تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

تقتلهم (١) ظلما وترجو ودادنا

فدع خطة ليست لنا بملائمه

لعمري لقد راغمتمونا بقتلهم

فكم ناقم منا عليكم وناقمه

أهمّ مرارا أن أسير بجحفل

إلى فئة زاغت عن الحق ظالمة

فكفوا وإلا ذدتكم (٢) في كتائب

أشد عليكم من زحوف الديالمه

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي ، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر ، عن أبي (٣) عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني قال :

عبيد الله بن الحرّ بن عروة بن خالد (٤) بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفر أحد شعراء الكوفة ، وفتاكها ، دعاه الحسين بن علي إلى نصره فأبى عليه ، ثم ندم ، ومن قوله (٥) :

تبيت (٦) السكارى من أمية نوّما

وبالطّفّ قتلى ما ينام حميمها

وما نبيع الإسلام إلّا قبيلة (٧)

تأمّر نوكاها ودام نعيمها

وأضحت (٨) قناة الدين في كفّ ظالم

إذا اعوجّ منها جانب لا يقيمها

فأقسمت لا تنفكّ عيني حزينة

وعيني تبكي لا يخفّ سجومها

حياتي أو تلقي أمية جزية

يذل بها حتى الممات عميمها

وله :

يقول أمير ظالم حقّ ظالم

ألا كنت قاتلت الشّهيد ابن فاطمة

ونفسي على خذلانه واعتزاله

وبيعة هذا الناكث العهد سادمة

سقى الله أرواح الذين تبايعوا

على نصره سقيا من الغيث دائمة

__________________

(١) في م وابن الأثير : يقتلهم ، وفي الطبري : أتقتلهم.

(٢) عن الطبري ، وبالأصل وم : زرتكم بكتائب.

(٣) في م : أبيه.

(٤) الأصل : الخلد ، والمثبت عن م.

(٥) الأبيات في معجم البلدان (الطق) ونسبها لأبي ذهل الجمحي.

(٦) الأصل وم : «يبيت النشاوى» والمثبت عن معجم البلدان.

(٧) صدره في معجم البلدان :

وما أفسد الإسلام إلّا عصابة

(٨) معجم البلدان : فصارت.

٤٢١

٤٤٣٥ ـ عبيد الله بن الحر بن يوسف بن يحيى

ابن الحكم بن أبي العاص الأموي

كان مع عبد الله بن مروان بن محمّد حين دخل أرض النوبة ، له ذكر.

٤٤٣٦ ـ عبيد الله بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن زنجويه

ـ ويقال : ابن العباس بن زنجويه ـ

أبو الحسن الأصبهاني المعروف بابن الورّاق

إمام جامع دمشق.

حدّث عن أحمد بن سليمان بن حذلم ، وأبي القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب ، وعلي بن الحسين البغدادي الوراق ، وأبي (١) الميمون بن راشد ، وأبي بكر محمّد بن الحسين بن عمر بن مزاريب ، وأبي بكر محمّد بن سهل القنّسريني ، وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي ، وأبي عبد الله محمّد بن إبراهيم بن عبد الملك بن مروان ، وأبي عمر محمّد بن العباس بن الوليد بن عمر بن كوداك ، وأبي عمر محمّد بن موسى بن فضالة ، وأبي بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة ، وأبي موسى هارون بن محمّد بن هارون الموصلي الطّحّان ، وأبي علي الحسن بن منير بن محمّد التّنّوخي ، وأبي القاسم إسماعيل بن القاسم الحلبي المؤدب ، وأبي الحسن علي بن جندل القزويني ، وأبي علي محمّد بن القاسم بن معروف بن أبي نصر (٢)

روى عنه : أبو القاسم الحنّائي ، وعلي بن الخضر ، وأبو محمّد الصوفي ، وأبو بكر الحداد ، وعلي الحنّائي ، وأبو علي الأهوازي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو القاسم الحنّائي ، نا أبو الحسن عبيد الله بن الحسن بن أحمد الورّاق ، أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم ، نا بكّار بن قتيبة البكراوي ، نا أبو المطرّف بن أبي الوزير ، نا محمّد بن طلحة بن مصرّف ، عن زبيد الإيامي ، عن أبي وائل ، عن ابن مسعود قال :

سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر ، قال زبيد : فقلت له : ترويه عن عبد الله ، وعبد الله يرويه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم.

__________________

(١) في م : وأبو.

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٧٢.

٤٢٢

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني قال :

توفي أبو محمّد (١) عبيد الله بن الحسن بن الوراق شيخنا يوم الأربعاء لأربع وعشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة ـ يعني سنة تسع وأربعمائة ـ.

حدّث عن أبي الميمون بن راشد ، وأحمد بن سليمان بن حذلم وغيرهما بشيء يسير ، وكانت عنده كتب كثيرة ، وكان شيخا صالحا ، ثقة ، مأمونا ، سمعت منه فوائده وغيرها.

٤٤٣٧ ـ عبيد الله بن الحسن

ـ من ولد جعفر بن أبي طالب ـ الهاشمي الأعرج

شهد حصار دمشق مع عبد الله بن علي ، له ذكر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو محمّد بن الأكفاني قالا : نا أبو محمّد الكتاني ، أخبرني تمّام بن محمّد ، أخبرني أبي ، أنا محمود بن محمّد الرافقي ، نا حبش بن موسى ، عن المدائني.

ح (٢) قال : وأخبرني محمود ، نا محمّد بن الفرخان ، نا الهيثم بن عدي عن رجاله قال

وأخبرني أيوب بن سليمان ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد ، عن الواقدي عن رجاله.

ح (٣) قال : وأخبرني محمود بن الفرخان ، نا بكر بن عبد الله ، نا عمر بن شبّة ، عن رجاله.

