تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٤

بها ، فأدخلوا عليه في حبسه مالك بن أنس ، وابن أبي ذئب ، وابن أبي سبرة ، وغيرهم من العلماء. فقال : اكتبوا بما ترون إلى أمير المؤمنين قال : وكان عبد الصّمد لما بلغه الخبر حل عنه الوثاق وألبسه ثيابا. وكنس البيت الذي كان فيه ورشّه ثم أدخلهم عليه فقال لهم الرسول : اكتبوا بما رأيتم. فأخذوا يكتبون : يشهد فلان ، وفلان ، فقال ابن أبي ذئب : لا تكتب شهادتي أنا أكتب شهادتي بيدي ، إذا فرغت فارم إلى بالقرطاس. فكتبوا محبسا لينا ، ورأينا هيئة حسنة ، وذكروا ما يشبه هذا الكلام. قال : ثم دفع القرطاس إلى ابن أبي ذئب فلما نظر في الكتاب فرأى هذا الموضع. قال : يا مالك داهنت وفعلت وفعلت وملت إلى الهوى ، لكن اكتب : رأيت محبسا ضيقا وأمرا شديدا ، قال : فجعل يذكر شدة الحبس. قال : وبعث بالكتاب إلى أبي جعفر قال : فقدم أبو جعفر حاجّا فمر بالمدينة فدعاهم ، فلما دخلوا عليه جعلوا يذكرون وجعل ابن أبي ذئب يذكر شدة الحبس وضيقه ، وشدة عبد الصّمد وما يلقون منه. قال : وجعل أبو جعفر يتغير لونه وينظر إلى عبد الصّمد غضبان ، قال الحسن بن زيد : فلما رأيت ذلك رأيت أن ألينه ، وخشيت على عبد الصّمد من أبي جعفر أن يعجل عليه. فقلت : يا أمير المؤمنين ، ويرضى هذا أحدا؟. قال ابن أبي ذئب : أما والله إن سألني عنك لأخبرنه. فقال أبو جعفر : وإني أسألك فقال : يا أمير المؤمنين ولى علينا ففعل بنا وفعل وأطنب فيّ ، فلما ملأني غيظا قلت : أفيرضى هذا أحدا يا أمير المؤمنين؟ ، سله عن نفسك ، فقال له أبو جعفر : فإني أسألك عن نفسي. فقال : لا تسألني. فقال : أنشدك بالله كيف تراني؟ قال : اللهم لا أعلمك إلّا ظالما جائرا. قال : فقام إليه وفي يده عمود ، فجلس قربه. قال الحسن بن زيد : فجمعت إلىّ ثوبي مخافة أن يصيبني من دمه. فقلت : ألا تضرب العمود؟ فجعل يقول له : يا مجوسي أتقول هذا لخليفة الله في أرضه؟ وجعل يرددها عليه ، وابن أبي ذئب يقول : نشدتني بالله يا عبد الله إنك نشدتني بالله. قال : ولم ينله بسوء. قال : وتفرقوا على ذلك.

قال أبو زكريا العابد : وحدّثني بهذا الحديث كله أبو عيسى كوفي نخعي وزاد فيه : فلما كان الغد دعى به ليدخل على أبي جعفر وكان لأبي جعفر خادم كريم عليه ، قال أبو عيسى : حدّثني فلان قال : فلقد رأيت ذلك الخادم حين دنا ابن أبي ذئب من الباب ليدخل على أبي جعفر قام إليه الخادم ، وكان أمر أن يدخله ، فجعل يمس على صدر بن أبي ذئب ويقول : مرحبا برجل لا تأخذه في الله لومة لائم.

١٠١

أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى ، حدّثنا محمّد بن المسيب قال : سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول : سمعت الشّافعيّ يقول : ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على اللّيث وابن أبي ذئب (١).

أخبرنا سلامة بن المقرئ الخفاف ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل ، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد ، حدّثني ثابت بن عبد الرّحمن بن أبي بكر ، عن يونس بن الخيّاط قال : جاء أعرابي إلى ابن أبي ذئب يستفتيه ، فأفتاه بطلاق زوجته. قال : فنزل الأعرابيّ وقال : انظر يا ابن أبي ذئب؟ قال : قد نظرت. قال : فولى وهو يقول :

أتيت ابن أبي ذيب ابتغى الفقه عنده

فطلق حبي البت بتت أنامله

أطلق في فتوى ابن أبي ذئب حليلتي

وعند ابن أبي ذئب أهله وحلائله

قرأت على محمّد بن الحسين الأزرق ، عن دعلج بن أحمد قال : أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال : سألت مصعبا الزّبيري عن ابن أبي ذئب ، وقلت له : حدثونا عن ابن أبي عاصم أنه قال : كان ابن أبي ذئب قدريّا ، فقال : معاذ الله ، إنما كان في زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر بالمدينة وضربوهم ونفوهم ، فجاء قوم من أهل القدر فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب. فقال قوم : إنما جلسوا إليه لأنه يرى القدر ، لقد حدّثني من أثق به أنه ما تكلم فيه قط (٢).

أخبرنا أبو القاسم الأزهريّ وأبو محمّد الجوهريّ قال : حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب ، حدّثنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد ، أخبرنا محمّد بن عمر قال : كان محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب يكنى أبا الحارث ، ولد سنة ثمانين عام الجحاف ، وكان من أورع الناس وأفضلهم ، وكانوا يرمونه بالقدر ، وما كان قدريّا ، لقد كان ينفي قولهم ويعيبه ، ولكنه كان رجلا كريما يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له شيئا ، وإن هو مرض عاده ، فكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه ، وكان يصلي الليل أدمع ويجتهد في العبادة ، ولو قيل له : إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد. وأخبرني أخوه ، قال : كان يصوم يوما ويفطر يوما ، فوقعت الرجفة بالشام ، فقدم رجل من أهل

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٣٦.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٣٦.

١٠٢

الشام يسأله عن الرجفة ، فأقبل يحدثه وهو يستمع لقوله ، فلما قضى حديثه ، فكان ذلك اليوم إفطاره قلت له : قم تغدى. قال : دعه اليوم. قال : فسرد من ذلك اليوم إلى أن مات. وكان شديد الحال يتعشى بالخبز والزيت؟ وكان له طيلسان وقميص ، فكان يشتي فيه ويصيف ، وكان من رجال الناس طرامة وقولا بالحق ، وكان يتشبّب (١) في حداثته حتى كبر وطلب الحديث ؛ وقال : لو طلبته وأنا صغير كنت أدركت مشايخ فطرت فيهم ؛ وكنت أتهاون بهذا الأمر حتى كبرت وعقلت ، وكان يحفظ حديثه ، لم يكن له كتاب ولا شيء ينظر فيه ، ولا له حديث مثبت في شيء (٢).

