تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٤

١١٥٨ ـ محمّد بن عبيد الله بن أحمد بن عبد الملك ، أبو عبد الله الزنجفريّ (١):

شاعر صالح القول علقنا عنه مقطعات من شعره ، في مجلس أبي القاسم التّنوخيّ من ذلك ما أنشدنا لنفسه :

قم يا نسيم إلى النسيم

وتحرّبي بفنا الحريم (٢)

لله در كريمة

يفتضها طرف النسيم

في ليلة خلع الهوى

خلع [السرور] على النديم

وعناق دجلة والفرا

ت عناق مشتاق حميم

نعم علينا للهوى

روين من ماء النعيم

واها لما جلب الهوى

سقما من الطرف السقيم

وكأنما اللحظات من

ه إذا رنا لحظات ريم (٣)

مات الزنجفري بعد سنة أربعين وأربعمائة.

١١٥٩ ـ محمّد بن عبيد الله بن أحمد بن محمّد بن داود بن موسى بن بيان ، أبو طالب الرّزّاز (٤) :

سمع الحسين بن أحمد بن فهد الموصلي ، وعلي بن عمر السّكريّ ، وأحمد بن عبد الله بن حلس الدّوريّ. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا مع عمه علي بن أحمد الرّزّاز.

أخبرنا أبو طالب محمّد بن عبيد الله بن أحمد الرّزّاز ، أخبرنا علي بن عمر الختلي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن الحسن بن أسيد الأصبهاني قال : حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن سلّام ، حدّثنا داود بن إبراهيم الواسطيّ قاضي قزوين ، حدّثنا محمّد بن جابر ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله. قال : قرأ معاذ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فهمز ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اقرأ يا معاذ ولا تهمز (٥)».

سألت أبا طالب عن مولده. فقال : ولدت في المحرم من سنة تسع وستين

__________________

(١) ١١٥٨ ـ هذه الترجمة برقم ٨٤٢ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٦ / ٣٠٨ ، ٣٠٩.

(٢) في الأصل : «وتحرمي».

(٣) انظر الأبيات في : الأنساب ٦ / ٣٠٨.

(٤) ١١٥٩ ـ هذه الترجمة برقم ٨٤٣ في المطبوعة.

(٥) انظر الحديث في : كنز العمال ٢٨٠٧.

١٤١

وثلاثمائة. ومات في ذي الحجة من سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ، وكان يسكن بالكرخ في مربعة مبارك.

١١٦٠ ـ محمّد بن عبيد الله بن أحمد بن محمّد بن عمروس ، أبو الفضل البزّار(١) :

كان أحد الفقهاء على مذهب مالك ، وكان أيضا من حفاظ القرآن ومدرسيه.

سمع أبا القاسم بن حبابة ، وأبا حفص بن شاهين ، وأبا طاهر المخلّص ، وأبا القاسم ابن الصّيدلانيّ.

كتبت عنه وكان دينا ثقة مستورا ، وإليه انتهت الفتوى في الفقه على مذهب مالك ببغداد ، وقبل قاضي القضاة أبو عبد الله الدّامغانيّ شهادته ، وكان يسكن بباب الشام.

أخبرنا أبو الفضل بن عمروس من أصل كتابه في حلقته بجامع المدينة ، حدّثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ـ إملاء ـ حدّثنا الحسين بن محمّد بن محمّد ابن عفر ، حدّثنا أحمد بن منيع ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي يزيد الهمدانيّ ، عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من عيّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله (٢)».

سألت أبا الفضل عن مولده. فقال : في رجب سنة اثنتين [وسبعين وثلاثمائة ، وبلغنا ونحن بدمشق أنه مات في أول المحرم من سنة اثنتين] (٣) وخمسين وأربعمائة.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه عبد الملك

١١٦١ ـ محمّد بن عبد الملك ، أبو عبد الله الأنصاريّ الضّرير المدنيّ (٤) :

روى عنه محمّد بن المنكدر ، وعطاء ، ونافع. حدّث عن يحيى بن سعيد الحمصي ، وسالم بن سالم البلخيّ ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، ومحمّد بن الصّلت الأسدي ، وموسى بن داود الضّبّيّ ، ويزيد بن مروان الخلّال.

__________________

(١) ١١٦٠ ـ هذه الترجمة برقم ٨٤٤ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٦ / ٣١٠.

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٥٠٥. وكشف الخفا ٢ / ٣٦٥. واللآلئ المصنوعة ٢ / ١٥٧. وتنزيه الشريعة ٢ / ٢٩٥.

(٣) ٢ ما بين المعقوفتين زيادة من الأنساب.

(٤) ١١٦١ ـ هذه الترجمة برقم ٨٤٥ في المطبوعة.

انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ٦٣١.

١٤٢

وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عن محمّد بن عبد الملك الأنصاريّ. فقال : كان يكون ببغداد ذاهب الحديث جدّا ، كذاب ، كان يضع الحديث.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار النّيسابوريّ بالبصرة ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمويه العسكريّ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الوليد الأنطاكيّ ، حدّثنا موسى بن داود ، حدّثنا محمّد بن عبد الملك عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال : خرجنا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على إبل أكلت نواء ، فبينا نحن بمسيرنا إذا نحن براكب مقبل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إخال الرجل يريدكم». قال : فوقف ووقفنا فإذا بأعرابي على قعود له قال : فقلنا : من أين أقبل الرجل؟ قال : أقبلت من أهلي ومالي أريد محمّدا. قال : فقلنا : هذا رسول الله. فقال : يا رسول الله اعرض علىّ الإسلام قال : «تشهد أن لا إله إلّا الله وأني رسول الله». قال : أقررت. قال : «وتؤمن بالجنة والنار والبعث والحساب». قال : أقررت. قال : فجعل لا يعرض شيئا من شرائع الإسلام إلّا قال : أقررت. قال : فبينا نحن كذلك إذ وقعت يد بعيره في سكة ، فإذا البعير لجنبه ، وإذا الرجل لرأسه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أدركوا صاحبكم». قال : فابتدرناه فسبق إليه عمّار بن ياسر ، وحذيفة بن اليمان فإذا الرجل قد مات. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اغسلوا صاحبكم». قال : فغسلناه ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم معرض عنه وكفناه وصلّى عليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ودفناه فلما فرغنا قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هذا الذي تعب قليلا ونعم طويلا ، هذا من الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم». قال : فقلنا : يا رسول الله رأيناك أعرضت عنه ونحن نغسله؟ قال : «إني أحسب أن صاحبكم مات جائعا ، إني رأيت زوجتيه من الحور العين وهما يدسان في فيه من ثمار الجنة (١)».

