تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

عزلنا سبعة آراس وغطينا رأس حصين بن نمير ، ورأس عبيد الله بن زياد ، فجئت فكشفتها فإذا حية في رأس عبيد الله بن زياد تردد فيه تأكله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطّبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (١) ، حدّثني يوسف بن موسى ، نا جرير ، عن يزيد بن أبي زياد ، قال :

لما جيء برأس ابن مرجانة وأصحابه طرحت بين يدي المختار ، فجاءت حية دقيقة (٢) تخلّلت الرءوس حتى دخلت في فم ابن مرجانة وخرجت من منخره ، ودخلت من منخره وخرجت من فيه ، فجعلت تدخل وتخرج في رأسه من بين الرءوس.

قال يعقوب : وقتل عمر بن سعد وابن له يقال له : حفص.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، أنا أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي ، وأبو نصر عبد العزيز بن محمّد التّرياقي ، وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي ، قالوا : أنا عبد الجبار بن محمّد الجرّاحي ، أنا محمّد بن أحمد المحبوبي ، أنا أبو عيسى محمّد بن عيسى الترمذي (٣) ، نا واصل بن عبد الأعلى ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمارة بن عمير قال :

لما جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نصبت في المسجد في الرحبة ، فانتهيت إليه وهم يقولون : قد جاءت ، قد جاءت ، فإذا حية قد جاءت تخلّل الرءوس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد ، فمكثت هنيئة ثم خرجت ، فذهبت حتى تغيبت ، ثم قالوا : قد جاءت ، قد جاءت ، ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا.

قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب ، أنا أبو العلاء محمّد بن الحسن بن محمّد الوراق ، نا أبو عيسى بكّار بن أحمد المقرئ إملاء ، نا أبو عبد الله أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست (٤) ، نا سويد بن سعيد ، نا علي بن مسهر ، عن

__________________

(١) من طريقه في البداية والنهاية بتحقيقنا ٨ / ٣١٥.

(٢) البداية والنهاية : رقيقة.

(٣) سنن الترمذي كتاب المناقب ، باب مناقب الحسن والحسين رضي‌الله‌عنهما رقم ٣٨٦٩ ومن طريق الترمذي في البداية والنهاية بتحقيقنا ٨ / ٣١٥ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠ ص ١٧٩) وسير أعلام النبلاء ٣ / ٥٤٩.

(٤) الخبر في تاريخ بغداد ٤ / ٣٥٠ ـ ٣٥١ ضمن أخبار أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست.

٤٦١

الأعمش ، عن عمارة بن عمير قال :

لما قتل عبيد الله بن زياد أتي برأسه ورءوس أصحابه ، فألقيت في الرحبة ، فقام الناس إليها ، فبينا هم كذلك إذ جاءت حية عظيمة ، فتفرّق الناس من فزعها ، فجاءت تخلّل الرءوس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد ثم خرجت من فيه ، ثم دخلت في (١) فيه وخرجت من أنفه ، ففعلت ذلك به مرارا ثم ذهبت ، ثم عادت ففعلت به مثل ذلك مرارا ، فجعل الناس يقولون : قد جاءت ، قد جاءت ، قد ذهبت ، فلا يدرى من أين جاءت ولا أين ذهبت.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : قال الليث بن سعد ، وفي سنة ست وستين قتل عبيد الله بن زياد وأصحابه بالخازر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة ، قال : قال أبو اليقظان وغيره :

وجه المختار إبراهيم بن الأشتر ، فلقي عبيد الله بن زياد يوم عاشوراء أول سنة ست وستين بالخازر من أرض الموصل ، فقتل ابن زياد وحصين بن نمير السّكوني ، وشرحبيل بن ذي الكلاع ، وعدة كثيرة من أهل الشام (٢).

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أحمد بن محمّد العتيقي ، أنا محمّد بن الحسين بن عمر اليمني ـ بمصر ـ.

ح قال الخطيب : وأنا القاضي أبو القاسم التنوخي ، أنا محمّد بن المظفر ، قالا : نا بكر بن أحمد بن حفص الشّعراني ، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي قال :

سنة ست وستين عام الخازر قتل عبيد الله بن زياد ، وحصين بن نمير ، وجرير بن شراحيل الكندي في آخرين سموا لنا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : سنة ست وستين قالوا : فيها قتل عبيد الله بن زياد والحصين بن نمير ، ولي قتلهما إبراهيم بن الأشتر ، وبعث برءوسهم إلى المختار ، فبعث بها إلى ابن الزبير ، فنصبت بالمدينة ومكة.

__________________

(١) تاريخ بغداد : من فيه.

(٢) انظر تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٦٣ باختلاف.

٤٦٢

٤٤٤٤ ـ عبيد الله بن أبي (١) زياد

أبو منيع الرّصافي (٢)

أصله من دمشق.

سمع الزّهري.

روى عنه : ابن ابنه أبو محمّد الحجّاج بن يوسف بن عبيد الله.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله بن كادش ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون النّرسي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا أبو طالب الحافظ ، نا أحمد بن نصر ، نا أحمد بن زياد الحذّاء ، وأبو (٣) أسامة الحلبي.

ح قال : وأنا أبو محمّد بن صاعد ، وأبو عبد الله محمّد بن إسماعيل الفارسي.

قالا : نا أبو أسامة عبد الله بن (٤) محمّد بن أبي أسامة الحلبي ، قالا :

نا حجّاج بن أبي منيع الرّصافي ، حدّثني جدي عبيد الله بن أبي زياد عن الزهري ، حدثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف الزّهري ، وأبو عبد الله الأغرّ (٥) صاحب أبي هريرة أن أبا هريرة أخبرهما أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«ينزل ربّنا ـ عزوجل ـ كلّ ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يستغفرني فأغفر له ، من يسألني فأعطيه ، حتى الفجر» [٧٥٦٥].

