الصغير : ٢ / ٣٠١ ، وثقات العجلي ، الورقة ٤٨ ، والمعرفة ليعقوب : ٢ / ٢٢٥ ، ٢٢٨ ، ٣ / ١٢٩ ، ١٣٠ ، والجرح والتعديل : ٨ / الترجمة ٤٠ ، وثقات ابن حبان : ٧ / ٤٤١ ، وسؤالات البرقاني للدار قطني ، الترجمة ١٤ ، وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١٣٠٩ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٥٨ ، ورجال البخاري للباجي : ٢ / ٦٦٤ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٤٤٤. والكامل في التاريخ : ٦ / ٣٥٩ ، وسير أعلام النبلاء : ٩ / ٤٣٦ ، وتذكرة الحفاظ : ١ / ٣٣٣ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥١٠٣ ، والعبر : ١ / ٣٤٨ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٥٨٠٤ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢٢٩ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٦٥ (أيا صوفيا ٣٠٠٧) ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٩١٧ ، وشرح علل الترمذي لابن رجب ، ٣٨٦ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٤١ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٣٢٧ ـ ٣٢٩ ، والتقريب : ٢ / ١٨٨ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٤٧٥ ، وشذرات الذهب : ٢ / ١٤. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٣٣.

(٢) في تهذيب الكمال نقلا عن المؤلف (٢٥ / ٥٩) : «ولد في سنة أربع وعشرين ومائة».

(٣) انظر الحديث في : صحيح مسلم ٧٧٤. وفتح الباري ٤ / ٢٠٢.

١٦٩

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا عبّاس بن محمّد بن حاتم ، حدّثنا محمّد بن عبيد الطّنافسيّ ، حدّثنا محمّد بن عمرو ، عن الزّهريّ ، عن محمّد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه قال : قدمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة في فداء أهل بدر ؛ فقام فصلى بالناس صلاة المغرب ؛ فقرأ بالطور.

أخبرنا أبو القاسم الأزهريّ ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا الحسن بن إبراهيم ابن عبد المجيد ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى ـ يعني ابن معين ـ يقول : أتيت محمّد بن عبيد الطّنافسيّ ـ يعني حين قدم بغداد ـ وقد كنت أبطأت عنه فلما أتيته وقد كان الناس كثروا ، قال يحيى أبو زكريا :

أنشأت تطلب وصلنا

في الصيف ضيّعت اللبن

قال يحيى : قال بعضهم : في هذا الصيف ضحيت وهو الصواب!!

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد السّوسي ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين قال : أتينا محمّد بن عبيد الطّنافسيّ وهو لا يجترئ على قراءة كتابه حتى نعينه عليه أو نحو هذا من الكلام. قال يحيى : وما ذكره [أحد] (١) إلّا بخير.

حدّثني الأزهريّ ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز ، حدّثنا عثمان بن محمّد السّمرقنديّ بتنيس ، أخبرنا أبو أميّة محمّد بن إبراهيم قال : سمعت يعلى بن عبيد يقول : أنا أكبر من أخي محمّد بن عبيد بتسع سنين ؛ ولدت سنة ثمان عشرة ومائة.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب قال : سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ يقول : يعلى ، ومحمّد ، وعمر ، وإدريس ، وإبراهيم بنو عبيد الطّنافسيّون كلهم ثقات ، وأبوهم عبيد بن أبي أميّة ثقة حدّث أيضا ، وكان أبو طالب ـ يعني الحافظ ـ يقول : هو عبيد ابن أبي ميّة (٢). قاله أبو الحسن ، وأرى أصحاب الحديث يقولون ابن أبي أميّة (٣).

ولا أحفظ عن أحد أنه ذكر إدريس بن عبيد غير أبي الحسن الدّارقطنيّ.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن رزق ، حدّثنا أبو إسحاق المزكي ، أخبرنا محمّد بن إسحاق الثقفي قال : سمعت عبّاس بن أبي طالب قال : أخبرنا بعض أصحابنا قال :

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في المطبوعة : «بن أبي أمية» تصحيف ، والتصحيح من تهذيب الكمال.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٥٨.

