تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قال في باب بقيلة : بقاف مفتوحة عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة ، له خبر مشهور مع خالد بن الوليد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ بقراءتي عليه ـ أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي ، قال : كتب إليّ أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس العبقسي (١) من مكة ، يذكر أن أبا محمّد عبد الرّحمن بن عبد الله بن المقرئ حدّثهم ، نا علي بن حرب (٢) ، نا أبو أيوب يعلى بن عمران البجلي ذكر أنه من آل جرير بن عبد الله ، حدثني مخزوم بن هانئ المخزومي ، عن أبيه ، وأتت له خمسون ومائة سنة ، قال :

لمّا كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ارتجس إيوان كسرى ، وسقطت منه أربع عشرة (٣) شرافة ، وخمدت نار فارس ، ولم تخمد قبل ذلك ألف عام ، وغاضت بحيرة ساوة.

فلمّا أصبح أفزعه ذلك ، فتصبّر عليه تشجعا ، فلمّا عيل صبره رأى أن لا يستر ذلك عن وزرائه ومرازبته (٤) ، فلبس تاجه ، وقعد على سريره ، وجمعهم إليه ، فأخبرهم بما رأى ، فبينا هم كذلك إذ ورد عليه الكتاب بخمود النار ، فازداد غمّا إلى غمّه ، فقال الموبذان : وأنا ـ أصلح الله الملك ـ قد رأيت في هذه الليلة إبلا صعابا ، تقود خيلا عرابا ، قد قطعت دجلة ، وانتشرت في بلادها ، فقال : أيّ شيء يكون يا موبذان؟ وكان أعلمهم في أنفسهم قال : كان حادث يكون من ناحية العرب ، فكتب عند ذلك.

من كسرى ملك الملوك إلى النّعمان بن المنذر ، أما بعد ، فابعث إليّ برجل عالم عما أريد أن أسأله عنه.

فبعث إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حيّان بن بقيلة (٥) الغسّاني ، فلمّا قدم عليه قال : أعندك علم عما أريد أن أسألك عنه؟ قال : ليخبرني الملك ، فإن كان عندي منه علم أخبرته ، وإلّا دللته على من يخبره ، فأخبره بما رأى ، فقال : علم ذلك عند خال لي يسكن مشارف (٦)

__________________

(١) رسمها غير واضح بالأصل ، وإعجامها ناقص في م ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٨١ والعبقسي نسبة إلى عبد القيس.

(٢) من طريقه الخبر بطوله في دلائل النبوة للبيهقي ١ / ١٢٦ وما بعدها ، ودلائل النبوة لأبي نعيم ١ / ١٣٩.

(٣) الأصل وم : أربعة عشر.

(٤) المرازبة جمع مرزبان ، وهو الرئيس دون الملك في المرتبة.

(٥) في دلائل أبي نعيم : نفيلة ، تصحيف.

(٦) الأصل وم : مشارق ، والمثبت عن المختصر ١٥ / ٢٩٠ والمصدرين السابقين.

٣٦١

الشام ، يقال له سطيح ، قال : فأته (١) فاسأله عما أخبرتك ، ثم ائتني بجوابه ، فخرج عبد المسيح حتى قدم على سطيح وقد أشفى على الموت ، فسلّم عليه ، وحيّاه فلم يردّ عليه سطيح جوابا ، فأنشأ عبد المسيح يقول :

أصمّ أم يسمع غطريف اليمن

أم فاز (٢) فاز لم به شأو الغبن (٣)

يا فاصل الخطّة أعيت من ومن (٤)

أتاك شيخ الحيّ من آل سنن

وأمّه من آل ذئب بن حجن

أزرق بهم النّاب صرار الأذن (٥)

أبيض فضفاض الرداء والبدن

رسول قيل العجم يسرّي الوسن (٦)

لا يرهب الرعد ولا ريب الزّمن

تجوب بي الأرض علندات شجن (٧)

ترفعني وجنا (٨) وتهوي بي وجن

حتى أتى عاري الجآجي (٩) والقطن

يلفّه في الريح بوغاء الدّمن

كأنما حثحث من حضني ثكن

فلما سمع شعره رفع رأسه ، وقال : عبد المسيح ، على جمل مشيح ، إلى سطيح ، وقد أوفى على ضريح ، بعثك ملك بني ساسان ، لارتجاس الإيوان ، وخمود النيران ، ورؤيا الموبذان ، رأى إبلا صعابا ، تقود خيلا عرابا ، قد قطعت دجلة ، وانتشرت في بلادها.

يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة ، وظهر صاحب الهراوة وخمدت نار فارس ، وغاضت (١٠) بحيرة ساوة ، وفاض وادي السماوة فليس الشام لسطيح شاما ، يملك منهم ملوك

__________________

(١) الأصل : «فاتيه» والصواب ما أثبت.

(٢) فاز : أي مات ، يقال للرجل إذا مات : قد فوّز أي صار في مفازة ما بين الدنيا والآخرة.

(اللسان : فوز) وفي دلائل البيهقي : «فاد فاز لم».

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي اللسان (فوز ، وعنن) : العنن.

والعنن : اعتراض الموت.

(٤) دلائل أبي نعيم :

يا فصل الخطة أعيت من فتن

وبعده في دلائل البيهقي :

وكاشف الكربة عن وجه غصن

(٥) دلائل أبي نعيم : أصك مهم الناب صرار الأذن.

وفي دلائل البيهقي : صوار.

(٦) دلائل البيهقي : بالرسن.

(٧) دلائل البيهقي : شزن.

(٨) دلائل أبي نعيم : تحمله وجناء تهوي من وجن.

(٩) الجآجي : مفردها جؤجؤ وهو مجتمع عظام الرأس. والقطن : أسفل الظهر من الإنسان.

(١٠) دلائل أبي نعيم : غارت.