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي ، أنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف ، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني (٦) ، نا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني ،

__________________

(١) سقطت من ميزان الاعتدال.

(٢) أخباره في :

تهذيب الكمال ١٢ / ١٩١ وتهذيب التهذيب ٤ / ١٢ وميزان الاعتدال ٣ / ٨ والأنساب (الرصافي) ، وكناه أبا أحمد والتاريخ الكبير ٣ / ١ / ٣٨٢ والجرح والتعديل ٥ / ٣١٦ والرصافي بضم الراء ، نسبة إلى رصافة الشام كما في ميزان الاعتدال.

(٣) ما بين الرقمين سقط من م.

(٤) ما بين الرقمين سقط من م.

(٥) اضطرب إعجامها بالأصل وم والمثبت عن تهذيب التهذيب ، وضبطت عن تقريب التهذيب.

(٦) الأصل وم : «الادى» تصحيف والصواب ما أثبت وضبط ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٦٤.

٤٦٣

قال : سمعت هلال بن العلاء يقول (١) :

أبو منيع عبيد الله بن أبي زياد ، وهو مولى لآل هشام بن عبد الملك.

قال : وكنية الحجاج أبو محمّد ، كان لزم حلب في آخر عمره.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف بن بشر ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال (٢) :

الحجاج بن أبي منيع ، واسم أبي منيع يوسف بن عبيد الله بن أبي زياد مولى عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، وكان عبيد الله بن أبي زياد أخا امرأة هشام بن عبد الملك من الرّضاعة ، وهي عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية ، وكان الزهري لما قدم على هشام بالرّصافة وقبل ذلك كان نازلا عندهم عشرين عاما غير أشهر ، فلزق عبيد الله بن أبي زياد ، فسمع علمه وكتبه ، فسمعها منه ابنه يوسف بن عبيد الله ، وسمعها منه ابن ابنه الحجاج بن يوسف أبي منيع في آخر خلافة أبي جعفر ، وقال : أنا كنت أحمل الكتب إليه فيقرأها على الناس ، قال حجاج : ومات عبيد الله بن أبي زياد سنة ثمان أو تسع وخمسين ومائة ، وهو يومئذ ابن نيّف وثمانين سنة ، أسود شعر الرأس ، أبيض (٣) ، وكان ذا جمّة ، وكان الحجاج يكنى أبا محمّد ، وقال الحجاج في جمادى الأولى سنة ست عشرة ومائتين : أنا اليوم ابن ستّ وسبعين سنة.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه ، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (٤) :

عبيد الله بن أبي زياد الشامي عن الزهري ، سمع منه الحجّاج بن أبي منيع.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الخلال ـ إذنا ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح (٥) قال : وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسن قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٦) :

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٢ / ١٩٢.

(٢) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٧٤ وتهذيب الكمال ١٢ / ١٩٢.

(٣) في المصادر : أبيض اللحية.

(٤) التاريخ الكبير ٣ / ١ / ٣٨٢.

(٥) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٦) الجرح والتعديل ٥ / ٣١٦.

٤٦٤

عبيد الله بن أبي زياد الشامي ، روى عن الزهري ، روى عنه ابن ابنه حجّاج بن أبي منيع الرّصافي ، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال :

أبو منيع عبيد الله بن أبي زياد الشامي مولى لآل هشام بن عبد الملك ، ويقال : اسمه يوسف بن عبيد الله بن أبي زياد مولى لآل أبي سفيان ، يعرف بالرّصافي ، سكن رصافة الرّقّة ، سمع محمّد بن مسلم الزهري ، روى عنه حجّاج بن أبي منيع ، أبو محمّد الرّصافي ، كنّاه وسمّاه لنا أبو عروبة السّلمي.

أخبرنا أبو العباس الثقفي ، نا الجوهري ـ يعني حاتم بن الليث ـ نا حسين بن حسن المروزي ، قال :

كان الحجاج بن منيع الرصافي ـ رصافة الرّقّة ـ واسم أبي منيع يوسف بن عبيد الله بن أبي زياد مولى لآل أبي سفيان ، قال حسين : حدثني رجل منهم بهذا الكلام (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبيد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، قال (٢) :

سمعت الحجاج بن أبي منيع الرّصافي يقول : أقام الزهري بالرّصافة عشرين سنة إلّا أربعة أشهر ، خلافة هشام كلها ، إلّا أن يكون حجّ فاستمكنوا منه.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ، أنا أحمد بن علي بن الفتح ، قال : قال لنا أبو الحسن الدارقطني (٣) : شعيب بن أبي حمزة ، وعقيل بن خالد ، وعبيد الله بن أبي زياد الرّصافي ، من الثقات.

٤٤٤٥ ـ عبيد الله بن سعيد بن خالد بن يزيد

ابن معاوية بن أبي سفيان الأموي

أمّه حمادة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٢ / ١٩٢.

(٢) تهذيب الكمال ١٢ / ١٩٢ والمعرفة والتاريخ ١ / ٦٣٦.

(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٢ / ١٩٣.

٤٦٥

كتب إليّ أبو المظفر محمّد بن أحمد بن محمّد الأبيوردي ، قال :

فولد سعيد بن خالد : عبيد الله ، أمّه حمادة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، وهندا ، تزوجها عنبسة الأصفر ، فلم تلد له ، وهي لأم ولد.