١٧٠

رأيت يعلى في المنام فقلت : ما فعل بك ربك؟ قال : غفر لي. فقلت : محمّد بن عبيد أخوك؟ قال : ذاك أرفع مني. قلت : بم؟ قال : لأنه كان يفضل عثمان على عليّ.

أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري وأبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قالا : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال : سمعت العبّاس الدّوريّ يقول : سمعت محمّد بن عبيد الطّنافسيّ يقول : خير هذه الأمة بعد نبينا أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ويقول : لا يسخر بكم هؤلاء الكوفيّون ، اتقوا لا يخدعكم هؤلاء الكوفيّون.

أخبرنا عبيد الله بن علي الصّيرفيّ ، أخبرنا عمر بن إبراهيم المقري ، حدّثنا حبشون ابن موسى بن أيّوب الخلّال ، حدّثنا عبد الله بن أيّوب قال : قال رجل عند محمّد بن عبيد : أبو بكر ، وعمر ، وعليّ ، وعثمان. فقال له : ويلك من [لم] (١) يقل أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليّ ، فقد أزرى على أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أحمد بن عمر بن نوح النهرواني ، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري ، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ ، حدّثنا أبو علي العنزي الحسن بن عليل ، حدّثنا علي بن الحسن الدّرهمي قال : كنا عند محمّد بن عبيد الطّنافسيّ فقال : قرأت على حائط بالحيرة منذ أربعين سنة :

إنّ البلية أن تح

ب ولا يحبك من تحبه

ويصدعنك بوجهه

وتلح أنت فلا تغبه

أقلل زيارتك الصدي

ق يراك كالثوب استجده

إن الصّديق يمله

أن لا يزال يراك عنده

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا الحسن بن علي التّميميّ ، أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : وسألته ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن عمر بن عبيد ، ومحمّد بن عبيد ، ويعلى بن عبيد ؛ فوثقهم (٢).

أخبرنا أحمد بن محمّد بن رزق ، أخبرنا هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سمعت يحيى بن معين ، وسئل عن ولد عبيد الطّنافسيّ : عمر ، ومحمّد ويعلى ، فقال : كانوا ثقات وأثبتهم يعلى بن عبيد (٣).

__________________

(١) ٦ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٥٦.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٥٦.

١٧١

أخبرني عبد الله بن عبيد ، أخبرني عبد الله بن يحيى السّكريّ ، أخبرنا أبو بكر الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريا : عمر ، ويعلى ، ومحمّد بنو عبيد الطّنافسيّون ثقات (١).

أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المصري ، حدّثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن محمّد ابن عبيد الطّنافسيّ فقال : ثقة.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن الحسن ـ هو الموصلي ـ حدّثنا حسين بن إدريس قال : سألت محمّد بن عبد الله بن عمّار عن ولد عبيد أيهم أثبت؟ قال : كلهم ثبت. قال : أحفظهم يعلى بن عبيد ؛ وأبصرهم بالحديث محمّد بن عبيد الأحدب ، وعمر بن عبيد شيخهم ، وكان محمّد يروي عن عمر أخيه هذا وهو بين يديه ، ولا يعلم أحد أنه (٢) عمر إلّا أصحاب الحديث ، يقول : حدّثني أخي ، وكان الأخ الرابع لا يحسن قليلا ولا كثيرا (٣).

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، أخبرنا الحسن بن الفهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : محمّد بن عبيد بن أبي أميّة الطّنافسيّ كان قد نزل بغداد دهرا ، ثم رجع إلى الكوفة ، فمات بها قبل يعلى في سنة أربع ومائتين في خلافة المأمون ، وكان ثقة كثير الحديث ، وكان صاحب سنّة وجماعة (٤).