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف ، أخبرنا عبد الله بن أحمد إجازة.

وأخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا يوسف بن أحمد الصّيدلانيّ بمكة ، حدّثنا محمّد بن عمرو بن موسى العقيليّ ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال : سألت أبي عن شيخ ـ زاد ابن الصواف روى عنه يحيى بن صالح الوحاظي ثم اتفقا ـ. يقال له : محمّد بن عبد الملك الأنصاريّ. قال : حدّثنا عطاء عن ابن عبّاس قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يتخلل بالقصب والآس. قال : «إنهما يسقيان عرق الجذام (٢)».

__________________

(١) انظر الحديث في : الموضوعات ٣ / ٢٢١. واللآلئ المصنوعة ٢ / ٢٢٣.

(٢) انظر الحديث في : الموضوعات ٣ / ٣٨. والكامل لابن عدي ٦ / ٢١٦٦.

١٤٣

فقال : إني قد رأيت محمّد بن عبد الملك وكان أعمى وكان يضع الحديث ويكذب.

أخبرنا علي بن محمّد الدّقّاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العبّاس ابن سعيد قال : حدّثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت أبي عن محمّد بن عبد الملك الأنصاريّ فقال : كان ينزل شارع دار رقيق كذاب ، خرقنا حديثه منذ حين.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، أخبرني محمّد بن إبراهيم بن شعيب قال : سمعت محمّد بن إسماعيل البخاريّ يقول.

وأخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي قال : سمعت أبا بكر الجوزقي يقول : أخبرنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : وأخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد وكيل دعلج ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : محمّد بن عبد الملك يروى عن ابن المنكدر ، منكر الحديث.

١١٦٢ ـ محمّد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمزة ، أبو جعفر ، المعروف بابن الزيّات (١) :

كان قد اتصل بأمير المؤمنين المعتصم بالله وخص به ، فرفع من قدره ووسمه بالوزارة ، وكذلك الواثق بالله استوزره ، وكان ابن الزيّات أديبا فاضلا عالما بالنحو واللغة.

ذكر ميمون بن هارون الكاتب أن أبا عثمان المازني لما قدم بغداد في أيام المعتصم كان أصحابه وجلساؤه يخوضون بين يديه في علم النحو ، فإذا اختلفوا فيما يقع فيه شك يقول لهم المازني : ابعثوا إلى هذا الفتى الكاتب ـ يعني محمّد بن عبد الملك ـ واسألوه واعرفوا جوابه. فيفعلون فيصدر الجواب من قبله بالصواب الذي يرتضيه المازني ويقفهم عليه.

وقد ذكره دعبل بن علي في كتاب «طبقات الشعراء» وأورد له شعرا يرثي به أبا تمام الطّائي.

__________________

(١) ١١٦٢ ـ هذه الترجمة برقم ٨٤٦ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٩٨. ووفيات الأعيان ٢ / ٥٤. وأمراء البيان ١ / ٢٧٨ ـ ٣٠٦. وتاريخ الطبري ١١ / ٢٧. وهبة الأيام للبديعي ٧٦ ، ٨٢. وخزانة البغدادي ١ / ٢١٥ ، ٢١٦. والأعلام ٦ / ٢٤٨.

١٤٤

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن المظفر الدّقّاق ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني ، حدّثنا أبو الحسن علي بن هارون ، أخبرني أبي قال : من بارع مديح البحتري قوله يصف بلاغة محمّد بن عبد الملك :

في نظام من البلاغة ما ش

ك امرؤ أنه نظام فريد

ومعان لو فضلتها القوافي

هجنت شعر جرول ولبيد

حزن مستعمل الكلام اختيارا

وتجنبن ظلمة التعقيد

وركبن اللفظ القريب فأدرك

ن به غاية المراد البعيد

وأرى الخلق مجمعين على فضل

ك من بين سيد ومسود

عرف العالمون فضلك بالعل

م وقال الجهال بالتقليد

صارم العزم حاضر الحزم ساري

الفكر ثبت المقام صلب العود

دق فهما وجل حلما فأرضى الل

ه فينا والواثق بن الرشيد

لا يميل الهوى به حيث يمضي

الأمر بين المقل والمجدود

سؤدد يصطفى ونيل يرجى

وثناء يحيى ومال يودى

قد تلقيت كل يوم جديد

يا أبا جعفر بمجد جديد

فإذا استطرفت سيادة قوم

بنت بالسؤدد الطريف التليد

أخبرنا أبو القاسم الأزهريّ ، أخبرنا عثمان بن عمرو المقرئ ، حدّثنا جعفر بن محمّد الخوّاص ، حدّثني أحمد بن محمّد الطوسي ، حدّثني محمّد بن علي الربيعي قال : سمعت صالح بن سليمان العبدي يقول : كان محمّد بن عبد الملك الزيّات يعشق جارية من جواري القيان ، فبيعت من رجل من أهل خراسان ، فأخرجها. قال : فذهل محمّد بن عبد الملك الزيّات حتى غشي عليه ثم أنشأ يقول :

يا طول ساعات ليل العاشق الدنف

وطول رعيته للنجم في السدف

ما ذا توارى ثيابي من أخي حرق

كأنما الجسم منه دقة الألف

ما قال يا أسفي يعقوب من كمد

إلا لطول الذي لاقى من الأسف

من سره أن يرى ميت الهوى دنفا

فليستدل على الزيّات وليقف

قلت : كان بين محمّد بن عبد الملك ، وبين أحمد بن أبي داود ، عداوة شديدة ؛ فلما ولى المتوكل دار ابن أبي داود على محمّد وأغرى به المتوكل حتى قبض عليه وطالبه بالأموال ، وقد كان محمّد صنع تنورا من الحديد فيه مسامير إلى داخله ليعذب