أخبرنا عبد الله القطّان قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثني الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل ، قال : بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث «البيعين بالخيار». قال : يستتاب وإلا ضربت عنقه. ومالك لم يرد الحديث ، ولكن تأوله على غير ذلك. فقال شامي : من أعلم؟ مالك ، أو ابن أبي ذئب؟ فقال : ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك ؛ وابن أبي ذئب أصلح في دينه (٣) وأورع ورعا ، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين ؛ وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر فلم يهبه (٤) أن قال له الحق ؛ قال : الظلم فاش ببابك. وأبو جعفر أبو جعفر (٥).

وقال حمّاد بن أبي خالد : كان يشبه ابن أبي ذئب بسعيد بن المسيب في زمانه ؛ وما كان ابن أبي ذئب ومالك في موضع عند السلطان إلّا تكلّم ابن أبي ذئب (٦) بالحق والأمر والنهي ومالك ساكت ، وإنما كان يقال ابن أبي ذئب. وسعيد بن إبراهيم ؛ أصحاب أمر ونهي. فقيل له : ما تقول في حديثه؟ قال : كان ثقة في حديثه ، صدوقا صالحا ورعا (٧).

قال يعقوب : ابن أبي ذئب قرشي ومالك يماني.

__________________

(١) في المطبوعة والأصل : «وكان ينسب في». والتصحيح من تهذيب الكمال.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٣٦ ـ ٦٣٧.

وطبقات ابن سعد ٩ / ق ٢٤٣ ، ٢٤٤.

(٣) في تهذيب الكمال : «أصلح في بدنه».

(٤) في تهذيب الكمال : «فلم يهله».

(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٣٧ ـ ٦٣٨. والمعرفة والتاريخ ١ / ٦٨٦.

(٦) «ومالك في موضع عند السلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب» ساقطة من المطبوعة والأصل ، وأكملناها من تهذيب الكمال.

(٧) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٣٨. والمعرفة والتاريخ ٢ / ١٦٣.

١٠٣

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا الحسين بن علي التميميّ ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب الأسفراييني ، حدّثنا أبو بكر المروزيّ قال : وسألته ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن ابن أبي ذئب كيف هو؟ قال : ثقة. فقلت : في الزّهريّ؟ قال : كذا وكذا ، حدّث بأحاديث كأنه أراد : خولف (١).

أخبرنا الحسين بن شجاع الصّوفيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال : قال جعفر الطيالسي : قال يحيى بن معين : ابن أبي ذئب لم يسمع من الزّهريّ شيئا.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ يقول : قلت ليحيى بن معين : فابن أبي ذئب ما حاله في الزّهريّ؟ فقال : ابن أبي ذئب ثقة.

أخبرنا أبو عمرو بن مهدي إجازة ، وحدّثني ثقة سمعته منه قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي قال : ابن أبي ذئب ثقة (٢) ، غير أن روايته عن الزّهريّ خاصة قد تكلم الناس فيها ، فطعن بعضهم فيها بالاضطراب ، وذكر بعضهم أن سماعه عن الزّهريّ عرض ولم يطعن بغير ذلك ، والعرض عند جميع ما أدركنا صحيح (٣).

وقال جدي : سمعت يحيى [وأحمد] (٤) يتناظران في ابن أبي ذئب ، وعبد الله ابن جعفر المخرميّ ، فقدم أحمد المخرميّ على ابن أبي ذئب ، فقال له يحيى : المخرميّ شيخ وأيش عنده من الحديث؟ وأطرى ابن أبي ذئب وقدمه على المخرميّ تقديما كريما متفاوتا. فقلت لعلي بعد ذلك : أيهما أحب إليك؟ ابن أبي ذئب أو المخرميّ. فقال علي : ابن أبي ذئب أحب إلىّ. ثم قال : ابن أبي ذئب صاحب حديث ، وأي شيء عند المخرميّ من الحديث؟ قال : وسألت عليّا عن سماع ابن أبي ذئب من الزّهريّ فقال : هو عرض. قلت له : وإن كان عرضا كيف؟ قال : هي مقاربة أكثر.

أخبرني أحمد بن سعد بن أبي مريم قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ابن أبي ذئب ثقة (٥).

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٣٧.

(٢) في تهذيب الكمال : «ثقة صدوق».

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٣٥.

(٤) ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل.

(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٣٥ ونصه كما يلي : «ابن أبي ذئب ثقة ، وكل من روى عنه ابن أبي ذئب إلا أبا جابر البياضي ، وكل من روى عنه مالك ثقة إلا عبد الكريم أبا أمية».

١٠٤

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس بمصر ، حدّثنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد ، حدّثنا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى [يقول] ابن أبي ذئب مدني ثقة (١).

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا موسى بن هارون بن النّضر العطّار ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة. قال : وسألت عليّا ـ يعني بن المدينيّ ـ عن محمّد بن عبد الرّحمن بن المغيرة بن أبي ذئب فقال : كان عندنا ثقة ، وكانوا يوهنونه في أشياء رواها عن الزّهريّ (٢).

أخبرنا أبو الفضل ، أخبرنا ابن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا الفضل ـ هو ابن زياد ـ قال : وسئل أحمد بن محمّد بن حنبل قيل له : ابن عجلان أحب إليك أو ابن أبي ذئب؟ فقال : كلا الرجلين ثقة ، ما فيهما إلّا ثقة.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكريّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا بن الغلابي قال : قال أبو زكريا ـ وهو يحيى بن معين ـ ابن أبي ذئب أثبت من ابن عجلان في سعيد بن أبي سعيد المقبري ، اختلطت على ابن عجلان فأرسلها (٣).

أخبرنا محمّد بن علي بن يعقوب المعدّل ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد. حدّثنا محمّد بن معاذ الهرويّ ، حدّثنا أبو داود السنجي قال : قال الهيثم بن عدي : ومحمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب ، من بني عامر بن لؤي توفي في العام الذي استخلف فيه المهدي.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : حدّثني إبراهيم بن المنذر قال : حدّثني ابن أبي فديك قال : مات ابن أبي ذئب سنة ثمان وخمسين ومائة.