٤٤٤٦ ـ عبيد الله بن سفيان بن عبد الأسد

ابن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة

ابن مرّة بن كعب القرشي المخزومي (١)

استشهد يوم اليرموك في خلافة عمر.

وهو ممن صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا يعرف له رواية ، وهو ممن هاجر إلى أرض الحبشة.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، قال :

وولد سفيان بن عبد الأسد بن هلال : الأسود بن سفيان ، وهبّار بن سفيان قتل يوم مؤتة ، وعمر هاجر إلى أرض الحبشة ، وعبيد الله قتل يوم اليرموك ، وعبد الله ، وأمّهم ريطة بنت عبد بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، كذا قال الزبير.

وذكر ابن إسحاق : أن المقتول باليرموك عبد الله ، وذلك فيما.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، أنا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٢) ، نا بكر ـ يعني ابن سليمان ـ عن ابن إسحاق قال : واستشهد يوم اليرموك عبد الله بن سفيان بن عبد الأسد.

كذا في الأصل.

وأخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣).

قال في الطبقة الرابعة : هبّار بن سفيان ، وأخوه عبيد (٤) الله بن سفيان بن عبد الأسد بن

__________________

(١) ترجمته في الإصابة ٢ / ٤٣٧ والاستيعاب على هامش الإصابة ٢ / ٤٣٥ وأسد الغابة ٣ / ٤١٩ تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٣١.

(٢) تاريخ خليفة ص ١٣١.

(٣) طبقات ابن سعد ٤ / ١٣٥ وذلك في ترجمتين مستقلتين.

(٤) في ابن سعد : عبد الله.

٤٦٦

هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وأمّه ابنة عبد بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، قتل يوم اليرموك شهيدا في (١) رجب سنة خمس عشرة من الهجرة (٢) ، وذلك في خلافة عمر بن الخطاب.

كذا قال ابن سعد.

وذكر في الطبقة الثانية فيمن هاجر إلى أرض الحبشة : هبّار بن سفيان ، وأخاه عبد الله بن سفيان ، وذكر أن عبد الله قتل باليرموك ، فالله أعلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أحمد بن علي بن ثابت ، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل ، أنا محمّد بن عبد الله بن عتّاب ، أنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن عمه موسى بن عقبة ، قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني مخزوم : هبّار بن سفيان بن عبد الأسد ، قتل يوم أجنادين ، وقتل عبيد الله بن سفيان بن عبد الأسد يوم اليرموك (٣).

٤٤٤٧ ـ عبيد الله بن سلمة بن حزم المكتب

حدّث عن أبي محمّد عبد الله بن عطية الدمشقي المفسّر ، وعبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون ، وأبي الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي (٤) ، وأبي طاهر محمّد بن الحسن بن علي الأنطاكي المقرئ.

روى عنه : أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الدّاني.

٤٤٤٨ ـ عبيد الله بن سليمان بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاصي بن أمية الأموي

وأمّه عائشة بنت عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان (٥).

له عقب وذكر.

٤٤٤٩ ـ عبيد الله بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي (٦)

له ذكر.

__________________

(١) ما بين الرقمين ليس في ابن سعد.

(٢) ما بين الرقمين ليس في ابن سعد.

(٣) الإصابة ٢ / ٤٣٧.

(٤) عن م وبالأصل : المطلي ، تصحيف.

(٥) نسب قريش للمصعب ص ١٦٦.

(٦) انظر نسب قريش ص ١٦٨.

٤٦٧

٤٤٥٠ ـ عبيد الله بن سليمان (١)

من أهل دمشق.

حدّث عن عبد الرزاق.

روى عنه ابنه محمّد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أنا أبو الفتح المطهّر بن محمّد بن جعفر البيّع ، أنا شجاع بن علي المصقلي (٢) ، أنا أبو عمر بن عبد الوهاب ـ إجازة ـ نا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن الموفق ، نا أبو علي الحسن (٣) بن يوسف ، نا محمّد بن عبيد الله بن سليمان الدمشقي ، حدّثني أبي عبيد الله بن سليمان ، نا عبد الرّزّاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«إنّي لأدخل الجنة ، فلا أفقد منها أحدا إلّا معاوية بن أبي سفيان سبعين عاما ، ثم أراه بعد ذلك على ناقة من زبرجدة خضراء ، قوائمها (٤) من ياقوتة حمراء (٥) ، فأقول : يا معاوية أين كنت؟ فيقول : لبيك يا رسول الله ، كنت تحت عرش ربّي ـ عزوجل ـ يحييني بيده ، فقال : هذا بما كانوا يشتمونك في دار الدنيا» [٧٥٦٦].

هذا حديث منكر ، وفيه غير واحد من المجاهيل.

٤٤٥١ ـ عبيد الله بن سنان

أبو سفيان النّصري

عمّ أبي زرعة.

حكى عنه أبو زرعة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال : سألت أبا سفيان النّصري عبيد الله بن سنان ، وحدّثني أن جدّتي أم أبي أرضعته ، قلت : أي سنة مات محمّد بن عبد الله الشّعيثي النصري؟ قال : لقد رأيته وجالسته ، مات بعد سنة أربع وخمسين ومائة بيسير.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٣ / ١٠.

(٢) في م : الصقلي.

(٣) في م : الحسين.

(٤) بالأصل : قوائمه ، وفوقها ضبة تنبيه إلى أن الصواب قوائمها ، والمثبت عن م.

(٥) الأصل : أحمر ، وفوقها ضبة ، والتصويب عن م.