٣٦٢

وملكات ، على عدد الشرفات ، وكلّ ما هو آت آت ، ثم قضى سطيح مكانه ، ووثب عبد المسيح الغساني يقول (١) :

شمّر فإنّك ماضي الهمّ شمّير

لا يفزعنّك تفريق وتغيير (٢)

إن يمس ملك بني ساسان أفرطهم

فإنّ ذا الدهر أطوار دهارير (٣)

فربّما ربّما أضحوا بمنزلة

تهاب صولهم (٤) الأسد المهاصير

منهم أخو الصّرح بهرام وإخوته

والهرمزان وسابور وسابور

والناس أولاد علّات (٥) فمن علموا

أن قد أقلّ فمحقور ومهجور

وهم بنو الأم ، إما إن رأوا نشبا (٦)

فذاك بالغيب محفوظ ومنصور

فالخير والشرّ مقرونان (٧) في قرن

فالخير متّبع والشرّ محذور

فلما قدم عبد المسيح على كسرى أخبره بقول سطيح ، فقال كسرى : إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكا ، قد كانت أمور ، قال : فملك منهم عشرة أربع سنين ، وملك الباقون إلى آخر خلافة عثمان.

ورواه معروف بن خربوذ عن بشير بن تيم المكي ، قال :

لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكر نحوه ، وقال فيه : قال نعم ابن عم لي بالجابية يقال له سطيح ، قال : اذهب فسله ، فخرج عبد المسيح حتى أتاه بالجابية غير أنه قال : بألفي عام وزاد فيه ونقص.

وزاد في شعره عبد المسيح بعد : «الأسد المهاصير» ثلاثة أبيات وهي :

وربّ يوم ضحيان دوران

شدت يلهوهم فيه المزامير

وأسعدتها أكفّ غير مفرّقة

بح الحناجير تنبيها المزاهير

من كل خافقة الصقلين أسفلها

وعث وعسلوج بادي المتن محضور

__________________

(١) الأبيات في دلائل النبوة للبيهقي ١ / ١٢٩ وبعضها في دلائل النبوة لأبي نعيم ١ / ١٤١.

(٢) دلائل أبي نعيم : تشريد وتغوير.

(٣) دلائل البيهقي : «فإن ذلك أطوار دهارير» وليس البيت في دلائل أبي نعيم.

(٤) في المصدرين : صولتها.

(٥) أولاد علات : وهم بنو رجل واحد وأمهات شتى (المعجم الوسيط).

(٦) في دلائل أبي نعيم : شعبا.

(٧) دلائل أبي نعيم : مجموعان ، والقرن محركة ، الحبل.

٣٦٣

أخبرنا أبو العزّ كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا أبو علي محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا القاضي (١) ، نا محمّد بن الحسن بن دريد ، أنا العكلي ، نا محمّد بن مرزوق ، نا هشام بن محمّد بن السائب ، عن عوانة بن الحكم ، وشرقي بن قطامي ، وأبي مخنف.

قالوا : لما انصرف خالد بن الوليد من اليمامة ضرب عسكره على الجرعة (٢) التي بين الحيرة والنهر ، وتحصن منه أهل الحيرة في القصر الأبيض (٣) ، وقصر ابن بقيلة (٤) فجعلوا يرمونه بالحجارة حتى نفذت ، ثم رموه بالخزف من آنيتهم ، فقال ضرار بن الأزور : ما لهم مكيدة أعظم مما ترى ، فبعث إليهم : ابعثوا إليّ رجلا من عقلائكم أسائله ويخبرني عنكم ، فبعثوا إليه عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيّان بن بقيلة الغسّاني ، وهو يومئذ ابن خمسين وثلاثمائة سنة ، فأقبل يمشي إلى خالد ، فلما رآه قال : ما لهم أخزاهم الله بعثوا إليّ رجلا لا يفقه ، فلما دنا من خالد قال : أنعم صباحا أيها الملك ، فقال خالد : قد أكرمنا الله بغير هذه التحية ، بالسلام ، ثم قال له خالد : من أين أقصى أثرك (٥)؟ قال : من ظهر أبي ، قال : من أين خرجت؟ قال : من بطن أمي ، قال : على ما أنت؟ قال : على الأرض ، قال : فيم أنت ويحك؟ قال : في ثيابي ، قال : أتعقل؟ قال : نعم وأقيد قال : ابن كم أنت؟ قال : ابن رجل واحد ، قال خالد : ما رأيت كاليوم قط ، أسائله عن شيء وينحو في غيره ، قال : ما أجيبك إلّا عن ما سألت عنه ، فاسأل عن ما بدا لك ، قال : كم أتى لك؟ قال : خمسون (٦) وثلاثمائة ، قال : أخبرني ما أنتم؟ قال : عرب استنبطنا ونبط استعربنا ، قال : فحرب أنتم أم سلم؟ قال : بل سلم ، قال : فما بال هذه الحصون؟ قال : بنيناها لنحبس (٧) السفيه حتى ينهاه الحليم ، قال : ومعه سمّ ساعة

__________________

(١) الخبر بطوله في الجليس الصالح الكافي ١ / ٤٤٥ وما بعدها ، وانظر البيان والتبيين ٢ / ١٤٦ والمعمرين ٤٧ وآمالي المرتضى ١ / ٢٦٠.

(٢) الجرعة : الأرض ذات الحزونة تشاكل الرمل.

(٣) القصر الأبيض من قصور الحيرة ، ذكر في الفتوح أنه كان بالرقة ، قال ياقوت : وأظنه من أبنية الرشيد (معجم البلدان).

(٤) هو قصر بني بقيلة ، بناه عبد المسيح بالحيرة كما في آمالي المرتضى ، ولما بناه قال :

لقد بنيت للحدثان حصنا

لو أنّ المرء تنفعه الحصون

طويل الرأس أقعس مشمخرا

لأنواع الرياح به حنين

(٥) الأصل : أبوك ، والمثبت عن م والجليس الصالح وآمالي المرتضى.