وأخبرنا أبو الفضل ، أخبرنا ابن درستويه ، حدّثنا يعقوب قال : قال أبو نعيم : مات ابن أبي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة. قول ابن أبي فديك وهم وهذا هو الصواب.

أخبرنا أبو القاسم الأزهريّ وأبو محمّد الجوهريّ قالا : حدّثنا محمّد بن العبّاس ،

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٣٩.

(٢) انظر الخبر في : سؤالات ابن أبي شيبة ١٣٤.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٣٩.

١٠٥

أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب ، حدّثنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد ، أخبرنا محمّد بن عمر قال : لما ولى جعفر بن سليمان على المدينة المرة الأولى ؛ أرسل إلى ابن أبي ذئب بمائة دينار ، فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة دنانير ، فلبسه عمره ، ثم لبسه ولده بعده ثلاثين سنة ، وكانت حاله ضعيفة جدّا. فأرسل إليه فقدم به عليهم بغداد ، فلم يزالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألف دينار ، فلم يقبل ، فقالوا خذها وفرقها فيمن رأيته فأخذها فانصرف يريد المدينة ، فلما كان بالكوفة اشتكى ومات فدفن بالكوفة. وذلك سنة تسع وخمسين ومائة ؛ وهو يومئذ ابن تسع وسبعين سنة.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : ابن أبي ذئب واسمه محمّد بن عبد الرّحمن بن المغيرة بن أبي ذئب من بني عامر بن لؤي ، ويكنى أبا الحارث مات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة ، وهو ابن تسع وسبعين سنة ، وكان يفتي بالبلد.

وقال البرذعيّ : حدّثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا ، حدّثنا ابن أبي شيخ قال : سمعت رجلا يقول لأبي شيبة القاضي : وصل أمير المؤمنين المهدي ابن أبي ذئب فأسنى جائزته ، فانصرف مسرورا يريد المدينة ، فلما كان بالحيرة مات قال : فقال أبو شيبة واسترجع : هكذا يأتي الإنسان الموت أسر ما كان ، وأشر ما كان حتفا. قال : فمات أبو شيبة أسر ما كان.

١١٠٤ ـ محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي الزناد ، واسم أبي الزناد : عبد الله بن ذكوان ، مولى رملة بنت شيبة ، وكنية محمّد : أبو عبد الله المدنيّ (١) :

كان يطلب الحديث مع أبيه ولقى عامة شيوخه ، وكان بينهما في السن سبع عشرة سنة. سكن بغداد ومات بها وحديثه قليل لا أعلم روى عنه غير واحد.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا الحسين بن صفوان ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا.

وأخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو أيوب

__________________

(١) ١١٠٤ ـ هذه الترجمة برقم ٧٨٨ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ٤.

١٠٦

سليمان بن إسحاق الجلاب ، حدّثنا الحارث بن محمّد قالا : حدّثنا محمّد بن سعد قال : محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي الزناد يكنى أبا عبد الله ، وكان بينه وبين أبيه في السن سبع عشرة سنة ، وفي الموت إحدى وعشرين ليلة ، هذا آخر حديث ابن أبي الدّنيا.

زاد الحارث : ودفنا في مقابر باب التين.

قال محمّد بن عمر : كان محمّد بن عبد الرّحمن قد لقى رجال أبيه علقمة بن أبي علقمة ، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر ، وكل رجال أبيه غير أبي الزناد. فكان يسأل أن يحدّث فيأبى ويقول : أحدث وأبي حي؟ إلّا الخاصة به ، والحديث بعد الحديث وكان بارا بأبيه معظما هائبا له ، وكان في محمّد بن عبد الرّحمن خصال لا يستغنى عن واحدة منهن ، الخصلة منهن تكون في الرجل فيكون من الكملة ، قراءة القرآن ، قراءة السنة والعربية ، والعروض والحساب ، ووضع الكتب في البردات والسجلات وادّكار الحقوق. فكان أعرف الناس بحساب القسم ؛ وبالفرائض وبحسابها وبالحديث إتقانا له ومعرفة به.

قال محمّد بن سعد : لم يحدّث عنه أحد إلا محمّد بن عمر.

أخبرنا الحسن بن علي الصّيمريّ ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : أخبرني مصعب ـ يعني الزّبيري ـ قال : كان أبو الزناد أحسب أهل المدينة ؛ وابنه وابن ابنه.

أخبرنا الجوهريّ والأزهريّ. قالا : حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا سليمان بن إسحاق الجلاب ، حدّثنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : قال محمّد ابن عمر : سمعت محمّد بن عمران الطّلحيّ قاضيا وأتى بكتاب يقرأ عليه. فقال : أعرض على محمّد بن عبد الرّحمن؟ فقال : لا. فقال : اذهب به فاعرضه عليه ثم جئني به.

وقال : أخبرنا محمّد بن عمر ، أخبرنا سليمان بن بلال قال : ما رأيت أحدا يجترئ على زيد بن أسلم غير محمّد بن عبد الرّحمن ، فإني سمعته يقول لزيد بن أسلم : سمعت يا أبا أسامة؟ قال محمّد بن عمر : وكان محمّد بن عبد الرّحمن من أبر الناس بأبيه ، وكان أبوه يكون في الحلقة وهو متأخر عنها ؛ فيقول أبوه : يا محمّد فلا يجيبه

١٠٧

حتى يثب فيقوم على رأسه فيلبيه. فيأمره بحاجته فلا يستأنيه هيبة له حتى يسأل من ذلك عن أبيه فيخبره.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : وروى إبراهيم بن حمزة عن الدراوردي عن محمّد بن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اتقوا المجذوم» (١). وفي موضعين من هذا الحديث خطأ ، رواية الدراوردي عن أبي الزناد ، والثاني رواية محمّد بن عبد الرّحمن عن جده أبي الزناد ، وقد ذكر أن محمّدا لم يروه عن جده ، وأن الواقديّ انفرد بالرواية عن محمّد. وقد روى حديث الدراوردي هذا غير البخاريّ عن إبراهيم بن حمزة على الصواب.

أخبرناه الحسن بن أبي بكر ، أخبرناه أحمد بن محمّد بن عبد الله القطّان ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق ، حدّثنا إبراهيم بن حمزة ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد ، عن محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا عدوى ولا هامة ولا صفر واتقوا المجذوم كما يتقى الأسد» (٢).