٤٦٨

٤٤٥٢ ـ عبيد الله ـ ويقال : عبد الله ـ بن شميل الفهري

تقدم ذكره في باب عبد الله.

٤٤٥٣ ـ عبيد الله بن شدّاد (١)

والد شدّاد بن عبيد الله القارئ ، من أهل دمشق.

روى عن أبيه قوله.

روى عنه سليمان بن عتبة أبو الربيع.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون : أنا محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، نا خليفة بن خياط (٢).

قال في الطبقة الأولى من أهل الشامات : عبيد الله بن أبي (٣) شدّاد أبو حيّ ، دمشقي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٤) :

عبيد الله بن شدّاد عن أبيه قوله ، روى عنه سليمان بن عتبة الشامي.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلال ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح (٥) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٦) :

عبيد الله بن شدّاد روى عن أبيه قوله ، روى عنه سليمان بن عتبة الشامي ، سمعت أبي يقول [ذلك](٧).

__________________

(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٦٤ رقم ٢٩٠٩ ، التاريخ الكبير ٣ / ١ / ٣٨٤ الجرح والتعديل ٥ / ٣١٨.

(٢) طبقات خليفة ص ٥٦٤ رقم ٢٩٠٩.

(٣) كذا بالأصل وم وطبقات خليفة.

(٤) التاريخ الكبير ٣ / ١ / ٣٨٤.

(٥) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٦) الجرح والتعديل ٥ / ٣١٨.

(٧) الزيادة عن م والجرح والتعديل.

٤٦٩

أخبرنا أبو محمّد بن أبي الحسين المزكي ، نا عبد العزيز بن أبي طاهر ، أنا أبو القاسم بن أبي الحسين ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة ، قال في الطبقة الثانية :

عبيد الله بن شدّاد قديم ، وهو ابن شدّاد قديم ، وهو أبو شدّاد بن عبيد الله القارئ.

٤٤٥٤ ـ عبيد الله بن طغج بن جفّ

أبو الحسن الفرغاني (١)

ولي إمرة دمشق في أيام الراضي بالله (٢) خلافة لأخيه أبي بكر محمّد بن طغج بن جفّ (٣) المعروف بالإخشيد بعد عزله أخاه الحسن بن طغج (٤) ، ثم عزله وولّى غلامه بدرا (٥) الإخشيدي المعروف ببدير فيما ذكره أبو الحسين الرازي.

وبلغني أن عبيد الله مات بالرّملة في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.

٤٤٥٥ ـ عبيد الله بن عامر اليحصبي

أخو عبد الله بن عامر المقرئ.

ذكر أبو علي أحمد بن محمّد بن الحسن الأصبهاني المقرئ ـ نزيل دمشق فيما قرأته بخطه ـ وأنبأنيه أبو القاسم العلوي ، عن أبي القاسم بن الفرات فيما سمعه منه أنه قرأ على أخيه عبد الله بن عامر ، وأنه كان على القضاء ، وأدّب أهل دمشق أيام الوليد بن عبد الملك ، ولم أقف على ذلك من غير جهة أبي علي ، والذي نعرفه أخا لابن عامر (٦) عبد الرّحمن بن عامر ، وقد تقدم ذكره في موضعه.

٤٤٥٦ ـ عبيد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف

أبو محمّد الهاشمي (٧)

أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وحدث عنه.

__________________

(١) أمراء دمشق ص ٥٥ والنجوم الزاهرة ٣ / ٣١٠ وتحفة ذوي الألباب ١ / ٣٦٠.

(٢) انظر أخباره في الوافي بالوفيات ٢ / ٢٩٧ وتاريخ الخلفاء ص ٣٩٠.

(٣) أخباره في الوافي بالوفيات ٣ / ١٧١ ووفيات الأعيان ٥ / ٥٦ وسيترجم له المصنف ، انظر المخطوط ١٥ / ٤٨٤.

(٤) ترجمته في الوافي بالوفيات ١٢ / ٦١ والنجوم الزاهرة ، وقد تقدمت ترجمته في كتابنا هذا (راجع تراجم من اسمه الحسن).

(٥) ترجمته في الوافي بالوفيات ١٠ / ٩٤ وأمراء دمشق ص ١٧ وتحفة ذوي الألباب ١ / ٣٥٥.

(٦) أقحم بعدها بالأصل «بن».

(٧) انظر أخباره في :

تهذيب الكمال ١٢ / ٢٠٥ وتهذيب التهذيب ٤ / ١٦ ونسب قريش ص ٢٧ والمحبر (الفهارس) وتاريخ الطبري

٤٧٠

وقدم دمشق وافدا على معاوية.

روى عنه سليمان بن يسار ، ومحمّد بن سيرين ، وعطاء بن أبي رباح.

وكان عبيد الله من كرماء قريش وجودائهم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا أحمد بن إبراهيم بن نافع ، نا علي بن عبد العزيز ، نا حجّاج بن منهال ، نا يزيد بن إبراهيم التّستري ، عن محمّد بن سيرين ، عن عبيد الله بن عباس قال :

كنت رديف النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأتاه رجل فقال : يا نبي الله ، إنّ أمه عجوز كبيرة ، إن حزمها خشي أن يقتلها ، وإن حملها لم تستمسك ، فأمره النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يحجّ عنها.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثنا أبي ، نا هشيم ، نا يحيى بن أبي إسحاق.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني جدي ، نا هشيم ، نا يحيى بن أبي إسحاق ، عن سليمان بن يسار ، عن عبيد الله بن عباس قال : جاءت الغميصاء أو (٢) الرّميصاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تشكو (٣) زوجها وتزعم أنه لا يصل إليها ، فجاء زوجها فقال : إنها كاذبة ، ولكنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس ذلك لك حتى يذوق عسيلتك رجل غيره» [٧٥٦٧].