١٤٥

به من كان في حبسه من المطالبين ، فأدخله المتوكل فيه وعذب إلى أن مات ، وذلك في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحيم المازني ، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال : سمعت القاسم بن ثابت الكاتب يقول : حدّثني أبي قال : قال لي أحمد الأحول : لما قبض على محمّد بن عبد الملك ، تلطفت في أن وصلت إليه فرأيته في حديد ثقيل. فقلت : يعزز على ما أرى فقال :

سل ديار الحي ما غيرها

وعفاها ومحا منظرها

وهي الدّنيا إذا ما انقلبت

صيرت معروفها منكرها

إنما الدّنيا كظل زائل

نحمد الله كذا قدرها

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرني أبي ، حدّثنا أبو الطّيّب محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي ، حدّثني قال : حدّثني بعض أصحابنا قال : لما جعل ابن الزيّات في التنور الذي مات فيه ، كتب هذه الأبيات بفحمة :

من له عهد بنوم

يرشد الصب إليه

رحم الله رحيما

دل عيني عليه

سهرت عيني ونامت

عين من هنت عليه

١١٦٣ ـ محمّد بن عبد الملك بن أبي الشّوارب بن محمّد بن عبد الله ، وقيل : إن أبا الشّوارب هو محمّد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف ، أبو عبد الله البصريّ (١) :

سمع عبد العزيز بن المختار ، وأبا عوانة ، وعبد الواحد بن زياد. روى عنه أبو

__________________

(١) ١١٦٣ ـ هذه الترجمة برقم ٨٤٧ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٤٢٤ (٢٦ / ١٩). والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢٠٧. والجرح والتعديل : ٨ / الترجمة ١٨ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ١٠٢ ، وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١٢٧٢ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٥٧ ، وتسمية شيوخ أبي داود ، الورقة ٩١ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٨٩٣ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٤٧٣ ، والكامل في التاريخ : ٧ / ٨٦ ، وسير أعلام النبلاء : ١١ / ١٠٣ ، والعبر : ١ / ٤٤٣ ، ٢ / ١٢٢ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥٠٩١ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢٢٧ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٩١ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٩ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٣١٦ ـ ٣١٧ ، والتقريب : ٢ / ١٨٦ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٤٥٩ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٠٥.

١٤٦

إسماعيل الترمذيّ ، والحسن بن علي المعمري ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، ومحمّد بن جرير الطّبريّ ، ومحمّد بن محمّد الباغنديّ ، وأبو القاسم البغويّ. وزار ابن أبي الشّوارب بغداد وحدّث بها لما شخصه المتوكل إلى سر من رأى.

قرأت في كتاب محمّد بن عمر بن الحسن البصير ، عن محمّد بن يحيى الصولي قال : في سنة أربع وثلاثين ومائتين ، نهى المتوكل عن الكلام في القرآن وأشخص الفقهاء والمحدثين إلى سر من رأى ، منهم القاضي التّيميّ البصريّ ، ومحمّد بن عبد الملك بن أبي الشّوارب ، وابنا أبي شيبة ، ومصعب الزّبيري ، فأمرهم أن يحدثوا بسر من رأى ، ووصلهم.

حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا عبد الواحد بن علي قال : قال أبو صالح عبد الرّحمن بن سعيد بن هارون الأصبهاني قال : أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل ، سمعت محمّد بن عبد الملك بن أبي الشّوارب. يقول : استأذنت المتوكل أن أرجع إلى البصرة ؛ ولوددت أني لم أكن استأذنته. كنت أكون في جواره. قلت : وكيف؟ قال : اشهد على اني جعلت دعائي في المشاهد كلها للمتوكل ، وذلك أن صاحبنا عمر بن عبد العزيز جاء الله به برد المظالم ؛ وجاء الله بالمتوكل برد الدين.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله قال : قال لي عمي أبو علي عبد الرّحمن بن خاقان : أمر المتوكل بمساءلة أحمد بن حنبل عمن يتقلد القضاء فذكر الحديث وقال فيه : وسألته عن ابن أبي الشّوارب قاضي فارس فقال : إن كان الشيخ فما بلغني عنه إلّا خير ، وإن كان ابن الشيخ أو غيره فلا أعرفه.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، أخبرني أبو أحمد علي بن محمّد الحسني بمرو ، وقال : سألت أبا علي صالح بن محمّد جزرة الحافظ عن أبي الشّوارب. فقال : شيخ جليل صدوق.

أخبرنا محمّد بن علي الصّوريّ ، أخبرنا عبيد الله بن القاسم الهمدانيّ ، أخبرنا عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن النّسائيّ قال : محمّد بن عبد الملك بن أبي الشّوارب بصري لا بأس به.

أخبرنا أحمد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ : مات محمّد بن عبد الملك بن أبي الشّوارب بالبصرة سنة أربع وأربعين.

١٤٧

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن ابن أبي الشّوارب مات بالبصرة في جمادى الأولى من سنة أربع وأربعين ومائتين.

قال غيره عن ابن قانع : مات لعشر بقين من جمادى الأولى.

١١٦٤ ـ محمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، أبو بكر (١) :

سمع عبد الرّزّاق بن همّام ، ويزيد بن هارون ، وجعفر بن عون ، وزيد بن الحباب ، ومحمّد بن موسى الأشيب ، وأبا المغيرة الحمصي ، وعثمان بن صالح المصري ، ومحمّد بن يوسف الفريابي ، وأسد بن موسى ، وفضيل بن عبد الوهّاب ، روى عنه إسماعيل بن إسحاق القاضي ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وموسى بن هارون ، وأبو القاسم البغويّ ، ويحيى بن صاعد ، والحسين والقاسم المحامليّان. وغيرهم.