أخبرني الأزهريّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : محمّد بن عبيد يكنى أبا عبد الله مولى لإياد ، انتقل من الكوفة ، فنزل بغداد ، فمكث بها دهرا ، ثم رجع إلى الكوفة ، فمات بها قبل أخيه يعلى بن عبيد في سنة أربع ومائتين في خلافة المأمون ، وكان من الكوفيّين ممن يقدم عثمان على عليّ ، وقل من يذهب إلى هذا من الكوفيّين ، عامتهم يقدم عليّا على عثمان أو يقف عن عثمان وعليّ ، قال جدي : سمعت علي بن المدينيّ وذكر محمّد بن عبيد ، فقال : كان كيّسا (٥).

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٥٦.

(٢) «أنه» ساقطة من المطبوعة.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٥٧.

(٤) انظر الخبر في : طبقات ابن سعد ٦ / ٣٩٧. وتهذيب الكمال ٢٦ / ٥٩.

(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٥٨.

١٧٢

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثنا أبي قال : محمّد بن عبيد الطّنافسيّ يكنى أبا عبد الله ، وكان أحدب ، كوفي ثقة ، وكان عثمانيّا ، وكان حديثه أربعة آلاف يحفظها (١).

حدّثنا الصّوريّ ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ (٢) ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الله محمّد بن عبيد الطّنافسيّ ثقة.

وقد ذكرنا قول محمّد بن سعد ويعقوب بن شيبة ؛ أنه توفي في سنة أربع ومائتين.

وأخبر علي بن علي الدّقّاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قال : حدّثني أحمد بن عبد الحميد قال : مات محمّد بن عبيد الله الطّنافسيّ سنة خمس ومائتين.

أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبد الله بن حسنويه ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خياط قال : مات محمّد بن عبيد الأحدب سنة خمس ومائتين (٣).

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : ومات محمّد بن عبيد سنة خمس ومائتين.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن محمّد بن عبيد الطّنافسيّ مات سنة خمس ومائتين. ويقال : سنة ثلاث (٤).

١١٩٤ ـ محمّد بن عبيد بن سفيان ، مولى بني أميّة ، والد أبي بكر بن أبي الدّنيا المصنّف (٥) :

حدّث عن هشيم بن بشير ، وجرير بن عبد الحميد ، وسفيان بن عيينة ؛ وأبي بكر ابن عياش ، وهشام بن محمّد الكلبيّ ، ومحمّد بن جعفر المراني. روى عنه ابنه أبو بكر أحاديث مستقيمة.

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٥٧. وثقات العجلي ورقة ٤٨.

(٢) في المطبوعة : «الشيباني» تصحيف.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٥٩. وطبقات خليفة ١٧١. وتاريخ خليفة ٤٧٢.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٥٢.

(٥) ١١٩٤ ـ هذه الترجمة برقم ٨٧٨ في المطبوعة.

١٧٣

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي ، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا ، حدّثني أبي وعبيد الله بن عمر الجشمي. قالا : حدّثنا هشيم بن يعلى بن عطاء ، عن عبد الله بن سفيان عن أبيه قال : قلت : يا رسول الله أخبرني عن الإسلام بأمر لا نسأل عنه أحدا بعدك؟ قال : «قل آمنت بالله ثم استقم». قلت : فما أتقي؟ فأومأ بيده إلى لسانه (١).

١١٩٥ ـ محمّد بن عبيد بن أبي الأسد ، أبو بكر (٢) :

مروزي الأصل. سمع إسحاق بن إبراهيم الجندي ، وشريح بن النّعمان ، وعمرو بن مرزوق ، وسعيد بن منصور ، وأبا بكر الحميدي. روى عنه محمّد بن عمرو الرّزّاز ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وكان ثقة. وكف بصره في آخر عمره.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن محمّد بن عبيد بن [أبي] (٣) الأسد توفي في سنة اثنتين وثمانين ومائتين. وكذلك [قال] (٤) : محمّد بن مخلد ؛ وزاد في المحرم.

١١٩٦ ـ محمّد بن عبيد بن أحمد بن مخلد بن أبان ، أبو الحسين الدّقّاق ، والد أبي عبد الله بن العسكريّ (٥) :

حدّث عن زكريا بن يحيى ، وأبي البختريّ عبد الله بن محمّد بن شاكر. روى عنه ابنه الحسين ، وكان ثقة.