قالوا : ولما دخل عبد الله بن علي حمص ، ووافاه أخوه عبد الصمد بن علي في عشرة آلاف من أهل خراسان وغيرهم واتّصل الخبر بمروان ، فخرج على دمشق وخلّف عليها عامله الوليد بن معاوية فحصّنها ونصب عليها المجانيق والعرّادات (٤) والخطارات (٥) على أبرجة السور ، وأعدّ فيها الميرة والعلوفة والسلاح الكثير ، وتوثّق من كل شيء يريده ، فنزل عبد الله بن علي على باب من أبوابها ، وأنزل أخاه عبد الصمد على باب آخر ، ثم وافاه عبيد الله بن الحسن من ولد جعفر بن أبي طالب في خمسة آلاف ، فأنزله على باب آخر ، ثم

__________________

(١) كذا ، كناه هنا «أبا محمد» بالأصل وم ، وقد مرّ أول الترجمة : «أبو الحسن».

(٢) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٣) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٤) العرادات جمع عرّادة وهي شيء أصغر من المنجنيق (القاموس المحيط).

(٥) وخطّار ككتان : المقلاع والمنجنيق كالخطارة (قاله في تاج العروس بتحقيقنا مادة : خطر).

٤٢٣

وافاه بسام بن إبراهيم في خمسة آلاف ، فأنزله على باب آخر.

وألحّ عليهم أبو العباس بالكتب يأمرهم بالمناجزة ، فأقاموا عليها ، قالوا : فأقام عبد الله بن علي محاصرا لدمشق خمسة أشهر ، وقال قومه : كان الحصار مائة يوم ، وقال قوم : كان الحصار شهرا ونصفا ، فلم يقدر عبد الله بن علي على شيء منها حتى وقعت العصبية بين اليمانية والمضرية ، فذكر من شهد يومئذ من أهل خراسان الذين كانوا مع عبد الله بن علي قال :

صففنا فصفّوا ، وإن أعيننا لتقتحمهم استقلالا لهم ، ونحن قد ملأنا الأرض فما شعرنا بشيء حتى أقبل جماعة منهم ببغال وأحمرة تحمل طوبا ، فقلنا : ما نراهم يصنعون بهذا؟ ثم جاءت مثلها تحمل حصى ثم جاءت دوابّ تحمل ماء ، ثم نخل الحصى وبلّ ، وقام البنّاءون فبنوا منارة في طرفة عين ، ونحن نراهم ونعجب ونقول : أيّ مكيدة هذه من مكايد اللقاء ، فما كان بشيء حتى ارتفع البناء وأناف ، وإذا رجل قد صعد إليه ، صيّت (١) ونادى : يا أهل دمشق ، ويلكم يا بني فلان ، عن من تقاتلون؟ عن مروان الذي قتل منكم فلانا وكان سيدكم ، وفلانا ، وفعل بكم كذا ، وقال فيكم كذا ، وشتمكم بكذا؟ قال : فلقد رأيت أولئك وهم يتأخرون وينكصون بعد أن أقدموا وكانوا في أول الصّفوف ، ثم خرجوا إلى آخرها ، ثم يقول يا أهل مدينة كذا وتسمى المدينة من مدن الشام ، ويلكم أنسيتم فعال مروان القبيحة فيكم؟ وما صنع بكم وقتل منكم؟ وهدم سور مدينتكم؟ فيعدد على أهل كل مدينة ما صنع مروان بهم ، فيفعلون من الانخزال أكثر مما فعل الأولون حتى اختلفوا بينهم وتلاعنوا في المسجد يوم جمعة ، وتضاربوا بالأيدي والنّعال ، ثم دسّت اليمانية إلى عبد الله بالرّسل بأنّا نفتح (٢) لك الباب الذي يلي عبد الصمد أخاك على أن تؤمّنا ، وتقتل أعداءنا المضرية ، ففعل وفتح له اليمانية الباب الشرقي وخرجوا إليه عليهم العمائم الصّفر ، وقالوا : هذا شعارنا ، فاقتل من ليس عليه مثله ، ودعا عبد الله أخاه عبد الصمد فقال له : ادخل المدينة فيمن معك من الجند وأهل خراسان فاقتلوا كل من لقيتموه إلّا من أعلم بصفرة ، فدخلها عبد الصمد ففعل ما أمره به فكان يفني أهلها ، ثم دعا عبد الله عبيد الله بن الحسن الطالبي فقال له : اكفني الأبواب ألّا يخرج منها أحد.

ثم دخل عبد الله مدينة دمشق وأهل خراسان يكبّرون وينادون يا محمّد ، يا منصور نكس

__________________

(١) أي عالي الصوت.

(٢) الأصل : يفتح ، والمثبت عن م.

٤٢٤

نكس ، وهاد وهاد ، يعني اقتلوا اقتلوا ، قالوا : ولما وقعت العصبية بينهم قبل فتحها جعلوا في كل مسجد من مساجدهم قبلتين ، وفي المسجد الكبير منبرين ، فصلى هؤلاء بخطبة وإمام ، وهؤلاء بخطبة وإمام ويجمعهم جميعا واحد ، فأقاموا شيخا لهم قالوا : قم فاخطب ، وعير الناس ووبّخهم بالفرقة ، وحثهم على الجماعة والألفة ، وذكّرهم الله والإسلام وصلة الرحم ، وكان الشيخ مغفلا (١) فخطبهم وحض على الصلح والالفة ثم قال : فأصبحتم كما قال الله (فريق في جهنم وفريق في السّعير) (٢).

هذا منقطع والواقدي ضعيف ، والمدائني شيعي متهم.

٤٤٣٨ ـ عبيد الله بن الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن

ابن عثمان بن القاسم بن معروف بن أبي نصر

أبو (٣) نصر التميمي

سمع جده أبا الحسين (٤).