وقال ابن أبي حاتم : سمع منه أبي وسمعت منه وهو صدوق.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الصّلت الأهوازي ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ ـ إملاء ـ حدّثنا أبو بكر بن زنجويه ، حدّثنا أبو المغيرة ، حدّثنا الأوزاعي ، حدّثني يحيى بن أبي كثير ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الفجر.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا ابن زنجويه ، حدّثنا فضيل بن عبد الوهّاب ، حدّثنا سعيد بن الحسن ، عن عبد الله بن الحسن ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس. أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرني علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا الحسن بن رشيق ،

__________________

(١) ١١٦٤ ـ هذه الترجمة برقم ٨٤٨ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٤٢٣ (٢٦ / ١٧) والجرح والتعديل : ٨ / الترجمة ٢٠ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ١٣٠ ، وتسمية شيوخ أبي داود ، الورقة ٩٢ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٨٩٢ ، وسير أعلام النبلاء : ١٢ / ٥٨٢ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥٠٩٠ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢٢٧ ، والعبر : ٢ / ١٧ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٧٦ (أحمد الثالث ، ٢٩١٧ / ٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٩ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٣١٥ ـ ٣١٦ ، والتقريب : ٢ / ١٨٦ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٤٥٨ ، وشذرات الذهب : ٢ / ١٣٨. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٤٦.

١٤٨

حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الملك النّسائيّ ، عن أبيه ، ثم حدّثني محمّد بن علي الصّوريّ ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال : ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه قال : سمعت أبي يقول : محمّد بن عبد الملك ابن زنجويه بغدادي ثقة.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفر. قال : قال البغويّ : مات أبو بكر بن زنجويه في جمادى سنة ثمان وخمسين.

أخبرني الحسين بن علي الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : قال محمّد بن مخلد فيما قرأت عليه : مات محمّد بن عبد الملك بن زنجويه في شهر رمضان من سنة سبع وخمسين ومائتين. والأول أصح ، والله أعلم.

١١٦٥ ـ محمّد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ، أبو جعفر الدّقيقيّ الواسطيّ (١) :

أخو يوسف بن عبد الملك. سمع يزيد بن هارون ، ووهب بن جرير ، وأبا عاصم النبيل ، ومسلم بن إبراهيم ، وأبا أحمد الزّبيري ، والخليل بن عمر العبدي. روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي ، وأبو داود السّجستانيّ ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، ونفطويه النّحويّ ، والقاضي المحامليّ ، والحسين بن يحيى بن عبّاس ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، ومحمّد بن عمرو الرّزّاز ، وغيرهم.

وكان قد سكن بغداد وحدّث بها إلى حين وفاته.

وقال ابن أبي حاتم : كتبت عنه مع أبي بواسط ، وسئل أبي عنه فقال : صدوق.

أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش القطّان ، حدّثنا محمّد بن عبد الملك الدقيقي ، حدّثنا وهب بن جرير ، حدّثنا شعبة ، عن الحكم بن

__________________

(١) ١١٦٥ ـ هذه الترجمة برقم ٨٤٩ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٤٢٧ (٢٦ / ٢٤). وتاريخ خليفة : ٣٥٩ ، ٣٤٧ ، والمعرفة ليعقوب : ٢ / ٣٥٨ ، وتاريخ واسط : ١٣٢ ، ١٣٩ ، ١٤٠ ، ١٤١ ، ١٤٢ ، والجرح والتعديل : ٨ / الترجمة ١٩ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ١٣١ ، وسؤالات البرقاني للدار قطني ، الترجمة ٤٤٦ ، وتسمية شيوخ أبي داود ، الورقة ٩١ ، وأنساب السمعاني : ٥ / ٣٢٦ ، والمنتظم لابن الجوزي : ٥ / ٥٨ ، والكامل في التاريخ : ٤ / ٥١٩ ، و ٥ / ٢٩٥ ، ٣٩٤ ، ٤٣٠ ، وسير أعلام النبلاء : ١٢ / ٣٤٦ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥٠٩٣ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢٢٧ ، والعبر : ٢ / ٣٤ ، ميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٨٩٣ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٩ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٣١٧ ـ ٣١٨ ، والتقريب : ٢ / ١٨٦ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٤٦٢ ، وشذرات الذهب : ١ / ١٩٠ ، ٢ / ١٥١.

١٤٩

مجاهد قال : قال عبد الله بن عمر : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة؟ وإن ريحها من قدر سبعين عاما ، أو مسيرة سبعين عاما (١)».

أخبرني محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أحمد بن سلمان بن أيّوب العبادانيّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الملك أبو جعفر الدقيقي الواسطيّ ـ إملاء سنة خمس وستين ومائتين ببغداد في قطيعة بني جدار ـ حدّثنا خليل بن عمر بن إبراهيم ، حدّثني أبي عمر بن إبراهيم العبدي ، حدّثني قتادة ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما واديا ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب ، ثم يتوب الله على من تاب». قال قائل : يا رسول الله ، الغنى كثرة العرض؟ قال : «بل الغنى غنى النفس (٢)».

أخبرني محمّد بن أبي على الآجري قال : ذكر أبو داود سليمان بن الأشعث الدقيقي ـ يعني محمّد بن عبد الملك ـ فقال : لم يكن بمحكم العقل.

أخبرنا علي بن محمّد الدّقّاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون ، عن أبي العبّاس ابن سعيد قال : محمّد بن عبد الملك الدقيقي سمعت محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي يقول : كان ثقة.

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال : سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ يقول : محمّد بن عبد الملك الدقيقي ثقة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمّار ، حدّثنا عبيد بن محمّد بن خلف البزّاز قال : مات محمّد بن عبد الملك الدقيقي سنة ست وستين ومائتين.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع. قال : مات أبو جعفر محمّد بن عبد الملك بن مروان الدقيقي الواسطيّ يوم الثلاثاء بعد العصر ، لست بقين من شوال سنة ست وستين (٣) ومائتين. قال : ودفن يوم الأربعاء من الغد بالكناس (٤) وله إحدى وثمانون سنة.

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٢٦١١. ومسند أحمد ٢ / ١٧١. والترغيب والترهيب ٣ / ٧٤.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ١١٥. فتح الباري ١١ / ٢٥٣ ، ٢٥٧.

(٣) في المطبوعة : «سنة ست ومائتين».

(٤) في المطبوعة والأصل : «بالكماش».

١٥٠

١١٦٦ ـ محمّد بن عبد الملك ، أبو بكر السّرّاج ، ويعرف بالتاريخيّ (١) :

حدّث عن الحسن بن محمّد الزّعفرانيّ ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وعبد الله بن شيبة البصريّ ، وأحمد بن الحليل المعروف بحور ، وأبي بكر بن أبي خيثمة ، وعبّاس الدّوريّ ، وعبد الله بن أبي سعد ، وزكريا بن يحيى المقرئ ، وأبي العيناء محمّد بن القاسم ، وأحمد بن يحيى ثعلب ، وغيرهم.