وفي حديث ابن حنبل فما كان إلّا يسيرا حتى جاء زوجها فزعم أنها كاذبة ، وليس فيه : إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أحمد بن الحسن ـ زاد

__________________

(الفهارس) ، الكامل في التاريخ بتحقيقنا (الفهارس) ، البداية والنهاية بتحقيقنا (الفهارس) العقد الفريد بتحقيقنا (الفهارس) ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٥١٢ الإصابة ٢ / ٤٣٧ والاستيعاب ٢ / ٤٢٩ وأسد الغابة ٣ / ٥٢٤ تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٤١ ـ ٦٠ ص ٢٦٧) ، و (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠ ص ١٤٦) وانظر بالحاشية في المجلدين أسماء مصادر كثيرة ترجمت له.

(١) مسند أحمد بن حنبل ١ / رقم ١٨٣٧ ، ومن هذا الطريق ورد في تهذيب الكمال ١٢ / ٢٠٧.

(٢) الأصل وم : والرميصاء ، والمثبت عن المسند.

(٣) الأصل : يشكو ، والتصويب عن م والمسند وتهذيب الكمال.

٤٧١

الأنماطي وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا : أنا أبو محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسين ، أنا أبو جعفر ، نا خليفة قال (١) :

عبيد الله ، وقثم ابنا العباس بن عبد المطلّب بن هاشم ، ومعبد بن العباس بن عبد المطّلب ، أمّهم أم الفضل بنت الحارث ، وهي لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.

عبيد الله يكنى أبا محمّد ، مات بالمدينة سنة ثمان وخمسين ، واستشهد قثم بسمرقند ، واستشهد معبد بأفريقية.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا الهيثم بن كليب ـ إجازة ـ.

قال : قال ابن أبي خيثمة ، عن مصعب الزبيري قال (٢) :

كان عبيد الله أصغر سنا من عبد الله [بسنة](٣) ، ومات بالمدينة ، وقد رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار (٤).

قال في تسمية ولد العباس : وعبيد الله بن العبّاس كان أصغر سنا من عبد الله بسنة ، وقد رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان سخيا جوادا ، وكان ينحر ويذبح ويطعم في موضع المجزرة التي تعرف بمجزرة ابن عباس بالسوق ، فنسبت المجزرة إليه بذلك السبب ، واستعمل علي بن أبي طالب عبيد الله بن العبّاس على اليمن ، وأمّره ، فحج بالناس سنة ست وثلاثين (٥) ، ومات عبيد الله بالمدينة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٦).

__________________

(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤٠٤.

(٢) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٢٧.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم وأضيف عن نسب قريش.

(٤) الخبر في نسب قريش للمصعب ص ٢٥ وما بعدها ، فكثيرا ما كان الزبير بن بكّار يأخذ عن عمّه المصعب.

(٥) في نسب قريش : فحج بالناس سنة ٣٦ وسنة ٣٧.

(٦) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

٤٧٢

قال فيمن أدرك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورآه ولم يحفظ عنه شيئا : عبيد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم ، ويكنى أبا محمّد كان بينه وبين أخيه عبد الله (١) سنة في السن.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٢) ، قال في الطبقة الخامسة : عبيد الله بن العبّاس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، وأمّه أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة ، ولد عبيد الله : محمّدا وبه يكنى ، وسمّى غيره ، ثم قال : وكان عبيد الله بن العبّاس أصغر سنا من عبد الله بن العباس بسنة ، فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبض وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، وقد رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وسمع منه ، وكان سخيا جوادا.

وقال بعض أهل العلم : كان عبد الله وعبيد الله ابنا العباس إذا قدما مكة أوسعهم عبد الله علما ، وأوسعهم عبيد الله طعاما ، وكان عبيد الله رجلا تاجرا ، ومات عبيد الله بالمدينة.

قال محمّد بن عمر : وعبيد الله بن العبّاس قد بقي إلى دهر يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (٣).

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلّال ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي يعقوب ، قال :

وعبيد الله بن العبّاس يكنى أبا محمّد ، كان بينه وبين أخيه عبد الله بن عباس في السن سنة ، عبد الله أكبر من عبيد الله بسنة. يعد عبد الله بن عباس في الطبقة السابعة من الصحابة ، ويعد عبيد الله في آخر الطبقة الثامنة ممن يعلم أنه أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورآه ولم يحفظ عنه شيئا (٤).

__________________

(١) بالأصل : عبيد الله ، تصحيف والتصويب عن م.

(٢) لم يرد له ذكر في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد ، فترجمته ضمن القسم الضائع من الطبقات. وانظر تهذيب الكمال ١٢ / ٢٠٥ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠ ص ١٤٦).

(٣) تهذيب الكمال ١٢ / ٢٠٥ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠ ص ١٤٦).

(٤) انظر تهذيب الكمال ١٢ / ٢٠٥.