توفي أبو نصر هذا فيما بلغني يوم الأحد الخامس من رجب سنة إحدى وأربعين وأربعمائة وعمره ثلاثون سنة ، ودفن بمقبرتهم عند سوق الغنم ، وكان له مشهد عظيم ، وجده أبو الحسين بن أبي محمّد حيّ إذ ذاك.

٤٤٣٩ ـ عبيد الله بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي (٥)

أخو مروان بن الحكم.

وكان ممن وجهه أخوه مع حبيش بن دلجة إلى المدينة ، له ذكر.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار قال (٦) :

__________________

(١) كذا بالأصل وم.

(٢) سورة الشورى ، الآية : ٧ وبالأصل وم : «فريق منكم ... فريق منكم».

(٣) «أبو نصر» ليس في م.

(٤) في م : «أبا الحسن» تصحيف ، وسيرد فيها بعد أسطر صوابا.

(٥) انظر نسب قريش للمصعب ص ١٦٠ وجمهرة ابن حزم ص ٨٧.

(٦) الخبر في نسب قريش للمصعب ص ١٦٠ فكثيرا ما كان الزبير يأخذ عن عمه المصعب.

٤٢٥

في تسمية ولد الحكم : عبيد الله (١) بن الحكم قتل يوم الرّبذة مع حبيش بن دلجة القيني (٢) ، وذكر غيره ، ثم قال : وأمّهم بنت منبّه بن شبيل (٣) بن العجلان بن عتاب (٤) بن مالك بن كعب من ثقيف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال :

فولد الحكم فذكرهم ، وقال : فيهم : وعبيد الله قتل مع حبيش بن دلجة ، وداود ، والحارث الأصغر ، والحكم درج ، وعبد الله درج ، وأم الحكم وأمّهم ابنة منبّه بن شبيل بن العجلان بن عتّاب بن مالك بن كعب من ثقيف.

وقد سقت خبر قتله في ترجمة حبيش.

٤٤٤٠ ـ عبيد الله بن دراج مولى معاوية

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتّاب أمراء دمشق ، وذكر أن معاوية استعمله على خراج الكوفة مع عبد الرّحمن بن أم الحكم.

٤٤٤١ ـ عبيد الله بن رباح

أبو خالد

مولى عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد.

وهو الذي ادّعى نصر بن الحجّاج بن علاط البهزي أنه أخوه ، وخاصم عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد فيه إلى معاوية.

سمع معاوية بن أبي سفيان ، وجرير بن عبد الله البجلي.

وكان نديما ليزيد بن معاوية بدمشق ، وأمّره معاوية على بعض جيوشه في غزو الروم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد ، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد بن الحسن ، أنا أبو عمران موسى بن العباس الجويني (٥) ، نا

__________________

(١) بالأصل وم هنا : عبد الله ، تصحيف.

(٢) بدون إعجام بالأصل ، وسقطت اللفظة من م ، والتصويب عن نسب قريش.

(٣) بالأصل : سبيل ، والمثبت عن م ونسب قريش.

(٤) الأصل : عباب ، والحرف الثاني في م بدون إعجام ، والمثبت عن نسب قريش.

(٥) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٣٥.

٤٢٦

الصّغانيّ ـ يعني محمّد بن إسحاق ـ نا يحيى بن محمّد بن مطيع بن زيد بن خليدة ، نا ابن أبي عتبة ، عن إسماعيل ، عن قيس قال :

كان جرير مع عبيد الله بن رباح وكانوا في الدّرب ، وكان عبيد الله أمير الجيش ، فأصاب الناس برد شديد قال : فقال جرير لعبيد الله بن رباح : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من لا يرحم الناس لا يرحمه‌الله».

قال : فكتب عبيد الله إلى معاوية بالذي قال جرير ، قال : فقال معاوية : ابعث إليّ بجرير ، قال : فبعث ، فقدم على معاوية فقال : ما حديث ترويه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من لا يرحم الناس لا يرحمه‌الله» ، قال : أنت سمعته؟ قال : أنا سمعته ، قال : لا جرم ، ولأوسعنّهم طعاما ولحما ، ولا يشتو (١) لي جيش وراء الدّرب بعدها أبدا ، قال : فبعث إليهم القطائف (٢) والأكسية والثياب.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن محمّد بن الفراء ، أنا أبو يعلى.

ح (٣) وأخبرنا أبو السعود بن المجلي ، أنا أبو الحسين بن المهتدي.

قالا : أنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي ، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال : قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي قال : عبيد الله بن رباح يكنى أبا خالد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : عبد الله بن رباح أبو خالد كذا قال (٤).

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٥) :

ولّى معاوية ـ يعني الصّائفة ـ عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد ، ثم ولّى عبيد الله بن رباح وشتّا في أرض الروم.

__________________

(١) الأصل : «يشتر إلي» وفي م بدون إعجام ، والمثبت عن المختصر ١٥ / ٣١١.

(٢) القطائف : طعام يسوى من الدقيق المرقّ بالماء ، والقطائف : تمر صهب متضمرة (تاج العروس بتحقيقنا : قطف).

(٣) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٤) يعني قوله : عبد الله ، وقد صحّفه والصواب : عبيد الله.

(٥) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٨٠ ضمن حوادث سنة ٣٥ ه‍.

٤٢٧

قال : ونا خليفة.

قال في تسمية عمال معاوية على الجزيرة : أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة ، ثم عبد الله بن ياسر مولى خالد بن الوليد ، ثم عبد الرّحمن بن أم الحكم حتى مات معاوية (١).

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفر القشيري ، قالا : أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا : أنا أبو يعلى ، نا داود بن رشيد ، نا أبو تميلة قال : سمعت محمّد بن إسحاق قال :

ادّعى نصر بن الحجاج بن علاط السّلمي عبد الله (٢) بن رباح مولى خالد بن الوليد فقام ـ وقال ابن المقرئ قال : فقام ـ عبد الرّحمن بن خالد الوليد فقال : مولاي ولد على فراش مولاي ، فقال نصر : أخي أوصاني بمنزله ، قال : فطالت خصومتهم ، فدخلوا على معاوية وهو تحت فراشه ، فادّعيا فقال معاوية : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الولد للفراش وللعاهر الحجر» [٧٥٥٢].