وكان فاضلا أديبا حسن الأخبار ، مليح الروايات ، روى عنه أبو طاهر محمّد بن أحمد القاضي الذهلي ، ولقب التاريخي لأنه كان يعنى بالتواريخ وجمعها.

١١٦٧ ـ محمّد بن عبد الملك بن يزيد ، الصّوفيّ (٢) :

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحرى ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلميّ في كتاب «تاريخ الصّوفيّة». قال : محمّد بن عبد الملك بن يزيد البغداديّ. كان كتب الحديث الكثير وتعلم من علوم الظاهر ، وقف يوما على حلقة أبي حمزة ـ يعني محمّد بن إبراهيم الصّوفيّ ـ وهو يتكلم في شيء من علوم الحقائق ، فأخذ منه كلامه ؛ وتخلّف عن مجالس الحديث ؛ ولزم أبا حمزة إلى أن مات وصار من جلة أصحابه. وأبوه عبد الملك بن يزيد من مشايخ الحديث عن حفص بن غياث وغيره.

١١٦٨ ـ محمّد بن عبد الملك بن محمّد بن عبد الله بن بشران بن محمّد بن بشر بن مهران بن عبد الله ، أبو بكر القرشيّ ، ثم الأمويّ (٣) :

سمع محمّد بن المظفر الحافظ ، وأبا عمر بن حيويه ، ومحمّد بن إبراهيم بن مطر ، والحسين بن عمر بن عمران الضراب ؛ وأبو بكر بن شاذان ؛ وأبا الحسن الدّارقطنيّ ؛ وأبا حفص بن شاهين ؛ وأبا الفضل الزّهريّ ؛ وخلقا من هذه الطبقة.

كتبنا عنه وكان صدوقا. وسألته عن مولده. فقال : في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة ، ومات في ليلة الجمعة ؛ ودفن في مقبرة باب حرب يوم الجمعة التاسع والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ؛ وصليت عليه في جامع المدينة.

* * *

__________________

(١) ١١٦٦ ـ هذه الترجمة برقم ٨٥ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٣ / ١٢.

(٢) ١١٦٧ ـ هذه الترجمة برقم ٨٥١ في المطبوعة.

(٣) ١١٦٨ ـ هذه الترجمة برقم ٨٥٢ في المطبوعة.

١٥١

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه عبد العزيز

١١٦٩ ـ محمّد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف ، الزّهريّ (١) :

من أهل مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. كان على قضاء المدينة ؛ وعلى بيت مالها في زمن أبي جعفر المنصور ؛ وحدّث عن ابن شهاب الزّهريّ وغيره. روى عنه ابنه إبراهيم وورد بغداد غير مرة ، وكان من أهل الفضل موصوفا بالسخاء والبذل.

أخبرنا علي بن أبي علي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الذهبي. وأحمد بن عبد الله الدّوريّ قالا : حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال : حدّثني عمي مصعب بن عبد الله ، أخبرني معاوية بن بكر الباهليّ. قال : سرت يوما بالعسكر بين محمّد بن عبد العزيز وبين عيسى بن يزيد بن داب. ومحمّد بن عبد العزيز يحدّثنا بلسان كأنه روح لا لحم فيه من رقته. قال عمي : وقلت لمعاوية بن بكر : فهل حدثكم ابن داب شيئا؟ فقال : معاذ الله. وهل كان يقدر أن يتحدث مع محمّد ابن عبد العزيز!

وأخبرنا علي قال : حدّثنا الذهبي والدّوريّ. قالا : حدّثنا الطوسي ، حدّثنا الزّبير بن بكّار ، حدّثني أحمد بن محمّد بن عبد العزيز الزّهريّ ، حدّثني أخي إبراهيم بن محمّد أن أباه محمّد بن عبد العزيز لما عزل عن قضاء المدينة وقف عليه داود بن سالم فقال :

وأمس كنت تحكم حين كنتا

تريد الله جهدك ما استطعتا

يذكرنا لأمس أراك بخ بخ

غداة له يقول الناس أنتا

فإن تعزل فليس بسوء شؤم

أتاك اليوم منه ما أردتا

فقال محمّد بن عبد العزيز لكاتبه محرز بن جعفر مولى أبي هريرة : يا محرز أعطه خمسين دينارا فإنه والله! علمي فيه إذا مدح نصح وإذا ذم شرح. فقال داود بن سالم : والله لقول محمّد في شعري كان أعظم قدرا عندي من عطيته.

قال الزّبير : حدّثني عبد الرّحمن بن عبد العزيز الزّهريّ قال : ورد المدينة رجل من بني كلاب يستعين في حمالة. فأتى رجلا له نسب فدعى له بشربة سويق. وأتى محمّد ابن عبد العزيز الزّهريّ فأعطاه ثلاثين دينارا وحمله وكساه. فقال في ذلك :

__________________

(١) ١١٦٩ ـ هذه الترجمة برقم ٨٥٣ في المطبوعة.

انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ٦٢٨.

١٥٢

فديت ابن عبد العزيز الردى

وإن كنت أبيض ضخما سمينا

يمسح بطنا له حياة

بطيب ويدهن رأسا دهينا

فليت ابن عبد العزيز أتينا

وكنت ابن قوم سعوا آخرينا

فان ابن عبد العزيز امرؤ

أمين وكان أبوه أمينا

وقال الزّبير : حدّثني محمّد بن يحيى ، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز قال : خرجت لأبي جائزة فأمرني أن اكتب ناسا من خاصته وأهل بيته ففعلت. فقال لي : تذكر هل بقي أحد أغفلناه؟ قلت : لا! قال : بلى! رجل لقيني فسلم علىّ سلاما جميلا صفته كذا ، اكتب له عشرة دنانير.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : محمّد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف الزّهريّ ، عن أبي الزناد وابنه وابن شهاب منكر الحديث.