أخبرنا علي بن أبي علي قال : سمعت أبا عبد الله الحسين بن محمّد بن عبيد العسكريّ يقول : كان أبي يشهد عند القضاة ، وإنما سافر جدي إلى سر من رأى فلما عاد سمي العسكريّ. قال : وأول ما شهد أبي عند إسماعيل القاضي ، وكان عمي يشهد ، وأول ما شهد عند عبد الله بن علي بن محمّد بن عبد الملك بن أبي الشّوارب.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن أحمد بن عبيد العسكريّ الدّقّاق مات في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الإيمان باب ١٣.

(٢) ١١٩٥ ـ هذه الترجمة برقم ٨٧٩ في المطبوعة.

(٣) ١ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٥) ١١٩٦ ـ هذه الترجمة برقم ٨٨٠ في المطبوعة.

١٧٤

كذا أسماه ابن قانع أحمد ، فإما أن يكون وهم أو لعله رجل آخر ؛ وليس بوالد عبد الله بن العسكريّ ، والله أعلم.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه عبّاد

١١٩٧ ـ محمّد بن عبّاد بن عبّاد بن حبيب بن المهلّب بن أبي صفرة ، الأزديّ البصريّ ، واسم أبي صفرة ظالم بن سراق بن صبيح بن كندي بن عمرو بن عدي ابن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأزد بن عمران بن عمرو ، المعروف بمزيقيا (١) :

كان محمّد يتولى الصلاة والإمارة بالبصرة ؛ وقدم بغداد وحدّث بها عن أبيه ، وعن صالح المري ، وهشيم بن بشير. روى عنه ابن القاسم ، وإبراهيم الحربي ، وأبو العبّاس الكديمي ، وأبو العبّاس محمّد بن القاسم ، وأبو قلابة الرّقاشيّ.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، أخبرنا أبو أيّوب سليمان ابن إسحاق بن الخليل الجلاب. قال : قال أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي : قدم علينا محمّد بن عبّاد المهلّبي فذهبنا إليه يوما فسمعنا منه كل شيء نريد ، ولم يكن بصيرا بالحديث ، حدّثنا بحديث فقال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضحى بهرة وغلط. إنما التزقت الباء بالقاف ولم يكن بصيرا بالحديث. وحدّث بحديث عن عبد الرّحمن بن جابر. فقال : عبد الرّحمن بن حدير. فقيل له : هذا عبد الرّحمن بن جابر. فكان يقول عن ابن جدير ، وإنما كان ألف الذي في جابر قصيرة كأنها دال فقال جدير.

قلت : وكان محمّد بن عبّاد سخيا كريما.

أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا القاضي الحسين بن إسماعيل ، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد ، حدّثنا يزيد بن محمّد بن المهلّب قال : سمعت أبي يقول : كتب منصور بن المهدي إلى محمّد بن عبّاد يشكو دينا ، وضيق ذات يد ، وجفوة سلطانه ، فبعث إليه بعشرة آلاف دينار.

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى المكي ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلاد قال : قال المأمون

__________________

(١) ١١٩٧ ـ هذه الترجمة برقم ٨٨١ في المطبوعة.

١٧٥

لمحمّد بن عبّاد : أردت أن أوليك فمنعني إسرافك في المال. فقال محمّد : منع الموجود ، سوء ظن بالمعبود. فقال له المأمون : لو شئت أبقيت على نفسك ، فإن هذا المال الذي تنفقه ما أبعد رجوعه إليك. قال : يا أمير المؤمنين موّله مولى غنى لا يفتقر. قال : فاستحسن المأمون ذلك منه وقال للناس : من أراد أن يكرمني فليكرم ضيفي محمّد بن عبّاد. فجاءت الأموال إليه من كل ناحية ، فما برح وعنده منها درهم واحد. وقال : إن الكريم لا تحنكه التجارب.