فقال نصر : فأين قضاؤك هذا يا معاوية في زياد؟ فقال معاوية : قضاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خير من قضاء معاوية ، فكان عبد الله بن رباح لا يجيب نصرا إلى ما يدّعي ، فقال نصر ـ وفي حديث ابن المقرئ : فقال له : نصر :

أبا خالد خذ مثل ما لي وراثة

وخذ لي أخا عند الهزاهز شاهدا

أبا خالد ما لي ثوى ومنصب سنى

وأعراق تهزك صاعدا

أبا خالد لا تجعلن بناتنا

إماء لمخزوم وكن مواجدا

أبا خالد إن كنت تخشى ابن خالد

فلم يكن الحجاج يرهب خالدا

أبا خالد ، لا نحن نار ولا هم

جنان ترى فيها العيون رواكدا

كذا قال ، وإنما هو عبيد الله.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر بن المخلص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار قال : قال عمي مصعب بن عبد الله : كان عبيد الله بن رباح رجلا وكان قد نادم يزيد بن معاوية وفيه يقول يزيد :

__________________

(١) لم أعثر على الخبر في تاريخ خليفة.

(٢) كذا بالأصل وم ، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب : عبيد الله.

٤٢٨

ما (١) نحن يوم استعبرت أم خالد

بمرض ذوي داء ولا بصحاح

وقامت تغني الشرب حمرا عيونهم

مخضبة الأطراف ذات وشاح

وهان علينا أن بيتي مناخة

على الخسف ما يجتنيه ابن رباح

وأن تحرمي صوب الربيع وتذلقي

برق لندماني كل صباح

قال : وقال فيه أيضا يزيد بن معاوية :

رأيت خليلي أبا خالد

يعالج بالجصّ لونا شديدا

يريد البياض ويأبى السواد

وكان رباح عليه شهيدا

وقال فيه أيضا :

ما أنت من بهز ولا كان منهم

أبوك ولكن أنت مولى لخالد

أبوك رباح رشدة غير زنية

ولونك عدل بين خصيك شاهد

وقد سقت بعض أخباره في ترجمة نصر بن الحجّاج.

٤٤٤٢ ـ عبيد الله بن زيادة (٢)

أبو زيادة البكري ـ من بكر بن وائل ـ ويقال : الكندي (٣)

من أهل دمشق.

روى عن بلال ، وأبي الدرداء ، وابني (٤) بسر السّلميين ، وأختهما الصّمّاء بنت بسر.

روى عنه عبد الله بن العلاء بن زبر ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن بن السّمسار ، أنا أبو عبد الله بن مروان ، حدّثني الحسن بن علي بن خلف ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا الوليد بن مسلم ، نا عبد الله بن العلاء بن زبر ، نا أبو زيادة عبيد الله بن زيادة الكبرى ، عن بلال.

أنه أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يؤذنه بصلاة الغداة فحبسته (٥) عائشة بأمر سألته عنه حتى انفجر

__________________

(١) البيت الأول في نسب قريش ص ١٢٩ والأغاني ١٧ / ٣٤٢ قاله يزيد في أم خالد بن يزيد.

(٢) وفي تهذيب الكمال : ويقال : ابن زياد بلا هاء ، ويقال : عبد الله. قال : والصحيح الأول ، يعني عبيد الله بن زيادة.

(٣) أخباره في : تهذيب الكمال ١٢ / ١٩٥ وتهذيب التهذيب ٤ / ١٣.

(٤) يعني عبد الله وأخاه عطية ابني بسر ، كما يفهم من عبارة تهذيب الكمال.

(٥) بالأصل : فحسبته ، وعلى هامشه : لعله : فحبسته ، وهو ما أثبتناه ، وفي م : فحبسته.

٤٢٩

الصّبح ، وأصبح جدا قال : فقام بلال فآذنه بالصلاة ، وتابع أذانه ، فلم يخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما خرج ، وصلّى بالناس ثم انصرف ، فأخبره بلال أن عائشة شغلته عنه حتى أصبح جدا فقال : «إنّي لو أصبحت أكثر مما أصبحت لركعتهما وأحسنتهما وأجملتهما» [٧٥٥٣].

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ، نا أبو المغيرة ، نا عبد الله بن العلاء بن زبر.

ح (١) وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسريّ ، وأبو محمّد أحمد بن أبي عثمان ، وأبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد ، أنا أبي أبو طاهر.

قالوا : أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصّرصري.

وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد ، أنا أبو عمر بن مهدي قالا : نا أبو عبد الله المحاملي ، نا إبراهيم بن هانئ ، نا عبد القدّوس بن الحجّاج.

ح (٢) وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدّثني أبي ، نا أبو المغيرة ، نا عبد الله بن العلاء ، نا أبو زيادة الكندي عبيد الله بن زيادة (٤) عن بلال أنه أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يؤذنه بصلاة الغداة ، فشغلت عائشة بلالا بأمر سألته ـ وقال ابن طاوس وابن الحصين سألته عنه ـ حتى فضحه (٥) الصبح ، وأصبح جدا ، فقام بلال فآذنه ـ وفي حديث الصرصري ـ فأذن وأذنه بالصلاة ، وتابع أذانه ، وقال ابن الحصين : بين ، وقالا : ـ أذانه ، فلم يخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما خرج يصلّي بالناس ـ وفي حديث ابن الحصين : فصلّى بالناس ـ وقال ابن طاوس : للناس ـ أخبره أن عائشة شغلته بأمر سألته عنه حتى أصبح جدا ، وأنه أبطأ عليه بالخروج ، فقال : «إنّي ركعت ركعتي الفجر» ، قال : يا رسول الله ، إنك قد أصبحت جدا ، قال : «لو أصبحت أكثر مما أصبحت لركعتهما (٦) وأحسنتهما وأجملتهما» [٧٥٥٤].