١١٧٠ ـ محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ، مولى بني يشكر ـ واسم أبي رزمة عزوان ، ويكنى : أبا محمّد ـ أبو عمرو المروزيّ (١) :

قدم بغداد حاجّا في سنة أربعين ومائتين وحدّث بها عن أبيه ، وعن سهل بن مزاحم ، والفضل بن موسى الشّيبانيّ ، والوليد بن مسلم ، وسفيان بن عيينة ، والنّضر ابن شميل. روى عنه محمّد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمّد بن عبد الله المنادي ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، والحسن بن علي المعمري ، وموسى بن هارون ، وعبد الله ابن أحمد بن حنبل ، ومحمّد بن هارون بن المجدر ، وعبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، وغيرهم.

أخبرني أبو طالب محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن غيلان البزّاز ، أخبرنا أبو بكر الشّافعيّ ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة أبو عمرو من أهل مرو ، حدّثنا الفضل بن موسى ، عن سفيان الثّوري ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : رأيت الهلال. فقال : «تشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمّدا عبده ورسوله؟». فقال : نعم! فنادى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أن صوموا (٢)».

__________________

(١) ١١٧٠ ـ هذه الترجمة برقم ٨٥٤ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢٩٠.

(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

١٥٣

رواه وكيع عن سفيان عن سماك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لم يذكر ابن عبّاس ولا عكرمة.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا الحسن بن رشيق ، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ ، عن أبيه. ثم حدّثني الصّوريّ ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال : ناولني عبد الكريم وكتب له بخطه قال : سمعت أبي يقول : محمّد بن عبد العزيز بن عزوان بن أبي رزمة مروزي ثقة.

حدّثني الحسن بن أبي طالب عن أبي الحسن الدّارقطنيّ قال : محمّد بن عبد العزيز ابن أبي رزمة ثقة.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن مهران قال : قرأت على أبي جعفر محمّد بن أحمد بن السنجي قال : سمعت أبا رجاء محمّد بن حمدويه بن موسى يقول : قال أبو علي بن حمزة : محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ثقة.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن مهران قال : قرأت على أبي جعفر محمّد بن أحمد بن السنجي قال : سمعت أبا رجاء محمّد بن حمدويه بن موسى يقول : قال أبو علي بن حمزة : محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة أبو عمرو سمع من ابن المبارك أحاديث. مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.

١١٧١ ـ محمّد بن عبد العزيز بن أبي رجاء ، أبو بكر التّيميّ (١) :

حدّث عن عفّان بن مسلم ، وهوذة بن خليفة ، وقبيصة بن عقبة. روى عنه محمّد ابن مخلد ، وعبد الباقي بن قانع ، وأبو بكر الشّافعيّ.

وذكره الدّارقطنيّ. فقال : ضعيف.

أخبرني محمّد بن عمر النّرسيّ وعثمان بن محمّد بن يوسف العلّاف. قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رجاء ، حدّثنا عفّان ، حدّثنا شعبة عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة بن جندب ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ؛ ومن اغتسل فالغسل أفضل (٢)».

__________________

(١) ١١٧١ ـ هذه الترجمة برقم ٨٥٥ في المطبوعة.

انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ٦٢٩. وسؤالات الحاكم للدار قطني ٢١٤.

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٤٩٧. وسنن النسائي ٣ / ٩٤. وسنن ابن ماجة ١٠٩١. وسنن أبي داود ٣٥٤.

١٥٤

كذا رواه ابن أبي رجاء عن عفّان عن شعبة ، وخالفه الناس فرووه عن عفّان عن همّام عن قتادة.

١١٧٢ ـ محمّد بن عبد العزيز بن محمّد بن ربيعة ، أبو مليل الكلابيّ الكوفيّ (١):

قدم بغداد وحدّث بها عن أبيه ، وعن أبي كريب محمّد بن العلاء. روى عنه عبد الصّمد بن علي الطستي ، وجعفر الخلدي ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وعلي بن إبراهيم بن حمّاد القاضي.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن غالب ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ، حدّثنا أبو مليل محمّد بن عبد العزيز بن محمّد بن ربيعة الكلابيّ ببغداد.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدّقّاق ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا أبو مليل محمّد بن عبد العزيز بن محمّد الكلابيّ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا مصعب بن المقدام ، حدّثنا حسن ـ يعني ابن صالح ـ حدّثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس قال : رأيته ـ يعني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يذبحهما بيده ؛ واضعا على صفاحهما قدميه وهو يسمي ويكبر ؛ كبشين أملحين أقرنين.

غريب من حديث شعبة من رواية الحسن بن صالح عنه ؛ لم يكتبه إلّا من حديث أبي مليل.

حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : سألت الدّارقطنيّ : عن محمّد بن عبد العزيز بن محمّد بن ربيعة الكلابيّ أبي مليل الكوفيّ؟ فقال : ثقة.

١١٧٣ ـ محمّد بن عبد العزيز ، أبو الفتح المقرئ (٢) :

أخبرنا علي بن الحسين بن أحمد الثعالبي ـ بدمشق ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر ابن نصر قال : أنشدني أبو الفتح محمّد بن عبد العزيز المقرئ البغداديّ قال : أنشدني جحظة البرمكي النديم قال : أنشدني ابن المعتز لنفسه :

وما زلت مذ شدت يدي عقد مئزري

غنائي لغيري وافتقاري على نفسي

ودل علىّ الحمد جودي وعفتي

كما دل إشراق الصّبّاح على الشمس

__________________

(١) ١١٧٢ ـ هذه الترجمة برقم ٨٥٦ في المطبوعة.

انظر : سؤالات حمزة السهمي للدار قطني ٢٨.

(٢) ١١٧٣ ـ هذه الترجمة برقم ٨٥٧ في المطبوعة.

١٥٥

١١٧٤ ـ محمّد بن عبد العزيز بن إبراهيم بن أحمد بن أنس ، أبو الحسن الصّيدلانيّ (١) :

حدّث عن دعلج بن أحمد ، وعبد الخالق بن الحسن بن دليل البزّار.

حدّثني عنه أحمد بن علي التوزيّ وسألته عنه. فقال : كان صالحا ثقة يسكن باب الشام.

وسمع منه أبو الفضل محمّد بن عبد العزيز بن المهدي الهاشميّ. وقال : مات في سنة تسع وأربعمائة ، وقيل إنه عاش مائة سنة.