٤٧٣

ويروى أن عبد الله بن عباس كانوا إذا أتوه يوسعهم علما ، وكان عبيد الله يوسعهم طعاما ، وكان سخيا جوادا ، استعمله علي بن أبي طالب على اليمن ، وأمّره أن يحجّ بالناس سنة ست وثلاثين ، وسنة سبع وثلاثين ، ومات عبيد الله بالمدينة سنة سبع وثمانين ، فكأنه مات وله بضع وثمانون سنة ، وكان لعبيد الله بن عباس من الولد محمّد ، وبه كان يكنى ، وعباس والعالية ، وميمونة ، وأمّهم عائشة بنت عبد الله ، وعبد الله بن جعفر وعمرة لأمهات أولاد ولبابة وأم محمّد (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، قال :

عبيد الله بن العبّاس بن عبد المطلب سكن المدينة ، وبها مات ، وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني ، أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال : أبو محمّد عبيد الله (٢) بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي ، وأمه أم الفضل بنت الحارث ، واسمها لبابة ، رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو غلام ، يقال : وكان بينه وبين عبد الله في السن سنة ، يقال : مات باليمن ، ويقال بالمدينة سنة ثمان وخمسين ، كنّاه خليفة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده قال :

عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي روى عنه ابنه عبد الله ، ومحمّد بن سيرين ، وسليمان بن يسار ، وعطاء بن أبي رباح ، كان (٣) أصغر سنا من أخيه عبد الله بسنة ، وكان إسلامه مع إسلام أبيه ، توفي بالمدينة أيام يزيد بن معاوية ، يكنى أبا محمّد.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع المصقلي ، أنا محمّد بن إسحاق ، أنا الحسين (٤) بن علي ، نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، نا الفضل بن أبي طالب ، نا محمّد بن

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٢ / ٢٠٥ وعقب الذهبي في تاريخ الإسلام على قوله أنه مات سنة سبع وثمانين : أستبعد أنه بقي إلى هذا الوقت.

(٢) الأصل وم : «عبد الله» تصحيف.

(٣) إلى هنا ينتهي الخبر في م ، والكلام التالي فيها من خبر آخر ، وإسناده فيها :

أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا : قال لنا أبو نعيم : عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب روى عنه عبد الله ومحمد بن سيرين وسليمان بن يسار وعطاء بن أبي رباح ...

(٤) في م : الحسن.

٤٧٤

صالح مولى بني هاشم ، نا مروان بن ضرار الفزاري ، أخبرني عبد الرّحمن بن الحكم بن البراء بن قبيصة الثقفي ، حدّثني أبي ، عن عامر بن عبد الأسود العبقسي ، عن عبد الله بن الغسيل قال (١) :

كنت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فمرّ بالعباس فقال : «يا عبّاس أتبعني بنيك؟» فقال لهم أبو الهيثم بن عتبة : يا عمّ انتظرني حتى أجيئك ، قال : فلم يأتهم ، فانطلق بهم ستة من بنيه : الفضل ، وعبد الله ، وعبيد الله ، وعبد الرّحمن ، وقثم ، ومعبد ، فأدخلهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيتا وغطاهم بشملة له سوداء ، مخططة بحمرة ، فقال : «اللهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي وعترتي ، فاسترهم من النار كما سترتهم بهذه الشملة» ، قال : فما بقي في البيت مدرة ولا باب إلّا أمّن [٧٥٦٨].

أخبرنا عاليا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا علي بن سعيد الرازي ، نا محمّد بن صالح بن مهران ، نا مروان بن ضرار الفزاري ، أخبرني عبد الرّحمن بن الحكم بن البراء بن قبيصة الثقفي ، حدّثني أبي ، عن عامر بن عبد الأسد العبقسي ، عن عبد الله (٢) بن الغسيل قال :

كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فمرّ بالعباس ، فقال : «يا عمّ اتبعني بنيك» فانطلق بستة من بنيه : الفضل ، وعبد الله ، وعبيد الله ، وعبد الرّحمن ، وقثم ، ومعبد ، فأدخلهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيتا وغطّاهم بشملة سوداء مخططة بحمرة ، قال : «اللهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي وعترتي فاسترهم من النار كما سترتهم بهذه الشملة» ، قال : فما بقي في البيت مدر ولا باب إلّا أمّن [٧٥٦٩].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدّثني أبي ، نا جرير ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا (٤) بني العباس ثم يقول : «من سبق إليّ فله كذا وكذا» ، فيستبقون إليه ، فيقعون إليه على ظهره وصدره فيقبّلهم ويلزمهم [٧٥٧٠].

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٥) ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح (٦) وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور قالا : أنا

__________________

(١) الإصابة ٢ / ٣٥٧ ضمن ترجمة عبد الله بن الغسيل.

(٢) الأصل : عبيد الله.

(٣) مسند أحمد بن حنبل ١ / ٤٥٩ رقم ١٨٣٦.

(٤) الأصل وم : وكثير ، والمثبت عن المسند.

(٥) الأصل : «المزرقي» وفي م : «المررقي» كلاها تصحيف.

(٦) «ح» حرف التحويل سقط من م.

٤٧٥

عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا داود بن عمرو الضّبي ، نا جرير ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، قال :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا بني العباس ويقول : «من سبق فله كذا وكذا» ، يستبقون ويقعون عليه ، فيقبّلهم [٧٥٧١].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا محمّد بن سعد البيوردي ، نا أبو عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم ، نا (١) أبو الربيع الحارثي ، نا الحسن بن عنبسة ، نا علي بن هاشم ، عن الصياح بن يحيى ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن العباس ، عن كثير بن العباس قال :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يجمعنا أنا وعبد الله وعبيد الله وقثم فيفرج يديه هكذا ويمد باعيه ويقول : «من سبق إليّ فله كذا وكذا» [٧٥٧٢].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر ، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، أنا أبو بكر بن (٢) إسماعيل ، نا يحيى بن محمّد بن (٣) صاعد ، نا عمرو بن علي ، ويوسف بن موسى ، وزيد بن أخرم ، قالوا : أنا أبو عاصم الضّحّاك بن مخلد.