(٦) أماي المرتضى : ستون.

(٧) الأصل وم : لتحبس ، والمثبت عن الجليس الصالح.

٣٦٤

يقلبه في يده ، فقال له : ما هذا معك؟ قال : هذا السمّ ، قال : وما تصنع به؟ قال : أتيتك فإن رأيت عندك ما يسرّني وأهل بلدي حمدت الله ، وإن كانت الأخرى ، لم أكن أول من ساق إليهم ضيما وبلاء فآكله وأستريح ، وإنّما بقي من عمري يسير ، فقال : هاته ، فوضعه في يد خالد فقال : بسم الله ، وبالله ربّ الأرض ، ورب السماء الذي لا يضر مع اسمه داء ، ثم أكله ، فتجلّته غشية ، فضرب بذقنه على صدره ، ثم عرق ، وأفاق فرجع ابن بقيلة إلى قومه ، فقال : جئت من عند شيطان أكل سمّ ساعة فلم يضرّه ، أخرجوهم عنكم ، فصالحوهم على مائة ألف ، فقال له خالد : ما أدركت؟ قال : أدركت سفن البحر ترفأ (١) إلينا في هذا الجرف ، ورأيت المرأة من أهل الحيرة تخرج إلى الشام في قرى متواترة ما تزوّد رغيفا ، وقد أصبحت خرابا يبابا ، وكذلك دأب الله في العباد والبلاد ، وقال عبد المسيح حين رجع (٢) :

أبعد المنذرين أرى سواما

تروّح بالخورنق والسّدير (٣)

تحاماها فوارس كلّ حيّ

مخافة ضيغم عالي الزئير

وبعد فوارس النعمان أرعى

رياضا بين دورة (٤) والحفير

فصرنا بعد هلك أبي قبيس

كمثل الشاء في اليوم المطير

تقسّمها القبائل من معدّ

علانية كأيسار الجزور

وكنّا لا يباح لنا حريم

فنحن كصرّة النّاب الضجور (٥)

كذاك الدّهر دولته سجال

تصرّف بالمساءة والسّرور

قال القاضي : قول عبد المسيح لخالد لما سأله : ما أنتم؟ قال : عرب استنبطنا ونبط استعربنا ، معناه : إنّا عرب ونبط خالط بعضنا بعضا وجاوره ، فأخذ كل فريق منا من خلائق صاحبه وسيرته.

آخر (٦) الجزء الثالث والثلاثين بعد الأربعمائة (٧).

__________________

(١) الأصل : «ترقى» والمثبت عن م والجليس الصالح.

وأرفأت السفينة : إذا أدنيتها من وجه الأرض.

(٢) الأبيات في الجليس الصالح ١ / ٤٤٧ والمعمرين ٤٧ وأمالي المرتضى ١ / ٢٦٢ وتاريخ الطبري ٣ / ٣٦٢ ومعجم البلدان ٢ / ٤٠٢ و ٣ / ٢٠١.

(٣) الخورنق والسدير : قصران كانا بالحيرة.

(٤) الأصل وم ، وفي الجليس الصالح : «ذروة» ومثله في معجم البلدان ، وعجزه في أمالي المرتضى : مراعي نهر مرة فالحفبر.

(٥) فى الجليس الصالح : الفخور.

(٦) ما بين الرقمين ليس في م.

(٧) ما بين الرقمين ليس في م.

٣٦٥

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أحمد (١) بن علي بن ثابت الخطيب ، أنا أبو منصور محمّد بن علي بن إسحاق الكاتب ، أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الخرقي ، أنا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني ، نا أبو حاتم سهل بن محمّد بن عثمان السّجستاني ، قال :

قالوا : وعاش عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيان بن بقيلة الغسّاني مائة وخمسين سنة ، وأدرك الإسلام فلم يسلم ، وكان شريفا في الجاهلية وقال (٢) :

لقد بنيت للحدثان بيتا (٣)

لو أن المرء تنفعه الحصون

رفيع (٤) الرأس أحوى مشمخرا

لأنواع الرّياح فيه حنين

وقال يذكر من كان معه من ملوك قومه الذين مضوا :

أبعد المنذرين أرى سواما

تروّح (٥) بالخورنق والسّدير

تحاماه فوارس كلّ حيّ

مخافة أغضف (٦) عالي الزئير

وبعد فوارس النّعمان أرعى

رياضا بين مرّة والحفير

وصرنا بعد ملك (٧) أبي قبيس

كجرب (٨) الشافي يوم مطير

تقسّمها القبائل من معد

علانية كأيسار الجزور

وكنا لا ترام لنا حريم

فنحن كصرة الضرع الفجور

نؤدي الخرج بعد خراج بصرى

وخرج بني قريظة والنّضير

كذاك الدهر دولته سجال

فيوم من مساءة أو سرور

قالوا : وخرج بقيلة في ثوبين أخضرين ، فقال له إنسان : ما أنت إلّا بقيلة ، فسمي بقيلة بذلك ، واسمه ثعلبة بن سنبر (٩).

__________________

(١) الأصل : حمد ، تصحيف.

(٢) البيتان في أمالي المرتضى ١ / ٢٦٢ قالهما لما بنى بالحيرة قصره المعروف بقصر بني بقيلة.

(٣) أمالي المرتضى : حصنا.

(٤) أمالي المرتضى : طويل الرأس أقعس مشمخرا.

(٥) الأصل : ما تروح.

(٦) مرّ : ضيغم ، وهما بمعنى.

(٧) مرّ : هلك.

(٨) الأصل وم ، ومرّ : كمثل الشاء في اليوم المطير.

(٩) كذا بالأصل وم ، ومرّ : سبين.

٣٦٦

ذكر من اسمه عبد المطّلب

٤٤٠٥ ـ عبد المطّلب بن ربيعة

ابن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي (١)

له صحبة.