١١٧٥ ـ محمّد بن عبد العزيز بن جعفر بن محمّد بن الحسن ، يعرف بمكي البرذعيّ (٢) :

سمع علي بن قرقر الدّقّاق ، ومحمّد بن عبد الله بن الشّخّير الصّوفيّ ، وعلي بن إبراهيم بن أبي غرة العطّار ، وأبا بكر الأبهري ، وأبا بكر بن شاذان ، وأبا المفضل الشّيبانيّ ، وأحمد بن محمّد الحيري.

كتبت عنه وكان فيه نظر ، مع أنه لم يخرج عنه من الحديث كبير شيء.

وحدّثني أخوه عبيد الله بن عبد العزيز قال : ولد أخي ببرذعة في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ، وجيء به إلى بغداد وله سنتان.

توفي محمّد بن عبد العزيز البرذعيّ في ليلة الجمعة ، ودفن يوم الجمعة الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ، وصليت على جنازته في جامع المدينة.

١١٧٦ ـ محمّد بن عبد العزيز بن صالح ، أبو منصور البزّاز ، المعروف بابن المغازلي (٣) :

كان أحد التجار المياسير من أهل قطيعة الربيع ، وسمع بمصر من أبي مسلم الكاتب. كتبت عنه وكان صدوقا.

أخبرنا محمّد بن عبد العزيز بن صالح ، أخبرنا أبو مسلم محمّد بن أحمد الكاتب

__________________

(١) ١١٧٤ ـ هذه الترجمة برقم ٨٥٨ في المطبوعة.

(٢) ١١٧٥ ـ هذه الترجمة برقم ٨٥٩ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ٢ / ١٤٤.

(٣) ١١٧٦ ـ هذه الترجمة برقم ٨٦٠ في المطبوعة.

١٥٦

بمصر ، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد البغويّ ، حدّثنا عبد الواحد بن غياث بالبصرة سنة خمس وثلاثين وعبد الأعلى بن حمّاد. قالا : حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة بن جندب : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن بيع الحيوان نسيئة.

مات أبو منصور بن المغازلي في يوم السبت لأربع بقين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.

١١٧٧ ـ محمّد بن عبد العزيز بن إسماعيل ، أبو الحسن الكاتب ، يعرف بابن البككي (١) :

من أهل الأزج. سمع أبا بكر بن مالك القطيعيّ ، ومحمّد بن إسماعيل الورّاق ، وأبا العبّاس بن مكرم المعدّل. كتبت عنه وكان ثقة.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد العزيز البككي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، أخبرني أحمد بن محمّد بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن عامر بن طلبة بن قيس بن عاصم المنقري البصريّ بالبصرة يوم الخميس لسبع خلون من جمادى الأولى سنة تسعين ومائتين ، وأنا سألته قال : حدّثنا عثمان بن الهيثم بن جهم المؤذّن ، حدّثنا عوف الأعرابيّ ، عن الحسن ، عن جابر بن سمرة قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة إضحيّان وعليه حلة حمراء ، فكنت انظر إليه وإلى القمر فكان في عيني أزين من القمر ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

سألته عن مولده فقال : في شهر ربيع الآخر في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ، ومات في آخر الربيعين من سنة أربعين وأربعمائة.

١١٧٨ ـ محمّد بن عبد العزيز بن العبّاس بن محمّد بن عبد الله بن أحمد ابن محمّد بن عبيد الله بن المهدي بن المنصور بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، أبو الفضل الهاشميّ (٢) :

كان خطيب جامع الحربية ، وسمع الحسن بن محمّد بن القاسم المخزومي ، وأبا الحسين بن سمعون ، وأبا القاسم الصّيدلانيّ ، وأبا بكر بن أبي موسى الهاشميّ ، وإدريس بن علي المؤدّب ، وابن الصّلت المجبر ومن بعدهم.

__________________

(١) ١١٧٧ ـ هذه الترجمة برقم ٨٦١ في المطبوعة.

(٢) ١١٧٨ ـ هذه الترجمة برقم ٨٦٢ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٣٣٩.

١٥٧

كتبت عنه وكان صدوقا خيرا فاضلا وكان أحد الشهود المعدلين.

أخبرني أبو الفضل بن المهدي ، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن سمعون الواعظ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سلّام ، حدّثنا ابن زنجويه ، حدّثنا عثمان بن صالح ، حدّثنا ابن لهيعة عن أبي النّضر ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لو كان الحياء رجلا لكان رجلا صالحا (١)».

سألت أبا الفضل عن مولده فقال : ولدت للنصف من شهر رمضان سنة ثمانين وثلاثمائة.

ومات في ليلة الجمعة لسبع وعشرين ليلة خلت من المحرم سنة أربع وأربعين وأربعمائة ، ودفن في صبيحة تلك الليلة في داره بباب الشام.

* * *

ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه عبد الواحد

١١٧٩ ـ محمّد بن عبد الواحد بن زياد بن مسلم ، الصّيرفيّ (٢) :

حدّث عن علي بن عاصم وعبد الرّزّاق بن همّام. روى عنه محمّد بن مخلد الدّوريّ.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصّلت الأهوازي ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا محمّد بن عبد الواحد بن زياد بن مسلم الصّيرفيّ ، حدّثنا علي بن عاصم ، عن منصور الغداني ، عن شعبة ، عن جرير بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر (٣)».

١١٨٠ ـ محمّد بن عبد الواحد ، أبو عيسى النّاقد (٤) :

حدّث عن أبي عمّار الحسين بن حريث المروزيّ. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني. وذكر أنه سمع منه ببغداد.

__________________

(١) انظر الحديث في : المعجم الصغير للطبراني ١ / ٢٤٠. والدر المنثور ٢ / ٧٦. والترغيب والترهيب ٣ / ٣٩٩.

(٢) ١١٧٩ ـ هذه الترجمة برقم ٨٦٣ في المطبوعة.

(٣) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ١٢٢. والترغيب والترهيب ٣ / ٢٧.

(٤) ١١٨٠ ـ هذه الترجمة برقم ٨٦٤ في المطبوعة.