وأخبرنا علي وعبد الملك ابنا بشران قالا : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن إسحاق الفاكهي بمكة ، حدّثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ، حدّثنا يحيى بن محمّد الحارثي ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد عن محمّد بن عبد الله بن عمرو مثله سواء.

وأخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عثمان المزني بواسط ، أخبرنا أبو يعلى الموصلي ، حدّثنا عبد العزيز بن سلّام ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد ، عن محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بنحوه.

على أن البخاريّ قد قال : حديث إبراهيم بن حمزة حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أبي الزناد لم يزد على هذا القدر فاتفق على بن المدينيّ ويحيى ابن محمّد الحارثي وعبد الرّحمن بن سلّام الجمحي وإسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم

__________________

(١) انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ٧ / ٢١٨. والتاريخ الكبير ١ / ١٥٥. وكنز العمال ٢٨٣٣١ ، ٢٨٦١٧. والأحاديث الصحيحة ٢ / ٤٢٤.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٧ / ١٦٤. وصحيح مسلم ، كتاب السلام باب ٣٤. وفتح الباري ١٠ / ٢١٤ ، ٣٤٤.

١٠٨

ابن حمزة. على أن الحديث عند الدراوردي عن محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان وهو المعروف بالديباج عن أبي الزناد ، وهو الصحيح.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا الحسين بن صفوان ، حدّثنا عبد الله بن أبي الدّنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : مات عبد الرّحمن بن أبي الزناد سنة أربع وسبعين ومائة ، وابنه محمّد مات ببغداد بعد أبيه بإحدى وعشرين ليلة وهو ابن أربع وخمسين.

أخبرني الأزهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي الزناد وكان ثقة مات بعد أبيه بإحدى وعشرين ليلة ، ودفن في مقابر الخيزران.

كذا قال ابن فهم عن ابن سعد. وقد تقدمت رواية الحارث عنه أنه دفن في مقبرة باب الدير. والله أعلم.

١١٠٥ ـ محمّد بن عبد الرّحمن ، أبو المنذر الطّفاويّ البصريّ (١) :

سمع هشام بن عروة ، وسليمان الأعمش ، وأيوب السّجستانيّ. روى عنه أيضا أبو خيثمة زهير بن حرب وعمرو بن محمّد النّاقد ، ومحمّد بن عبد الله الأزديّ ، وعلي ابن المدينيّ ، وأبو الأشعث أحمد بن المقدام العجليّ.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني ، حدّثنا محمّد بن عبد الله المروي ، حدّثنا

__________________

(١) ١١٠٥ ـ هذه الترجمة برقم ٧٨٩ في المطبوعة.

انظر : تهذيب الكمال ٥٤١٣ (٢٥ / ٦٥٢) وتاريخ الدوري : ٢ / ٥٢٧ ، وطبقات خليفة : ٢٢٥ ، وعلل أحمد : ١ / ١٢ ، ٣٠ ، وتاريخ البخاري الكبير : ١ / الترجمة ٤٦٥ ، وابو زرعة الرازي ، ٣٨٩ ، وسؤالات الأجري لأبي داود : ٤ / الورقة ٩ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٧٤٧ ، وثقات ابن حبان : ٧ / ٤٤٢ ، والكامل لابن عدي : ٣ / الورقة ٦٥ ، وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١٢٣٤ ، ورجال البخاري للباجي : ٢ / ٦٦١ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٤٦١ ، وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٤٣ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٥٠٨٠ ، وديوان الضعفاء ، الترجمة ٣٨٢٤ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٥٧٢٦ ، ومن تكلم فيه وهو موثق ، الورقة ٢٨ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢٢٦ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٣٠٠٦ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٨٣٠ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٩ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٣٠٩ ـ ٣١٠ ، والتقريب : ٢ / ١٨٥ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٤٤٦.

١٠٩

محمّد بن عبد الرّحمن الطّفاويّ ، حدّثنا هشام بن عروة [عن عروة] (١) عن عائشة قالت : أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن نقتل ذا الطفيتين فإنهن يلتمسن الأبصار ، ويصبن الحبالى.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرميّ ، حدّثنا علي بن الحسين بن حبّان قال : وجدت في كتاب أخي بخط يده : سئل أبو زكريا ـ يعني يحيى بن معين ـ عن محمّد بن عبد الرّحمن الطّفاويّ وقال : قدم [علينا] هاهنا لم يكن به [بأس ، البصريّون يرضونه] (٢).

وفي نسخة الكتاب الذي ذكره لنا أبو سعيد الصّيرفيّ أنه سمعه من محمّد بن يعقوب الأصم نقد أصله به قال : سمعت العبّاس بن محمّد الدّوريّ يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : محمّد بن عبد الرّحمن الطّفاويّ ليس به بأس.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، حدّثنا الحضرمي ـ يعني معنا ـ قال : سألت أحمد بن حنبل عن الطّفاويّ ـ يعني محمّد بن عبد الرّحمن ـ فقال : كان يدلس (٣).

أخبرني الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ ، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن سليمان ، حدّثنا علي بن المدينيّ قال : محمّد بن عبد الرّحمن الطّفاويّ كان ثقة (٤).

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ في كتابه ، حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن محمّد ابن عبد الرّحمن الطّفاويّ فقال : ليس به بأس (٥).

أخبرنا علي بن محمّد السّمسار ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن محمّد بن عبد الرّحمن الطّفاويّ مات في سنة سبع وثمانين ومائة.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل.

(٢) العبارة في الأصل هكذا : «قدم هاهنا ، لم يكن به».

انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٥٤.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٥٣.

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٥٤.

(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٥ / ٦٥٤.

١١٠

١١٠٦ ـ محمّد بن عبد الرّحمن بن يزيد بن محمّد بن حنظلة بن أبي سلمة ابن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة ابن كعب بن لؤي بن غالب ، أبو عمر المخزوميّ (١) :

من أهل مكة. ولى القضاء ببغداد بعد محمّد بن عمر الواقديّ ، وكان قد سمع الحديث من ابن جريج ، وروى عنه محمّد بن الحسن بن زبالة المخزومي.

أخبرني أبو القاسم الأزهريّ ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال : محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي سلمة بن سفيان ابن عبد الأسد من ولد أبي سلمة بن سفيان بن عبد الأسد ، استقضاه أمير المؤمنين موسى على مكة ، وكان قد استخلفه على القضاء بمكة محمّد بن عبد الرّحمن المخزومي المعروف بالأوقص حين توفي ، فولاه أمير المؤمنين موسى القضاء وأقره أمير المؤمنين الرشيد حتى صرفه المأمون ، فولاه قضاء بغداد أشهرا ثم صرفه.