وروى شيئا يسيرا.

روى عنه : عبد الله بن الحارث بن نوفل.

وكان من أهل المدينة ، ثم انتقل إلى دمشق فسكنها ومات بها ، وكانت داره بزقاق الهاشميين الذي فيه الحمّام المعروف بالحمام الجديد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي (٢) ، نا يعقوب ، وسعد قالا : نا أبي ، عن طلح ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب أنه أخبره أن عبد المطلّب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب أخبره أنه اجتمع ربيعة بن الحارث وعباس بن عبد المطلّب فقالا :

والله لو بعثنا هذين الغلامين ، فقال لي وللفضل ابن عباس ، إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأمرهما

__________________

(١) انظر أخباره في :

الإصابة ٢ / ٤٣٠ والاستيعاب ١٠٠٦ وأسد الغابة ٣ / ٤٠٤ تهذيب الكمال ١٢ / ٢٢ وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٨٩ والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٢٩ طبقات ابن سعد ٤ / ٥٧ سير أعلام النبلاء ٣ / ١١٢ والعبر ١ / ٦٦ وشذرات الذهب ١ / ٧٠ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ١٨٠ وانظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٢) مسند أحمد بن حنبل ٦ / ١٦٥ رقم ١٧٥٢٧.

٣٦٧

على هذه الصدقات ، فأديّا ما يؤدّي الناس ، وأصابا ما يصيب الناس من المنفعة ، فبينما هما في ذلك جاء علي بن أبي طاب ، فقال : ما ذا تريدان؟ فأخبراه بالذي أرادا ، قال : فلا تفعلا ، فو الله ما هو بفاعل ، فقال : لم تصنع هذا؟ فما هذا منك إلّا نفاسة علينا ، لقد صحبت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونلت صهره ، فما نفسنا ذلك عليك ، قال : فقال : أنا أبو حسن أرسلوهما ، ثم اضطجع ، قال : فلما صلّى الظهر سبقنا إلى الحجرة ، فقمنا عندها حتى مرّ بنا فأخذ بأيدينا ثم قال : «أخرجا ما تصرّران» ودخل فدخلنا معه وهو حينئذ في بيت زينب ابنة جحش قال : فكلمناه فقلنا : يا رسول الله جئناك لتؤمرنا على هذه الصدقات ، فنصيب ما تصيب الناس من المنفعة ، ونؤدّي إليك ما يؤدي الناس ، قال : فسكت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورفع رأسه إلى سقف البيت حتى أردنا أن نكلمه ، قال : فأشارت إلينا زينب من وراء حجابها كأنها تنهانا عن كلامه ، وأقبل فقال : «ألا إنّ الصّدقة لا تنبغي لمحمّد ، ولا لآل محمّد ، إنّما هي أوساخ الناس ، ادعوا إليّ (١) محمية (٢) بن الجزء ـ وكان على العشر ، وأبا سفيان بن الحارث» قال : فأتيا فقال لمحمية : «أصدق عنهما من الخمس» [٧٥٣٧].

أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا عبيد الله بن عمر ، نا محمّد بن فضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب قال :

مشت بنو عبد المطّلب إلى العباس فقالوا : كلّم لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فليجعل فينا ما يجعل في الناس من هذه السعاية (٣) وغيرها ، قال : فبينما هم كذلك يأتمرون إذ جاء علي بن أبي طالب ، فدعاه العباس فقال : هؤلاء قومك ، وبنو عمك اجتمعوا ، لو كلّمت لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يجعل لهم السّعاية ، فقال علي : إنّ الله تعالى أبى لكم يا بني عبد المطّلب أن يطعمكم غسالة أوساخ أيدي الناس ، قال : فقال ربيعة بن الحارث : دعوا هذا ، فليس عنده خير ، وابعثوا أنتم ، فبعث العباس ابنه الفضل ، وبعثني أبي ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب ، قال : فانطلقنا حتى دخلنا على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فأجلسنا عن يمينه وعن شماله ، قال : فحصرنا كأشد حصر (٤) ،

__________________

(١) في المسند : لي.

(٢) سقطت من م.

(٣) سعى سعاية : مشى لأخذ الصدقة.

(٤) الحصر : ضرب من العي ، حصر الرجل حصرا : عيي في منطقه ، ولم يقدر على الكلام.

٣٦٨

قال : ثم أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بإذني وإذنه ، فقال : «أخرجا ما تصرّران» (١) ، فقلنا : يا رسول الله ، بعثنا إليك عمّك ، واجتمع بنو عمك إليه بنو عبد المطّلب فبعثوا إليك أن تجعل لهم السّعاية ، فقال : «إنّ الله تعالى أبى لكم يا بني عبد المطّلب أن يطعمكم غسالة أوساخ أيدي الناس ، ولكن لكما عندي الحباء والكرامة ، أمّا أنت يا عبد المطّلب فأزوجك فلانة ، وأما أنت يا فضل فأزوجك فلانة» ، قال : فرجعنا إليهم وهم كذلك ، فلما أتيناهم قالوا : ما وراء كما أسعد أو سعيد (٢) ، قال : فقلنا : قد زوّجنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فادعوا لنا بالبركة ، قال : فأخبرناهم بقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فوثب عليّ عليه‌السلام ، فقال : أنا أبو الحسن ، وتفرقوا [٧٥٣٨].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر ـ زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا أبو الحسين الأنماطي ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، أنا أبو حفص ، نا خليفة بن خياط قال (٣) :

عبد المطلّب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف ، وأمّه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطّلب بن هاشم ، مات بالشام في ولاية يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو بكر بن عبيد بن الفضل ـ إجازة ـ نا محمّد بن الحسين ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، أنا مصعب قال (٤) :

كان عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث رجلا على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأمر (٥) أبا سفيان بن الحارث أن يزوّجه ابنته ، ففعل ، ولم يزل عبد المطّلب بالمدينة إلى زمن عمر بن الخطّاب ، وتحوّل عبد المطّلب بن ربيعة إلى دمشق ، فنزلها ومات بها.