__________________

(١) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٢) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٣) مسند أحمد بن حنبل ٩ / ٢٣٨ رقم ٢٣٩٦٦.

(٤) في مسند أحمد : أبو زياد عبيد الله بن زياد الكندي.

(٥) في المسند : أفضحه.

(٦) المسند : فركعتهما.

٤٣٠

ـ وفي حديث الحداد : حدّثني أبو زيادة عبد الله بن زيادة الكندي ـ والصّواب : عبيد الله.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدّاراني ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمّد الواسطي ، نا أحمد بن عمر بن عبد الملك بن موسى ، أنا عبد الله بن محمّد بن سلم ، نا هشام بن عمّار ، نا صدقة بن خالد ، نا ابن جابر ، حدّثني عبيد الله بن زيادة من بكر بن وائل ، قال :

دخلت على ابني بسر السّلميين فقلت : يرحمكما الله الرجل يركب الدابة فيضربها بالسوط ويكبحها (١) باللجام ، فهل سمعتما من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ذلك شيئا؟ فقالا : لا ، فنادتني امرأة من جوف البيت : يا هذا إنّ الله عزوجل يقول : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ)(٢) فقالا : هذه اختنا (٣) وهي أكبر منا وقد أدركت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو صالح بن أبي طاهر العميري ، أنا جدي يحيى بن منصور القاضي ، نا محمّد بن إسماعيل الإسماعيلي ، نا محمود بن خالد الدمشقي ، أنا الوليد بن مسلم ، نا ابن جابر ، نا عبيد الله بن زيادة البكري قال :

دخلنا على ابني بسر (٤) المازنيين صاحبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يرحمكما الله ، الرجل يركب منا الدابة فيضربها بالسوط ، ويكبحها باللجام ، فهل سمعتما من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ذلك شيئا؟ فقالا : لا ، قال عبيد الله : فنادتني امرأة من الداخل فقالت : يا هذا إنّ الله عزوجل يقول في كتابه : (ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) فقالا : هذه أختنا وهي أكبر منا ، وقد أدركت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو

__________________

(١) في م : ويلجمها.

وكبح الدابة : جذبها إليه باللجام ، وضرب فاها به كيف تقف ولا تجري.

(٢) سورة الأنعام ، الآية : ٣٨.

(٣) يعني الصماء بنت بسر.

(٤) في م : بشر ، تصحيف.

٤٣١

الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (١) :

عبيد الله بن زيادة (٢) البكري ، عن بلال ، وقال أبو المغيرة عبد القدوس : هو البكري يعدّ في الشاميين.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ مشافهة ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح (٣) قال : وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسن قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٤) :

عبيد الله بن زيادة (٥) أبو زيادة البكري ، ويقال الكندي ، روى عن بلال ، وأبي الدّرداء ، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٦) ، أنا أبو القاسم البجلي ، أنا أبو عبد الله الكندي ، أنا أبو زرعة قال في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام : أبو زيادة عبيد الله بن زيادة البكري.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح (٧) وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا أبو عبد الله بن أبي الجديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال :

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : في الطبقة الثانية من أهل الشام :

أبو زيادة عبيد الله بن زيادة.

ثم أعاد ذكره مرة أخرى فقال : وعبد الله بن زيادة البكري من ربيعة ، دمشقي من ربيعة بكر بن وائل ـ زاد الكلابي : قديم ـ.

كذا قال ، وإنّما هو عبيد الله ، كما تقدم.

__________________

(١) التاريخ الكبير ٣ / ١ / ٣٨٢.

(٢) الأصل وم ، وفي التاريخ الكبير والجرح والتعديل : «زياد» وقد قيل ذلك أيضا.

(٣) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٤) الجرح والتعديل ٥ / ٣١٤.

(٥) الأصل وم ، وفي التاريخ الكبير والجرح والتعديل : «زياد» وقد قيل ذلك أيضا.

(٦) في م : الكناني ، تصحيف.

(٧) «ح» حرف التحويل سقط من م.

٤٣٢

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو زيادة عبيد الله بن زيادة البكري ، ويقال : الكندي ، عن بلال.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو زيادة عبيد الله بن زيادة روى عنه عبد الله بن العلاء ـ ، هو ابن زبر ـ.

وقال أبو عبد الرّحمن في موضع آخر في باب أبي زياد بغير هاء : أبو زياد عبيد الله بن زياد البكري الشامي ، عن بلال.

وهذا وهم ، وإنّما هو أبو زيادة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر الخطيب ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي قال (١) :

أبو زيادة عبيد الله بن زيادة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي (٢) ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو زيادة عبد الله ـ ويقال عبيد الله ـ بن زيادة البكري ـ ويقال الكندي ـ عن بلال ، حديثه في الشاميين ، روى عنه أبو زبر بن العلاء.

٤٤٤٣ ـ عبيد الله بن زياد بن عبيد

المعروف بابن أبي سفيان

أبو حفص (٣)

أمير العراق.

__________________

(١) الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٨١.

(٢) في الأصل : «العلاء» والتصويب عن م.

(٣) انظر أخباره في :

تاريخ الطبري (الفهارس) ، مروج الذهب (الجزء الثالث الفهارس) الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (الفهارس العامة) ، البداية والنهاية (الجزء الثامن : الفهارس) ، المحبر ص ٢٤٥ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٥٤٥ تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ١٧٥ وانظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.