ح قال : ونا العباس بن محمّد (٤) ، أنا روح ـ واللفظ لعمرو ـ عن أبي عاصم ، نا ابن جريج ، حدّثني جعفر بن خالد بن سارة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر قال :

مر بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنا وقثم وعبيد الله فقال : «ارفعوا هذا» ، فجعلني أمامه ثم قال : «ارفعوا هذا» ـ يعني قثم ـ فجعله وراءه ، ثم استحيا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من عمّه العباس أن حمل قثم وترك عبيد الله ، وكان عبيد الله أحب إلى العبّاس من قثم قال : قلت ما فعل قثم؟ وقال يوسف في حديثه : قلت لعبد الله ما فعل قثم ، قال : استشهد ، قلت : الله ورسوله كانا أعلم بالخيرة ، قال : أجل ، وقال زيد بن أخرم في حديثه : قلت : الله أعلم بالخير حيث كان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد.

ح وأخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد بن

__________________

(١) سقطت من م.

(٢) ليست في م.

(٣) بين الرقمين سقط من م.

(٤) بين الرقمين سقط من م.

٤٧٦

أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قالا : نا محمّد بن سعد (١)

قال : قال محمّد بن عمر : استعمل علي بن أبي طالب عبيد الله بن العباس على اليمن ، فأمّره فحجّ بالناس سنة ست وثلاثين ، وسنة سبع وثلاثين ، وبعثه أيضا على الحجّ سنة تسع وثلاثين ، فاصطلح الناس تلك السنة على شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدري ، فحجّ بهم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٢) :

وأقام الحج سنة ست وثلاثين عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب ويقال : إن الذي أقام الحج عبد الله بن العباس.

قال : وأقام الحج ـ يعني سنة سبع وثلاثين ـ عبيد الله (٣) بن عباس بن عبد المطلب.

وقال (٤) : سنة أربعين فيها : بعث معاوية بن أبي سفيان بسر بن أبي أرطأة أحد بني عامر بن لؤي إلى اليمن ، وعليها عبيد الله بن العباس بن عبد المطّلب فتنحى عبيد الله وأقام بسر عليها ، فبعث عليّ جارية بن قدامة السّعدي فهرب بسر ، ورجع عبيد الله بن عباس إليها ، فلم يزل [عليها](٥) حتى قتل علي.

أخبرنا أبو بكر محمّد (٦) بن محمّد بن علي ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد ، أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر ، أنا أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد ، حدّثني أبي ، حدّثني محمّد بن مروان بن عمر القرشي ، نا جعفر بن أحمد بن معدان ، نا الحسن بن جهور قال :

ذكروا أن عليا ولّى عبيد الله بن العبّاس اليمن ، فهلك عليّ ، فبعث معاوية بسر (٧) بن أبي أرطأة الفهري على اليمن ، فأصاب ابنين لعبيد الله صغيرين فقتلهما ، وكانت أمهما تجيء إلى الموسم كلّ سنة تبكي عليهما وتقول (٨) :

__________________

(١) سقط الخبر من ابن سعد ضمن القسم الضائع من الطبقات الكبرى المطبوع.

(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٩١.

(٣) الذي في نسخة تاريخ خليفة (ت. العمري) ص ١٩٢ : «عبد الله» وكتب محققه : «في الحاشية : قال ابن بكار : عبيد الله بن عباس».

(٤) تاريخ خليفة ص ١٩٨.

(٥) الزيادة عن تاريخ خليفة.

(٦) كذا بالأصل وم.

(٧) في م : بشر ، تصحيف.

(٨) الأبيات في الاستيعاب ١ / ١٦٠ والكامل لابن الأثير بتحقيقنا (حوادث سنة ٤٠) ، والكامل للمبرد ٣ / ١٣٨٧ والأغاني ١٦ / ٢٠٤.

٤٧٧

ها (١) من أحسّ بنيّ اللّذين هما

كالدّرّتين تشظّى (٢) عنهما الصّدف

ها (٣) من أحسّ بنيّ اللّذين هما

مخّ العظام ، فمخي اليوم مزدهف (٤)

خبّرت (٥) بسرا ، وما أيقنت ما زعموا

من قولهم ومن الإفك الذي اقترفوا

أنحى على ودجي ابنيّ مرهفة

مشحوذة لم يخالط حدّها عقف (٦)

من دلّ والهة عبرى مسلّبة

على صبيين ضلا إذا غدا السلف

قال : فدخل عبيد الله على معاوية حين استقام له الناس ، وقد عزل بسر بن أبي أرطأة على اليمن ، فقال عبيد الله : يا أمير المؤمنين إنّ بسرا قتل ابنيّ ظالما لهما ، ولو أنه أصاب ابنيك على الوجه الذي أصاب ابنيّ عليه قتلهما ، ولو ولينا من أمره ما ولّيت أقدناكه ، فأقدنيه بابني ، وأيم الله أن لو قتلت بسرا بهما كان من قتله بواء بهما ، ولكن لا سبيل لي إلّا على من قتل ابنيّ ، وإني في ذلك لكما قال امرؤ القيس الكندي في قاتل حجر أبيه :

وقد يشفي الضّغينة غير كفء

وقد يملأ الوطاب من الحباب

وكما قال عمرو بن عدي بن أخت جذيمة الأبرش في قتل خاله :

إن أقتلك لا أقتلك إلّا لجاجة

أو أتركك لا أتركك إلّا تكرّما

وقد علمت قريش أنّي غير هشّ المشاشة (٧) ، ولا مريء المأكلة ، وإنّ أولنا ساد أولكم ، وإنّ آخرنا هدى آخركم ، فإن كنت أمرت بسرا بقتل ابني فقتل ابني خلّينا عنه وطلبناك ، وإن كنت لم تفعل خلّيناك وطلبناه ، وأيم الله لو لا أنه لا فتك في الإسلام ، لما سألناك استقادة بسر.