أخبرنا (٦) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا أحمد بن زهير ، نا مصعب قال : كان عبد المطّلب رجلا على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يزل بالمدينة إلى عهد عمر ، ثم تحوّل إلى دمشق.

__________________

(١) أي ما تجمعانه في صدوركما من الكلام ، وكل شيء جمعته فقد صررته.

(٢) مثل ، انظر من قاله ومناسبته في جمهرة الأمثال للعسكري ١ / ١٥٥ و ٣٧٧ والفاخر ٥٩ وفضل المقال ١٧٦ والمستقصى ٦٩ ومجمع الأمثال للميداني ١ / ٢٢٢ واللسان (سعد).

(٣) طبقات خليفة ص ٣١ رقم ١٤.

(٤) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٨٧.

(٥) يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كما يفهم من عبارة نسب قريش.

(٦) الخبر التالي والذي يليه سقطا من م.

٣٦٩

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، قال :

ومن ولد ربيعة : عبد المطّلب بن ربيعة ، وأمّه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطّلب ، وكان عبد المطّلب بن ربيعة رجلا على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا سفيان بن الحارث أن يزوّجه ابنته فزوجه إيّاها ، وهو الذي أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مع الفضل بن عباس فسألا أن يستعملهما على الصّدقة ، ولم يزل عبد المطّلب بالمدينة إلى زمن عمر بن الخطاب ، ثم تحوّل إلى دمشق فنزلها ، وهلك بها ، وأوصى إلى يزيد بن معاوية في خلافة يزيد ، وقبل يزيد وصيّته (١).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٢) قال في الطبقة السابعة : عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم ، وهو الذي أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مع الفضل بن عباس ، فسألاه أن يستعملهما على الصدقة ، هلك في زمن يزيد بن معاوية ، وإليه أوصى ، وكان قد نزل دمشق في زمن عمر ، وابتنى بها دارا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي إسحاق البرمكي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣).

قال في الطبقة الثامنة : عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، وأمّه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، وقد روى عبد المطّلب بن ربيعة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان رجلا على عهده.

قال محمّد بن عمر وعلي بن عيسى بن عبد الله النوفلي (٤) : لم يزل عبد المطلّب بن ربيعة بالمدينة إلى زمن عمر بن الخطاب ، ثم تحول إلى دمشق فنزلها ، وابتنى بها دارا ، وهلك بدمشق في خلافة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، وأوصى إلى يزيد بن معاوية ، فقبل وصيّته.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، ثم أخبرني أبو الفضل السّلامي عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أحمد بن علي بن الحسن ، أنا أحمد بن

__________________

(١) راجع نسب قريش للمصعب ص ٨٧ والإصابة ٢ / ٤٣٠.

(٢) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٣) طبقات ابن سعد ٤ / ٥٧ و ٥٨.

(٤) طبقات ابن سعد ٤ / ٥٩.

٣٧٠

عبد الله بن عبد الرحيم قال في تسمية من روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من قريش : عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب ، أمّه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطّلب ، له ثلاثة أحاديث (١).

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو الفضل أحمد بن الحسن ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (٢) :

عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب الهاشمي له صحبة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ـ إذنا ـ قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا أبو علي ـ إجازة.

ح (٣) قال : وأنا أبو طاهر الهمداني ، أنا أبو الحسن قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٤) :

عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب له صحبة ، روى عنه عبد الله بن الحارث بن نوفل ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسن بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد قال :

عبد المطّلب ـ ويقال : المطلب ـ بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، قال :

عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب روى عنه عبد الله بن الحارث.

قال ابن أبي خيثمة عن مصعب الزبيري قال :

__________________

(١) انظر تهذيب الكمال ١٢ / ٢٢.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ٢ / ١٣٢.

(٣) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٤) الجرح والتعديل ٦ / ٦٨.

٣٧١

كان عبد المطّلب رجلا على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يزل بالمدينة إلى زمن عمر ، ثم تحول إلى دمشق ، فمات بها (١).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير التميمي المالكي ، أنا أبو الحسن علي بن الخضر السّلمي ، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر الشيباني ، حدّثني أبو الفوارس أحمد بن محمّد السندي الصابوني ـ بمصر ـ قال : سمعت الربيع بن سليمان يقول : سمعت محمّد بن إدريس الشافعي يقول : توفي عبد المطّلب بدمشق ، ودفن بها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني (٢) ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال :

عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب نزل دمشق ، وبها داره ، سألت عن تاريخ موته بعض ولده فلم يجد له بعد معاوية ذكرا في تلك الأمور.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٣) :

ومات أيام يزيد بن معاوية عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب.

ذكر من اسمه عبد مناف

٤٤٠٦ ـ عبد مناف بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف

أبو طالب

يأتي ذكره في الكنى إن شاء الله.

__________________

(١) راجع ما مرّ عن مصعب الزبيري ، وقارن مع نسب قريش ص ٨٧.

(٢) في م : الكناني ، تصحيف.

(٣) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٥١ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ١٨١

٣٧٢

ذكر من اسمه عبدوس

٤٤٠٧ ـ عبدوس بن ديرويه

أبو محمّد ـ ويقال : أبو عبد الله ـ الرازي

سكن مصر ، وسمع بدمشق هشام بن عمّار ، ودحيما ، وأحمد بن أبي الحواري ، وهشام بن خالد ، والوليد بن عتبة ، وبحمص : محمّد بن مصفّى ، وبغيرها : علي بن ميمون الرّقّي ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وعبد الله بن هانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة ، والمسيّب بن واضح.