٤٣٣

روى عن سعد بن أبي وقّاص ، ومعاوية بن أبي سفيان ، كما ذكر الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور ، فيما ،

أنبأني أبو بكر وجيه بن طاهر ، وأبو سعد عبد الله بن أسعد بن حيّان (١) ، قالا : أنا موسى بن عمران ، أنا الحاكم أبو عبد الله :

قدم دمشق على معاوية ، ثم قدمها بعد موت يزيد بن معاوية ، وكانت له بها دار بناحية زقاق الديماس النافذ إلى سوق الأساكفة العتق (٢) ، وعرفت بعده بدار ابن عجلان وغيرهم.

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (٣) ، نا بكر بن سهل ، نا عبد الله بن صالح ، حدّثني معاوية بن صالح أن عصام بن يحيى حدّثه عن أبي قلابة ، عن عبيد الله بن زياد عن بني (٤) أمية أخي بني جعدة قال :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتغدى في السفر وأنا قريب منه جالس ، فقال : «هلمّ إلى الغداء» فقلت : يا رسول الله إنّي صائم ، فقال : «هلمّ أحدّثك ما للمسافر عند الله ، إنّ الله وضع عن أمتي نصف الصّلاة ، والصّيام في السّفر» [٧٥٥٥].

كذا قال ، ورواه يعقوب بن سفيان (٥) ، وأبو إسماعيل التّرمذي ، عن أبي صالح ، فقال : ابن زيادة ، وقال : أبو أميمة.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان.

ح (٦) وقرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا الحسن بن أبي بكر ، نا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ، نا محمّد بن إسماعيل السّلمي.

قالا : نا أبو صالح (٧) ، نا معاوية بن صالح أن عصام بن يحيى حدّثه عن أبي قلابة (٨) ،

__________________

(١) كذا بالأصل ، قارن مع المشيخة ٩٠ / أ. وفي م : حبان.

(٢) في م : الاسكافة العتق.

(٣) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير من هذا الوجه ٢٢ / ٣٦٢ رقم ٩٠٩.

(٤) كذا بالأصل ، وفي م : أبي أمية. وفي المعجم الكبير : أبي أمية.

(٥) المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٦٨.

(٦) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٧) هو كاتب الليث بن سعد.

(٨) هو عبد الله بن زيد الجرمي ، مرّ التعريف به.

٤٣٤

عبد الله بن زيادة (١) عن أبي أميمة (٢) أخي بني جعدة قال :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتغدّى في سفر ، وأنا قريب منه جالس ، فقال : «هلمّ إلى الغداء» فقلت : يا رسول الله إنّي صائم ، فقال : «هلمّ أحدّثك ما للمسافر عند الله عزوجل ، إنّ الله وضع عن أمّتي نصف الصلاة ، والصيام في السفر» [٧٥٥٦].

وأبو أمية هذا هو أنس بن مالك الكعبي ، وهذه الرواية غريبة ، والمحفوظ عن أبي قلابة ، عن أنس نفسه.

كذلك رواه أيوب السّختياني ، ويحيى بن أبي كثير ، عن أبي قلابة ، وقيل عن رجل من بني عامر يقال : إنه أبو حمران ، عن أنس بن مالك ، وما أخال عبيد الله بن زياد المسمى فيه صاحب الترجمة ، والله أعلم.

ذكر أبو العباس أحمد بن يونس الضّبي : أن عبيد الله بن زياد ولد سنة تسع وثلاثين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا أبي ، نا الفضل بن دكين ، قال :

ذكروا أن عبيد الله بن زياد حين قتل الحسين كان ابن ثمان وعشرين سنة (٣).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٤) :

عبيد الله بن زياد بن أبي سفيان قتل بالكوفة ، روى عنه ابن سيرين.

قال ابن المثنى : نا عبد الأعلى ، نا هشام ، عن محمّد أن عبيد الله كانت تحته بنت (٥) عمر بن عبيد الله فقال له مهران : أتريد أن تفارقها (٦).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن

__________________

(١) كذا بالأصل وم والمعرفة والتاريخ.

(٢) المعرفة والتاريخ ورد فيه : أبي أمية.

(٣) تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ١٧٦.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ٣٨١.

(٥) العبارة في التاريخ الكبير شديدة الاضطراب ونصها : «كانت تحته عمر بن عبيد الله ، فقال له مهران» ولم يوفق محققه إلى الصواب.

(٦) العبارة في التاريخ الكبير شديدة الاضطراب ونصها : «كانت تحته عمر بن عبيد الله ، فقال له مهران» ولم يوفق محققه إلى الصواب.

٤٣٥

السّقّا ، نا محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ابن مرجانة هو عبيد الله بن زياد ، ومرجانة أمّه (١).

أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح (٢) وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنا أبي أبو يعلى ، قالا : أنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنا محمّد بن مخلد ، قال : قرأت على علي بن عمرو ، وحدثكم الهيثم بن عدي قال : قال ابن عياش :

عبيد الله بن زياد يكنى أبا حفص.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال :

عبيد الله بن زياد أبو حفص.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (٣) ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال (٤) :

أبو حفص عبيد الله بن زياد بن عبيد ، ويقال ابن أبي سفيان ، ويقال : ابن سميّة ، سمع معقل بن يسار ، ومعاوية بن أبي سفيان.

ذكره الحسن بن أبي الحسن البصري ، وأبو المليح عامر بن أسامة بن عمير الهذلي في حديثهما ، قتل يوم عاشوراء سنة ست وستين.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي ، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر ، عن أبي عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى ، قال :

عبيد الله بن زياد بن أبيه ، أمّه مرجانة سبية من أصبهان ، هو القائل لمروان حين وجهه لحرب ابن الأشتر ـ وقال : إياك والفرار كعادتك (٥) : ـ

سيعلم مروان ابن نسوة (٦) أنّني

إذا التقت الخيلان أطعنها (٧) شزرا

__________________

(١) تاريخ ابن معين ٢ / ٣٨٢ وانظر تاريخ الإسلام (ترجمته ص ١٧٦).