أخبرني أحمد بن علي المحتسب ، حدّثنا إسماعيل بن سعيد المعدّل ، حدّثنا أبو بكر ابن الأنباريّ ، حدّثني أبي عن المغيرة بن محمّد وغيره. قال : قال المأمون لمحمّد بن عبّاد المهلّبي : أبا محمّد بلغني أنه لا يقدم أحد البصرة إلّا أدخل دار ضيافتك قبل أن يتصرف في حاجاته ، فكيف تسع هذا؟ فقال : يا أمير المؤمنين منع الموجود سوء ظن بالمعبود. فاستحسنه منه وأوصل إليه المأمون ما مبلغه ستة آلاف ألف درهم. ومات وعليه خمسون ألف دينار دينا ، قال : وقال المأمون لمحمّد : يا محمّد ما أكثر الطاعنين على أبي المهلّب! فقال له : يا أمير المؤمنين هم كما قال الشّاعر :

إنّ الغرانيق تلقاها محسدة

ولا ترى للئام الناس حسادا

قال أبي : قال المغيرة : وهذا البيت من شعر مدح به عمر بن لحاء يزيد بن المهلّب وأوله :

إنّ المهلّب قوم إن نسبتهم

كانوا الأكارم آباء وأجدادا

كم حاسد لهم بغيا لفضلهم

وما دنا من مساعيهم ولا كادا

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا ، حدّثني إبراهيم بن عبد الرّحمن. قال : لما احتضر محمّد بن عبّاد دخل عليه نفر من قومه كانوا يحسدونه ، فلما خرجوا قال متمثلا :

تمنى رجال أن أموت فإن أمت

فتلك سبيل لست فيها بأوحد

فما عيش من يبغي خلافي بضائري

وما موت من يمضي أمامي بمخلدى

فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى

تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد

أخبرنا محمّد بن يحيى النديم ، حدّثنا محمّد بن زكريا الغلابي قال : قيل للعتبي :

١٧٦

مات محمّد بن عبّاد المهلّبي بالبصرة. [فقال : نحن متنا بفقده ، وهو حي بمجده. مات بالبصرة سنة أربع عشرة ومائتين] (١).

١١٩٨ ـ محمّد بن عبّاد بن موسى بن راشد ، العكلي ، يلقب سندولا (٢) :

وهو كوفي سكن بغداد وكان صاحب أخبار وحفظ لأيام الناس ، وحدّث عن أبيه ، وعن عبد العزيز بن محمّد الدراوردي ، ويحيى بن سليم الطّائفيّ ، وعبد السلام ابن حرب ، وحفص بن غياث ، وأسباط بن محمّد ، وزيد بن الحباب ، وهشام بن محمّد الكلبيّ ، والوليد بن صالح النحاس. روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، ومحمّد بن اللّيث الجوهريّ ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصّوفيّ ، وغيرهم.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثنا إبراهيم الحربي ، حدّثنا محمّد بن عبّاد بن موسى ، عن هشام بن الكلبيّ ، عن قرن بن سعيد ابن عفيف بن معدى كرب ، عن أبيه ، عن جده قال : كنا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاء وفد من أهل اليمن فقالوا : يا رسول الله لقد أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس. قال : «وما ذاك؟» قالوا : أقبلنا نريدك حتى إذا كنا بموضع كذا وكذا أخطأنا الماء ، فمكثنا لا نقدر عليه ، فانتهينا إلى موضع طلح وممر فانطلق كل منا إلى أصل شجرة ليموت في ظلها ، فبينما نحن في آخر رمق إذا راكب قد أقبل معتم ، فلما رآه بعضنا تمثل :

ولما رأت أن الشريعة همها

وأن بياضا في فرائصها كأمّي

تيممت العين التي عند ضارج

يفيء عليها الظل عرمضها طامي

فقال الراكب : من يقول هذا الشعر؟ فقال بعضنا : امرؤ القيس. قال : هذه والله ضارج أمامكم. وقد رأى ما بنا من الجهد ، فرجعنا إليها فإذا بيننا وبينها نحو من خمسين ذراعا ، فإذا هي كما وصف امرؤ القيس عليها العرمض يفيء عليها الظل. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ذاك مشهور في الدّنيا ، خامل في الآخرة ، مذكور في الدّنيا ، منسي في الآخرة ، يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء ، يقودهم إلى النار».