وقال الزّبير : حدّثني عمي مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن مصعب قال : كنت عند أمير المؤمنين الرشيد فقال له بعض جلسائه في محمّد بن عبد الرّحمن : هو حدث السن وليس مثله يلي القضاء فقلت : لا يضيع فتى من قريش في مجلس أنا فيه ، فأقبلت عليهم فقلت لهم : وهل عاب الله أحدا بالحداثة؟ أمير المؤمنين حدث السن أفتعيبونه؟ وقد قال الله تعالى : (سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) [الأنبياء ٦٠]. فقال لهم أمير المؤمنين : صدق ؛ أنا حدث السن أتعيبونني بالحداثة؟ وأقره على القضاء.

أخبرنا علي بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : لما توفي الواقديّ استقضى المأمون أبا عمر محمّد بن عبد الرّحمن المخزومي قاضي مكة ، وهو رجل من أهل العلم حسن الطريقة فلم يلبث إلّا يسيرا حتى عزله ، وقد روى عنه الحديث.

قلت : وكانت ولايته أيضا بعسكر المهدي من شرقي بغداد ، وذلك في سنة ثمان ومائتين. ولما عزل لحق بمكة فأقام بها إلى أيام المعتصم ، قدم بغداد وافدا عليه.

فأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : وشهدت محمّد بن عبد الرّحمن القاضي المخزومي جاء إلى سليمان بن حرب ، وكان

__________________

(١) ١١٠٦ ـ هذه الترجمة برقم ٧٩٠ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٨١.

١١١

قد كتب إلى سليمان بن حرب أن يقف على القضاء ـ يعني بمكة ـ يسلم عليه ويودعه ، وخرج إلى بغداد فقال له سليمان : ما يخرجك؟ قال : أذهب فأعزي أمير المؤمنين ـ يعني المعتصم ـ عن الماضي ، وأهنيه فيما يستقبل. فقال سليمان : ويحك إنما تخرج لعل ابن أبي داود يعمل لك في قضاء مكة وهو لا يفعل ، فإنه قد خرج ابن الحر فسيقضيه ليتخذه صنيعة يذكر به ، وأنت لا تكون صنيعة له ، أنت أجل من ذلك وخرج. فكان كما قال سليمان.

١١٠٧ ـ محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان بن عبد الرّحمن بن زيد بن ثابت ابن الضّحّاك بن خليفة ، صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويكنى محمّد : أبا عبد الرّحمن الأشهلي المدنيّ (١) :

سكن بغداد وحدّث بها عن محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك ، وعبد الله بن نمير ، وغيرهما. روى عنه ابن العبّاس ، وأبو العبّاس بن مسروق في كتاب أخبار عقلاء المجانين.

١١٠٨ ـ محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم ، الأنطاكيّ (٢) :

قدم بغداد وحدّث بها عن عبد الله بن المبارك ، وأبي إسحاق الفزاريّ ، وبقية بن الوليد. روى عنه محمّد بن الفضل بن جابر السّقطيّ ، وعلي بن محمّد بن النّضر الأزديّ ، وعبد الرّحمن بن محمّد البغويّ. وكان ثقة.

سمعت حمزة بن محمّد بن طاهر يقول : قدم محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم الأنطاكيّ بغداد ، وبها سمع منه أبو القاسم البغويّ.

١١٠٩ ـ محمّد بن عبد الرّحمن بن فهم ، والد الحسين (٣) :

سمع أبا سلمة منصور بن سلمة الخزاعيّ ، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي. روى عنه ابنه الحسين.

أخبرني أحمد بن عمر بن نوح النهرواني ، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب

__________________

(١) ١١٠٧ ـ هذه الترجمة برقم ٧٩١ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ١ / ٢٨٤.

(٢) ١١٠٨ ـ هذه الترجمة برقم ٧٩٢ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ١ / ٣٧١.

(٣) ١١٠٩ ـ هذه الترجمة برقم ٧٩٣ في المطبوعة.

١١٢

المقرئ ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي سعيد ، حدّثنا حسين بن محمّد بن عبد الرّحمن ـ يعني ابن فهم ـ حدّثنا أبي ، حدّثني إسحاق الموصلي قال : قال لي المعتصم : يا أبا إسحاق إذا نصر الهوى ذهب الرأي.

١١١٠ ـ (١) محمّد بن أبي نوح عبد الرّحمن بن غزوان (٢) مولى خزاعة المعروف والده بقراد ، يكنى : أبا عبد الله :

حدّث عن مالك بن أنس ، وشريك بن عبد الله ، وصمصام بن إسماعيل ، وخريد ابن عبد الحميد ، وعبد الله بن المبارك ، وعيسى بن يونس وعبيد الله الأشجعي ، أحاديث منكرة. روى عنه : أحمد بن الحسين بن هارون الصباحي ، وعبد الله بن محمّد بن ياسين ، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدّقّاق ، وعلي بن الحسن المروزيّ ، وأحمد بن عبد الله بن السّري ، والحسين بن إسماعيل المحامليّ.

أخبرنا القاضي أبو الفرج محمّد بن أحمد بن الحسن الشّافعيّ ، حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ ، حدّثنا أبو القاسم المروزيّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن عزوان ، حدّثنا مالك بن أنس ، عن الزّهريّ ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن لله أهلين في الأرض» قيل : من هم يا رسول الله؟ قال : «هم أهل القرآن» (٣).

أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح ، أخبرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ قال : تفرد به ابن عزوان ، وكان كذابا فلا يصح عن مالك ولا عن الزّهريّ ، والله أعلم.

قال أبو الحسن : وإنما يروى هكذا عن بديل بن ميسرة عن أنس.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد قال : قال أبو الحسن الدّارقطنيّ : محمّد ابن عبد الرّحمن بن أبي نوح بن قراد متروك.

١١١١ ـ (٤) محمّد بن عبد الرّحمن بن بحر بن بهرام الهرويّ ، ويعرف بالعتبيّ (٥) :

قرأت في سماع محمّد بن أبي الفوارس عن أبي عبد الله العصبي عن أحمد بن

__________________

(١) ١١١٠ ـ هذه الترجمة برقم ٧٩٤ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ١٠ / ٨١ ، ٨٢.

(٢) ١ في الأصل : «بن عزوان» والتصحيح من كتب الرجال.