(٢) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٣) الأصل وم : الهمداني ، تصحيف.

(٤) الأسامي والكنى للحاكم ٣ / ٢٢١ رقم ١٢٧١.

(٥) البيتان في البداية والنهاية بتحقيقنا ٨ / ٣١٢.

(٦) رسمها مضطرب بالأصل «سبرة» والمثبت عن م والبداية والنهاية.

(٧) الأصل وم : أطعنهما ، والمثبت عن البداية والنهاية.

٤٣٦

وإنّي إذا حلّ الضيوف ولم أجد

سوى فرسي أوسقنه لهم نحرا

وله يمدح الأزد حين أجاروه بعد موت يزيد بن معاوية من أبيات :

فقل للأزد دارك خير دار

وزندك في العلاء أورى زناد

جزيتم عن عبيد الله خيرا

بنعماكم وقبل عن زياد

حللتم داره فمنعتموه

بسمر الحظّ والبيض الحداد

وكنتم عند ظنّي حين ضاقت

عليّ برحبها سعة البلاد

أنبأنا أبو علي بن نبهان ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد ، وأبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد ، وأبو علي بن نبهان.

ح (١) وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر.

قالوا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ، قال : وحدّثني ثابت بن عبد الرّحمن ، قال (٢) :

كتب معاوية بن أبي سفيان إلى زياد : إذا جاءك كتابي فأوفد إليّ ابنك عبيد الله. فأوفده عليه (٣) ، فما سأله (٤) عن شيء إلّا أنفذه (٥) له ، حتى سأله عن الشعر ، فلم يعرف منه شيئا ، قال : ما منعك من روايته؟ قال : كرهت أن أجمع كلام الله وكلام الشيطان في صدري ، فقال : أغرب ، والله لقد وضعت رجلي في الركاب يوم صفّين مرارا ما يمنعني من الانهزام إلّا أبيات ابن الإطنابة (٦) حيث يقول (٧) :

أبت لي عفّتي وأبى بلائي

وأخذي الحمد بالثّمن الربيح

وإعطائي على الإعدام مالي

وإقدامي على البطل المشيح (٨)

__________________

(١) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٢) الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ١٧٦ ، والبداية والنهاية بتحقيقنا ٨ / ٣١٢ نقلا عن ابن عساكر.

(٣) الأصل وم : عليّ.

(٤) الأصل وم : سائله ، والمثبت عن تاريخ الإسلام.

(٥) في البداية والنهاية : نفد منه.

(٦) هو عمرو بن الإطنابة ، والإطنابة أمه.

(٧) الأبيات في البداية والنهاية ٨ / ٣١٢ وأمالي القالي ١ / ٢٥٨ وتاريخ الإسلام (ص ١٧٦) ومعجم الشعر ص ٢٠٤.

(٨) أمالي القالي : وضربي هامة البطل المشيح ، والمشيح : المقبل إليك ، والمانع لما وراء ظهره.

٤٣٧

وقولي كلّما جشأت وجاشت

مكانك (١) تعذري (٢) أو تستريحي

لأدفع عن مآثر صالحات

وأحمي بعد عن أنف صحيح

وكتب إلى أبيه أن روه الشعر ، فروّاه فما كان يسقط عليه منه شيء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، نا زكريا بن يحيى المنقري ، نا الأصمعي ، نا سلمة بن بلال ، عن أبي رجاء ، قال :

ولّى معاوية عبد الله بن عمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي ستة أشهر على البصرة ثم عزله ، ثم ولّى عبيد الله بن زياد البصرة سنة خمس وخمسين ، فلم يزل واليا حتى مات معاوية بدمشق ، فلما قام يزيد بن معاوية أقر عبيد الله بن زياد على البصرة وضم إليها الكوفة (٣) ، فبنى في سلطان يزيد البيضاء (٤) وعلق عليها باب قصر الأبيض ـ أبيض كسرى ـ وهو المحبس ، وبنى الحمراء وهي على سكة المربد ، التي هي اليوم لسليمان بن علي ، فكان يشتو في الحمراء ويصيف في البيضاء ـ يعني بالكوفة ـ فلم يزل على البصرة حتى هلك يزيد بن معاوية بحمص ، فلمّا خرج الناس على عبيد الله بن زياد تراضوا بعبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، ويلقب : ببّة. وأمّه هند بنت أبي سفيان (٥).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ـ قراءة عليهما ـ قالا : أنا رشأ بن نظيف ، أنا محمّد بن أحمد بن علي ، أنا أبو بكر بن الأنباري ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا نصر بن علي ، قال : أخبرنا الأصمعي ، نا عيسى بن عمر أن معاوية قال للناس :

كيف ابن زياد فيكم؟ قالوا : ظريف على أنه يلحن ، قال : فذاك أظرف له ـ يريد باللحن ـ أفقه ، يقول : ألحن بحجته.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد الفارسي ، أنا أبو سليمان حمد بن محمّد الخطّابي ، قال في حديث معاوية أنه قال كيف ابن زياد؟ فقالوا : طريف على أنه يلحن ، فقال : أوليس ذاك أطرف له.

__________________

(١) أمالي القالي : رويدك.

(٢) في تاريخ الإسلام والبداية والنهاية : تحمدي.

(٣) انظر تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ١٧٧.

(٤) البيضاء : دار عمرها عبيد الله بن زياد بن أبيه بالبصرة (ياقوت).

(٥) الخبر في البداية والنهاية بتحقيقنا ٨ / ٣١٣.