فقال معاوية : يا عبيد الله إنّ بسرا قتل ابنيك ظالما لهما ، فاقتل ابنيه بابنيك فدونك الرجل ، وأما قولك إنّي غير هشّ المشاشة ، ولا مريء المأكلة ، فكذلك بنو عبد مناف ، وقريش بعضها أكفّاء بعض ، عرض بعرض ، ودم بدم ، ولا والله ما أمرته بقتلهما ولا عزلته إلّا لهما ، ولو أمرته لاعتذرت (٨) إليك ، وطلبك بسرا أهون عليّ من طلبي. ولقد ساد أولكم

__________________

(١ و ٣) في المصادر : يا.

(٢) تشظى : زال.

(٤) الازدهاف : الشدة والأذى ، والزهف : الحزن.

(٥) الكامل للمبرد : نبئت.

(٦) عجزه في الكامل للمبرد : وعظيم الإفك يقترف.

(٧) المشاشة : رءوس العظام اللينة التي يمكن مضغها.

(٨) الأصل : لا اعتذرت ، والتصويب عن م.

٤٧٨

وهدى آخركم ، فإن يك لنا مع سيدكم سيد ، فليس لنا مع هاديكم هاد.

وأنشأ عبيد الله بن عباس يقول :

يا ابن صخر وابن حرب تبيّن

من تقيسون بعبد المطّلب

من إذا رأت قريش وجهه

عظّموا المرء وخرّوا للركب

صاحب الفيل وساقي زمزم

ثمّت الفدية رأس في العرب

وهدى آخرنا آخركم

فبه الملك لكم أجرى الحقب

إنّ بسرا قتل ابنيّ وما

بين بسر وبني فهر نسب

فاقتل العبد بفرخي هاشم

إنّ هذا من بواء العجب (١)

اجعل الفضّة فينا ذهبا

ونضار القوم فينا كالغرب

لا يقرّ العين إلّا قتل من

سبّب القتل وللقتل سبب

ذاك ما ذاك ابن حرب إنه

قطب الشّرّ وللشّرّ قطب

وكان معاوية يقول إن عبيد الله بن عباس علّم قريشا الجود ، وكان عبيد الله أجود العرب ، وقد قال فيه شاعر من قريش :

وعلّمها عبيد الله ما لم تكن

تأتيه من شيم الكرام

وورثها مكارم ثابتات نفى

عنها بها لوم اللئام

وصية هاشم وبني أبيه

قصيّ والهمام بن الهمام

وقال معاوية :

يا عبيد الله إنّي حامل لك

ما قد كان من تلك الخطب

أنت علمت قريشا جودها

أدب منك وللجود أدب

ليس تمريك قريش كلها

إنّ خير القوم عبد المطّلب

ثم ما تحوي جميعا كله

كان للأمي أمي العرب

إنّ بسرا قتل ابنيك على

غير جرم قاطعا منك النّسب

أنزل الله ببسر بأسه

وعلى بسر من الله الغضب

أضرب العبد على يافوخه

ضربة تذهب منه ما ذهب

__________________

(١) باء فلان بفلان! إذا كان كفأ له. وفلان بواء فلان أي كفؤه ، وهم بواء في هذا الأمر : أي أكفاء ، وهو مع مطالبته بقتله بسرا يستنكر أن يكون بواء بولديه ، أي كفأ لهما ، يقول : بواء العجب؟.

٤٧٩

في مقيل الدهر من ضعف به

ليس هذا من مناف بعجب

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا يحيى ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس أنه دعا أخاه عبيد الله يوم عرفة إلى طعام ، فقال : إني صائم ، فقال : إنكم أئمة يقتدى بكم ، قد رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا بحلاب (١) في هذا اليوم فشرب وقال غير مرة : «أهل بيت يقتدى بكم».

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل المصري ، أنا أحمد بن مروان ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد ، نا الواقدي (٢) ، قال : سمعت عمّي يقول :

كان يقال بالمدينة : من أراد العلم والسّخاء والجمال فليأت دار العباس بن عبد المطلب ، أما عبد الله فكان أعلم الناس ، وأما عبيد الله فكان أسخى الناس ، وأما الفضل فكان أجمل الناس.

آخر الجزء السابع عشر بعد الثلاثمائة من الأصل.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار (٣) ، حدّثني عبد الله بن إبراهيم الجمحي ، عن أبيه قال :

دخل أعرابي دار العباس بن عبد المطلب وفي جانبها عبد الله بن عباس لا يرجع في شيء يسأل عنه ، وفي الجانب الآخر عبيد الله بن العبّاس يطعم كلّ من دخل ، قال : فقال الأعرابي : من أراد الدنيا والآخرة فعليه بدار العباس بن عبد المطلب ، هذا يفتي ويفقّه الناس ، وهذا يطعم الطعام.

قال : ونا الزبير ، قال : وأخبرني عمّي مصعب بن عبد الله (٤) قال :

قال بعض أهل العلم : كان عبد الله يوسعهم علما ، وكان عبيد الله يوسعهم طعاما.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، وأبو الحسن سعد الخير بن محمّد قالا : أنا طراد بن محمّد ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر

__________________

(١) الحلاب : إناء يحلب فيه اللبن.

(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٢ / ٢٠٦.

(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٢ / ٢٠٦.

(٤) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٢٧.

٤٨٠