(٣) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٢١٥. ومسند أحمد ٣ / ١٢٧ ، ١٢٨ ، ٢٤٢.

والمستدرك ١ / ٥٥٦. وكشف الخفا ١ / ٢٩٣.

(٤) ١١١١ ـ هذه الترجمة برقم ٧٩٥ في المطبوعة.

(٥) العتبي : هذه النسبة إلى عتبة بن أبي سفيان (الأنساب ٨ / ٣٧٩).

١١٣

محمّد بن ياسين الهرويّ قال : محمّد بن عبد الرّحمن العتبي كان يكون بالري ، ومات بالري ، وهو محمّد بن عبد الرّحمن بن بحر بن بهدام من الثقات صاحب حديث. سمع حسينا الجعفيّ ، وأبا عاصم ؛ ويزيد بن هارون ، والناس. حدّث بهراة ، وبغداد ، والري ، فلم يطعنوا فيه بشيء.

سمعت أبا جعفر الشامي يقول : إنه مات سنة إحدى وستين ومائتين.

١١١٢ ـ محمّد بن عبد الرّحمن بن حرّة الطّبريّ (١) :

حدّث عن الحسين بن إسماعيل الطّبريّ. روى عنه محمّد بن عبيد العجل.

أخبرنا الأزهريّ ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال : محمّد بن عبد الرّحمن بن حرة الطّبريّ حدّث ببغداد بنسخة لمقاتل بن حيّان من رواية نوح بن أبي مريم عنه ؛ رواها عن شيخ له يقال له حسين بن إسماعيل الطّبريّ.

أخبرنا محمّد بن إسماعيل الدّاوديّ ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا محمّد ابن الحسين بن محمّد بن حاتم ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الطّبريّ ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل بن خالد الطّبريّ ، حدّثنا يوسف بن سعيد أبو المثنّى ، عن أبي عصمة ، عن مقاتل بن حيّان عن قبيصة بن ذؤيب ، عن معاذ بن جبل ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أيما امرأة زوجت نفسها من غير وليّ فهي زانية» (٢).

١١١٣ ـ محمّد بن عبد الرّحمن ، أبو جعفر الصّيرفيّ (٣) :

كان ممن يوصف بالعقل والدين والعلم ، وحدّث عن سفيان بن عيينة ، ويزيد بن هارون ؛ وشبابة بن سوار ، وكثير بن هشام. روى عنه محمّد بن خلف وكيع ، والقاضي المحامليّ وغيرهما.

أخبرني الأزهريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى. وأخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس قالا : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمّد في تسمية من كان من أهل العلم بالجانب الشرقي من مدينة السلام. قال : ومنهم أبو جعفر محمّد بن عبد الرّحمن الصّيرفيّ وكان يعد من العقلاء. وقد حدّث

__________________

(١) ١١١٢ ـ هذه الترجمة برقم ٧٩٦ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ١٣٢.

(٣) ١١١٣ ـ هذه الترجمة برقم ٧٩٧ في المطبوعة.

انظر : الأنساب ، للسمعاني ١٢ / ٢٠٤.

١١٤

وكان مذهبه في بذل الحديث أنه كان يسأل من يقصده عن مدينة بعد مدينة هل بقي فيها أحد يحدّث؟ فإن قيل له ما بقي فيها محدث ، خرج إليها في سر ثم حدثهم ورجع. وكان من الديانة على نهاية.

حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال ، عن أبي الحسن الدّارقطنيّ قال : محمّد بن عبد الرّحمن الصّيرفيّ ثقة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع : أن أبا جعفر محمّد بن عبد الرّحمن الصّيرفيّ مات ليلة السبت ؛ ودفن يوم السبت لسبع خلون من ربيع الآخر سنة خمس وستين ومائتين. قال : وكان من عقلاء الرجال وساداتهم.

قلت : وكان محمّد بن عبد الرّحمن فيما بلغني يذكر أنه ولد سنة خمس وسبعين ومائة.

١١١٤ ـ محمّد بن عبد الرّحمن البغداديّ (١) :

شيخ روى عنه محمّد بن يوسف بن بشر الهرويّ حديثا.

أخبرناه أحمد بن محمّد بن غالب. أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرنا محمّد بن يوسف الهرويّ قال : حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن البغداديّ بمصر ، حدّثنا موسى بن سهل أبو هارون الرّازيّ ، حدّثنا إسحاق بن الأزرق ، حدّثنا سفيان الثّوري ، عن أبي إسحاق الشّيبانيّ ، عن أبي الأحوص الجشمي ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من مولود إلّا وفي سرته من تربته التي تولد منها ؛ فإذا رد إلى أرذل عمره رد إلى تربته التي خلق منها حتى يدفن فيها ؛ وإني وأبا بكر وعمر خلقنا من تربة واحدة وفيها ندفن» (٢).

غريب من حديث الثّوري عن الشّيبانيّ لا أعلم يروى إلّا من هذا الوجه. وقيل : إن محمّد بن مهاجر المعروف بأخي حنيف رواه عن إسحاق بن الأزرق.

١١١٥ ـ محمّد بن عبد الرّحمن بن مهران ؛ أبو العبّاس (٣) :

حدّث عن مسلم بن إبراهيم وعبد الله بن رجاء ؛ وأبي حذيفة موسى بن مسعود ؛

__________________

(١) ١١١٤ ـ هذه الترجمة برقم ٧٩٨ في المطبوعة.

(٢) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ١ / ١٦٠.

(٣) ١١١٥ ـ هذه الترجمة برقم ٧٩٩ في المطبوعة.

١١٥

وعبد السلام بن مطهر ؛ ومحمّد بن الصّبّاح الدّولابيّ. روى عنه محمّد بن مخلد ؛ وأحمد بن موسى المكي وعبد الواحد بن المهتدى بالله ؛ وكان ثقة. وذكر ابن مخلد في تاريخه الذي قرأته بخطه : أن ابن مهران مات في جمادى الآخرة سنة سبعين ومائتين.

١١١٦ ـ محمّد بن عبد الرّحمن بن يونس ، أبو العبّاس السّرّاج الرّقيّ (١) :

قدم بغداد وحدّث بها عن عمر بن خالد الحراني ؛ ومحمّد بن إسماعيل بن عياش الحمصي ؛ وعن أبي صالح محبوب بن موسى الأنطاكيّ ؛ وموسى بن أيّوب النصيبي ، ومحمّد بن أبي السّري العسقلاني. روى عنه وكيع القاضي ، ومحمّد بن مخلد ، وعمر بن محمّد بن أحمد بن هارون العسكريّ ؛ والزّبير بن محمّد الحافظ. وما علمت من حاله إلّا خيرا.