روى عنه : سليمان بن أحمد بن الطّبراني ، وأبو جعفر محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي ، وأبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن خروف المصري ، وعبد الله بن جعفر بن محمّد بن الورد ، وطلحة بن عبيد الله العمري الرّملي ، وأبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن كامل الحضرمي ، وأحمد بن الحسن بن إسحاق الرازي ، وأبو الحسين أحمد بن عبد الله بن علي الناقد المصري ، وأبو مروان عبد الملك بن يحيى بن شاذان المكي.

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، وحدّثني أبو مسعود عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا عبدوس بن ديرويه الرّازي ، نا الوليد بن عتبة الدمشقي ، نا الوليد بن مسلم ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن مكحول ، عن محمود بن الربيع ، عن عبادة بن الصامت ، قال :

صلى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاة يجهر فيها بالقراءة ، فالتبست عليه القراءة ، فلما انصرف أقبل علينا بوجهه ثم قال : «هل تقرءون خلفي إذا جهرت؟» فقال بعضنا : إنّا لنصنع ذلك ، قال : «فلا تقرءوا خلفي بشيء من القرآن إذا جهرت إلّا بأمّ القرآن» [٧٥٣٩]

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو بكر الشامي (١) ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا

__________________

(١) عن م وبالأصل : السامي.

٣٧٣

يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي (١) ، حدّثني عبدوس بن ديرويه (٢) ، نا هشام بن عمّار ، نا رفدة بن قضاعة الغسّاني (٣) ، نا الأوزاعي ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي ، عن أبيه ، عن جده قال :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يرفع يديه مع كل تكبيرة.

وقد أوردته في ترجمة رفدة عاليا.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله قال : قال : نا أبو سعيد بن يونس.

عبدوس بن ديرويه يكنى أبا عبد الله.

وقال أبو سعيد مرة أخرى : يكنى أبا محمّد من أهل الري ، قدم مصر ، وحدّث بها ، توفي في مصر في شوال.

وقال أبو سعيد مرة أخرى : في جمادى الأولى سنة تسعين ومائتين.

ذكر من اسمه عبدون

٤٤٠٨ ـ عبدون بن عبد الملك الثقفي

حكى عنه ابنه عبد الوهاب بن عبدون.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان ، نا أحمد بن المعلى ، نا عبد الوهاب بن عبدون بن عبد الملك الثقفي قال : سمعت أبي يقول :

لما لقينا عبد الله بن طاهر وقت مجيئه إلى دمشق لبسنا ثياب سواد جدد ، ولقيه صدقة بن عثمان المرّي بسواد قد رثت ، فقال له صدقة : أيها الأمير من كان من أهل السواد الرث فإنّه كان في منزله قديما ، ومن كان من أصحاب أبي العميطر فإنّ سواده جديد.

__________________

(١) أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير ٢ / ٦٥ ضمن أخبار رفدة بن قضاعة الغساني.

(٢) ورد في الضعفاء الكبير : ديزويه.

(٣) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٣٤٣ وميزان الاعتدال ٢ / ٥٣.

٣٧٤

ذكر من اسمه عبدة

٤٤٠٩ ـ عبدة بن رياح الغسّاني (١)

روى عن أم الدّرداء ، ويزيد بن أبي مالك ، وعبادة بن نسيّ ، ومنيب بن عبد الله بن منيب ، وعطاء الخراساني ، والقاسم بن عبد الرّحمن بن عضاة الأشعري.

روى عنه : الوليد بن مسلم ، وابنه الحارث بن عبدة ، وجبلة بن مالك الغسّاني.

وولي عبدة الجزيرة للوليد بن يزيد ، وكانت داره بدمشق بباب البريد ، وهي المعروفة بدار الكأس.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا أحمد بن عبد الله بن صفوان البصري ، نا محمّد بن الحسن اللّخمي ، نا إبراهيم بن محمّد بن يوسف المقدسي ، نا عمرو بن بكر السكسكي ، نا الحارث بن عبدة بن رياح ، عن أبيه ، عن منيب بن عبد الله ، عن أبيه قال :

تلا علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)(٢) قلنا : يا رسول الله وما ذاك الشأن؟ قال : «أن يغفر ذنبا ، ويكشف كربا ، ويرفع قوما ، ويضع آخرين» [٧٥٤٠].

قال ابن منده : هذا حديث غريب لا يعرف إلّا بهذا الإسناد من حديث إبراهيم الفريابي ، رواه الحسن بن سفيان ، عن إبراهيم.

__________________

(١) في م : «رباح» في كل مواضع الترجمة ، والمثبت يوافق ما نص عليه ابن ماكولا في الاكمال.

التاريخ الكبير ٣ / ٢ / ١١٤ وفيه : «رباح» ، والجرح والتعديل ٦ / ٨٩ وفيه أيضا : رباح. وتاريخ أبي زرعة ١ / ٣٨١ والاكمال لابن ماكولا ٤ / ١٧ وجاء فيه : عبيدة بن رباح الغساني وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٢١ ـ ١٤٠ ص ٤٨١) وفيه : رباح.

(٢) سورة الرحمن ، الآية : ٢٩.

٣٧٥

أنبأناه (١) أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحدّاد ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو عمرو بن حمدان ، أنا الحسن بن سفيان ، نا إبراهيم بن محمّد بن يوسف الفريابي ، نا عمرو بن بكير ، نا الحارث بن عبدة بن رياح الغسّاني ، عن أبيه عبدة ، عن منيب بن عبد الله الأزدي ، عن أبيه عبد الله قال :

تلا علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هذه الآية (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) قلنا : يا رسول الله وما ذلك الشأن؟ قال : «أن يغفر ذنبا ، ويفرج كربا ، ويرفع قوما ويضع آخرين» [٧٥٤١].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أبو بكر الشيرازي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو عبد الله البخاري ، قال (٢) :

عبدة بن رياح (٣) ، قال زكريا نا الحكم بن المبارك ، نا الوليد بن مسلم ، عن عبدة بن رياح (٤) ، عن عبادة بن نسيّ ، عن عبد الرّحمن بن غنم عن عمر قوله حديثه (٥) في الشاميين.

أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلّال ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أحمد ـ إجازة ـ.

ح (٦) قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي قالا : أنا أبو محمّد قال (٧) :

عبدة بن رياح (٨) الغسّاني روى عن يزيد بن أبي مالك ، وعبادة بن نسيّ ، روى عنه الوليد بن مسلم ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة قال (٩) :

وقال أبو مسهر : وقد رأيت ابن جابر ، وعبدة بن رياح (١٠) الغسّاني جالسين في المسجد.

__________________

(١) عن م وبالأصل : أنباه.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ٢ / ١١٤.

(٣) في التاريخ الكبير : رباح ، بالباء الموحدة.

(٤) في التاريخ الكبير : رباح ، بالباء الموحدة.

(٥) في التاريخ الكبير : «حدثنا الشاميين» وكتب محققه : كذا في الأصل ولعل الصواب : حديثه في الشاميين. والله أعلم.

(٦) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٧) الجرح والتعديل ٦ / ٨٩.

(٨) في الجرح والتعديل : رباح ، بالباء الموحدة.

(٩) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٨١.

(١٠) في تاريخ أبي زرعة الدمشقي : رباح.

٣٧٦

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر الحافظ قال (١) :

وأما رياح بكسر الراء وفتح الياء المعجمة باثنتين من تحتها عبيدة (٢) بن رياح الغسّاني ، حدّث عن منيب بن عبد الله ، عن (٣) أبيه ، قال : تلا علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) الحديث (٤) روى عنه ابنه الحارث.

كذا قال (٥).

قرأت على أبي محمّد عبد الله بن أسد بن عمّار بن السّويدي ، عن عبد العزيز الكتاني (٦) ، أنا علي بن محمّد المقرئ ، أنا محمّد بن أحمد السّلمي ، نا أحمد بن عمرو بن جابر ، نا يزيد بن عبد الصمد ، نا أبو مسهر قال : كان له ـ يعني سعيد بن عبد العزيز ـ جليس يقال له هشام بن يحيى الغسّاني ، فقال له يوما : كان عندنا صاحب شرطة يقال له عبدة بن رياح وكان ظلوما ، فجاءته امرأة فقالت إن ابني يعقّني ويظلمني ، فأرسل بها في الطريق ، فقالوا لها : إن أخذ ابنك ضربه ، قتله ، قالت : كذا؟ قالوا : نعم ، قال : فمرت بكنيسة على بابها شماس ، فقالت : خذوا هذا ، هذا (٧) ابني ، فقالوا له : أجب عبدة بن رياح ، فلما مثل بين يديه ، قالوا له : تضرب أمك وتعقّها؟ قال : ما هي أمي؟ قال : وتجحدها أيضا؟ خذوه ، فضربه ضربا وجيعا ، وأرسله ، فقالت : إن أرسلته معي ضربني. قال : هاتوه ، فأركبها على عنقه ، وقال : كرروا عليه النداء ، وقالوا : هذا جزاء من يضرب أمه ويعقّها ، فمرّ به رجل ممن يعرفه ، فقال له : ما هذا؟ فقال : من لم يكن له أم فليمر إلى عبدة (٨) بن رياح حتى يجعل له أما.

٤٤١٠ ـ عبدة بن عبد الرّحيم بن حسّان

أبو سعيد المروزي (٩)

حدّث بمصر ، وبدمشق ، وحلب عن : سفيان (١٠) ، وإبراهيم بن عيينة ، ووكيع بن

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ١٤ و ١٧.

(٢) كذا بالأصل وم والاكمال ، وهو صاحب الترجمة.

(٣) ما بين الرقمين ليس في الاكمال.

(٤) ما بين الرقمين ليس في الاكمال.

(٥) يعني أنه سماه عبيدة ، وقد تقدم : عبدة.

(٦) في م : الكناني ، تصحيف.

(٧) سقطت من م ، والمثبت يوافق عبارة تاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٢١ ـ ١٤٠ ص ٤٨٢).

(٨) الأصل وم : عبيدة. والمثبت عن تاريخ الإسلام.

(٩) انظر أخباره في :

تهذيب الكمال ١٢ / ١٦٥ وتهذيب التهذيب ٣ / ٥٣٧ وميزان الاعتدال ٢ / ٦٨٥ والتاريخ الكبير ٣ / ٢ / ١١٥ والجرح والتعديل ٦ / ٩٠.

(١٠) هو سفيان بن عيينة ، كما يفهم من تهذيب الكمال ، وفي م : سفيان بن إبراهيم بن عيينة.

٣٧٧

الجرّاح ، وأبي معاوية الضرير ، والنضر (١) بن شميل ، وعمرو بن محمّد العنقزي ، ومحمّد بن شعيب بن شابور ، وسلمة بن سليمان ، وبقية بن الوليد ، ومحمّد بن حرب الأبرش ، والفضل بن موسى السّيناني (٢) ، وضمرة بن ربيعة ، وعبد الرّحمن بن مخلد المحاربي ، وعبد الله بن نمير ، وإبراهيم بن الأشعث ، ومحمّد بن يوسف الفريابي ، وقتيبة بن سعيد.