١٥٨

١١٨١ ـ محمّد بن عبد الواحد بن أبي هاشم ، أبو عمر البغويّ الزّاهد ، المعروف بغلام ثعلب (١) :

سمع أحمد بن عبيد النّرسيّ ، وموسى بن سهل الوشاء ، وأحمد بن عبيد الجمّال ، وإبراهيم بن الهيثم البلدي ، وأبا العبّاس الكديمي ، وبشر بن موسى الأسدي ، ونحوهم. حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، والقاضي أبو القاسم بن المنذر ، وأبو الحسين بن بشران ، وعبد العزيز بن محمّد الشروي ، وعلي بن أحمد الرّزّاز ، وأبو علي بن شاذان ، آخر من حدّثنا عنه.

أخبرني عبد الصّمد بن محمّد الخطيب ، حدّثنا الحسن بن الحسين الهمدانيّ الفقيه قال : سمعت أبا الحسن بن المرزبان يقول : كان ابن ماسي من دار كعب ينفذ إلى أبي عمر غلام ثعلب وقتا بعد وقت كفايته لما ينفق على نفسه ، فقطع ذلك عنه مدة لعذر ، ثم أنفذ إليه بعد ذلك جملة ما كان في رسمه ، وكتب إليه رقعة يعتذر إليه من تأخير ذلك عنه. فرده وأمر من بين يديه أن يكتب على ظهر رقعته : أكرمتنا فملكتنا ، ثم أعرضت عنا فأرحتنا. لا أشك أن ابن ماسي هو إبراهيم بن أيّوب والد أبي محمّد ، والله أعلم.

حدّثني علي بن المحسن ، حدّثنا أبو علي محمّد بن الحسن الحاتمي أنه اعتلّ فتأخر عن مجلس أبي عمر الزّاهد قال : فسأل عني لما تراخت الأيام. فقيل له : إنه كان عليلا ، فجاءني من الغد يعودني ، فاتفق أن كنت قد خرجت من داري إلى الحمام فكتب بخطه على بابي بإسفيداج :

وأعجب شيء سمعنا به

عليل يعاد فلا يوجد!!

وهو له.

أخبرني عبّاس بن محمّد الكلوذانيّ قال : سمعت أبا عمر محمّد بن عبد الواحد غلام ثعلب يقول : ترك قضاء حقوق الإخوان مذلة ، وفي قضاء حقوقهم رفعة ، فاحمدوا الله على ذلك ، وسارعوا في قضاء حوائجهم ومسارهم ، تكافئوا عليه.

__________________

(١) ١١٨١ ـ هذه الترجمة برقم ٨٦٥ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١٠٣. ووفيات الأعيان ١ / ٥٠٠. وإرشاد الأريب.

٧ / ٢٦ ـ ٣٠. ولسان الميزان ٥ / ٢٦٨. وطبقات الحنابلة ٣٢٦. وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨٦.

وآداب اللغة ٢ / ٣٠٤. ونزهة الأباة ٣٤. والوافي بالوفيات ٤ / ٧٢. والأعلام ٦ / ٢٥٤.

١٥٩

سمعت غير واحد يحكي عن أبي عمر الزّاهد : أن الأشراف والكتاب وأهل الأدب كانوا يحضرون عنده ليسمعوا منه ، كتب ثعلب وغيرها. وكان له جزء قد جمع فيه الأحاديث التي تروى في فضائل معاوية ، فكان لا يترك واحدا منهم يقرأ عليه شيئا حتى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء ، ثم يقرأ عليه بعده ما قصد له ، وكان جماعة من أهل الأدب يطعنون على أبي عمر ولا يوثقونه في علم اللغة.

حتى قال لي عبيد الله بن أبي الفتح : يقال إن أبا عمر لو كان طار طائر لقال حدّثنا ثعلب عن ابن الاعرابي ويذكر في معنى ذلك شيئا ، فأما الحديث فرأينا جميع شيوخنا يوثقونه فيه ويصدقونه.

حدّثنا علي بن أبي علي عن أبيه قال : ومن الرواة الذين لم نر قط أحفظ منهم ؛ أبو عمر محمّد بن عبد الواحد المعروف بغلام ثعلب أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة لغة فيما بلغني ، وجميع كتبه التي في أيدي الناس إنما أملاها بغير تصنيف ، ولسعة حفظه اتهم بالكذب. وكان يسأل عن الشيء الذي يقدّر السائل أنه قد وضعه فيجيب عنه ، ثم يسأله غيره عنه بعد سنة على مواطأة فيجيب بذلك الجواب بعينه.

أخبرني بعض أهل بغداد. قال : كنا نجتاز على قنطرة الصراة نمضي إليه مع جماعة فتذاكروا كذبه. فقال بعضهم : أنا أصحف له القنطرة وأسأله عنها فانه يجيب بشيء آخر ، فلما صرنا بين يديه قال له : أيها الشيخ ما القنطرة عند العرب؟ فقال : كذا وذكر شيئا قد أنسينا ما قال ؛ فتضاحكنا وأتممنا المجلس وانصرفنا ، فلما كان بعد شهور ذكرنا الحديث فوضعنا رجلا غير ذلك فسأله فقال : ما القنطرة؟ فقال : أليس قد سئلت عن هذه المسألة منذ كذا وكذا شهرا فقلت : هي كذا. قال : فما درينا في أي الأمرين نعجب ، في ذكائه إن كان علما فهو اتساع طريق ، أو كان كذبا عمله في الحال ثم قد حفظه ، فلما سئل عنه ذكر الوقت والمسألة فأجاب بذلك الجواب فهو أظرف.

قال أبي : وكان معز الدولة قد قلد شرطة بغداد غلاما مملوكا تركيا يعرف بخواجا ، فبلغ أبا عمر الخبر وكان يملى كتاب الياقوتة ، فلما جاءوه قال : اكتبوا ياقوتة خواجا ، الخواج في أصل لغة العرب الجوع ثم فرّع على هذا بابا وأملاه ، فاستعظم الناس ذلك من كذبه وتتبعوه.

فقال لي أبو علي الحاتمي وهو من بعض أصحابه : أخرجنا في «أمالي الحامض» عن ثعلب عن ابن الأعرابي ؛ الخواج الجوع ، وهو أخبرني هذا الخبر.

١٦٠