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة من الأنساب.

(٢) ١١٩٨ ـ هذه الترجمة برقم ٨٨٢ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٣٢٣ (٢٥ / ٤٤٣) وثقات ابن حبان : ٩ / ١١٤ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٨٥٤ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢١٦ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٧٢٧ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٣ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٢٤٥ ـ ٢٤٦ ، والتقريب : ٢ / ١٧٤ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٣٤١.

١٧٧

بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال : سألت يحيى بن معين : عن محمّد ابن عبّاد بن موسى فلم يحمده. قلت : أيما أكتب عنه؟ سمر وعربية؟ فرخص لي فيه.

أخبرنا علي بن محمّد الدّقّاق قال : قرأنا على الحسن بن هارون عن أبي العبّاس ابن سعيد قال : محمّد بن عبّاد بن موسى العكلي الكوفيّ نزل بغداد في أمره نظر.

١١٩٩ ـ محمّد بن عبّاد بن الزّبرقان ، أبو عبد الله المكي (١) :

سكن بغداد وحدّث بها عن عبد العزيز بن محمّد الدراوردي ، وسفيان بن عيينة ، وحاتم بن إسماعيل ، وأنس بن عياض. روى عنه البخاريّ ، ومسلم بن الحجّاج في الصحيحين ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، وموسى بن هارون ، وأحمد بن علي الأبار ، ومعاذ بن المثنّى ، وعبد الله بن محمّد البغويّ.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن محمّد الأزرق ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا موسى بن هارون ، حدّثنا محمّد بن عبّاد المكي ، حدّثنا سفيان ، عن عمرو قال : ذكروا القدرية عند ابن عبّاس بعد ما ذهب بصره. قال : هل في البيت أحد منهم؟ فأروني آخذ برأسه. وقال ابن عبّاس : إنه منظوم بالتوحيد ، إنه حين جاءه جبريل في الصورة التي لم يكن يراه فيها (٢) وهو لا يعرفه ، فسأله عن الإيمان ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هو كذا وكذا ، والإيمان بالقدر خيره وشره». قال : وقال غيره : أخذ برأسه فأنصبه (٣).

__________________

(١) ١١٩٩ ـ هذه الترجمة برقم ٨٨٣ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٣٢١ (٢٥ / ٤٣٥) وطبقات ابن سعد : ٧ / ٣٥٨ ، وسؤالات ابن الجنيد لابن معين ، الورقة ٣ ، وعلل أحمد : ١ / ٢٢٢ ، ٤٠٧ ، ٢ / ١٩ ، ٢٥٢ ، ٢٨٠ ، ٢٩٧ ، وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ٥٣٠ ، وتاريخه الصغير : ٢ / ٣٦٥ ، والجرح والتعديل : ٨ / الترجمة ٦٠ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ٩٠ ، وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١٢٥٠ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٦٠ ، ورجال البخاري للباجي : ٦٦٥ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٤٤٥ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٨٥٣ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥٠٠٦ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢١٦ ، والعقد الثمين : ٢ / الترجمة ٢٠٢ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٣ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٢٤٤ ، والتقريب : ٢ / ١٧٤ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٣٣٨.

(٢) في المطبوعة : «التي لم يره فيها».

(٣) في المطبوعة والأصل : «فأتصببه» والتصحيح من تهذيب الكمال.

وانظر الحديث في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٤٣٩.

١٧٨

قال أبو عمران موسى : لا نعلم في الأرض أحدا روى حديث ابن عبّاس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم غير محمّد بن عبّاد (١).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن عثمان الطرازي بنيسابور ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبد الله بن حسنويه المقرئ ، حدّثنا أبو الحسين مسلم بن الحجّاج ، حدّثنا محمّد بن عبّاد ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن سعيد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن جده : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن ، فقال : «بشرا ويسرا ولا تنفرا» وأراه قال : «تطاوعا» فلما ولي أبو موسى ، قال : يا رسول الله إنّ لهم شرابا من العسل يطبخ حتى يعقد ، والمزر من الشعير. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما أسكر عن الصلاة فهو حرام». فلما قدما اليمن نزلا بيتين (٢) فتناظرا قيام الليل ، فقال أبو موسى : أنا أقوم أول الليل وأنام آخره ، فقال معاذ : وأنا أنام أول الليل وأقوم آخره ، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي. قال : وجاء معاذ وعند أبي موسى رجل. فقال : هذا كان كافرا فأسلم ثم ارتد. فقال معاذ : لا أنزل ـ أو لا أجلس ـ حتى يقتل. قال : فقتل(٣).