أخبرني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصّيرفيّ والحسن بن محمّد بن عمر النّرسيّ قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن جامع الدهان ، حدّثنا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحراني قال : ولد أبو العبّاس محمّد بن عبد الرّحمن بن يونس السّرّاج سنة مائتين ؛ ومات سنة ثمان وسبعين ومائتين.

١١١٧ ـ محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عمّار بن القعقاع بن شبرمة. أخي عبد الله بن شبرمة الضّبّيّ. وهو شبرمة بن طفيل بن حسّان بن المنذر بن ضرار بن عمرو بن مالك بن زيد بن مالك بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ويكنى محمّد بن عبد الرّحمن : أبا قبيصة (٢) :

سمع سعيد بن سليمان ، وعاصم بن علي الواسطيّين ، وسعد بن زنبور ، وسعيد بن محمّد الجرمي. روى عنه : أبو عمرو بن السّمّاك ، وأحمد بن الفضيل بن خزيمة ، وإسماعيل بن علي الخطبي ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وكان ثقة. وذكره الدّارقطنيّ. فقال : لا بأس به.

أخبرنا علي بن محمّد بن علي الإيادي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم فقال : حدّثني أبو قبيصة محمّد بن عبد الرّحمن ، حدّثنا عاصم بن علي قال :

__________________

(١) ١١١٦ ـ هذه الترجمة برقم ٨٠٠ في المطبوعة.

(٢) ١١١٧ ـ هذه الترجمة برقم ٨٠١ في المطبوعة.

انظر : سؤالات الحاكم للدار قطني ٢١٦. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٥٢.

١١٦

حدّثنا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه ، عن مكحول ، عن عمر بن نعيم ، عن أسامة بن سلمان أن أبا ذرّ حدثه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الله ليغفر لعبده ما لم يقع الحجاب». قالوا : يا رسول الله وما الحجاب؟ قال : «أن تموت النفس وهي مشركة»(١).

حدّثني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا يوسف بن عمر القواس ، حدّثنا إسماعيل بن علي قال : قال لنا أبو قبيصة محمّد بن عبد الرّحمن : تزوجت أم أولادي هؤلاء ، فلما كان بعد الإملاك بأيام قصدتهم للسلام ، فاطلعت من شق الباب فرأيتها ، فبغضتها ، وهي معي منذ ستين سنة.

قال إسماعيل : كان هذا الشيخ من أدرس من رأيناه للقرآن ، سألته عن أكثر ما قرأ في يوم من أيام الصيف الطوال ، وكان يوصف بكثرة الدرس وسرعته ، فامتنع أن يخبرني ، فلم أزل به حتى قال لي : إنه قرأ في يوم من أيام الصيف الطوال أربع ختم ، وبلغ في الخامسة إلى براءة ، وأذن مؤذن العصر ، وكان من أهل الصدق.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال : سنة اثنتين وثمانين ومائتين ، فيها مات أبو قبيصة محمّد بن عبد الرّحمن الضّبّيّ لاثنتي عشرة ليلة بقين من ربيع الأول.

١١١٨ ـ محمّد بن عبد الرّحمن ، أبو بكر الخيّاط المقرئ ، يعرف بزوران ، وقيل : روزان (٢) :

حدّث عن يحيى بن هشام السّمسار ، وسعيد بن سليمان سعدويه. وقرأ على عبيد ابن الصّبّاح صاحب حفص بن سليمان الغاضري. روى عنه أبو الحسن بن سنود ، وعبد الصّمد الطستي ، وأبو بكر الشّافعيّ.

حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن روزان ، حدّثنا سعدويه ، عن أبي معشر ، عن سعيد ، عن أبي هريرة قال : قيل يا رسول الله إنك تمزح. قال : «ولا أقول إلّا حقا».

كذا. قال الشّافعيّ روزان. قدم الراء على الواو ووافقه الطبني على ذلك ، وأما القراء ، فيقولون زوران بتقديم الواو على الراء.

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٥ / ١٧٤. وصحيح ابن حبان ٢٤٥٠. ومشكاة المصابيح ٢٣٦١.

(٢) ١١١٨ ـ هذه الترجمة برقم ٨٠٢ في المطبوعة.

١١٧

١١١٩ ـ محمّد بن عبد الرّحمن بن كامل بن موسى بن صفوان ، أبو الأصبع الأسدي القرقساني (١) :

قدم بغداد وحدّث بها عن جعفر النّفيليّ ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي وأبي بكر بن أبي الأسود ومعلى بن مهدي ، ويزيد بن مهران ، وعبيد بن يعيش. روى عنه يحيى بن محمّد بن صاعد ؛ وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، ومحمّد بن أحمد الحكيمي ، وأبو عمرو بن السّمّاك ، وعبد الصّمد بن علي الطستي ؛ وأبو بكر الشّافعيّ وكان ثقة حسن الحديث.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق إملاء ، حدّثنا أبو الأصبع محمّد بن عبد الرّحمن بن كامل ، حدّثنا محمّد بن أبي أسامة الرّقيّ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا جعفر بن برقان ، عن حبيب بن أبي مرزوق ، عن عبد الملك ابن جريج ، عن عطاء بن رباح ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. أنه صلّى عليها ـ يعني على امرأة ـ بعد ما دفنت.

أخبرنا أحمد بن علي المحتسب قال : قرأ علىّ أحمد بن الفرج الورّاق ، عن أبي العبّاس بن سعيد قال : سألت عن أبي الأصبع القرقساني الحاج سنة ثمان وثمانين فقالوا : توفي منذ نحو ثلاثة أشهر.

أخبرنا علي بن محمّد الدّقّاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن سعيد قال : محمّد بن عبد الرّحمن بن كامل أبو الأصبع القرقساني ، رأيته يخضب بالحناء صاحب حديث. توفي في سنة سبع وثمانين ومائتين.

١١٢٠ ـ محمّد بن عبد الرّحمن ، أبو عبد الله ، وقيل : أبو علي الطّبريّ (٢) :

قدم بغداد وحدّث بها عن محمّد بن حميد الرّازيّ ، وإسماعيل بن عبد الحميد. روى عنه أحمد بن كامل ، وعبد الباقي بن قانع القاضيان ؛ وكنياه أبا عبد الله. وروى عنه أحمد بن الفضل بن خزيمة وكناه أبو علي.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثنا محمّد ابن عبد الرّحمن أبو عبد الله الطّبريّ ، حدّثنا محمّد بن حميد ، حدّثنا الفرات بن

__________________

(١) ١١١٩ ـ هذه الترجمة برقم ٨٠٣ في المطبوعة.