٤٣٨

ذكره ابن قتيبة في كتابه ، فقال : أراد القوم اللّحن الذي هو الخطأ ، وذهب معاوية إلى اللّحن الذي هو الفطنة ، قال : والأول بسكون الحاء ، والثاني بفتحها ، قال : وأما قول الآخر :

منطق صائب وتلحن أحيانا

وخير الحديث ما كان لحنا (١)

فإنه أراد اللّحن الذي هو الخطأ ، كأنه استملحه في المرأة واستثقل منها الاعراب ، قال : وكان بعضهم يذهب في قول معاوية في عبيد الله بن زياد هذا المذهب ، ولا أراه كذلك.

قال أبو سليمان : والأصل الذي يجري عليه عادة البيان أن يكون الجواب وفقا للسؤال ومحمولا على حكمه ، وما دام التوفيق ممكنا فالتفريق لا وجه له ، ومن البعيد الممتنع أن يكون معاوية وقومه وهم عرب صرحاء ، إذا تخاطبوا لم يتفاهموا ، وإن يذهب بعضهم عن مراد بعض هذا الذهاب ، وأن يتباينوا هذا التباين ، واللغة واحدة ، والعيون متواجهة ، والأسباب إلى المقاصد مشيرة ، وعليها دليلة مثل هذا الوصف ينبو عنهم ، ولا يليق بهم.

وفي تأويل هذا الكلام وجوه : أحدها أن يكون القوم إنّما أرادوا اللحن الذي هو الخطأ ، وأن يكون معاوية قد استحسن منه السهولة في كلامه ، وابتذال السليقة في خطابه ، ورأى أنّ تركه تفخيم الكلام وإشباعه بالاعراب نوع من الطرف ، وباب من الأخذ بحقه المئونة في إفهام من يخاطبه ممن لا يتسع لمعرفة الإعراب ، ولا يكمل لضبطه عنه لا سيما وهو أمير أو رئيس ينتقد قوله ، وتلزم طاعته. وقد نحا هذا النحو جماعة من كملة الرؤساء ، وأجلّة الولاة والأمراء وقال بعضهم لأصحابه : لا تستعملوا الإعراب في كلامكم إذا خاطبتم ، ولا تخلوا منه كتبكم إذا كاتبتم ، وعابوا الحجاج حين يقول لطباخه : أتخذ لنا ... (٢) وأكثر فيحها ، فخرج يسأل عنها فلم يكن بحضرته أحد يفهم ما أراد ، حتى عادوا إليه فسألوه ، فقال : إنّما قلت له : اتّخذ لنا سماقية ، وأكثر فيها السّذّاب.

ودخل الجند على بعض الولاة ببغداد أيام فتنة المستعين فقالوا : قد اقتحم الأتراك من بعض أبواب المدينة ، فقال لهم : استلموا سدقة فخرجوا يسألون عن هذا الكلام ولا يفهمونه حتى جاءوا إلى باب تغلب فقال : يقول لكم بكروا واغدوا في السلاح فهذا وجه.

والثاني أن يكون القوم إنّما أرادوا به لحن الفطنة كما أرادها معاوية الّا أنهم لم يجعلوا قولهم على انه يلحن استثناء من قولهم طريف ، لكنهم إنّما أرادوا بذلك المبالغة في مدحه ،

__________________

(١) البيت في العقد الفريد ٢ / ٤٨٠ ونسبه إلى مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري وفيه : منطق بارع.

(٢) كلمة غير واضحة بالأصل ورسمها : «عبر يبه» وفي م : «عقربيه».

٤٣٩

واشتراطا للزيادة في ظرفه ، كقول النابغة الجعدي :

فتى كان فيه ما يسرّ صديقه

على أن فيه ما يسوء الأعاديا

فتى كملت خيراته غير أنه

جواد فما يبتغي من المال باقيا

وكقول النابغة الذبياني :

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم

بهنّ فلول من قراع الكتائب

وكقول الآخر :

ولا عيب فينا غير عرق لمعشر

كرا وأنّا لا نحدّ على النّمل

أي لسنا بمجوس ، وذلك أنهم كانوا يقولون : إنّ الرجل إذا خرجت به النمل فخط عليها ابنه من أمة أو ابنته برأ الرجل ، هذا تفسير الأصمعي وغيره من أهل العربية إلّا ابن الاعرابي وحده فإنه يرويه بحط بالحاء غير معجمة يقول : إنّا لا نأتي بيوت النمل في الجدب فنحفر على ما قد جمع لنأكله.

ووجه ثالث وهو إنّما أرادوا باللحن اللّكنة التي كان ابن زياد يرتضخها. ذكروا أنه كان يرتضح لكنة فارسية ، وقال لرجل اتهمه برأي الخوارج أهروري أنت؟ يريد أحروري أنت؟ يريد أحروري ، وقال في كلام له : من كاتلنا كاتلناه ، يريد قاتلناه ، وإنّما أتته هذه اللكنة من قبل أمه شيرويه (١) وكانت ابنة بعض ملوك فارس يزدجرد أو غيره ، فقد يكون معاوية لما رأى القوم يعيبونه بها صرف الأمر فيها عن وجه العيب إلى ناحية المدح فقال : أوليس ذاك أظرف له؟ يريد أوليس ذلك أنجب له إذا نزع بالشبه إلى الخال (٢) وكانت ملوك فارس تذكر بالسياسة (٣) وتوصف بمحاسن الشيم ، والعرب تعظم أمر الخؤولة وتكاد تغلبه في الشبه على بعض العمومة ، أنشدني أبو عمر لبعضهم :

عليك الخال إنّ الخال يسري

إلى ابن الأخت بالشبه المبين

وقال آخر :

فإنّ ابن أخت القوم مكفأ اناوه

إذا لم تراحم خاله باب خالد

وحدثني عثمان المروزي نا علي بن بشير نا حسين بن عمرو العنقزي ثنا أبو بلال

__________________

(١) في م والبداية والنهاية : سيرويه.

(٢) البداية والنهاية : أخواله.

(٣) البداية والنهاية : بحسن السياسة.

٤٤٠