أخبرنا علي بن محمّد بن الحسن المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي بن المدينيّ. قال : سمعت أبي وقلت له شيئا رواه ابن عبّاد عن سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن سعيد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن أبي موسى : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما وجه أبا موسى إلى اليمن؟ قال : كذب وباطل ، إنما روى هذا الشّيبانيّ عن سعيد بن أبي بردة. قال : ولم يرو عمرو بن دينار عن أبي بردة ، ولا عن سعيد بن أبي بردة شيئا ، وأنكره جدّا. قلت لأبي : وسفيان عن عمرو (٤) بن دينار؟ قال : ذكروا عند ابن عبّاس القدرية فقال ابن عبّاس : لو أن هاهنا منهم أحدا لفعلت به؟ قال : هذا سمعته من سفيان. فقلت : ففيه كما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم للذي سأله فقال : «أن يؤمن بالقدر خيره وشره (٥)». أو شيء مرفوع. قال : لا! وأنكره.

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٤٣٩.

(٢) في الأصل كلمة غير مقروءة وأثبتناها من تهذيب الكمال.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٤٣٨ ، ٤٣٩.

(٤) «أبي بردة ، ولا عن سعيد بن أبي بردة شيئا ، وأنكره جدا ، قلت لأبي : وسفيان عن عمرو» ساقطة من المطبوعة والأصل وأكملناه من تهذيب الكمال.

(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٤٤١.

١٧٩

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ. قال : محمّد بن عبّاد المكي سكن بغداد.

أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال : سألت أبي عن محمّد بن عبّاد المكي. فقال لي : حديثه حديث الصدق ، فأرجو أن لا يكون به بأس.

وسمعته مرة أخرى ذكره. فقال : يقع في قلبي أنه صدوق (١).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، أخبرنا علي ابن محمّد الحنيني قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد جزرة الحافظ ، عن محمّد ابن عبّاد المكي. فقال : لا بأس به.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال : أخبرنا عبد الله بن محمّد البغويّ قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التّمّار ، حدّثنا عبيد بن محمّد بن خلف البزّاز. قال : مات محمّد بن عبّاد المكي غرة المحرم في سنة خمس وثلاثين ومائتين (٢).

قلت : ذكر موسى بن هارون أن وفاته كانت يوم الخميس وببغداد توفي.

١٢٠٠ ـ محمّد بن عبّاد ، أبو عبد الله البغداديّ (٣) :

كان بحمص وحدّث عن محمّد بن سليمان الحراني ، روى عنه عمرو بن إسحاق ابن يزيد الحمصي ، ذكر ذلك محمّد ابن إسحاق بن مندة الأصبهاني.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه عبد الصّمد

١٢٠١ ـ محمّد بن عبد الصّمد ، أبو بكر اليمانيّ (٤) :

حدّث عن الحسن بن عرفة. روى عنه عبد الله بن إبراهيم الزبيبي.

١٢٠٢ ـ محمّد بن عبد الصّمد بن الحسن النّاقد (٥) :

حدّث عن الحسن بن عرفة. روى عنه أبو حفص بن شاهين.

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٤٣٨.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٤٤٠.

(٣) ١٢٠٠ ـ هذه الترجمة برقم ٨٨٤ في المطبوعة.

(٤) ١٢٠١ ـ هذه الترجمة برقم ٨٨٥ في المطبوعة.

(٥) ١٢٠٢ ـ هذه الترجمة برقم ٨٨٦ في المطبوعة.

١٨٠