(٢) ١١٢٠ ـ هذه الترجمة برقم ٨٠٤ في المطبوعة.

١١٨

خالد ، حدّثنا طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «خياركم أحسنكم أخلاقا» (١).

١١٢١ ـ محمّد بن عبد الرّحمن بن السندس بن موسى ، أبو بكر الهمدانيّ (٢):

حدّث ببغداد عن محمّد بن إسحاق بن خزيمة النّيسابوريّ ؛ وأحمد بن محمّد الآدمي ، وأحمد بن محمّد بن عمر المنكدري ؛ وإسحاق بن إبراهيم العدني ، وعبد الله بن محمّد بن وهب الدّينوريّ ، وعمر بن محمّد بن أبي زيد الحراني ، وعبد الله بن أبي سفيان الموصلي ، وإبراهيم بن عبد الله بن أيّوب المخرميّ ، ومحمّد بن محمّد الباغنديّ ، والحسين بن عبد الله القطّان الرّقيّ ، وعمر بن محمّد بن بجير السّمرقنديّ.

وأحاديثه تدل على حفظه ومعرفته. روى عنه أبو الحسن الدّارقطنيّ ، وأبو حفص ابن شاهين. وكان ثقة.

١١٢٢ ـ محمّد بن عبد الرّحمن. أبو بكر القاضي ، المعروف بابن قريعة (٣) :

ولاه أبو السائب عتبة بن عبيد الله القاضي قضاء السندية وغيرها من أعمال الفرات ، وكان كثير النوادر ، حسن الخاطر ، عجيب الكلام ، يسرع بالجواب المسجوع المطبوع من غير تعمل له ؛ ولا تعمق فيه ، وله أخبار مستفيضة ظريفة. ولا أعلمه أسند الحديث. وقال لي القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ : ورد الأمير بختيار واسطا في سنة ستين وثلاثمائة ومعه القاضيان أبو محمّد بن معروف ، وأبو بكر بن قريعة. فسمعنا من ابن قريعة أخبارا أملاها علينا عن أبي بكر الأنباريّ وغيره.

قال أبو العلاء : وكان ابن معروف وابن قريعة يوما يتسايران بواسط ؛ فدخلا درب الصاغة ، فتأخر ابن قريعة وقدم ابن معروف. ثم قال : إن تقدمت فحاجب ، وإن تأخرت فواجب.

حدّثني أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي ، حدّثنا علي بن محمّد بن أحمد الختلي بواسط ، حدّثنا القاضي أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن قريعة ، حدّثنا علي ابن موسى الكاتب. قال : اتفقت أنا وأبو العيناء الضّرير بمربعة الخرسي. فسلمت عليه

__________________

(١) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٢) ١١٢١ ـ هذه الترجمة برقم ٨٠٥ في المطبوعة.

(٣) ١١٢٢ ـ هذه الترجمة برقم ٨٠٦ في المطبوعة.

انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٥٨. والبداية والنهاية ١١ / ٢٩٢.

١١٩

فقال لي : أحب أن تساعدني إلى سوق الدواب. فتوجهنا نقصدها فزحمه حمار عليه راكب فأنشأ يقول :

يا خالق الليل والنهار

صبرا على الذل والصغار

كم من جواد بلا حمار

ومن حمار على حمار (١)

ذكر محمّد بن محمّد السنجي الكاتب أن أباه حدثه. قال : كان الوزير أبو محمّد المهلّبي تقدم إلى القاضي ابن قريعة أن يشرف على البناء في داره ؛ وأمر بأن لا يطلق بشيء من النفقة إلّا بتوقيع القاضي. قال : وكنت يوما جالسا مع جماعة في دار المهلّبي بقرب الموضع الذي كان القاضي يجلس فيه. فحضر رجل من العامة فوقف بين يديه ودعا له ، وادعى أن له ثمن ثلاثين بيضة أخذها منه الوكيل لتزويق السقوف ولم يعطه ثمنها. فقال له : بين عافاك الله دعواك ، وأفصح عن نجواك ، فمن البيض نعامي ، وبطي ، وهندي ، ونبطي ، وحمامي ، وعصافيري ، حتى أن السمك يبيض ، والدود يبيض ، فمن أي أجناسه لك؟ فقال الرجل : أنا لا أبيع بيض النعام لتزويق السقوف ، لي ثمن ثلاثين بيضة من بيض الدجاج النبطي. فقال : الآن حصحص الحق ، ما كنيتك؟ فقال : أنا عمر أبو حفص. فقال لكاتب البناء : اكتب بورك فيك إلى الوكيل محمّد بن عاصم : حضرنا ـ تولاك الله ـ أبو حفص عمر البيضي ، فذكر أن له ثمن ثلاثين بيضة دجاجيّا ، لا بطيّا ولا هنديّا أخذت على شرط الإنصاف منه ، ثم أخذ ثمنها عنه ، فارجع أكرمك الله إلى موجب كتابك ، وما أثبته باسم عمر هذا حسابك ، فإن كان صادقا فله ما للصادقين من البر والإكرام وإعطاء الثمن على الوفاء والتمام ، وإن كان كاذبا فعليه ما على الكاذبين من اللعن والزجر ، وقل له موبخا : باعدك الله من حريمه ، ما أقل وقارك لشيبك وحسبك. وصل على نبيك ، وادفع التوقيع إليه. قال : فلما أخذه الرجل وضعه في جيبه وقال : ثمن البيض علىّ أربعة دوانيق ؛ وأنا والله لا أبيع هذه الرقعة بدرهمين. ومضى حدّثني أبو أحمد الماسح. قال : كانت الحسبة ببغداد إلى ابن قريعة ؛ فوافاه أبو عبد الله الزّبيري الدعاء للسلطان في المواكب ، فشكى إليه [خياطا سلمه] (٢) جبة خز ليفصلها فسرق منها خرقة كبيرة وهربها عليه ؛ فكتب ابن قريعة إلى خليفته بباب الشام رقعة نسختها : بسم الله الرّحمن الرّحيم ؛ أنا

__________________

(١) انظر الخبر في : المنتظم ١٤ / ٢٥٨.

(١) ٢ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٢٠