روى عنه : محمّد بن زبّان بن حبيب المصري ، ومحمّد بن أحمد بن عمارة ، وأبو جعفر أحمد بن محمّد بن أبي عبد الملك ، وأبو عبد الرّحمن النسائي (٣) في سننه ، وأبو زرعة الدمشقي ، وعبد الرّحمن بن عبيد (٤) الله الحلبي ، وأبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد الجوبري ، ومحمّد بن أبي حرملة القلزمي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو حاتم الرازي ، وموسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري ، ومحمّد بن عبيد الله بن الفضيل الحمصي ، وعمر بن الحسن بن نصر الحلبي ، ومحمّد بن معافى الصيداوي.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا محمّد بن زبّان بن حبيب بن زبّان الحضرمي ـ بمصر ـ نا عبدة بن عبد الرّحيم المروزي ، نا وكيع بن الجرّاح ، نا سفيان ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن علقمة بن وقّاص الليثي ، سمعت عمر بن الخطاب يقول :

إنّما الأعمال بالنيات ، وإنّما لامرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو امرأة يتزوجها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه.

أخبرنا أبو العلاء أحمد بن مكي بن حسنويه الحسنوي ـ قاضي زنجان ، بها ـ نا أبو سهل غانم بن محمّد بن عبد الواحد بن عبيد الله (٥) الحافظ ـ إملاء ـ بأصبهان ، نا عبد الله بن محمّد بن أحمد الواعظ ، نا محمّد بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن عبدة السّليطي ، نا عمر بن محمّد بن علي الجوهري ، قال : سمعت أحمد بن علي ، أنا العباس الجوهري قال : قال عبدة بن عبد الرّحيم :

__________________

(١) الأصل : النضير ، والمثبت عن م وتهذيب الكمال.

(٢) في م : الشيباني ، تصحيف.

(٣) في م : الشيباني ، تصحيف.

(٤) في تهذيب الكمال : عبد الله.

(٥) في م : عبد الله.

٣٧٨

دخلنا بلاد الروم ، وكان معنا شاب يقطع نهاره بقراءة القرآن والصوم ، وليله بالقيام ، وكان من أعلم الناس بالفرائض والفقه ، فمررنا بحصن لم نؤمر أن نقف عليه ، فمال إلى ناحية الحصن ، ونزل عن فرسه يبول ، فنظر إلى من ينظر من فوق الحصن ، فرأى امرأة فأعجبته فقال لها بالرومية : كيف السبيل إليك؟ فقالت : هين ، تتنضّر فنفتح لك الباب ، وأنا لك ، ففعل ودخل الحصن ، فنزل بكلّ واحد منا من الغمّ ما لو كان ولده من صلبه ما كان أشد عليه ، فقضينا غزاتنا فرجعنا ، فلم نلبث إلّا يسيرا حتى خرجنا إلى غزوة أخرى ، فمررنا بذلك الحصن ، فإذا هو ينظر إلينا مع النصارى ، فقلنا : يا فلان ما فعل قرآنك؟ ما فعل علمك؟ ما فعل صومك وصلاتك؟ فقال : أنسيت القرآن كلّه حتى [لا](١) أحفظ منه إلّا قوله : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ، ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)(٢).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٣) :

عبدة المروزي (٤) أبو سعيد ، سمع بقية.

أخبرنا أبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ وأبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح (٥) قال : وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسن قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٦) :

عبدة بن عبد الرّحيم أبو سعيد المروزي ، روى عن الفضل بن موسى ، وإبراهيم بن عيينة ، وضمرة ، ومحمّد بن حرب الأبرش ، والنّضر بن شميل ، ومحمّد بن فضيل ، وأبي معاوية الضرير ، والمحاربي ، وعبد الله بن نمير ، وعمرو العنقزي ، وبقية. روى عنه أبي ، وموسى بن إسحاق الأنصاري ، سئل أبي عنه فقال : صدوق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجاج يقول : أبو سعيد عبدة المروزي سمع بقية.

__________________

(١) سقطت من الأصل ، وأضيفت عن م للإيضاح.

(٢) سورة الرعد ، الآية : ٢.

(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ٢ / ١١٥.

(٤) في التاريخ الكبير : «المروي» كذا ، والمعروف بالنسبة إلى مرو ، مروزي.

(٥) «ح» حرف التحويل سقط من م.

(٦) الجرح والتعديل ٦ / ١٩٠.

٣٧٩

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال :

أبو سعيد عبدة بن عبد الرّحيم مروزي.

وقال النسائي في موضع آخر : يعني هذا الإسناد مروزي صدوق لا بأس به (١).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو سعيد عبدة بن عبد الرّحيم المروزي ، سمع ابن المبارك ، وبقية بن الوليد ، كنّاه لنا محمّد ، قال : نا محمّد.

أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا أبو القاسم عمي ، عن أبيه أبي عبد الله بن منده ، أنا أبو سعيد بن يونس قال :

عبدة بن عبد الرّحيم بن حسان ، يكنى أبا سعيد مروزي ، قدم مصر ، وحدّث بها ، وخرج إلى دمشق ، فكانت وفاته بها سنة أربع وأربعين ومائتين (٢).

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد الكتاني (٣) ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر ، نا محمّد بن أحمد بن عمارة ، قال : وتوفي عبدة بن عبد الرّحيم المروزي بدمشق في يوم عرفة من سنة أربع وأربعين ومائتين ، ودفن بباب الجابية (٤).

٤٤١١ ـ عبدة بن عبد القدّوس

روى عن أنس بن أبي الليث.

روى عنه : أصبغ بن عثمان البابلتّي (٥) الجزري.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، عن أبي علي الأهوازي ، أنا تمّام بن محمّد ، ونقلته أنا من خط تمام ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علان الحرّاني الحافظ ، أنا أبو عروبة ، نا

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٢ / ١٦٦.

(٢) تهذيب الكمال ١٢ / ١٦٧.

(٣) في م : الكناني ، تصحيف.

(٤) تهذيب الكمال ١٢ / ١٦٧.

(٥) هذه النسبة ضبطت بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الباء الثانية وضم اللام وكسر التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها في الآخر مع التشديد هذه النسبة إلى بابلت قرية بالجزيرة بين حران والرقة (انظر معجم البلدان والأنساب)

٣٨٠